المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسه لقصة اللص للكاتب( الحاج بونيف)



ريمه الخاني
20/10/2007, 09:25 AM
الأديب الحاج بونيف

http://elhamel.net/joomla/images/stories/present/elhadj.jpg

الحاج بونيف من مواليد قرية الهامل من سنة 1951، ككل أطفال الجزائر آنذاك، نشأ في جو سياسي غير طبيعي، إذ لم تكن الجزائر حرة، وكانت تستعد لخوض حرب طويلة، وهذا الجو جعله كأغلبية البسطاء من الشعب يحيا حياة الفقر..


أدخله أبواه الكُــتاب، فقرأ القرآن الكريم، وحفظه ..وفي سنة 1958 دخل المدرسة الابتدائية في قريته فنال الشهادة الابتدائية.. وانتقل بعدها لإنهاء دراسته المتوسطة والثانوية بالمعهد الإسلامي القاسمي الذي كانت له شهرة وطنية وافريقية.. ومنه تحصل على شهادة الأهلية، واجتاز شهادة البكالوريا سنة 1969، ولم تسمح له ظروفه المادية بمواصلة مشواره الدراسي، فانخرط في سلك التعليم سنة 1970، فعلم في المدرسة الابتدائية لمدة أربع سنوات بمدينة بني سليمان ولاية المدية، ثم التحق بدار المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة ليتخرج منها بدرجة الأستاذية ، وعمل كأستاذ لمادة اللغة العربية وآدابهامن سنة 1974 إلى سنة 1982 بمدينة عين وسارة بولاية الجلفة، ثم انتدب للجامعة ، ومنها انتقل إلى المركز لوطني لإطارات التربية بابن عكنون بالجزائر العاصمة ليتخرج منه سنة 1984 كمفتش لمادة اللغة العربية وآدابها..

طوال هذا المسار شارك في عدة ملتقيات أدبية وفكرية وتربوية ، وله إسهامات فيها نشرت على صفحات الجرائد والمجلات المحلية والوطنية..
وتعود محاولاته الأدبية الأولى في كتابة القصة القصيرة إلى منتصف السبعينيات، حيث نشر على صفحات المنبر الأدبي لجريدة الشعب بعض محاولاته التي لقيت تشجيعا من القائمين على هذا الركن الأدبي ..
ومن القصص التي نشرها نذكر : المعلم الشهيد .. و مبني على الضم.. والرهان..
كما نشر في هذه الفترة المتقدمة من حياته بعض المقالات السياسية والاجتماعية والتربوية على صفحات بعض الجرائد والمجلات كالشعب والمجاهد ..

وبعد توقف عن النشر استطاع خلاله جمع الكثير من انتاجه القصصي، عاد لينشر من جديد ... فنشر أكثر من خمسين قصة قصيرة ، الأغلب منها نشر على صفحات جريدة صوت الأحرار في منبرها الأسبوعي أصوات أدبية التي تتمتع بسمعة طيبة وطنيا وعربيا..

