المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال "كيف خُلِقَ الإنسان؟"



جواد البشيتي
20/10/2007, 12:28 PM
سؤال "كيف خُلِقَ الإنسان؟"

جواد البشيتي

في القِصَّة الدينية لخلق البشر، خُلِقَ الإنسان، أو "آدم" من مادة، هي "الصلصال"، الذي هو طين مُركَّب من سيليكات الألومينيوم، يتميَّز بشدَّة لزوجته عند البلل وتماسكه، فإذا شُويَ بالنار فهو الفخَّار.

من هذا "الطين"، في معناه الحقيقي وليس في أي معنى مجازي، صَنَعَ "الخالِق" آدم، أي الإنسان الأوَّل الذَكَر. وعندما أتمَّ صنعه، أي عندما أتمَّ صُنْعَ هذا "التمثال"، نَفَخَ فيه من روحه، فصار حيَّاً. و"نَفْخُ" الشيء هو أن تُدْخِلَ فيه ريحاً تُخْرِجُها من فَمِكَ.

وأحسبُ أنَّ الفهم الحقيقي للنص الديني هو الذي يقوم على فهم كلماته وعباراته في معانيها الحقيقية، ففهمها في معانيها المجازية، أو التطرُّف في مثل هذا الفهم، يَجْعَل "النص" ضدَّ "منطق اللغة"، ويُدْخِله في متاهة "التدليس اللغوي"، الذي به تتحوَّل "لغة النص" إلى ما يشبه "عجيناً"، يتَّخِذُ الشكل الذي نشاء، فتتقوَّض، في اللغة، العلاقة بين "الدال" و"المدلول".

ومع هذا التقويم للاعوجاج في تلك العلاقة، والذي لا بدَّ منه حتى يستقيم الفهم، نقول إنَّ خَلْقَ آدم، بحسب النص الديني، قد تضمَّن، في مرحلته الأخيرة، أي بعد إتمام صُنْعِه من الصلصال، إدْخال بعضٍ من "الروح الإلهية" فيه. ومن ذلك جاء القول بموتٍ يفنى فيه جسد الإنسان، أو كيانه الطيني، وتخلدُ بَعْدَهُ الروح، أي روح الإنسان التي هي من الخالِق جاءت، وإليه تعود. ولولا هذا "النفخ الإلهي" لما دبَّت "الحياة" في "آدم الصلصالي".

على أنَّ النص الديني لم يُجِبْ عن أسئلة من قبيل: هل الكائنات الحيَّة الأُخرى، من حيوانية ونباتية، قد خُلِقَت في الطريقة ذاتها، أي من صلصال نَفَخَ فيه الخالِق من روحه؟ وهل "الحياة" في غير الإنسان من الكائنات الحيَّة لا تقوم لها قائمة إلا إذا نَفَخَ الخالِق في تلك الكائنات من روحه؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف لهذه الروح التي جاءت من روح الخالِق ذاته أن تختلف درجة ومرتبة بين الكائنات الحيَّة؟ ليس من إجابات واضحة، في "النص الديني"، عن تلك الأسئلة وأمثالها.

حتى في "خَلْق الإنسان" اختلف، أو تضارَبَ النص ذاته، ففي "خَلْق آدم"، جاء "الخالِق" بذلك "الصلصال"، الذي أتمَّ صنعه، فنَفَخَ فيه من روحه. ثمَّ اختلف "خَلْق حواء"، أو "المرأة الأولى". ثمَّ اختلف "خَلْق ذريَّة آدم"، فـ "الجنين البشري"، وبَعْدَ مُدَّة (نحو 40 يوماً) من تَكوُّنه، في رحم أُمِّه، أي بعد انتهاء "طور المضغة"، يَبْعَثُ "الخالِق" إليه مَلَكاً ليَنْفُخَ فيه "الروح". وهذا يعني أنَّ الجنين، قَبْلَ ذلك، لا يُعدُّ "كائناً حيَّاً".

لقد خُلِقَ "الإنسان الأوَّل الذَكَر"، أي "آدم"، من "تراب". أمَّا نسله فلم يُخْلَق من "تراب" وإنَّما من "نطفة".

و"النطفة" هي "المني". و"المني"، أو "السائل المنوي"، هو سائل ثخين مُبْيَض، تفرزه الغدد التناسلية عند الذكر في نهاية الجماع، ويتألَّف من "حيوانات منوية" Sperms ومن مادة "بروستاغلاندين .Prostaglandin والخصية هي التي فيها تُنْتَج الحيوانات المنوية وهرمون الذكورة "تيستسترون" Testosterone.

من ذلك يتضح أنَّ الجنين قد خُلِقَ، بحسب قِصَّة خلقه الدينية، من ذلك السائل الذي تفرزه الغدد التناسلية عند الذكر. وهذا السائل هو "النطفة"، التي لا معنى لها سوى هذا المعنى. ويتضح، أيضاً، أنَّ "البويضة" لم تُذْكَر؛ لأنَّها ما كانت تُرى، فهي لا تُرى بالعين المجرَّدة. "المني" وحده هو الذي كان مرئياً ومعروفاً.

والآن، لا نحتاج إلى إثبات أنَّ الجنين يتكوَّن في الرحم عند "تلقيح البويضة"، أي عند اتِّحادها مع الحيوان المنوي. وليس من سبب الآن يدعونا إلى الاعتقاد بأنَّ "السائل المنوي" يَخْرُجُ من غير "الخصية". ويعود إلى هارتسوكر، في القرن السابع عشر، الفضل في معرفة واكتشاف أنَّ الجنين البشري لا يتكوَّن من المني (أو النطفة) فحسب، وإنِّما من اتِّحاد واندماج الحيوان المنوي والبويضة.

الإنسان، بحسب الدين، خُلِق من "نطفة من مني". ويقال، أيضاً، إنَّ خَلْق الإنسان كان من "نطفة أمشاج". و"الأمشاج" مُفْردها "مَشِج"، أو "مشيج"، وهو "كل شيئين مختلطين"، أو "كل لونين امتزجا". ولقد اختلف تفسير "نطفة أمشاج"، فهناك من قال إنَّها تعني "اختلاط ماء الرجل بماء المرأة"، فـ "ماء الرجل وماء المرأة يُمْشَج أحدهما بالآخر"، وهناك من قال إنَّها تعني "اختلاف ألوان النطفة"، وهناك من قال إنَّها تعني "العروق التي تَكُون في النطفة". و"ماء المرأة"، في معناه الحقيقي، إنَّما هو ما يُفْرزه مهبلها من سائل عند الجماع؛ وليس من سبب يدعو إلى تفسير "ماء المرأة" على أنَّه بويضتها؛ فإذا كان ممكنا وصف ما يَخْرُج من خصية الرجل بـ "السائل" فليس ممكنا اتِّخاذ "السائل" وصفاً لـ "بويضة المرأة". وفَهْم "النطفة" على أنها "المني" الذي هو "سائل كالماء" لا يُجيز القول بـ "نطفة أُنْثوية"، تتَّحِد مع "نطفة ذكرية"، فيتكوَّن الجنين البشري.

لقد فسَّروا "النطفة" على أنَّها "الماء"، الذي يَخْرُجُ متدفقاً من "بين صلب (أي ظَهْر) الرجل وعظام صدره"، فإذا كان هذا "الماء"، عند الرجل، هو "السائل المنوي"، فإنَّ هذا "الماء" لا يَخْرُجُ " من بين ظَهْره وعظام صدره، لِيُراق من ثمَّ في رحم المرأة. "السائل المنوي" إنَّما يَخْرُج من مكان آخر لم يأتِ "النص الديني" على ذكره لا تصريحاً ولا تلميحاً. وهذا المكان، الذي فيه يُنْتَج "السائل المنوي، ومنه يَخْرُج، هو "الخصية".

وبحسب الوصف الديني لـ "أطوار الخَلْق"، أي للأطوار التي يجتازها الجنين البشري في نموِّه في رحم أُمِّه، تتحوَّل "النطفة" إلى "علقة (حمراء)"، تتحوَّل إلى "مضغة (مخلَّقة وغير مخلَّقة)"، تتحوَّل إلى "عظام"، تُكسى، من ثمَّ، "لحماً".

وبَعْدَ هذا الطور، الذي فيه تُكسى العظام لحماً، يَبعث "الخالِق إلى الجنين "المَلَك"، الذي يَنْفُخُ الروح فيه، فإذا نَفَخَها فيه تحرَّكَ الجنين وصار خَلْقاً آخر ذا سمع وبصر وإدراك..

"العلقة" هي قطعة من "العلق"، الذي هو الدم الغليظ الجامد. و"المضغة" هي "العلقة" إذا صارت "لحمة"، تشبه ما يُمْضَغ من اللحم. وهذه "المُضْغَة" قد تسقطها المرأة الحامل قَبْلَ "التشكيل والتخطيط"، وهذه هي "المُضْغَة غير المخلَّقة"، أو بَعْدَ "التشكيل والتخطيط"، وهذه هي "المُضْغَة المخلَّقة". ومعنى "التشكيل والتخطيط" هو أن تَظْهَر "المُضْغَة" في "ملامح بشرية" مثل الرأس واليدان والصدر والبطن والفخذان والرجلان..

ثمَّ تتحوَّل "المُضْغَة" إلى "عظام"، ثمَّ تُكسى العظام "لحماً". وهذا "التحوُّل" يكتنفه غموض وإبهام، فإذا كان لـ "المُضْغَة المخلَّقة" تلك "الملامح" فلا بدَّ لها من أن تنطوي على "عظام"، فكيف لها، إذا ما انطوت على عظام، أن تتحوَّل إلى "عظام"، تُكسى، من ثمَّ، لحماً؟!

كيف بدأت "قصَّة الخَلْق للبشر"؟ بدأت إذ اعتقد البشر القدماء أنَّ "الأنواع" في "عالم الحيوان" تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من "نوع حيواني" يمكن أن يتحوَّل إلى "نوع حيواني آخر"، كما ليس من "أنواع حيوانية" ذات "أصل حيواني مشتَرك". فـ "القط" الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ "النوع الحيواني" لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.

وقدماء البشر كانوا يعتقدون أنَّ عُمْر "الأرض" مع بشرها وحيوانها ونباتها، لا يزيد عن بضعة آلاف من السنين. "التطوُّر" في "عالم الحيوان" لم يكن في متناوَل عقولهم، فـ "النوع الإنساني"، في معتقدهم البدائي، لا يمكن أن يجيء إلا من ذاته، أي من النوع الإنساني ذاته.

وبدأت "القصَّة" إذ تأمَّلوا "التكاثُر البشري"، فـ "عدد البشر" يزداد، فلو كان الأحياء من البشر، الآن، 1000 إنسان، ولو ماتوا، جميعاً، بَعْدَ 100 عام، فإنَّ عدد البشر لن يظل 1000 إنسان، فهو سيزيد، وسيبلغ، مثلاً، 1200 إنسان. وهذا العدد يزداد سنة بَعْدَ سنة. وهذا يعني، أيضاً، أنَّ عدد البشر في الماضي كان أقل، فَقَبْلَ 100 عام كان، مثلاً، 700 إنسان، وقَبْلَ 200 عام كان، مثلاً، 300 إنسان، وقَبْلَ 500 عام كان، مثلاً، 50 إنسان. وهذا التأمُّل لـ "التكاثر البشري"، في ماضيه، قادهم إلى الإستناج الآتي: لقد بدأ الجنس البشري بـ "فردين"، هما رجل (آدم) وامراة (حواء).

لا شكَّ في أنَّ عدد أفراد الجنس البشري، الذي ينتمي إليه "بَشَرُنا"، كان قَبْلَ آلاف (أو عشرات آلاف) السنين، أقل كثيراً من عدد أفراده اليوم. وكلَّما توغَّلْنا في ماضي الجنس أو النوع البشري رأيْنا مزيداً من الفروق والاختلافات في الصفات والسمات والملامح الطبيعية أو البيولوجية.

والجنس البشري، في أصله ونشأته وبدايته، لم يكن "فرداً"، أي آدم، ولا "فردين"، أي آدم وحواء، وإنَّما "مجموعة"، أو "جماعة"، أنْتَجها التطوُّر الحيواني الطبيعي، فمِنْ تطوُّر "نوع حيواني آخر"، أو مِنْ تطوُّر بعض من أفراد هذا "النوع الحيواني الآخر"، ظَهَر أسلاف الجنس البشري.

في العلاقة بين الكائن الحي وبيئته نرى، أوَّلا، أنَّ الكائن الحي، كل كائن حي، لا بدَّ له من أن يتكاثر ويتناسل، ثمَّ نرى أنَّ بعضا من نسله يبقى على قيد الحياة. الكائن الحي يلِد العشرات، أو المئات، أو الآلاف، من أمثاله، أي من أفراد نوعه. وكل مولود لديه من الصفات ما يجعله مختلفاً عن "أشقَّائه". وفي هذا الاختلاف يكمن سرُّ التطور، فالمولود الذي يبقى على قيد الحياة، ويتكاثر ويتناسل، إنَّما هو الذي لديه من الصفات ما يمكِّنه من العيش في البيئة التي وُلِدَ فيها. أمَّا غيره من المواليد الأشقَّاء فلا مفرَّ له من الهلاك؛ ذلك لأنَّ البيئة التي وُلِدَ فيها، والتي هي تؤدِّي دور "الناخب" في المجتمعات الديمقراطية، لم تَجِد فيه (أي في هذا "المرشَّح" من بين عشرات ومئات وآلاف "المرشَّحين" من أشقَّائه) من الصفات ما يؤهِّله لأن يكون ابناً لها، فلم تُدْلِ بصوتها لمصلحته، أي لم تنتخبه وتصطفيه وتختاره. الذي لديه، في صفاته، أي في فطرته، ذلك "التفوُّق" هو الذي تنتخبه الطبيعة، أو البيئة، التي وُلِدَ فيها، وهو الذي، في تكاثره وتناسله، يُورِّث نسله صفاته "الجيِّدة"، فيستمر ويعظم التطور والارتقاء جيلا بعد جيل حتى يتحوَّل "النوع القديم" إلى نوع جديد أكثر تطوُّرا ورقيَّا. ولا شكَّ في أنَّ "التركيب الجيني" يَخْضَع هو أيضا للتطور، فالتفاعل بين الكائن الحي وبيئته (في مفهومها الواسع) يتمخَّض دائما عن تغيير في "تركيبه الجيني".

لقد جانبوا "التاريخية"، أي فَهْم الشيء، الذي يرونه الآن، على أنَّه مختلف حتماً في خواصِّه وصفاته عمَّا كان في ماضيه وأُصوله، فقادهم تأمُّل "التكاثُر البشري" إلى القول بـ "فردين اثنين" نشأ عنهما "الجنس البشري"، هما "الرجل الأوَّل"، أي آدم، و"المرأة الأولى"، أي حواء.

وبعدما بلغوا هذه "الحلقة الأولى" من "السلسلة"، وأمسكوا بها، تساءلوا عن "أصل" هذه "الحلقة"، فَمِنْ أين، وكيف، جاء آدم وحواء؟!

تساؤلهم هذا تأثَّر بـ "واقعهم الاجتماعي ـ التاريخي"، أي بـ "السيادة الاجتماعية للرجل"، ففهموا "حواء" على أنَّها "مخلوق خَلَقَهُ الخالِق من الضلع اليسرى لآدام"، فآدم كان نائماً عندما قام الخالِق بخَلْق حواء من ضلعه اليسرى، فاستيقظ، فرآها، فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه، فضاجعها، فأنجبت له أولاداً، تناكحوا وتناسلوا، وانتشروا في الأرض. ولكنْ، من أين جاء آدم ذاته؟!

كان يكفي أن يجانب البشر القدماء "التاريخية" في النظر إلى النوع البشري حتى تسيطر "الميتافيزيقيا" على "جوابهم"، و"طريقتهم في التفكير". وقد إنتهى بهم التفكير إلى القول بـ "خَلْق الرجل الأوَّل من طين (أو صلصال)"، فهُم رأوا، أوَّلاً، كيف أنَّ الميِّت من البشر يتحوَّل إلى "تراب". ورأوا، من ثمَّ، أوجه التشابه والاختلاف بين الإنسان والتمثال الذي كانوا يصنعونه من الطين.

و"الفَرْق الجوهري" بين هذا التمثال والإنسان الحي، وهو "الحياة" بكل معانيها، حَمَلَهُم على القول بـ "الروح"، التي تَجْعَل "الحياة" تدب في "التمثال الطيني (آدم) الذي خَلَقَهُ الخالِق".

ومن مقارنتهم بين "الحي" و"الميِّت"، أنشأوا وطوَّروا مفهوم "الروح"، التي رأوها شيئاً يشبه "الريح"، أو "الهواء". في هذه المقارَنة رأوا أنَّ "الحي" يتنفس، فالهواء يَدْخُل إليه ويَخْرُج منه، عَبْرَ "الفم" و"الأنف"، بينما "الميِّت"، في صفته الأولى الظاهرة، يتوقَّف عن التنفُّس. وفهموا "الروح" على أنَّها شيء مُدْخَل ادخالاً في "البدن"، أو "الجسد"، ويمكنه العيش في خارجه، وفي استقلال تام عنه. وهذا الاعتقاد إنَّما وَلَّدَتْهُ في عقولهم ظاهرة "الحُلْم"، أو "المنام"، فالإنسان يرى في منامه إنساناً آخر، حيَّاً أو ميِّتاً. وهذا الإنسان الذي نراه في المنام إنَّما هو "الروح الزائرة".

