علاء البشبيشي
23/10/2007, 06:02 PM
كلنا نخون العراق..!
بقلم : روبرت فيسك ، ترجمة : علاء البشبيشي
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالا للصحفي والمحلل السياسي البريطاني المعروف روبرت فيسك ، جاء فيه :
لطالما كنا نخونهم، فعلنا ذلك في أماكن كثيرة، وكذلك فعلت فرنسا مع الوحدات الجزائرية (هاركيز) التي ساعدتها في احتلال البلاد، ثم أجبرتهم بعد الانتصار على ابتلاع ميدالياتهم العسكرية قبل إرسالهم إلى مقابر جماعية، وهكذا فعلت أمريكا في فيتنام، طالبت بالديموقراطية، وبدأت خطوة خطوة، فبعد أن أثنت على تصويت الفيتناميين تحت النار في العديد من المدن والقرى، قامت بسحق رؤساء الوزراء المنتخبين لمجرد عدم التزامهم بالأوامر الأمريكية.
والآن نقوم بمهمة مماثلة في العراق. فهؤلاء العراقيون "المزعجون" لا يستحقون تضحياتنا، ربما لأن قادتهم المنتخبين لا يفعلون ما نريده منهم - هل يذكرك ذلك بمنظمة فلسطينية تُدعى (حماس)؟ - بداية، أحبَّ الأمريكيون أحمد شلبي - أو "أحمد جلبي" كما يطلقون عليه في أمريكا - الرجل الذي قام بتلفيق قضية "أسلحة الدمار الشامل" من أجل عيون واشنطن (و بحمل ثقيل جداً من الخداع على ظهره). ثم أحبُّوا "إياد علاوي" – فيتناميُّ الطراز، والذي اعترف بعمله لصالح (26) منظمة استخباراتية، من بينها الـ(سي آي ايه)، والاستخبارات البريطانية (إم آي 6)، ثم جاء "إبراهيم الجعفري"، فأحبَّه الأمريكيون، وساندوه، وبعد الحب دمّروه. و على الرغم من أن الأمر كان "بيد العراقيين"، إلاّ أن الأمريكيين أرادوه بعيداً، فتحول كرسي الحكومة العراقية إلى "أكبر سفارة أمريكية في العالم"، وهكذا..."وداعاً إبراهيم".
ثم كان "نوري المالكي"، الرجل الذي "يستطيع بوش أن يقيم معه تجارة، فأحبُّوه، وساندوه، ثم أحبوه ثانية، حتى قرر الديموقراطي " كارل ليفين" وبقية النواب الأمريكيين التابعين للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ – وتأكد أنه أيضاً كان قرار (بوش) – أن "المالكي" لن يستطيع تحقيق آمال الأمريكيين. فهو الذي لم يستطع تحقيق إنجاز على صعيد الجيش أو الشرطة، وهي دعوة غريبة من القوات الأمريكية أن تموّل وتسلّح مجموعة من "أشرس المليشيات" في بغداد.
فعلناها هناك .. أطحنا ب"الأقلية " السنية الصدَّامِيَّة، وانتخب العراقيون الشيعة فوصلوا للسلطة، مع مساعدي إيران الأقدمين، الذين نشؤوا تحت مظلة الثورة الإسلامية في المنفى بعيداً عن الحرب العراقية – الإيرانية، ووصل الجعفري، الذي كان يقود حزب الدعوة الإسلامية من هناك ، مع من وصل لسدة الحكم.
إن الأمر الآن بيد العراقيين، أو على الأقل العراقيون الذين يعيشون في المنطقة الخضراء تحت حماية القوات الأمريكية. إن رحلات المالكي لطهران ودمشق في الأسبوعين الأخيرين كانت القشة الأخيرة للمتعصبين في واشنطن؛ لأن دمشق وطهران جزء من "محور الشر"، وما إلى ذلك من هراء بوش وعصابته، وأحلام إسرائيل. انظر إلى أسلحة ستتسلمها إسرائيل بقيمة (30) مليار دولار خلال العقد القادم في سبيل "السلام".
إن زيارة المالكي "للمجنون" أحمدي نجاد، و"الأكثر جنوناً" بشار الأسد ظهرت، وكما يقول هنري الثامن، بأنها "خيانة، خيانة، خيانة". لكن المالكي فقط يُظهِر الولاء لأسياده السابقين من الإيرانيين، وحلفائهم السوريين. لن نتعلم، وربما أبداً لن نفعل، ما هو مفتاح العراق. فغالبية العراقيين من الشيعة، وغالبية قادتهم، بمن فيهم "الناري" مقتدى الصدر، تم تدريبهم، وتربيتهم، وفطامهم، وحبهم.. وتعليمهم في إيران.
والآن، وفجأة نكره العراقيين؛ لأنهم لا يستحقوننا. إن ذلك يمثل تهيئة رمال الطريق التي ستسير عليها دباباتنا وهي تغادر العراق، بسبب تصرفات "المهرجين"، وربما يستطيعون هم أيضاً مساعدتنا على الخروج !!
هل تخون العراق أنت أيضاً؟!!!
بالصمت
بالسلبية
تعتبر خائناً... فحاول التكفير عن خطاياك.
