المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الأول من رواية الرجل العقرب رقم إيداع رقم دولي 487108ـ17ـ977



فايزة شرف الدين
22/10/2007, 12:50 AM
[size=5]معمل أبحاث الدكتور عزام


مزق سكون الليل صوت محرك سيارة ، وهي تتحرك صوب مكان منعزل عند حافة الصحراء الرابضة وراء الأهرامات .. كان ثمة رجل غامض قابع وراء مقود السيارة ، يلبس نظارة سوداء ، ومتدثرا بمعطف أسود رفع ياقته حتي أخفت جانبي وجهه ، بينما وضع فوق رأسه قبعة لها حواف كبيرة ، فلم يبد من ملامحه شيئا يذكر .
كانت السيارة تطوي الطريق الكالح بسرعة رهيبة ناثرة حولها ذرات الرمال بشكل غاضب ، وانبعث ضوء مستقيم من فوانيسها الأمامية ، شطر عتمة الليل ، وامتد مبددا الحلكة القاتمة المريبة ، فبدا عن بعد سور عالي .. التف علي شكل مستطيل حول مساحة أرض كبيرة ، وكان السور من العلو حتي لم يظهر ما يخفي وراءه .
اقتربت السيارة من الأسوار العالية ، وعبر من خلال البوابة الفولاذية الضخمة ، فتحت علي مصراعيها آليا .. ثم أقفلت بهدوء عجيب ، كان فولاذها مبطنا بطبقة أخري من الحديد اللامع السميك ، فكأنما كانت باب لحصن منيع .
شقت السيارة ممرا طويلا ملتويا مرصوفا بالحجارة .. ثم وقفت فجأة مصدرة صوتا خشنا ، وخرج الرجل مسرعا ، وصفق باب السيارة بعصبية ظاهرة ، وخطا خطوات سريعة واسعة تجاه المبني الكبير ذي الطابق الواحد ، وقد لفته الظلمة القاتمة ، وكانت أشجار عالية تلتف حوله ، ظهرت في ضوء النجوم الخافت كأنها أشباح تتراقص بخفة ، وكانت أصوات غريبة مخيفة تنبعث علي شكل همهمات وصرخات مكتومة مذعورة من داخل المبني .. لتختلط بهمسات الكائنات التي تحوم حول المكان علي غير هدي ، لتمتزج تلك الأصوات المريعة بحفيف الأشجار .
فجأة اصطدمت قدماه بجسم أملس لم يره في الظلام الدامس ..فتعالي صوت مواء مرعب متألم ، ولمعت أربعة عيون انطلق منها بريق كاللهب .. لم يبال الرجل واستمر في طريقه صاعدا عدة درجات في سلم المبني ، ووقف قبالة باب ، وأخرج من جيب معطفه قطعة معدنية رقيقة مررها بجهاز صغير لامع ففتح الباب ، وأقفل عندما اجتازه الرجل بخفة يتبعه الكائن المخيف ذو الجسم الأملس .
في الضوء الخافت الذي يضيء الدهليز الطويل ، بدا جسد مسخ حيوان مرعب له رأسان ، يبعث مرآه قشعريرة تسري في الأبدان ، ويقذف الرعب والهلع في القلوب ، لم يلق الرجل بالا للمسخ الشبيه بالقطة وهو يتبعه كظله ، ومشي خطوات ثابتة جريئة صوب مكان محدد في نهاية الدهليز الممتد عدة أمتار ، وفتح بابه آليا ؛ فإذا بضوء باهر يقابله أثناء دخوله جعله يطرف بعينيه علي غير إرادة منه .
كان الرجل طويلا قوي البنية ، عندما دخل المكان خلع القبعة والنظارة ، وناولها لامرأة لاقته بترحاب ، واحترام شديد ، بدا رجلا وسيما مهيب الطلعة في أول العقد الرابع من العمر ، كان شعره أشقر تتخلله خصلات فضية ، بينما لمعت عيناه الرماديتان ببريق لامع ، وكان في هيئته كرجل أجنبي ، ولكن السيدة نادته وهي ترحب به :
ـ أهلا يا دكتور "عزام" !
خلع الدكتور "عزام " معطفه دون أن ينبس ببنت شفة ، وناوله للمرأة ، فأخذته بدورها ووضعته علي المشجب .
كانت المرأة هي "سكينة" مساعدة الدكتور "عزام" في أبحاثه ، حاصلة علي ماجستير الهندسة الوراثية ، دميمة الشكل ، حدباء ، تضع علي وجها نظارة كبيرة لا تناسب وجهها النحيف الأعجف.
أما المكان فهو معمل أبحاث الدكتور "عزام" ، الحاصل علي دكتوراه في الهندسة الوراثية ، وأيضا علي نفس الدرجة في النساء والتوليد وأمراض العقم من إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة ، وكان أستاذا مرموقا ومحاضرا في كثير من الجامعات بالخارج والداخل ، كانت له اكتشافاته الهامة في الهندسة الوراثية ، وقد أضاف الكثير والكثير إلي هذا العلم الخطير .
كانت أراؤه المتعقلة ، وتواضعه كعالم - سواء في محاضراته في أنحاء العالم ، أو كتبه - تلقي قبولا ، وحفاوة من لدى جميع الملل والمذاهب لعدم تطرفها , أيضا كان يظهر بمظهر المنقب عن الأسباب التي توفر الخير للبشرية جمعاء .
أما الوجه الآخر الغامض لهذا الرجل ، فيكمن في هذا المكان المنعزل النائي ، ليقوم بأبحاثه الغامضة المثيرة بعيدا عن الأنظار ، فقد تمكن منه شعور قوي بأنه يملك مفاتيح هذا الكون وأسراره ، بعد أن بدأ يثبر أغوار تركيب الخلايا الأولية ، وأنه سوف يغير العالم بمخلوقاته الحيوانية والنباتية ، وأن الإنسان سيسود هذا الكون ، عندما يمتلك عقلا شديد الذكاء ممزوجا بتمكن الآلة ودقتها وسرعتها الهائلة ، وقوة حيوانية جبارة كالأسد .
لم يكن الدكتور "عزام" يبوح بما يجول في فكره أبدا ، خوفا أن يتعرض للنقد العنيف ويهتز اسمه في الأوساط العلمية كباحث ومفكر متعقل .
سادت فترة صمت ، كان الدكتور "عزام" يتجول خلالها في أنحاء المختبر ، الذي كان يحوي أجهزة كبيرة متنوعة الأغراض ، شديدة التطور، ومجاهر متعددة متصلة بكاميرات تصوير إلكترونية ، وأخري بدونها ، وشاشات تلفزيونية ترتسم عليها الخلايا الحية مكبرة إلي آلاف المرات .
فجأة صرخ الدكتور "عزام" بصوت أجش مخيف ، وقد احتقن وجهه غضبا وهو ينظر عبر الميكروسكوب :
ـ لقد فشلنا مرة أخري .
أشار بعصبية ظاهرة وهي يقول هذه الكلمات .
ارتجفت "سكينة" وبح صوتها من الخوف الشديد وهي تقول :
ـ لم يعد لدينا مخزون من البويضات لنجري عليها أبحاثنا .
ضرب الدكتور "عزام" بقدمه الأرض بعنف مريع ، وقد انتفخ وجهه من الغضب بعد أن وصل إلي ذروة عصبيته ، وصرخ :
ـ ما هو الحل إذا ؟
ترددت "سكينة" قبل أن تجيب بصوت مرتعش :