من كل ذلك نسجوا "قصَّة الخَلْق للرجل الأوَّل"، فالخالِق خَلَقَه من "الصلصال"، أو من "خلاصة الطين"، ثمَّ "نَفَخَ فيه من روحه"، فدبَّت فيه "الحياة". وبـ "الموت" تَخْرُجُ منه "الروح"، فـ "البدن" يزول، أي يتحوَّل إلى "تراب"، بينما تَخْلُدُ "الروح". هذا "الفصل الأوَّل" من "القصَّة".

أمَّا "الفصل الثاني" فكان خَلْقُ الخالِق لـ "حواء" من "الضلع اليسرى" لـ "آدم". وفي "الفصل الثالث (والأخير)"، كانت "نهاية القصَّة". وهذا الفصل هو "فصل التناسل"، فـ "حواء" إذ ضاجعها "آدم" أنجبت له أولاداً، تناكحوا وتناسلوا وانتشروا في الأرض.

"المجهول الأعظم" في هذا الفصل كان "علاقة حواء (أو المرأة) بالانجاب"، فـ "البويضة"، التي لا تُرى بالعين المجرَّدة، لم تُذْكَر، لا تصريحاً ولا تلميحاً، في "القصَّة الدينية للإنجاب".

كل ما كانوا يعرفونه في أمر علاقة المرأة بالانجاب لم يتعدَّ الآتي: المرأة لا تستطيع الحَمْل والولادة إلا في مرحلة واحدة من عمرها. ثمَّة علاقة بين "الحيض" و"الانجاب". "رَحْم المرأة" هو المكان الذي فيه يتكوَّن وينمو "الجنين"، الذي لا يُعْرَفُ جنسه (ذكر أو أُنثى) إلا بَعْدَ خروجه من رَحْم أُمِّه. ليس من "سائل" تُفْرزه المرأة يشبه "السائل المنوي" عند الرجل. المرأة عندها فحسب "الدم" الذي يَخْرُج من رَحْمِها كل شهر ما دامت قادرة على الانجاب، و"الإفراز المهبلي". وكلا "السائلين" لا يُماثِل "السائل المنوي" من حيث علاقته بـ "الانجاب".

وإذا كانت "البويضة" لا تُرى بالعين المجرَّدة فـ "السائل المنوي"، وليس "الحيوان المنوي"، يُرى. وبناءً على ذلك، فهموا "الجنين" على أنَّه "المني يُسْكَب في الرحم"، فـ "البويضة" كانت "المجهول الأكبر" في معرفتهم تلك. وهذا "المني"، الذي منه يأتي "الجنين"، هو "النطفة".

ومع أنَّهم عرفوا معنى "الخصي"، أو "الخصاء"، فإنَّ "مَصْدَر السائل المنوي" ظلَّ غير واضح لديهم. ولجهلهم أنَّ "السائل المنوي" يُنْتَج في "الخصية" خُيِّل لهم أنَّ هذا "الماء" يَخْرُجُ مِنْ "بين ظَهْر الرجل وعِظام صدره".

بَعْدَ ذلك، شرع البشر القدامي يتصوَّرون "أطوار الجنين"، أي المراحل التي يجتازها في نموُّه. وقد بنوا تصوُّرهم من مَشاهِد اجهاض المرأة الحامل لجنينها، فهُم رأوا "الجهيض" في غير شكل. ورأوا أشكاله تختلف باختلاف عُمْرِه. رأوه في شكل "قطعة من الدم الغليظ أو الجامد"، أي في شكل "علقة". ثمَّ رأوه في شكل "قطعة من اللحم وقد مُضِغَت"، أي في شكل "مضغة". وهذه "المضغة" كانوا يرونها "مخلَّقة" أو "غير مخلَّقة"، فـ "الجهيض"، في مرحلة من عُمْرِه، كانوا يرونه في شكل "مضغة بملامح بشرية".

وبَعْدَ "طور المضغة"، يأتي "طور العظام"، فـ "طور كسو العظام لحماً"، فـ "طور نفخ الروح في الجنين". وبحسب هذا التسلسل، تتحوَّل "المضغة" إلى "عظام"، ثمَّ يكسو الخالِق العظام لحماً.

لقد قالوا بـ "طور العظام" على الرغم من أنَّهم لم يروا، قط، جهيضاً في شكل "عظام". وأحسب أنَّ هذا الطور، أي "طور العظام"، قد قالوا به إذ رأوا "اللحم" يكسو "العظام" في جسم الإنسان، وكيف يُنْزَع (في الحيوان) عن العظام.

وبوحي من هذه "التصوُّر" للعلاقة بين "اللحم" و"العظام" قالوا بتحوُّل "المضغة" إلى "عظام"، وبكسو العظام لحماً. وفي هذا "الطور"، أي في طور "كسو العظام لحماً"، يَبْعَثُ الخالِق إلى الجنين ملاكاً فيَنْفُخُ فيه الروح، فيتحوَّل الجنين إلى "كائن حي".

طه خضر
20/10/2007, 02:27 PM
لا يا شيخ !!

طه خضر
20/10/2007, 02:33 PM
الأستاذ جواد البشّيتي متخصص في البحث والتنقيب في القرآن الكريم دون غيره ..

لا أدري أين هو من الكتب اللاهوتيّة والتوراتيّة وتفاسيرها التي قتلت هكذا مواضيع بحثا وتمحيصا وهرطقة..

أم هي محاولات حثيثة لتتبع الزلات والهنـّات" تعالى كلام الله عن ذلك"..

أم لعلها محاولات لإعادة اكتشاف كل العلوم البشريّة وما جادت به القريحة الإنسانيّة منذ فجر الخليقة؟!

أبويزيدأحمدالعزام
20/10/2007, 03:48 PM
الاستاذ المحترم جواد البشيتي: لما انت متخصص دائمابتتبع القرآن الكريم وتريد ان تجعل لك ثغرة للبحث عن زلات واخطاء,,جميع هذه الدراسات لن تفيدك؟تشكك في كروية الارض والان مما خلق الانسان!لماهذا الاصرار على تتبع الزلات التي لن تجدها في كتاب الله الكريم,دع القرآن لعلماء الأمة.
تحية

هدى الجيوسي
20/10/2007, 04:06 PM
ألا تعتقد أن تفسيرك لخلق الإنسان كان أساسه أيات القرآن الكريم الذي شرح عملية الخلق بدقة متناهية لم يعرفها أو يكتشفها العلماء إلا في زمن قريب!
فمن أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم وهو الرجل الأمي؟
قد سألت سؤالآ ولم تجب عليه إجابة شافية
ولكنْ، من أين جاء آدم ذاته؟!

منذر أبو هواش
20/10/2007, 05:41 PM
لقد يأس إبليس من أن يصدق المؤمنون ألاعيبه
ولم ييأس جواد البشيتي
أي شعوذة فكرية هذه ...؟ وأي خصاء فكري هذا ...؟ خلق العالم ...؟ خلق الإنسان ...؟ بتصور مادي إبليسي ... منكر للخالق ولقدرة الخالق ... فمن وراء هذه التفسيرات الإبليسية الغبية ...؟ من يغطيها ...؟ ومن هو الأبله الأحمق الذي يدفع لجواد البشيتي ثمنها وثمن حبرها وورقها ...؟

يعرفكم جواد على الصلصال تركيبه الكيميائي ... وحالته الفيزيائية ... يقول لكم أبو العريف البشيتي عن الصلصال ... "هو طين مُركَّب من سيليكات الألومينيوم، يتميَّز بشدَّة لزوجته عند البلل وتماسكه، فإذا شُويَ بالنار فهو الفخَّار"

المعاني الحقيقية موجودة دوما لدى هذا البشيتي مثلما هي موجودة لدى سلفه إبليس ... إنها صورة كاريكاتورية للخلق ... وهكذا يريدكم إبليس أن تفهموها ... إنه يتكلم كلام العارف الواثق ... "الطين"، في معناه الحقيقي ... والمعنى الحقيقي للنفخ من الروح في الشيء لدى البشيتي هو أن تُدْخِلَ فيه ريحاً تُخْرِجُها من فَمِك ... هكذا ...!

عليكم أن تفهموا النص كما يفهمه جواد البشيتي ... وإلا فإن غير هذا الفهم، يَجْعَل "النص" ضدَّ "منطق اللغة"، ويُدْخِله في متاهة "التدليس اللغوي"، الذي به تتحوَّل "لغة النص" إلى ما يشبه "عجيناً"، يتَّخِذُ الشكل الذي نشاء، فتتقوَّض، في اللغة، العلاقة بين "الدال" و"المدلول".

هذا هو خَلَفُ إبليس قد جاءكم ليقوم الاعوجاج في فهمكم ... ولينقد لكم نصوصكم الدينية ... وليدلكم على مواضع النقص فيها ... وعلى علماء الأحياء أن يأتوا وينهلوا من علم هذا العلامة الجهبذ ... "النطفة" هي "المني". و"المني"، أو "السائل المنوي"، هو سائل ثخين مُبْيَض، تفرزه الغدد التناسلية عند الذكر في نهاية الجماع، ويتألَّف من "حيوانات منوية" Sperms ومن مادة "بروستاغلاندين .Prostaglandin والخصية هي التي فيها تُنْتَج الحيوانات المنوية وهرمون الذكورة "تيستسترون" Testosterone. .

إن إبليس له تحفظاته على النص الديني ... وهو عاتب لأن هذا النص أغفل أمورا ما كان عليه أن يغفلها، ولأنه لم يصرح بكل شيء ... هذه الهنات فاتت علماء الشرق والغرب ... ولم تفت إبليس وخلفه ... إذن دعوا الشيخ إبليس يواصل تفسيراته الإبليسية الكاريكاتورية المضحكة ...

الحقيقة إذن ليست في النص الديني بل هي عند إبليس الذي يقول لكم ما خلاصته: "الجنس البشري، في أصله ونشأته وبدايته، لم يكن "فرداً"، أي آدم، ولا "فردين"، أي آدم وحواء، وإنَّما "مجموعة"، أو "جماعة"، أنْتَجها التطوُّر الحيواني الطبيعي، فمِنْ تطوُّر "نوع حيواني آخر"، أو مِنْ تطوُّر بعض من أفراد هذا "النوع الحيواني الآخر"، ظَهَر أسلاف الجنس البشري" ... وإذا قال إبليس هذا فصدقوه ... ولتأخذوا الحكمة من فم إبليس ...!

يقول إبليس في نظرية الاصطفاء الطبيعي:

"في العلاقة بين الكائن الحي وبيئته نرى، أوَّلا، أنَّ الكائن الحي، لا بدَّ له من أن يتكاثر ويتناسل، ثمَّ نرى أنَّ بعضا من نسله يبقى على قيد الحياة. وكل مولود لديه من الصفات ما يجعله مختلفاً عن "أشقَّائه". وفي هذا الاختلاف يكمن سرُّ التطور، فالمولود الذي يبقى على قيد الحياة، ويتكاثر ويتناسل، إنَّما هو الذي لديه من الصفات ما يمكِّنه من العيش في البيئة التي وُلِدَ فيها. أمَّا غيره من المواليد الأشقَّاء فلا مفرَّ له من الهلاك؛ ذلك لأنَّ البيئة التي وُلِدَ فيها، والتي هي تؤدِّي دور "الناخب" في المجتمعات الديمقراطية، لم تَجِد فيه (أي في هذا "المرشَّح" من بين عشرات ومئات وآلاف "المرشَّحين" من أشقَّائه) من الصفات ما يؤهِّله لأن يكون ابناً لها، فلم تُدْلِ بصوتها لمصلحته، أي لم تنتخبه وتصطفيه وتختاره. الذي لديه، في صفاته، أي في فطرته، ذلك "التفوُّق" هو الذي تنتخبه الطبيعة، أو البيئة، التي وُلِدَ فيها، وهو الذي، في تكاثره وتناسله، يُورِّث نسله صفاته "الجيِّدة"، فيستمر ويعظم التطور والارتقاء جيلا بعد جيل حتى يتحوَّل "النوع القديم" إلى نوع جديد أكثر تطوُّرا ورقيَّا. ولا شكَّ في أنَّ "التركيب الجيني" يَخْضَع هو أيضا للتطور، فالتفاعل بين الكائن الحي وبيئته (في مفهومها الواسع) يتمخَّض دائما عن تغيير في "تركيبه الجيني".

أنها قمة الكفر ...
إنه الكفر البواح ...
إنه كفر ما بعده كفر ...

نعوذ بالله من الكفر والكافرين ...
والله أكبر،

منذر أبو هواش

:fight:

سعيد نويضي
20/10/2007, 06:35 PM
فالأساطير التي وظفتها لتبين بها زيف الحقيقة...فكذلك قال آخرون عن الحقيقة أنها من أساطير الأولين...يقول الحق جل و علا:
1- {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }الأنعام25
2- {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ }الأنفال31
3- {وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }النحل24
4- {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }المؤمنون83
5- {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفرقان5
6- {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }النمل68
7- {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }الأحقاف17
8- {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }القلم15
9- {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }المطففين13

أقول قولي و أستغفر لي و لكم ولكم و لجميع المسلمين...
و هدانا الله و إياكم لما هو حق...

سعيد نويضي
20/10/2007, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأستاذ جواد...قد سبق و ذكرتك أن الخالق عز و جل استعمل في خطابه القرآني "منطقا" معينا ليقرب لنا المفاهيم التي قد يستعص فهمها...فاللغة ليست هي المعنى...بل هي أداة حاملة للمعنى...و لك فيما يسمى "الترجمة" قصصا كثيرة تفيدك فيما يخص الترجمة الحرفية أم ما يسمى بترجمة المعنى...و لك أقول هنا أن "الخالق جل و علا" لما خاطب الإنسان في العديد من الآيات ليقرب فهمه من حقيقة الجواب على الأسئلة التي يطرحها بحكم أن الإنسان "كان أكثر شيء جدلا"...استند ذاك الخطاب إلى لغة يستطيع الإنسان بما لديه من قدرة على الفهم و الاستيعاب...أن يصل إلى فهما بلفظها و بمعناها...هذا من جهة أما من جهة هل الكائنات الأخرى خلقت بنفس الطريقة...أي من صلصال ثم نفخ فيها الله عز و جل من روحه...

و النفخ هنا لا يجوز التشبيه بكونه يتم من الفم قياسا على الإنسان أو على الحيوان...لسبب بسيط و هو لا يمكن بأي حال أن نشبه الشيء بالذي "ليس كمثله شيء"...

لذلك أقول أن عملية الخلق بالنسبة للكائنات الأخرى...يخبرنا الله عز و جل بقوله: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38...ليس في الأرض حيوان يَدِبُّ على الأرض أو طائر يطير في السماء بجناحيه إلا جماعات متجانسة الخلق مثلكم. ما تركنا في اللوح المحفوظ شيئًا إلا أثبتناه, ثم إنهم إلى ربهم يحشرون يوم القيامة, فيحاسب الله كلا بما عمل.

فالكائنات الأخرى هي كذلك من خلق الله جل و علا...لأن اليقين في أن الإنسان هو خلق من خلق الله جل و علا يفرض علينا بالضرورة المنطقية أن الكائنات الأخرى هي كذلك من خلق الله جل و علا...و سؤال "الكيف" أي كيف خلق الله عز و جل المخلوقات سؤال علمي بالدرجة الأولى...و قد حث الله عز و جل على معرفة هذا الكيف...فقل أعز من قائل: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20...قل -أيها الرسول- لمنكري البعث بعد الممات: سيروا في الأرض, فانظروا كيف أنشأ الله الخلق, ولم يتعذر عليه إنشاؤه مبتدَأً؟ فكذلك لا يتعذر عليه إعادة إنشائه النشأة الآخرة. إن الله على كل شيء قدير, لا يعجزه شيء أراده.

لذلك ما وصل إليه العلم من معرفة للمواد المكونة للإنسان...قد يجد تشابها من حيث بعض المواد...و قد يجد اختلاف في أخرى بحكم طبيعة أن الإنسان لا يشبه الحيوان إلا في بعض الغرائز...

و القول بأن هناك اختلاف في خلق الإنسان و تضارب في نصوص القرآن في سوء فهم لهذا الخطاب الذي شرح فيه الله عز و جل أطوار خلق آدم و حواء عليهما السلام و كذلك ذرية بني [هذا الله عز و جل لما هو حق]...

هناك حقيقة أشار إليه الرسول عليه الصلاة و السلام في أن الجنين يتكون من اتحاد ماء الرجل بماء المرأة...مع العلم أن الظاهر للعيان هو ماء الرجل...و سأوافيك بالحديث إن شاء الله جل و علا...

إذا كان العلم في تطور مستمر و لا تستقر حقائقه بشكل نهائي على أساس نسبية الحقائق التي يصل إليها العلم...ليس من الثابت قطعا و يقينا أن ما ينتج في الخصية ليس مصدره [الظهر] و [عظام صدر الرجل]...و أنت العارف بالتطورات العلمية...و كم من حقيقة بالأمس كانت يقينا عند البعض...فأتى من بعده من فند ذلك و أتى بالشيء الجديد...كما وقع في العديد من الحقائق العلمية...

