المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب يروي قصة نجاح اكبر مشروع على شبكة الانترنت في وقتنا المعاصر.



رامي
25/10/2007, 04:29 PM
كتاب يروي قصة نجاح اكبر مشروع على شبكة الانترنت في وقتنا المعاصر.

يتناول الكتاب قصة نجاح اكبر مشروع على شبكة الانترنت في وقتنا المعاصر ويدور بنا في فلك تكوين مؤسسة غوغل الكبيرة التي أصبحت لأسهمها قيمة أكبر من تلك المتوفرة لشركتي جنرال موتورز وديزني لاند مجتمعتين في اقل من ستة أعوام. ويتعرض إلى قصة نجاح تكررت كثيرا
في أمريكا واعتمدت على الإيمان بفكرة ما حتى ولو كانت مجنونة مع المثابرة والجهد بالإضافة إلى التفكير العقلاني واستغلال الفرص المتاحة والانخراط في العمل المضني لتنفيذها.
ولا تغيب عن الكاتب روح الدعابة فعلى الرغم من تناوله لأدق التفاصيل الفنية والاقتصادية في طريق تكوين المؤسسة والسبل التي حصلت بها على التمويل اللازم لتنمو وتترعرع، فانه يستعرض فيه كيف يتناول العاملون في غوغل الغذاء في حجرة طعام يشرف عليها طباخ فرقة الروك الشهيرة "ذا غريتفول ديد" و يتنقلون للشركة كل صباح على أحذية التزلج و السكوترز.
ويتطرق كاتبا الكتاب ديفيد فيس ومارك مالسيد للكيفية التي كون لاري بيج Larry Page وسيرجي برين Sergey Btin طالبا الدكتوراه في جامعة ستانفورد Stanford University المؤسسة واستخدامهما لأفضل تقنيات علم الكمبيوتر وأحسنها سواء فيما يختص بالأجهزة والمعدات أو البرمجيات لأحدث ثورة في طريقة تخزين وترتيب المعلومات للوصول إليها في اقل وقت من أي مكان حول العالم عن طريق ابتكار الغوريزم خاص أطلقا عليه طريقة ترتيب صفحات الويب.
ومن وجهة نظر الكاتبين فان الاختراعات والمشاريع التي نجحت واحدثت ثورة تكنولوجيا جبارة خلال العقد الأخير اعتمدت على التعاون بين فردين لا على عالم او شخص واحد وحسب كما كان في الماضي.
ويشيران الى ان الماضي شهد اختراع اديسون للمصباح الكهربائي وغرهام بيل للهاتف بمفردهما اما الحاضر فقد شهد تعاون بيل غيتس و بول آلان لتكوين مايكروسوفتوستيف جوبس وستيف وزنياك لانشاء مؤسسة ابل ماكنتوش.
وعلى غرار ذلك يحكي الكاتبان كيف التقى لاري بيج وسيرجي برين في جامعة ستانفورد خلال عزمهما الحصول على شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر واتفاقهما على تحويل مشروع الحصول على الدكتوراه إلى مشروع ضخم يفيد العالم.
يؤكد الكاتبان في المقدمة أن موقع غوغل تغلغل في نسيج الحياة اليومية لملايين البشر حتى أصبح من المستحيل الاستغناء عنه، فالسرعة التي يتم بها الاستجابة للملايين من طلبات البحث التي تتم كل ثانية من أماكن متفرقة حول العالم في نظريهما هي ضرب من ضروب السحر.
ويلفتان إلى أن استخدام الملايين لموقع غوغل بأكثر من مئة لغة حول العالم دفع الكثيرين إلى اعتبار أن الانترنت هي في الحقيقة غوغل. بالإضافة إلى أن استعمال لفظ غوغل بدلا من لفظ البحث على الانترنت في كثير من المواقف اليومية لملايين البشر حول العالم هو اكبر دليل على نجاح المؤسسة في تغيير الطريقة التي يفكر بها العالم.
يتناول الكتاب كذلك كيفية صناعة ماكينة البحث الخاصة بغوغل وكيفية انتصارها على منافسيها الذين كانوا على استعداد لبذل قصارى الجهد والمال للوصول إلى الأمر ذاته بالإضافة إلى مستقبل الموقع والخدمات التي يوفرها.
