عائشة الخواجا الرازم
20/10/2007, 03:33 PM
عائشة الخواجا الرازم
ناجي العلي
يطرُقُ أبوابنا
لا ريحَ في مِنْقارِها
حَبْرٌ يُراشِقُ دورَنا
لا ريحَ تَجْلِبُها العَواصِفُ والزَّوابِعُ
أزْعَجَتْ أوْ حَرَّكَتْ .. سُمَّارَنا ..
قالوا لنا : ـ
هذا الذي قَدْ لَطَّخَ الأبْوابَ .. والجُدْرانَ
بِالكَلْماتِ ما يَبْغي لَنا .. ؟
يا لَوْنَهُ شِبْهَ اصْفرارِ الوجْهِ ..!
أوْ مِنْ أحْلَكِ الألْوانِ لَو ماتَ الجَريحْ ..
يا ما لَحَظْتُ البَخْتَ فيهِ
يُطِلُّ مِنْ حُجُبٍ .. رَمَتْها السَّاحِراتُ ..!
الماكِراتُ الدَّهْرَ
في رَأسِ الضَّريحْ ..
هذا الذي كَتَبَ الزَّمانُ ..
عَلَيْكَ .. عُمْرَكَ يا بُني ..
أو هَلْ سَتَنْكِرُ أنَّكَ المطْلوبُ ..
مَيْتاً .. أوْ جَريحاً .. شِبْهَ حَيْ ..؟
وَالخَيْمَةُ المخْروقَةُ الجَبَهاتُ ..!
والأطْفالُ فيها يَنْزِفونْ ..؟
وهَلْ أتاكَ حَديثُ غاشِيَةِ اللَّيالي ..؟
يا فَقيراً .. دونَ فاكِهَةِ تُوَزَّعُ ..
عِنْدَ قبرك دونَ نَعْيْ ..؟
وَيَداكَ تَرْسُمُ للسَّنابِلِ جُفِّفَتْ قَبْلَ الأوانْ ..!!
كَأنَّ ريحاً " صَرْصراً " قَدْ غالَطتْها ..
دونَ وَعْيْ ...؟
ياما تَدَفَّقَتِ السُّيولُ ..
سَقَتْ جُذورَ النَبْتَةِ الثَّكْلى ..
وَقُلتَ : ـ
الحَظُّ لَمْ يَبْخَلْ عَليْ ..؟؟..
هذي الدُموعُ غَزيرةٌ ..
وَسَتَهْطِلُ الأمْطارُ مِنْ صَعَداتِها ..
حتىَّ تُبَخرَ في الفَضاءِ ..
تَهِلُّ يا وَلَدي .. كرِيْ ..
وَأفيقُ مِنْ وَجْفٍ يُشاكِسُ ..
أسْألُ الجْدرانَ ..
مَنْ يَأتي إِلَيْنا في الليالي ..؟
يَطْرُقُ الأبْوابَ .. في نَوْمِ الجُفونْ ..؟
" والكل صاحي بحينا ..
وجه الصبح ملهوف ..
حتىَّ الحمام النَّايم يبرجم على لرْفوفْ ..
ما نام يمَّه ولا أكلْ ..
كنُّه الحمام معْلوف ..؟؟؟
حادِدْ على المزيون يا يمه ..
فاقدْ حبيبهُ غابْ من بدْري ..
حتىَّ الحمام مفرِش الكفيِّنْ ..
يحْمل شهيد الأرض عالكفوفْ .."
* * * * * *
وَيشُق بابَ البيتِ .. تَرْتَطِمُ النَوافِذُ ..
والرَّذاذُ يُراشِقُ الأجْسادَ ..
في هذا السُّكونْ ..!!..
يا حَسْرَتي .. ماذا أرى ..؟
ضَيْفاً لَنا .. ضَلَّ الطَّريقْ ..؟
وَفي اليَدْينِ أرى عَصاكَ ..
تُرى أفادَتْ يا رَفيقْ ..؟
أوَ لَمْ تَكُنْ بِالأمْسِ عَيْناكَ كَشَمْسٍ ..؟
خَبَّأتْها أمُّكَ الثَّكْلى .. بِأطْرافِ القَميصْ ..؟
أنْتَ الذَّي قَدْ غَمَّسَ الجُدْرانَ ..
مِنْ حِبْرٍ وَدَمٍّ أسْوَدَ .. اللَّوْنِ نَفيسْ ..!!
لا تَدْخُلِ البَيْتَ .. اسْتَفِقْ ..!
فَالبَيْتُ بَيْتُكَ .. والجِدارُ مَلاذُكَ ..
الرَّطبُ الأنيسْ ..
أوْهاتِ مِنْ يَدِكِ العَصَا ..
وَبَعْدَ ذلِكَ ..
ما اسْمُ ضَيْفِ اللَّيلِ ..
والحُزْنِ الحَبيسْ ..؟
وَاللْه قُلتُ : ـ
الطَرْقُ هذا ..
لَنْ يَكونَ سِوى لِشَخْصٍ تائِهٍ ..