تقول يا أستاذ: ثمَّ تتحوَّل “المُضْغَة” إلى “عظام”، ثمَّ تُكسى العظام “لحماً”. وهذا “التحوُّل” يكتنفه غموض وإبهام، فإذا كان لـ “المُضْغَة المخلَّقة” تلك “الملامح” فلا بدَّ لها من أن تنطوي على “عظام”، فكيف لها، إذا ما انطوت على عظام، أن تتحوَّل إلى “عظام”، تُكسى، من ثمَّ، لحماً؟!
تقول هذا التحوا يكتنفه غموض...في ذاك الغموض تكمن عظمة الخالق و سر المخلوق...فخذ عل سبيل المثال دودة القز التي تتحول إلى شرنقة ثم إلى فراشة...لكي تلد بيضا...ثم يتحول ذلك البيض إلى دودة من جديدة لكي تستمر عملية صنع المادة الخام لمنتج الحرير...أليس في ذلك آية من آيات الله عز و جل في عملية الخلق؟؟؟؟؟

فهذا الاستثناء في عملية الخلق في حد ذاته آية...فالمنطق الموضوعي أن لا تلد بقرة جملا...و أن لا يلد القرد إنسانا و أن لا يتحول الفأر فيلا...و لكن الاستثناء في عملية الخلق لا يخضع للمنطق الموضوعي...لماذا؟ لأن القدرة على فعل الشيء في المنطق الموضوعي محكومة بمجموعة العوامل المكونة لها...أما بالنسبة لمن خلق تلك العوامل و بث ذاك المنطق حتى لا تختلط الأمور بين الكائنات باعتبارها"أمم" و أن لكل أمة خصائصها التي تنفرد بها عن الباقي...بقدرته أن يخترق تلك القوانين الموضوعية...ليضع استثناءات تسمى في المصطلحات الفقهية "بالمعجزات" و في كتاب الله عز و جل "بالآيات" و في العلم الحديث" بالخوارق الطبيعية" التي لم يجد لها العلم الحديث تفسيرا ينطبق مع مسلماته الموضوعية و منطقه الرياضي...

فعملية الخلق و قد ناقشتها و لا زلت و ستناقشها إلى أن يشاء الله عز و جل انطلاقا من الآية: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30..أولم يعلم هؤلاء الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما, فلا مطر من السماء ولا نبات من الأرض, ففصلناهما بقدرتنا, وأنزلنا المطر من السماء, وأخرجنا النبات من الأرض, وجعلنا من الماء كل شيء حي, أفلا يؤمن هؤلاء الجاحدون فيصدقوا بما يشاهدونه, ويخصُّوا الله بالعبادة؟

[وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ] فلو أنك يا أستاذ منحت مفهوما أوسع و معنى شامل للفظ"الماء" لوجدته يضم العديد من الوظائف... يقول الله عز و جل: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }النور45
والله تعالى خلق كل ما يدِب على الأرض مِن ماء، فالماء أصل خلقه، فمن هذه الدواب: مَن يمشي زحفًا على بطنه كالحيَّات ونحوها, ومنهم مَن يمشي على رجلين كالإنسان، ومنهم من يمشي على أربع كالبهائم ونحوها. والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء، وهو قادر على كل شيء. التي تختلف في شكلها و مضمونها...لتجعل من الشيء كائنا حيا...هناك صعوبة في استيعاب أن الكائن الحي "الجنين" يكون حيا من اللحظة الأولى...و القول بأنه لما يبلغ "الكائن الحي" أربعين يوما يرسل الله عز و جل ملكا بنفخ فيه الروح...

فالسؤال المفروض نقاشه في هذا المجال...هل كل كائن حي يمتلك روح؟ و إن وجد الكائن الحي بدون روح، فما هي طبيعة الحياة التي يعيش؟و إن وجدت فيه روح فهل هي شبيه بروح الإنسان أم أنها تختلف عنه؟ و ما هي نوعية الاختلاف ؟ و لماذا؟

لنبدأ من النبات...فالنباتات و منها الأشجار و السنابل و الأزهار و الورود وووو...فإن لم تكن حية فهي ميتة...و الحياة تسري فيها بقدرة الله عز و جل و السبب هو الماء الذي جعل منه الله عز و جل كل شيء حي...فهل لها روح؟ إنها لا تمتلك روحا...بل فيها حياة مثلها من الأرض و الجبال و الأحجار...ففيها حياة و ليس فيها روح؟ لماذا لأنها ليست أمم أمثالكم...و لكنها تتمتع بحياة...الدليل هو الأرض إذا نزل عليها المطر سرت فيها و دبت فيها الحياة...و أنتجت من الخضر و الفواكه و الثمار و النعم ما لا يعد و لا يحصى...و الأمثلة في القرآن كثيرة...يقول الله عز و جل: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الأعراف57...والله تعالى هو الذي يرسل الرياح الطيبة اللينة مبشرات بالغيث الذي تثيره بإذن الله, فيستبشر الخلق برحمة الله, حتى إذا حملت الريح السحاب المحمل بالمطر ساقه الله بها لإحياء بلد, قد أجدبت أرضه, ويَبِست أشجاره وزرعه, فأنزل الله به المطر, فأخرج به الكلأ والأشجار والزروع, فعادت أشجاره محملة بأنواع الثمرات. كما نحيي هذا البلد الميت بالمطر نخرج الموتى من قبورهم أحياءً بعد فنائهم; لتتعظوا, فتستدلوا على توحيد الله وقدرته على البعث.

أما الحيوانات فهي "أمم أمثالكم" ففيها الروح... لكن الحياة التي تتمتع بها أقل درجة من حيث مستوى التفضيل و التكريم الذي من الله عز و جل و تفضل به على الإنسان...فمن أين جاء الفرق بينهما و بين باقي الكائنات الأخرى التي تتمتع هي الأخرى بالحياة؟

يقول الله عز و جل: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72...إنا عرضنا الأمانة -التي ائتمن الله عليها المكلَّفين من امتثال الأوامر واجتناب النواهي- على السموات والأرض والجبال, فأبين أن يحملنها, وخفن أن لا يقمن بأدائها, وحملها الإنسان والتزم بها على ضعفه, إنه كان شديد الظلم والجهل لنفسه.

فالسماوات و الأرض و الجبال أبو و امتنعوا عن حمل الأمانة ليس رفضا بل تقديرا لحجم المسؤولية و المهمة و التكليف وووو وحملها الإنسان...لأن الإنسان أكرمه الله عز و جل و فضله على كثير ممن خلق...فالروح التي هي من أمر الله عز و جل لا تستقر في "الكائن الحي" " الجنين".إلا في الأربعين لأنها تستقر في " الجنين" و هي مزودة بأربعة حقائق فقد ورد في السنّة النبوية الشريفة، عن رسولنا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، في أطوار نمو الجنين البشري، ومتى ينفخ فيه الروح، ومن أجمعها: ما رواه الشيخان، عن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أو سعيد.." الحديث.

فالروح و هي من أمر الله يحملها الملك ليضعها في" الجنين" لتستقر حياته من حيث الرزق...و هناك من الأدلة القرآنية التي تدل على ذلك...يقول جل و علا" {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }هود6...لقد تكفَّل الله برزق جميع ما دبَّ على وجه الأرض, تفضلا منه, ويعلم مكان استقراره في حياته وبعد موته, ويعلم الموضع الذي يموت فيه, كل ذلك مكتوب في كتاب عند الله مبين عن جميع ذلك.

من حيث الأجل...يقول الله عز و جل: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ }آل عمران145...لن يموت أحد إلا بإذن الله وقدره وحتى يستوفي المدة التي قدرها الله له كتابًا مؤجَّلا. ومن يطلب بعمله عَرَض الدنيا, نعطه ما قسمناه له من رزق, ولا حظَّ له في الآخرة, ومن يطلب بعمله الجزاء من الله في الآخرة نمنحه ما طلبه, ونؤته جزاءه وافرًا مع ما لَه في الدنيا من رزق مقسوم, فهذا قد شَكَرَنا بطاعته وجهاده, وسنجزي الشاكرين خيرًا.

من حيث العمل...يقول الله عز و جل: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2...الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي...

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29...وقل لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بمقتضاها...و للتذكير فقط فإن سورة الكهف هي آية من آيات الله عز و جل في قضية البعث و قضية إحياء الموتى...و قضية يوم القيامة...كما أنها تطرح مسألة الاختيار بشكل واضح و عقلاني...
و المقصود "بعمله " الذي ورد في الحديث ليس العمل الذي يكسب منه الإنسان الرزق...بل العمل الذي تترجمه الأفعال التي تصدر من الإنسان...فالإيمان فعل اعتقادي و العمل ترجمة للفعل في الواقع...

أما من حيث كونه"شقي أو سعيد" يقول الحق جل و علا: {يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ }هود105...يوم يأتي يوم القيامة, لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها, فمنهم شقي متسحق للعذاب, وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم. و العبرة في الآخرة للشقاء أو السعادة...أما في الدنيا فقد يتأرجح الإنسان بين لحظات قمة في السعادة و أخرى قمة في الشقاء...و قد تطول مدة السعادة على مدة الشقاء أو العكس...و كل ذلك ابتلاء كما جاء في الآية..".لنبلوكم أيكم أحسن عملا"...

فالعناصر الأساسية التي يحملها الملاك الذي يبعث الروح في الجنين...يأتي بها في كتاب تشكل حياته بطريقة لاواعية...و هذا كذلك يدخل في إطار "الغيب"...و يتصرف الإنسان دون معرفته و دون الإحاطة به لأنه في "منظومة الروح" التي لا يعلمها إلا خالقها...و على الإنسان أن يختار ما يراه مناسبا طبقا لمعتقداته و درجة علمه و وعيه و استيعابه وووو...

أما قضية حواء...فقد سبق في علم الله عز و جل مسألة الذكر و الأنثى...قال الله عز و جل: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3...وهو سبحانه الذي جعل الأرض متسعة ممتدة, وهيأها لمعاشكم, وجعل فيها جبالا تُثبِّتُها وأنهارًا لشربكم ومنافعكم, وجعل فيها من كل الثمرات صنفين اثنين, فكان منها الأبيض والأسود والحلو والحامض, وجعل الليل يغطي النهار بظلمته, إن في ذلك كله لَعظات لقوم يتفكرون فيها, فيتعظون.

و الواقع يثبت الثنائية الموجودة في كل شيء...كما قال جل و علا: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45...وأنه خلق الزوجين: الذكر والأنثى من الإنسان والحيوان,

هناك يا أستاذ تناقض في قولك :
1 - أنَّ “الأنواع” في “عالم الحيوان” تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من “نوع حيواني” يمكن أن يتحوَّل إلى “نوع حيواني آخر”، كما ليس من “أنواع حيوانية” ذات “أصل حيواني مشتَرك”. فـ “القط” الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ “النوع الحيواني” لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.

2- والجنس البشري، في أصله ونشأته وبدايته، لم يكن “فرداً”، أي آدم، ولا “فردين”، أي آدم وحواء، وإنَّما “مجموعة”، أو “جماعة”، أنْتَجها التطوُّر الحيواني الطبيعي، فمِنْ تطوُّر “نوع حيواني آخر”، أو مِنْ تطوُّر بعض من أفراد هذا “النوع الحيواني الآخر”، ظَهَر أسلاف الجنس البشري.

فقولك أن الحيوان لا يمكن بأية حال أن يتغير إلى حيوان آخر...في حين أن الإنسان كان حيوانا ثم تغير بحكم التطور الحيواني الطبيعي...فلم لم يتغير الفأر أسدا...و لم تصبح الدجاجة نعامة...و لم ينزل حاليا من الغابة قردا على شكل إنسان...و أنت تدرك أن الصيرورة الزمنية لم تتوقف؟ فهل قوانين التطور الحيواني الطبيعي توقف عن فعل فعلها في الواقع؟ أم ماذا حصل للعقل البشري حتى أنه ظل يعتقد في نظرية...أتباعها لم يعودا يسلمون بصحتها...

أما من عمر الأرض في بداية مسيرة الإنسان...فلم يكن سوى آدم عليه السلام و زوجه حواء و عدو البشرية جمعاء "إبليس" اللعين...الدليل هو قول الله جل و علا: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }البقرة36
فأوقعهما الشيطان في الخطيئة: بأنْ وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة, فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها. وقال الله لهم: اهبطوا إلى الأرض, يعادي بعضكم بعضًا -أي آدم وحواء والشيطان- ولكم في الأرض استقرار وإقامة, وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم.

{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة38
قال الله لهم: اهبطوا من الجنة جميعًا, وسيأتيكم أنتم وذرياتكم المتعاقبة ما فيه هدايتكم إلى الحق. فمن عمل بها فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا

أما مسألة التكاثر فقد أوضحها الله عز و جل و بينها في الآية التالية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من أب واحد هو آدم, وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينكم في النسب, وجعلناكم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة؛ ليعرف بعضكم بعضًا, إن أكرمكم عند الله أشدكم اتقاءً له. إن الله عليم بالمتقين, خبير بهم...

معاذ أبو الهيجاء
20/10/2007, 10:52 PM
يا جماعه الأستاذ جواد لا يؤمن بالإسلام و لا يؤمن بالقرآن و لا بنبوة سيدنا محمد فالأصل ان يعامل كملحد جاحد بكل ما جاء به الإسلام
:fight:

معاذ أبو الهيجاء
20/10/2007, 10:52 PM
يا جماعه الأستاذ جواد لا يؤمن بالإسلام و لا يؤمن بالقرآن و لا بنبوة سيدنا محمد فالأصل ان يعامل كملحد جاحد بكل ما جاء به الإسلام
:fight:

راضي عبد المنعم
21/10/2007, 12:21 AM
أهذا ما عندك ؟

ظن الأقدمون .. واعتقدوا .. ورؤوا .. إلخ ...

كلام يبعث فعلاً على الضحك !

ذكرتني بالذين قالوا : إن الأرض محمولة على قرن ثور !
- حسنًا ، فما هو الزلزال ؟
قالوا : اهتزاز الأرض حين ينقلها من القرن الأيمن إلى القرن الأيسر !
- فما هو الرعد ؟
قالوا : صوت خواره المتقطع !
- فما هو المد والجزر ؟
قالوا : آثار شهيقه وزفيره حين يرسل أنفاسه ويستردها فوق الماء !

وهكذا ..

إن هذا التفسير "الثوري" لن يعجز عن التعليل لما يعتقد !

فإنه سيف نجار تقلده :: :: من زنده عضلات من شراميط

راضي عبد المنعم
21/10/2007, 12:21 AM
أهذا ما عندك ؟

ظن الأقدمون .. واعتقدوا .. ورؤوا .. إلخ ...

كلام يبعث فعلاً على الضحك !

ذكرتني بالذين قالوا : إن الأرض محمولة على قرن ثور !
- حسنًا ، فما هو الزلزال ؟
قالوا : اهتزاز الأرض حين ينقلها من القرن الأيمن إلى القرن الأيسر !
- فما هو الرعد ؟
قالوا : صوت خواره المتقطع !
- فما هو المد والجزر ؟
قالوا : آثار شهيقه وزفيره حين يرسل أنفاسه ويستردها فوق الماء !

وهكذا ..

إن هذا التفسير "الثوري" لن يعجز عن التعليل لما يعتقد !

فإنه سيف نجار تقلده :: :: من زنده عضلات من شراميط

جواد البشيتي
21/10/2007, 10:10 AM
الطبيب الإغريقي Galen كَتَبَ، قَبْلَ نزول القرآن بنحو 450 سنة، "تقريراً عِلْمياً" جاء فيه:



But let us take the account back again to the first conformation of the animal, and in order to make our account orderly and clear, let us divide the creation of the foetus overall into four periods of time. The first is that in which. as is seen both in abortions and in dissection, the form of the semen prevails (النطفة). At this time, Hippocrates too, the all-marvelous, does not yet call the conformation of the animal a foetus; as we heard just now in the case of semen voided in the sixth day, he still calls it semen. But when it has been filled with blood (العلقة), and heart, brain and liver are still unarticulated and unshaped yet have by now a certain solidarity and considerable size, this is the second period; the substance of the foetus has the form of flesh and no longer the form of semen. Accordingly you would find that Hippocrates too no longer calls such a form semen but, as was said, foetus. The third period follows on this, when, as was said, it is possible to see the three ruling parts clearly and a kind of outline, a silhouette, as it were, of all the other parts (المضغة). You will see the conformation of the three ruling parts more clearly, that of the parts of the stomach more dimly, and much more still, that of the limbs. Later on they form "twigs", as Hippocrates expressed it, indicating by the term their similarity to branches. The fourth and final period is at the stage when all the parts in the limbs have been differentiated; and at this part Hippocrates the marvelous no longer calls the foetus an embryo only, but already a child, too when he says that it jerks and moves as an animal now fully formed (الخلق الجديد) ...
... The time has come for nature to articulate the organs precisely and to bring all the parts to completion. Thus it caused flesh to grow on and around all the bones, and at the same time ... it made at the ends of the bones ligaments that bind them to each other, and along their entire length it placed around them on all sides thin membranes, called periosteal, on which it caused flesh to grow.

