المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النكبة / قراءة في كف عفريت



حسن سلامة
23/10/2007, 01:09 PM
[align=center]

ذكرى النكبة
قراءة في كف عفريت ..!

( في ذكرى النكبة – كتبتها ونشرتها عام 1987 )
عشرون سنة مضت ..
ياااااه ..
أما زال الحال على حاله ..؟!

00

( 1 )

هنا الموت ُ الأسود ُ المتوسط ُ
يجرف بجناحيه آلاف العيون ْ
وهنا الدم الممزق أشلاء
.. يقتلنا كل صباح
.. يمتد نحو الشمس
يسرق ضوءها
يجرها نحو صفر التجمد
.. للعتمة للريح
..
هذا الدم الممزق
يغزو الشرايين للقدس
.. فتلفظه
لا تريد القدس من أجسادنا
.. جسرا ً لنا
لا تريد أن تغمض جفنيها
على أشلائنا
لن يمتد هذا الامتدادْ
.. سنكسره
على شواطئه الحزينهْ
تريد القدس أشرعة ً
.. وصواري
.. وخيلاً
وأكفا ً
وحلما ً
وطفلة تجدل ضفائرها
عند الصباحات الجميله ْ ..

( 2 )

هنا الموت ُ الأسود ُ المتوسط ُ
يعانق موجه في كل مد
خواصرَ حيفا ويافا وغزة
.. يسافرللشرق شوقا
يمد رؤاه إلى الكرمل
للسفح .. للنهر
يعمدها ويرجع بالنسائم ْ
أيها البحر موجك يهرب منا ..
يزبد ُ .. يهجم نحو المقابرْ
يوقظ ُ رقادها .!
وعند المخيم ..
ترى القبر يفتح فاه
فتنزلق الجماجم
للماء تشرب ُ..
حتى الإرتواء
فتنهض ُ ..
تحملق فينا وتمضي كالحمائم ْ

( 3 )

يا الزمن الميت فينا ،
هل تشرب معنا البحر،
ونصحو سويا ..؟
تلك المدائن يا صاح
تسقط واحدة تلو أخرى
فشد الرحيل نحو الرحيل ..
لنبني صهيل الخيول
جدارا ً قويا ..

( 4 )

هنا المخيم ُ الأبيض ُ المتوسط ُ
مثل ارتجاف الرياح
عجوزان ..
يشدان الحبال حتى الصباح
ياتي النهار ..
ويأتي الرصاص
تلتحم النار باللحم والرمل
يصير المخيم علما ً
بألوانه الأربعه ْ..
يتوه الصغار
يتوه الكبار ..
يلملم ابني شظاياه ،
ويركب قوس قزح
يمر هنا .. يمر هناك
يمضي أخيرا مع الزوبعه ْ
..
مثل العشيبات ..
فوق جدارك يا قدس ينمو
على أسوار عكا ينام ْ

( 5 )

هنا الموت ُ الأسود ُ المتوسط ُ
يتقاسمه المخيم كل صباح
بايدي الطغاة
ويأتي الجراد المدرع ُ
تأتي القذائف
ياتي الدخان المقنع ُ
.. يأتي النباح
ألملم ثانية شظاياي
هنا ولدي .. وهنا
.. وهنا
هنا صبرا وشاتيلا
والبرج هنا .. والرشيدية
عين الحلوة ..
والبارد ،هنا ..
ألملم أشيائي
وأمضي بها نحوي ..
وفي أرض جسمي الضئيل
أزرعها .. نوارة ، نرجسه ْ
وحول السياج
أزرعني عوسجه ْ

( 6 )

أعانق في الليل كل العواصم
تعانقني ..
لكنها في النهار تخشى العناق ْ
فيوم لقاء
.. ويوم فراق ْ

( 7 )

هنا الزغبُ الأصفرُ المتوسط ُ
يتطاير نحو بلادي
دعوه يقيم ْ
دعوا الطير ينمو له الريش ُ
.. دعوه يطير
دعوه يحلق نحو المآذن ْ
يحط على أسوار عكا
وينمو كما العشب
فوق الجدار القديم ْ ..

( 8 )

جلجلي أيتها الكنائس
لتصدح كل المآذن
لا أحد في زمن البرد
يمد يد الدفء
.. لا أحد ْ
لا القدس عرس ٌ
لا ، ولا العرس قدس ُ
يا مدينة المدائن
يا ساحة السندباد
وأشرعة السفر البعيد ْ
يا تلويحة المـُفارق ْ
يا مرفأ النشيد ْ
..
كوني قدرا ً ..
كوني ليلا ً ، موتا ً
انشطري بركانا ً
ناراً ورماحا ً وبيارق ْ
يا رائحة التاريخ
المتمردة على الشوك
على الرمضاء
.. يا فرحة البنادق ْ
يا عزيمة الحديد ..
امسحي وجهك بالسحاب
واسرجي خيلك للشمس
انطلقي مع الريح
لك المجد من جديد ْ ..