الأديب الحاج بونيف في إحدى الأمسيات الأدبية صيف 2004 ..صالون عقيل الثقافي



يغلب على قصصه الطابع الاجتماعي والسياسي .. ففي الكثير منها رمزية تشد القاريء من دون أن تستهين بذكائه وعبقريته..
والكثير من هذه الأعمال منشورة أيضا على شبكة الإنترنت،وقد تناولها نقاد من مختلف الأقطار ، وأبدوا إعجابهم بالأسلوب والمحتوى والأفكار المطروحة .. ولم يبخلوا بذكر ملاحظاتهم وآرائهم التي رأوها.. وكانت لبعضهم اتصالات مباشرة مع القاص تناولت جوانب متعددة من إبداعاته .. كما كان لبعض إنتاجاته الأدبية وقفات من بعض النقاد على صفحات الجرائد الوطنية ..
لم يتسن له أن يطبع هذه الأعمال رغم كثرتها ، لأسباب منطقية في الكثير من الأحيان،
لكنه جمعها على شكل مجموعتين من الحجم المتوسط..نأملها أن تطبع قريبا بإذن الله.
ويقضي جل وقته بعد فراغه من عمله كمرشد تربوي، في مطالعاته ، وفي الكتابة التي تتنوع بين المقالات .. والقصص القصيرة ..
ليس راضيا عن الأوضاع في بلده لما تعانيه من سوء في التسييرعلى جميع الأصعدة، وأكثر ما يتألم له رؤيته للشباب المثقف من خريجي الجامعات يحالون على البطالة الدائمة من يوم تخرجهم، في حين تسند المسؤوليات والمناصب لأصحاب السلطان، واليد الطولى، من الذين امتدت أيديهم إلى الخزانة فنهبوها، وجوعوا البلد وأهله ..
يرثي لحال الثقافة والمثقفين في البلاد العربية، وبخاصة في الجزائر .. أين صار المثقف من أفقر خلق الله على البسيطة، في حين يرفل الأغنياء من الجهلة في الحرير والذهب..
أما عن الأوضاع السياسية الكبرى في العالم.. فيرى أن مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناتهم من الاستدمار الصهيوني الظالم ، سبب في جلب المهالك للشرق الأوسط بأكمله.. وما احتلال العراق إلا دليل صارخ على عنجهية هذا الاحتلال الذي يتدثر بثوب الحرية وحقوق الانسان ليحتل الانسان، ويقتله، ويهلك الحرث والنسل، ويأخذ خيرات البلد..
وعن الإرهاب .. يقول: .. إنه نابع من تسلط الأقوياء على رقاب الضعفاء، فمتى انزاح الظلم عادت الحياة تسير سيرها الطبيعي.. ولا يوجد إنسان خلقه الله ليكون إرهابيا.. بل يدفعه إلى هذا السلوك الانتقام من المتكبر الظالم الذي يعتد بقوته.. وقوته فقط..
والعولمة كذبة كبرى وفرية عظمى القصد منها الاستحواذ عن خيرات هذا العالم والهيمنة على الشعوب المستضعفة، وجعلها تسير مكرهة في الطابورمنقادة إلى المسلخة ..لسلخها عن قيمها ، ومبادئها، ودينها، والقضاء على ثوابتها..
فنسأل الله العفو والعافية..وعلى قدر أهل العزم ، تأتي العزائم..