يؤكد جون هنس رئيس جامعة ستانفورد واحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة غوغل في الكتاب على تفوق وتميز الشركة من حيث طريقة الدمج بين البرمجيات التي صممت خصيصا لإتباع طريقة فريدة ومثيرة في تنظيم المعلومات واستخراجها بسرعة فائقة والماكينات والأجهزة التي تقوم بتشغيلها. ويشير إلى أن ماكينات وأجهزة الكمبيوتر في المؤسسة يتم تجميعها في أماكن سرية داخل مجمع الشركة في وادي السيلكون بكاليفورنيا، وإنها صممت خصيصا لاستغلال احدث التكنولوجيات في منظومة رائعة للوصول إلى أفضل أداء لاسترجاع المعلومات بسهولة ويسر فضلا عن السرعة الفائقة.
ويضيف أن تلك المنظومة الرائعة تعمل على استخدام برامج تقوم بتكسير أي طلب بحث من على موقع الشركة إلى مجموعة اصغر من الطلبات تقارن بسرعة شديدة بالمعلومات التي تم تخزينها وتنظيمها في وقت سابق.
ويوضح هنس أن شركة أي بي ام IBM حلت معضلة معالجة البيانات في أجهزة المين فريم Main Frame منذ عدة عقود، كما ساهمت انتل ومايكروسوفت في إحداث ثورة طورت الحاسبات الشخصية. أما اليوم ففقد وضعت الانترنت التي هي في الأساس مشروع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عددا من الشركات مثل ebay و Yahoo وAmazon في المقدمة.
في البداية يتناول الكاتبان كيف تمكن سرجي برين و لاري بيج من تحويل مشروع التخرج للدكتوراه إلى مشروع يدر بلايين الدولارات مؤكدين ضرورة تبني الأفكار الصعبة والبحث عن حلول متغيرة وبديلة بناء على مبدأ المحاولة على الرغم من استحالة التطبيق.
ويستعرض نشأة كل من سيرجي برين ولاري بيج واشتراك الاثنين في نفس الاهتمامات والطموحات بالإضافة إلى المهارات التي يكمل كل منهما بها الآخر. فسيرجي من جهة صاحب صوت عال ومنطلق يرغب دائما في أن يكون داخل دائرة الضوء ومحور اهتمام الآخرين، أما لاري فعلى النقيض هادئ ومتأمل لا يحب الكلام.
يشترك الاثنان في كونهما الجيل الثاني من مستعملي الكمبيوتر، فقد كبرا وترعرعا وهما يستخدمانه سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية كما استعمل والداهما الكمبيوتر في البيت والمنزل لحل المشاكل الرياضية الصعبة وهي بيئة لابد وان تولد عباقرة في علوم الكمبيوتر.
حضر الاثنان مدرسة مونتسوري وهي مدرسة تعمل على تخليق وتطوير ملكات الإبداع في الأطفال في سن صغيرة و مهاراتهم العقلية و الجسمية في المراهقة.
والد لاري كارل فيكتور بيج كان من أوائل الذين حصلوا على شهادة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من جامعة ميتشغان عام 1960، والدته غلوريا بيج مستشارة قواعد البيانات وعلوم الكمبيوتر.
تلقى لاري تعليمه الجامعي في جامعة ميتشغان بآن هربر في هندسة الكمبيوتر ودروس إدارة الإعمال للحصول على شهادة البكالوريوس عام 1995، وعمل كرئيس لجمعة طلاب هندسة الكمبيوتر في ولاية ميتشغان.
واستفاد لاري من عدد من الدروس التي وفرتها الجامعة منها برنامج تكوين القيادات الذي هدف إلى إمداد الطلاب بالمهارات اللازمة لكي صبحوا قادة للمجتمع.
كما استفاد خلال دراسته بجامعة ميتشغان بزملائه وأساتذته الذين لم يبخل احد منهم عليه قط بالنصيحة و الخبرة.
والدا سيرجي كانا متخصصين في العلوم والتكنولوجيا حيث عملت والدته كباحثة بمركز أبحاث جودرد لأبحاث الفضاء والطيران بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
