المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصّـة ...بلمـح البصـر!!!



محمود عادل بادنجكي
23/10/2007, 07:03 PM
قصّـة .. بلمـح البصـر!!!

أربعة وسبعون عاماً..
هي متوسط عمر الرّجال في بلاده..
انقضت.. بلمح البصر!!!

محمود عادل بادنجكي

حسن سلامة
21/11/2007, 12:01 PM
أخي الكريم / محمود

أنا حزنت جدا لأن الرجل لم يمت ..

... وترك خلفه بعد السبي ، ثلاثين دجاجة وديكا منتوف الذيل ..
كان رحمه الله ، يأكل عمره كما يأكل حبات البرتقال ، يقشر ويلقي القشور خلف ظهره ، وفجأة ، ما وجد البرتقال ولا الدجاج ، لكن ذلك الديك الأزعر ما زال موجوداً ..
جن جنون الورثة ، وخصوصاً الحريم الحريصات على حصص أبنائهن من الميراث ..!
قال مختار القرية : رحم الله أباكم ، كان وضع عندي أمانة عبارة عن 74 ديناراً ، خذوها ، واشتروا بها 74 دجاجة ..
وما أن تم ذلك ، حتى جاء من أقصى الحارة فتي يصرخ : أبوكم لم يمت ، لقد كان في غيبوبة ..!!!

وهكذا زاد متوسط العمر فترة أخرى لا نعلم مداها ، و توته توته ..
نظرت الأم حولها فرأت أطفالها في سبات عميق ..!

حسن سلامة
21/11/2007, 12:01 PM
أخي الكريم / محمود

أنا حزنت جدا لأن الرجل لم يمت ..

... وترك خلفه بعد السبي ، ثلاثين دجاجة وديكا منتوف الذيل ..
كان رحمه الله ، يأكل عمره كما يأكل حبات البرتقال ، يقشر ويلقي القشور خلف ظهره ، وفجأة ، ما وجد البرتقال ولا الدجاج ، لكن ذلك الديك الأزعر ما زال موجوداً ..
جن جنون الورثة ، وخصوصاً الحريم الحريصات على حصص أبنائهن من الميراث ..!
قال مختار القرية : رحم الله أباكم ، كان وضع عندي أمانة عبارة عن 74 ديناراً ، خذوها ، واشتروا بها 74 دجاجة ..
وما أن تم ذلك ، حتى جاء من أقصى الحارة فتي يصرخ : أبوكم لم يمت ، لقد كان في غيبوبة ..!!!

وهكذا زاد متوسط العمر فترة أخرى لا نعلم مداها ، و توته توته ..
نظرت الأم حولها فرأت أطفالها في سبات عميق ..!

محمود عادل بادنجكي
21/11/2007, 11:53 PM
أخي الكريم / محمود

أنا حزنت جدا لأن الرجل لم يمت ..

... وترك خلفه بعد السبي ، ثلاثين دجاجة وديكا منتوف الذيل ..
كان رحمه الله ، يأكل عمره كما يأكل حبات البرتقال ، يقشر ويلقي القشور خلف ظهره ، وفجأة ، ما وجد البرتقال ولا الدجاج ، لكن ذلك الديك الأزعر ما زال موجوداً ..
جن جنون الورثة ، وخصوصاً الحريم الحريصات على حصص أبنائهن من الميراث ..!
قال مختار القرية : رحم الله أباكم ، كان وضع عندي أمانة عبارة عن 74 ديناراً ، خذوها ، واشتروا بها 74 دجاجة ..
وما أن تم ذلك ، حتى جاء من أقصى الحارة فتي يصرخ : أبوكم لم يمت ، لقد كان في غيبوبة ..!!!

وهكذا زاد متوسط العمر فترة أخرى لا نعلم مداها ، و توته توته ..
نظرت الأم حولها فرأت أطفالها في سبات عميق ..!


أخي الكريم\حسن

ما إن خرجت الأم حتى جلس الأطفال بعد ما تصنّعوا النـّوم.. يناقشون حكاية الرّجل صاحب الدجاجات.
قال الأول: لكنه سيموت أليس كذلك؟
رد الآخر: وسينقضي العمر بلمح البصر.
الثالث: سيدنا نوح عاش ألف سنة... وقال: انقضت بلمح البصر ...

وغطّ الأولاد في نوم عميق متمسّكين بأهداب الحقيقة.
أغمضت الأم عينيها وأسندت رأسها إلى الباب.. بابتسامة, مطمئنة على أولادها بعدما سمعت ما سمعت.
في اليوم التالي مرّت جنازة الرّجل... وخلفها الورثة توزّعوا إرثهم من الدجاجات..
وقد أطبقوا عليها من هروب!!

على التابوت وقف الديك الأزعر يقول:
منذ الأزل أصيح بعد الفجر كل صباح "ياناس ياهو" ينقضي العمر بلمح البصر...
وكنتَ مشغولاً في عدّ دجاجاتك... ودجاجاتي!!
يذهب كلّ شيء.. ويبقى العمل الطيّب.

لا تحزن أخي حسن فالرجل قد مات أخيراً!!
شكراً لمرورك البهيّ

محمود عادل بادنجكي
21/11/2007, 11:53 PM
أخي الكريم / محمود

أنا حزنت جدا لأن الرجل لم يمت ..

... وترك خلفه بعد السبي ، ثلاثين دجاجة وديكا منتوف الذيل ..
كان رحمه الله ، يأكل عمره كما يأكل حبات البرتقال ، يقشر ويلقي القشور خلف ظهره ، وفجأة ، ما وجد البرتقال ولا الدجاج ، لكن ذلك الديك الأزعر ما زال موجوداً ..
جن جنون الورثة ، وخصوصاً الحريم الحريصات على حصص أبنائهن من الميراث ..!
قال مختار القرية : رحم الله أباكم ، كان وضع عندي أمانة عبارة عن 74 ديناراً ، خذوها ، واشتروا بها 74 دجاجة ..
وما أن تم ذلك ، حتى جاء من أقصى الحارة فتي يصرخ : أبوكم لم يمت ، لقد كان في غيبوبة ..!!!

وهكذا زاد متوسط العمر فترة أخرى لا نعلم مداها ، و توته توته ..
نظرت الأم حولها فرأت أطفالها في سبات عميق ..!


أخي الكريم\حسن

ما إن خرجت الأم حتى جلس الأطفال بعد ما تصنّعوا النـّوم.. يناقشون حكاية الرّجل صاحب الدجاجات.
قال الأول: لكنه سيموت أليس كذلك؟
رد الآخر: وسينقضي العمر بلمح البصر.
الثالث: سيدنا نوح عاش ألف سنة... وقال: انقضت بلمح البصر ...