جواد البشيتي
21/10/2007, 10:10 AM
الطبيب الإغريقي Galen كَتَبَ، قَبْلَ نزول القرآن بنحو 450 سنة، "تقريراً عِلْمياً" جاء فيه:



But let us take the account back again to the first conformation of the animal, and in order to make our account orderly and clear, let us divide the creation of the foetus overall into four periods of time. The first is that in which. as is seen both in abortions and in dissection, the form of the semen prevails (النطفة). At this time, Hippocrates too, the all-marvelous, does not yet call the conformation of the animal a foetus; as we heard just now in the case of semen voided in the sixth day, he still calls it semen. But when it has been filled with blood (العلقة), and heart, brain and liver are still unarticulated and unshaped yet have by now a certain solidarity and considerable size, this is the second period; the substance of the foetus has the form of flesh and no longer the form of semen. Accordingly you would find that Hippocrates too no longer calls such a form semen but, as was said, foetus. The third period follows on this, when, as was said, it is possible to see the three ruling parts clearly and a kind of outline, a silhouette, as it were, of all the other parts (المضغة). You will see the conformation of the three ruling parts more clearly, that of the parts of the stomach more dimly, and much more still, that of the limbs. Later on they form "twigs", as Hippocrates expressed it, indicating by the term their similarity to branches. The fourth and final period is at the stage when all the parts in the limbs have been differentiated; and at this part Hippocrates the marvelous no longer calls the foetus an embryo only, but already a child, too when he says that it jerks and moves as an animal now fully formed (الخلق الجديد) ...
... The time has come for nature to articulate the organs precisely and to bring all the parts to completion. Thus it caused flesh to grow on and around all the bones, and at the same time ... it made at the ends of the bones ligaments that bind them to each other, and along their entire length it placed around them on all sides thin membranes, called periosteal, on which it caused flesh to grow.

جواد البشيتي
21/10/2007, 10:22 AM
تعليق عبد الغني بنكروم على ما كتبه سعيد نويضي

لا يفوتني أن أنوه مرة أخرى بالعزيز جواد البشيتي الذي ملك من العلوم ( بمعناها الحالي) ومن المعرفة الدينية ما يكفي ليكتب نصوصا متماسكة مفيدة. كما أن طريقة التوضيح والتفسير رصينة ومنظمة بل وبيداغوجية.
وبالمناسبة أرد على الأخ سعيد ومن خلاله على كل الذين يقولون بنفس الكلام ( أقصد فقهاء آخر الزمن):
العزيز سعيد :
أتفق معك أن التفسير يمكن أن يختلف من شخص لآخر بحسب قدرته على الفهم ، لكن المشار إليه هنا في المقال هو ذلك التفسير الذي يبغي التضليل وتحميل الكلمة ما لا تعنيه وخلق معنى لا تحيل عليه الجمل القرأنية فيصدق القارئ البسيط وتنطلي عليه الحيلة.
أما عن مسالة خلق الكائنات الاخرى مثل النبات وباقي الحيوان فقد خلصت بعد أن أكدت أنها خلقت بأمر الله إلى النتيجة التالية : أنه قادر على خلقها نشأة أخرى!! لكن السؤال هو هل خلقها من طين ونفخ فيه من روحه أن ماذا ؟ هذا هو السؤال الذي لم يجب عنه النص ولا أنت. صحيح أن ” النفخ” الإلهي قد لا يكون بالفم ( وقد يكون بحسب وجهات نظر الفرق المختلفة )لكن هل كان نفخا أم لا في الكائنات الأخرى؟ طبعا إذا لم تكن من صلصال كالفخار ونفخ من روح الله فكيف خلقت؟؟؟؟ هذا ما نود أن تجيبنا عليه يا سعيد .
العزيز سعيد أتفق معك في أن العلم يتقدم مصححا أخطاءه لكن الذي ينقصك أن تطبق ذات النظرة على كل مصادر المعرفة. ذلك أن النصوص المقدسة كلها أتت ب”حقائق” متحتها من المحيط المعرفي حينها. فمثلا كون المني يخرج من الظهر “حقيقة” تم تجاوزها وهذا ما لا تريد أن تفهم لأنك تعتقد أن العلم سيدور ليثبتها مرة أخرى أن المني يخرج من الظهر.
ومهما يكن من أمر الخطأ فيجب الأثبات والسلام لا التقديس. وعليه فقد أضحى ثابتا أن المني لا يخرج من الظهر وأن نشأة ( نشئة) الجنين تتم عبر عملية تزاوج الحيوان المنوي الذي يأتي من الخصيتين عبر قنال يسمى spermiducte كما تمكن رؤية هذه الحيوانات مرأى العين بالخصية أو في القنال أو في السائل المنوي. إنه مرأى العين ياعزيزي زليس مجرد تكهن أن الحيوانات المنوية توجد في الخصيتين وليس الظهر.
وبعد هذا يجوز لي أن اقول لك : لماذا يقيس الفقهاء الآيات على الإنجازات العلمية ويفتخرون بأن القرآن سبق لذكر وهم يعلمون أن الحقائق العلمية غير ثابثة كما تقول يا سعيد ؟؟؟
حين قلت أن في الغموض تكمن سر عظمة الخالق فأن تؤكد مرة أخرى أن جهلنا هو ما يرد كل الأمور إلى ” خالق” دون محاولة للفهم والتمحيص. لكن تأكد يا سعيد أن علم الأجنة بلغ درجة من الدقة والتفصيل تصبح معه آيات القرآن لا تساوي شيئا أما حجم المْكتشف. فلا تكن أضحوكة عصرك.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل علم الأجنة لأن ذلك يتطلب مني مراجعة وتعريب لكني اؤكد لك مسالة النطفة، والصلب والترائب والماء الدافق والماء المهين لا تفسر شيئا ولا تقترب حتى من المعرفة العلمية ( على عدم ثابثها طبعا). وإذ اقول هذا عليك ان تختار .
لا يفوتني أن اذكرك يا سعيد أن الأحجار لا حياة فيها. ولا أعرف ماذا وقع لك حتى سقطت فيها الخطأ.
هذا عن الحنين وخلق الروح فيه
أما عن تطور الكائنات الحية فاقول أنه ليس بالإمكان رؤية ظهور فيل يتحول إلى قط! انك تطلب المستحيل بل أنك تظهر على جهلك الكبير لنظرية التطور. ذلك أن النظرية تقول بظهور تغيير ( طفرة) في المحمول الوراثي لحيوان ما فيظهر منه مخلوق جديد. هذا المخلوق الجديد بدوره سيطور ( بظهور طفرة في سلا لته ) ليعطي مخلوقا أبعد شبها من الأول وهكذا دواليك. ولو علمت أن حدوث الطفرة لا يقع بسهولة ( حتمال واحد على مليون) ثم إذا ما حدثت هذه الطفرة قد يموت المولود مما يعقد المسالة أو حتى إذا لم يمت قد يكون عاقرا فلا ينتج عنه نسل وحتى إذا لم يمت ولم يكن عاقرا فقد يكون غير قادر على العيش. لهذا لا تتوقع أنك سترى فأرا يتحول إلى أسد في ” سبعة ايام” ثم يستوي على عرش الغابة. ولا تتوقع أمكانية خلق حيوان سابق الوجود بطفرة من حيوان آخر ( مثلا كلب من جمل )
من جهة أخرى أريد ان أسألك وأنت العارف في أمور الدين أكثر من أمور العلم : هناك عملية المسخ الإلهي : أن يمسخ الله الإنسان مثلا فيتحول إلى قرد وهذا مذكور في القرآن: كونوا قردة خاسئين. هل الغوريلا هي ذلك الإنسان الذي مسخه الله ؟؟ لماذا لا نرى عملية المسخ تتكرر؟؟ لست أدري لماذا طرحت هذا السؤال وانت تستنطق نظرية التطور ولم تطرحه وأنت تقرأ النظرية الدينية!
أكتفي بهذا القدر. مع احترامي للعزيز سعيد .

جواد البشيتي
21/10/2007, 10:22 AM
تعليق عبد الغني بنكروم على ما كتبه سعيد نويضي

لا يفوتني أن أنوه مرة أخرى بالعزيز جواد البشيتي الذي ملك من العلوم ( بمعناها الحالي) ومن المعرفة الدينية ما يكفي ليكتب نصوصا متماسكة مفيدة. كما أن طريقة التوضيح والتفسير رصينة ومنظمة بل وبيداغوجية.
وبالمناسبة أرد على الأخ سعيد ومن خلاله على كل الذين يقولون بنفس الكلام ( أقصد فقهاء آخر الزمن):
العزيز سعيد :
أتفق معك أن التفسير يمكن أن يختلف من شخص لآخر بحسب قدرته على الفهم ، لكن المشار إليه هنا في المقال هو ذلك التفسير الذي يبغي التضليل وتحميل الكلمة ما لا تعنيه وخلق معنى لا تحيل عليه الجمل القرأنية فيصدق القارئ البسيط وتنطلي عليه الحيلة.
أما عن مسالة خلق الكائنات الاخرى مثل النبات وباقي الحيوان فقد خلصت بعد أن أكدت أنها خلقت بأمر الله إلى النتيجة التالية : أنه قادر على خلقها نشأة أخرى!! لكن السؤال هو هل خلقها من طين ونفخ فيه من روحه أن ماذا ؟ هذا هو السؤال الذي لم يجب عنه النص ولا أنت. صحيح أن ” النفخ” الإلهي قد لا يكون بالفم ( وقد يكون بحسب وجهات نظر الفرق المختلفة )لكن هل كان نفخا أم لا في الكائنات الأخرى؟ طبعا إذا لم تكن من صلصال كالفخار ونفخ من روح الله فكيف خلقت؟؟؟؟ هذا ما نود أن تجيبنا عليه يا سعيد .
العزيز سعيد أتفق معك في أن العلم يتقدم مصححا أخطاءه لكن الذي ينقصك أن تطبق ذات النظرة على كل مصادر المعرفة. ذلك أن النصوص المقدسة كلها أتت ب”حقائق” متحتها من المحيط المعرفي حينها. فمثلا كون المني يخرج من الظهر “حقيقة” تم تجاوزها وهذا ما لا تريد أن تفهم لأنك تعتقد أن العلم سيدور ليثبتها مرة أخرى أن المني يخرج من الظهر.
ومهما يكن من أمر الخطأ فيجب الأثبات والسلام لا التقديس. وعليه فقد أضحى ثابتا أن المني لا يخرج من الظهر وأن نشأة ( نشئة) الجنين تتم عبر عملية تزاوج الحيوان المنوي الذي يأتي من الخصيتين عبر قنال يسمى spermiducte كما تمكن رؤية هذه الحيوانات مرأى العين بالخصية أو في القنال أو في السائل المنوي. إنه مرأى العين ياعزيزي زليس مجرد تكهن أن الحيوانات المنوية توجد في الخصيتين وليس الظهر.
وبعد هذا يجوز لي أن اقول لك : لماذا يقيس الفقهاء الآيات على الإنجازات العلمية ويفتخرون بأن القرآن سبق لذكر وهم يعلمون أن الحقائق العلمية غير ثابثة كما تقول يا سعيد ؟؟؟
حين قلت أن في الغموض تكمن سر عظمة الخالق فأن تؤكد مرة أخرى أن جهلنا هو ما يرد كل الأمور إلى ” خالق” دون محاولة للفهم والتمحيص. لكن تأكد يا سعيد أن علم الأجنة بلغ درجة من الدقة والتفصيل تصبح معه آيات القرآن لا تساوي شيئا أما حجم المْكتشف. فلا تكن أضحوكة عصرك.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل علم الأجنة لأن ذلك يتطلب مني مراجعة وتعريب لكني اؤكد لك مسالة النطفة، والصلب والترائب والماء الدافق والماء المهين لا تفسر شيئا ولا تقترب حتى من المعرفة العلمية ( على عدم ثابثها طبعا). وإذ اقول هذا عليك ان تختار .
لا يفوتني أن اذكرك يا سعيد أن الأحجار لا حياة فيها. ولا أعرف ماذا وقع لك حتى سقطت فيها الخطأ.
هذا عن الحنين وخلق الروح فيه
أما عن تطور الكائنات الحية فاقول أنه ليس بالإمكان رؤية ظهور فيل يتحول إلى قط! انك تطلب المستحيل بل أنك تظهر على جهلك الكبير لنظرية التطور. ذلك أن النظرية تقول بظهور تغيير ( طفرة) في المحمول الوراثي لحيوان ما فيظهر منه مخلوق جديد. هذا المخلوق الجديد بدوره سيطور ( بظهور طفرة في سلا لته ) ليعطي مخلوقا أبعد شبها من الأول وهكذا دواليك. ولو علمت أن حدوث الطفرة لا يقع بسهولة ( حتمال واحد على مليون) ثم إذا ما حدثت هذه الطفرة قد يموت المولود مما يعقد المسالة أو حتى إذا لم يمت قد يكون عاقرا فلا ينتج عنه نسل وحتى إذا لم يمت ولم يكن عاقرا فقد يكون غير قادر على العيش. لهذا لا تتوقع أنك سترى فأرا يتحول إلى أسد في ” سبعة ايام” ثم يستوي على عرش الغابة. ولا تتوقع أمكانية خلق حيوان سابق الوجود بطفرة من حيوان آخر ( مثلا كلب من جمل )
من جهة أخرى أريد ان أسألك وأنت العارف في أمور الدين أكثر من أمور العلم : هناك عملية المسخ الإلهي : أن يمسخ الله الإنسان مثلا فيتحول إلى قرد وهذا مذكور في القرآن: كونوا قردة خاسئين. هل الغوريلا هي ذلك الإنسان الذي مسخه الله ؟؟ لماذا لا نرى عملية المسخ تتكرر؟؟ لست أدري لماذا طرحت هذا السؤال وانت تستنطق نظرية التطور ولم تطرحه وأنت تقرأ النظرية الدينية!
أكتفي بهذا القدر. مع احترامي للعزيز سعيد .

طه خضر
21/10/2007, 10:36 AM
حين قلت أن في الغموض تكمن سر عظمة الخالق فأن تؤكد مرة أخرى أن جهلنا هو ما يرد كل الأمور إلى ” خالق” دون محاولة للفهم والتمحيص. لكن تأكد يا سعيد أن علم الأجنة بلغ درجة من الدقة والتفصيل تصبح معه آيات القرآن لا تساوي شيئا أما حجم المْكتشف. فلا تكن أضحوكة عصرك.

سبحان الله ..

قد نطقت بضعفه العيون ... ما أجمل العيون إذ تـُـبِـِـيْن ُ

قلها من الأوّل وأرحنا وأرح نفسك، وبلا لف ولا دوران!

هل أقول سوّد الله وجهك ؟

أربأ بنفسي!

الأستاذ سعيد نويضي المكرّم ..

قلت وقال الأستاذ معاذ وقال الدكتور منذر..

نحن هنا أمام ملاحدة ومردة شياطين بكل المقاييس؛ فلا نقاش ولا حوار، بل رد باطل وفضح أكاذيب ودرء شرّ في أجمل هيئة لا أكثر ولا أقلّ!

طه خضر
21/10/2007, 10:36 AM
حين قلت أن في الغموض تكمن سر عظمة الخالق فأن تؤكد مرة أخرى أن جهلنا هو ما يرد كل الأمور إلى ” خالق” دون محاولة للفهم والتمحيص. لكن تأكد يا سعيد أن علم الأجنة بلغ درجة من الدقة والتفصيل تصبح معه آيات القرآن لا تساوي شيئا أما حجم المْكتشف. فلا تكن أضحوكة عصرك.

سبحان الله ..

قد نطقت بضعفه العيون ... ما أجمل العيون إذ تـُـبِـِـيْن ُ

قلها من الأوّل وأرحنا وأرح نفسك، وبلا لف ولا دوران!

هل أقول سوّد الله وجهك ؟

أربأ بنفسي!

الأستاذ سعيد نويضي المكرّم ..

قلت وقال الأستاذ معاذ وقال الدكتور منذر..

نحن هنا أمام ملاحدة ومردة شياطين بكل المقاييس؛ فلا نقاش ولا حوار، بل رد باطل وفضح أكاذيب ودرء شرّ في أجمل هيئة لا أكثر ولا أقلّ!

أبويزيدأحمدالعزام
21/10/2007, 10:45 AM
السلاام عليكم
سيد جوادالبشيتي سأوجز:
أرجو منك الوقوف عند حدك وعدم الإستخفاف بعقولنا وإحترام مشاعر المسلمين وعدم التجني على الذات الإلهية والقرآن الكريم تحت حجة العلم والدراسة.

أبويزيدأحمدالعزام
21/10/2007, 10:45 AM
السلاام عليكم
سيد جوادالبشيتي سأوجز:
أرجو منك الوقوف عند حدك وعدم الإستخفاف بعقولنا وإحترام مشاعر المسلمين وعدم التجني على الذات الإلهية والقرآن الكريم تحت حجة العلم والدراسة.

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:00 AM
الأستاذ طه خضر
تحية
التوراة، إذا ما قُمْنا بوَزْنِها بميزان العقل والمنطق والعِلْم وحقائق التاريخ، لا تَزِن شيئاً، ولا تساوي حتى المداد الذي كُتِبَت به؛ وإنْ صَلُحَت لشيء فهي إنَّما تَصْلح أن تكون قصصاً للأطفال تُقْرأ لهم قبل النوم. إنَّها كتاب الوهم والخرافة الأوَّل في العالم، وهو المرآة التي فيها نرى صورة بني إسرائيل، الذين لشعورهم بالدونية التاريخية والحضارية هَوَّدوا حتى الرب، وصَوَّروه على الهيئة التاريخية والاجتماعية البشعة لليهودي.
القرآن فيه من العقل والمنطق والحكمة ما لا يُجيز لنا ولغيرنا مقارنته بالتوراة، التي ماتت، وشَبِعَت موتاً؛ ولكنَّ أتْباعها لن يعترفوا بموتها قبل دفنها، فلنساعدهم على دفنها حيث أقاموا لهم دولة بالاغتصاب.
أنا لا أنشد سوى "الحقيقة"؛ وجلُّ ما أريده هو النأي بالقرآن، بوصفه كتابا روحانياً، عن التأويل العلمي لآياته، وعن التأويل السياسي له، فخيرٌ للقرآن أنْ يُفَسَّر لا أن يؤوَّل علميا وسياسيا.. وأنْ يُفَسَّر بما يؤكِّد أنَّه كتاب روحاني.

