المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وشو يعني! " انا وفيروز جيران.."



خالد أبوستة
21/10/2007, 03:01 PM
http://www.maktoobblog.com/userFiles/k/s/ksettha/images/419fayrozz.gif

- سأكتفي بهذا القدر من الكتابة عن ( الوجع) المزمن الذي نعاني منه ويعاني منه الوطن . فكل ما حولي يدعو إلى الغثيان.. بداية من سقوطنا في الوحل الطائفي مرورا بصراع الأشقاء....و أخيراً ( وأتمنى فعلاً أن يكون أخيراً) هو انزلاق المثقفين والأدباء في دائرة الشك والسب والقذف والتخوين المتبادل .
وليس من المدهش لجوء بعض الأدباء في الآونة الأخيرة إلى الكتابة عن...(فن الطبخ) !
و منافسة "آبلة نظيرة" التي أصبحت شهرتها على المحك بعد دخول أدبائنا الأفاضل إلى عالم الملوخية و فتة العدس!.
ليس خذلان منهم أو هروب من الواقع الأليم كما يظن البعض بل هي حالة من الرفض لهذه المرحلة و( قرف) مما يدور داخل و خارج الوطن .
وبما أنني لا أفرق بين الكزبرة والبقدونس وأعاني من الحساسية المفرطة اتجاه المقادير قررت أن لا أحذو حذوهم وأترك (الخبز لخبازه ) باحثاً عن طريقة أخرى أعبر فيها عن (قرفي) .. عفواً أقصد عن رأيي الشخصي . وقد اكتشفت الطريقة المناسبة التي تناسبني و ربما تناسب الجميع وهي اللجوء إلى السخرية ..نعم السخرية من أنفسنا .. فمن الشجاعة أن يسخر الإنسان من نفسه قبل أن يسخر من الأخريين ، وكما يقول المثل الشعبي...
( هيك مرحلة ...بدها هيك مرجلة ) " حقوق المثل محفوظة لي" قررت أن أمارس حقي في حرية الرأي و التعبير والسخرية .. لعل وعسى أن أساعد في قشع هذه الغيمة المليئة بالكره و الغيرة والضغينة و الحقد الأسود الذي نعيشه ونتعايش معه.
وسأبدأ قصتي مع السيدة فيروز, فمنذ سبعة أعوام تقريباً أقيم حفل غنائي لها في أحدى قاعات مدينة عمان وقد تجاوز ثمن التذكرة حينها المائة دولار مما أصاب عشاق فيروز ( من أصحاب الدخل المحدود) بخيبة أمل لدرجة أن أحد أصدقائي تطرف فكرياً و أعتنق الشيوعية على أمل أن يقوم بتأميم ( الحفلات الغنائية) يوماً ما !.
وبما أنني من عشاق فيروز حد الثمالة قررت أن أحضر هذه الحفلة بغض النظر عن كيف؟ .