وغطّ الأولاد في نوم عميق متمسّكين بأهداب الحقيقة.
أغمضت الأم عينيها وأسندت رأسها إلى الباب.. بابتسامة, مطمئنة على أولادها بعدما سمعت ما سمعت.
في اليوم التالي مرّت جنازة الرّجل... وخلفها الورثة توزّعوا إرثهم من الدجاجات..
وقد أطبقوا عليها من هروب!!

على التابوت وقف الديك الأزعر يقول:
منذ الأزل أصيح بعد الفجر كل صباح "ياناس ياهو" ينقضي العمر بلمح البصر...
وكنتَ مشغولاً في عدّ دجاجاتك... ودجاجاتي!!
يذهب كلّ شيء.. ويبقى العمل الطيّب.

لا تحزن أخي حسن فالرجل قد مات أخيراً!!
شكراً لمرورك البهيّ

حسن سلامة
22/11/2007, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

نعم هذه هي الحكاية ، لكنها لم تنته بعد ..

فالدجاجات والبيض والحريم والورثة صاروا في أحسن حال ..

وحتى تكتمل الحكابة لا بد من نهار جديد ..

سلمت لنا

حسن سلامة
22/11/2007, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

نعم هذه هي الحكاية ، لكنها لم تنته بعد ..

فالدجاجات والبيض والحريم والورثة صاروا في أحسن حال ..

وحتى تكتمل الحكابة لا بد من نهار جديد ..

سلمت لنا

طه خضر
22/11/2007, 12:30 AM
هو ميت على كل حال وجلده كان كفنه؛ فمنذ أن أحس بطلقات المخاض وسمع ولولة أمّه أيقن أن موعد قدومه إلى العالم الذي لطالما سمع عنه قد أزف، وأن المقولة التي سمعها ذات ليلة من أبيه وهو يواسي أمه بفقد أبيها ستبدأ بالتحقق ولكن فيه هذه المرّة، قال وقتها : لا تحزني يا حبيبة، لكل أجل ٍ كتاب، نبدأ بالاقتراب من الموت ساعة نولد..، وما أن أصبح الصباح حتى كان صاحب هذه الكلمات قد عانق الموت الذي تكلم عنه ليلا دون أن يدري أنه يتربص به على حافة السرير وأن موعده الصبح وما كان الصبح ببعيد!، وما أن دفنوا الأب في المساء وانقضت أيام عزاءه الثلاث إلا وهلّ هو على الدنيا، وبدأ العدّ التنازلي لأربعة وسبعين عاما ستنقضي ذات يوم !


كنت هنا، ولمارأيت بحر العمالقة الطامي أتيت بجرّتي، وأدليت بدلوي :)

طه خضر
22/11/2007, 12:30 AM
هو ميت على كل حال وجلده كان كفنه؛ فمنذ أن أحس بطلقات المخاض وسمع ولولة أمّه أيقن أن موعد قدومه إلى العالم الذي لطالما سمع عنه قد أزف، وأن المقولة التي سمعها ذات ليلة من أبيه وهو يواسي أمه بفقد أبيها ستبدأ بالتحقق ولكن فيه هذه المرّة، قال وقتها : لا تحزني يا حبيبة، لكل أجل ٍ كتاب، نبدأ بالاقتراب من الموت ساعة نولد..، وما أن أصبح الصباح حتى كان صاحب هذه الكلمات قد عانق الموت الذي تكلم عنه ليلا دون أن يدري أنه يتربص به على حافة السرير وأن موعده الصبح وما كان الصبح ببعيد!، وما أن دفنوا الأب في المساء وانقضت أيام عزاءه الثلاث إلا وهلّ هو على الدنيا، وبدأ العدّ التنازلي لأربعة وسبعين عاما ستنقضي ذات يوم !


كنت هنا، ولمارأيت بحر العمالقة الطامي أتيت بجرّتي، وأدليت بدلوي :)

محمود عادل بادنجكي
24/11/2007, 05:38 PM
أصــدقــــاء قـُـدامــى

أثناء مراسم الدفن... وتلقين المَيْت
تتلاقى عيون الأصدقاء المترقرقة....

من هو التالي؟؟؟

...

حسن سلامة
24/11/2007, 07:41 PM
.. وحين نظرت إلى صديقي طه الخضر ، ورأيت في عينيه حزنا وعلى شفتيه كلام ،
تذكرت أن المرحوم قال ذات يوم أن ( في الفم ماء ..! )
قلت لطه : ما رأيك أن نحضر خلسة بعد منتصف الليل ، ونحضر بعض القطن ، ونخرج الماء الذي في فم صاحبنا ، ربما نعرف سبب الوفاة ، يراودني شك في موته ..!!
قال طه : ويحك ، قد يظنون أننا من لصوص الأعضاء البشرية ..!
دب الرعب في داخلي ، لكن ما زالت الفكرة في رأسي ..
قلت لنفسي ، قد نتحايل على أخينا محمود ليفعل ذلك باعتبار صلة القرابة مع المرحوم ..!
فما طاوعني قلبي ، فقررت أن أطرح عليه الفكرة بعد مرور فترة العزاء ..!!

محمود عادل بادنجكي
24/11/2007, 08:00 PM
.. وحين نظرت إلى صديقي طه الخضر ، ورأيت في عينيه حزنا وعلى شفتيه كلام ،
تذكرت أن المرحوم قال ذات يوم أن ( في الفم ماء ..! )
قلت لطه : ما رأيك أن نحضر خلسة بعد منتصف الليل ، ونحضر بعض القطن ، ونخرج الماء الذي في فم صاحبنا ، ربما نعرف سبب الوفاة ، يراودني شك في موته ..!!
قال طه : ويحك ، قد يظنون أننا من لصوص الأعضاء البشرية ..!
دب الرعب في داخلي ، لكن ما زالت الفكرة في رأسي ..
قلت لنفسي ، قد نتحايل على أخينا محمود ليفعل ذلك باعتبار صلة القرابة مع المرحوم ..!
فما طاوعني قلبي ، فقررت أن أطرح عليه الفكرة بعد مرور فترة العزاء ..!!

استمع الميت إليهما في قبره,التفت إلى جاره في القبر المحاذي...
لقد كنّا مثلهما أليس كذلك؟
نتعلق بالأسباب, ونتناسى نتيجة.. ليس منها مفرّ !!
لن أكبـّد قريبي محمود العناء... سأزور حسن في المنام..
وسأشرح له, أن القصّة كلّها كانت بلمح البصر!!!
لقد كان في فمي ماء... (ورحت بشربة ميّ).
هي كلّ الحكاية...

