زاهية بنت البحر
24/10/2007, 04:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع جميل قرأته فنقلته
زاهية
عملية الإستنساخ
كان إستنساخ النعجة دوللي ثورة في عالم الإستنساخ حيث قامت حولها ضجة إعلامية غير مسبوقة . لأنها كانت قد ولدت من رحم حسب تقنية النقل النووي للخلايا الجسدية. وكانت دولي أول محاولة لإستخلاص وإستنبات أجنة صناعية تنمو لإنتاج أشخاص توأمية متشابهة ومتطابقة. ويتكون الجنين من نواة خلية المعطي (المتبرع سواء أكان ذكرا أم أنثي )التي تولج بالبويضة المفرغة من نواتها. و يطلق عليها الخلية المستقبلة . حيث تنتزع نواة البويضة بالقص بالليزرللكروموسومات التي تعتبر إحدي المكونات الوراثية للأنواع . والخلية المعطاة لابد أن تحضر بطريقة خاصة قبل إدخالها في البويضة بوضعها في محلول ملحي بدون مواد مغذية .
وتنقسم الخلية الملقحة جينيا المبكرة لتنمو لخلايا متخصصة تكون أجزاء أعضاء الجسم . ثم تكون الجسم الكامل للكائن الحي المستنسخ . والخلايا المعطاة لاتلفظها البويضة بعد تلقيحها بالنقل النووي لتصبح معدة للإندماج بتيار كهربي ينشط أيضا هذه الخلية البويضية الملقحة جينيا للإنقسام والنمو . والبويضة التي تنزع منها نواتها تفقد موروثها الجيني لتتلقي جينات الخلية المعطاة ليصبح الجنين موروثه الجيني متطابقا مع جينات الخلية المعطاة .
لكن العلماء لهم محاذيرهم علي الإستنساخ البشري بهذه التقنية . لأن تقنية النقل النووي لاتنطبق علي إستنساخ البشر . لأن التكوين الجيني لخلاياه أكثر تعقيدا من الأغنام كنوع دوللي . كما أن شريط الدنا البشري معقد جدا . إلا أن بعض العلماء يقرون بإحتمال تطبيق النقل النووي علي البشر . لأن تقنية الإستنساخ الجيني بالنقل النووي متشابهة ومستقلة عن البويضة المتلقية . فلقد وجد أن بويضة البقرة صالحة للقيام كبويضة بديل للبوبضة البشرية من أي إمرأة وتقبل أي نوع خلية معطاة حتي ولو كانت بشرية أو من أي حيوان ثديي آخر . لتكون الأجنةالمستنسخة أمهاتها بقر
فالعلماء يقولون : أن البويضة البقرية الملقحة بعد إندماجها كهربيا توضع في رحم أم من نفس نوع المعطي وتأخذ صفاته وليس صفات البقر . وبويضة البقرة أنسب لأنها كبيرة ورخيصة ويسهل الحصول عليها وقد إستخدمت لإنتاج خنازير وغنم وقرود . وإستعمال بويضات البقر وتوفرها سوف يسهل و يسمح بإجراء التجارب علي الإستنساخ البشري مستقبلا . فلقد سبق دوللي قبل إستنساخها 1277 تجربة إستنساخ قبل نجاح تجربتها .
وخشية أن تكون عملية النقل النووي غيركافية فلقد إستحدث العلماء تقنية جديدة أطلق عليهاعملية بلاستومير (فصل الأجنة ) Blastomere Separation لإستنساخ البشر. وتتم بإنتاج البويضة المخصبة لتنتج جنينا في دوره النمو المبكر.و يفتح غشاؤها الخارجي pellucid ثم يقسم لعدة أجنة متطابقة وراثيا يطلق عليهاالأجنة المنفصلة المتطابقة (بلاستوميرات) Blastomeres وكل واحد منها ينمو لجنين مستقل ويتكون له ???? pellucida صناعيا ليغلفه. ولما يصبح كل جنين مستقرا في النمو. يزرع في رحم الأم البديل. وعدد هذه الأجنة المنفصلة المتطابقة قد لا يكون محدودا. لأن كل جنين جديد يحصل عليه يمكن أن ينقسم مرة ثانية لعدة أجنة متطابقة . كما يمكن أيضا.. استخلاصها لإنتاج واستنساخ أجنة متطابقة (نسخ طبق الأصل) جديدة. وهذه الطريقة أرخص. ويمكنها أن تجعل عملية الاستنساخ أكثر قدرة وكفاءة .فلو نجحت طريقة النقل النووي أو الانفصال الجنيني في استنساخ البشر . فهذا معناه أنه سيكون واقعا مقبولا عالميا .وعلماؤه سيمارسونه بكفاءة
فقبل الاستنساخ كان إجراء عمليات الهندسة الوراثية( الجينية) في كائن حي سواء أكان نباتا أو حيوانا. و قد تصيب الهدف أو تحيد عنه .لأنها كانت محاولة لإدخال جين مطلوب في مكانه الصحيح بالخلية المستهدفة . وليكن في نعجة علي سبيل المثال .فقد كانت عمليات الهندسة الجينية تتم بحقن المادة الوراثية (دنا) في البويضة أو الجنين . وعندما ينمو الحيوان يري العلماء التغير الجيني الذي يظهر ومدي تأثيره عليه وعلي نسله من بعده. عكس الاستنساخ الذي يحول أي خلية حية إلي حيوان عن طريق حقن الدنا (DNA) في خلية توضع في طبق بتري (طبق زجاجي) بدلا من حقنها في بويضة كما كان يتبع سابقا في الهندسة الوراثية . فعندما نحصل علي خلايا بصفات وراثية مطلوبة تدمج مع بويضة منتزعة منها كروموسوماتها ليصبح الحيوان المستنسخ خلايا جسمه كله بها صفات الخلية المستنسخة . وقبل ولادة (دوللي) لم يستنسخ حيوان ثديي واحد بنجاح.
وفي الحياة الطبيعية ليست كل الكائنات الحية تتبع في تكاثرها الاستنساخ الذاتي كما في البكتريا والخميرة لكن هناك كائنات أكبر يتم فيها هذا الاستنساخ كما في القواقع والجمبري رغم أن التكاثر الجنسي هو السمة والوسيلة الطبيعية السائدة و الوحيدة للحفاظ علي الإرث الجيني للأنواع. لأن الأنواع التي تتكاثر لاجنسيا (بالإنقسام الخلوي الذاتي) يموت معظمها أوتنقرض. بينما نجد حشرة المن(الأرقة ) التي تمتص عصير النباتات رغم أنها تتناسل بالاستنساخ الذاتي لإنتاج نساءل متطابقة معظم الوقت. إلا أنها تتبع خلال بعض أجيالها التكاثر الجنسي وعلي فترات لتحافظ علي مخزونها الجيني وتجدده أوتحسنه
إستنساخ الباندا
وعلي صعيد آخر .. يدرس العلماء إمكانية استنساخ دب الباندا العملاق، لزيادة أعداد هذا الحيوان النادر والمهدد بالانقراض. فمنذ شهور نجحت تجربة انتاج جنين لدب الباندا باستخدام بويضة أرنب، ولكن الفكرة لم تكتمل نظرا لما ثار حولها من جدل في الصين الموطن الأصلي لهذا النوع من الدببة علاوة علي أن نجاح هذا الأسلوب في إنتاج أشبال حية للدب غير مضمون. ويعتبر التوصل لوسيلة لإنقاذ دب الباندا من الانقراض من أكبر التحديات التي تواجه علماء الحيوان بالصين . لأن تلك الفصيلة من الدببة رمزمن أغلى الرموز الوطنية هناك . ولاسيما وأنها تعاني من صعوبة شديدة في التكاثر. لهذا عندما أعلنت الصين في العام الماضي نجاحها في إنتاج جنين لدب الباندا العملاق بالاستعانة بتكنولوجيا الاستنساخ .إعتبرته إنجازا غير مسبوق لإنقاذ هذا الدب من الانقراض وقال العلماء الصينيون إنهم في طريقهم لإنتاج أول باندا مستنسخة خلال الثلاث سنوات القادمة .