الهامل .نت
26/08/2005





اللص

راقب هدوء الحي ، الناس في غدو و رواح ، الأبواب تغلق و تفتح ، الرجال و النساء و الأطفال يدخلون ويخرجون في كل الأوقات، الكل منشغلون بقضاء حوائجهم ، إلا هو .. ينتقل في الأزقة بحذر.. يركز على الحركات الدقيقة .. النوافذ تغلق و توصد.. بعضهن كن يطلن النظر في الشارع، و يحدقن في المارة، حتى إذا ما تعرضن لحركات، أو تلويحات بالإشارات، تظاهرن باللامبالاة، و رحن يطلقن ستائر النوافذ، أو تحويل النظر إلى الجهة الأخرى من الشارع .
في الليل كانت الحركة تخف في الحي، إلا من تجمعات بعض الشباب الذين كانوا يتلهون بلعب الدومينو أو الشطرنج تحت الإنارة العمومية في الشارع الطويل ، أو قد يلعبون كرة القدم، أويتلهون بأي شيء يصلح لتزجية الوقت.
الأنوار تنبعث من وراء الستائر الجميلة التي تغطي النوافذ ، ومن وراء الشبابيك .. تدل على أن أهل البيت موجودون .. الحيل التي يلجأ إليها من ينوون السفر، و يتركون مصابيح بيوتهم مضاءة، لم تعد تنطلي على المحترفين من أمثاله .
قادته تحرياته التي استغرقت يومين بليلتيهما أن بيتا في الطابق الأول من العمارة لم يدخل أو يخرج منه أحد ، و أن نوره يبقى مشتعلا طوال الليل و هذا ما يحفز على زيارته في أقرب وقت ممكن ..فمدة يومين كافية لاستجلاء أمر مدينة كبرى، فما بالك بحي هادئ ؟؟ .. العمل في هذا البيت بات لزاما ، ولا يستلزم أي تأخر، فمثل هذه الأمور تتطلب التعجيل .. العمل الناجح يتطلب العجلة والتخطيط المحكم، لا مجال فيه للارتجال.. اهتدى إلى أن موقع العملية ، وطبيعة المكان يناسبهما العمل الليلي، انتظر قدوم اللـيل، ودخول الناس إلى منازلهم، وخلود أكثرهم للنوم، بعض الأنوار بدأت تخمد، هدأت حركة السيارات، انتشرت بعض القطط والكلاب الضالة حول أكياس القمامات التي كانت ترمي من النوافذ .. هيأ لوازمه، و خرج متسترا في جنح الليل، متنقلا في الأماكن المظلمة .. خفيف الحركة كان، سريعا في مشيته، لا يكاد يرى ظله، لا يترك لك فرصة التأكد من ملامحه، أو لون عينيه أو شعره ..وصل إلى مسرح العملية، وضع رجله اليسرى في سياج نافذة الطابق الأول من العمارة ذات الخمسة طوابق، وتسلل كالريح.. ..إنه الآن أمام أول باب، أخرج حزمة المفاتيح التي يتأبطها، في لمح البصر فتح الباب المؤدي إلى المطبخ ، هو الآن في المطبخ، أرهف سمعه علّ أحدا موجودا فيفاجأ بما لم يكن في حسبانه ، احتاط لذلك .. رسم مسلكا لانسحابه.. الهدوء يخيم على المكان ، ألقى نظرة خاطفة في الصالون الذي كان أقرب نقطة إليه ، لم يركز على الأثاث الذي يملأ البيت، .. مرر إصبعه على المنضدة الكبيرة التي توسطت القاعة، رأى أن غبارا يعلوها، هي لم تمسح منذ مدة، و مع ذلك يجب الحذر، بكل حيطة تقدم للرواق المؤدي للغرفتين المتجاورتين كاتما أنفاسه، توقف برهة، هناك حركة في الغرفة الشمالية من الرواق، سعال متقطع، ثم ما يشبه الأنين ..دخل الغرفة اليمنى، إنها فارغة سوى من بعض الأثاث الذي بدا قليلا ..لم تبق سوى الغرفة الأخيرة .. جذب نفسا عميقا و أفرغه كأنما يستعد لوثبة عالية ، ثم اقتحم الغرفة فلم يجد بها سوى عجوز مسنة بدا هزالها الشديد، تعاني المرض و الجوع و الوحدة ، رأته فرحبت به ونادته: "عزوز" معتقدة عودة ابنها الغائب في شغله.. تفاجأ بذكرها اسمه، اقترب منها أكثر، فإذا عيناها غائرتان، وخصلات من شعرها الأشيب انسدلت على جبهتها التي كستها التجاعيد، و فم يابس مغلق، كانت تفتحه من حين لآخر كأنها تطلب الماء..رق قلبه ودمعت عيناه وانحنى يطبع قبلة على جبينها ، و يصفف بيده الشعرات المنتثرة حول عينيها ويناديها :
- أمي هل تشربين ؟
- نعم يا ولدي .
تناول الكوب الذي على الطاولة، و أسرع فملأه .. سقاها بعد أن أسندها بذراعه حتى اعتدلت لتتمكن من الشرب.. ثم طلبت منه دواءها الذي في الثلاجة، و لم تستطع الوصول إليه، سارع إلى إحضاره، سألها عن الأكل فقالت: إنها لم تأكل منذ يومين ..بحث في الثلاجة فلم يجد شيئا ، قال لها:
ـ سأخرج لجلب بعض الأكل لك يا أمي ..
ومن أقرب المحلات اشترى بعض اللوازم الغذائية.. أطعمها بيديه، سقاها ماء وحليبا..
من حين إلى حين تتفرس في وجهه.. تقترب حتى تكاد عيناها تلتصقان بوجهه..
تسأله عن ابنتها المسافرة.. يجيبها : هي بخير
حنين يسري في عروقه، شئ ما يختلج في صدره، تنسكب دمعتان على خده.. قشعريرة تهز كيانه، يتذكر أمه التي غادرت ذات شتاء بارد وتركته من دون حاضنة.. يمسح على يدها الحانية التي امتدت إليه ويقبلها، يبكي بكاء مرا، تسّـاقط دموعه بغـزارة..
ـ عزوز أنا لم أصل منذ مدة
ـ قومي لصلاتك يا أمـي.. دعواتك لي يا أمي.. لا تحرميني من دعائك يا أمي..
راقبها وهي تتحرك ببـطء في صلاتها .. صلت جالسة وتضرعت إلى الله.. أخرجت سبحـتها وعادت إلى سريرها.. داعبته سنة فاستسلم لإغفاءة في الصالون.. أفاق على حديث العجوز مع ابنها، وسمعها تقول: عزوز نائم لقد عاد متعبا من شغله، فمن أنت؟؟