طه خضر
24/11/2007, 10:00 PM
لم يعتد حسن على الكوابيس المزعجة، كان يسمع عنها من الناس فقط، ولا يحسدهم عليها أبدا، .. لطالما اعتبر أن تذكر ميت قد انتهى أجله هو كابوس بحد ِ ذاته؛ فكيف بهذا الميت وهو يهبط عليه من السماء ويتربّع على ناصية سريره وفوق رأسه تماما؟!.. سامحك الله يا محمود، ,, لو عملت طبيبا شرعيا وأرحتنا، ساعتها سأستأجر لك حانوطيا ليخرج لك الجثة من لحدها ولك بعدها أن تجري عليها من التجارب ما تشاء، لا أن تشخص سبب الموت فقط، وإن كان ماء أو حتى زرنيخا، بل قد تستطيع ومع تقدم العلم الحديث معرفة علـّة الولادة أصلا، ناهيك عن سبب الوفاة..!!

محمود عادل بادنجكي
25/11/2007, 01:31 AM
لم يعتد حسن على الكوابيس المزعجة، كان يسمع عنها من الناس فقط، ولا يحسدهم عليها أبدا، .. لطالما اعتبر أن تذكر ميت قد انتهى أجله هو كابوس بحد ِ ذاته؛ فكيف بهذا الميت وهو يهبط عليه من السماء ويتربّع على ناصية سريره وفوق رأسه تماما؟!.. سامحك الله يا محمود، ,, لو عملت طبيبا شرعيا وأرحتنا، ساعتها سأستأجر لك حانوطيا ليخرج لك الجثة من لحدها ولك بعدها أن تجري عليها من التجارب ما تشاء، لا أن تشخص سبب الموت فقط، وإن كان ماء أو حتى زرنيخا، بل قد تستطيع ومع تقدم العلم الحديث معرفة علـّة الولادة أصلا، ناهيك عن سبب الوفاة..!!

أخي طه:
كأنك تصنفني في جهة أجراء عزرائيل, .. وتصنّف أخي حسن مع ملائكة الرّحمة
فإن كان في عناويني "أصدقاء قدامى" "ورقة نعي" "على سرير الوالد" " قصة بلمح البصر"
فإن في عناوين أخي حسن
"الميت1" "الميت2" " الميت3" "الميت4" "الميت5" "حزن متأخر جداً"
"سلسلة رسائل الأشجان......"
فإن كنت أصلح -حسب رأيك- مغسّل أموات مثلاً.. أو حانوتي.. فإنّ أخي حسن عنده من المؤهلات ما يفوق مؤهّلاتي...ولا أظنّه كما وصفته بسمّيع مرهف يـُرهَــق لكوابيس الناس!!!
وعلى الأقل نتساوى في خدمة عزرائيل في خيالاتنا... ونسوّد على الناس عيشتهم بنصوصنا الكحليّة.
العدالة يا أخي طه... حرام عليك

...

حسن سلامة
25/11/2007, 07:59 AM
.. وفي غيهب الغسق ،
رأيت ( زولين ) فعرفت أن محمود والمرحوم قادمان لتوضيح التباس ما ، وكنت توجست خيفة من أمر محمود ، فهو لم يعتد على الخروج ليلاً ، فهمست في أذن طه :
- كان الله في عون أخينا محمود ، فقد قال له صاحبه ( رحت في شربة مي ) .. وهذا دليل لما ذهبنا إليه ..!
رد طه : وماذا نفعل ، وقد قال ما قال ليلة أمس ، وانتشرت الحكاية في أكثر من بريد إلكتروني ..؟
قلت : المسامح كريم ، يا زلمه ، نحن سباع الليل ، ومجيء محمود في العتمة يعتبر مجازفة نحسبها له ، ألم تر أنه أدرج الرد مرتين البارحة ..!
قال : وبعدين ..؟
قلت : نعزمه على فنجان قهوة ، ونوجه له وحده ، دعوة لحضور حفلة بعد أيام ، لا بد من إخراجه من هذا الهم ..!
قال طه : والله لن أرد لك طلباً .. ليكن ..!
وحين ( تقهوى ) محمود ، وعاد أدراجه مع صاحبه ، أرسلت في أثره أولادي الأربعة ( أحدهم الذي سيتزوج بعد أيام ) حتى وصل إلى داره آمناً مطمئنا.!
نظرت إلى طه ، كانت البسمة على محياه ..

محمود عادل بادنجكي
25/11/2007, 09:26 AM
دلف محمود إلى منزله, ونظر إلى (الزولات)الأربعة نظرة محبّة.. يساير هواجسهم.. بحكمة عارف.. توضأ وكعادته في جنح الليل بعد الصلاة...رفع يديه إلى بارئه داعياً: "اللهم اهد قومي فإنّهم لا يعلمون"...كلّما قلت لهم أن القصّة بلمح البصر... واستوى بذلك سبعٌ وبشر..أصابهم الكدر...
أمّا طه.. وقف وانتظر... وفكّر في العبر..
بعد الفجر وضع محمود فنجان قهوته أمامه على الشرفة..
أسند رجليه إلى الإفريز.. وأرخى رأسه إلى يديه خلفه...
بانتظار الحفلة الموعودة!

طه خضر
25/11/2007, 01:12 PM
أخي طه:
كأنك تصنفني في جهة أجراء عزرائيل, .. وتصنّف أخي حسن مع ملائكة الرّحمة
فإن كان في عناويني "أصدقاء قدامى" "ورقة نعي" "على سرير الوالد" " قصة بلمح البصر"
فإن في عناوين أخي حسن
"الميت1" "الميت2" " الميت3" "الميت4" "الميت5" "حزن متأخر جداً"
"سلسلة رسائل الأشجان......"
فإن كنت أصلح -حسب رأيك- مغسّل أموات مثلاً.. أو حانوتي.. فإنّ أخي حسن عنده من المؤهلات ما يفوق مؤهّلاتي...ولا أظنّه كما وصفته بسمّيع مرهف يـُرهَــق لكوابيس الناس!!!
وعلى الأقل نتساوى في خدمة عزرائيل في خيالاتنا... ونسوّد على الناس عيشتهم بنصوصنا الكحليّة.
العدالة يا أخي طه... حرام عليك

لا عليك، سيأتي اليوم الذي نحسد فيه مغسل الأموات على كثرة زبائنه؛ فخير لك أن تتعلم ومن الآن :)

طه خضر
25/11/2007, 01:20 PM
ما أن أطلّ الفجر وتبددت أشباح الظلمة حتى استوى محمود وبهمّة عالية اقترح على الآخرين البدء الفوري بتعلـّم فن تغسيل الميّت، سيثبت للقوم "ولو كان الثمن هروب عقله" أنه صلدا كالصخر وطودا كالجبل الأشمّ، وأن الخوف ما طرق باب قلبه ولو للحظة، في داخله كان يرتجف لا فـَرَقـَا أو رعبا، لكن التجربة الأولى يسبقها دائما شعور يراوح ما بين الاكتئاب ومحاولة إثبات الذات؛ فإن تجاوزها هان كل ما بعد ذلك، .. تذكرت .. نعم قالها حسن ذات يوم أن العادة تقتل العقل وتحوّل الجسد إلى آلة تعمل ودونما تفكير، .. تابع محدثا نفسه: يبدو أن هذا النحرير قد استجلب هذه القناعات من خلال تجاربه المرعبة عبر "الميت1" "الميت2" " الميت3" "الميت4" "الميت5" "حزن متأخر جداً"..، على كل حال لا بد مما ليس منه بد..