وعملت في برنامج لمحاكاة الظروف الطبيعية التي تؤثر على السفر في الفضاء كالضغط الجوي والحرارة.
أما الأب فهو مايكل بيرن أستاذ الرياضيات بجامعة ميريلاند والذي قام بنشر عدد من الأبحاث العلمية حول حل المسائل الرياضية المعقدة ، والذي له إسهاماته في مجال الهندسة التجريدية وأنظمة الحركة.
ولا يفوت الكاتب الإشارة إلى فرار أسرة بيرن عام 1970 من روسيا هربا من موجة العداء للسامية ودور الأب في تميز وحب سيرجي في العلم والعمل والاجتهاد.
يتناول الكاتبان في الفصل الثالث من الكتاب حياة سيرجي ولاري في جامعة ستانفورد وتميزهما وتلازمهما بالإضافة إلى حبهما للجدل في كل شيء من الرياضيات إلى الفلسفة.
ويشير إلى أن التوصل إلى نظام نقل جديد للبشر والبضائع كان من أكثر الموضوعات التي أثارت وشغلت بال لاري بيج. و يمضي الكتاب في استعراض كيف شكل الاثنان فريقا للعمل على تحليل وإنزال الوصلات من شبكة الويب وهي الشبكة التي تحتوي على كمية ضخمة من المعلومات التي إستهوت مهارات الاثنين الرياضية والبرمجية.
ويشير الكتاب إلى فكرة لاري بيج التي قد يعتبرها الكثيرون فكرة مجنونة لإنزال صفحات الويب كاملة على جهازه لتحليلها وترتيبها.
وكما اخترع برنز لى الويب عام1989، توصل الاثنان إلي طريقة وأسلوب يمكن به ترتب تلك الصفحات على أساس أهميتها أطلقوا عليه اسم نظام ترتيب الصفحات على الويب.
وكانت البداية إنشاء ماكينة بحث بدائية اسمها باكراب شكلت نواه حل مشكلة البحث على الانترنت، تم تطويرها في وقت لاحق مع أستاذهما بالجامعة رجيف موتواني 30 عاما الذي تبنى سرجي منذ وصوله لستانفورد عام 1993.
واستطاع الثلاثة تطوير نموذج لماكينة البحث تعتمد على العلاقة بين المواقع لا على عدد مرات ورود كلمة البحث ومشتقاتها فيها وحسب. وتمثلت مشكلة البحث على الانترنت في عدم اهتمام مواقع البحث كياهو وألتا فيستا بإتباع أسلوب يجلب أفضل نتيجة للبحث والانشغال ببيع اكبر عدد من الإعلانات لتحقيق اكبر ربح مما دهور من ثقة متصفحي الانترنت فيها.
وأطلقا علي النموذج اسم غوغل وأتاحا استخدامه لطلبة ستانفورد.
وبسبب عدم توفر التمويل اللازم استخدم الاثنان شبكة من الكمبيوترات القديمة وضعوها في حجرة لاري بيج في مساكن الطلبة بالجامعة. وحاولا بيع المشروع لألتا فيستا أو ياهو أو اكسايت كانوا منشغلين ببيع اكبر عدد من الإعلانات على الشبكة وجمع المال بسرعة.
ورفضت ياهو المشروع لأنه كان يجلب نتيجة البحث بسرعة وهو ما كانت تتجنبه المؤسسة على موقعها الذي يهدف لإبقاء متصفحي الشبكة أطول وقت ممكن على الموقع مما يمكن أن يفقدها أرباحا. غير أن ديفيد فيلو احد مؤسسي ياهو نصحهم بإنشاء شركة خاصة تتلاءم مع طبيعة ماكينة البحث الخاصة بهم.
بعد عدة أشهر وفي أغسطس من عام 1998 تقابل سيرجي ولاري مع اندي بكتشليم احد عباقرة الكمبيوتر واحد المستثمرين الذين دعموا مؤسسة سيسكو لأجهزة الاتصالات والشبكات ومستثمري سن مايكروسيستمز.
وبعد مداولات اقتنع بكتشليم بأهمية المشروع ومنحهم شيكا بمائة ألف دولار باسم مؤسسة غوغل على الرغم من عدم الإعلان عن المؤسسة بعد. احتفل الاثنان بهذا النجاح بوجبة هامبرجر من برجر كينج واستطاعا بعد جهد جمع ما يقرب من مليون دولار من الأسرة والأصدقاء.
(تقرير واشنطن)