بقلم : روبرت فيسك ، ترجمة : علاء البشبيشي
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالا للصحفي والمحلل السياسي البريطاني المعروف روبرت فيسك ، جاء فيه :
لطالما كنا نخونهم، فعلنا ذلك في أماكن كثيرة، وكذلك فعلت فرنسا مع الوحدات الجزائرية (هاركيز) التي ساعدتها في احتلال البلاد، ثم أجبرتهم بعد الانتصار على ابتلاع ميدالياتهم العسكرية قبل إرسالهم إلى مقابر جماعية، وهكذا فعلت أمريكا في فيتنام، طالبت بالديموقراطية، وبدأت خطوة خطوة، فبعد أن أثنت على تصويت الفيتناميين تحت النار في العديد من المدن والقرى، قامت بسحق رؤساء الوزراء المنتخبين لمجرد عدم التزامهم بالأوامر الأمريكية.
والآن نقوم بمهمة مماثلة في العراق. فهؤلاء العراقيون "المزعجون" لا يستحقون تضحياتنا، ربما لأن قادتهم المنتخبين لا يفعلون ما نريده منهم - هل يذكرك ذلك بمنظمة فلسطينية تُدعى (حماس)؟ - بداية، أحبَّ الأمريكيون أحمد شلبي - أو "أحمد جلبي" كما يطلقون عليه في أمريكا - الرجل الذي قام بتلفيق قضية "أسلحة الدمار الشامل" من أجل عيون واشنطن (و بحمل ثقيل جداً من الخداع على ظهره). ثم أحبُّوا "إياد علاوي" – فيتناميُّ الطراز، والذي اعترف بعمله لصالح (26) منظمة استخباراتية، من بينها الـ(سي آي ايه)، والاستخبارات البريطانية (إم آي 6)، ثم جاء "إبراهيم الجعفري"، فأحبَّه الأمريكيون، وساندوه، وبعد الحب دمّروه. و على الرغم من أن الأمر كان "بيد العراقيين"، إلاّ أن الأمريكيين أرادوه بعيداً، فتحول كرسي الحكومة العراقية إلى "أكبر سفارة أمريكية في العالم"، وهكذا..."وداعاً إبراهيم".
ثم كان "نوري المالكي"، الرجل الذي "يستطيع بوش أن يقيم معه تجارة، فأحبُّوه، وساندوه، ثم أحبوه ثانية، حتى قرر الديموقراطي " كارل ليفين" وبقية النواب الأمريكيين التابعين للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ – وتأكد أنه أيضاً كان قرار (بوش) – أن "المالكي" لن يستطيع تحقيق آمال الأمريكيين. فهو الذي لم يستطع تحقيق إنجاز على صعيد الجيش أو الشرطة، وهي دعوة غريبة من القوات الأمريكية أن تموّل وتسلّح مجموعة من "أشرس المليشيات" في بغداد.
فعلناها هناك .. أطحنا ب"الأقلية " السنية الصدَّامِيَّة، وانتخب العراقيون الشيعة فوصلوا للسلطة، مع مساعدي إيران الأقدمين، الذين نشؤوا تحت مظلة الثورة الإسلامية في المنفى بعيداً عن الحرب العراقية – الإيرانية، ووصل الجعفري، الذي كان يقود حزب الدعوة الإسلامية من هناك ، مع من وصل لسدة الحكم.
إن الأمر الآن بيد العراقيين، أو على الأقل العراقيون الذين يعيشون في المنطقة الخضراء تحت حماية القوات الأمريكية. إن رحلات المالكي لطهران ودمشق في الأسبوعين الأخيرين كانت القشة الأخيرة للمتعصبين في واشنطن؛ لأن دمشق وطهران جزء من "محور الشر"، وما إلى ذلك من هراء بوش وعصابته، وأحلام إسرائيل. انظر إلى أسلحة ستتسلمها إسرائيل بقيمة (30) مليار دولار خلال العقد القادم في سبيل "السلام".
إن زيارة المالكي "للمجنون" أحمدي نجاد، و"الأكثر جنوناً" بشار الأسد ظهرت، وكما يقول هنري الثامن، بأنها "خيانة، خيانة، خيانة". لكن المالكي فقط يُظهِر الولاء لأسياده السابقين من الإيرانيين، وحلفائهم السوريين. لن نتعلم، وربما أبداً لن نفعل، ما هو مفتاح العراق. فغالبية العراقيين من الشيعة، وغالبية قادتهم، بمن فيهم "الناري" مقتدى الصدر، تم تدريبهم، وتربيتهم، وفطامهم، وحبهم.. وتعليمهم في إيران.
والآن، وفجأة نكره العراقيين؛ لأنهم لا يستحقوننا. إن ذلك يمثل تهيئة رمال الطريق التي ستسير عليها دباباتنا وهي تغادر العراق، بسبب تصرفات "المهرجين"، وربما يستطيعون هم أيضاً مساعدتنا على الخروج !!
هل تخون العراق أنت أيضاً؟!!!
بالصمت
بالسلبية
تعتبر خائناً... فحاول التكفير عن خطاياك.