ـ يجب أن نتحايل مرة أخري علي السيدات اللاتي يترددن علي عيادتك ، ونحصل منهن علي بويضاتهن .
اشتد حنقه وهو يصرخ فيها :
ـ لن تفلح هذه الطريقة ، ولن أنال إلا الفضيحة والعار ؛ إذا اكتشف أي شخص ما نقوم به من خداع السيدات ، وأخذ بويضاتهن ، ساد صمت قصير وهو يحدجها بنظراته النارية ، ازدرد خلالها ريقه :
ـ إنني أريد المئات ، بل الآلاف من البويضات المجمدة .
انكمشت "سكينة" في مكانها ، وازداد تحدب ظهرها ، وهي تنظر إليه بخوف مميت . شعر الدكتور "عزام" باحتقار شديد وهو ينظر إليها ، فرفع حاجبيه وزم شفتيه ، ولمعت عيناه ببريق متوحش مرعب ، فقد ساورته الفكرة المجنونة ، وطالما كانت تلح عليه بقتلها ، فهذه المرأة بشكلها الكريه القميء إذا تزوجت وأنجبت أجيالا ، فسوف تهدم نظرياته في تطوير الجنس البشري ، وسوف تساهم في وجود جيل يحمل صفاتها الجسمية المشوهة .
كأنما شعرت "سكينة" بما يجول في خاطره ، فتكومت علي نفسها وهي مذعورة ، وقد شحب وجهها ، وأصبحت مثل الأموات ، وفي تلك اللحظة الحرجة تعالي صوت صراخ رجل ، يستنجد بينما انبعثت أصوات أخري تهمهم بوحشية .
اتجه الدكتور "عزام" بسرعة صوب مكتبة خشبية في أقصي المختبر وضغط علي ذر خفي ، فتحركت من مكانها ، وثب عدة درجات وسكينة" تتبعه .
كان المنظر رهيبا مخيفا !!
كانت أربعة مسوخ لا تنتمي إلي جنس البشر ، ولا إلي الحيوانات ، وكانت من الضخامة فلم يبدُ الرجل الذي انكبت عليه تنهش لحمه ، وقد أخذ في الصراخ وهو يتوسل ويستنجد ، بينما كان مرتميا علي الأرض ، بسرعة البرق أخرج الدكتور "عزام" جهازا أسطوانيا معدنيا ، ووثب بسرعة تجاه المسوخ ، وبحركة سريعة مفاجئة سلط عليهم الجهاز واحدا ، واحدا ، فأصابهم بصدمات كهربائية عنيفة أنهكت قواهم ، فتداعت أجسادهم الضخمة علي الأرض ، وهم غير قادرين علي الحركة .
صاح بالرجل المتضرج في دمائه :
ـ لندخلهم في أقفاصهم بسرعة .
تحامل الرجل علي نفسه الآلام الرهيبة التي كانت تفتك بجسده ، وساعد الدكتور "عزام" في حمل المسوخ الأربعة ، ووضعها في أقفاصها الحديدية كل علي حدة .
بعد أن انتهوا من عملهم ، والتأكد من إقفال الأقفاص بإحكام ، رمق الدكتور "عزام" الرجل بلوم قاتل ، وسأله معنفا :
ـ ماذا حدث يا دكتور "أسعد" ؟
تهالك الدكتور "أسعد" ، وكان يناهز الثلاثين من عمره علي أحد المقاعد القريبة ، وكان جبينه ينزف بغزارة من جرح غائر ، بينما كان شعره الأسود رطبا من أثر جروح أخرى في رأسه ، وكان جسده كله يؤلمه بعد أن ناله خدوش كثيرة من مخالب المسوخ .
تمتم الدكتور "أسعد" بصوت مـتألم :
ـ لقد نسيت المفتاح في قفص المسخ "جيجي" ، وبينما كنت عاكفا علي إحدى العينات ، استطاع أن يحرك المفتاح ويفتح قفصه ، ثم فتح قفص الآخرين ، وهجموا علي وكادوا أن يقتلوني .
ـ لا تلومن إلا نفسك .
قالها الدكتور "عزام" وقد انطلق من عينيه شرر الغضب ، ثم أدار له ظهره ، وصعد إلي المختبر لا يلوي علي شيء .
أحضرت "سكينة" قطنا ومطهرا وشاشا ، وأخذت في تطهير وتضميد جروح الدكتور "أسعد" برفق ، وقد ارتسم علي وجهها الحزن العميق الممزوج بالسخط ، بعد أن انتهت حقنته بحقنة "تيتانوس" خوفا من التلوث ، وبعد فترة من الصمت صاحت بأسي :
ـ هذا الرجل ليس له قلب .
تمتم الدكتور "أسعد" بصوت ضعيف وهو يتحسس الضمادة الملفوفة حول رأسه بعناية :
ـ لقد أخطأت خطأ شديدا ، كان سيعرض حياتنا لخطر حقيقي ويدمر كل شيء .
ـ إنه يستعبدنا ، كما يستعبد المسوخ التي قام بتخليقها علي هذا النحو المؤسف .
قالت "سكينة" هذه الكلمات بحقد ليس له حدود ، فهمس الدكتور "اسعد" وهو يضع يده علي فمها :
ـ لا تتكلمي هكذا ، وإلا سوف يكون مصيرنا أفظع من هذه المسوخ ، ولا تنسى أننا ندين بالفضل للدكتور "عزام" ، فبدونه ما استطعنا أن نواصل أبحاثنا العلمية ، أو نحصل علي رسالة الماجستير ، ولن نستطيع بدون مساعدته الحصول علي درجة الدكتوراه .
قالت بصوت خافت وقد تقلص وجهها وارتعشت أرنبة أنفها :
ـ إنه لم يجد غيرنا ليستودعه أسراره ومخططاته الرهيبة التي يخفيها عن العالم كله .
صرخ الدكتور "أسعد" بذعر :
ـ اصمتي ، لا أريد أن أسمع المزيد .
ثم قام وهو يئن من الألم ليجوس بين الأقفاص ، وتأكد من أن أقفاص الأرانب والخنازير محكمة الإغلاق ، وفي جانب بعيد في أحد الأركان ربض قفص واطئ فتحاته المتشابكة صغيرة ، وبه عشرات الفئران التي تحوم حول نفسها ، علها تجد طريقا للفرار من مصيرها المحتوم ، ثم ألقي نظرة سريعة علي أقفاص المسوخ الموجودة بالقرب من السلم الخشبي ، وكانت قد بدأت تستفيق من الصدمة الكهربائية وهي تزوم وتهمهم بوحشية .
التفت الدكتور "أسعد" إلي رفيقته ، وصاح بها وهو يجذبها من يدها:
ـ هيا لنصعد إلي المعمل ، وإلا سيقلق الدكتور "عزام" ويشك في أمرنا .
صعدت "سكينة" في السلم خلف الدكتور "أسعد" بخطي متثاقلة ، وقد علي وجهها كآبة زادت من دمامتها وقبحها .
كان الدكتور "عزام" في هذا الحين عاكفا علي العمل ، وهو يمسك في يده جهازا دقيقا متناهي الدقة يشبه الإبرة ، وأمامه طبق من الأطباق الزجاجية ، لم يلتفت إليهما ، وهما يدلفان إلي المعمل ويأخذان أماكنهما ويستغرقان في عمل مضن .
في الربع الأخير من الليل نظر الدكتور "عزام" في ساعته وهتف قائلا:
ـ إنني ذاهب الآن .
ثم التفت إلي الدكتور "أسعد" وهو يضغط علي كلماته كأنما يتوعد :
ـ لا تذهب إلي الكلية حتي تندمل جروحك ، فأنا لا أريد أن تثار أي شبهه حولنا .
غادر المبني ليعود إلي فيلته تحت أستار الظلام ، وقبل أن يعلن الفجر قدومه .[/color]