اللغه

قصه تحمل لغة موفقه رغم بعض الهنات مثل ( الكل) وهي مطب يقع فيه معظم الكتاب فدوما كلمات:
جميع
بعض
كل
نكرات لاتعرف
استطاع الكاتب ان يدخلنا الى عالم القصه بجدارة حيث انها بنت بيئتها وملاصقه لواقع مؤلم,
يشكو جوعا نقصا حرمانا تجلى بشباب الحي الباحثين عن اللهو
فكرة القصه:كانت مألوفه لكنها لم تحرمنا من عنصر التشويق والعاطفه الرقيقه فيها والتي توقظ امورا ربما لم تكن غائبه عنا بقدر مانحن مقصرون عبر تلك الناحيه بالذات.
ترابط القصه
اتت مترابطه وبنت بيئتها استطاعت ان تعكسها بصدق عبر عبارات عدة مثل:
أهل البيت موجودون .. الحيل التي يلجأ إليها من ينوون السفر، و يتركون مصابيح بيوتهم مضاءة، لم تعد تنطلي على المحترفين من أمثاله .
الحبكه:ربما كانت حبكه معقوله تفتقد للمعه والبريق الذي نبحث عنه من عبارات وصور قويه تجذب القارئ وتجعله يترقب امرا ما جديدا..لم تطرح القصه غير خط زمني واحد ومسار واحد لاتداخل فيه ولا تعقيد رغم ان التشابك عبر عدة احداث ربما تترك عنصر ابهار للقارئ
مثلا لو انه اوقع انية او ترك اثرا يلفت الانظار او حدثا اخر دخل لكي يترك تعقيدا محببا يحرك القارئ عند القراءة.
القفله
اتت خاطفه كما نمط القصه الحديثه والتي نبحث عنها لتطرح تساؤلا كبيرا هنا وبعد اكتشاف العجوز ان اللص ليس ابنها تركت النهايه مفتوحه تماما لمخيله وتوقع القارئ.
وفي النهايه نرجو ان نكون قد وفقنا في النظرة النقديه وندعو له بمزيد من التوفيق( ونتمنى ان تقدم دراسه لقصصه عامة عند صدور اول مجموعه له)

شوقي بن حاج
17/01/2008, 06:57 PM
قرأت القصة و الدراسة النقدية المختصرة...

اللغة : قريبة إلى اللغة الروائية منها إلى اللغة القصصية ...التي تحتاج إلى الرمزية والتلميحات الإشارية والإختصار أكثر من الحشو اللغوي والشرح لتقريب الشخوص والأحدات ... وإدخال القاريء للنص بالقوة....

القفلة : مفتوحة لمشاركة القاريء في النص ...ومنحه جزءا من مخيال الكاتب وتشكيل رؤيته الخاص ...قفلة كانت جيدة رغم اننا قد يكون تعارض بين شخصية عزوز واللص كأن الكاتب وضع لنا شخصيتين متطابقتين...عزوز ربما كان عاصيا لوالديه...ولم يكن بذلك الحنان عامل اللص بها عزوز..

أرجو أن أكون قد وفقت في نظرتي الخاصة...

ريمه الخاني
28/01/2008, 06:28 AM
نعم اضافتك موفقه تماما
بارك الله بك
اشكر مرورك واضافتك

ريمه الخاني
28/01/2008, 06:28 AM
نعم اضافتك موفقه تماما
بارك الله بك
اشكر مرورك واضافتك

الحاج بونيف
18/08/2008, 03:27 PM
الأخت الفضلى /الأديبة ريمة الخاني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بصدق لم أنتبه لهذه الدراسة النقدية لهذه القصة سوى بالصدفة، فشكرا جزيلا على جهدك المبذول، وعلى الدراسة القيمة لهذا النص..
غير أن كلمات جميع وبعض وكل.. حسب علمي تعرّف ولا بأس في ذلك..
تقبلي أيتها الأخت خالص المودة والتقدير..