محمود عادل بادنجكي
25/11/2007, 01:53 PM
لا عليك، سيأتي اليوم الذي نحسد فيه مغسل الأموات على كثرة زبائنه؛ فخير لك أن تتعلم ومن الآن :)


أخي الغالي طه:
لقد تعلّمت ماهو أصعب من تغسيل الأموات... لقد تعلمت الحديث مع الجماجم
حملت الجمجمة ...
بعد ما فتحوا القبر لدفن والدي...
أخذت أهمس في صدغ جدّي... بأسرار العائلة...

ولأن القصّة تنقضي بلمح البصر...التفتُّ فرأيت
أحد أحفادي يهمس لي
في الصّدغ الأيمن... من جمجمتي...
ببعض الأسرار!!!
...

محمود عادل بادنجكي
25/11/2007, 04:46 PM
ما أن أطلّ الفجر وتبددت أشباح الظلمة حتى استوى محمود وبهمّة عالية اقترح على الآخرين البدء الفوري بتعلـّم فن تغسيل الميّت، سيثبت للقوم "ولو كان الثمن هروب عقله" أنه صلدا كالصخر وطودا كالجبل الأشمّ، وأن الخوف ما طرق باب قلبه ولو للحظة، في داخله كان يرتجف لا فـَرَقـَا أو رعبا، لكن التجربة الأولى يسبقها دائما شعور يراوح ما بين الاكتئاب ومحاولة إثبات الذات؛ فإن تجاوزها هان كل ما بعد ذلك، .. تذكرت .. نعم قالها حسن ذات يوم أن العادة تقتل العقل وتحوّل الجسد إلى آلة تعمل ودونما تفكير، .. تابع محدثا نفسه: يبدو أن هذا النحرير قد استجلب هذه القناعات من خلال تجاربه المرعبة عبر "الميت1" "الميت2" " الميت3" "الميت4" "الميت5" "حزن متأخر جداً"..، على كل حال لا بد مما ليس منه بد..

أمّـا لتعلّـُم تغسيل الميت... وبما أنّ لكلّ من الأدباء أمواته...فقد استحضر (محمود) نصّاً من قصّة قصيرة..عنوانها "على كرسيّ المصحف" قرأه على (طه):

دخل الحاج (عبد الله) ومعه الماء الساخن, ومنشفة, و وعاء من النحاس لسكب الماء.وقماشة بيضاء, وبدأ طقوس الغُسل, ورائحة الورد تعبق المكان, وبخار الماء المنسكب يضفي على المشهد أجواءً سماوية, وأصوات الذاكرين للفظ الجلالة(اللهم...اللهم) القادمة من ردهة السلم, ومن باحة الزاوية التي تطلّ عليها الغرفة, بصخب هاديء. تعكس حال دموع الأب السخية الصمّاء التي تتلألأ في عينيه لتعكس شعاع نور يسقط من نافذة قريبة من سقف الغرفة المدعّم بجذوع الخشب, فيتراقص النور والصورة في عينين لا تريدان للوقت انتهاءً....... وكيف للوقت أن يتوقف..وقد صمت المنشدون وتفرّق الذاكرون؟.

استدرك الأب أن الوقت قد انتهى فعلاً حين سمع صوت تمزيق قطع من الكفن الصغير لتكون رباطاً لمنطقة الرأس والرجلين والوسط. كفن لفّ الجسد الصغير الطاهر,والوجه الملائكي, ولفّ معه آمالاً, و أبوةً لم تستمرّ لأكثر من عشرة أيام.

ولمّـا كان مطمئنّاً إلى النهاية.. فقد كان أصحابه بمن فيهم الأدباء..
أشدّ طمأنينة في مواجهة الموت باليقين... وهو يتذكر كيف كان مع أقارب صديقه وقت نزعه الأخير...
يجترحون لحظات العمر المتسرّبة... بأسرع من الرّمل في اليد...
يودّعون من حلـّق قلمه في سماء الخيال... ليحطّ على أرض الواقع...

حين عرف دنوّ أجله... فكتب قصته الأخيرة... ليقرأها حضور النزع الأخير...
كانت نظراتهم حيرى بين مواراة... وابتسامات تصطنع الاطمئنان...ودمع مكفكف...
لكن أين تهرب مشاعرهم... أمام قنـّاص اللحظة والهاجس؟

نظر إليهم بابتسام... وسلام... وأراد بقصته أن يطمئنهم... أنه سيكون بخير...
حيث هو ذاهب... إلى العفوّ ذو الرحمة...
وأسلم الروح إلى بارئـهـــا.بعدما تأكّد أن القصّة تنقضي بلمح البصر!!

كانت تلك آخر جملة... من القصّة الأخيرة... التي وزّعها عليهم ...
وقت النزع الأخير!!!
...

محمود عادل بادنجكي
07/12/2007, 04:32 PM
ورقـــــة نـعــــي

يمشي بمرحٍ وثقة كبيرة بالنفس...
لـَفـَتـَه إعلان يُلصق على الجدار...
اقترب ليقرأه...إنّها ورقة نَعي...
اقتربَ أكثر...

يعرف هذا الاسم جيّداً...
أمرٌ لا يُصدَّق... غير معقول!!!
الاسم... اسم الأب... العائلة!!
والصورة!!

إنّه اسمه... وإنّها صورته!!
يرتفع صوته بالصراخ... يركض بين المارّة.. يقول لهم بأعلى صوته...
إنّه أنا... إنّه أنا...
ولكن أحداً.. لم يكن يسمعه!!!