لكن أكثر الباحثين في الصين وخارجها يشككون في إمكانية نجاح هذا الأسلوب. لأن من أكبر المشاكل التي تعترض طريق نجاح الفكرة هي إيجاد مضّيف يصلح لاحتضان جنين الباندا المستنسخ. فعلى الرغم من استخدام بويضة أرنب لإنتاج الجنين إلا أن اختلاف الحجم وفترة الحمل بين الحيوانين سيحول دون استخدام أنثى أرنب لحضانة البيضة المخصبة. كما أنه من النادر جدا أن يكتمل حمل إناث الباندا في العادة . مما دعا العلماء الصينيين للبحث عن حيوان بديل لحمل أجنة الباندا.وحتى الآن لم يتمكنوا من تحقيق فكرة استنساخ حيوانات داخل أنواع أخرى. وهذه المخاوف من انقراض الباندا في بيئته الطبيعية قد جعلت الصين تمنع قطع الأشجار في المناطق التي يعيش فيها هذا الدب وتحد من صيده
اما عن ذكر النعجة دوللي فحبيت اذكر هالمعلومات عنها:
مثلما كان اعلان خروجها للحياة مثيراً للجدل والخلاف لقيت النعجة (الشابة) دوللي حتفها الجمعة 14 شباط 2003
بايدي من استنسخوها رحمة بها بعد اكتشاف اصابتها بمرض صدري حاد لا يصيب الا النعاج المتقدمة في السن
ليخلف موتها عاصفة من الجدل تزيد عن تلك التي أحدثها قدومها الى الوجود.... وسوف يتم وضع جثتها في متحف اسكتلندا الوطني في أدنبرة...
وجاء قتل دوللي التي اشتهرت بكونها اول حيوان ثديي يتم استنساخه من خلايا حيوان أخر بالغ بقرار علماء معهد روزالين الاسكتلندي بعد ان أظهرت الفحوص البيطرية أنها مصابة بمرض صدري وان حالتها سيئة ومتدهورة
مما فتح الجدل حول كيفية قياس العمر الحقيقي للحيوانات المستنسخة ومخاطر إصابتها بالشيخوخة المبكرة....
وذكر بيان من المعهد الذي قام باستنساخ النعجة عام 1996 ان الاطباء قرروا انهاء حياتها بعد ان ناهزت 6 سنوات بحقنة قاتلة بعد اكتشاف اصابتها بمرض التهاب رئوي حاد
كانت النعجة قد ولدت في الخامس من تموز 1996 وكشف النقاب عن وجودها بعد استنساخها بأكثر من سبعة أشهر وقد ولدت دوللي حملاً لها 1998 ثم أتبعته بثلاثة عام 1999 ولكن في عام 2002 تدهورت حالتها الصحية وتم تشخيص اصابتها بمرض الروماتيزم...وكان متوسط عمرها ما بين 11 الى 12 عام وإن العدوى الرئوية تنتشر بين النعاج المتقدمة في العمر وخاصة التي تعيش في الاسر وليست في بيئة المراعي الطبيعية المفتوحة
الأستنساخ وسباق الخيول
ضمن محاولات الولوج في عالم الرياضة من قبل علماء البايولوجيا والاستنساخ، ذكرت وكالة رويترز أن علماء إيطاليون نجحوا في استنساخ أول حصان في العالم، وأنهم تلقوا عروضا لاستنساخ مجموعة من الخيول الأصيلة الممتازة، مما قد يؤثر تأثيرا بالغا في سباقات الخيل التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات. وقال سيزر غالي الذي أعلن فريقه في معهد تكنولوجيا التكاثر ولادة أول مهرة مستنسخة في شهر أيلول الماضي أطلقوا عليها اسم "بروميتيا" إن العلماء الذين يضمهم فريقه لديهم الخبرة التكنولوجية اللازمة لاستنساخ أشهر خيول السباق في العالم. وأضاف "أعتقد أن هذا أقرب وأوضح تطبيق لاستنساخ الخيول". يذكر أن بروميتيا أول حصان يستنسخ بنجاح من خلية حيوان بالغ وأول حيوان تحمله وتلده أمه التي استنسخ منها. وأثار مولد المهرة المستنسخة الذي كلف 100 ألف يورو (113.5 ألف دولار) القلق في عالم سباقات الخيل خوفا من أن تنتشر الخيول المستنسخة وتقلل بشكل كبير من ندرة الخيول النقية السلالة التي تتفوق في سباقات الخيول مما قد يقوض رياضة سباق الخيل. وأوضح غالي مدير الفريق "لقد اتصل بنا بالفعل أشخاص مهتمون باستنساخ مثل هذه الخيول.. إنه إجراء آمن وبسيط"، مشيرا إلى أن "50% من خيول السباق تشكلها خيول الخصاء، لذا لن تتمكن من التناسل وبالتالي فإن الاستنساخ خيار حقيقي". وكثيرا ما تخصى الخيول للحد من الخيول ذات التركيب الوراثي الواحد أو للتحكم في سلوك الخيل. وقال غالي إن الاستنساخ قد يكون بديلا للحمل لهذه الخيول
الفصل الثاني
الاستنساخ
استنساخ الأجنة هو توأمة صناعية أشبه بطريقة تخليق التوائم طبيعيا. لأن الطبيعة أعظم مستنسخ للتوائم حيث البويضة المخصبة تنشطر بسبب مجهول ليتكون توأمين متطابقين . وكل منهما متطابق مع الآخر جينيا . لكن في الإستنساخ تتم عملية التوأمةالمقصودة معمليا.
تقنية الاستنساخ مازالت تحت التطوير لدرجة لايمكن محاولة إجرائه علي البشر لخطورته. لأن كل التجارب علي الحيوانات قد فشلت أو أسفرت عن أجنة مشوهة. حتي إستنساخ الأعضاء والأنسجة من الخلايا الجذعية بالأجنة فيه خطورة كما جاء في مجلة (ساينس) .
ورغم أن تقنية الإستنساخ قد أجريت علي عدة حيوانات لكنها مازالت تحبو ولم تتطور. وآليته لم تفهم بعد .و طريقته بإنتزاع مادة الدنا من نواة خلية البويضة للأم لتحل محلها مادة ( (DNAدنا الأب الإفتراضي المستخلصة من خلاياه ولاسيما خلايا الجلد . ثم يسلط علي الخلية الملقحة شحنات كهروبائية لشحذ عملية الإنقسام كأي جنين عادي . ثم توضع في محلول ملحي لتنقسم وتوضع في رحم الأم الحاضنة بطريقة تشبه تماما تقنية أطفال الأنابيب . لكن من التجارب التي أجريت علي الخمسة أنواع من الثدييات قد أسفرت عن فرص نجاح متدنية. لأن الغالبية العظمي من هذا الحمل الإستنساخي يتعرض للمخاطر للجنين والأم . ولاسيما وأن الجنين قد يكون أكبر من أي جنين عادي مما يمزق الرحم. ويمكن أن ينتفخ بالسوائل . لهذا كل حمل إستنساخي يتعرض للإجهاض التلقائي .
