المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن أي طلاق بين الدين والدولة بالغرب تتكلمون ؟؟



عبدالسلام زيان
22/10/2007, 09:43 PM
عن أي طلاق بين الكنيسة والدولة بالغرب يتكلمون ؟ ومتى قامت ثورة ضد الدين بالغرب ؟

سننظر إلى الثورة الفرنسية ، والى بعض الفلاسفة الغربيين في عصر نهضتهم وتنويرهم ونظرتهم للدين ، سواء كان اسمه فولتير أو دروين أو غيرهم ...
هل لا تفرقوا بين الثورة ضد الكنيسة والبابا كمؤسسات مرتشية والثورة ضد الدين ؟

صدق البعض الأسطورة الغربية حول الطلاق بين الدين والدولة وأخذوها كحقيقة مطلقة ، وشمروا عن سواعدهم وبدأوا يسخرون من الدين ويستشهدون بأشياء قالوا أنها علمية وكأنها حقائق مطلقة وقالوا " الدين الإسلامي خرافة " .

كل عاقل يعرف أن الحقائق العلمية ليست بأبدية وتخظع لقانون التطور ، وما هو حقيقة اليوم نجده مجرد خرافة لا تزعج الأطفال بعد فترة ....

أهل الغرب في عصر نهضتهم وتنويرهم ضربوا المؤسسات سواء كانت دينية أو مدنية ، تكلموا عن العلاقة بين الفرد والدولة والكنائس وحرروا الفرد من طغيانهم ،

ضربوا الحكم الفردي المطلق ،

وضعوا الإنسان وسط الحلقة وتكلموا عن حقوقه الطبيعية مثل التعليم المجاني وحرية التعبير .... الخ

حتى الماركسيين لم يهاجموا الدين كما يظن البعض بل استغلوه ، ولم يقل ماركس نهائيا : ان الدين أفيون الشعوب " بل قالها قس إرلندي إنتقد الكنيسة
حتى كيركيغارد الأب الروحي للوجودية كان متدينا ومسيحيا مؤمنا .....

فاتركوا الدين وتكلموا عن الدولة ككيان بالمشرق التي أصبحت الشر بعينه ، انتقدوا الرشوة ، أعطوا للعامة مكانتها بالمجتمع .... الخ

أتركوا الدين ، لا يمكن لفرد أو حتى مليون شخص بضرب دين عاش قرونا ....

هاجموا الأرسطقراطية الإقطاعية الدينية وقطعوهم إربا ،

أطلبوا من رجال الدين الجهلة لماذا يتلاعبون بالفتوات سواء سابقا في العهد الأندلسي أو عند سقوط العثمانيين أو في حرب الجزائر أو في زمننا هذا في حرب العراق ... الخ . ألعنوهم وارجموهم بالحجارة لكن أتركوا الدين ، انه السلاح الوحيد الذي في حوزة المشرق ليتخلص من شر هذه الإمبراطورية العنصرية التي تتوسع يوما بعد يوم ...

أتركوا للعامة التي ستكون كبش الفداء أبطالها ،

مع احترامي لكل الآراء

.................................................




الثورة الفرنسية .


قبل الثورة الفرنسية كانت هناك الاف من الحركات الدينية بالغرب تتصارع بين بعضها وتسببت في معارك دموية وحروب طويلة ، ولست في حاجة للرجوع إلى الحروب الصليبية وقبام الحركات الدومينيكية والفرنشيسكية ثم قيام اليسوعيون .... الخ


الكنيسة

بالقرون الوسطى بدات الكنيسة تفقد سيطرتها على الفرد والمجموعة , وبدا واحد واخر يتسائل على اي اسس بنت الكنيسة حكمها المطلق سياسيا وروحانيا
المناصب بالكنيسة في ذلك العهد كانت تباع وتشترى لقضاء اهداف سياسية ودنيوية بحتة

نجد مثلا Desiderius Erasmus av Rotterdam 1466 – 1536 ( تلميذ للفيلسوف السوري لوقيان ) الذي لعب دورا كبيرا بين العامة من الناس حيث كتب كتابا انتقد به انتقادات لاذعة لرجال الدين ثم قام بترجمة الاناجيل من الاغريقية الى اللاتينية ونجد ان لوتر اعتمد على ترجمة ديسيديريوس لتاويله للانجيل , اسلوبه السخري اللاذع ضد الكتيسة ترك البابا يضع كل كتبه ب Index 1559 اي قائمة الكتب المحرمة قراؤتهم

سنة 1517 ب wittenberg قامت حركة لعبت دورا كبيرا في ضرب قداسة البابا والسلطة المطلقة للكنيسة وهي حركة لوتر , ( في الحقيقة قامت ثورة الفلاحين ضد الكنيسة والسلطة فاستغل لوتر الثورة لصالحه وتعامل لوتر مع السلطة لضرب وقمع الثورة سنة 1525 واتهم الفلاحين بانهم مخربين وقطاع طرق )

استغل لوتر النقمة الشعبية لصالحه وتعامل في البداية مع البابا ولو ننظر الى الاسباب التي تركت لوتر يقوم ضد الكنيسة نجد انها اسباب دنيوية بحتة في الحقيقة:

سنة 1514 تم تعيين رجل الدين Albert الذي كان عمره 24 سنة فقط كاعلى سلطة دينية ب Magdeburg و Mainz وحسب القوانين المعمول بها لا يمكن لفرد واحد ان يحمل نفس المنصب بمقاطعتين ,