هدى الجيوسي
07/12/2007, 05:44 PM
سمع الميت بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة قرآنآ يتلا، وصوتآ شجيآ يردد قوله تعالى : كلا إذا بلغت التراق، وقيل من راق، وظن أنه الفراق، وإلتفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق، فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى، أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى، أيحسب الإنسان أن يترك سدى.....)
دمعت عيني الميت، وردد في سره، آه ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين........

اللهم نسألك حسن الخاتمة يا جواد يا كريم.

البشير الأزمي
09/12/2007, 12:49 AM
اقتربت من القبر الذي كنت مسجاً داخله، استعنت بأظافري و أصابعي لرفع التراب للوصول إلى الكفن الذي كان يستر عورتك.. و همست في اذنك: ألم أقل لك من قبل و مراراً أني لكثرة معايشة الموتى أصبحت اتقن لسانهم بل لغتهم او لغوهم.. التفت يمنة و يسرة لأتأكد أن لا أحد يوجد إلى جانبي قرب القبر، و قلت بصوت المستجدي و الدمع ينسكب من عيني اليسرى دون اليمنى: قد خان حسن الأمانة. لم يقدم لنا إلا اربعة و سبعين دينارا.. ثم إن الورثة انقسموا و اختلفوا في لمن أحقية الاحتفاظ بالديك الأزعر الذي كان واقفاً على التابوت، و بعد هذا و ذاك ألم يصيح:" يا ناس يا هو" و هل لنا أن نثق في هذا الديك، ثم ما أدرانا بحقيقته، أ هو ديك فعلاً أم مخبر أجنبي أرسلته" الويلات المتحدة.." للاستخبار عن حالنا و أحوالنا ؟؟...

حسن سلامة
09/12/2007, 01:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

.. وبعد أن جاءت هدى الجيوسي من جيوس ، وأدلت بدلوها وقرأت ما تيسر من القرآن الكريم ، عند رأس صاحبنا المرحوم بإذن الله ، سمعت شخصاً يقول : لا يجوز أن نقرأ القرآن في المقبرة عند الأموات ، أو نضع شريط تسجيل في بيت العزاء .. اندهشت واحترت في الأمر ..
وكنت أحب أن أسأل أهل الذكر ، لولا أن ابنة الجيوسي شغلتني بما لا يشغل الكثيرين ، فقد ذبحت ، هداها الله ، كلمتين مهمتين ، فما يتلا القرآن ، لكنه يـُتلى .. ودمعت عيني الميت ، والصواب دمعت عينا الميت ، لأن عيناه كانتا ( فاعلاً ) قبل أن يلفظ أنفاسه .. ويذرف الدموع ..!

حسن

حسن سلامة
09/12/2007, 01:24 PM
.. أما البشير الأزمي ، فقد وضعني في أزمة ، واحترت في أمر طبيب التشريح الذي سيجد الأصابع في مكان والأظافر في مكان آخر ، فنهض الميت على الفور وأطبق على رقبة البشير وهو يصرخ :
كيف فصلت الأظافر عن الأصابع ، فقد كانوا يقولون لنا أن ( الظفر ما يطلع عن اللحم .!)
وكيف أيها الرجل تدمع عين ولا تدمع أخرى ..!
هدأت من روعه وقلت :
يا حبيبي ، ألم تر أن الرجل أعور ..؟ فقد نقر الديك عينه اليمنى حين كان في القماط ..!
في ذلك الصباح ، كان الديك صوصاً منتوفاً يبحث عن دودة أو حبة قمح ، وحين اقترب من صاحبنا ، رأى حركة بؤبؤ العين ، فحسبه شيئاً يؤكل ، نقره ، وكانت النقرة الأخيرة .. ومنذ ذلك اليوم ، تدمع عينه اليسرى دون اليمنى ..!!!
ومن حقك أيها البشير أن تأخذ الديك ، فدية للعين المقلوعة ، حتى يصدق المثل ( العين بصيرة واليد قصيرة ) وكان الأجدر أن يقولوا ( العينان بصيرتان واليدان قصيرتان ) لكن من المؤكد أن هناك أكتعاً كان يجلس بجانب الأعور حتى جاء المثل مطابقاً للحال ..!
أما الفلوس المعدودة ، فهذا ما وجدناه عند صاحب الأمانه .. وأظنه كان يطمع في الدجاجات أكثر ..!!

محمود عادل بادنجكي
10/12/2007, 01:57 PM
ثانـــية فاصـــــــــلة...[/color]

[color=#00008B]ثانية واحدة فقط... فصلت بين تكالبه على الدنيا
وعدم مساواتها... بالنسبة إليه... جناح بعوضة!!!

عندما أسلم الروح... إلى بارئها!! بعد مشاحنة... سببها خلاف... على مبلغ تافه...!

هدى الجيوسي
10/12/2007, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

.. وبعد أن جاءت هدى الجيوسي من جيوس ، وأدلت بدلوها وقرأت ما تيسر من القرآن الكريم ، عند رأس صاحبنا المرحوم بإذن الله ، سمعت شخصاً يقول : لا يجوز أن نقرأ القرآن في المقبرة عند الأموات ، أو نضع شريط تسجيل في بيت العزاء .. اندهشت واحترت في الأمر ..
وكنت أحب أن أسأل أهل الذكر ، لولا أن ابنة الجيوسي شغلتني بما لا يشغل الكثيرين ، فقد ذبحت ، هداها الله ، كلمتين مهمتين ، فما [color=#CC0000]يتلا القرآن ، لكنه يـُتلى .. ودمعت عيني الميت ، والصواب دمعت عينا الميت ، لأن عيناه كانتا ( فاعلاً ) قبل أن يلفظ أنفاسه .. ويذرف الدموع ..!

حسن



الأستاذ حسن سلامة المحترم:
بالنسبة لقراءة القرآن على الميت في بيت العزاء أو في المقبرة فلا تجوز وهي من البدع المحدثة، ومعلوم أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ويجوز أن نقرأ سورة يس على الإنسان الذي يحتضر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اقرؤوا على موتاكم يس ) والمراد بقوله: (موتاكم) أي محتضريكم.
وأنا هنا عندما أشرت إلى قراءة القرآن فذلك لتجسيد صورة واقعنا بكل ما فيه.
وجزاك الله خيرآ على تصحيح الأخطاء، وجل من لا يخطئ، لذلك أستاذنا حسن هل يصح أن نقول: اندهشت واحترت في الأمر ..

كل تقديري وإحترامي.