هشام الحرك
29/10/2007, 09:04 PM
رسالة من بريدي الخاص رغبت ارسالها الى واتا وقد بينت المصدر مع الشكر للأخت بريهان
دعوة إلى استلهام التجربة الصينية
كتاب جديد يعانق تكنولوجيا المعلومات
كتاب "الإنترنت والبحث العلمي" يغاير ما اعتدناه من مؤلفين سابقين، ويدعو إلى استلهام التجربة الصينية.
ميدل ايست اونلاين
قراءة: بريهان قمق
كتاب "الإنترنت والبحث العلمي" للدكتور عباس مصطفى صادق، الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، معني بصفة أساسية بتزويد الباحثين بمعرفة معلوماتية وتطبيقية حول طرق ووسائل استخدامات الإنترنت في البحث العلمي.

المؤلف باحث أكاديمي سوداني، له عدة دراسات مرموقة مثل دراسته البحثية المهمة "الصحافة العربية في الإنترنت" التي تعد ضرورة لأساتذة وطلاب الصحافة والإعلام، ولجميع الصحافيين في الصحف ومحطات التلفزيون والإذاعات والصحف الإلكترونية. وذلك لتطوير أدواتهم وتجديد معرفتهم باستخدامات الكومبيوتر الصحافية.

وقد بدأت كليات الإعلام العربية في تدريس هذه المادة وغيرها من التطبيقات المختلفة للتكنولوجيا في مجال الإعلام.

وبالتالي فإنه صاحب خبرة إعلامية عميقة ومعرفة حداثية في مستجدات وتطورات وسائل الاتصال الحديثة، ومن نشطاء الإنترنت المتفاعلين الذين يثيرون الدهشة والإعجاب سواء بفهمه العميق لآليات الكومبيوتر والإنترنت، أو تفاعله مع ما ينشر عربيا من مواد ثقافية وفكرية وسياسية مختلفة تؤكد عبر تعقيباته وتعليقاته اللماحة حقيقة اندماجه بتكنولوجيا المعلومات التي يطرحها في كتابه الجديد "الإنترنت والبحث العلمي" بما يغاير ما اعتدناه من مؤلفين يحتفظون دوما بمسافة باردة حيادية بين النظرية والتطبيق وبخاصة فيما يتعلق بوسائل الاتصال الحديثة.

من هنا يتجلى التفاعل كمعنى في الكتاب الجديد الذي يمكن اعتباره الأول من نوعه عربيا، منطلقا بمحتوى قائم على تحوله إلى مهارات ضرورية عند التعامل مع منطق البحث ووفق منهجية علمية.

معني بصفة أساسية بتزويد الباحثين والمهتمين بمعرفة معلوماتية نظرية وتطبيقية حول الاستخدام في البحث العلمي، منطلقا من إشكالية حداثة الإنترنت التي دخلت إلى المنطقة والثقافة العربية متأخرة (تحديدا في تسعينيات القرن الماضي) محدثة هزة وصدمة للباحثين فيما يتعلق بكيفية الحصول على المعلومات وسط هذا الفيض العارم، ومن مصادر لا تعد ولا تحصى في الشبكة العنكبوتية، وبهاجس سؤال مدى مصداقيتها وكيفية توثيقها في البحوث العلمية!

يأتي الكتاب إذن ليكون معيناً للدارسين والباحثين وسط هذا التدفق المعلوماتي الهائل، الذي بات معروفا بأنه نتاج يتشكل من الظواهر والحقائق المحسوسة أي البيانات، ومن التعليمات المطلوبة لفهم وتفسيرها وإعطائها معنى، وأمام الانفجار الواسع النطاق في الكم والنوع للمعلومات التي يجري توليدها وتوظيفها بلا انقطاع على مدار الساعة بل على مدار الدقائق.

إنها المعلومات ما تلبث أن تتكامل بشكل حيوي متصل في الحياة اليومية للإنسان /الفرد، ومن ثم المجموعة والمؤسسة والمجتمع ككل، الأمر الذي يقود البشرية إلى عصر مذهل تُمارس فيه الحياة من أبسط أشكالها إلى أعلى مستويات التعقيد بناءً على معلوماتية قائمة على استقاء البيانات من حركة الأحداث والظواهر والحقائق وتحويلها إلى معلومات، وتوظيفها على الفور.