البابا سمح لألبرت مقابل مبلغ مالي كبير رغم صغر سنه ان يكون السلطة الدينية العليا بكلا البلدين لان ألبرت هو الاخ الاصغر لحاكم Brandburg صديق البابا ,
العامة من الناس بدأت تتسائل حول مصداقية البابا ولوتر كان عدوا لألبرت الخ …. ( انظر قصة حياة لوتر )

ثورة لوتر انقسمت كذلك الى عشرات الحركات ومنها خرجت 3 حركات رئيسية :
حركة لوتر الانجيلية
حركة كلفين
والحركة الانجليزية

الرشوة بالكنيسة كان معمول بها كثيرا ونرى مثلا ان ابن اخت البابا بيوس التاسع Carlos Borremeo تحصل على منصب ديني كبير جدا وعمره 12 سنة فقط .

ساهم نشر العلم والمعرفة بين العامة في تدهور قدسية الكنيسة

( فقدت الكنيسة سيطرتها على ارواح الناس باوروبا في ذلك العهد لكنها نجحت في نشر المسيحية بالاماكن الاخرى بالعالم )


وقامت الثورة الفرنسية


صعد الحزبان اللذان سيطرا على الساحة بفرنسا وهما berget girondiste - وبعد فترة وجيزة تمكن حزب berget من ضرب جماعة girondiste بمكتب البرلمان assemblee nationale حيث حاصروهم هناك وصعد Robespierres و Danton على الكرسي , قاموا باعدام الملك يوم 31 سبتمبر 1793 وضربوا النصرانية وغلقوا الكنائس وحولوها الى ورشات عمل وحرروا الفلاحين من دفع النسبة المئوية من حصادهم للقس الخ …

عندما جماعة Robespierres تفردوا بالحكم بشروا مباشرة بدينهم الجديد وهو l etre suppreme ووضعوا تمثالا لالهة يونانية ترتدي لباسا تقليديا بالبرلمان ليتم عبادتها والدعاء لها لانها تمثل ** العقل ** وكان روبيسبيار يقبلها كل مرة يفتح جلسة بالبرلمان , وقدموا لها دماء عشرات الالاف من البشر كقرابين لترضيتها ( بمدينة Nantes وحدها تم شنق 10000 انسان )

يوم 27 جويلية 1794 بدات الثورة المعاكسة ضد روبيسبيار وقطعوا راسه ثم قدموا انصاره كقرابين لترضية الالهة الجديدة او القديمة او العقل .

وبعد موت روبيسبيار بسنة تقريبا ظهر المغامر نابوليون بساحة البرلمان بمدافعه ثم ذهب الى الطليان وبلاد مصر وبلاد الشام وبعد مغامراته النصف فاشلة رجع الى فرنسا ليصعد على الكرسي

واصدر قانونه المعروف باسم العقد الاجتماعي ( contrat sociale ) انظر الى code napoleon 1804 وقال انه حرر الفرد من هيمنة الكنيسة
وتتواصل المسرحية وتسقط الهة لتصعد الهة اخرى ويشنق بطل ليصعد بطل اخر الخ …..

وتم دفن المدينة الفاضلة لفلتير لتحل محلها مدينة عدوه اللدود روسو المبنية على المسيحية

لكن مباشرة بعد الثورة الفرنسية قامت ثورة غربية اخرى تنادي بالرجوع الى مثالية القرون الوسطى الدينية ونجد من بين هذه المجموعة chateaubriand , viktor hugo, novalis , sir walter scott الخ …

استغلال الدين ضد الثورة

Chateaubriand كتب سنة 1802 كتابه le genie du christianisme الذي نال شهرة كبيرة في ذلك العهد وتم طبعه عدة مرات , وشاتوبريان لعب دورا كبيرا بين رجال السياسة الغربيين للرجوع الى الافكار المسيحية

ونجد ان الثورة التي قامت ضد نابوليون قامت على اسس دينية بحتة ونجد ان القساوسة في المعركة الحاسمة بين الكنيسة ونابوليون ب Borodino كانوا يوزعون صورة مريم العذراء على الجنود , ونجد ان البابا بيوس السابع الذي سجنه نابوليون تم تحريره سنة 1814 ورجع الى منصبه

وبعد مؤتمر فينا 1814 - 1815 رجع البابا الى مكانته السابقة وبدأ الكثير ينادي بحق البابا في قيادة الدولة الاوروبية سياسيا ودينيا

مؤتمر فينا الذي حضره الكسندر الاول الارتدكسي وفرنس الاول الكاتوليكي وفردريك الثالث البروتسنامي وضع المسيحية كاساس لتطوير المجتمع الغربي ( ملاحظة فقط : الغربيون تجاهلوا السلطان العثماني في لقاء فينا )

ولا ننسى ان ثورة الفلاحين بجنوب فرنسا وبلاد الطليان والاسبان في اواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر اي بعد الثورة الفرنسية بمدة طويلة قامت على اسس دينية بحتة والكنيسة لعبت دورا كبيرا في هذه الثورة

واظن ان البابا الان له مقام لم يصله اي قيصر او سلطان في التاريخ حيث اننا نرى ان كل رؤساء العالم من مسيحيين ومسلمين وهندوس الخ … يحاولون التقرب اليه ولقائه لينالوا رضاه وبركته والخطاب الغربي الان خطاب ديني بحت .