حسن سلامة
10/12/2007, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الأخت المغتربة هدى الجيوسي

لا شك أنك حريصة على اللغة مثلي ،
لكن أعتبر نفسي ارتكبت خطأ فادحاً حين ( اندهشت ) وهي كلمة ليس لها شبيه في المعاجم ، لأنني لم أكن فاعل الدهشة ، بل وقعت علي ..!
وهذا لا يعفينا من الاعتراف بالخطأ .. على أن نتجنبه وأن لا نقع فيه ثانية .. والصحيح أن الأمر أدهشني ، أو ( دُهشتُ من .. كذا )

أيتها السيدة الكريمة ، كلمة ملتبسة مقابل إثنتين صارختين (!) ..
لا أقول أن ذلك سهو أو خطأ في الكتابة ، إنها المعرفة ، شخصيا كنت أعتقد أن كلمتي صحيحة ، ولم يلحظها أحد قبل ذلك ..!!

لذلك سأدفن تلك الكلمة مع الميت المذكور ، إلى الأبد ..!

لك التحية ،

حسن سلامة

محمود عادل بادنجكي
10/12/2007, 10:51 PM
جاؤوا لتقديم واجب العزاء... فاختلفوا في جواز سماع الميت قرآناً يُتلى...
اعتذرت هدى... بظنّها حيادهاعن الهدى.. وكلّ ذنبها, هو قولها بسماع الميت قرآناً.. وحتّى دون معرفة مصدره!!!
ظنّ الأموات في الجوار... أنّ سماع أغانٍ هابطة هو الصواب...
فأصاخوا السمع إلى محلّ بيع الأسطوانات المدمجة... المحاذي للمقبرة
بأغنية تقول: (أموت أنا أنا أنا... بموت فيك)!!!

محمود عادل بادنجكي
10/12/2007, 11:25 PM
و في ما كان الميت بانتظار(منكر ونكير) وفي رواية أخرى ( مبشّر بالجنة وبشير) وافاه البشير... ففرح واستبشر, وهلّل وكبّر, وتلى قبل سؤاله, ما آمن به!!!
لكنّه شعر بأنّه سيموت مرّة أخرى, حين أتى الأزمي يتكلّم بالديك الأزعر, والدجاجات, والميت ينتظر رحمة ربّه, وحار كيف سيقنعهم بأن القصّة "تنتهي بلمح البصر"؟ مع كلّ محاولاته السابقة!!!

محمود عادل بادنجكي
11/12/2007, 09:05 PM
أمّا ثالث الحزانى, فقد (طنّش) عن دعوة كان سيوجهها لمحمود بعد انقضاء فترة العزاء بردح, كان فيها الثاني, (يكركع) بفناجين القهوة, جالساً على الشرفة, متأهّباً للدعوة بكامل أناقته, متوثّباً للنزول كلّما لمح(زولين).
رآه إنه هو.. تعثّر (باندهاشة), فدفنها بحفرة قريبة, ولا يزال يدقّـق على الطريق في حُسن سلامة الألفاظ والمرامي! مع أنّ كلماتنا قد تساقط من أحدنا, بلمح البصر... وسيقع القدر, مع ألف حذر.. هيَ هيَ... سُنَن البشر!!!

محمود عادل بادنجكي
12/12/2007, 11:14 AM
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/10524_1197447231.jpg

جمال عبد القادر الجلاصي
12/12/2007, 01:32 PM
يحيي العظام وهي رميم

فبعد أن خرج الظفر من اللحم من أثر تفسّخه والديدان التي اتحدت عليه

قام الضيف الثقيل بإعادة للحياء لأن بعض الامتحانات الأخرى كانت بانتظاره

ولابد أن يجتازها قبل الموت النهائي

ورغم أنها قصّة بلمح البصر إلا أن الامتحانات ستكون شاقة وطويلة

لأنه لم يراجع دروسه بالقدر الكافي واكتفى بما كتبه الذين سبقوه على عجل

لأنه يريد أن يقول أنا معكم في تنسوني في قائمة المعزّين

البشير الأزمي
12/12/2007, 11:06 PM
لم يقف اختلاف من جاؤوا لتقديم العزاء عند مدى جواز سماع الميت قرآناً يتلى.. بل تعداه لمسألتين اثنتين:
أولاهما: هل كان "الدجاجي" مَيِّتاً " أو "مَيْتاً ".
ابتسم محمد عادل الذي كان يسترق النظر من بُعْد وقال لنفسه أو في نفسه: ما الذي يقوله البشير الأزمي، و هو قرد بل فرد لا يعتد بكلامه.. فمنذ متى و نحن نصغي لمن كان اسمه مشتقاً من " الأزمة " ثم ما الفرق بين " مَيِّتٍ " و " مَيْتٍ"..
أطل من النافذة "العم طه" وقال ألم تقرأوا قول الناظم :
أيا سائلي عن تفسير مَيْتٍ و مَيِّتٍ ***** إني قد أجبتُ السائل إن كُنْتَ تعقِلُ
فمن كان ذا روحٍ فــــــذاك ميِّتٌ ***** و ما المَيْتُ إلا من إلى القبر يُحْمَلُ
إذ ذاك فقط أطل "حسن" الذي أصبح اسمه الجديد " حسن جداً" وقال من أين أتيت يا "أبا الأزمة" بلفظ الدجاجي. ثم ما الذي حذا بك إلى كتابة الهمزة على الألف في قولك :" ألم تقرأوا " . رد "أبو الأزمة"هو الخلاف بين إخوانا في المشرق و إخواننا في المغرب.. و الأفضل أن نطرحها على الخبير اللغوي...
و ثانيها: إن "الدجاجي" أو "الديكي" لأن "الميت" ترك إلى جانب الدجاجات ديكاً منتوفاً و يمكن أن يكون "النتف " السبب المباشر في إسقاط التسمية اعتماداً على الديك و وقفاً على الدجاجات.
ثم إن للديك أبناءهم يسمون الكتاكيت أو الصيصان، أما صوته فلم يسمع قط. و ما كان يصل إلى الأذن هو "النقنقة" و هو الصوت الذي أطلقه الخبراء في " علم الدجاج و الديكة" على صوت الدجاجة سواء كانت بياضة أو لاحمة.
و لأن القصة بلمح البصر فيجدر بنا أن نضع في الحسبان أننا على أبواب عيد الأضحى المبارك.. وربما نسمع قريباً احتجاجاً من الخرفان..
و سيكون امتحاناً إذ ذاك و امتحاناً شاقاً كما قال "السي جمال الجلاصي" فعند الامتحان كما يقال : يهان المرء ثم يهان"...

