المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـــوح القمـــح **



انشراح حمدان
21/10/2007, 09:21 AM
/

بـوح القمـح - قصة قصيرة جدا



حبتا قمح منحهما الله بعضا من إرادة
رآهما البستاني فخطرت له فكرة أن يزرعهما‏
استأذنهما
أجابت الحبة الأولى: إن زرعتني سوف تودعني في الأرض فيميل التراب بعمري وتأكل الرطوبة أيامي، ثم تُحيك لي من قشرتي كفنا فأقضي، وبعد ذلك ستخرج مني نبتة جديدة تنبض بالروح على رفاتي.
لا....لا أريد أن أموت لأجل غيري، وبما أوتيت من إرادةٍ أرفض أن تزرعني.
اتركني أتنفس ضوء الشمس وأغتسل بندى الصباح كل يوم.
أسرّ البستاني في نفسه غيظاً ورمقها قائلا: أيتها الفرحة بذاتك سأضعكِ في مكانٍ مشمسٍ لتسكبي الخلود في قوارير ربيعك وتُشبعي السنوات عدّاً فتنعمي بما أردتِ.
ثم رنا للحبة الثانية متوجساً أن يسمع منها مثل أختها الأولى، فبادرته بابتسامة رضىً وأومأت بالموافقة قائلة: أكاد أسمع تراتيل شكرك لله، وأوشك أن أرى ابتسامات الحمد تهدهد شفتيك في يوم حصادي.
بل أكثر من ذلك كأني أشعر بامتلاء بطون صغارك من ربيعي، وبما أوتيت من إرادة أرحب بأن تزرعني حتى وإن تسربت أيامي خلال ثقوب العتمة، حتى وإن سترني التراب إذا خبا نبض الحياة في شراييني وإن انفصلت عني علائق قشرتي
بعد مضي أيام وأيام انحنت ملأى السنابل تطرب سيقانها، وتمايلت أزاهير الحقول توشوش أكمامها وشوهد البستاني يهش بعض الطيور وهو يجمع حبوب القمح من حصاد تلك الحبة الكريمة.
حينئذٍ تذكر ذلك الطائر وكيف حط يلتقط حبة القمح الأولى بعد قليلٍ من وضعها تحت الشمس تلبية لرغبتها.

انشراح حمدان
21/10/2007, 09:21 AM
/

بـوح القمـح - قصة قصيرة جدا



حبتا قمح منحهما الله بعضا من إرادة
رآهما البستاني فخطرت له فكرة أن يزرعهما‏
استأذنهما
أجابت الحبة الأولى: إن زرعتني سوف تودعني في الأرض فيميل التراب بعمري وتأكل الرطوبة أيامي، ثم تُحيك لي من قشرتي كفنا فأقضي، وبعد ذلك ستخرج مني نبتة جديدة تنبض بالروح على رفاتي.
لا....لا أريد أن أموت لأجل غيري، وبما أوتيت من إرادةٍ أرفض أن تزرعني.
اتركني أتنفس ضوء الشمس وأغتسل بندى الصباح كل يوم.
أسرّ البستاني في نفسه غيظاً ورمقها قائلا: أيتها الفرحة بذاتك سأضعكِ في مكانٍ مشمسٍ لتسكبي الخلود في قوارير ربيعك وتُشبعي السنوات عدّاً فتنعمي بما أردتِ.
ثم رنا للحبة الثانية متوجساً أن يسمع منها مثل أختها الأولى، فبادرته بابتسامة رضىً وأومأت بالموافقة قائلة: أكاد أسمع تراتيل شكرك لله، وأوشك أن أرى ابتسامات الحمد تهدهد شفتيك في يوم حصادي.
بل أكثر من ذلك كأني أشعر بامتلاء بطون صغارك من ربيعي، وبما أوتيت من إرادة أرحب بأن تزرعني حتى وإن تسربت أيامي خلال ثقوب العتمة، حتى وإن سترني التراب إذا خبا نبض الحياة في شراييني وإن انفصلت عني علائق قشرتي
بعد مضي أيام وأيام انحنت ملأى السنابل تطرب سيقانها، وتمايلت أزاهير الحقول توشوش أكمامها وشوهد البستاني يهش بعض الطيور وهو يجمع حبوب القمح من حصاد تلك الحبة الكريمة.
حينئذٍ تذكر ذلك الطائر وكيف حط يلتقط حبة القمح الأولى بعد قليلٍ من وضعها تحت الشمس تلبية لرغبتها.

ابراهيم درغوثي
21/10/2007, 09:56 AM
المبدعة انشراح
شكرا على هذا النص الجميل
هذه أمثولة رائعة عن الحياة

فقط يا أخت هذه قصة قصيرة تامة الشروط
لا تنتمي لجنس القصة القصيرة جدا

مع التقدير لقلمك الجميل

ابراهيم درغوثي
21/10/2007, 09:56 AM
المبدعة انشراح
شكرا على هذا النص الجميل
هذه أمثولة رائعة عن الحياة

فقط يا أخت هذه قصة قصيرة تامة الشروط
لا تنتمي لجنس القصة القصيرة جدا

مع التقدير لقلمك الجميل

انشراح حمدان
21/10/2007, 11:01 AM
/

أخي الفاضل ابراهيم درغوثي

سانحات السرور تومض تحت خفق حروفك هاهنا

أين مني نجوم السعد إذ راقت لك قصتي

أما كونها كما تفضلتَ هنا

هذه قصة قصيرة تامة الشروط
لا تنتمي لجنس القصة القصيرة جدا



فلا بأس أخي بل ليت يتم نقلها إلى القسم الملائم لها

لك شكري على اطواق اقحوانات بلادي

تحية عطرة

انشراح حمدان
21/10/2007, 11:01 AM
/

أخي الفاضل ابراهيم درغوثي

سانحات السرور تومض تحت خفق حروفك هاهنا

أين مني نجوم السعد إذ راقت لك قصتي

أما كونها كما تفضلتَ هنا

هذه قصة قصيرة تامة الشروط
لا تنتمي لجنس القصة القصيرة جدا



فلا بأس أخي بل ليت يتم نقلها إلى القسم الملائم لها

لك شكري على اطواق اقحوانات بلادي

تحية عطرة

أملي القضماني
23/10/2007, 06:58 PM
الرائعة انشراح حمدان

كحبة قمح أنت معطاءة، وكريمة، وكما تتحول حبة القمح في حنجرة البلبل الى لحن ساحر، تتحول الحروف بين اناملك الى لغة ساحرة،

مبدعة أنت تكتبين بشفافية عميقة، وببساطة مدركة وواعية...

دام قلمك شامخا وحبرك نظيفا أختي الكريمة

تياتي القلبية واحترامي

أملي القضماني

انشراح حمدان
24/10/2007, 07:43 PM
/

السيدة الفاضلة أملي القضماني

عندما تظللنا غمامات العبير لا نستطيع إلا أن نستنشق الجمال مع كل شهيق

وهذا حال حضورك أيتها الأنيقة المشاعر

قدمتِ واجتاحتني غمامات بياضك العبقة

تحياتي لما أسبغتِ علي من كريم إطرائك

من عميق الشعور

أ
شـ
كـ
ر
ك