فمن زاويتي اظن ان الطلاق بين الكنيسة والدولة بالغرب لم يدم طويلا ولا اظن اننا في حاجة لدولة Robespierres او اعتناق دين جديد ,



.

مع احترامي لكل الاراء

عبدالسلام زيان
22/10/2007, 09:47 PM
لننظر الى العنصري عدو التسامح المتعصب فولتير ونظرته للدين ...




سأبدأ برسالة فولتير profession de fois des theistes التي كتبها الى فردريك الاكبر ببروسيا سنة 1716 وبعدها ساكتب عن النظرة الدينية لبعض الفلاسفة الاخرين من الغرب في عصر التنوير ,



اننا لا نشتم طائفة او مذهب , ولا نتكلم قطعيا باحتقار او كراهية عن يسوع الملقب بالمسيح.

بالعكس نعتبره رجلا يسم بصفات مميزة بين البشر لطهارة نفسه وفضيلته وحبه للاخوة والمساواة.

نأسف لانه تصرف بترسع عندما نادى بالاصلاح وكان ضحية مجموعة من المتعصبين والمتشددين

نمجده لانه deist من بتو اسرائيل , مثلما نمجد سقراط الذي كان deist من اثينا

سقراط عبد ربا وناداه بيا ابتي حسب ما قال تلميذه افلاطون , يسوع يسمي الله بابي دائما , وحسب الدعاء يقول يا ابتي


سقراط ويسوع لم يكتبا ولا حرف واحد
سقراط ويسوع لم يشرعا ولا اي دين جديد

من المتأكد ان يسوع لو كان هدفه تشريع دين جديد لكتبه

عندما يقال ان يسوع بعث بتلامذته لتعميد الناس , اطاع فقط العادات والتقاليد المعمول بها , التعميد عادة يهودية قديمة جدا اقترضوها من الفراعنة والهندوسيون وكان التعميد مقدسا عندهم , كذلك كل العادات اليهودية الاخرى


الفكرة اليهودية المتعجرفة بانهم اسياد العالم لم يقبلها قطعيا يسوع , لانه حسب ما نعرف ان الانسان يبقى على مستوى الاناجيل فقط يجد الانسان انه كان بعيد جدا عن هذا التكبر والاعتزاز بالنفس عندهم مثل البعد بين السماء والارض

عندما يحذف الانسان كل ما هو غريب عنه وكل ما حسب عليه في الاجتماعات الكنسية المليئة بالفضائح عبر الزمن , ماذا يبقى له ؟؟؟؟ عابد لله , يعض بالفضيلة ,عادل و deist

نتجرا ان نقول باننا الوحيدين الذين ننتموا لدينه




بالنسبة الى فولتير لقد سخر الكثير من اسطورة الخلق عند اليهودية وكتب كذلك كتاب محمد حيث هاجم الدين الاسلامي وقال مثل لوتر وباسكال وغيرهم بان محمد دجال





..................................



اسحاق نيوتن


بصورة خاصة هذا النظام الجميل من شمس وكواكب ومذنب لا يمكن ان يعود اصله الا لحكيم قوي يحكم الكون.
هذا الخالق يقود كل شيء وليس كروح للكون لكن كسيد لكل شيء.

انطلاقا من سيادته على الكون من عادتنا تسميته بالسيد الرب قائد الكون , الله هو الكمال وقمة الكمال
الله ابدي وبلا نهاية , يعلم كل شيء وهذا يعني ان وجوده يمتد من الابدية الى الابدية , من اللانهاية الى اللانهاية , وجوده الابدي انشأ المكان والزمان

نعرفه الا عن طريق مخططه الحكيم للاشياء , نقدره ومعجبين به لانه هو الكمال ونعبده ونناجيه لانه يحكم الكون


k. Hagberg , den kristna tanken 1946




.................................................. ....


داروين


اني اعرف جيدا ان النتائج المنطقية الي وصلت لها في عملي يعتبرها الكثير بانها ضد الدين , لكن على كل من استنتج ذلك ان يقدم الادلة.
لماذا الاعلان عن اصل المخلوقات كصنف خاص تطور من صنف بدائي حسب قوانين الطبيعة للاختيار تعتبر مضادة للدين لكن الاعلان عن اصل الانسان كمخلوق حسب قوانين الانتاج العادية لا ننظر له مضاد للدين

ارواحنا ترفض ان الصدفة العمياء هي التي وراء اصل المخلوقات


اعرف ان النتيجة التي وصلت لها حول اصل الانسان مثيرة للاشمئزاز عند الكثير لكن من زاويتي بكل سرور اقول اريد ان انتمي الى عائلة ذلك القرد الشجاع الذي تحدى اعدائه ونزل من قمة الجبل ليخطف صديقه من وسط الكلاب وينقذه ولا انتمي الى اسرة هذا المتوحش الذي يتلذذ بتعذيب اعدائه , ويقدم قرابين ملطخة بالدماء وبدون الشعور بالذنب يرتكب جرائم مثل قتل الاطفال , يعامل النساء كعبيد الخ ....


وفي اخر رسالته يعترفه داروين بانه agnostiker

agnostiker تعني : الانسان لا يمكن له ان يعرف شيئا عن الله

من Darwins självbiografi 1876




.................................................. .....