ذهبت إلى صالون أحد أقاربي الذي قام بعملية تلميع و ( تجليخ) لي.. خصوصا أنه تعاطف مع قضيتي السامية لأخرج بعدها من تحت يده وأنا لا أعرف نفسي من شدة اللمعان الذي يذكرني بلمعان مذيعي الأخبار اليومية ! فقد كان ( الطفر) ينعكس على تفاصيل وجهي بشكل مخيف وواضح للعامة .
اتجهت إلى المنزل و ارتديت بذلتي الرسمية اليتيمة التي أحتفظ بها لجميع المناسبات الرسمية من أفراح و أتراح
( ملاحظة: لم تكن نفس البذلة التي في الصورة ).. لأتوجه بعد ذلك لمكان الحفل. ولكي أحافظ على ( درجة اللمعان) و بتهور ملحوظ ركبت أول سيارة أجرة تصادفني ....
بعد دقائق و صلت إلى مكان القاعة التي وقفت أمام بابها وأنا مصاب بحالة من البله و(الهطل) مما رأيته من لمعان طبيعي وليس لمعان صناعي ... عرفت حينها معنى كلمة الطبقة المخملية التي كانت متداولة بين المثقفين ( الطفرانيين) آنا ذاك... فمن أمراء وسفراء ووزراء مرورا (بعلية القوم) كنت أقف أنا وسط هذا الحشد كعلامة تعجب !.
لكن رغم ذلك لم أفقد الأمل في حضور الحفل . وبعد عدة محاولات فاشلة للدخول إلى القاعة أصبت باليأس و الإحباط من ذلك .. فقررت العودة إلى المنزل وأنا أجر خلفي أذيال الفشل وخيبة الأمل. وبينما أنا عائد لاحظت أن سور القاعة ليس مرتفع ومن السهل تسلقه فقررت حينها أن أقفز من فوقه غير آبه بردة الفعل .
وبحركة بهلوانية قمت بالقفز فلم أجد نفسي إلا وأنا في الجهة المقابلة من السور لأسقط فوق طاولة تقع في الحديقة الخلفية من القاعة.. المشكلة التي واجهتني أن الطاولة كان يجلس من حولها رجال أمن يتسامرون ويشربون الشاي خلال فترة راحتهم!.
بعد لحظات من الذهول المتبادل بيني وبينهم و بعد أن أفاقوا من الصدمة أنقضوا علي وكأنني كنز سقط عليهم من السماء! وبين سين وجيم وصفعة وركلة انتهى المطاف بصاحبكم داخل قسم الشرطة الذي قضيت فيه ليلتي على أغاني فيروز لكن بأصوات ( زملائي ) في الحجز !.
رغم ذلك لم أكره فيروز وما زلت أستمع أليها لكنني أقسمت أن لا أحضر لها أي حفل إلا في حالة واحدة ..وهي أن تقوم هي شخصيا بدعوتي على هذا الحفل ( وموت يا حمار).