تيسير نظمي
26/10/2007, 10:25 PM
العزيزة الأستاذة فايزة شرف الدين المحترمة
كنت وعدت الزملاء أن أعود للمشاركة من غير هذه الصفحة وخيرا فعلت أنك نقلتيني إلى حيث الموقع العملي والميداني دون ألقاب فالعمل هو الأهم،،، الهدوء .. وأرجو أن يستمر شجعني أكثر ،، لذلك سأقرأ فورا الفصل الأول ولعلي أخرج بملاحظات أولية ،، وما دمت لا تمتهنين النقد فهذا أيضا عامل مشجع ،، على سبيل المداعبة : أيضا الفضل الكبير للطاهر وطار الذي أعاد نشر بعض ما كتبته عن رواية له منذ 26 سنة وبالمثل فعل رشاد أبو شاور ،، وأرجو أنت كذلك ألا تكوني مع من خاصموني ولم يشيروا إلى الماضي بشيء ،،، معقول هذا التمهيد؟؟ أرجو أن أكون فكها فالبناء الروائي هو الفن وما عداه يبقي كلام وليس كتابة ،،ولنا عودة عاجلة رغم قصر ما أسميتيه فصلا من الرواية ،، مما يجعل مهمتي صعبة واستكشافية،، ألسنية تحديدا،، سأعود....

تيسير نظمي
26/10/2007, 10:25 PM
العزيزة الأستاذة فايزة شرف الدين المحترمة
كنت وعدت الزملاء أن أعود للمشاركة من غير هذه الصفحة وخيرا فعلت أنك نقلتيني إلى حيث الموقع العملي والميداني دون ألقاب فالعمل هو الأهم،،، الهدوء .. وأرجو أن يستمر شجعني أكثر ،، لذلك سأقرأ فورا الفصل الأول ولعلي أخرج بملاحظات أولية ،، وما دمت لا تمتهنين النقد فهذا أيضا عامل مشجع ،، على سبيل المداعبة : أيضا الفضل الكبير للطاهر وطار الذي أعاد نشر بعض ما كتبته عن رواية له منذ 26 سنة وبالمثل فعل رشاد أبو شاور ،، وأرجو أنت كذلك ألا تكوني مع من خاصموني ولم يشيروا إلى الماضي بشيء ،،، معقول هذا التمهيد؟؟ أرجو أن أكون فكها فالبناء الروائي هو الفن وما عداه يبقي كلام وليس كتابة ،،ولنا عودة عاجلة رغم قصر ما أسميتيه فصلا من الرواية ،، مما يجعل مهمتي صعبة واستكشافية،، ألسنية تحديدا،، سأعود....

تيسير نظمي
27/10/2007, 12:41 AM
هل كانت مارغريت ميشيل على حق عندما أعادت كتابة روايتها الوحيدة "ذهب مع الريح" نحو 15 مرة ولم تكتب غيرها على ما أعتقد ؟ في كل مرة تكتبها كانت تقرأها بعين ناقدة فلا يرضيها ما كتبت .. فالفن يوحي ويرسم ولا يقرر.. والرواية تحديدا من الأعمال التي لا تستمد منطقها من خارجها بل من كل كلمة وصورة وجملة وحتى فاصلة أو نقطة.
والزميلة فايزة شرف الدين اختارت أن تحاكم نقديا مرتين : الأولى روائيا والثانية علميا. فالعلم تحديدا الذي لا يقبل الإنشاء أو الكلام الزائد فكيف إذا كان خيالا وعلميا؟
ليس أمامي سوى أول1739كلمة من " الرجل العقرب" وهو مايعادل أقل من الأربع صفحات الأولى التي جاءت حافلة بما يمكن تصويبه حتى الآن.
لم تسم الزميلة فايزة عملها "العقرب" وتترك لنا تحديده من العمل، بل أسمته "الرجل العقرب" لنكتشف أنه عالم أيضا وأستاذ جامعي ومع ذلك قدمته منذ البدء كرجل كاوبوي متنكر، " رجل غامض قابع وراء مقود السيارة ، يلبس نظارة سوداء ، متدثر بمعطف أسود ، رفع ياقته حتى أخفت جانبي وجهه ، بينما وضع فوق رأسه قبعة لها حواف كبيرة ، فلم يبدُ من ملامحه شيئ يذكر"