Rousseau ودفاعه عن المسيحية


لولا فولتير لما نال روسو تلك الشهرة الواسعة باوروبا , روسو كان العدو اللدود لفولتير , لقد عاش حياة متقلبة بمعنى الكلمة , حياته الخاصة كانسان كانت مليئة بالحركة , مرة نجده يسرق الكنائس ويبيع ما يسرقه ليقتات , ومرة نجده متزوج بعاملة بسيطة بفندق ويقال انها كانت بشعة ليستغلها ويسكن مجانا, تكلم عن تربية الاطفال وكيف يجب احترامهم لكن لم يهتم نهائيا بأبنائه , بكلمة واحدة : قاطع طريق وفيلسوف




يقول روسو

اعترف ان جلالة الكتاب المقدس تسطعني من التعجب به , وبالاناجيل سر مقدس يتكلم الى قلبي.

انظر الى الفلاسفة وخطابهم التافه كيف يصيروا بدون اهمية عندما نضعهم بجانب هذا الكتاب !!!


هل هذا من المعقول ان اي قصة كانت بهذا الكتاب حررها انسان ؟؟؟؟

انظر الى اللهجة التي يستعملوها محبي الشهرة من الهراطقة !!!!

كم هي متعة مؤثرة في تعاليمه !!!!

كم هي حكمة في عمق كل كلمة من كلماته !!!!! الخ ....

موت سقراط وهو يتفلسف هادئا مع اصدقائه كان موت جميل يتمناه كل انسان ,

موت المسيح تحت التعذيب والاذلال والاحتقار مكروها من طرف شعب كامل هذا الموت لا يتمناه اي كان !!!!

عندما حارس السجن مد لسقراط باناء السم ودموعه تنهمر نجد ان سقراط يبارك له

يسوع في تلك الفترة المريعة قبل الموت بارك لجلاديه

نعم ان حياة سقراط وموته جديرة بحكيم

لكن حياة المسيح وموته جديرة بإله




.......................




يتبع

عبدالسلام زيان
22/10/2007, 09:58 PM
Mary Wollstonecraft عاشت بين ( 1759 - 1797 )

عدة نساء غربيات لعبن دورا في تطوير الفكر الغربي وساهمن في تطوير الانسان, اخترت Wollstonecraft لانها عاشت حياة متقلبة ودافعت عن الرجل وحقوقه المهضومة ولعبت دورا كبيرا في تطوير المجتمع


ولدت ماري سنة 1759 وكانت الابنة الاولى بعائلة كثيرة الافراد , درست الا بضعة سنوات فقط بالمدرسة , والدها كان سكيرا وأذاق افراد العائلة الأمرين
هربت ماري من بيت والديها عندما كانت صغيرة جدا واشتغلت كنصف عاهرة حيث كانت تصاحب اي كان لحفلات الاستقبال مقابل مبلغ زهيد لتقتات به , بعد موت والدها مرضت امها فرجعت لمزرعتهم لتهتم بها وتساعدها , ماتت الأم وبدأت ماري في تحقيق حلمها منذ طفولتها وهو تأسيس مدرسة للبنات

مع اختها الصغيرة وصديقتها أسسن مدرسة للبنات , نجحت المدرسة لكن موت صديقتها المفاجئ أرغمها على غلق المدرسة والسفر الى ايرلندا لتشتغل كعاملة بسيطة عند عائلة ارستقراطية وثرية,

اول كتاب كتبته thoughts on the education of daughters ودافعت عن حق البنات في التعليم ,

تعلمت بدون معلم عدة لغات من بينها الفرنسية والهولندية والالمانية , وعندما قرات كتاب Rousseau حول تربية الاولاد Emile ou de l eduction كتبت كتاب ادبي كرد عليه Mary a fiction


لم تتمكن ماري ان تتأقلم على الحياة وسط قصر العائلة الارلندية الثرية ولم تقبل المعاملة السيئة التي يعاملون بها الخدم فثارت ضدهم وتركت شغلها ورجعت الى لندن
وجدت عملا بلندن بدار نشر كمترجمة وبدات تنشر مقالات في مجالات مختلفة حيث كتبت في السياسة والاقتصاد والفلسفة والتاريخ الخ ….
كانت لها علاقة صداقة ب Thomas Paine صاحب كتاب حقوق الانسان ,


بعد قيام الثورة الفرنسية كتب Burkes Edmund سنة 1790 كتابه Reflection on the revolution in france فقامت ضده ماري وكتبت كتابها A vindiction of thr rights of men في نفس السنة
هاجمت ماري Burkes هجومات لاذعة وقالت انه يدافع عن مصالحه الخاصة وقالت ان الانسان له حقوق اعطته اياها الطبيعة ولا يمكن لاي كان ان يفتكها منه , وتكلمت عنه بكل احتقار وسخرية وقالت انه يدافع عن مجتمع يستغل الفقراء وعن ارسطقراطيون يريدون الحفاظ على الوضع كما هو
وسنة 1792 كتبت كتابها المشهور A vindication of the rights of women

طريقة ماري في الكتابة كانت خاصة بها , بنفس الكتاب نجدها تتكلم في الاخلاق , المشاكل السياسية والاجتماعية , الفلسفة , الفكر ,التاريخ الخ …. وهذا لا يعني انها فوضوية ولا تتبع منهج الكتابة لكن كانت متعلمة كثيرا واكتشفت ان ذلك الاسلوب هو الناجح للتأثير على القراء
.
امنت ماري بالعقل والتعليم