أوْ مِنْ غَريبٍ ضَلَّ عَنْ ..
عُرْسِ الأحِبَّةِ .. والعَريسْ !!
أوْ تاهَ يا جَمْري عَنْ الأوْلادِ ..
في عِزِّ الإيِابْ ..
" يا حيفَ " هذا البخْتِ يا عُشْبَ البِلادْ ..!!
أيَضيعُ مِنْ قِنْديلُهُ ..
بَيْدِ الأقارِبِ وَالأحِبَّةِ كُلِّهِمْ ..؟
يَطْويهِ يا عَيْني الغِيابْ ..؟
ما مِنْ جَوابْ ..
ما مِنْ جَوابْ ..
ماذا بِصَوْتِكَ يا عَلِيْ ..؟
لا صَوْتَ لي .. لا تَسْألي ..!!
ماذا بِعَيْنِكَ يا عَلِيْ …؟؟..
قَدْ أغْمَضوها ..!! ولولي ..!!
لا .. لا .. عُيونَ تَضيءُ لي ..
هذا الذي في شَعْركَ المبيضِّ
جَرْحٌ يَعْتَلي ...!؟..
هذا رَصاصٌ ..! فَوْقَ هامي ..
أوْ خِداعٌ يَنْطلي ..
هذي دِماءٌ لَوَّنَتْ خِصْلاتِ شعْري
فاسْكُتي .. أوْ مِنْ حَديثِكِ ..
قَلِّلي ..
هُمْ أوْفِياءْ .. هُمْ أوْفِياءْ ..
هُمْ .. أوْ .. ف .. يا .. يا .. ياء ..!
ما بالُ صَوْتِكَ يا عَلِيْ .. ؟
هَلْ يَصْمِتُ الصَّوْتُ الجَهوريُّ ..
الذي ملأ المدارْ ..؟
هُمْ جَرَّحوكَ وَناولوكَ ..
إلى الأنينِ .. إلى القَفارْ ..!!
وَتَقَدَّموا لِيُجَفِّفوا دَمْعاً ..!
لأهْلِكَ ساحَ ناراً فَوقَ نارْ ..
فَتَمَزَّقَ المَنْديلُ مِنْ دَمْعِ الصِّغارْ ..
فَلْتطْرقِ الأبْوابَ يا ناجي
.. عَلَيْنا ..
شِئْتَ لَيْلاً أمْ نَهارْ ..
فَجَبينُكَ المجْروح فينا..
لَيْسَ يَهْوى رَأسَ ثارْ ..
وَلَيْسَ يَرْضى عَهْدَ ثارْ ..!!!
* * * * *
1987
ناجي العلي
يطرُقُ أبوابنا
لا ريحَ في مِنْقارِها
حَبْرٌ يُراشِقُ دورَنا
لا ريحَ تَجْلِبُها العَواصِفُ والزَّوابِعُ
أزْعَجَتْ أوْ حَرَّكَتْ .. سُمَّارَنا ..
قالوا لنا : ـ
هذا الذي قَدْ لَطَّخَ الأبْوابَ .. والجُدْرانَ
بِالكَلْماتِ ما يَبْغي لَنا .. ؟
يا لَوْنَهُ شِبْهَ اصْفرارِ الوجْهِ ..!
أوْ مِنْ أحْلَكِ الألْوانِ لَو ماتَ الجَريحْ ..
يا ما لَحَظْتُ البَخْتَ فيهِ
يُطِلُّ مِنْ حُجُبٍ .. رَمَتْها السَّاحِراتُ ..!
الماكِراتُ الدَّهْرَ
في رَأسِ الضَّريحْ ..
هذا الذي كَتَبَ الزَّمانُ ..
عَلَيْكَ .. عُمْرَكَ يا بُني ..
أو هَلْ سَتَنْكِرُ أنَّكَ المطْلوبُ ..
مَيْتاً .. أوْ جَريحاً .. شِبْهَ حَيْ ..؟
وَالخَيْمَةُ المخْروقَةُ الجَبَهاتُ ..!
والأطْفالُ فيها يَنْزِفونْ ..؟
وهَلْ أتاكَ حَديثُ غاشِيَةِ اللَّيالي ..؟
يا فَقيراً .. دونَ فاكِهَةِ تُوَزَّعُ ..
عِنْدَ قبرك دونَ نَعْيْ ..؟
وَيَداكَ تَرْسُمُ للسَّنابِلِ جُفِّفَتْ قَبْلَ الأوانْ ..!!
كَأنَّ ريحاً " صَرْصراً " قَدْ غالَطتْها ..
دونَ وَعْيْ ...؟
ياما تَدَفَّقَتِ السُّيولُ ..
سَقَتْ جُذورَ النَبْتَةِ الثَّكْلى ..
وَقُلتَ : ـ
الحَظُّ لَمْ يَبْخَلْ عَليْ ..؟؟..
هذي الدُموعُ غَزيرةٌ ..
وَسَتَهْطِلُ الأمْطارُ مِنْ صَعَداتِها ..
حتىَّ تُبَخرَ في الفَضاءِ ..