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:00 AM
الأستاذ طه خضر
تحية
التوراة، إذا ما قُمْنا بوَزْنِها بميزان العقل والمنطق والعِلْم وحقائق التاريخ، لا تَزِن شيئاً، ولا تساوي حتى المداد الذي كُتِبَت به؛ وإنْ صَلُحَت لشيء فهي إنَّما تَصْلح أن تكون قصصاً للأطفال تُقْرأ لهم قبل النوم. إنَّها كتاب الوهم والخرافة الأوَّل في العالم، وهو المرآة التي فيها نرى صورة بني إسرائيل، الذين لشعورهم بالدونية التاريخية والحضارية هَوَّدوا حتى الرب، وصَوَّروه على الهيئة التاريخية والاجتماعية البشعة لليهودي.
القرآن فيه من العقل والمنطق والحكمة ما لا يُجيز لنا ولغيرنا مقارنته بالتوراة، التي ماتت، وشَبِعَت موتاً؛ ولكنَّ أتْباعها لن يعترفوا بموتها قبل دفنها، فلنساعدهم على دفنها حيث أقاموا لهم دولة بالاغتصاب.
أنا لا أنشد سوى "الحقيقة"؛ وجلُّ ما أريده هو النأي بالقرآن، بوصفه كتابا روحانياً، عن التأويل العلمي لآياته، وعن التأويل السياسي له، فخيرٌ للقرآن أنْ يُفَسَّر لا أن يؤوَّل علميا وسياسيا.. وأنْ يُفَسَّر بما يؤكِّد أنَّه كتاب روحاني.

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:13 AM
الأستاذ سعيد نويضي
تحية
أنتَ تقول: هناك يا أستاذ تناقض في قولك :
1 - أنَّ “الأنواع” في “عالم الحيوان” تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من “نوع حيواني” يمكن أن يتحوَّل إلى “نوع حيواني آخر”، كما ليس من “أنواع حيوانية” ذات “أصل حيواني مشتَرك”. فـ “القط” الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ “النوع الحيواني” لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.

2- والجنس البشري، في أصله ونشأته وبدايته، لم يكن “فرداً”، أي آدم، ولا “فردين”، أي آدم وحواء، وإنَّما “مجموعة”، أو “جماعة”، أنْتَجها التطوُّر الحيواني الطبيعي، فمِنْ تطوُّر “نوع حيواني آخر”، أو مِنْ تطوُّر بعض من أفراد هذا “النوع الحيواني الآخر”، ظَهَر أسلاف الجنس البشري.

فقولك أن الحيوان لا يمكن بأية حال أن يتغير إلى حيوان آخر...في حين أن الإنسان كان حيوانا ثم تغير بحكم التطور الحيواني الطبيعي...فلم لم يتغير الفأر أسدا...و لم تصبح الدجاجة نعامة...و لم ينزل حاليا من الغابة قردا على شكل إنسان...و أنت تدرك أن الصيرورة الزمنية لم تتوقف؟ فهل قوانين التطور الحيواني الطبيعي توقف عن فعل فعلها في الواقع؟ أم ماذا حصل للعقل البشري حتى أنه ظل يعتقد في نظرية...أتباعها لم يعودا يسلمون بصحتها...

وأنا أقول ليس من تناقض في أقوالي، ففي بحثي إنَّما قُلْت: كيف بدأت "قصَّة الخَلْق للبشر"؟ بدأت إذ اعتقد البشر القدماء أنَّ "الأنواع" في "عالم الحيوان" تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من "نوع حيواني" يمكن أن يتحوَّل إلى "نوع حيواني آخر"، كما ليس من "أنواع حيوانية" ذات "أصل حيواني مشتَرك". فـ "القط" الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ "النوع الحيواني" لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.
لاحِظ عبارة "إذ اعتقد البشر القدماء..
فهذا اعتقادهم وليس اعتقادي. ما اعتقده إنَّما هو أنَّ الأنواع الحيوانية لا تتجاور فحسب، وإنَّما تتعاقب.

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:13 AM
الأستاذ سعيد نويضي
تحية
أنتَ تقول: هناك يا أستاذ تناقض في قولك :
1 - أنَّ “الأنواع” في “عالم الحيوان” تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من “نوع حيواني” يمكن أن يتحوَّل إلى “نوع حيواني آخر”، كما ليس من “أنواع حيوانية” ذات “أصل حيواني مشتَرك”. فـ “القط” الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ “النوع الحيواني” لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.

2- والجنس البشري، في أصله ونشأته وبدايته، لم يكن “فرداً”، أي آدم، ولا “فردين”، أي آدم وحواء، وإنَّما “مجموعة”، أو “جماعة”، أنْتَجها التطوُّر الحيواني الطبيعي، فمِنْ تطوُّر “نوع حيواني آخر”، أو مِنْ تطوُّر بعض من أفراد هذا “النوع الحيواني الآخر”، ظَهَر أسلاف الجنس البشري.

فقولك أن الحيوان لا يمكن بأية حال أن يتغير إلى حيوان آخر...في حين أن الإنسان كان حيوانا ثم تغير بحكم التطور الحيواني الطبيعي...فلم لم يتغير الفأر أسدا...و لم تصبح الدجاجة نعامة...و لم ينزل حاليا من الغابة قردا على شكل إنسان...و أنت تدرك أن الصيرورة الزمنية لم تتوقف؟ فهل قوانين التطور الحيواني الطبيعي توقف عن فعل فعلها في الواقع؟ أم ماذا حصل للعقل البشري حتى أنه ظل يعتقد في نظرية...أتباعها لم يعودا يسلمون بصحتها...

وأنا أقول ليس من تناقض في أقوالي، ففي بحثي إنَّما قُلْت: كيف بدأت "قصَّة الخَلْق للبشر"؟ بدأت إذ اعتقد البشر القدماء أنَّ "الأنواع" في "عالم الحيوان" تتجاوَر ولا تتعاقب، فليس من "نوع حيواني" يمكن أن يتحوَّل إلى "نوع حيواني آخر"، كما ليس من "أنواع حيوانية" ذات "أصل حيواني مشتَرك". فـ "القط" الذي نَعْرِف هو القط ذاته الذي عَرَفَهُ الماضي، والذي سيَعْرِفُهُ المستقبل، فـ "النوع الحيواني" لا يتغيَّر، أي لا يتحوَّل إلى نوع حيواني آخر، ولو عَبْرَ ملايين السنين من التطوَّر.
لاحِظ عبارة "إذ اعتقد البشر القدماء..
فهذا اعتقادهم وليس اعتقادي. ما اعتقده إنَّما هو أنَّ الأنواع الحيوانية لا تتجاور فحسب، وإنَّما تتعاقب.

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:32 AM
الأستاذ أبو هاجر أحمد العزام
تحية
أنا لا أقِفُ إلاَّ عند حدِّي. إنَّني لا أقِفُ عند حدِّ غيري؛ وإنِّي أتمنى عليكَ أن تُبَرِّد رأسكَ الحامية ولو قليلا، فالرأس عندما تحمى تُصاب بالعجز عن الاستقبال والإرسال. أنا لا استخفُّ بعقلكَ فأنتَ الذي تستخفُّ به، ولو لم تستخف به لَمَكَّنَكَ من أن تُدْلي برأي راجح. عُدْ إلى العصر الفكري الذهبي للإسلام عندما كانت العقول الإسلامية النيِّرة تَبْحَثُ عن الرأي الآخر، فإنْ لم تَجِده خلقته؛ ولتتذكَّر أنَّ الفكر الإسلامي في جُلِّه إنَّما كان ثمرة حوار مع الآخر، فإنَّ مقتل كل فكر أن يحاور أتباعه أنفسهم، وأن ينأوا بأنفسهم وبفكرهم عن الآخر.
إنَّكَ في عصرٍ لا يسمح لكَ بأن تخدعني، ولا يسمح لي بأن أخدعك؛ ويدعوكَ إلى تَعلُّم الحوار مع الآخر، فأنتَ يكفي أن تنبذه حنى تَحْكُم على فكركَ بالموت؛ ففي عالم الفكر لا ينتصر فكر إلاَّ بالصراع، وفي الصراع، فهنا لا تقوم قائمة لـ "الوثنية الفكرية".

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:32 AM
الأستاذ أبو هاجر أحمد العزام
تحية
أنا لا أقِفُ إلاَّ عند حدِّي. إنَّني لا أقِفُ عند حدِّ غيري؛ وإنِّي أتمنى عليكَ أن تُبَرِّد رأسكَ الحامية ولو قليلا، فالرأس عندما تحمى تُصاب بالعجز عن الاستقبال والإرسال. أنا لا استخفُّ بعقلكَ فأنتَ الذي تستخفُّ به، ولو لم تستخف به لَمَكَّنَكَ من أن تُدْلي برأي راجح. عُدْ إلى العصر الفكري الذهبي للإسلام عندما كانت العقول الإسلامية النيِّرة تَبْحَثُ عن الرأي الآخر، فإنْ لم تَجِده خلقته؛ ولتتذكَّر أنَّ الفكر الإسلامي في جُلِّه إنَّما كان ثمرة حوار مع الآخر، فإنَّ مقتل كل فكر أن يحاور أتباعه أنفسهم، وأن ينأوا بأنفسهم وبفكرهم عن الآخر.
إنَّكَ في عصرٍ لا يسمح لكَ بأن تخدعني، ولا يسمح لي بأن أخدعك؛ ويدعوكَ إلى تَعلُّم الحوار مع الآخر، فأنتَ يكفي أن تنبذه حنى تَحْكُم على فكركَ بالموت؛ ففي عالم الفكر لا ينتصر فكر إلاَّ بالصراع، وفي الصراع، فهنا لا تقوم قائمة لـ "الوثنية الفكرية".

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:42 AM
تعليق الهادي ثابت
يا أستاذ جواد البشيتي أنت رجل مشاكس عنيد، وقد أدخلت كتاباتك نوع من “الطفرة” في التفكير السائد عند أغلبية العرب والمسلمين، وكل ما أتمنى أنّ هذه الطفرة تنتج جنسا جديدا من التفكير يعتمد طرقا جديدة في نظرتنا إلى الحياة.
الكتاب المقدس (القرآن عندنا) ليس بالضرور كتاب علوم، وإما أصررنا على جعله كذلك فربما يؤدي إلى أن تتجاوزه المعرفة الحديثة، ويأتي يوم، بعد أن تندثر ديناصورات المعرفة الدينية المتحجرة، ويأخذ أطفالنا يهزؤون من هذه المعارف الغير دقيقة والفضفاضة، والتي تؤوّل حسب الطلب.
لنترك الكتاب المقدس مقدسا بكل غموضه، ونجعل من المعرفة العلمية معرفة آنية تتغير حسب اكتشافاتنا وتراكماتنا ونظرتنا للحياة.
سؤال طرحته على نفسي عديد المرات: لماذا يتشبث الناس بنظرة قديمة للحياة بنيت على معرفة محدودة في المكان والزمان؟ أليس لكل عصر نظرته للحياة تحكمها معارفه الآنية وزمانه وأدواته وأمكنته؟
وأطرح سؤالا آخر: لو قدّر لهذه البشرية أن تستوطن كوكبا آخر وتزرع فيه الحياة، هل ستظل تنظر إلى الحياة بزاد القرن الأول للهجرة؟ أو بنظرة موسى أو عيسى للحياة؟
لننظر إلى حياتنا بأدوات عصرنا. لنطمح إلى بناء عالم على قياس حاضرنا وتطورنا. لنجعل فهمنا للحياة على قياس معارفنا التي بنيناها بعقولنا وليست وليدة عقول قديمة بنت معارفها من خلال مخاض أزمنة وأفكار جاءت نتيجة عصور ماضية.
لماذا نترك تفاسير أبحاث علم الجينات الذي رأى تطورا مهولا هذه السنوات ونعود إلى تفسير كان موضوعيا في زمانه ومكانه.
وماذا سنجني عندما نتعرف على الفهم الجديد لعلم الجينات ونأخذ في تحيين الفهم القديم حتى تصبح النطفة بويضة ملقحة تحتوي على خلية ستنشطر إلى مليارات الخلايا حتى تنتج الكائن الحي؟ هل بعملية لوي المعاني القديمة وإعطائها ما لا طاقة لها سنصل إلى معرفة أرقى، وسنتمكن من تغيير جينات الخلية والقضاء على بعض الأمراض الجينية التي تترصد ذلك الكائن الذي سيلد؟
الكتاب المقدس يبقى مقدسا سواء أعطيناه تفاسير العصر أم لم نعطه. فلنحافظ على تلك القدسية التي هي أثمن ما في هذا الكتاب حتى ننتفع بها في إجلاء شوائب الحياة.
العلم الحديث له منهجيته في التعاطي مع الأشياء ليست بالضرورة منهجية القدسية الدينية. فإذا مزجنا هذا بذاك تحصلنا على مغالطات لا حصر لها، ووصلنا في آخر المطاف إلى الزوغ عن منهجية العلم وقللنا من قدسية الكتاب المقدس.
لك أستاذ جواد البشيتي كل تقديري واحترامي

جواد البشيتي
21/10/2007, 11:42 AM
تعليق الهادي ثابت
يا أستاذ جواد البشيتي أنت رجل مشاكس عنيد، وقد أدخلت كتاباتك نوع من “الطفرة” في التفكير السائد عند أغلبية العرب والمسلمين، وكل ما أتمنى أنّ هذه الطفرة تنتج جنسا جديدا من التفكير يعتمد طرقا جديدة في نظرتنا إلى الحياة.
الكتاب المقدس (القرآن عندنا) ليس بالضرور كتاب علوم، وإما أصررنا على جعله كذلك فربما يؤدي إلى أن تتجاوزه المعرفة الحديثة، ويأتي يوم، بعد أن تندثر ديناصورات المعرفة الدينية المتحجرة، ويأخذ أطفالنا يهزؤون من هذه المعارف الغير دقيقة والفضفاضة، والتي تؤوّل حسب الطلب.
لنترك الكتاب المقدس مقدسا بكل غموضه، ونجعل من المعرفة العلمية معرفة آنية تتغير حسب اكتشافاتنا وتراكماتنا ونظرتنا للحياة.
سؤال طرحته على نفسي عديد المرات: لماذا يتشبث الناس بنظرة قديمة للحياة بنيت على معرفة محدودة في المكان والزمان؟ أليس لكل عصر نظرته للحياة تحكمها معارفه الآنية وزمانه وأدواته وأمكنته؟
وأطرح سؤالا آخر: لو قدّر لهذه البشرية أن تستوطن كوكبا آخر وتزرع فيه الحياة، هل ستظل تنظر إلى الحياة بزاد القرن الأول للهجرة؟ أو بنظرة موسى أو عيسى للحياة؟
لننظر إلى حياتنا بأدوات عصرنا. لنطمح إلى بناء عالم على قياس حاضرنا وتطورنا. لنجعل فهمنا للحياة على قياس معارفنا التي بنيناها بعقولنا وليست وليدة عقول قديمة بنت معارفها من خلال مخاض أزمنة وأفكار جاءت نتيجة عصور ماضية.
لماذا نترك تفاسير أبحاث علم الجينات الذي رأى تطورا مهولا هذه السنوات ونعود إلى تفسير كان موضوعيا في زمانه ومكانه.
وماذا سنجني عندما نتعرف على الفهم الجديد لعلم الجينات ونأخذ في تحيين الفهم القديم حتى تصبح النطفة بويضة ملقحة تحتوي على خلية ستنشطر إلى مليارات الخلايا حتى تنتج الكائن الحي؟ هل بعملية لوي المعاني القديمة وإعطائها ما لا طاقة لها سنصل إلى معرفة أرقى، وسنتمكن من تغيير جينات الخلية والقضاء على بعض الأمراض الجينية التي تترصد ذلك الكائن الذي سيلد؟
الكتاب المقدس يبقى مقدسا سواء أعطيناه تفاسير العصر أم لم نعطه. فلنحافظ على تلك القدسية التي هي أثمن ما في هذا الكتاب حتى ننتفع بها في إجلاء شوائب الحياة.
العلم الحديث له منهجيته في التعاطي مع الأشياء ليست بالضرورة منهجية القدسية الدينية. فإذا مزجنا هذا بذاك تحصلنا على مغالطات لا حصر لها، ووصلنا في آخر المطاف إلى الزوغ عن منهجية العلم وقللنا من قدسية الكتاب المقدس.
لك أستاذ جواد البشيتي كل تقديري واحترامي

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 01:50 PM
الأستاذ جواد البشيتي،

لي بعض التعليقات التي سأكتبها في مشاركات عدة تباعاً:




سؤال "كيف خُلِقَ الإنسان؟"

جواد البشيتي

في القِصَّة الدينية لخلق البشر، خُلِقَ الإنسان، أو "آدم" من مادة، هي "الصلصال"، الذي هو طين مُركَّب من سيليكات الألومينيوم، يتميَّز بشدَّة لزوجته عند البلل وتماسكه، فإذا شُويَ بالنار فهو الفخَّار.

من هذا "الطين"، في معناه الحقيقي وليس في أي معنى مجازي، صَنَعَ "الخالِق" آدم، أي الإنسان الأوَّل الذَكَر. وعندما أتمَّ صنعه، أي عندما أتمَّ صُنْعَ هذا "التمثال"، نَفَخَ فيه من روحه، فصار حيَّاً. و"نَفْخُ" الشيء هو أن تُدْخِلَ فيه ريحاً تُخْرِجُها من فَمِكَ.