خالد أبوستة

خالد أبوستة
21/10/2007, 03:01 PM
http://www.maktoobblog.com/userFiles/k/s/ksettha/images/419fayrozz.gif

- سأكتفي بهذا القدر من الكتابة عن ( الوجع) المزمن الذي نعاني منه ويعاني منه الوطن . فكل ما حولي يدعو إلى الغثيان.. بداية من سقوطنا في الوحل الطائفي مرورا بصراع الأشقاء....و أخيراً ( وأتمنى فعلاً أن يكون أخيراً) هو انزلاق المثقفين والأدباء في دائرة الشك والسب والقذف والتخوين المتبادل .
وليس من المدهش لجوء بعض الأدباء في الآونة الأخيرة إلى الكتابة عن...(فن الطبخ) !
و منافسة "آبلة نظيرة" التي أصبحت شهرتها على المحك بعد دخول أدبائنا الأفاضل إلى عالم الملوخية و فتة العدس!.
ليس خذلان منهم أو هروب من الواقع الأليم كما يظن البعض بل هي حالة من الرفض لهذه المرحلة و( قرف) مما يدور داخل و خارج الوطن .
وبما أنني لا أفرق بين الكزبرة والبقدونس وأعاني من الحساسية المفرطة اتجاه المقادير قررت أن لا أحذو حذوهم وأترك (الخبز لخبازه ) باحثاً عن طريقة أخرى أعبر فيها عن (قرفي) .. عفواً أقصد عن رأيي الشخصي . وقد اكتشفت الطريقة المناسبة التي تناسبني و ربما تناسب الجميع وهي اللجوء إلى السخرية ..نعم السخرية من أنفسنا .. فمن الشجاعة أن يسخر الإنسان من نفسه قبل أن يسخر من الأخريين ، وكما يقول المثل الشعبي...
( هيك مرحلة ...بدها هيك مرجلة ) " حقوق المثل محفوظة لي" قررت أن أمارس حقي في حرية الرأي و التعبير والسخرية .. لعل وعسى أن أساعد في قشع هذه الغيمة المليئة بالكره و الغيرة والضغينة و الحقد الأسود الذي نعيشه ونتعايش معه.
وسأبدأ قصتي مع السيدة فيروز, فمنذ سبعة أعوام تقريباً أقيم حفل غنائي لها في أحدى قاعات مدينة عمان وقد تجاوز ثمن التذكرة حينها المائة دولار مما أصاب عشاق فيروز ( من أصحاب الدخل المحدود) بخيبة أمل لدرجة أن أحد أصدقائي تطرف فكرياً و أعتنق الشيوعية على أمل أن يقوم بتأميم ( الحفلات الغنائية) يوماً ما !.
وبما أنني من عشاق فيروز حد الثمالة قررت أن أحضر هذه الحفلة بغض النظر عن كيف؟ .
ذهبت إلى صالون أحد أقاربي الذي قام بعملية تلميع و ( تجليخ) لي.. خصوصا أنه تعاطف مع قضيتي السامية لأخرج بعدها من تحت يده وأنا لا أعرف نفسي من شدة اللمعان الذي يذكرني بلمعان مذيعي الأخبار اليومية ! فقد كان ( الطفر) ينعكس على تفاصيل وجهي بشكل مخيف وواضح للعامة .
اتجهت إلى المنزل و ارتديت بذلتي الرسمية اليتيمة التي أحتفظ بها لجميع المناسبات الرسمية من أفراح و أتراح
( ملاحظة: لم تكن نفس البذلة التي في الصورة ).. لأتوجه بعد ذلك لمكان الحفل. ولكي أحافظ على ( درجة اللمعان) و بتهور ملحوظ ركبت أول سيارة أجرة تصادفني ....
بعد دقائق و صلت إلى مكان القاعة التي وقفت أمام بابها وأنا مصاب بحالة من البله و(الهطل) مما رأيته من لمعان طبيعي وليس لمعان صناعي ... عرفت حينها معنى كلمة الطبقة المخملية التي كانت متداولة بين المثقفين ( الطفرانيين) آنا ذاك... فمن أمراء وسفراء ووزراء مرورا (بعلية القوم) كنت أقف أنا وسط هذا الحشد كعلامة تعجب !.
لكن رغم ذلك لم أفقد الأمل في حضور الحفل . وبعد عدة محاولات فاشلة للدخول إلى القاعة أصبت باليأس و الإحباط من ذلك .. فقررت العودة إلى المنزل وأنا أجر خلفي أذيال الفشل وخيبة الأمل. وبينما أنا عائد لاحظت أن سور القاعة ليس مرتفع ومن السهل تسلقه فقررت حينها أن أقفز من فوقه غير آبه بردة الفعل .
وبحركة بهلوانية قمت بالقفز فلم أجد نفسي إلا وأنا في الجهة المقابلة من السور لأسقط فوق طاولة تقع في الحديقة الخلفية من القاعة.. المشكلة التي واجهتني أن الطاولة كان يجلس من حولها رجال أمن يتسامرون ويشربون الشاي خلال فترة راحتهم!.
بعد لحظات من الذهول المتبادل بيني وبينهم و بعد أن أفاقوا من الصدمة أنقضوا علي وكأنني كنز سقط عليهم من السماء! وبين سين وجيم وصفعة وركلة انتهى المطاف بصاحبكم داخل قسم الشرطة الذي قضيت فيه ليلتي على أغاني فيروز لكن بأصوات ( زملائي ) في الحجز !.
رغم ذلك لم أكره فيروز وما زلت أستمع أليها لكنني أقسمت أن لا أحضر لها أي حفل إلا في حالة واحدة ..وهي أن تقوم هي شخصيا بدعوتي على هذا الحفل ( وموت يا حمار).

خالد أبوستة