تَهِلُّ يا وَلَدي .. كرِيْ ..
وَأفيقُ مِنْ وَجْفٍ يُشاكِسُ ..
أسْألُ الجْدرانَ ..
مَنْ يَأتي إِلَيْنا في الليالي ..؟
يَطْرُقُ الأبْوابَ .. في نَوْمِ الجُفونْ ..؟
" والكل صاحي بحينا ..
وجه الصبح ملهوف ..
حتىَّ الحمام النَّايم يبرجم على لرْفوفْ ..
ما نام يمَّه ولا أكلْ ..
كنُّه الحمام معْلوف ..؟؟؟
حادِدْ على المزيون يا يمه ..
فاقدْ حبيبهُ غابْ من بدْري ..
حتىَّ الحمام مفرِش الكفيِّنْ ..
يحْمل شهيد الأرض عالكفوفْ .."
* * * * * *
وَيشُق بابَ البيتِ .. تَرْتَطِمُ النَوافِذُ ..
والرَّذاذُ يُراشِقُ الأجْسادَ ..
في هذا السُّكونْ ..!!..
يا حَسْرَتي .. ماذا أرى ..؟
ضَيْفاً لَنا .. ضَلَّ الطَّريقْ ..؟
وَفي اليَدْينِ أرى عَصاكَ ..
تُرى أفادَتْ يا رَفيقْ ..؟
أوَ لَمْ تَكُنْ بِالأمْسِ عَيْناكَ كَشَمْسٍ ..؟
خَبَّأتْها أمُّكَ الثَّكْلى .. بِأطْرافِ القَميصْ ..؟
أنْتَ الذَّي قَدْ غَمَّسَ الجُدْرانَ ..
مِنْ حِبْرٍ وَدَمٍّ أسْوَدَ .. اللَّوْنِ نَفيسْ ..!!
لا تَدْخُلِ البَيْتَ .. اسْتَفِقْ ..!
فَالبَيْتُ بَيْتُكَ .. والجِدارُ مَلاذُكَ ..
الرَّطبُ الأنيسْ ..
أوْهاتِ مِنْ يَدِكِ العَصَا ..
وَبَعْدَ ذلِكَ ..
ما اسْمُ ضَيْفِ اللَّيلِ ..
والحُزْنِ الحَبيسْ ..؟
وَاللْه قُلتُ : ـ
الطَرْقُ هذا ..
لَنْ يَكونَ سِوى لِشَخْصٍ تائِهٍ ..
أوْ مِنْ غَريبٍ ضَلَّ عَنْ ..
عُرْسِ الأحِبَّةِ .. والعَريسْ !!
أوْ تاهَ يا جَمْري عَنْ الأوْلادِ ..
في عِزِّ الإيِابْ ..
" يا حيفَ " هذا البخْتِ يا عُشْبَ البِلادْ ..!!
أيَضيعُ مِنْ قِنْديلُهُ ..
بَيْدِ الأقارِبِ وَالأحِبَّةِ كُلِّهِمْ ..؟
يَطْويهِ يا عَيْني الغِيابْ ..؟
ما مِنْ جَوابْ ..
ما مِنْ جَوابْ ..
ماذا بِصَوْتِكَ يا عَلِيْ ..؟
لا صَوْتَ لي .. لا تَسْألي ..!!
ماذا بِعَيْنِكَ يا عَلِيْ …؟؟..
قَدْ أغْمَضوها ..!! ولولي ..!!
لا .. لا .. عُيونَ تَضيءُ لي ..
هذا الذي في شَعْركَ المبيضِّ
جَرْحٌ يَعْتَلي ...!؟..
هذا رَصاصٌ ..! فَوْقَ هامي ..
أوْ خِداعٌ يَنْطلي ..
هذي دِماءٌ لَوَّنَتْ خِصْلاتِ شعْري
فاسْكُتي .. أوْ مِنْ حَديثِكِ ..
قَلِّلي ..
هُمْ أوْفِياءْ .. هُمْ أوْفِياءْ ..
هُمْ .. أوْ .. ف .. يا .. يا .. ياء ..!
ما بالُ صَوْتِكَ يا عَلِيْ .. ؟
هَلْ يَصْمِتُ الصَّوْتُ الجَهوريُّ ..
الذي ملأ المدارْ ..؟
هُمْ جَرَّحوكَ وَناولوكَ ..
إلى الأنينِ .. إلى القَفارْ ..!!
وَتَقَدَّموا لِيُجَفِّفوا دَمْعاً ..!
لأهْلِكَ ساحَ ناراً فَوقَ نارْ ..
فَتَمَزَّقَ المَنْديلُ مِنْ دَمْعِ الصِّغارْ ..
فَلْتطْرقِ الأبْوابَ يا ناجي
.. عَلَيْنا ..
شِئْتَ لَيْلاً أمْ نَهارْ ..
فَجَبينُكَ المجْروح فينا..
لَيْسَ يَهْوى رَأسَ ثارْ ..
وَلَيْسَ يَرْضى عَهْدَ ثارْ ..!!!
* * * * *
1987