محمود عادل بادنجكي
13/12/2007, 09:24 AM
لم يقف اختلاف من جاؤوا لتقديم العزاء عند مدى جواز سماع الميت قرآناً يتلى.. بل تعداه لمسألتين اثنتين:
أولاهما: هل كان "الدجاجي" مَيِّتاً " أو "مَيْتاً ".
ابتسم محمد عادل الذي كان يسترق النظر من بُعْد وقال لنفسه أو في نفسه: ما الذي يقوله البشير الأزمي، و هو قرد بل فرد لا يعتد بكلامه.. فمنذ متى و نحن نصغي لمن كان اسمه مشتقاً من " الأزمة " ثم ما الفرق بين " مَيِّتٍ " و " مَيْتٍ"..
أطل من النافذة "العم طه" وقال ألم تقرأوا قول الناظم :
أيا سائلي عن تفسير مَيْتٍ و مَيِّتٍ ***** إني قد أجبتُ السائل إن كُنْتَ تعقِلُ
فمن كان ذا روحٍ فــــــذاك ميِّتٌ ***** و ما المَيْتُ إلا من إلى القبر يُحْمَلُ
إذ ذاك فقط أطل "حسن" الذي أصبح اسمه الجديد " حسن جداً" وقال من أين أتيت يا "أبا الأزمة" بلفظ الدجاجي. ثم ما الذي حذا بك إلى كتابة الهمزة على الألف في قولك :" ألم تقرأوا " . رد "أبو الأزمة"هو الخلاف بين إخوانا في المشرق و إخواننا في المغرب.. و الأفضل أن نطرحها على الخبير اللغوي...
و ثانيها: إن "الدجاجي" أو "الديكي" لأن "الميت" ترك إلى جانب الدجاجات ديكاً منتوفاً و يمكن أن يكون "النتف " السبب المباشر في إسقاط التسمية اعتماداً على الديك و وقفاً على الدجاجات.
ثم إن للديك أبناءهم يسمون الكتاكيت أو الصيصان، أما صوته فلم يسمع قط. و ما كان يصل إلى الأذن هو "النقنقة" و هو الصوت الذي أطلقه الخبراء في " علم الدجاج و الديكة" على صوت الدجاجة سواء كانت بياضة أو لاحمة.
و لأن القصة بلمح البصر فيجدر بنا أن نضع في الحسبان أننا على أبواب عيد الأضحى المبارك.. وربما نسمع قريباً احتجاجاً من الخرفان..
و سيكون امتحاناً إذ ذاك و امتحاناً شاقاً كما قال "السي جمال الجلاصي" فعند الامتحان كما يقال : يهان المرء ثم يهان"...
أخي العزيز جدّاً البشير الأزمي:
ستتأكد بعد هذه السطور أنني أكنّ كلّ التقدير لقلم مبدع هوقلمك, ويعلم الله أنّي لا أحبذ المواجهات بطبعي, لكنّ الأخ (حسن ) -جزاه الله خيراً- ورّطني بردّ استتبعه ردّ, فخطرت لي الفكرة, لمَ لا نجعلها مساجلة؟ إنّما هذا يستدعي استفزازاً بالمبنى والمعنى, لتستخرج الإبداع من بين الضلوع.
لا شيء شخصيّ, إنّما هي مساجلة كالزجل, يأخذ كلّ فريق طرفاً, ويتبارون, وروح الأخوّة لا تغادرهم مهما (فظّت) أقلامهم, لتزداد المحبّة والاحترام.
سأعود لأردّ بما يلزم, كن على أهبة الاستعداد أيها العزيز

محمود عادل بادنجكي
14/12/2007, 12:23 PM
يحيي العظام وهي رميم

فبعد أن خرج الظفر من اللحم من أثر تفسّخه والديدان التي اتحدت عليه

قام الضيف الثقيل بإعادة للحياء لأن بعض الامتحانات الأخرى كانت بانتظاره

ولابد أن يجتازها قبل الموت النهائي

ورغم أنها قصّة بلمح البصر إلا أن الامتحانات ستكون شاقة وطويلة

لأنه لم يراجع دروسه بالقدر الكافي واكتفى بما كتبه الذين سبقوه على عجل

لأنه يريد أن يقول أنا معكم في تنسوني في قائمة المعزّين

مهما طالت... ستنقضي بلمح البصر
سأعود إليك أخي جمال إن شاء الله.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
14/12/2007, 12:48 PM
في سن العشرين قال جارنا عجوز في الخمسين
وفي سن الخمسين قال مات جارنا وهو في قوته في الستين
وفي الستين قال استطيع الانجاب لو اردت الزواج

هدى الجيوسي
14/12/2007, 05:14 PM
في سن العشرين قال جارنا عجوز في الخمسين
وفي سن الخمسين قال مات جارنا وهو في قوته في الستين
وفي الستين قال استطيع الانجاب لو اردت الزواج

أعجبني تعليقك جدآ دكتور صلاح الدين لأن هذا هو الواقع الذي يعيشه الإنسان مع طول الأمل .....

مات صديق عمره الذي تجاوز السبعين، فبكى عليه قائلآ : مسكين ما لحق يتهنى بشبابه !!!!!

طه خضر
14/12/2007, 06:43 PM
وهكذا هي الحياة، أمل يعقبه أمل يعقبه أمل، إلى أن تأتي الساعة التي يجد فيها المرء نفسه وقد أودت به الأيام غير آبهة ٍ بشيء؛ ساعتها سيتدارك الموضوع لكن بعد أن لات حين مناص!!

محمود عادل بادنجكي
15/12/2007, 07:20 PM
لم يقف اختلاف من جاؤوا لتقديم العزاء عند مدى جواز سماع الميت قرآناً يتلى.. بل تعداه لمسألتين اثنتين:
أولاهما: هل كان "الدجاجي" مَيِّتاً " أو "مَيْتاً ".
ابتسم محمد عادل الذي كان يسترق النظر من بُعْد وقال لنفسه أو في نفسه: ما الذي يقوله البشير الأزمي، و هو قرد بل فرد لا يعتد بكلامه.. فمنذ متى و نحن نصغي لمن كان اسمه مشتقاً من " الأزمة " ثم ما الفرق بين " مَيِّتٍ " و " مَيْتٍ"..
أطل من النافذة "العم طه" وقال ألم تقرأوا قول الناظم :
أيا سائلي عن تفسير مَيْتٍ و مَيِّتٍ ***** إني قد أجبتُ السائل إن كُنْتَ تعقِلُ
فمن كان ذا روحٍ فــــــذاك ميِّتٌ ***** و ما المَيْتُ إلا من إلى القبر يُحْمَلُ
إذ ذاك فقط أطل "حسن" الذي أصبح اسمه الجديد " حسن جداً" وقال من أين أتيت يا "أبا الأزمة" بلفظ الدجاجي. ثم ما الذي حذا بك إلى كتابة الهمزة على الألف في قولك :" ألم تقرأوا " . رد "أبو الأزمة"هو الخلاف بين إخوانا في المشرق و إخواننا في المغرب.. و الأفضل أن نطرحها على الخبير اللغوي...
و ثانيها: إن "الدجاجي" أو "الديكي" لأن "الميت" ترك إلى جانب الدجاجات ديكاً منتوفاً و يمكن أن يكون "النتف " السبب المباشر في إسقاط التسمية اعتماداً على الديك و وقفاً على الدجاجات.
ثم إن للديك أبناءهم يسمون الكتاكيت أو الصيصان، أما صوته فلم يسمع قط. و ما كان يصل إلى الأذن هو "النقنقة" و هو الصوت الذي أطلقه الخبراء في " علم الدجاج و الديكة" على صوت الدجاجة سواء كانت بياضة أو لاحمة.
و لأن القصة بلمح البصر فيجدر بنا أن نضع في الحسبان أننا على أبواب عيد الأضحى المبارك.. وربما نسمع قريباً احتجاجاً من الخرفان..
و سيكون امتحاناً إذ ذاك و امتحاناً شاقاً كما قال "السي جمال الجلاصي" فعند الامتحان كما يقال : يهان المرء ثم يهان"...
اقترب العيد... وكان كل منهم قد نتف ريش الآخر... التفت أحد الديكة.. ما رأيكم, نتوقف عن نتف الرّيش ونبقى في القصّة؟؟... نعم تلك التي"بلمح البصر"!!