باسين بلعباس
25/08/2008, 06:53 PM
قرأت ( النقد) ثم قرأت القصة..وانحرفت الى ( النقد) مرة أخرى ..لأتأكد من انطباعي الاول..فإذا به يتأكد..والاخت الاديبة ريمة الخاني، بقدر محاولتها الجادة أن تقرأ النص ..قراءة صائبة ،غير انها قدّمت رؤية سطحية اعتمدت فيها القوالب الجاهزة في النظر الواعي الى نص إبداعي..وهي قوالب لم تعد صالحة لقراءة النصوص الحداثية..
أن نأخذ ونطور..هي الحداثة..أن نترك ما وجدنا على حاله ،دون تفعيل ،اوإعادة بناء تناسقي لمفردات التشكيل الابداعي المستهدف..هو التبعية التي تُبْقِي النصوصَ مُغَيّبَةً عن مسايرة التفكيك والتركيب للمنتج..
والأخت الاديبة لم تتعرض لحركة البطل ..ولا لمسار الحدث ككل..لانّ الحركة لم تكن خارجية يؤثر فيها الزمن..(حسب الصيغ الصرفية لبنية الافعال المستعملة..)..بل كانت الحركة نفسية بالدرجة الأولى..(أرهف سمعه ../احتاط لذلك .. رسم مسلكا لانسحابه../ ألقى نظرة خاطفة في الصالون ../لم يركز على الأثاث ../يجب الحذر، بكل حيطة تقدم للرواق المؤدي للغرفتين المتجاورتين كاتما أنفاسه، ../جذب نفسا عميقا و أفرغه كأنما يستعد لوثبة عالية ../..)
كانت هذه الانماذج تصنع للص حالته النفسية ..ويحاول أن يتظاهر بالاحترافية والقدرة على رد الفعل المناسب لأي طاريء..ولكن الطاريء الذي أوجده فيه الكاتب لم يكن في الحسبان..( رأته فرحبت به ونادته: "عزوز" معتقدة عودة ابنها الغائب في شغله.. تفاجأ بذكرها اسمه، ..)لقد حولته من لص محترف الى انسان..أحيت فيه البذرة الطيبة التي قضت عليها هموم الدائرة المغلقة التي أوجده فيها المجتمع ..لتتحول الحركة التفاعلية بين (اللص) وبين العجوز المنهكة القوى الى حميمية..قوامها(ماذا..حاضر)..وتتحرك المشاعر الانسانية..تعود أمه الميتة..وتكون عملية الاسقاط:(رق قلبه ودمعت عيناه وانحنى يطبع قبلة على جبينها ، و يصفف بيده الشعرات المنتثرة حول عينيها ويناديها :
- أمي هل تشربين ؟
ويستمر التعاون على البر..والطاعة..ثم تتوقف الحركة الخارجية بنومه..وعندما يستيقظ..:
أفاق على حديث العجوز مع ابنها، وسمعها تقول: عزوز نائم لقد عاد متعبا من شغله، فمن أنت؟؟
..هكذا يترك القاص نصه مشرع الابواب ..لا اقفال فيه ولا مفاتيح تحجر على المتلقي التفاعل مع ما تمليه حالته..وموقفه ..مع البطل ..أو أحد الـ:عزوز(ين)..
اللغة تراوحت بين الاسراع في تحريك الحدث( عندما دخل بسرعه..وانتقل الى العمارة وفيها النافذة والبيت المستهدف..وبين التعامل مع عجوز لا حركة لها ..تتصارع مع عناصر الموت( لا ماء..لا دواء..منذ يومين..)..ولا ندري كيف عاشت لولا العناية الالاهية..
المنحنى البياني لعبارات النص ..تهرب من المستوى الافقي الراكد..وفق تخطيط ضبطه الكاتب لتحميل الفكرة الاخلاقية التي انبنت عليه القصة..( الخير..والطيبة هي الاصل والشر استثناء..)
ربما تحتاج القصة الى دراسة متانية للفعل..ومستويات التعبير..وسيميائية المكان وعزوز..المتحرك ليلا..بخفة تزيل الظل..
شكرا للاديبة ريمة الخاني..على ان فتحت النص لتأويلات كثيرة..واعذريني على الاضافة المتسرعة..