لا تستطيع أن تقول أن الصلصال هو طين مركت من سيليكات الألومنيوم أو بالطريقة التي وصفتها، فما ورد في القرآن الكريم - وهو المصدر الوحيد حول خلق الإنسان - هو أن الله تعالى قد خلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }الحجر26

وتفسير هذه الآية الكريمة هو: ولقد خلقنا آدم مِن طين يابس إذا نُقِر عليه سُمع له صوت, وهذا الطين اليابس من طين أسود متغيِّر لونه وريحه; مِن طول مكثه.

وقد ورد في آية كريمة أخرى وصف هذا الصلصال بالفخار:
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }الصافات11، أي أن الله تعالى قد خلق الإنسان من طين لزج يلتصق بعضه ببعض.

{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ }الرحمن14، أي: خلق الله تعالى آدم عليه السلام من طين يابس كالفَخَّار.

كما ورد في آية كريمة ثالثة أن الله تعالى قد خلق الإنسان من طين لازب:
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }الصافات11، أي أن الله تعالى قد خلق الإنسان من طيب لزج يلتصق بعضه ببعض.

فالإنسان مخلوق من طين، ولكن لا نعلم هو طين هذه الأرض التي هبط آدم وحواء عليهما السلام إليها أم من طين آخر، ولذلك فالقول بأن الطين يتكون من سليكات الألومنيوم يحتاج إلى دليل.

وقد يكون للطين لذي قطعت بدون دليل بأن معناه حقيقي - أي الطين الذي نعرفه - معنى مجازي، فالقرآن الكريم يقرب المعنى في كثير من القضايا إلى عقل الإنسان الذي يعجز عن معرفة معظم حقائق الخلق والحياة.

كما لا يجوز لك استخدام كلمة "التمثال" هنا، فالتمثال إنما يكون لشيء موجود، والله سبحانه وتعالى قد فطر الخلق كله ومنه الإنسان، وفطر تعني أنه خلقه وابتدعه من غير مثال سبق، فلم يكن هناك إنسان قبل آدم حتى تتحدث عن تمثال له.

وهناك أيضا مسألة يجب معرفتها، وهي أن نفخ الإنسان يختلف عن نفخ الله، فلا يوجد بين الكلمتين أي التقاء سوى الشكل واللفظ، أما المعنى فهو بالتأكيد مختلف، ومن قال بغير ذلك فقد جسد الله تعالى وشبهه بخلقه، فمن أين أتيت بأن لله فم كفم الإنسان؟!!!

ولي عودة إن شاء الله

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 01:50 PM
الأستاذ جواد البشيتي،

لي بعض التعليقات التي سأكتبها في مشاركات عدة تباعاً:




سؤال "كيف خُلِقَ الإنسان؟"

جواد البشيتي

في القِصَّة الدينية لخلق البشر، خُلِقَ الإنسان، أو "آدم" من مادة، هي "الصلصال"، الذي هو طين مُركَّب من سيليكات الألومينيوم، يتميَّز بشدَّة لزوجته عند البلل وتماسكه، فإذا شُويَ بالنار فهو الفخَّار.

من هذا "الطين"، في معناه الحقيقي وليس في أي معنى مجازي، صَنَعَ "الخالِق" آدم، أي الإنسان الأوَّل الذَكَر. وعندما أتمَّ صنعه، أي عندما أتمَّ صُنْعَ هذا "التمثال"، نَفَخَ فيه من روحه، فصار حيَّاً. و"نَفْخُ" الشيء هو أن تُدْخِلَ فيه ريحاً تُخْرِجُها من فَمِكَ.


لا تستطيع أن تقول أن الصلصال هو طين مركت من سيليكات الألومنيوم أو بالطريقة التي وصفتها، فما ورد في القرآن الكريم - وهو المصدر الوحيد حول خلق الإنسان - هو أن الله تعالى قد خلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }الحجر26

وتفسير هذه الآية الكريمة هو: ولقد خلقنا آدم مِن طين يابس إذا نُقِر عليه سُمع له صوت, وهذا الطين اليابس من طين أسود متغيِّر لونه وريحه; مِن طول مكثه.

وقد ورد في آية كريمة أخرى وصف هذا الصلصال بالفخار:
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }الصافات11، أي أن الله تعالى قد خلق الإنسان من طين لزج يلتصق بعضه ببعض.

{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ }الرحمن14، أي: خلق الله تعالى آدم عليه السلام من طين يابس كالفَخَّار.

كما ورد في آية كريمة ثالثة أن الله تعالى قد خلق الإنسان من طين لازب:
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }الصافات11، أي أن الله تعالى قد خلق الإنسان من طيب لزج يلتصق بعضه ببعض.

فالإنسان مخلوق من طين، ولكن لا نعلم هو طين هذه الأرض التي هبط آدم وحواء عليهما السلام إليها أم من طين آخر، ولذلك فالقول بأن الطين يتكون من سليكات الألومنيوم يحتاج إلى دليل.

وقد يكون للطين لذي قطعت بدون دليل بأن معناه حقيقي - أي الطين الذي نعرفه - معنى مجازي، فالقرآن الكريم يقرب المعنى في كثير من القضايا إلى عقل الإنسان الذي يعجز عن معرفة معظم حقائق الخلق والحياة.

كما لا يجوز لك استخدام كلمة "التمثال" هنا، فالتمثال إنما يكون لشيء موجود، والله سبحانه وتعالى قد فطر الخلق كله ومنه الإنسان، وفطر تعني أنه خلقه وابتدعه من غير مثال سبق، فلم يكن هناك إنسان قبل آدم حتى تتحدث عن تمثال له.

وهناك أيضا مسألة يجب معرفتها، وهي أن نفخ الإنسان يختلف عن نفخ الله، فلا يوجد بين الكلمتين أي التقاء سوى الشكل واللفظ، أما المعنى فهو بالتأكيد مختلف، ومن قال بغير ذلك فقد جسد الله تعالى وشبهه بخلقه، فمن أين أتيت بأن لله فم كفم الإنسان؟!!!

ولي عودة إن شاء الله

سعيد نويضي
21/10/2007, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

أيها السادة الكرام...
الأخ عبد الغني...

تحية صادقة

كلمة حول "فقهاء آخر الزمن"

حقيقة نحن في آخر الزمن ما كذبت يا أستاذ...
لقب جميل أن نكون فقهاء آخر الزمن...لا لشيء سوى انه في آخر الزمن ستبدو الحقيقة جلية دون غموض أو التباس...إذ ذاك سيتجلى الحق و تظهر الحقيقة...
أما كوني في زمرة "فقهاء آخر الزمن" أو فقيه...فهو لقب بعيد المنال...صعب التحقيق...لأني بلغت من الكبر عتيا...و أنت أدرى لما تجد نفسك في وضع عليك أن تكون فيه ملما بكل شيء...و أنت بالكاد تحارب أمية على المستوى ألمعلوماتي...و جهلا على مستوى العلم الديني و الدنيوي...فأين أنا من الفقيه؟ لذلك فهذا لقب لم أصل فيه حتى إلى "الفاء" فكيف"بالقاف" ثم "بالهاء"...و هي الحروف المكونة لكلمة"فقه"...
و هنا أريد أن تبدل نظرتك و لو قليلا لمسألة التفسير الذي قدموه المفسرين لحروف التي ابتدأت بها بعض السور...لا لتفسيرها من جديد...معاذ الله...فتلك مرتبة لا يصل غليها إلا من أحبه الله عز و جل...و لكن لإحالتك لعظمة هذه اللغة لتي نزل بها آخر كتاب من كتب الله عز و جل ليكون حجة على الخلق إلى يوم الدين...يوم آخر الزمن...
فكلمة "فقه"...فاء ـ قاف ـ هاء...
فالفاء لمفردها قد تبدأ بها العديد من الكلمات التي لها دلالة و التي لها علاقة بالموضوع...مثلا هذا الجدل القائم حول الخلق و العديد من المواضيع...فهو نوع من "الفلسفة" التي قد تصيب و قد تخطأ...و قديما قيل "الفلسفة أم العلوم"...و حاليا لما وصل العلم لما وصل إليه من حقائق ووو عادت الفلسفة لتعيد مكانتها كموجه لهذا النوع من التفكير...فأصبحنا أمام"فلسفة العلوم"...الشيء الذي أعاد طرح أسئلة هي قديمة في حد ذاتها لكن بمنظور جديد...
ثم القاف...و من أعظم الكتب التي أجابت عن تلك الأسئلة القديمة قدم الإنسان و الجديدة في الوقت الحال...و التي قد تأخذ صيغا جديدة في المستقبل القريب و البعيد على السواء...هذا الكتاب هو المبتدأ بحرف القاف هو "القرآن الكريم"...كلام من خلق كل شيء...و لديكم في كتاب الله غز و جل من الأسئلة و الأجوبة...ما تعلمون و ما لا تعلمون...
ثم الهاء...و ما أقرب إلى التضليل عن الحق و الحقيقة من الهوى...لذلك قال الرسول الحبيب عليه أفضل صلوات الله و سلامه..."لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون هواه تبعا لما أتيت به"...ورد ذكر الحديث في الأربعين النووية...

هذه مقدمة للأخ جزاه الله خيرا على نصيحته الغالية و التي سبق و أن قلتها...أنني لن أكون لا أضحوكة و لا ألعوبة بإذن الله عز و جل...لأنني بكل بساطة لست فاعلا في قوى العصر بالقدر الذي يجعلني فقيها و لا مفتيا...فلست لا هذا و لا ذاك...إنما أنا عابر سبيل قال كلمته و مضى...و لن أتطاول لا على العلماء و لا على الفقهاء...لأنك لو وضعت الله عز و جل رقيب على أقوالك و أفعالك قدر المستطاع...أدركت حقيقة البحث عن "الحقيقة" أنها " فقه" يقوم على أسس لا يبلغها إلا من أحبه الله عز و جل...من فلسفة و قرآن كريم و هوى متصل بمن نزل عليه الكتاب بالحق من عند الحق جل و علا...

و لي عودة أخرى إن كان في العمر بقية لأوضح لك ما غمض عليك إن شاء الله جل و علا...

و دمتم في رعاية الله عز و جل...

سعيد نويضي
21/10/2007, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

أيها السادة الكرام...
الأخ عبد الغني...

تحية صادقة

كلمة حول "فقهاء آخر الزمن"

حقيقة نحن في آخر الزمن ما كذبت يا أستاذ...
لقب جميل أن نكون فقهاء آخر الزمن...لا لشيء سوى انه في آخر الزمن ستبدو الحقيقة جلية دون غموض أو التباس...إذ ذاك سيتجلى الحق و تظهر الحقيقة...
أما كوني في زمرة "فقهاء آخر الزمن" أو فقيه...فهو لقب بعيد المنال...صعب التحقيق...لأني بلغت من الكبر عتيا...و أنت أدرى لما تجد نفسك في وضع عليك أن تكون فيه ملما بكل شيء...و أنت بالكاد تحارب أمية على المستوى ألمعلوماتي...و جهلا على مستوى العلم الديني و الدنيوي...فأين أنا من الفقيه؟ لذلك فهذا لقب لم أصل فيه حتى إلى "الفاء" فكيف"بالقاف" ثم "بالهاء"...و هي الحروف المكونة لكلمة"فقه"...
و هنا أريد أن تبدل نظرتك و لو قليلا لمسألة التفسير الذي قدموه المفسرين لحروف التي ابتدأت بها بعض السور...لا لتفسيرها من جديد...معاذ الله...فتلك مرتبة لا يصل غليها إلا من أحبه الله عز و جل...و لكن لإحالتك لعظمة هذه اللغة لتي نزل بها آخر كتاب من كتب الله عز و جل ليكون حجة على الخلق إلى يوم الدين...يوم آخر الزمن...
فكلمة "فقه"...فاء ـ قاف ـ هاء...
فالفاء لمفردها قد تبدأ بها العديد من الكلمات التي لها دلالة و التي لها علاقة بالموضوع...مثلا هذا الجدل القائم حول الخلق و العديد من المواضيع...فهو نوع من "الفلسفة" التي قد تصيب و قد تخطأ...و قديما قيل "الفلسفة أم العلوم"...و حاليا لما وصل العلم لما وصل إليه من حقائق ووو عادت الفلسفة لتعيد مكانتها كموجه لهذا النوع من التفكير...فأصبحنا أمام"فلسفة العلوم"...الشيء الذي أعاد طرح أسئلة هي قديمة في حد ذاتها لكن بمنظور جديد...
ثم القاف...و من أعظم الكتب التي أجابت عن تلك الأسئلة القديمة قدم الإنسان و الجديدة في الوقت الحال...و التي قد تأخذ صيغا جديدة في المستقبل القريب و البعيد على السواء...هذا الكتاب هو المبتدأ بحرف القاف هو "القرآن الكريم"...كلام من خلق كل شيء...و لديكم في كتاب الله غز و جل من الأسئلة و الأجوبة...ما تعلمون و ما لا تعلمون...
ثم الهاء...و ما أقرب إلى التضليل عن الحق و الحقيقة من الهوى...لذلك قال الرسول الحبيب عليه أفضل صلوات الله و سلامه..."لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون هواه تبعا لما أتيت به"...ورد ذكر الحديث في الأربعين النووية...

هذه مقدمة للأخ جزاه الله خيرا على نصيحته الغالية و التي سبق و أن قلتها...أنني لن أكون لا أضحوكة و لا ألعوبة بإذن الله عز و جل...لأنني بكل بساطة لست فاعلا في قوى العصر بالقدر الذي يجعلني فقيها و لا مفتيا...فلست لا هذا و لا ذاك...إنما أنا عابر سبيل قال كلمته و مضى...و لن أتطاول لا على العلماء و لا على الفقهاء...لأنك لو وضعت الله عز و جل رقيب على أقوالك و أفعالك قدر المستطاع...أدركت حقيقة البحث عن "الحقيقة" أنها " فقه" يقوم على أسس لا يبلغها إلا من أحبه الله عز و جل...من فلسفة و قرآن كريم و هوى متصل بمن نزل عليه الكتاب بالحق من عند الحق جل و علا...

و لي عودة أخرى إن كان في العمر بقية لأوضح لك ما غمض عليك إن شاء الله جل و علا...

و دمتم في رعاية الله عز و جل...

علاء البشبيشي
21/10/2007, 05:59 PM
لا يا شيخ !!


أضحك الله سنك أخي طه

خرجت من هذا الموضوع بفائدتين أولاهما "بسمة" لتعليق أخي طه السابق( لا ياشيخ!!!) ، وثانيهما أن القول الهادئ، والمغلف بالحجج، وإن كانت واهية، ربما تقلل من قبح قائلها.

وأنا بهذا لا أوافق أ / البشيتي، قيد أنمله،- وإن كان هادئا في ردوده - كما أني أعلن البراء مما قاله، بل أقول إن تعليق الدكتور الريفي كان جد عقلاني، وجد موضوعي، وجد مؤدب.

أما المحتوى فالضحك لم يمكنني من التعليق عليه، لأنه وببساطة رغم محاولاته المستميته في أن يخرج بصورة علمية، موضوعية، إلا أن بعض الكلمات تسربت من بين ثناياه لتؤكد سوء نية كاتبه، وليس استفساره كما يقول.

معذرة أ / البشيتي، فالحق أحب إلينا منك .

تحية ساخرة
:fl:

علاء البشبيشي
21/10/2007, 05:59 PM
لا يا شيخ !!


أضحك الله سنك أخي طه

خرجت من هذا الموضوع بفائدتين أولاهما "بسمة" لتعليق أخي طه السابق( لا ياشيخ!!!) ، وثانيهما أن القول الهادئ، والمغلف بالحجج، وإن كانت واهية، ربما تقلل من قبح قائلها.

وأنا بهذا لا أوافق أ / البشيتي، قيد أنمله،- وإن كان هادئا في ردوده - كما أني أعلن البراء مما قاله، بل أقول إن تعليق الدكتور الريفي كان جد عقلاني، وجد موضوعي، وجد مؤدب.

أما المحتوى فالضحك لم يمكنني من التعليق عليه، لأنه وببساطة رغم محاولاته المستميته في أن يخرج بصورة علمية، موضوعية، إلا أن بعض الكلمات تسربت من بين ثناياه لتؤكد سوء نية كاتبه، وليس استفساره كما يقول.

معذرة أ / البشيتي، فالحق أحب إلينا منك .

تحية ساخرة
:fl:

سعيد نويضي
21/10/2007, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأساتذة الكرام...

