إلى مهاجرة

[هري عبدالرحيم]

أسكرتني لحظات بوحك على شاطيء خمرك،ثملتُ من شذى عطرك الفواح،أهدرتُ دمك حين اغتصبتِ براءتي،أنا الباحثُ عن ضوء هارب،حتى أحرقني سنا بريق وجنتيك ،أنا الراكض بحثا عن وجهي الآخرالمفقود،حتى اصطدم قطاري بضياء عينيك الحزين.
أتذكرين الفراشة بين دفتي كتاب مقبورة؟
أتذكرين حين فتحته لتتنسم روحك العليلة بَرِيقَ ضياء؟
إن حلقتِ في الأجواء ،إستعرتُ جناحين ،إن بحثتِ عن أريجٍ،تحوَّلْتُ زهورا،إن غرقتْ زوارقك،كنتُ الموج الذي يطرحُ الألواح على شاطيء الأمان،إن كنتِ عملة،كنتُ وجهها الآخر،إن كنتِ الأرض البوار،كنتُ الخصبَ،إن كنتِ القرطاس،كنتُ المداد الذي يكتبك قصيدة.
ذات الوجه المليح،تيمني الحزن ينزف من عينيك،يشدني إلى مرافيءتيهك،عمن تبحثين أيتها الشاردةُ بين منارات العشق وقناديل الموائد؟
وجهي المشطور جئتك به كي يكتمل الصنع،فامنحيني نصفي المبثور المبثوث فيك منذ الأزل،افتحي نوافذ أريجك لتنثري عطرك هواء يتقاطرذرات صوب رئتيَّ.
كوني نبيذا استحم في حمأته حتى الثمالة،فلن تهدأ عواصف ذاتي إلا في التيه داخل أهدابك،فافتحي بوابة دروبك أنصهر في وهج شرودك.