ولقد كانت النعجة دوللي أول حمل إستنساخي ناجح من بين 247تجربة حمل .فأقل من 1%من الحيوانات المستنسخة عاشت فترة الحمل. لكن معظمها تعرض لشذوذ في وظائف الكبد ومشاكل في القلب والأوعية الدموية وقلة نمو الرئة ومرض السكر وعوز في جهاز المناعة وعيوب جينية خفية . فكثير من الأبقار التي إستنسخت كانت تعانب من عيوب خلقية بالرأس ولم تعش طويلا حسب متوسط العمر لمثيلها من الأبقار الطبيعيين.
أما المواليد العاديون فيتكونون من إرتباط جينات الحيوان المنوي للأب وبويضة الأم. وهذه الجينات تطبع بطريقة غير معلومة تماما متحاشية أي تشويش أو إرتباك مابين جينات الأم وجينات الأب . لكن في عملية الإستنساخ هذه الطباعة للجينات لاتجري بطريقة سليمة ولايمكن فحص هذه المشكلة في أي جنين لعدم وجود شواهد تدل عليها .
لكن هل يصبح الطفل المستنسخ نسخة طبق الأصل لوالديه ؟. ليس هذا صحيحا . لأن 99,9%سيكون متطابقا جينيا مع والديه بسبب وجود جينات هامة سوف تساهم فيها البويضة وهذه الجينات ستستقر خارج نواة البويضة الملقحة . لهذا توجد تحذيرات من أخطار الإستنساخ جعلت العلماء يحذرون من إستنساخ البشر خشية وقوع شذوذ جيني لاتعرف عواقبه و يصعب إكتشافه في الحيوان المستنسخ
استنساخ الأجنة
إستنساخ الأجنة تقول صحيفة الديلي تلجراف البريطانية حول الاستنساخ العلاجي من أن فريقا سيتوصل إلى استنتاجات حول الفوائد العلاجية من بعض عمليات الاستنساخ للأجنة رغم الاعتراضات الأخلاقية التي ستواجهها.بالرغم من أن الاستنساخ العلاجي يختلف عن الاستنساخ التكاثري . لأنه لا يهدف انتاج نسخة كاملة من البشر بل يهتم فقط بالمراحل الأولى للأجنة التي يمكن الاستفادة من خلاياها الأساسية(الجذعية) Stem cells التي بإمكانها التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا والأنسجة والأعضاء والعظام والعضلات والأعصاب مما يؤدي هذا التطور العلمي الحالي إلى ثورة في مجال الطب بتطوير هذه الخلايا الأساسية الجنينية لتنمية أنسجة و أعضاء بشرية متخصصة تستخدم في عمليات زراعة الأعضاء .فهذه التقنية ستنتج أنسجة لا يرفضها جسم الإنسان من خلال أخذ الحامض النووي دنا DNAمن المريض واستخدامه للحصول على جنين مستنسخ.وتعترض الكنيسة الكاثوليكية على التضحية بجنين من أجل الحصول على خلايا أو عضو جسدي . ويعلق بيتر جاريت الناطق باسم منظمة لايف المعارضة للإجهاض قائلا : إن استخدام الاجنة المستنسخة لانتاج أنسجة بشرية في عمليات زراعة الاعضاء يشبه إلى حد كبير أكل لحوم البشر . لكن مجلس نافيلد لأخلاقيات العلوم الحيوية يدافع قائلا:إن استنساخ القليل من الخلايا لا يماثل استنساخ الانسان .ولا يهدف إنتاج نسخة كاملة من البشر، بل يهتم فقط بالخلايا التب بإمكانها التطور إلى أنواع مختلفة من الحلايا لإستخدامها في تحقيق تقدما كبيرا في علاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية كمرض الرعاش (باركنسون ) والخرف(الزاهيمر) وإستبدال عضلات القلب والشرايين التالفة .
الأستنساخ العلاجي
نشرت مجلة( سينتفيك أمريكان ) مؤخرا مقالا مثيرا بعنوان (أول جنين مستنسخ) يدور حول إستنساخ أجنة بشرية في مراحلها المبكرة. وهذه الأجنة تتولد من البويضات بطريقة يطلق عليها الإستنساخ العلاجي Therapeutic cloning. وهذه العملية تتم من خلال تقنية تكنولوجيا الخلية المتطورة Advanced Cell Technology حيث إستخدم العلماء تقنية النقل النووي nuclear transplantation الذي يعرف بالإستنساخ cloning. ويقول العالمان جوس سيبيلي و مايكل كارول إيزيللي بعد تلقيح الخلية المفرغة النواة شاهدا تحت الميكروسكوب كرات من خلايا منقسمة لاتري بالعين المجردة. وهذه تعتبر أول أجنة بشرية أنتجت وأستنسخت في أكتوبر عام 2001. ولما وصلت كل كرة لمرحلة الإنقسام وصل عدد خلاياها 100 خلية بكل كرة جنينية. أطلق عليها بلاستوسستات (خلايا جنينية متحوصلة) blastocysts. وهي عبارة عن أجنة في مراحلها الأولي المبكرة. ويهدف العالمان إستخلاص خلايا جذعية بشرية من هذه الأجنة المبكرة. وزراعتها لتنتج الأعصاب والأعضاء والأنسجة الحيوية. وهذه الخلايا الجذعية البشرية human stem cells ستكون في بنوك لإنتاج الأعضاء وقطع الغيار البشرية. ولسوء الحظ أحد هذه الأجنة في تجربة مثيرة إنقسم لمرحلة ست خلايا وتوقف نموه .لكن هذه الخطوةالرائدة تعتبر فجرا جديدا بالطب والعلاج الإستنساخي . لأن العالمين إستطاعا حث هذه البويضات البشرية كهربائيا للإنقسام دون التلقيح بالحيوانات المنوية وإنتاج كرات (العلقة) من الأجنة بدون النطفة.
فالإستنساخ العلاجي يستهدف إستعمال مادة جينية من خلايا المريض نفسه لإنتاج خلايا جزر البنكرياس لعلاج السكر أو خلايا عصبية لإصلاح العمود الفقري التالف . وهو غير الإستنساخ التكاثري reproductive cloningالذي يستهدف إدخال وزراعة جنين مستنسخ في رحم إمرأة لولادة طفل مستنسخ . وهذه التقنية التي تتبع في هذا الإستنساخ التكاثري تمثل مخاطرة للأم الحاضن للجنين. كما تشكل خطورة علي الجنين نفسه . لهذا أكثر علماء الإستنساخ يعارضون فكرة الإستنساخ البشري التكاثري . لكن الإستنساخ العلاجي يجد قبولا لدي كثيرين من العلماء ورجال الدين. لأنه لايقتل أجنة كاملة النمو ولايمس الموروث الجيني للبشر كما خلقه الله أو يتلاعب في مورثاته التي ميزتنا وجعلتنا بشرا. وكان العالمان قد إستشارا علماء الأخلاق والإجتماع لإجراء تجاربهما حتي لايقعا في محاذير دينية أوأخلاقية لإستنساخهما أجنة بشرية.