يتساءل القارئ هل يلزم هذه الصورة المفتعلة لدكتور جامعي وعالم جينات سيارة تمزق سكون الليل؟ الكاتبة بدأت مع القارئ بداية بوليسية بامتياز، لكنها أيضا لم تسيطر حتى على زمن جزء من ليلة واحدة ، فما دام الليل في سكونه وحلكته وقتامته فما أهمية لون السيارة ولون المعطف ولون الطريق الكالح؟ السؤال عن قيمة فنية وليست واقعية وعن قيمة علمية أيضا.. وهذه كلمات الكاتبة: " سكون الليل.. عتمة الليل.. الحلكة القاتمة.. الظلمة القاتمة... الظلام الدامس.... ضوء النجوم الخافت.. أشباح تتراقص.. تحت أستار الظلام "
ومن جانب آخر ما يناقض وحدة الزمن ويمزقها :
" السيارة السوداء... الطريق الكالح... ذرات الرمال"
فإذا استطاع القارئ تمييز اللون الأسود وذرات الرمال والطريق الكالح فإن لا فائدة ترتجى من الليل الأكثر وضوحا من شمس ظهيرة. لقد دمرت أيضا الكاتبة بنفسها وحدة الشخصية ووحدة الحدث من أول ثلاث صفحات ، الرجل الكاوبوي الذي يمزق سكون الليل مسرعا ومتهورا يتكشف عن رجل وديع في آخر الليل مما أفقد القارئ عنصري الايهام والاقناع وزد على ذلك التشويق. بالطبع لن أكتب أكثر لأن ما قرأته واضح لآخرين كثر ربما خجلوا لسبب أو لآخر من المكاشفة ،، لكن أول الصفحات في أي عمل هي أهم ما يجعلنا نواصل أو نتوقف ولذلك أرى أن الزميلة لم تخاطر بنشر أكثر مما يؤشر لتوجهات العمل الأسلوبية على الأقل، ودعونا نتوقف عند الجملة الأولى:
" مزق سكون الليل صوت محرك سيارة ، وهي تتحرك صوب مكان منعزل عند حافة الصحراء الرابضة وراء الأهرام الثلاثة"
بدأت "الرواية" بفعل .. هذا جيد ومستحسن ولكنها أخرت الفاعل وقدمت المفعول به ،،،والسيارة نكرة لكنها سرعان ما يتم تعريفها بأنها السيارة السوداء التي تتحرك وحيدة في الليل والتي للدكتور العالم والجامعي الأكاديمي الدكتور عزام. تحتار كقارئ إن كان تركيز الكاتبة على الصوت أم الحركة أم اللون؟ وما هي ضرورة ذلك الوظيفية؟ وهل ينتقص من الحدث أن يبدأ المشهد من المعمل نفسه مع تأجيل موعد السيارة تلك؟ لقد نجحت الكاتبة بتشتيت ذهن الداخل لروايتها وقررت الكثير نيابة عنه وأوقعته في متناقضات الشخوص والزمان والمكان، فالحريص على معمله الكترونيا لا مجال أمامه لأن يدوس على مفردات تجاربه ،، والنتيجة لا إقناع في ما قرأت، حيث حركة السيارة – على افتراض وظيفتها الفنية لاحقا- أهم من صوتها سواء مزقت السكون في منطقة غير مأهولة أم لا. فالمختبر يمزق الكائنات فما بال سكون الليل ،، هل سكون الليل أهم من الآخرين من البشر ؟

تيسير نظمي
27/10/2007, 12:41 AM
هل كانت مارغريت ميشيل على حق عندما أعادت كتابة روايتها الوحيدة "ذهب مع الريح" نحو 15 مرة ولم تكتب غيرها على ما أعتقد ؟ في كل مرة تكتبها كانت تقرأها بعين ناقدة فلا يرضيها ما كتبت .. فالفن يوحي ويرسم ولا يقرر.. والرواية تحديدا من الأعمال التي لا تستمد منطقها من خارجها بل من كل كلمة وصورة وجملة وحتى فاصلة أو نقطة.
والزميلة فايزة شرف الدين اختارت أن تحاكم نقديا مرتين : الأولى روائيا والثانية علميا. فالعلم تحديدا الذي لا يقبل الإنشاء أو الكلام الزائد فكيف إذا كان خيالا وعلميا؟
ليس أمامي سوى أول1739كلمة من " الرجل العقرب" وهو مايعادل أقل من الأربع صفحات الأولى التي جاءت حافلة بما يمكن تصويبه حتى الآن.
لم تسم الزميلة فايزة عملها "العقرب" وتترك لنا تحديده من العمل، بل أسمته "الرجل العقرب" لنكتشف أنه عالم أيضا وأستاذ جامعي ومع ذلك قدمته منذ البدء كرجل كاوبوي متنكر، " رجل غامض قابع وراء مقود السيارة ، يلبس نظارة سوداء ، متدثر بمعطف أسود ، رفع ياقته حتى أخفت جانبي وجهه ، بينما وضع فوق رأسه قبعة لها حواف كبيرة ، فلم يبدُ من ملامحه شيئ يذكر"