العقل بالنسية لها هو الذي ينادي بتطوير الفكرة القديمة بعد انتقادها لتصير احسن

العقل هو الذي يضع العلاقة بين السلطة والفرد تحت المجهر ويعمل من اجل بناء علاقة مبنية على الاحترام والحرية والعمل من اجل مصلحة الجميع


وقالت :
ان الانسان يستعمل عقله الا للدفاع عن الاحكام المسبقة التي في حوزته وبدون ان يعرف لماذا

يجب على الفرد ان يتتطور ليفكر متحررا من كل الاخرين ولن يصل الى هذا المستوى ان لا يتحصل على التعليم

الفرق بين الانسان والحيوان هو ان الانسان يمكن له ان يفكر اخلاقيا وينظر لاعماله من زاوية اخلاقية ولا يمكن للانسان ان يرتبط بالاخلاق ان يجد نفسه يعيش تحت سلطة تطلب منه الطاعة العمياء والانبطاح الكامل


وتقول ان الانسان بقطع النظر عن الجنس منذ ولادته له وعي ومواهب يجب عليه تطويرهم والمجتمع يجب عليه ان لا يضع حدا لهذا التطور وان المجتمع او العائلة تحاول وضع حد لتطوير هذا الوعي يجب انتفاد ومحاربة هذه الحواجز


حول القانون الانجليزي والمجتمع الطبقي :


قالت ماري :

القانون الانجليزي يحكم بالاعدام على فقير مسكين سرق دريهمات ليشتري شيئا يقتات به لكن يحمي الاغنياء الذين يسرقون دائما الفقراء وتزداد ثروتهم كل يوم , بالنسبة للاغنياء الحرية يربطوها الا بحق الملكية الخاصة وهذا يعني انهم بالقانون يحافظون على ثرواتهم ويضحون بسواعد الفقراء وحريتهم وملكهم الخاص الا وهو سواعدهم
الاخلاق في خطر وسط مجتمع طبقي اذ الفوارق الاقتصادية بين افراد نفس المجتمع كبيرة جدا

احترام الاخلاق والعمل بالمفاهيم الاخلاقية لا يمكن العمل بها الا وسط مجتمع به المساواة

وهاجمت ماري البشر الذين يفعلون اي شيء كان ويقبلون احذية الاخر ليصلوا الى اعلى المناصب واسمى المراتب


المراة

تقول ماري عندما نظرت لنظرتنا للاخلاق وجدت ان هناك نظرة للرجل وكتبها الرجل ونظرة للمراة وكتبها الرجل , الرجل يتعلم كيف ياخذ القرار والشجاعة والسيطرة والحكم لكن المراة تتعلم كيف تطور جمالها والطاعة العمياء للرجل وكيف ستخدمه

وتقول حسب ما هو معمول به في المجتمع الطبقي المراة المتعلمة ليس لها مكانا لان الرجل لا يعترف بعلمها

هاجمت ماري Rousseau ونظرته للمراة وقالت لم اجد باي مكان نظرة احتقارية للمراة مثل نظرة روسو الذي يقول ان كل افكاره منبثقة من الطبيعة و ان المراة لا حق لها في الحرية ويجب عليها ان لا تفكر حتى في الفكرة لان الهدف من وجودها هو تلبية رغبات الرجل الجنسية متى اراد ذلك ويجب زرع الطاعة العمياء للرجل في طبيعتها .

دافعت ماري عن الثورة الفرنسية ولو انها لم تخفي انه خاب ظنها عندما رأت ان الثورة الفرنسية لم تعطي للمراة اي مكانة بالمجتمع ولم تعطيها حقوقها بالدستور
دافعت ماري عن الرجال وحقوقهم الطبيعية وبالخصوص الفقراء والطبقة الكادحة وانتقدت انتقادا لاذعا الاقطاعيون الذين يستغلون عضلات الرجال ليزدادوا ثروة
انتقدت ماري اسطورة الخلق بالاناجيل التي تقول ان المراة خلقت من الضلع الايسر للرجل وقالت ان هذه الاسطورة اعطت منذ البداية الحق للرجل ان يكون بيده زمام السلطة المطلقة ووضعت المراة في الدرجة الثانية


التعليم

دافعت ماري عن حق التعليم المجاني للجميع بقطع النظر عن انتمائهم الطبقي ونادت بان يكون التعليم مختلط بين الجنسين منذ البداية وقالت يجب على الدولة ان توفر المعلمين والمدارس

لقد كتبت ماري الكثير وساهمت في تطوير العقل الغربي ودخلت التاريخ عن طريق عقلها وليس عن طريق جسدها


ملاحظة : رغم ان الرجل اضطهدها واستغلها الخ …. لكن ماري لم تحقد على الرجل بل دافعت عنه ونادت بتحريره

من زاويتي ارى ان افكارها متطورة اكثر من طوماس باين بكثير

ملاحظة : امرأة واخرى من منطقتنا قلدن الغربيات وقالوا هدفنا هو المساواة بين المراة والرجل لكن مشروعهن الوحيد هو حرية الجنس والتغني باجسادهن وكانهن الهات حب , فشتان بين مطالب هذه المراة الغربية والبعض من نسائنا الجاهلات


.................................................