لذلك فإن المؤلف عباس مصطفى صادق في كتابه "الإنترنت والبحث العلمي"، يستجيب لحاجة الباحثين وأساتذة وطلاب الجامعات والمهتمين العرب إلى التعامل مع مصادر المعلومات في الإنترنت بشكل مقنن وبأدوات علمية ووفق أصول منهجية كي لا يتوه الباحث وسط فيضان المعلومات أو عدم دقتها.

يتألف الكتاب من فصول ستة تتناول موضوعات متعددة متدرجة مثل: بيئة معلومات الإنترنت، محركات البحث وأدلة الإنترنت، المهارات الأولية لاسترجاع المعلومات، المكتبات الرقمية، قواعد توثيق مصادر المعلومات، والنظم البرامجية لإدارة المراجع والتوثيق الالكتروني.
بالإضافة إلى ملحقين مهمين يضمان أهم محركات البحث في الإنترنت والمواقع التي تهم الباحثين من تخصصات مختلفة.

يقدم الكتاب المعلومات الأساسية لأي مستخدم ومتصفح للإنترنت، موضحا أن نظام المعلومات في الإنترنت يتكون من شبكة الويب وبروتوكول نقل الملفات والبريد الإلكتروني ونظم الحوار عبر الشبكة والمجموعات الإخبارية وتطبيقات "الجوفر" وتطبيقات "التلينت".

كما يوضح أن شبكة الويب تتألف من ملايين المواقع ذات الأحجام والأغراض والخدمات المختلفة، إلا أنها دائماً تتضمن صفحة البداية وصفحات أخرى فرعية تسمى صفحات المحتوى.

وتتكون صفحات الويب من أجزاء ظاهرة من ضمنها أدوات التصفح وتحريك النص، وأجزاء غير ظاهرة للمستخدم هدفها مساعدة آلات البحث في التعرف على محتوى الصفحة.

ونظرا لأن الباحث، أيا كان هذا الباحث وفي أي موضوع كان، سيحتاج إلى التعامل مع ما يسمى بمحركات البحث، مبينا أهميتها وضرورتها، وخطورتها أيضا.

فهذا الحجم الهائل من المعلوماتية يستلزم باحثا متنبها واعيا بالوسائل العملية الفعالة للتعامل مع المصادر المتعددة وكم المعلومات واسترجاعها كيفية.

ويؤكد المؤلف أن برنامج محركات البحث تتيح للمستخدِم النبش عن مفردات محددة وذلك من خلال إدخال الكلمات المفتاحية الدالة على موضوع محدد للبحث ضمن مصادر الإنترنت المختلفة، قد تصل إلى ملايين المواقع، وبالتالي تعد الوسيلة المريحة والسريعة للبحث عن المعلومات وترتيبها.

كما يوضح الكتاب حقائق دليل الويب والذي يحوي روابط منظمة ومرتبة، بحسب موضوعات عامة وأخرى فرعية تؤدي إلى مصادر المعلومات. كي يتمكن من التعامل معها وفق احتياجاته المعلوماتية للبحث.

كما يقدم المؤلف تفاصيل تطور وأنواع وأسماء مواقع البحث وآلية عملها، محذرا من الاعتماد على محرك محدد، وذلك بسبب اختلاف عمل هذه المحركات والذي يعني من الأهمية بمكان الانفتاح والتجريب والإبحار عبر كل محركات البحث للحصول على نتائج أكثر تنوعا ودقة.

يتصدى الكتاب أيضاً إلى ناحية على غاية في الأهمية، وربما الأبرز في تقنية العمل البحثي أي المهارات التي يحتاجها الباحث نفسه للبحث واسترجاع المعلومات في الإنترنت.

وهنا يؤكد المؤلف على أهمية الإستراتيجية التي يضعها الباحث، فهي الطريق السحري الموصل نحو المعلومات، ومن أهمها: تحديد الموضوع، تدقيق كلماته، اختيار محرك البحث المناسب، البدء بالمواقع المعروفة، استخدام البوابات المقترحة، واستعمال محركات عدة للبحث.