يتساءل القارئ هل يلزم هذه الصورة المفتعلة لدكتور جامعي وعالم جينات سيارة تمزق سكون الليل؟ الكاتبة بدأت مع القارئ بداية بوليسية بامتياز، لكنها أيضا لم تسيطر حتى على زمن جزء من ليلة واحدة ، فما دام الليل في سكونه وحلكته وقتامته فما أهمية لون السيارة ولون المعطف ولون الطريق الكالح؟ السؤال عن قيمة فنية وليست واقعية وعن قيمة علمية أيضا.. وهذه كلمات الكاتبة: " سكون الليل.. عتمة الليل.. الحلكة القاتمة.. الظلمة القاتمة... الظلام الدامس.... ضوء النجوم الخافت.. أشباح تتراقص.. تحت أستار الظلام "
ومن جانب آخر ما يناقض وحدة الزمن ويمزقها :
" السيارة السوداء... الطريق الكالح... ذرات الرمال"
فإذا استطاع القارئ تمييز اللون الأسود وذرات الرمال والطريق الكالح فإن لا فائدة ترتجى من الليل الأكثر وضوحا من شمس ظهيرة. لقد دمرت أيضا الكاتبة بنفسها وحدة الشخصية ووحدة الحدث من أول ثلاث صفحات ، الرجل الكاوبوي الذي يمزق سكون الليل مسرعا ومتهورا يتكشف عن رجل وديع في آخر الليل مما أفقد القارئ عنصري الايهام والاقناع وزد على ذلك التشويق. بالطبع لن أكتب أكثر لأن ما قرأته واضح لآخرين كثر ربما خجلوا لسبب أو لآخر من المكاشفة ،، لكن أول الصفحات في أي عمل هي أهم ما يجعلنا نواصل أو نتوقف ولذلك أرى أن الزميلة لم تخاطر بنشر أكثر مما يؤشر لتوجهات العمل الأسلوبية على الأقل، ودعونا نتوقف عند الجملة الأولى:
" مزق سكون الليل صوت محرك سيارة ، وهي تتحرك صوب مكان منعزل عند حافة الصحراء الرابضة وراء الأهرام الثلاثة"
بدأت "الرواية" بفعل .. هذا جيد ومستحسن ولكنها أخرت الفاعل وقدمت المفعول به ،،،والسيارة نكرة لكنها سرعان ما يتم تعريفها بأنها السيارة السوداء التي تتحرك وحيدة في الليل والتي للدكتور العالم والجامعي الأكاديمي الدكتور عزام. تحتار كقارئ إن كان تركيز الكاتبة على الصوت أم الحركة أم اللون؟ وما هي ضرورة ذلك الوظيفية؟ وهل ينتقص من الحدث أن يبدأ المشهد من المعمل نفسه مع تأجيل موعد السيارة تلك؟ لقد نجحت الكاتبة بتشتيت ذهن الداخل لروايتها وقررت الكثير نيابة عنه وأوقعته في متناقضات الشخوص والزمان والمكان، فالحريص على معمله الكترونيا لا مجال أمامه لأن يدوس على مفردات تجاربه ،، والنتيجة لا إقناع في ما قرأت، حيث حركة السيارة – على افتراض وظيفتها الفنية لاحقا- أهم من صوتها سواء مزقت السكون في منطقة غير مأهولة أم لا. فالمختبر يمزق الكائنات فما بال سكون الليل ،، هل سكون الليل أهم من الآخرين من البشر ؟

فايزة شرف الدين
27/10/2007, 02:17 AM
الأستاذ تيسير لقد تم نقدي سابقا في هذا العمل الروائي ، ولقد لفت النقاد انتباهي إلي لون السيارة السوداء ليس له أهمية مطلقا في العمل ، وكان يجب أن ألغي هذا الوصف ، وعندك حق فيما ذكرته من نقد ، فالكاتب حتي لو كان ناقد دائما تسيطر عليه الفكرة ، لذا سأبدأ علي الفور بتلافي ملاحظاتك ، وسأواصل نشر الفصول الأخري ، لأن النقد يهمني ، ولا يغضبني كما أسلفت ، حتي أتلافي العيوب التي بالقصة ، وأرجو أن تكمل نقدك في باقي الفصول .
مع الشكر الجزيل

فايزة شرف الدين
27/10/2007, 02:17 AM
الأستاذ تيسير لقد تم نقدي سابقا في هذا العمل الروائي ، ولقد لفت النقاد انتباهي إلي لون السيارة السوداء ليس له أهمية مطلقا في العمل ، وكان يجب أن ألغي هذا الوصف ، وعندك حق فيما ذكرته من نقد ، فالكاتب حتي لو كان ناقد دائما تسيطر عليه الفكرة ، لذا سأبدأ علي الفور بتلافي ملاحظاتك ، وسأواصل نشر الفصول الأخري ، لأن النقد يهمني ، ولا يغضبني كما أسلفت ، حتي أتلافي العيوب التي بالقصة ، وأرجو أن تكمل نقدك في باقي الفصول .
مع الشكر الجزيل

تيسير نظمي
27/10/2007, 03:29 AM
الزميلة فايزة ،،، أرجو نشر صورتك ،، فأنت ذكية بما يكفي لكتابة رواية ،،، ما دام ردك واثقا فلديك الاصرار ،، وهو عناد روائي حقا فأنا أعرف أنني قاس جدا ولكن التي أمامي في سن يمكنها من الانجاز وليس مهما متى،، أنا سعيد بك حقا،، وقد يشاركني زملاء لم أقرأ لهم حتى الآن هذا الرأي فلا يبخلوا عليك برأي لهم مهما كان،،
تصبحون على وطن جميعا،،

تيسير نظمي
27/10/2007, 03:29 AM
الزميلة فايزة ،،، أرجو نشر صورتك ،، فأنت ذكية بما يكفي لكتابة رواية ،،، ما دام ردك واثقا فلديك الاصرار ،، وهو عناد روائي حقا فأنا أعرف أنني قاس جدا ولكن التي أمامي في سن يمكنها من الانجاز وليس مهما متى،، أنا سعيد بك حقا،، وقد يشاركني زملاء لم أقرأ لهم حتى الآن هذا الرأي فلا يبخلوا عليك برأي لهم مهما كان،،
تصبحون على وطن جميعا،،

فايزة شرف الدين
27/10/2007, 04:08 PM
أستاذي العزيز / تيسير
لقد مر هذا العمل علي عدة نقاد ، وأبدوا إعجابهم به ، ربما انبهر بعضهم به ، وقد يكون هذا لأن كاتبة رواية لخيال علمي سيدة ، وهذا كما علمت بعد ذلك شيء يثير الدهشة ، وأثار بعضهم بعضا من ملاحظاتك ، ولكن ليس بهذا التكثيف .
سيدي مجرد أن تشير إلي ضعف ما ، وإبداء المبررات المنطقية ، فهذا كفيل جدا أن أعرف موطن الضعف وأعالجه ، فالناقد كالطبيب ، يعرف العله ، ولكن الكاتب ، هو الذي سوف يداوي ، لأنه أقدر علي التحكم بعمله .
إن كتابة الرواية ، والأدب عامة هو صفة أصيلة لدي ، فلا أستطيع العيش دونهما .. نعم أنا أتصف بالعناد وعدم اليأس ، فلو قدر أن أعيد كتابة هذه الرواية وغيرها من رواياتي عشرات المرات لفعلت ، حتي أصل بمستواي إلي مرجريت متشل عندما كتبت قصتها الوحيدة الرائعة "ذهب مع الريح " وقد قرأتها عدة مرات بشغف شديد .
أما بالنسبة لصورتي الشخصية فسوف تكون لدي الموقع في القريب العاجل
أشكرك كثيرا علي كلمتك لي ، أيضا ما يغضبني أن أجامل في أعمالي ، وإلا أصبحت كطفل صغير يظل يحبو إلي الأبد ، فلقد لفت نظري إلي نقطة هامة ، لم أكن أدركها أن الوصف واللون لا ينسجم مع الظلام ، حتي تكتمل وحدة بناء القصة ، والقرآن استخدم ألفاظا في غاية الدقة مع ذكر الظلام ، والنهار .
تمنياتي لك بالصحة والتوفيق