فيلسوفة ثائرة -Christine de Pizan - 1364-1431

عندما يذكر الغرب تاريخ فكره يجعل من كريستين أول إمرأة تحترف الكتابة !!! فمن تكون هذه المرأة ؟

ولدت كريستين بالبندقية سنة 1364، والدها طبيب مشهور جدا ، و عالم فلك وينتمي إلى أعيان البندقية السياسين ، إستدعاه الملك الفرنسي karl v فانتقلت العائلة إلى باريس و اصبحت كريستين و أهلها من المقربين ، ذكاء كريستين و مقام والدها كانا الحافز في النجاح، أتيحت لها فرصة الدراسة رغم كونه لم يكن متاحا للمرأة مثل هذا الأمر في ذلك العهد .

زوجها أبوها في سن 16عشر لرجل من النبلاء، كانت سعيدة بزواجها ، أنجبت 3 أبناء، مات أبوها و زوجها و هي في سن 25 من عمرها، تكفلت بمفردها في تربية أبناءها الثلاثة.

و رغم أنه لم يكن بالإمكان في ذلك العهد إلا إمكانيتين ،إما الدخول لدير الراهبات أو الزواج برجل آخر،فإن كريستين أبت أن تنحصر في هذين السبيلين، إختارت مواصلة الدراسة فدرست تاريخ العبرية، الفرنسية، اللاتينية و الفلسفة الإغريقية و تاريخ الأديان .

نشرت كريستين دواوين شعرية، أكسبتها في ذلك العهد شهرة وا سعة بين الملوك الغربيين، حتي أنها أستدعيت من قبل ملك إنقلترا henrik IV و من قبل دوق ميلانو بإيطاليا …

بدأت كريستين نضالها ضد إستبداد الرجل من خلال الرد على كتاب jean de meung الذي صدر سنة 1280 والذي نجد في جزء منه إنتقادا للدولة و لرجال الدين ، و في جزء آخر هجمات على المرأة و إهانات متكررة من خلال إتهامها بكونها وراء كل المصائب مستندا في ذلك إلى مثال حواء . وجهت كريستين جملة من الأسئلة لأنصار jean قائلة “هل أنتم عديمي الشعور، أليس لكم أخوات و زوجات و أمهات ؟ّهل لم تصادفوا و إن مرة واحدة إمرأة طيبة ؟ !!”

ختمت كريستين الصراع الذي كان في ذلك العصر بين أنصار المرأة و أعدائها بإصدار كتاب le livre de la cite des dames كتبت فيه جملة من خصال المرأة، برهنت فيه على عدم وجود في الطبيعة بأكملها وان لشيئ واحد يمنع المرأة من الدراسة أو التعلم أو التحصل على منصب في الحكومة أو إدارة شؤون الدولة، أضافت كتابا أخر لكتابها مدينة النساء le livre des trois vertus سنة 1405 بينت فيه أفكارها حول ثلاثة مسائل : الوعي ، الخصال الحميدة ،العدالة .


هاجمت كريستين ovidius –cicero –cato و هاجمت كذلك أرسطو ( secreta mulierum ) و أطلقت عليهم نعت “كارهي النساء”، و لإثبات المساواة إستندت كريستين إلى الأناجيل لتثبت أن الرب لم يفرق بين المرأة و الرجل، إذ أنهما صورة منه وأنهما مجهزين بنفس الصفات الروحانية .
.
.
*مقتطفات من كتاب مدينة السيدات (جزء 1-1)

جلست في يوم من الأيام وحيدة بغرفتي للدراسة محيطة بكل انواع الكتب إذ أكرس كل وقتي لدراسة كل شيئ، شعرت بشيئ من التعب رفعت راسي نظرت في مكتبتي علني أجد كتابا سهلا لقراءته فإذا بنظري يقع على كتاب، سحبته فاذا به كتاب Matheolus ضحكت لأنني كنت أحدس أنه كتاب يتكم عن المرأة، فتحت الكتاب و قلبت صفحاته فإذا به كتاب لا يستحق القراءة بما أنه محشو بالمكائد و الدسائس، فهو لا يصلح إلا لعشاق الإفتراء و محترفي الكذب .

نظرت في الكتاب متسائلة عن السبب الذي جعل الرجال يرغبون في أعمالهم الكتابية و الشفوية إحتقار المرأة و إهانتها ، إذ أن الإزدراء لم يكن لدى matheolus فحسب بل كان كذلك لدى العديد من الفلاسفة و الشعراء … إنهم يتفقون جميعا حول إعتبارها سبب الرذيلة .

فكرت مليا في كل ما قيل، تدبرت في الأمر، تساءلت بخصوص كل النساء اللاتي أعرفهن عن قرب من النبلاء و من العائلة المالكة و أعيد النظر لعلني أجد شيئا من قبيل مايقوله ” كارهي النساء ” رددت في نفسي أيعقل لأكبر المشاهير و العلماء إعتبار المرأة شرا بعينه دون برهان ؟ ! تدبرت، بحثت، تساءلت في استغراب و استنكار كيف لخالق جميل أن يسمح لذاته خلق كائنا بغيضا ؟ ! إن الله جميل طيب فكيف له أن يخلق – و كما يدعي محبي الكذب و الإفك – مرأة شريرة تكون سببا في الرذيلة ؟!!
بدأت شكواي للرب قائلة ” أنت يا رب ، يا من تعلق به إيماني ، إني واثقة بحكمتك المطلقة، متيقينة من طيبتك الكاملة، فكيف يمكن أن يحصل هذا ؟ ! فهل تسمح طيبتك و رحمتك إلا أن تخلق شيئا طيبا ؟!!