أما في ما يخص أن الله عز و جل لم يحدد خلق الحيوانات من الطين و لم ينفخ فيها من روحه...فلقد ضرب لنا مثلا أنهم أمم أمثالكم...و بالتالي لم يرد أن يشرح لنا بالتفصيل الممل جل و علا و شأنه عن قصة كل خلق من مخلوقات الله...فكما قال الشيخ الألباني رحمه الله ...أن اللبيب يكفيه دليل واحد...و.......... و مع ذلك فقد أورد الله عز و جل في قوله: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49...ويجعله رسولا إلى بني إسرائيل, ويقول لهم: إني قد جئتكم بعلامة من ربكم تدلُّ على أني مرسل من الله, وهي أني أصنع لكم من الطين مثل شكل الطير, فأنفخ فيه فيكون طيرًا حقيقيا بإذن الله, وأَشفي مَن وُلِد أعمى, ومَن به برص, وأُحيي من كان ميتًا بإذن الله, وأخبركم بما تأكلون وتدَّخرون في بيوتكم من طعامكم. إن في هذه الأمور العظيمة التي ليست في قدرة البشر لدليلا على أني نبي الله ورسوله, إن كنتم مصدِّقين حجج الله وآياته, مقرِّين بتوحيده.[التفسير الميسر]

و هذه آية أخرى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110...إذ قال الله يرم القيامة: يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك إذ خلقتك من غير أب, وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين, وبرأتها مما نُسِب إليها, ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام, يكلم الناس وهو رضيع, ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من التوحيد, ومنها أن الله تعالى علَّمه الكتابة والخط بدون معلم, ووهبه قوة الفهم والإدراك, وعَلَّمه التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام, والإنجيل الذي أنزل عليه هداية للناس, ومن هذه النعم أنه يصوِّر من الطين كهيئة الطير فينفخ في تلك الهيئة, فتكون طيرًا بإذن الله, ومنها أنه يشفي الذي وُلِد أعمى فيبصر, ويشفي الأبرص, فيعود جلده سليمًا بإذن الله, ومنها أنه يدعو الله أن يحييَ الموتى فيقومون من قبورهم أحياء, وذلك كله بإرادة الله تعالى وإذنه, وهي معجزات باهرة تؤيد نبوة عيسى عليه السلام, ثم يذكِّره الله جل وعلا نعمته عليه إذ منع بني إسرائيل حين همُّوا بقتله, وقد جاءهم بالمعجزات الواضحة الدالة على نبوته, فقال الذين كفروا منهم: إنَّ ما جاء به عيسى من البينات سحر ظاهر.[التفسير الميسر]...

أولا التصديق بقول الله عز و جل ينطلق من الإيمان...و أنا لن أفتش في قلبك لمن معرفة درجة إيمانك كما يعرف الإنسان درجة الحرارة لديه...و رغم ذلك أقول لك أن الله عز و جل لما ذكر في الكتاب الكريم: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44
تُسَبِّح له -سبحانه- السموات السبع والأرضون، ومَن فيهن مِن جميع المخلوقات، وكل شيء في هذا الوجود ينزه الله تعالى تنزيهًا مقرونًا بالثناء والحمد له سبحانه، ولكن لا تدركون -أيها الناس- ذلك. إنه سبحانه كان حليمًا بعباده لا يعاجل مَن عصاه بالعقوبة، غفورًا لهم.[التفسير الميسر]

إذا كان كل شيء يسبح بحمده فلماذا يستثنى الشجر و الحجر؟ و باقي المخلوقات...

كذلك يقول الله جل و علا: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79
فَفَهَّمنا سليمان مراعاة مصلحة الطرفين مع العدل, فحكم على صاحب الغنم بإصلاح الزرع التالف في فترة يستفيد فيها صاحب الزرع بمنافع الغنم من لبن وصوف ونحوهما, ثم تعود الغنم إلى صاحبها والزرع إلى صاحبه; لمساواة قيمة ما تلف من الزرع لمنفعة الغنم, وكلا من داود وسليمان أعطيناه حكمًا وعلمًا, ومننَّا على داود بتطويع الجبال تسبِّح معه إذا سبَّح, وكذلك الطير تسبِّح, وكنا فاعلين ذلك.[التفسير الميسر]

{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ }ص18
إنا سخَّرنا الجبال مع داود يسبِّحن بتسبيحه أول النهار وآخره،[التفسير الميسر]

فكيف سيسبح من ليس فيه حياة...و في مداخلتي الأولى قلت أن الحياة لا تعني الروح...فالنبات فيه حياة و ليس روح...أما الحيوانات كمخلوقات فيها روح و بطبيعة الحال فيها حياة...فلم النباتات فيها حياة و ليس فيها روح؟ لأن النباتات ليست مكلفة كما هو مكلف الإنسان بحمل الأمانة...ستقول هل الحيوانات مكلفة لأن فيها روح؟أقول هي الأخرى مكلفة لكن ليس بالدرجة التي كلف بها الإنسان...و هي الأخرى ستحاسب لكن ليس بالشكل الذي سيحاسب به هذا المخلوق الغامض الذي سمي الإنسان...الذي قال الله عز و جل في حقه من جملة ما قال: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }النحل4
خَلَق الإنسان من ماء مهين فإذا به يَقْوى ويغترُّ, فيصبح شديد الخصومة والجدال لربه في إنكار البعث, وغير ذلك, كقوله: "مَن يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ"، ونسي الله الذي خلقه من العدم.و هنا أقول أن الله خلقه من الطين...و ليس من العدم...لأن مصطلح العدم غير موجود في القرآن الكريم...

أما مسألة جهلي بنظرية التطور...فيكفي أن تطلع على ما كتبه الأستاذ "يحيى هارون" أو أن تطلع على كتاب آخرLa science n'est pas tout"" للكاتبMarcel Poumailloux…و سيكفيك لتتضح لك الصورة عن ما غمض عليك في نظرية التطور...

أما هل الله عز و جل قد جعل فيما مضى من بعض البشر قرودا...فهل الكوريلا هي الأخرى كانت بشرا ثم مسخ الله عز و جل ليجعل منها قردة...أقول لك بكل صدق ألا تعتقد أن دورين لما اطلع على كتاب الله عز و جل في تراجمه التي تمت من جملة ما ترجم من كتب العرب و المسلمين...أنه لكي يعطي نظريته مصداقية من حيث الشكل ابتدع أن أصل الإنسان قرد باعتبار التقارب الشكلي الموجود بينهما...و مع ذلك أقول لك أن الله عز و جل على كل شيء قدير...فالمؤمن يؤمن بالكتاب كله و لا يؤمن بجزء و ينفي جزءا لغرض أو مصلحة أو غير ذلك...و لك في كتب التفسير ما سيبين لك ما هي الفصيلة من البشر التي جعلها الله عز و جل قردة...كما ان المسخ لم يشمل كل القرود من الأصغر حجما إلى الأكبر جثة...

أتمنى أن تكون إجابتي شافية كافية...فإن أصبت فمن الله عز و جل و إن أخطأت فمن جهلي الكبير و المركب كما أشرت...

دمتم في رعاية الله جل و علا

سعيد نويضي
21/10/2007, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأساتذة الكرام...

أما في ما يخص أن الله عز و جل لم يحدد خلق الحيوانات من الطين و لم ينفخ فيها من روحه...فلقد ضرب لنا مثلا أنهم أمم أمثالكم...و بالتالي لم يرد أن يشرح لنا بالتفصيل الممل جل و علا و شأنه عن قصة كل خلق من مخلوقات الله...فكما قال الشيخ الألباني رحمه الله ...أن اللبيب يكفيه دليل واحد...و.......... و مع ذلك فقد أورد الله عز و جل في قوله: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49...ويجعله رسولا إلى بني إسرائيل, ويقول لهم: إني قد جئتكم بعلامة من ربكم تدلُّ على أني مرسل من الله, وهي أني أصنع لكم من الطين مثل شكل الطير, فأنفخ فيه فيكون طيرًا حقيقيا بإذن الله, وأَشفي مَن وُلِد أعمى, ومَن به برص, وأُحيي من كان ميتًا بإذن الله, وأخبركم بما تأكلون وتدَّخرون في بيوتكم من طعامكم. إن في هذه الأمور العظيمة التي ليست في قدرة البشر لدليلا على أني نبي الله ورسوله, إن كنتم مصدِّقين حجج الله وآياته, مقرِّين بتوحيده.[التفسير الميسر]

و هذه آية أخرى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110...إذ قال الله يرم القيامة: يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك إذ خلقتك من غير أب, وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين, وبرأتها مما نُسِب إليها, ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام, يكلم الناس وهو رضيع, ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من التوحيد, ومنها أن الله تعالى علَّمه الكتابة والخط بدون معلم, ووهبه قوة الفهم والإدراك, وعَلَّمه التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام, والإنجيل الذي أنزل عليه هداية للناس, ومن هذه النعم أنه يصوِّر من الطين كهيئة الطير فينفخ في تلك الهيئة, فتكون طيرًا بإذن الله, ومنها أنه يشفي الذي وُلِد أعمى فيبصر, ويشفي الأبرص, فيعود جلده سليمًا بإذن الله, ومنها أنه يدعو الله أن يحييَ الموتى فيقومون من قبورهم أحياء, وذلك كله بإرادة الله تعالى وإذنه, وهي معجزات باهرة تؤيد نبوة عيسى عليه السلام, ثم يذكِّره الله جل وعلا نعمته عليه إذ منع بني إسرائيل حين همُّوا بقتله, وقد جاءهم بالمعجزات الواضحة الدالة على نبوته, فقال الذين كفروا منهم: إنَّ ما جاء به عيسى من البينات سحر ظاهر.[التفسير الميسر]...

أولا التصديق بقول الله عز و جل ينطلق من الإيمان...و أنا لن أفتش في قلبك لمن معرفة درجة إيمانك كما يعرف الإنسان درجة الحرارة لديه...و رغم ذلك أقول لك أن الله عز و جل لما ذكر في الكتاب الكريم: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44
تُسَبِّح له -سبحانه- السموات السبع والأرضون، ومَن فيهن مِن جميع المخلوقات، وكل شيء في هذا الوجود ينزه الله تعالى تنزيهًا مقرونًا بالثناء والحمد له سبحانه، ولكن لا تدركون -أيها الناس- ذلك. إنه سبحانه كان حليمًا بعباده لا يعاجل مَن عصاه بالعقوبة، غفورًا لهم.[التفسير الميسر]

إذا كان كل شيء يسبح بحمده فلماذا يستثنى الشجر و الحجر؟ و باقي المخلوقات...

كذلك يقول الله جل و علا: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79
فَفَهَّمنا سليمان مراعاة مصلحة الطرفين مع العدل, فحكم على صاحب الغنم بإصلاح الزرع التالف في فترة يستفيد فيها صاحب الزرع بمنافع الغنم من لبن وصوف ونحوهما, ثم تعود الغنم إلى صاحبها والزرع إلى صاحبه; لمساواة قيمة ما تلف من الزرع لمنفعة الغنم, وكلا من داود وسليمان أعطيناه حكمًا وعلمًا, ومننَّا على داود بتطويع الجبال تسبِّح معه إذا سبَّح, وكذلك الطير تسبِّح, وكنا فاعلين ذلك.[التفسير الميسر]

{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ }ص18
إنا سخَّرنا الجبال مع داود يسبِّحن بتسبيحه أول النهار وآخره،[التفسير الميسر]

فكيف سيسبح من ليس فيه حياة...و في مداخلتي الأولى قلت أن الحياة لا تعني الروح...فالنبات فيه حياة و ليس روح...أما الحيوانات كمخلوقات فيها روح و بطبيعة الحال فيها حياة...فلم النباتات فيها حياة و ليس فيها روح؟ لأن النباتات ليست مكلفة كما هو مكلف الإنسان بحمل الأمانة...ستقول هل الحيوانات مكلفة لأن فيها روح؟أقول هي الأخرى مكلفة لكن ليس بالدرجة التي كلف بها الإنسان...و هي الأخرى ستحاسب لكن ليس بالشكل الذي سيحاسب به هذا المخلوق الغامض الذي سمي الإنسان...الذي قال الله عز و جل في حقه من جملة ما قال: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }النحل4
خَلَق الإنسان من ماء مهين فإذا به يَقْوى ويغترُّ, فيصبح شديد الخصومة والجدال لربه في إنكار البعث, وغير ذلك, كقوله: "مَن يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ"، ونسي الله الذي خلقه من العدم.و هنا أقول أن الله خلقه من الطين...و ليس من العدم...لأن مصطلح العدم غير موجود في القرآن الكريم...

أما مسألة جهلي بنظرية التطور...فيكفي أن تطلع على ما كتبه الأستاذ "يحيى هارون" أو أن تطلع على كتاب آخرLa science n'est pas tout"" للكاتبMarcel Poumailloux…و سيكفيك لتتضح لك الصورة عن ما غمض عليك في نظرية التطور...

أما هل الله عز و جل قد جعل فيما مضى من بعض البشر قرودا...فهل الكوريلا هي الأخرى كانت بشرا ثم مسخ الله عز و جل ليجعل منها قردة...أقول لك بكل صدق ألا تعتقد أن دورين لما اطلع على كتاب الله عز و جل في تراجمه التي تمت من جملة ما ترجم من كتب العرب و المسلمين...أنه لكي يعطي نظريته مصداقية من حيث الشكل ابتدع أن أصل الإنسان قرد باعتبار التقارب الشكلي الموجود بينهما...و مع ذلك أقول لك أن الله عز و جل على كل شيء قدير...فالمؤمن يؤمن بالكتاب كله و لا يؤمن بجزء و ينفي جزءا لغرض أو مصلحة أو غير ذلك...و لك في كتب التفسير ما سيبين لك ما هي الفصيلة من البشر التي جعلها الله عز و جل قردة...كما ان المسخ لم يشمل كل القرود من الأصغر حجما إلى الأكبر جثة...

أتمنى أن تكون إجابتي شافية كافية...فإن أصبت فمن الله عز و جل و إن أخطأت فمن جهلي الكبير و المركب كما أشرت...

دمتم في رعاية الله جل و علا

طه خضر
21/10/2007, 10:13 PM
الأستاذ سعيد نويضي مصرّ على النقاش وعلى اعتبار من يحاورهم أندادا وإخوانا أعزاء!

نحن يا أستاذ سعيد أمام ملاحدة عتاة، ورغم اعتمادهم طريقة دس السم بالدسم إلا أن خبث النوايا

سريعا ما يبدو من وجوههم الكالحة ومن ثنايا كلامهم ..

ألم تقرأ للمدعو ابن كروب أو ابن كروم لا أذكر الذي استعان به الأستاذ جواد؟؟

ألم يقل وبالمشرمحي أن اكتشافات أولياء نعمته العلميّة جعلت القرآن بلا قيمة؟؟

ترى هل يجرؤ هذا اللكع على قول ذلك عن الإنجيل مثلا أو أي كتاب آخر مقدّس ؟؟

حتما لا، حتى لا يقطع عنه أولياء نعمته مصروفه اليوميّ !

أما الجواد جواد؛ فأذكى من أن ينكر وجود الله صراحة أو يسفـّه كتابه !

فيقوم بذلك ولكن بتورية لا يكاد يفرح عليها، إذ سرعان ما تـُـفتـَـضـَـح وينكشف أمرها ..

ومنها أن طالبناه بنقد باقي الكتب السماويّة أسوة بالقرآن الذي جعله شغله الشاغل دسا وتشويها؛

وعندها تمخض فولد فأرا ونطق كفرا عندما ذمّ التوراة وعزف على روحها لحن الرجوع الأخير

ونعتها بــ البالية وطبعا ابتعد عن الإنجيل حتى لا يثور عليه إخواننا من النصارى ..

أما آخرها فعندما أنكر وبشبه صراحة وجود العـِـلّة المسببة للكون ونظامه وحركته

واستشهد على ذلك بدليل مخصيّ قبل أن يولد ألا وهو الفوضى العارمة التي تجتاح الكون بين فينة وأخرى ..

عزمتك عليك .. ماذا تسمي هذا ؟؟

أنا أسميه .... !!

طه خضر
21/10/2007, 10:13 PM
الأستاذ سعيد نويضي مصرّ على النقاش وعلى اعتبار من يحاورهم أندادا وإخوانا أعزاء!

نحن يا أستاذ سعيد أمام ملاحدة عتاة، ورغم اعتمادهم طريقة دس السم بالدسم إلا أن خبث النوايا

سريعا ما يبدو من وجوههم الكالحة ومن ثنايا كلامهم ..

ألم تقرأ للمدعو ابن كروب أو ابن كروم لا أذكر الذي استعان به الأستاذ جواد؟؟

ألم يقل وبالمشرمحي أن اكتشافات أولياء نعمته العلميّة جعلت القرآن بلا قيمة؟؟

ترى هل يجرؤ هذا اللكع على قول ذلك عن الإنجيل مثلا أو أي كتاب آخر مقدّس ؟؟

حتما لا، حتى لا يقطع عنه أولياء نعمته مصروفه اليوميّ !

أما الجواد جواد؛ فأذكى من أن ينكر وجود الله صراحة أو يسفـّه كتابه !

فيقوم بذلك ولكن بتورية لا يكاد يفرح عليها، إذ سرعان ما تـُـفتـَـضـَـح وينكشف أمرها ..

ومنها أن طالبناه بنقد باقي الكتب السماويّة أسوة بالقرآن الذي جعله شغله الشاغل دسا وتشويها؛

وعندها تمخض فولد فأرا ونطق كفرا عندما ذمّ التوراة وعزف على روحها لحن الرجوع الأخير

ونعتها بــ البالية وطبعا ابتعد عن الإنجيل حتى لا يثور عليه إخواننا من النصارى ..

أما آخرها فعندما أنكر وبشبه صراحة وجود العـِـلّة المسببة للكون ونظامه وحركته

واستشهد على ذلك بدليل مخصيّ قبل أن يولد ألا وهو الفوضى العارمة التي تجتاح الكون بين فينة وأخرى ..

عزمتك عليك .. ماذا تسمي هذا ؟؟

أنا أسميه .... !!