وكانت الخطوة التالية إختيار إمرأة ترغب في التبرع ببويضات تستعمل في عملية الإستنساخ وإختيار أشخاص راغبين في التبرع بخلاياهم لإستنساخها. وهذه الخلايا الجسدية تؤخذ عادة من الجلد. وقد تبدو هذه العملية الإستنساخية سهلة. إلا أنها تعتمد علي عدة عوامل صغيرة لا يفهم بعضها حتي الآن. لأن من أساسيات تقنية النقل النووي إستخدام إبر دقيقة خاصة لشفط المادة الجينية من البويضة الناضجة لتفريغها
من النواة. ثم حقن النواة المستخلصة من خلية المتبرع. وغالبا بقية خلية البويضة المفرغة من نواتها في ظروف خاصة قد تجعلها تنقسم بعد ذلك. كما أن البويضات والخلايا الجسدية تؤخذ من اشخاص معافين ليس لديهم أمراض. والمرأة المتبرعة ببويضاتها تحقن بهورمونات أنثوية لتعطي عشر بوبضات في الحيض الواحد بدلا من 1-2 بويضة في الحالات العادية. كما أن الخلية الجسدية (الفيبروبلاست fibroblast) البالغة تؤخذ من الجلد عندما تبدأ في الإنقسام. ــــــــــورغم أن العالمين قاما بإدخال الخلية الفيبروبلاست في البويضة المفرغة إلا أنهما قاما في بعض التجارب بحقن خلايا تجمعية cumulus cellالتي تتعلق بالبويضات النامية في المبيض. وهذه الخلايا متناهية لدرجة يمكن حقتها بالكامل في البويضة المفرغة . وهذه التجارب أجريت علي 71 بويضة قبل إجراء التجارب الفعلية علي ثمانية بويضات خصبت بالخلايا التراكمية بهذه الطريقة أسفرت بويضتان منها عن تكوين علقات ( أجنة مبكرة) . كل منها إنقسمت لأربع خلايا وواحدة إنقسمت لستة خلايا قبل أن تتوقف جميعها عن النمو. وكان العالمان قد حاولا إجراء التلقيح العذري (الذاتي) Parthenogenesis عن طريق حث البويضات البشرية للإنقسام إلي أجنة مبكرة بدون إخصابها بالحيوانات المنوية كما في الإخصاب العادي أو تفريغ البويضات وإدخال خلايا المعطي كما في عملية الإستنساخ.
البرمجة الخلوية
رغم أن البويضة والحيوان المنوي بهما نصف المادة الوراثية. لكن من خلال تجربة إستنساخ النعجة دولي توصل العلماء لتقنية جديدة عن طريق إعادة برمجة جينات خلايا البالغين الجسدية لتنمو ثانية وبإستمرار . وهذه المرونة التي إكتشفت معناها أنه في يوم ما سيمكن إعادة برمجة خلايا الجلد أو الدم لتنمو لقطع غيار للأعضاء أو الأنسجة الحيوية . بدلا من استعمال جنين كامل لأخذ خلاياه الجذعية (الإنباتية )لكن هذه التقنية مازالت قيد البحث لوجود عقبات هائلة أمام تحقيقها.
فالعلماء همهم الأول تحقيق إنتصارات علمية دون وازع ديني أو أخلاقيورغم وأن محاولاتهم قد يكتنفها الفشل إلا أنهم طرقوا باب عصر الإستنساخ بعد إكتشاف جزءا من آليته ودخول دوللي من أوسع أبوابه . وماذا لو توصلوا لصناعة أرحام صناعية ؟. فهذا معناه أطفال الغد سيكونون تحت الطلب في أي وقت أو مكان .
وأخيرا .. لايسعنا إلا أن نقول قول رسولنا العظيم : تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس . وقوله حق لأن الإستنساخ قد يصبح خلطا جينيا في الأنساب. والله المستعان!
الفصل الثالث
الأستنساخ البشري هل سيصبح حقيقة
________________________________________
ما أن أطلت النعجة " دولي " - وهو اسم النعجة التي ظهرت بطريقة الاستنساخ - تغازل البشرية وتتحداها في شهر فبراير 1997 ، حتى ملأت الدنيا وشغلت الناس . والكل يسأل عن الاستنساخ . والاستنساخ باختصار هو الحصول على عدد من النسخ طبق الأصل من نبات أو حيوان أو إنسان بدون حاجة إلى تلاقح خلايا جنسية ذكرية أو أنثوية .
ورغم أن الاستنساخ موجود أصلا في الطبيعة التي حولنا ، إلا أنه أخذ بعدا آخر عندما حاول العلماء تطبيقه على الحيوان . ففي عالم النبات حالات عديدة من الاستنساخ ، كما في الصفصاف والتين البنغالي والتوت وغيرها من النباتات التي يمكن فيها أخذ جزء من النبات وزرعه ، فنحصل على نبات كامل مماثل للأصل .
كيف تمت عملية استنساخ " دولي " ؟
أخذت خلية من ثدي شاة عمرها ست سنوات . ثم نزعت نواة هذه الخلية . ثم غرسوا هذه النواة في ببيضة من شاة أخرى مفرغة من نواتها . وبعد ذلك زرعت هذه البييضة بالنواة الجديدة في رحم شاة ثالثة بعد أن مرت بعملية حضانة مخبرية .
هذا هو الاستنساخ بإيجاز شديد . ولكن ما فعله العالم الاسكتلندي ( إيان ولموت ) وفريقه ، لم يكن بالطبع بهذه البساطة فقد قاموا بالخطوات التالية :
1.أخذوا 277 بييضة مما أفرزه مبيض النعجة الأنثى ذات الرأس الأسود ، وتم تفريغها من نواتها . وأبقوا على السيتوبلازم وال???? الواقي .
2.أخذوا من ضرع نعجة بيضاء الرأس عددا من الخلايا .
3.نزعوا من كل خلية من خلايا الضرع نواتها ، ثم خدروا نشاطها .
4.غرسوا داخل كل بييضة مفرغة من نواتها نواة من خلية الضرع .. وهذه النواة تحتوي على الـ 46 صبغيا وهي ما يسمى بالحقيبة الوراثية التي تعطي جميع الخصائص الذاتية للمخلوق .
5.وضعت كل خلية في أنبوب اختبار .
6.سلطوا على الخلية في أنبوب الاختبار صعقة كهربائية ، فتحركت الخلايا للانقسام .
7.حدث الانقسام في 29 خلية فقط من أصل 277 خلية ، وبلغت هذه الخلايا مرحلة ( 8 - 10 خلايا متماثلة )
8.قاموا بزرع هذه العلقة ( 8 - 10 خلايا متماثلة ) في مكانها في الرحم .
9.من بين الـ 29 علقة ، واحدة فقط وصلت إلى إتمام النمو فولدت سخلة ( نعجة صغيرة ) تامة الخلق في شهر تموز ( يوليو ) 1996 ، وكانت تزيد 6.600 كيلو غراما ، وهي مماثلة لأمها ذات الرأس الأبيض .
10.راقب الباحثون نموها حتى بلغت الشهر السابع من العمر ، وعندها أعلنوا نجاحهم العلمي للعالم .
وانطلقت وسائل الإعلام تدوي عبر العالم ، وانقسمت ردود الفعل الأولى من مصفف للنجاح وبين رافض له .
وحققت شركة P . P . L الإنجليزية لصناعة الأدوية مكاسب كبيرة . وهي الشركة التي مولت مخبر بحوث روزلان في اسكتلندة ، حيث ولدت دولي . وارتفعت أسهم هذه الشركة غداة الإعلان بـ 13% في بورصة لندن .