تكلمت كريستين بالجزء الثاني عن أشياء غريبة، إذ نجدها بعد نجواها ، و بعد شعورها بالإحباط و اليأس، تنظر إلى السماء، فترى نورا بجانب النافذة تحول إلى ثلاثة نساء تكلمن معها لمواساتها. قالت إحداهن تدبري في كلام الفلاسفة و العلماء هل كان هناك إتفاق في مسألة من المسائل ؟ ألا ترى في كلام الفلاسفة و العلماء- الذين كدت أن تصدق بهم - تناقضا و تضاربا ؟!! ألم يدحض أرسطو مثلا في كتابه الميتافيزيقا الفيلسوف تلو الأخر ؟ ألم يدحض كذلك كلام معلمه أفلاطون ذاته ؟! ألم يكن أرسطو بذاته عرضة للنقد ؟! ألم يبين أغسطين الجزائري تناقضات أرسطو ؟!!(نجد في الغرب و بالقرون الوسطى العديد من النساء ممن إدعين مشاهدة هذا النور ) .
تساءلت كريستين بالجزء الثالث عن السبب الذي جعل النساء خارج سدة المحاكم ؟…
.
و مهما يكن من أمر فإننا نلاحظ أن المرأة الغربية و منذ زمن بعيد تنادي بحقها في التعليم لإثبات كينها ،
و لتثبت أنها كائن فاعل مثلها مثل الرجل و مع ذلك لم تلتجيء لضرب الدين و لم تعتبره السبب في التخلف . و ضعت إصبعها مباشرة على عين الداء من خلال إعتبرها أن ما وراء هذا المشكل ليس إلا الرجل ذاته الذي يحاول باستمرار فرض السيطرة و تكريس عدم المساواة . فهل من عبرة في هذا الدرس لنساءنا العربيات اللاتي يدعين التحضر ؟!فهل لهن أن يلتفتن بأبصارهن إلى التاريخ الغربي ذاته للكشف عن السبب الحقيقي للتخلف ؟!! .
.
أتوجس خيفة من هذا السؤال . هل أن نسوتنا العربيات – اللاتي إنبهرن بالنموذج الغربي اليوم ، و اللاتي يعتبرن الدين سبب التخلف – محقات في تصورهن أم على قلوبهن أقفالها و على أبصارهن غشاوة بحيث لا يعرفن من الدين و إن معنى البسملة؟!!
شكرا للأستاذ البحري السالمي على تصحيحه للنص
.................................................. ..............


الفيلسوفة الثائرة Marie de gournay - 1565-164


لمواصلة الحلقة بخصوص نساء غربيات لعبن دورا في التاريخ الغربي، نعرض بعض من أفكار ماري بخصوص المساواة بين الرجل و المرأة، و لدت ماري سنة 1565 بباريس، و تنحدر من عائلة ثرية جدا و قريبة من القصر الملكي، إذ كان والدها إقطاعيا و معروفا في ذلك العهد، أشتهرت بعدة أسماء من بينها Marie de jars وهو نسب العائلة و Marie de gourmay وهو الإسم الذي كانت تحبذه، gourmy هو نسبة إلى القصر الذي اشتراه والدها قبل موته، و من الملفت للإنتباه هو أن ماري عصامية التكوين بحيث لم تتلقى تعليما مدرسيا بل كانت تتعلم بمفردها أثناء أوقات الفراغ و بعد الإنتهاء من المشاغل اليومية. تحسن ماري عدّة لغات أخرى من بينها الإغريقية و اللاتينية، بخصوص المحطات الكبرى بحياتها تذكر ماري أن أكبر حدث هو قراءة كتاب Essais
ل - .Michel de Montaignes ، تقول أنها بعد قراءته مباشرة أرسلت رسالة إعجاب للكاتب، تقابلت ماري معMontaignes بباريس و تطورت العلاقة بينهما، إذ كان يحلو لمنتاني أن يناديها بإبنتي و يحلو لها كذلك أن تقول له أبي.

و يذكر أن ماري هي التي جمعت و رتبت كتبه بعد موته إثر إستئذانها من العائلة.

أول كتاب كتبته ماري هو de Monsieur de Montaignes Proumenoir(نزهة على الأقدام مع السيد مونتانيو)، و فيه تحدثت عن جملة الحيوارات التي أجريت معه عن المسائل التي تناقشا فيها في مختلف المجالات سوى الأدبية او القضايا العالقة بذلك العصر… تطرقت كذلك إلى الوفاء و الحب و الزواج المرغم من طرف الأباء، و كذلك الإنتحار و القتل… كانت ماري تطالب بالسماح للمرأة الحصول على التعليم و تحصيل العلوم على قدم المسواة مع الرجل، أكسبت ماري هذه الأفكار شهرة كبيرة فحاولت أن تستغلها للتقرب من الملك Henrik IV فأصبحت صديقة مقربة منه، و بعد زواج الملك كتبت كتابا بخصوص تربية أبناء الملوك De L’education des meseigneurs les enfants de France.