فايزة شرف الدين
27/10/2007, 04:08 PM
أستاذي العزيز / تيسير
لقد مر هذا العمل علي عدة نقاد ، وأبدوا إعجابهم به ، ربما انبهر بعضهم به ، وقد يكون هذا لأن كاتبة رواية لخيال علمي سيدة ، وهذا كما علمت بعد ذلك شيء يثير الدهشة ، وأثار بعضهم بعضا من ملاحظاتك ، ولكن ليس بهذا التكثيف .
سيدي مجرد أن تشير إلي ضعف ما ، وإبداء المبررات المنطقية ، فهذا كفيل جدا أن أعرف موطن الضعف وأعالجه ، فالناقد كالطبيب ، يعرف العله ، ولكن الكاتب ، هو الذي سوف يداوي ، لأنه أقدر علي التحكم بعمله .
إن كتابة الرواية ، والأدب عامة هو صفة أصيلة لدي ، فلا أستطيع العيش دونهما .. نعم أنا أتصف بالعناد وعدم اليأس ، فلو قدر أن أعيد كتابة هذه الرواية وغيرها من رواياتي عشرات المرات لفعلت ، حتي أصل بمستواي إلي مرجريت متشل عندما كتبت قصتها الوحيدة الرائعة "ذهب مع الريح " وقد قرأتها عدة مرات بشغف شديد .
أما بالنسبة لصورتي الشخصية فسوف تكون لدي الموقع في القريب العاجل
أشكرك كثيرا علي كلمتك لي ، أيضا ما يغضبني أن أجامل في أعمالي ، وإلا أصبحت كطفل صغير يظل يحبو إلي الأبد ، فلقد لفت نظري إلي نقطة هامة ، لم أكن أدركها أن الوصف واللون لا ينسجم مع الظلام ، حتي تكتمل وحدة بناء القصة ، والقرآن استخدم ألفاظا في غاية الدقة مع ذكر الظلام ، والنهار .
تمنياتي لك بالصحة والتوفيق

تيسير نظمي
28/10/2007, 01:49 AM
Kindly resort to messages by :
tayseernazmi@yahoo.com

ابراهيم خليل ابراهيم
13/02/2008, 09:26 PM
اختى المبدعة
تحية طيبة
لقد كنت فى زيارة الى احد الزملاء من النقاد واطلعنى على بعض كتاباتك ثم سالنى : ما رايك ؟
فقرأت وابحرت دون ان اشعر بالوقت وساعتها قلت : مبدعة تستحق الاجلال والتقدير
ارجو ارسال انتاجك المطبوع وانا انتظره على عنوانى البريدى وفى حالة تكرمك بالاهداء سوف اترك لك عنوانى فى رسالة خاصة
لك اطيب تحياتى

فادي عارف
14/02/2008, 07:30 PM
التفت الدكتور "أسعد" إلي رفيقته ، وصاح بها وهو يجذبها من يدها:
ـ هيا لنصعد إلي المعمل ، وإلا سيقلق الدكتور "عزام" ويشك في أمرنا .
صعدت "سكينة" في السلم خلف الدكتور "أسعد" بخطي متثاقلة ، وقد علي وجهها كآبة زادت من دمامتها وقبحها .
كان الدكتور "عزام" في هذا الحين عاكفا علي العمل ، وهو يمسك في يده جهازا دقيقا متناهي الدقة يشبه الإبرة ، وأمامه طبق من الأطباق الزجاجية ، لم يلتفت إليهما ، وهما يدلفان إلي المعمل ويأخذان أماكنهما ويستغرقان في عمل مضن .
في الربع الأخير من الليل نظر الدكتور "عزام" في ساعته وهتف قائلا:
ـ إنني ذاهب الآن .
ثم التفت إلي الدكتور "أسعد" وهو يضغط علي كلماته كأنما يتوعد :
ـ لا تذهب إلي الكلية حتي تندمل جروحك ، فأنا لا أريد أن تثار أي شبهه حولنا .
غادر المبني ليعود إلي فيلته تحت أستار الظلام ، وقبل أن يعلن الفجر قدومه .



لا أعلم قرأت العمل بسرعة, ولكن نهاية الفصل ليس محبوكاً جيداً, وعنصر المفاجأة شحيح

فايزة شرف الدين
16/02/2008, 02:58 PM
الأخ / فادي
تحية طيبة
لقد أعطتني العذر ألا أتقبل نقدك .. فقد قلت أنك قرأت العمل سريعا ، ومن ثم لم تقرأه جيدا ، والإثارة من عدمه يجب أن تأخذ مسارها الطبيعي في الرواية .. أرجو أن تقرأ أي عمل بشكل جيد قبل أن تتسرع في حكمك ، سواء كان بالاستحسان أو العكس ، حتى يكتسب نقدك مصداقيته لدى المتلقي .
مع ذلك أشكرك شكرا جزيلا لأنك تكلفت عاتق التعليق .

فايزة شرف الدين
16/02/2008, 02:58 PM
الأخ / فادي
تحية طيبة
لقد أعطتني العذر ألا أتقبل نقدك .. فقد قلت أنك قرأت العمل سريعا ، ومن ثم لم تقرأه جيدا ، والإثارة من عدمه يجب أن تأخذ مسارها الطبيعي في الرواية .. أرجو أن تقرأ أي عمل بشكل جيد قبل أن تتسرع في حكمك ، سواء كان بالاستحسان أو العكس ، حتى يكتسب نقدك مصداقيته لدى المتلقي .
مع ذلك أشكرك شكرا جزيلا لأنك تكلفت عاتق التعليق .