ولما ظهرت صورة " دولي " على شاشات التلفاز في العالم أجمع ثار سيل عارم من الأسئلة :
فهل يعتبر هذا العمل تحديا للقدرة الإلهية ، وهل أصبح الإنسان خالقا ؟
موضوع جميل قرأته فنقلته
زاهية
عملية الإستنساخ
كان إستنساخ النعجة دوللي ثورة في عالم الإستنساخ حيث قامت حولها ضجة إعلامية غير مسبوقة . لأنها كانت قد ولدت من رحم حسب تقنية النقل النووي للخلايا الجسدية. وكانت دولي أول محاولة لإستخلاص وإستنبات أجنة صناعية تنمو لإنتاج أشخاص توأمية متشابهة ومتطابقة. ويتكون الجنين من نواة خلية المعطي (المتبرع سواء أكان ذكرا أم أنثي )التي تولج بالبويضة المفرغة من نواتها. و يطلق عليها الخلية المستقبلة . حيث تنتزع نواة البويضة بالقص بالليزرللكروموسومات التي تعتبر إحدي المكونات الوراثية للأنواع . والخلية المعطاة لابد أن تحضر بطريقة خاصة قبل إدخالها في البويضة بوضعها في محلول ملحي بدون مواد مغذية .
وتنقسم الخلية الملقحة جينيا المبكرة لتنمو لخلايا متخصصة تكون أجزاء أعضاء الجسم . ثم تكون الجسم الكامل للكائن الحي المستنسخ . والخلايا المعطاة لاتلفظها البويضة بعد تلقيحها بالنقل النووي لتصبح معدة للإندماج بتيار كهربي ينشط أيضا هذه الخلية البويضية الملقحة جينيا للإنقسام والنمو . والبويضة التي تنزع منها نواتها تفقد موروثها الجيني لتتلقي جينات الخلية المعطاة ليصبح الجنين موروثه الجيني متطابقا مع جينات الخلية المعطاة .
لكن العلماء لهم محاذيرهم علي الإستنساخ البشري بهذه التقنية . لأن تقنية النقل النووي لاتنطبق علي إستنساخ البشر . لأن التكوين الجيني لخلاياه أكثر تعقيدا من الأغنام كنوع دوللي . كما أن شريط الدنا البشري معقد جدا . إلا أن بعض العلماء يقرون بإحتمال تطبيق النقل النووي علي البشر . لأن تقنية الإستنساخ الجيني بالنقل النووي متشابهة ومستقلة عن البويضة المتلقية . فلقد وجد أن بويضة البقرة صالحة للقيام كبويضة بديل للبوبضة البشرية من أي إمرأة وتقبل أي نوع خلية معطاة حتي ولو كانت بشرية أو من أي حيوان ثديي آخر . لتكون الأجنةالمستنسخة أمهاتها بقر
فالعلماء يقولون : أن البويضة البقرية الملقحة بعد إندماجها كهربيا توضع في رحم أم من نفس نوع المعطي وتأخذ صفاته وليس صفات البقر . وبويضة البقرة أنسب لأنها كبيرة ورخيصة ويسهل الحصول عليها وقد إستخدمت لإنتاج خنازير وغنم وقرود . وإستعمال بويضات البقر وتوفرها سوف يسهل و يسمح بإجراء التجارب علي الإستنساخ البشري مستقبلا . فلقد سبق دوللي قبل إستنساخها 1277 تجربة إستنساخ قبل نجاح تجربتها .
وخشية أن تكون عملية النقل النووي غيركافية فلقد إستحدث العلماء تقنية جديدة أطلق عليهاعملية بلاستومير (فصل الأجنة ) Blastomere Separation لإستنساخ البشر. وتتم بإنتاج البويضة المخصبة لتنتج جنينا في دوره النمو المبكر.و يفتح غشاؤها الخارجي pellucid ثم يقسم لعدة أجنة متطابقة وراثيا يطلق عليهاالأجنة المنفصلة المتطابقة (بلاستوميرات) Blastomeres وكل واحد منها ينمو لجنين مستقل ويتكون له ???? pellucida صناعيا ليغلفه. ولما يصبح كل جنين مستقرا في النمو. يزرع في رحم الأم البديل. وعدد هذه الأجنة المنفصلة المتطابقة قد لا يكون محدودا. لأن كل جنين جديد يحصل عليه يمكن أن ينقسم مرة ثانية لعدة أجنة متطابقة . كما يمكن أيضا.. استخلاصها لإنتاج واستنساخ أجنة متطابقة (نسخ طبق الأصل) جديدة. وهذه الطريقة أرخص. ويمكنها أن تجعل عملية الاستنساخ أكثر قدرة وكفاءة .فلو نجحت طريقة النقل النووي أو الانفصال الجنيني في استنساخ البشر . فهذا معناه أنه سيكون واقعا مقبولا عالميا .وعلماؤه سيمارسونه بكفاءة
فقبل الاستنساخ كان إجراء عمليات الهندسة الوراثية( الجينية) في كائن حي سواء أكان نباتا أو حيوانا. و قد تصيب الهدف أو تحيد عنه .لأنها كانت محاولة لإدخال جين مطلوب في مكانه الصحيح بالخلية المستهدفة . وليكن في نعجة علي سبيل المثال .فقد كانت عمليات الهندسة الجينية تتم بحقن المادة الوراثية (دنا) في البويضة أو الجنين . وعندما ينمو الحيوان يري العلماء التغير الجيني الذي يظهر ومدي تأثيره عليه وعلي نسله من بعده. عكس الاستنساخ الذي يحول أي خلية حية إلي حيوان عن طريق حقن الدنا (DNA) في خلية توضع في طبق بتري (طبق زجاجي) بدلا من حقنها في بويضة كما كان يتبع سابقا في الهندسة الوراثية . فعندما نحصل علي خلايا بصفات وراثية مطلوبة تدمج مع بويضة منتزعة منها كروموسوماتها ليصبح الحيوان المستنسخ خلايا جسمه كله بها صفات الخلية المستنسخة . وقبل ولادة (دوللي) لم يستنسخ حيوان ثديي واحد بنجاح.
وفي الحياة الطبيعية ليست كل الكائنات الحية تتبع في تكاثرها الاستنساخ الذاتي كما في البكتريا والخميرة لكن هناك كائنات أكبر يتم فيها هذا الاستنساخ كما في القواقع والجمبري رغم أن التكاثر الجنسي هو السمة والوسيلة الطبيعية السائدة و الوحيدة للحفاظ علي الإرث الجيني للأنواع. لأن الأنواع التي تتكاثر لاجنسيا (بالإنقسام الخلوي الذاتي) يموت معظمها أوتنقرض. بينما نجد حشرة المن(الأرقة ) التي تمتص عصير النباتات رغم أنها تتناسل بالاستنساخ الذاتي لإنتاج نساءل متطابقة معظم الوقت. إلا أنها تتبع خلال بعض أجيالها التكاثر الجنسي وعلي فترات لتحافظ علي مخزونها الجيني وتجدده أوتحسنه
إستنساخ الباندا
وعلي صعيد آخر .. يدرس العلماء إمكانية استنساخ دب الباندا العملاق، لزيادة أعداد هذا الحيوان النادر والمهدد بالانقراض. فمنذ شهور نجحت تجربة انتاج جنين لدب الباندا باستخدام بويضة أرنب، ولكن الفكرة لم تكتمل نظرا لما ثار حولها من جدل في الصين الموطن الأصلي لهذا النوع من الدببة علاوة علي أن نجاح هذا الأسلوب في إنتاج أشبال حية للدب غير مضمون. ويعتبر التوصل لوسيلة لإنقاذ دب الباندا من الانقراض من أكبر التحديات التي تواجه علماء الحيوان بالصين . لأن تلك الفصيلة من الدببة رمزمن أغلى الرموز الوطنية هناك . ولاسيما وأنها تعاني من صعوبة شديدة في التكاثر. لهذا عندما أعلنت الصين في العام الماضي نجاحها في إنتاج جنين لدب الباندا العملاق بالاستعانة بتكنولوجيا الاستنساخ .إعتبرته إنجازا غير مسبوق لإنقاذ هذا الدب من الانقراض وقال العلماء الصينيون إنهم في طريقهم لإنتاج أول باندا مستنسخة خلال الثلاث سنوات القادمة .