البشير الأزمي
16/12/2007, 02:40 AM
ليعلم الجميع أن الأمر أضحى يدعو لطرح تساؤل مفاده: ما قيمة التركة التي تركها الهالك.. و هل صحيح أن عدد الدجاجات هو نفسه دون زيادة أو نقصان...اخلتف الوارثون حول القضية.. فالتركة في الحقيقة كانت تتكون من تسع دجاجات وليس سبعاً، يضاف إليها ديك.. لذا وجب علينا ان نسأل أين بقية الدجاجات و أين الديك.. فلم يعد يسمع صياحه عند الفجر.. و قد وجدت شهادة تثبت أن التركة كانت ل"ربابة" و ليس للهالك، و مما جاء فيها:
ربابة ربة البيت * **** تصب الخيل في الزيت
لها تسع دجاجات ***** و ديك حسن الصوت

محمود عادل بادنجكي
17/12/2007, 03:41 AM
يحيي العظام وهي رميم

فبعد أن خرج الظفر من اللحم من أثر تفسّخه والديدان التي اتحدت عليه

قام الضيف الثقيل بإعادة للحياء لأن بعض الامتحانات الأخرى كانت بانتظاره

ولابد أن يجتازها قبل الموت النهائي

ورغم أنها قصّة بلمح البصر إلا أن الامتحانات ستكون شاقة وطويلة

لأنه لم يراجع دروسه بالقدر الكافي واكتفى بما كتبه الذين سبقوه على عجل

لأنه يريد أن يقول أنا معكم في تنسوني في قائمة المعزّين

رحمه الله حيّاً من حيٍّ...
حُقّت له الرّحمات بعد أعمال ستُكتب له في صحائفه...
وحتّى في صحائف الآخرين!
توضيح للقارىء عن هذا الردّ:
قام الأخ جمال مشكوراً بترجمة أحد نصوصي للفرنسيّة, وهذا بعض عرفان.

محمود عادل بادنجكي
18/12/2007, 08:34 PM
في سن العشرين قال جارنا عجوز في الخمسين
وفي سن الخمسين قال مات جارنا وهو في قوته في الستين
وفي الستين قال استطيع الانجاب لو اردت الزواج

وفي الستّين قال أستطيع الإنجاب لو أردت الزواج, وفي سرّه بدأ يدرك أنّ ال"قصّة بلمح البصر" تنقضي!!

محمود عادل بادنجكي
16/01/2008, 09:31 PM
أربعة وسبعون عاماً
هي متوسط عمر الرّجال
في بلاده....
انقضت... بلمح البصر!!!

محمود عادل بادنجكي
20/01/2008, 01:20 AM
شجرة الحياة

طلب من شجرة الحياة قوّة في بصره..
نزل إلى المدينة.. فرأى الناس يسيرون بألبستهم الداخليّة!!
سأل الشجرة.. أخرى -بطريقة ماكرة- زيادة في حدّة بصره.. فأمسى يرى هياكل عظميّة تسير في الأسواق!!
في طريق عودته مذعوراً نحو الشجرة..
وجدها نعشاً على سيّارة نقل!!

محمود عادل بادنجكي
01/02/2008, 12:12 AM
خرجت امرأته.. تضع إصبعها على فمها بإشارة الهدوء.. لصبيّ محلّ الأزهار.. وطلبت منه إعادة طاقات الورد إلى المحلّ بعدما عاد زوجها ابن الثانية والثمانين إلى الحياة من جديد..

محمود عادل بادنجكي
03/02/2008, 02:46 AM
خرجت امرأته.. تضع إصبعها على فمها بإشارة الهدوء.. لصبيّ محلّ الأزهار.. وطلبت منه إعادة طاقات الورد إلى المحلّ بعدما عاد زوجها ابن الثانية والثمانين إلى الحياة من جديد..

بعد أربعة أيّام.. اتّصل أحدهم بمحلّ الأزهار..
- أرسل طاقات الورد ثانية!!

محمود عادل بادنجكي
04/03/2008, 05:31 PM
وهكذا هي الحياة، أمل يعقبه أمل يعقبه أمل، إلى أن تأتي الساعة التي يجد فيها المرء نفسه وقد أودت به الأيام غير آبهة ٍ بشيء؛ ساعتها سيتدارك الموضوع لكن بعد أن لات حين مناص!!

لولا الأمل.. بطل العمل!!
ولكلّ عمرٍ بلسمه..
كما شاء الخالق.
تحيّاتي الطيّبات

أحمد المدهون
22/01/2011, 09:56 PM
قصّـة .. بلمـح البصـر!!!

أربعة وسبعون عاماً..
هي متوسط عمر الرّجال في بلاده..
انقضت.. بلمح البصر!!!
محمود عادل بادنجكي
الأستاذ الأديب محمود عادل بادنجكي،

يبدو أن الرقم 74 يبدو لغزاً محيراً فعلاً، ولعله من محاسن القدر أن أمر هنا.
هي حقاً تنقضي بلمح البصر، لو عقل وتدبّر،
لكنه، يغفل عنها، ويتحكّم ويتجبّر.

قصة موجعة، بعبارات مختزلة، ورمزية عالية.

دام عطاؤك، ... وحضورك.
وطاب مرادك.