وفيما يتعلق بالبحث في قواعد البيانات، ينبِّه المؤلف إلى أنه يوجد عدد كبير من تلك القواعد المتخصصة في الإنترنت، تقدم معلومات كثيرة ومعمقة، ويمكن الوصول إليها عبر محركات البحث.

وكثيراً ما تكون قواعد البيانات مرتبة بحسب الموضوعات التي تتخصص فيها، وهي توفر مجالاً مهماً وخصبا للباحث.

وبينما باتت فكرة المكتبة الرقمية واقعاً ملموساً في أنحاء العالم، أصبح للطلاب الباحثين أن يبحروا عبر المواقع الإلكترونية للجامعات ومراكز البحث المتخصصة.

وذلك لما تتمتع به المكتبة الرقمية من مزايا أهمها: الإمكانات غير المحدودة للبحث في الببلوغرافيات، وتعدد بدائل البحث وتوفره من أي مكان في العالم باستمرار مستفيدين من ميزة إلغاء عنصري الزمن والمكان، وإمكانية تخزين المعلومات واسترجاعها.

كما تتوافر أنواع من الدوريات والمجلات الرقمية، مما يسمح بالوصول إليها مباشرة أو بواسطة محركات البحث.

الإسهام العلمي الأكبر للكتاب أعتقد أنه يتمثل في شرح نماذج التوثيق العلمي السائدة في الإنترنت، والتي لا تختلف كثيراً عن تلك التي تنقل من المراجع التقليدية، إلا في علامات الترقيم التي تكتسب دلالات تختلف في المصادر الإلكترونية عنها في الورقية.

ذلك أن صفحة الويب غير مرقمة أصلاً، ولا حاجة لترقيمها ما دام عنوان الموقع وارداً.

وكما أنه ليست هناك طريقة واحدة متفق عليها لترتيب عناصر المراجع الورقية بين مختلف المؤسسات العلمية، فإن الأمر نفسه يكاد ينطبق على التعامل مع المراجع في الإنترنت.

كما يستعرض المؤلف مجموعة من أدلة التوثيق في هذا الجانب مثل دليل جمعية اللغة الحديثة MLA ودليل الجمعية السيكولوجية الأميركية APA وأدلة جامعتي شيكاغو وكولومبيا.

هذه الأدلة تفصل في طريقة توثيق المصادر في العلوم التطبيقية والاجتماعية للمعلومات المنشورة في مواقع الويب المختلفة بما في ذلك المجلات والدوريات وقواعد البيانات والصحف والمجلات ووكالات الأنباء، أو حتى في منابر الحوار ورسائل البريد الالكتروني.

الكتاب بالتأكيد يعد لبنة مهمة للمتعاملين مع الشبكة من الباحثين والذي يحتاج إلى دراسات عربية تتابع المستجدات الاتصالية التي نعايش ظهورها كل دقيقة في عالم الإنترنت.

ولم يعد مقبولا أبدا الحديث عن نقص ما يعرض على الشبكة بل علينا اكتشاف ديناميكية الاستخدام الأمثل لما يتم عرضه منطلقين من حقيقة أن المعلومة التكنولوجية دائما متجددة.

الباحث والإعلامي الدكتور عباس مصطفى صادق يؤكد في نهاية كتابة أن ما يقدمه للمتلقي العربي ليس كامل المعرفة، في زمن تتسارع معلوماته وتتدافع، لذا فإنه يطالب ويلح على بقية المهتمين استكمال عمله نظرا لاحتياج الثقافة العربية إلى تطوير الجوانب المتعددة في تكنولوجيا المعلومات.

وهو يدعو إلى الإسراع بتعريب الأدوات والبرامج بما يدعم اللغة العربية كالترجمة الآلية والتدقيق الإملائي والنحوي والتحليل الصرفي وإمكانية التعرف على الكلام وتحويله إلى نصوص والتعرف الضوئي على النصوص.

وهنا يدعو المؤلف إلى استلهام التجربة الصينية التي توشك أن تكمل بناء إنترنت خاص بها، رغم أن الصين لم تكن بلداً مسهماً في بناء الشبكة العنكبوتية خلال مراحل قيامها الأولى، وما نحتاجه إلا الإخلاص للحلم.


بريهان قمق
المصدر / ميدل ايست اون لاين
http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=8720