لكن أكثر الباحثين في الصين وخارجها يشككون في إمكانية نجاح هذا الأسلوب. لأن من أكبر المشاكل التي تعترض طريق نجاح الفكرة هي إيجاد مضّيف يصلح لاحتضان جنين الباندا المستنسخ. فعلى الرغم من استخدام بويضة أرنب لإنتاج الجنين إلا أن اختلاف الحجم وفترة الحمل بين الحيوانين سيحول دون استخدام أنثى أرنب لحضانة البيضة المخصبة. كما أنه من النادر جدا أن يكتمل حمل إناث الباندا في العادة . مما دعا العلماء الصينيين للبحث عن حيوان بديل لحمل أجنة الباندا.وحتى الآن لم يتمكنوا من تحقيق فكرة استنساخ حيوانات داخل أنواع أخرى. وهذه المخاوف من انقراض الباندا في بيئته الطبيعية قد جعلت الصين تمنع قطع الأشجار في المناطق التي يعيش فيها هذا الدب وتحد من صيده
اما عن ذكر النعجة دوللي فحبيت اذكر هالمعلومات عنها:
مثلما كان اعلان خروجها للحياة مثيراً للجدل والخلاف لقيت النعجة (الشابة) دوللي حتفها الجمعة 14 شباط 2003
بايدي من استنسخوها رحمة بها بعد اكتشاف اصابتها بمرض صدري حاد لا يصيب الا النعاج المتقدمة في السن
ليخلف موتها عاصفة من الجدل تزيد عن تلك التي أحدثها قدومها الى الوجود.... وسوف يتم وضع جثتها في متحف اسكتلندا الوطني في أدنبرة...
وجاء قتل دوللي التي اشتهرت بكونها اول حيوان ثديي يتم استنساخه من خلايا حيوان أخر بالغ بقرار علماء معهد روزالين الاسكتلندي بعد ان أظهرت الفحوص البيطرية أنها مصابة بمرض صدري وان حالتها سيئة ومتدهورة
مما فتح الجدل حول كيفية قياس العمر الحقيقي للحيوانات المستنسخة ومخاطر إصابتها بالشيخوخة المبكرة....
وذكر بيان من المعهد الذي قام باستنساخ النعجة عام 1996 ان الاطباء قرروا انهاء حياتها بعد ان ناهزت 6 سنوات بحقنة قاتلة بعد اكتشاف اصابتها بمرض التهاب رئوي حاد
كانت النعجة قد ولدت في الخامس من تموز 1996 وكشف النقاب عن وجودها بعد استنساخها بأكثر من سبعة أشهر وقد ولدت دوللي حملاً لها 1998 ثم أتبعته بثلاثة عام 1999 ولكن في عام 2002 تدهورت حالتها الصحية وتم تشخيص اصابتها بمرض الروماتيزم...وكان متوسط عمرها ما بين 11 الى 12 عام وإن العدوى الرئوية تنتشر بين النعاج المتقدمة في العمر وخاصة التي تعيش في الاسر وليست في بيئة المراعي الطبيعية المفتوحة
الأستنساخ وسباق الخيول
ضمن محاولات الولوج في عالم الرياضة من قبل علماء البايولوجيا والاستنساخ، ذكرت وكالة رويترز أن علماء إيطاليون نجحوا في استنساخ أول حصان في العالم، وأنهم تلقوا عروضا لاستنساخ مجموعة من الخيول الأصيلة الممتازة، مما قد يؤثر تأثيرا بالغا في سباقات الخيل التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات. وقال سيزر غالي الذي أعلن فريقه في معهد تكنولوجيا التكاثر ولادة أول مهرة مستنسخة في شهر أيلول الماضي أطلقوا عليها اسم "بروميتيا" إن العلماء الذين يضمهم فريقه لديهم الخبرة التكنولوجية اللازمة لاستنساخ أشهر خيول السباق في العالم. وأضاف "أعتقد أن هذا أقرب وأوضح تطبيق لاستنساخ الخيول". يذكر أن بروميتيا أول حصان يستنسخ بنجاح من خلية حيوان بالغ وأول حيوان تحمله وتلده أمه التي استنسخ منها. وأثار مولد المهرة المستنسخة الذي كلف 100 ألف يورو (113.5 ألف دولار) القلق في عالم سباقات الخيل خوفا من أن تنتشر الخيول المستنسخة وتقلل بشكل كبير من ندرة الخيول النقية السلالة التي تتفوق في سباقات الخيول مما قد يقوض رياضة سباق الخيل. وأوضح غالي مدير الفريق "لقد اتصل بنا بالفعل أشخاص مهتمون باستنساخ مثل هذه الخيول.. إنه إجراء آمن وبسيط"، مشيرا إلى أن "50% من خيول السباق تشكلها خيول الخصاء، لذا لن تتمكن من التناسل وبالتالي فإن الاستنساخ خيار حقيقي". وكثيرا ما تخصى الخيول للحد من الخيول ذات التركيب الوراثي الواحد أو للتحكم في سلوك الخيل. وقال غالي إن الاستنساخ قد يكون بديلا للحمل لهذه الخيول
الفصل الثاني
الاستنساخ
استنساخ الأجنة هو توأمة صناعية أشبه بطريقة تخليق التوائم طبيعيا. لأن الطبيعة أعظم مستنسخ للتوائم حيث البويضة المخصبة تنشطر بسبب مجهول ليتكون توأمين متطابقين . وكل منهما متطابق مع الآخر جينيا . لكن في الإستنساخ تتم عملية التوأمةالمقصودة معمليا.
تقنية الاستنساخ مازالت تحت التطوير لدرجة لايمكن محاولة إجرائه علي البشر لخطورته. لأن كل التجارب علي الحيوانات قد فشلت أو أسفرت عن أجنة مشوهة. حتي إستنساخ الأعضاء والأنسجة من الخلايا الجذعية بالأجنة فيه خطورة كما جاء في مجلة (ساينس) .
ورغم أن تقنية الإستنساخ قد أجريت علي عدة حيوانات لكنها مازالت تحبو ولم تتطور. وآليته لم تفهم بعد .و طريقته بإنتزاع مادة الدنا من نواة خلية البويضة للأم لتحل محلها مادة ( (DNAدنا الأب الإفتراضي المستخلصة من خلاياه ولاسيما خلايا الجلد . ثم يسلط علي الخلية الملقحة شحنات كهروبائية لشحذ عملية الإنقسام كأي جنين عادي . ثم توضع في محلول ملحي لتنقسم وتوضع في رحم الأم الحاضنة بطريقة تشبه تماما تقنية أطفال الأنابيب . لكن من التجارب التي أجريت علي الخمسة أنواع من الثدييات قد أسفرت عن فرص نجاح متدنية. لأن الغالبية العظمي من هذا الحمل الإستنساخي يتعرض للمخاطر للجنين والأم . ولاسيما وأن الجنين قد يكون أكبر من أي جنين عادي مما يمزق الرحم. ويمكن أن ينتفخ بالسوائل . لهذا كل حمل إستنساخي يتعرض للإجهاض التلقائي .