بقتل الملك اتهم اليسوعيون بكونهم هم الذين كانو وراء القتل، واستغل بعض رجال الدين هذا الحدث للقضاء عليهم رغم هذا التوتر كتبت ماري كتابا ترثي فيه صديقها الملك و تدافع فيه عن اليسوعيين، فتعرضت بذلك إلى هجمات عنيفة من طرف الكنيسة و من أعداء اليسوعيين.
.
أصدرت ماري سنة 1622 كتاب المساواة بين الرجل و المرأة

egalites des hommes et des femmes و يعد هذا الكتاب أهم كتاب فلسفي نشرته ماري حيث تقول فيه ( ترجمة حرة)” نجد أن الرجال الذين يدافعون على المرأة يستعملون نفس اسلوب الخصم، فيصنعون لها اسطورة التفوق على الرجل بعدما كان للطرف المقابل اسطورة تفوق الرجل على المرأة لتكون مثل هذه الحجج و البراهين مردودة عليهم، لذلك نراهم يفشلون في عملية الإقناع. و لكي أتجاوز كل أشكال المغالاة أقول أن المرأة و الرجل متساويان بالطبيعة، إذ لا وجود لطرف متفوق و آخر أقل شأن، و أن الإحتقار الذي نلاقيه مصدره رجال ليس لهم أدلة يقدمونها لبيان ضعفنا، و أن ما يقولنه مجرد كلام – يتقيئ منه المــــــــرء – و يستعملون أدلة موجودة على قارعة الطريق و بالشوارع تتمثل في كون المرأة ليس لها شخصيـــــــــــة و جسدها غير قادر على القيام بأي شيئ عملي، و ترفض هذه المجموعة من الرجال معرفة ما للمرأة من قدرات على النجاح في مختلف مجالات الحياة، إذ مثلها مثل أي رجل ناجح في حياته، تستطيع الرفع من شأنها فتشعر بذلك بكونها قوية قوة هرقل Hercules أو أكثر، فإذا ما كان الأب قد قام ب12 عملية في 12 معركة فإن المرأة قادرة على تغيير نصف العالم.

إن الوقحين الذين يحتقرون المرأة يحاولون دائما التمجيد و السمو بأنفسهم لإثبات نجاحهم أمام الآخرين مقارنة بالمرأة ، و الله يعلم أني أعرف الكثيرين من بين هذه المجموعة من الرجال الحقدة أنهم هم الذين كانو وراء الأمثلة المنتشرة بين الناس و المحقرة للمرأة.

يستعمل مثل هؤلاء حجة عدم وصول المرأة إلى مناصب عليا في الدولة كبرهان و دليل على كونها أقل ذكاء من الرجل، و يفوتهم أن السبب في ذلك هو الرجل ذاته الذي لم يفتح لها أبواب التمدرس للحصول على شهادات عليا، مما يكرس التفريق و التمييز بين الرجل و المرأة و الذي نجده متجذرا في التنشئة و التربية العائلية”.
تقارن ماري وضع المرأة في بعض البلدان الأوروبية، و ترى أنه و إذا ما وصلت في إيطاليا إمرأتان إلى سدة الحكم و ممارسة الحياة السياسية بجدارة و حكمة فإن المرأة في فرنسا و انقلترا مغيبة تماما و السبب في ذلك عدم التعلم، فالمرأة في ايطاليا بإمكانها الدخول للـمــدرســــــة و مزاحمة الرجل في ميدان العلم في حين تحرم من هذا الحق في البلدان الأخرى المذكورة…

إرتفع صوت ماري المطالب بمساواة المرأة الرجل حتى طال نقد الوضع السياسي بفرنسا في ذلك العصر، فأنتقدت القانون الملكي الفرنسي الذي لا يسمح للمرأة و راثة تاج الحكم و نعتته بالاعقلنية و التخلف مقارنة في ذلك بوضع المرأة القرطاجنية التي تتمتع بعزة و كرامة اذ كانت تجند في الجيش و استطاعت اجتياح جبال الألب Les alpes عندما كان القرطاجيون في طريقهم إلى روما بل أكثر من ذلك فإن هذه المرأة القرطاجنية تبوأت مناصب سامية من خلال إدارتها بعض المحاكم بالمناطق التي كان يقع المرور منها.

لم تستثن ماري من نقدها رجال الكنيسة و تأولاتهم، لتعتبر أن النصوص في الإنجيل خالية من التمييز بين الجنسين و خالية كذلك من كل قول بكون الرجل متفوق و تضرب بذلك الزواج كمثال حيث يقول الرب يتحول الرجل و المرأة بعد الزواج إلى »واحد« و لم يقل الرب بحسب ماري هذا ذكر و هذه انثى بل قال أنهما »واحد « .
ما نلاحظه من خلال هذا النموذج الغربي كون هذه المرأة و منذ 5 قرون ركزت في طلبها بالمساواة بين الرجل و المرأة على نقطة واحدة و هي التعليم، في حين تطالب - بعض من نسائنا العربيات الاتي تدعين فهم الغرب و الاتي تروج لأفكاره – تطالب بالحرية الجنسية و حرية الطلاق و اختيار الأخلاء من الرجال و حرية ممارسة الجنس قبل الزواج و تعدد الأزواج » بوي فريند « فهل من أمل للمطالبة على الأقل بما طالبت به بعض النساء الغربيات أنفسهن حتى لا نكون على بعد بضع سنوات ضوئية على حال بعض النساء في القرن 15 ذاته.
>>>>>>>>>>>>>>>>>

شكرا للأستاذ البحري السالمي على تصحيحه للغلطات النحوية


.................................................. ...................