فاطمه بنت السراة
19/07/2008, 02:11 PM
:
الدكتور عزام: دكتوراه في الهندسة الوراثية، وأيضا حاز علي نفس الدرجة في النساء والتوليد وأمراض العقم.
ينتاب العالِم العبقري شعور قوي بأنه امتلك أسرار هذا الكون بعد سبره لأغوار تركيب الخلايا الأولية وأنه سوف يغير العالم بمخلوقاته الحيوانية والنباتية ، وأن الإنسان سيسود هذا الكون ، عندما يمتلك عقلا شديد الذكاء ممزوجا بتمكن الآلة ودقتها وسرعتها الهائلة ، وقوة حيوانية جبارة كالأسد .
هنا وضحت الصورة وعرف القارئ من مكان المعمل البعيد عن العيون والذي لا يعرفه أحد سوى مساعديه. والمسوخ الأربعة, أن الدكتور قد قطع شوطا طويلا في أبحاثة غير المشروعة.
الهندسة الوراثية علم قد يكون شرير إذا أساء العالِم استخدامه, وهذا ما حدث مع بطل القصة وإحرازه شهرة في أمراض النساء والعقم قد يسرت تماما لما فكر به الدكتور وخطط له.

مساعدين ثانويين: دكتور أسعد وسكينة يرجعان فضل نجاحهما ومواصلة أبحاثهما للدكتور عزام.

غاليتي فايزة
أعتقد هذا هو ملخص الفصل الأول,
والى الآن كل شيء جميل وواضح.

أحببت أن أقرأ نص السيارة المحذوف ربما قد يخدم النص ولا يعتبر زيادة فيه.

فايزة شرف الدين
19/07/2008, 06:03 PM
غاليتي / فاطمة بنت السراة
لقد حذفت الردود الأخيرة لكل منا ، ويبدو أنه حدث خلل كبير مسح العديد من المشاركات خاصة الأخيرة لعدد من الأعضاء .. وأجد نفسي أعيد ما قمت بحذفه في الفصل الأول بناء على رغبتك .. والحقيقة كان ردك بليغا جدا .


مزق سكون الليل صوت محرك سيارة ، وهي تتحرك صوب مكان منعزل عند حافة الصحراء الرابضة وراء الأهرامات .. كان ثمة رجل غامض قابع وراء مقود السيارة ، يلبس نظارة سوداء ، ومتدثرا بمعطف أسود رفع ياقته حتي أخفت جانبي وجهه ، بينما وضع فوق رأسه قبعة لها حواف كبيرة ، فلم يبد من ملامحه شيئا يذكر .
كانت السيارة تطوي الطريق الكالح بسرعة رهيبة ناثرة حولها ذرات الرمال بشكل غاضب ، وانبعث ضوء مستقيم من فوانيسها الأمامية ، شطر عتمة الليل ، وامتد مبددا الحلكة القاتمة المريبة ، فبدا عن بعد سور عالي .. التف علي شكل مستطيل حول مساحة أرض كبيرة ، وكان السور من العلو حتي لم يظهر ما يخفي وراءه .
اقتربت السيارة من الأسوار العالية ، وعبر من خلال البوابة الفولاذية الضخمة ، فتحت علي مصراعيها آليا .. ثم أقفلت بهدوء عجيب ، كان فولاذها مبطنا بطبقة أخري من الحديد اللامع السميك ، فكأنما كانت باب لحصن منيع .
شقت السيارة ممرا طويلا ملتويا مرصوفا بالحجارة .. ثم وقفت فجأة مصدرة صوتا خشنا ، وخرج الرجل مسرعا ، وصفق باب السيارة بعصبية ظاهرة ، وخطا خطوات سريعة واسعة تجاه المبني الكبير ذي الطابق الواحد ، وقد لفته الظلمة القاتمة ، وكانت أشجار عالية تلتف حوله ، ظهرت في ضوء النجوم الخافت كأنها أشباح تتراقص بخفة ، وكانت أصوات غريبة مخيفة تنبعث علي شكل همهمات وصرخات مكتومة مذعورة من داخل المبني .. لتختلط بهمسات الكائنات التي تحوم حول المكان علي غير هدي ، لتمتزج تلك الأصوات المريعة بحفيف الأشجار .
فجأة اصطدمت قدماه بجسم أملس لم يره في الظلام الدامس ..فتعالي صوت مواء مرعب متألم ، ولمعت أربعة عيون انطلق منها بريق كاللهب .. لم يبال الرجل واستمر في طريقه صاعدا عدة درجات في سلم المبني ، ووقف قبالة باب ، وأخرج من جيب معطفه قطعة معدنية رقيقة مررها بجهاز صغير لامع ففتح الباب ، وأقفل عندما اجتازه الرجل بخفة يتبعه الكائن المخيف ذو الجسم الأملس .

فاطمه بنت السراة
20/07/2008, 02:22 AM
:
(لست بناقدة حتى أتطاول على أحد, لكنني متذوقة أدب وفن, ومتأكدة من هذا الأمر في نفسي) , مع احترامي الشديد لرأي الدكتور تيسير, إلا أنني أرى جمالا وضرورة في المقدمة, فالقارئ عرف أن المعمل الغامض قابعا خلف الأهرامات.
ولنتخيل الأحداث (فلما مصوراً) أليس الظلام وصوت محرك السيارة والرجل القابع وراء المقود بغموضه (نظارته السوداء والمعطف وإخفاء جانبي وجهه) كفيلاً بالتشويق وبالإثارة وبتحديد موقف القارىء من الرجل.

لو كانت فلما أجنبياً لصفقنا لهذه البداية المثيرة, لكن رواية عربية, ومن امرأة, وفي مجال الخيال العلمي!!!
لست متحاملة على الدكتور تيسير والله, لكن هذه نظرتنا لكل جهد عربي.

غاليتي..
فكري بإعادة المقدمة - هذا رأيِّ (ولكي لا أظلمك معي, خذي رأي من تثقي في رأيه أيضا), وما خاب من استشار.

ملاحظة: ما دمت مقتنعة فمن خاصية التعديل اعملي نسخ للمقدمة المشوقة التي حذفتها والصقيها في بداية الفصل الأول
لكي يتسنى لكل من يمر أن يقرأها. ربما هناك من لا يمر على تعليقات القراء فلن يلحظها.

خالص مودتي

فاطمه بنت السراة
20/07/2008, 02:22 AM
:
(لست بناقدة حتى أتطاول على أحد, لكنني متذوقة أدب وفن, ومتأكدة من هذا الأمر في نفسي) , مع احترامي الشديد لرأي الدكتور تيسير, إلا أنني أرى جمالا وضرورة في المقدمة, فالقارئ عرف أن المعمل الغامض قابعا خلف الأهرامات.
ولنتخيل الأحداث (فلما مصوراً) أليس الظلام وصوت محرك السيارة والرجل القابع وراء المقود بغموضه (نظارته السوداء والمعطف وإخفاء جانبي وجهه) كفيلاً بالتشويق وبالإثارة وبتحديد موقف القارىء من الرجل.