ولقد كانت النعجة دوللي أول حمل إستنساخي ناجح من بين 247تجربة حمل .فأقل من 1%من الحيوانات المستنسخة عاشت فترة الحمل. لكن معظمها تعرض لشذوذ في وظائف الكبد ومشاكل في القلب والأوعية الدموية وقلة نمو الرئة ومرض السكر وعوز في جهاز المناعة وعيوب جينية خفية . فكثير من الأبقار التي إستنسخت كانت تعانب من عيوب خلقية بالرأس ولم تعش طويلا حسب متوسط العمر لمثيلها من الأبقار الطبيعيين.
أما المواليد العاديون فيتكونون من إرتباط جينات الحيوان المنوي للأب وبويضة الأم. وهذه الجينات تطبع بطريقة غير معلومة تماما متحاشية أي تشويش أو إرتباك مابين جينات الأم وجينات الأب . لكن في عملية الإستنساخ هذه الطباعة للجينات لاتجري بطريقة سليمة ولايمكن فحص هذه المشكلة في أي جنين لعدم وجود شواهد تدل عليها .
لكن هل يصبح الطفل المستنسخ نسخة طبق الأصل لوالديه ؟. ليس هذا صحيحا . لأن 99,9%سيكون متطابقا جينيا مع والديه بسبب وجود جينات هامة سوف تساهم فيها البويضة وهذه الجينات ستستقر خارج نواة البويضة الملقحة . لهذا توجد تحذيرات من أخطار الإستنساخ جعلت العلماء يحذرون من إستنساخ البشر خشية وقوع شذوذ جيني لاتعرف عواقبه و يصعب إكتشافه في الحيوان المستنسخ
استنساخ الأجنة
إستنساخ الأجنة تقول صحيفة الديلي تلجراف البريطانية حول الاستنساخ العلاجي من أن فريقا سيتوصل إلى استنتاجات حول الفوائد العلاجية من بعض عمليات الاستنساخ للأجنة رغم الاعتراضات الأخلاقية التي ستواجهها.بالرغم من أن الاستنساخ العلاجي يختلف عن الاستنساخ التكاثري . لأنه لا يهدف انتاج نسخة كاملة من البشر بل يهتم فقط بالمراحل الأولى للأجنة التي يمكن الاستفادة من خلاياها الأساسية(الجذعية) Stem cells التي بإمكانها التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا والأنسجة والأعضاء والعظام والعضلات والأعصاب مما يؤدي هذا التطور العلمي الحالي إلى ثورة في مجال الطب بتطوير هذه الخلايا الأساسية الجنينية لتنمية أنسجة و أعضاء بشرية متخصصة تستخدم في عمليات زراعة الأعضاء .فهذه التقنية ستنتج أنسجة لا يرفضها جسم الإنسان من خلال أخذ الحامض النووي دنا DNAمن المريض واستخدامه للحصول على جنين مستنسخ.وتعترض الكنيسة الكاثوليكية على التضحية بجنين من أجل الحصول على خلايا أو عضو جسدي . ويعلق بيتر جاريت الناطق باسم منظمة لايف المعارضة للإجهاض قائلا : إن استخدام الاجنة المستنسخة لانتاج أنسجة بشرية في عمليات زراعة الاعضاء يشبه إلى حد كبير أكل لحوم البشر . لكن مجلس نافيلد لأخلاقيات العلوم الحيوية يدافع قائلا:إن استنساخ القليل من الخلايا لا يماثل استنساخ الانسان .ولا يهدف إنتاج نسخة كاملة من البشر، بل يهتم فقط بالخلايا التب بإمكانها التطور إلى أنواع مختلفة من الحلايا لإستخدامها في تحقيق تقدما كبيرا في علاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية كمرض الرعاش (باركنسون ) والخرف(الزاهيمر) وإستبدال عضلات القلب والشرايين التالفة .
الأستنساخ العلاجي
نشرت مجلة( سينتفيك أمريكان ) مؤخرا مقالا مثيرا بعنوان (أول جنين مستنسخ) يدور حول إستنساخ أجنة بشرية في مراحلها المبكرة. وهذه الأجنة تتولد من البويضات بطريقة يطلق عليها الإستنساخ العلاجي Therapeutic cloning. وهذه العملية تتم من خلال تقنية تكنولوجيا الخلية المتطورة Advanced Cell Technology حيث إستخدم العلماء تقنية النقل النووي nuclear transplantation الذي يعرف بالإستنساخ cloning. ويقول العالمان جوس سيبيلي و مايكل كارول إيزيللي بعد تلقيح الخلية المفرغة النواة شاهدا تحت الميكروسكوب كرات من خلايا منقسمة لاتري بالعين المجردة. وهذه تعتبر أول أجنة بشرية أنتجت وأستنسخت في أكتوبر عام 2001. ولما وصلت كل كرة لمرحلة الإنقسام وصل عدد خلاياها 100 خلية بكل كرة جنينية. أطلق عليها بلاستوسستات (خلايا جنينية متحوصلة) blastocysts. وهي عبارة عن أجنة في مراحلها الأولي المبكرة. ويهدف العالمان إستخلاص خلايا جذعية بشرية من هذه الأجنة المبكرة. وزراعتها لتنتج الأعصاب والأعضاء والأنسجة الحيوية. وهذه الخلايا الجذعية البشرية human stem cells ستكون في بنوك لإنتاج الأعضاء وقطع الغيار البشرية. ولسوء الحظ أحد هذه الأجنة في تجربة مثيرة إنقسم لمرحلة ست خلايا وتوقف نموه .لكن هذه الخطوةالرائدة تعتبر فجرا جديدا بالطب والعلاج الإستنساخي . لأن العالمين إستطاعا حث هذه البويضات البشرية كهربائيا للإنقسام دون التلقيح بالحيوانات المنوية وإنتاج كرات (العلقة) من الأجنة بدون النطفة.
فالإستنساخ العلاجي يستهدف إستعمال مادة جينية من خلايا المريض نفسه لإنتاج خلايا جزر البنكرياس لعلاج السكر أو خلايا عصبية لإصلاح العمود الفقري التالف . وهو غير الإستنساخ التكاثري reproductive cloningالذي يستهدف إدخال وزراعة جنين مستنسخ في رحم إمرأة لولادة طفل مستنسخ . وهذه التقنية التي تتبع في هذا الإستنساخ التكاثري تمثل مخاطرة للأم الحاضن للجنين. كما تشكل خطورة علي الجنين نفسه . لهذا أكثر علماء الإستنساخ يعارضون فكرة الإستنساخ البشري التكاثري . لكن الإستنساخ العلاجي يجد قبولا لدي كثيرين من العلماء ورجال الدين. لأنه لايقتل أجنة كاملة النمو ولايمس الموروث الجيني للبشر كما خلقه الله أو يتلاعب في مورثاته التي ميزتنا وجعلتنا بشرا. وكان العالمان قد إستشارا علماء الأخلاق والإجتماع لإجراء تجاربهما حتي لايقعا في محاذير دينية أوأخلاقية لإستنساخهما أجنة بشرية.