00

حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

محمود النجار
31/10/2007, 07:27 PM
هنا الموت ُ الأسود ُ المتوسط ُ
يعانق موجه في كل مد
خواصرَ حيفا ويافا وغزة
.. يسافرللشرق شوقا
يمد رؤاه إلى الكرمل
للسفح .. للنهر
يعمدها ويرجع بالنسائم ْ
أيها البحر موجك يهرب منا ..
يزبد ُ .. يهجم نحو المقابرْ
يوقظ ُ رقادها .!
وعند المخيم ..
ترى القبر يفتح فاه
فتنزلق الجماجم
للماء تشرب ُ..
حتى الإرتواء
فتنهض ُ ..
تحملق فينا وتمضي كالحمائم ْ


أخي الفاضل المبدع حسن سلامة
أتلقى كلماتك ربما بشكل مختلف عن غيري ..
لا أدري أهو الحب ؟!
أم هو اللهيب الذي تصبه كلماتك في روحي ؛ فتشعلها بركان وطن ..

أخي حسن لك تقديري وإعجابي بحرفك اللاهب ...


محمود النجار

م . رفعت زيتون
31/10/2007, 08:28 PM
..
.
.

عشرون عاما

والتساقط سيد الموقف

عشرون عاما والخذلان صاحبنا

عشرون عاما وكم في العمر من عشرين

يا سيد الأوهام ضاع العمر منذ سنين

................


استاذنا بكت الحروف فأبكت العيون

.

حسن سلامة
01/11/2007, 10:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ / محمود

لنا جنتان ، من قهر ومن ألم
لنا الوريد والشريانْ
لنا الأحزانْ
يانعة كما النعناع يانعْ
لنا كل المواجع ْ
لنا..
الصباح الذي يأتي
حين يندحر الطغاة
وحين ينهزم العتاة
وبائعو أوطانهم
لنا الظهيرة والغروبْ
لنا اليمامة لا الغرابْ
لنا الله ..
لنا الله
نعم ، ولهم
ما يشتهون من أربابْ
لنا الإيابْ
لهم الخرابْ
لنا الضمائر كالطفولة
والبراءة
لنا الصبر
والبشرى لنا
لهم الأفول
لنا البقاءْ

..
لنا الوطن الذي يئن الآن
نضمد جرحه لا بد
بخيشة من دمنا
بصبر من الروح
لنحفظ دفئه
في زمن الصقيع ..!


حسن

حسن سلامة
01/11/2007, 01:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي / م . رفعت زيتون

كم في العمر من عشرين ..؟!!
نعم ..
لكن يا صاحبي لم نفقد الأمل ، ألا ترى اسمك المنتمي للزيتون ..
ألا تنظر الزيتونة المباركة التي عمرها ألف سنة ..؟
ألا تراها تعطي دمعها زيتا ..؟
ألا ترى جوفها المحترق ، لكنها تعطي ..؟
الزيتونة ، أمنا المولودة مع الأرض ..
لن تتركنا بعيدا عنها ، بالمطلق ..


أخوك / حسن

آداب عبد الهادي
01/11/2007, 01:38 PM
استاذي الكريم الشاعر الجميل المبدع حسن سلامة المحترم
أحييك ....

( في ذكرى النكبة – كتبتها ونشرتها عام 1987 )
عشرون سنة مضت ..
ياااااه ..
أما زال الحال على حاله ..؟!

تصور مازال الحال على حاله وازداد سوءاً.....فما تقول في قصيدتك الثانية ....كيف سيكون الرثاء والهجاء والألم والأنين والآهات.
كان الله في عون هذه الأمة
تحياتي واحترامي لشخصك و لإبداعك الراقي

حسن سلامة
01/11/2007, 11:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

آداب عبد الهادي ،

يا ابنة الفيحاء ،
كلما طال بنا الوقت ، يصير الحزن معتقا ، فلا خوف ..!
كلما اشتدت الظلمة والظلام ، كلما كان لبصيص شمعة قيمة .!

نحن يا الصديقة كالنعناع ، ليقطف منا من يشاء
عند الفجر نعود أكثر اخضرارا ..
نحن يا سيدتي ، محكومون بالأمل ..
حتى إننا نموت داخل البياض ..
لا تخافي ، لن نخف ،
لا أحد يجرؤ أن يسلبنا ذاك البياض ، الأمل ..

لك المجد

حسن سلامة