لو كانت فلما أجنبياً لصفقنا لهذه البداية المثيرة, لكن رواية عربية, ومن امرأة, وفي مجال الخيال العلمي!!!
لست متحاملة على الدكتور تيسير والله, لكن هذه نظرتنا لكل جهد عربي.

غاليتي..
فكري بإعادة المقدمة - هذا رأيِّ (ولكي لا أظلمك معي, خذي رأي من تثقي في رأيه أيضا), وما خاب من استشار.

ملاحظة: ما دمت مقتنعة فمن خاصية التعديل اعملي نسخ للمقدمة المشوقة التي حذفتها والصقيها في بداية الفصل الأول
لكي يتسنى لكل من يمر أن يقرأها. ربما هناك من لا يمر على تعليقات القراء فلن يلحظها.

خالص مودتي

فايزة شرف الدين
20/07/2008, 04:11 PM
غاليتي / فاطمة
إنني أثق في رأيك جدا .. فأنت أديبة متمكنة ولك قدرتك الكبيرة جدا على النقد والتوجيه .. فمن يجيد كتابة رواية هو بالقطع ناقد متمكن وليس العكس يحدث كثيرا .
كما قلت سالفا أن الناقد عندما وجه إلي نقده اللاذع جدا .. كنت أعلم بداية أنه لهدم الرواية من أساسها .. فمع أول فصل ويوجه إليها هذا النقد .. فهذا بالتأكيد محاولة هدم .. ومع أني أخذت بجزء من النقد .. إلا أني لم أرد على جزء آخر منه لعدم صحته الأكيدة .. وذلك أن الدكتور عزام ليس هو الرجل العقرب .. وأن العمل الروائي كامل .. ويوجد له جزء ثاني .
إنني لم أرد بما في دخيلتي في وقتها .. فقد كان ردي عمليا فأنزلت فصول الرواية دفعة واحدة .. كي أقول أنه يوجد روائية تكتب خيالا علميا .
الحقيقة أن المرأة عندمال تكون مبدعة تواجه صعوبات كبيرة من قبل مجتمعها .. فما بالك بمؤلفة خيال علمي ؟!!
لقد قوبلت بالسخرية من مدير أكبر مؤسسة دار نشر ، وهو يقول :
ـ كنت أظن أنك ستقدمين أعمالا رومانسية !
لم يحاول هذا الرجل أن يلقي نظرة على أعمالي التي قدمتها في كتب مطبوعة ، وذلك لكوني سيدة .. ولكنه استفزني جدا لأقصى حد .. فذهبت إلى بيتي وعكفت على كتابة روايات رومانسية ، وألفت إحدى عشرة رواية .. مع أني كنت قبلها أجد صعوبة كبيرة جدا في كتابة الرومانسية رغم احتواء هذه الرواية على لمحات عاطفية .
على فكرة سلسلة أجندة الأصدقاء ، وقد ألفت منها تسعة أعداد .. أول عدد منها استوحى من مثلث برمودا .. ثم يفر مجموعة الأصدقاء إلى الفضاء الخارجي وتبدأ سلسلة من المغامرات في بقع مختلفة من الكون .
سعدت جدا بك وبمرورك العطر


http://www.10neen.com/up/uploads/dc75b52928.gif (http://www.10neen.com/up/)

فايزة شرف الدين
20/07/2008, 04:11 PM
غاليتي / فاطمة
إنني أثق في رأيك جدا .. فأنت أديبة متمكنة ولك قدرتك الكبيرة جدا على النقد والتوجيه .. فمن يجيد كتابة رواية هو بالقطع ناقد متمكن وليس العكس يحدث كثيرا .
كما قلت سالفا أن الناقد عندما وجه إلي نقده اللاذع جدا .. كنت أعلم بداية أنه لهدم الرواية من أساسها .. فمع أول فصل ويوجه إليها هذا النقد .. فهذا بالتأكيد محاولة هدم .. ومع أني أخذت بجزء من النقد .. إلا أني لم أرد على جزء آخر منه لعدم صحته الأكيدة .. وذلك أن الدكتور عزام ليس هو الرجل العقرب .. وأن العمل الروائي كامل .. ويوجد له جزء ثاني .
إنني لم أرد بما في دخيلتي في وقتها .. فقد كان ردي عمليا فأنزلت فصول الرواية دفعة واحدة .. كي أقول أنه يوجد روائية تكتب خيالا علميا .
الحقيقة أن المرأة عندمال تكون مبدعة تواجه صعوبات كبيرة من قبل مجتمعها .. فما بالك بمؤلفة خيال علمي ؟!!
لقد قوبلت بالسخرية من مدير أكبر مؤسسة دار نشر ، وهو يقول :
ـ كنت أظن أنك ستقدمين أعمالا رومانسية !
لم يحاول هذا الرجل أن يلقي نظرة على أعمالي التي قدمتها في كتب مطبوعة ، وذلك لكوني سيدة .. ولكنه استفزني جدا لأقصى حد .. فذهبت إلى بيتي وعكفت على كتابة روايات رومانسية ، وألفت إحدى عشرة رواية .. مع أني كنت قبلها أجد صعوبة كبيرة جدا في كتابة الرومانسية رغم احتواء هذه الرواية على لمحات عاطفية .
على فكرة سلسلة أجندة الأصدقاء ، وقد ألفت منها تسعة أعداد .. أول عدد منها استوحى من مثلث برمودا .. ثم يفر مجموعة الأصدقاء إلى الفضاء الخارجي وتبدأ سلسلة من المغامرات في بقع مختلفة من الكون .
سعدت جدا بك وبمرورك العطر


http://www.10neen.com/up/uploads/dc75b52928.gif (http://www.10neen.com/up/)

خليف محفوظ
19/03/2009, 11:16 PM
الأديبة المحترمة فايزة شرف الدين سلاما جميلا .

قرأت الفصل الأول و شدني إليه قدرتك على الوصف و التصوير ، كما أن اللغة كانت مرنة طوعتها بشكل جيد لهذا النوع من الروايات .

سأتابع بشغف بقية الفصول .

تحيتي و تقديري.

فايزة شرف الدين
20/03/2009, 10:08 PM
الروائي الفذ / خليف محفوظ
أهلا بك مع أول فصل في رواية الرجل العقرب .. سأترقب رأيك الذي يهمني جدا .
شكرا لك