وكانت الخطوة التالية إختيار إمرأة ترغب في التبرع ببويضات تستعمل في عملية الإستنساخ وإختيار أشخاص راغبين في التبرع بخلاياهم لإستنساخها. وهذه الخلايا الجسدية تؤخذ عادة من الجلد. وقد تبدو هذه العملية الإستنساخية سهلة. إلا أنها تعتمد علي عدة عوامل صغيرة لا يفهم بعضها حتي الآن. لأن من أساسيات تقنية النقل النووي إستخدام إبر دقيقة خاصة لشفط المادة الجينية من البويضة الناضجة لتفريغها
من النواة. ثم حقن النواة المستخلصة من خلية المتبرع. وغالبا بقية خلية البويضة المفرغة من نواتها في ظروف خاصة قد تجعلها تنقسم بعد ذلك. كما أن البويضات والخلايا الجسدية تؤخذ من اشخاص معافين ليس لديهم أمراض. والمرأة المتبرعة ببويضاتها تحقن بهورمونات أنثوية لتعطي عشر بوبضات في الحيض الواحد بدلا من 1-2 بويضة في الحالات العادية. كما أن الخلية الجسدية (الفيبروبلاست fibroblast) البالغة تؤخذ من الجلد عندما تبدأ في الإنقسام. ــــــــــورغم أن العالمين قاما بإدخال الخلية الفيبروبلاست في البويضة المفرغة إلا أنهما قاما في بعض التجارب بحقن خلايا تجمعية cumulus cellالتي تتعلق بالبويضات النامية في المبيض. وهذه الخلايا متناهية لدرجة يمكن حقتها بالكامل في البويضة المفرغة . وهذه التجارب أجريت علي 71 بويضة قبل إجراء التجارب الفعلية علي ثمانية بويضات خصبت بالخلايا التراكمية بهذه الطريقة أسفرت بويضتان منها عن تكوين علقات ( أجنة مبكرة) . كل منها إنقسمت لأربع خلايا وواحدة إنقسمت لستة خلايا قبل أن تتوقف جميعها عن النمو. وكان العالمان قد حاولا إجراء التلقيح العذري (الذاتي) Parthenogenesis عن طريق حث البويضات البشرية للإنقسام إلي أجنة مبكرة بدون إخصابها بالحيوانات المنوية كما في الإخصاب العادي أو تفريغ البويضات وإدخال خلايا المعطي كما في عملية الإستنساخ.
البرمجة الخلوية
رغم أن البويضة والحيوان المنوي بهما نصف المادة الوراثية. لكن من خلال تجربة إستنساخ النعجة دولي توصل العلماء لتقنية جديدة عن طريق إعادة برمجة جينات خلايا البالغين الجسدية لتنمو ثانية وبإستمرار . وهذه المرونة التي إكتشفت معناها أنه في يوم ما سيمكن إعادة برمجة خلايا الجلد أو الدم لتنمو لقطع غيار للأعضاء أو الأنسجة الحيوية . بدلا من استعمال جنين كامل لأخذ خلاياه الجذعية (الإنباتية )لكن هذه التقنية مازالت قيد البحث لوجود عقبات هائلة أمام تحقيقها.
فالعلماء همهم الأول تحقيق إنتصارات علمية دون وازع ديني أو أخلاقيورغم وأن محاولاتهم قد يكتنفها الفشل إلا أنهم طرقوا باب عصر الإستنساخ بعد إكتشاف جزءا من آليته ودخول دوللي من أوسع أبوابه . وماذا لو توصلوا لصناعة أرحام صناعية ؟. فهذا معناه أطفال الغد سيكونون تحت الطلب في أي وقت أو مكان .
وأخيرا .. لايسعنا إلا أن نقول قول رسولنا العظيم : تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس . وقوله حق لأن الإستنساخ قد يصبح خلطا جينيا في الأنساب. والله المستعان!
الفصل الثالث
الأستنساخ البشري هل سيصبح حقيقة
________________________________________
ما أن أطلت النعجة " دولي " - وهو اسم النعجة التي ظهرت بطريقة الاستنساخ - تغازل البشرية وتتحداها في شهر فبراير 1997 ، حتى ملأت الدنيا وشغلت الناس . والكل يسأل عن الاستنساخ . والاستنساخ باختصار هو الحصول على عدد من النسخ طبق الأصل من نبات أو حيوان أو إنسان بدون حاجة إلى تلاقح خلايا جنسية ذكرية أو أنثوية .
ورغم أن الاستنساخ موجود أصلا في الطبيعة التي حولنا ، إلا أنه أخذ بعدا آخر عندما حاول العلماء تطبيقه على الحيوان . ففي عالم النبات حالات عديدة من الاستنساخ ، كما في الصفصاف والتين البنغالي والتوت وغيرها من النباتات التي يمكن فيها أخذ جزء من النبات وزرعه ، فنحصل على نبات كامل مماثل للأصل .
كيف تمت عملية استنساخ " دولي " ؟
أخذت خلية من ثدي شاة عمرها ست سنوات . ثم نزعت نواة هذه الخلية . ثم غرسوا هذه النواة في ببيضة من شاة أخرى مفرغة من نواتها . وبعد ذلك زرعت هذه البييضة بالنواة الجديدة في رحم شاة ثالثة بعد أن مرت بعملية حضانة مخبرية .
هذا هو الاستنساخ بإيجاز شديد . ولكن ما فعله العالم الاسكتلندي ( إيان ولموت ) وفريقه ، لم يكن بالطبع بهذه البساطة فقد قاموا بالخطوات التالية :
1.أخذوا 277 بييضة مما أفرزه مبيض النعجة الأنثى ذات الرأس الأسود ، وتم تفريغها من نواتها . وأبقوا على السيتوبلازم وال???? الواقي .
2.أخذوا من ضرع نعجة بيضاء الرأس عددا من الخلايا .
3.نزعوا من كل خلية من خلايا الضرع نواتها ، ثم خدروا نشاطها .
4.غرسوا داخل كل بييضة مفرغة من نواتها نواة من خلية الضرع .. وهذه النواة تحتوي على الـ 46 صبغيا وهي ما يسمى بالحقيبة الوراثية التي تعطي جميع الخصائص الذاتية للمخلوق .
5.وضعت كل خلية في أنبوب اختبار .
6.سلطوا على الخلية في أنبوب الاختبار صعقة كهربائية ، فتحركت الخلايا للانقسام .
7.حدث الانقسام في 29 خلية فقط من أصل 277 خلية ، وبلغت هذه الخلايا مرحلة ( 8 - 10 خلايا متماثلة )
8.قاموا بزرع هذه العلقة ( 8 - 10 خلايا متماثلة ) في مكانها في الرحم .
9.من بين الـ 29 علقة ، واحدة فقط وصلت إلى إتمام النمو فولدت سخلة ( نعجة صغيرة ) تامة الخلق في شهر تموز ( يوليو ) 1996 ، وكانت تزيد 6.600 كيلو غراما ، وهي مماثلة لأمها ذات الرأس الأبيض .
10.راقب الباحثون نموها حتى بلغت الشهر السابع من العمر ، وعندها أعلنوا نجاحهم العلمي للعالم .
وانطلقت وسائل الإعلام تدوي عبر العالم ، وانقسمت ردود الفعل الأولى من مصفف للنجاح وبين رافض له .
وحققت شركة P . P . L الإنجليزية لصناعة الأدوية مكاسب كبيرة . وهي الشركة التي مولت مخبر بحوث روزلان في اسكتلندة ، حيث ولدت دولي . وارتفعت أسهم هذه الشركة غداة الإعلان بـ 13% في بورصة لندن .
ولما ظهرت صورة " دولي " على شاشات التلفاز في العالم أجمع ثار سيل عارم من الأسئلة :
فهل يعتبر هذا العمل تحديا للقدرة الإلهية ، وهل أصبح الإنسان خالقا ؟