محمد يوسف الجعفري
21/10/2007, 10:46 PM
كل التحية للدكتور البشيتي الذي قدم تحليلا علميا لخلق الانسان في الفكر الديني ، هذه رؤيه علميه تحترم بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا، يجب ان نناقش الامور بعقل متفتح ، الطريقه والمنهج العلمي يرد عليه بنفس الطريقه لا بالتشكيك ومحاولة تقليل اهمية المنهج والاستنتاجات
تحياتي دكتور بشيتي

محمد يوسف الجعفري
21/10/2007, 10:46 PM
كل التحية للدكتور البشيتي الذي قدم تحليلا علميا لخلق الانسان في الفكر الديني ، هذه رؤيه علميه تحترم بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا، يجب ان نناقش الامور بعقل متفتح ، الطريقه والمنهج العلمي يرد عليه بنفس الطريقه لا بالتشكيك ومحاولة تقليل اهمية المنهج والاستنتاجات
تحياتي دكتور بشيتي

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 10:52 PM
كل التحية للدكتور البشيتي الذ قدم تحليلا علميا لخلق الانسان في افكر الديني ، هذه رؤيه علميه تحترم بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا، يجب ان نناقش الامور بعقل متفتح ، الطريقه والمنهج العلمي يرد عليه بنفس الطريقه لا بالتشكيك ، ومحاولة تقليل اهمية المنهج والاستنتاجات
تحياتي دكتور بشيتي


الأستاذ محمد يوسف الجعفري،

لو تكرمت، ما هو المنهج العلمي الذي اتبعه الاستاذ البشيتي في الإجابة على السؤال الذي طرحه في هذا الموضوع؟

وشكرا جزيلا.

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 10:52 PM
كل التحية للدكتور البشيتي الذ قدم تحليلا علميا لخلق الانسان في افكر الديني ، هذه رؤيه علميه تحترم بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا، يجب ان نناقش الامور بعقل متفتح ، الطريقه والمنهج العلمي يرد عليه بنفس الطريقه لا بالتشكيك ، ومحاولة تقليل اهمية المنهج والاستنتاجات
تحياتي دكتور بشيتي


الأستاذ محمد يوسف الجعفري،

لو تكرمت، ما هو المنهج العلمي الذي اتبعه الاستاذ البشيتي في الإجابة على السؤال الذي طرحه في هذا الموضوع؟

وشكرا جزيلا.

طه خضر
21/10/2007, 11:05 PM
الأستاذ محمد يوسف الجعفري،

لو تكرمت، ما هو المنهج العلمي الذي اتبعه الاستاذ البشيتي في الإجابة على السؤال الذي طرحه في هذا الموضوع؟

وشكرا جزيلا.

أنا أقول لك دكتور محمد ..

هو منهج عنزة ولو طارت !

ذاك جعلها تطيـر وهذا سيجعلها رائدة فضاء !

البعض هنا لا تظهر مواهبه "عدا في التمييز بين الهاء والتاء المربوطة " ويسمعنا صوته إلا إذا نـُقد القرآن الكريم

أما لو كان التحليل في أي كتاب آخر لما وجدت له ريح ..



كل التحية للدكتور البشيتي الذي قدم تحليلا علميا لخلق الانسان في الفكر الديني ، هذه رؤيه علميه تحترم بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا، يجب ان نناقش الامور بعقل متفتح ، الطريقه والمنهج العلمي يرد عليه بنفس الطريقه لا بالتشكيك ومحاولة تقليل اهمية المنهج والاستنتاجات
تحياتي دكتور بشيتي

طه خضر
21/10/2007, 11:05 PM
الأستاذ محمد يوسف الجعفري،

لو تكرمت، ما هو المنهج العلمي الذي اتبعه الاستاذ البشيتي في الإجابة على السؤال الذي طرحه في هذا الموضوع؟

وشكرا جزيلا.

أنا أقول لك دكتور محمد ..

هو منهج عنزة ولو طارت !

ذاك جعلها تطيـر وهذا سيجعلها رائدة فضاء !

البعض هنا لا تظهر مواهبه "عدا في التمييز بين الهاء والتاء المربوطة " ويسمعنا صوته إلا إذا نـُقد القرآن الكريم

أما لو كان التحليل في أي كتاب آخر لما وجدت له ريح ..



كل التحية للدكتور البشيتي الذي قدم تحليلا علميا لخلق الانسان في الفكر الديني ، هذه رؤيه علميه تحترم بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا، يجب ان نناقش الامور بعقل متفتح ، الطريقه والمنهج العلمي يرد عليه بنفس الطريقه لا بالتشكيك ومحاولة تقليل اهمية المنهج والاستنتاجات
تحياتي دكتور بشيتي

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 11:26 PM
وأحسبُ أنَّ الفهم الحقيقي للنص الديني هو الذي يقوم على فهم كلماته وعباراته في معانيها الحقيقية، ففهمها في معانيها المجازية، أو التطرُّف في مثل هذا الفهم، يَجْعَل "النص" ضدَّ "منطق اللغة"، ويُدْخِله في متاهة "التدليس اللغوي"، الذي به تتحوَّل "لغة النص" إلى ما يشبه "عجيناً"، يتَّخِذُ الشكل الذي نشاء، فتتقوَّض، في اللغة، العلاقة بين "الدال" و"المدلول".



هذا حسابك أنت أستاذ جواد، أما حساب العلماء والفقاء فهو شيء آخر مختلف، فهناك كلمات لا يفهمها عقل الإنسان بسبب ارتباط هذه الكلمات بصفات الله عز وجل أو بأفعاله...، فعلى سبيل المثال: الاستواء معلوم والإيمان به واجب والكيفية عنه بدعة، كما قال علماؤنا الأفاضل، فالكيف في هذه الحالة يتعلق بمعرفة ذات الله عز وجل، وعقل الإنسان أضعف من أن يعرف ذات الله عز وجل، بل إن لو جئنا بأكثر أهل الأرض علما وطلبنا منه أن يتصور شيئا مما هو غير موجود في عالمنا لن يفعل ذلك أبدا...

علاوة على ما تقدم، هناك فرق بين الدين واللغة، أي هناك فرق بين العقيدة الإسلامية وعلم الكلام، فعلم اللغة خاضع للعقيدة الإسلامية وليس سابقا لها في فهم نصوص القرآن الكريم ومعانيها ومدلولاتها.




ومع هذا التقويم للاعوجاج في تلك العلاقة، والذي لا بدَّ منه حتى يستقيم الفهم، نقول إنَّ خَلْقَ آدم، بحسب النص الديني، قد تضمَّن، في مرحلته الأخيرة، أي بعد إتمام صُنْعِه من الصلصال، إدْخال بعضٍ من "الروح الإلهية" فيه. ومن ذلك جاء القول بموتٍ يفنى فيه جسد الإنسان، أو كيانه الطيني، وتخلدُ بَعْدَهُ الروح، أي روح الإنسان التي هي من الخالِق جاءت، وإليه تعود. ولولا هذا "النفخ الإلهي" لما دبَّت "الحياة" في "آدم الصلصالي".


هنا يوجد خلط كبير، النفخ من روح الله عز وجل لا يعني النفخ الذي يمارسه البشر، ولا أدري من أين أتيت بتفسير النفخ على أنه إدخال بعضٍ من الروح الإلهية في الإنسان أو المخلوق، فهذا مخالف للعقيدة والنصوص ولا يستند إلى أي أساس علمي ولا يوجد عليه أي دليل علمي، فهو محاولة لإخضاع النصوص القرآنية لعلم اللغة والكلام فحسب. اقرأ الآية الكريمة التالية: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }السجدة9، تفسير هذه الآية الكريمة هو: ثم أتم خلق الإنسان وأبدعه, وأحسن خلقته, ونفخ فيه مِن روحه بإرسال الملك له؛ لينفخ فيه الروح, وجعل لكم -أيها الناس- نعمة السمع والأبصار يُميَّز بها بين الأصوات والألوان والذوات والأشخاص, ونعمة العقل يُميَّز بها بين الخير والشر والنافع والضار. قليلا ما تشكرون ربكم على ما أنعم به عليكم.

فمن أين أتيت بتفسير النفخ في الإنسان من روح الله؟ وما هي الحقائق العلمية التي اعتمدت عليه في هذا التفسير السقيم؟

والآن اقرأ الآية الكريمة التالية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68، وتفسير هذه الآية الكريمة هو: ونُفِخ في "القرن" فمات كلُّ مَن في السموات والأرض, إلا مَن شاء الله عدم موته, ثم نفخ المَلَك فيه نفخة ثانية مؤذنًا بإحياء جميع الخلائق للحساب أمام ربهم, فإذا هم قيام من قبورهم ينظرون ماذا يفعل الله بهم؟

فهل يتضمن هذا النفخ إدخال بعضٍ من روح الله أو روح الملك في الصور أو في الأموت؟ وأقصد بذلك أن النفخ له عدة معان مجازية بحسب السياق القرآني. وهناك نفخ عيسى عليه السلام في الطين الذي هو على شكل الطير: رَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49.

لذلك فإن الأساس الذي أقمت عليه جدلك لا يصح.

ولي عودة مرات أخر إن شاء الله.

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 11:26 PM
وأحسبُ أنَّ الفهم الحقيقي للنص الديني هو الذي يقوم على فهم كلماته وعباراته في معانيها الحقيقية، ففهمها في معانيها المجازية، أو التطرُّف في مثل هذا الفهم، يَجْعَل "النص" ضدَّ "منطق اللغة"، ويُدْخِله في متاهة "التدليس اللغوي"، الذي به تتحوَّل "لغة النص" إلى ما يشبه "عجيناً"، يتَّخِذُ الشكل الذي نشاء، فتتقوَّض، في اللغة، العلاقة بين "الدال" و"المدلول".



هذا حسابك أنت أستاذ جواد، أما حساب العلماء والفقاء فهو شيء آخر مختلف، فهناك كلمات لا يفهمها عقل الإنسان بسبب ارتباط هذه الكلمات بصفات الله عز وجل أو بأفعاله...، فعلى سبيل المثال: الاستواء معلوم والإيمان به واجب والكيفية عنه بدعة، كما قال علماؤنا الأفاضل، فالكيف في هذه الحالة يتعلق بمعرفة ذات الله عز وجل، وعقل الإنسان أضعف من أن يعرف ذات الله عز وجل، بل إن لو جئنا بأكثر أهل الأرض علما وطلبنا منه أن يتصور شيئا مما هو غير موجود في عالمنا لن يفعل ذلك أبدا...

علاوة على ما تقدم، هناك فرق بين الدين واللغة، أي هناك فرق بين العقيدة الإسلامية وعلم الكلام، فعلم اللغة خاضع للعقيدة الإسلامية وليس سابقا لها في فهم نصوص القرآن الكريم ومعانيها ومدلولاتها.




ومع هذا التقويم للاعوجاج في تلك العلاقة، والذي لا بدَّ منه حتى يستقيم الفهم، نقول إنَّ خَلْقَ آدم، بحسب النص الديني، قد تضمَّن، في مرحلته الأخيرة، أي بعد إتمام صُنْعِه من الصلصال، إدْخال بعضٍ من "الروح الإلهية" فيه. ومن ذلك جاء القول بموتٍ يفنى فيه جسد الإنسان، أو كيانه الطيني، وتخلدُ بَعْدَهُ الروح، أي روح الإنسان التي هي من الخالِق جاءت، وإليه تعود. ولولا هذا "النفخ الإلهي" لما دبَّت "الحياة" في "آدم الصلصالي".


هنا يوجد خلط كبير، النفخ من روح الله عز وجل لا يعني النفخ الذي يمارسه البشر، ولا أدري من أين أتيت بتفسير النفخ على أنه إدخال بعضٍ من الروح الإلهية في الإنسان أو المخلوق، فهذا مخالف للعقيدة والنصوص ولا يستند إلى أي أساس علمي ولا يوجد عليه أي دليل علمي، فهو محاولة لإخضاع النصوص القرآنية لعلم اللغة والكلام فحسب. اقرأ الآية الكريمة التالية: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }السجدة9، تفسير هذه الآية الكريمة هو: ثم أتم خلق الإنسان وأبدعه, وأحسن خلقته, ونفخ فيه مِن روحه بإرسال الملك له؛ لينفخ فيه الروح, وجعل لكم -أيها الناس- نعمة السمع والأبصار يُميَّز بها بين الأصوات والألوان والذوات والأشخاص, ونعمة العقل يُميَّز بها بين الخير والشر والنافع والضار. قليلا ما تشكرون ربكم على ما أنعم به عليكم.

فمن أين أتيت بتفسير النفخ في الإنسان من روح الله؟ وما هي الحقائق العلمية التي اعتمدت عليه في هذا التفسير السقيم؟

والآن اقرأ الآية الكريمة التالية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68، وتفسير هذه الآية الكريمة هو: ونُفِخ في "القرن" فمات كلُّ مَن في السموات والأرض, إلا مَن شاء الله عدم موته, ثم نفخ المَلَك فيه نفخة ثانية مؤذنًا بإحياء جميع الخلائق للحساب أمام ربهم, فإذا هم قيام من قبورهم ينظرون ماذا يفعل الله بهم؟

فهل يتضمن هذا النفخ إدخال بعضٍ من روح الله أو روح الملك في الصور أو في الأموت؟ وأقصد بذلك أن النفخ له عدة معان مجازية بحسب السياق القرآني. وهناك نفخ عيسى عليه السلام في الطين الذي هو على شكل الطير: رَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49.

لذلك فإن الأساس الذي أقمت عليه جدلك لا يصح.

ولي عودة مرات أخر إن شاء الله.

د. محمد اسحق الريفي
21/10/2007, 11:48 PM
أنا أقول لك دكتور محمد ..

هو منهج عنزة ولو طارت !

ذاك جعلها تطيـر وهذا سيجعلها رائدة فضاء !

البعض هنا لا تظهر مواهبه "عدا في التمييز بين الهاء والتاء المربوطة " ويسمعنا صوته إلا إذا نـُقد القرآن الكريم

أما لو كان التحليل في أي كتاب آخر لما وجدت له ريح ..


:)

حياك الله أخي الأديب الفاضل الأستاذ/ طه خضر.

جواد البشيتي
22/10/2007, 09:39 AM
الأستاذ طه خضر
مع أنَّكَ لا تملك من نعمة الفكر والتفكير إلا ما يحسدكَ الحَجَر عليه؛ ومع أنَّ "التفكير" عندك هو الأخ الشقيق لـ "التكفير"؛ ومع أنَّني أربأ بنفسي عن محاوَرة مَنْ لا يملك شيئاً من مقوِّمات "المحاوِر"، فها أنا أُلَبِّي طلبكَ الاستفزازي، وأقول لكَ إنَّ "الإنجيل" فيه من تهافُت المنطق في تصوير "الخالِق"، و"الخَلْق"، ما يَجْعَلَهُ "التوراة" وقد تحوَّلت من "المأساة" إلى "المهزلة". إنَّني لا أنْشُد سوى الحقيقة، التي أحبها أكثر كثيراً من "أفلاطون"، مسلماً كان أم مسيحيا أم يهوديا أم.. فهل نِلْتَ مرادك؟!

شيزر منيب علوان
09/11/2007, 08:06 PM
نشكر الإخوة الكرام المسؤولين عن المنتدى لحظرهم المدعو (جواد البشيتي) من منتدانا العزيز, وننتظر منهم إزالة صورته من (وجوه في واتا).

قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام33

ذياب ابو علي
14/11/2007, 09:41 AM
نفهم من كلم البشيتي ان اصله هو قرد مش انسان حسب النظرية التي يتبعها

يا بشيتي :don't:

عميد العيلة
14/11/2007, 10:10 AM
لا رد عليك اعظم وأرقى من قول الله فى أمثالك القدماء والمستحدثين
قال الله تعالى في أمثالك
( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )

ذياب ابو علي
14/11/2007, 10:11 AM
مندوب ابليس

لو اردنا تفسير أحد الاسماء وفق نظريتك ولا نقوم باي تدليس ولا اي تحوير للنص اللغوي
على سبيل المثال نأخذ اسمك جواد ارجو ان لا تغضب فهذا مثال فقط لنطبق نظريتك

لوجدنا أن اسم الجواد في اللغة العربية بدون اي تحوير هو الحصان والحصان هو نوع من الحيوانات التي تمشي على اربع اليس كذلك

لا تقل لي لا فهذا غير صحيح الجواد هو الكريم عند العرب والكريم هو الذي ينفق بسخاء على الناس
لن اقبل منك هذا فهذا هو تجني على النص اللغوي وتحوير من قبل أصحاب الاسم لنفي صفة الحيوانية عنهم والتعلق بوهم بانهم وصلوا الى السمو(وذلك لدرجة انفاقهم على البشر وأصبحوا كرماء جمع كريم فالمنفق هو الكريم وليس الجواد ) نتيجة الحلم الناتج عن الرغبة بالانتقال من مصاف الحيوانات الى مصاف البشر ولكنهم سيبقون كالجواد حيوان لا اكثر

http://www.erwinescher.de/escher_jun06.jpg
صورة لجواد قبيح
:fight:
لتوضيح المعنى بشكل اسهل

نرمين الشوبكي
23/12/2007, 06:44 PM
الموضوع عويص جدا وأشعر أنه يحتوي على فكرة جديدة جديرة بالاهتمام ولكنني لا أؤيدها، ومع ذلك سبب لي قلقا كبيرا

نرمين الشوبكي
23/12/2007, 06:44 PM
الموضوع عويص جدا وأشعر أنه يحتوي على فكرة جديدة جديرة بالاهتمام ولكنني لا أؤيدها، ومع ذلك سبب لي قلقا كبيرا