كل الشكر لكِ ولكَ..
وللقصة امتحان

باسين بلعباس
25/08/2008, 07:01 PM
قرأت ( النقد) ثم قرأت القصة..وانحرفت الى ( النقد) مرة أخرى ..لأتأكد من انطباعي الاول..فإذا به يتأكد..والاخت الاديبة ريمة الخاني، بقدر محاولتها الجادة أن تقرأ النص ..قراءة صائبة ،غير انها قدّمت رؤية أوّلية اعتمدت فيها القوالب الجاهزة في النظر الواعي الى نص إبداعي..وهي قوالب لم تعد صالحة لقراءة النصوص الحداثية..
أن نأخذ ونطور..هي الحداثة..أن نترك ما وجدناه على حاله ،دون تفعيل ،أو إعادة بناء تناسقي لمفردات التشكيل الابداعي المستهدف..هو التبعية التي تُبْقِي النصوصَ مُغَيّبَةً عن مسايرة التفكيك والتركيب للمنتَج..
والأخت الأديبة لم تتعرض لحركة البطل ..ولا لمسار الحدث ككل..لأنّ الحركة لم تكن خارجية يؤثر فيها الزمن..(حسب الصيغ الصرفية لبنية الافعال المستعملة..)..بل كانت الحركة نفسية بالدرجة الأولى..(أرهف سمعه ../احتاط لذلك .. رسم مسلكا لانسحابه../ ألقى نظرة خاطفة في الصالون ../لم يركز على الأثاث ../يجب الحذر، بكل حيطة تقدم للرواق المؤدي للغرفتين المتجاورتين كاتما أنفاسه، ../جذب نفسا عميقا و أفرغه كأنما يستعد لوثبة عالية ../..)
كانت هذه النماذج تصنع للص حالته النفسية ..ويحاول أن يتظاهر بالاحترافية والقدرة على رد الفعل المناسب لأي طاريء..ولكن الطاريء الذي أوجده فيه الكاتب لم يكن في الحسبان..( رأته فرحبت به ونادته: "عزوز" معتقدة عودة ابنها الغائب في شغله.. تفاجأ بذكرها اسمه، ..)لقد حولته من لص محترف الى انسان..أحيت فيه البذرة الطيبة التي قضت عليها هموم الدائرة المغلقة التي أوجده فيها المجتمع ..لتتحول الحركة التفاعلية بين (اللص) وبين العجوز المنهكة القوى الى حميمية..قوامها(ماذا /حاضر)..وتتحرك المشاعر الانسانية..تعود أمه الميتة..وتكون عملية الاسقاط:(رق قلبه ودمعت عيناه وانحنى يطبع قبلة على جبينها ، و يصفف بيده الشعرات المنتثرة حول عينيها ويناديها :
- أمي هل تشربين ؟
ويستمر التعاون على البر..والطاعة..ثم تتوقف الحركة الخارجية بنومه..وعندما يستيقظ..:
أفاق على حديث العجوز مع ابنها، وسمعها تقول: عزوز نائم لقد عاد متعبا من شغله، فمن أنت؟؟
..هكذا يترك القاص نصه مشرع الأبواب ..لا أقفال فيه ولا مفاتيح تحجر على المتلقي التفاعل مع ما تمليه حالته..وموقفه ..مع البطل ..أو أحد الـ:عزوز(ين)..
اللغة تراوحت بين الاسراع في تحريك الحدث( عندما دخل بسرعه..وانتقل الى العمارة وفيها النافذة والبيت المستهدف..وبين التعامل مع عجوز لا حركة لها ..تتصارع مع عناصر الموت( لا ماء..لا دواء..منذ يومين..)..ولا ندري كيف عاشت لولا العناية الالاهية..!!
المنحنى البياني لعبارات النص ..تهرب من المستوى الافقي الراكد..وفق تخطيط ضبطه الكاتب لتحميل الفكرة الاخلاقية التي انبنت عليها القصة..( الخير..والطيبة هي الاصل والشر استثناء..)
ربما تحتاج القصة الى دراسة متانية للفعل..ومستويات التعبير..وسيميائية المكان وعزوز..المتحرك ليلا..بخفة تزيل الظل..
شكرا للاديبة ريمة الخاني..على أن فتحت النص لتأويلات كثيرة..واعذريني على الاضافة المتسرعة..

كل الشكر لكِ ولكَ..
وللقصة امتحان

ريمه الخاني
06/09/2008, 10:39 AM
يسعدني القاءك الضوء على رؤيتي وليس دراستي
فلست مختصه كناقدة ولا مررت بتعاريج الحداثه النقديه ولااحبها حقيقة لكن ملاحظاتك في مكانها لانها تلقي الضوء على نواحي اجتاجها فعلا
اشكرك من جديد