المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرة توقيف دولية في حق جنرالات مغاربة



هري عبدالرحيم
25/10/2007, 09:09 PM
وأخيرا حرك قاضي التحقيق الفرنسي"باتريك رامايل يوم الإثنين الماضي"- على خلفية قتل المعارض المغربي المهدي بنبركة -مذكرة اعتقال دولية في حق جنرالين مغربيين هما الجنرال القائد العام للدرك الملكي حسني بن سليمان،والجنرال عبد القادرالقادري مدير الإدارة العامة للدراسات والتوثيق:المخابرات العسكرية. كما شملت المذكرة أيضا: عبد الحق العشعاشي عضو في فرقة الموت:الكاب1" المغربية، و بوبكر الحسوني الممرض المختص في تخدير وطمس جرائم فرقة"الكاب 1" العصابة المغربية التي أسسها الحسن الثاني لتصفية معارضيه، و ميلود التونزي إسمه الحركي :العربي الشتوكي،أحد أفراد الفرقة المغربية التي كانت تسمى "الكاب1"والتي تخصصت في تصفية المعارضين للحسن الثاني..
وقد تم تحريك المذكرة يوم زيارة رئيس فرنسا للمغرب.
هذا ومعلوم أن جريمة نكراء وقعت بباريس في أكتوبر 1965،حين إلتقت المخابرات الأربع:الموساد الصهيونية،والسي أي إي الأمريكية والمغربية والفرنسية،ومعهم البوليس الفرنسي وضباط الحسن الثاني بمن فيهم وزير داخليته آنذاك :الجنرال أوفقير،الذي نفذ العملية في باريس.
وقد تم طمس الجثة لحد الآن،فيما يبذل إبن المهدي بنبركة :البشيربنمبركة جهوده الدولية من أجل الوصول إلى الحقيقة،ومعرفة أين تم إخفاء جثة أبيه.
ومن المتهمين الرئيسيين،الملك الحسن الثاني الذي أنكر في آخر حياته أي إشارة منه أو أمر بالتصفية،فيما أكد المنفذون أنهم منفذو أوامر.
وتعتبر هذه من أشهر جرائم العصر،والتي ذهي ضحيتها واحد من خيرة رجالات المغرب،الذي كان قد ضحى بنفسه من أجل الشعوب التي ترزح تحت براثين الإستعمار.

هري عبدالرحيم
26/10/2007, 02:42 AM
http://i19.servimg.com/u/f19/10/05/89/00/photos11.jpg
الجنرال حسني بنسليمان أحد الضباط الذين أصدرت في حقهم مذكرة إعتقال دولية،يشغل منصب القائد العام للدرك الملكي وهو أعلى منصب يتولاه ضابط في الجيش المغربي،ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم و.....

هري عبدالرحيم
26/10/2007, 02:44 AM
قضية المهدي بن بركة بين الطرحين الجنائي والسياسي



رغم مرور ما يقارب الأربعة عقود على عملية اختطاف واغتيال المهدي بن بركة في باريز، يوم الجمعة 29 أكتوبر 1965، فإن القضية مازالت تصنع الأحداث إلى يومنا هذا، من خلال الروايات والشهادات وانعكاسات مسار المغرب السياسي الراهن، و هذا المنحى وحده كفيل بوضع حقيقة اغتيال بن بركة في سياقها السياسي. إن التحولات التي يعرفها المشهد السياسي المغربي منذ 1997، وإعادة الاعتبار المعنوي لشخصية بن بركة، من خلال تجاوز عقدة اللسان التي كانت تصيب البعض عندما يذكر اسم المهدي بن بركة في المحافل الرسمية، ومن خلال إطلاق اسم بن بركة على أحد أجمل وأكبر شوارع مدينة الرباط، ومحاولة تصفية تداعيات القضية مع طرفين أساسيين، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعائلة بن بركة. أنتجت هذه التحولات جميعها سياقا جديدا سمح بتسرب الضوء من جديد إلى ملف اغتيال هذه الشخصية، خصوصا في السنوات الأخيرة التي أعقبت قرار الحكومة الفرنسية ، المتمثل في الرفع الجزئي لسرية الدولة عن ملف بن بركة.

سنحاول من خلال هذه المقالة، وانطلاقا من تركيب جل الأطروحات والروايات وضع عملية اختطاف واغتيال بن بركة في إطار سياقها التاريخي، الذي يمكن أن يوضح بشكل عام لماذا اغتيل بن بركة أواخر أكتوبر 1965. واعتمدنا في ذلك الوثائق الداخلية سواء المتعلقة بحزبه الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، أو بملفات دفاع الطرف المدني أو بالمقالات التي كتبت حول القضية، والموجودة في أرشيف مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد. اعتمدنا أيضا في مقاربتنا هذه لقصية بن بركة، على التصريحات والروايات الأخيرة لكل من أحمد البخاري ورؤوف أوفقير. وهدفنا من كل هذا تمكين القارئ من جل " المعلومات " ، التي نشرت حول الموضوع ، فلا يجوز أخلاقيا وسياسيا أن تتحول عملية اغتيال بن بركة إلى قصة بوليسية ، ومسألة ثأر بين أشخاص ،أو محاولة فك ألغاز عملية الاغتيال من خلال الاستدلال بالجزء على الكل ، كما يقول الفقهاء، والقراءة السياسية للقضية هي الوحيدة القادرة على إمساك الماضي بالمستقبل.

لقد أعطى بن بركة كل ما يملك لهذا الشعب ، فبادله هذا الأخير شعور الوفاء بحفر اسمه في الذاكرة المقدسة لوطن اسمه المغرب ، وكم من الرجال في وطننا من يحمل اسم المهدي. كان بن بركة شعلة من النضال والحركة داخل حزبه ، الاتحاد بما له وما عليه ، لكي يبقى ذلك النبراس الذي علقت عليه أجيال بكاملها أمل مغرب المساواة والعدل والحرية والديمقراطية، فاحتراما للتاريخ وللذاكرة ، للشعب المغربي الحق في رؤية واضحة لما وقع سنة 1965، لكي نستطيع جميعا القيام بقراءة مشتركة لهذا الحدث ونفكر بصوت عال لبناء المستقبل، فالشعور الوطني يمتد عميقا في الماضي والحاضر أيضا ، وكلنا أمل أن تقال الحقيقة ليس فقط في ما وقع لبن بركة ، بل لكل أولئك الذين لا يملكون في هذا الوطن قبرا . وعندما نفتح أرشفينا وذاكرتنا في منتصف النهار ، نستطيع أن نرى مستقبلنا جيدا ، معتزين بماضينا، أقوياء بحاضرنا، ولن يسمح التاريخ باغتيال بركة وتراثه مرتين.
يتبع

هري عبدالرحيم
26/10/2007, 05:13 PM
http://i19.servimg.com/u/f19/10/05/89/00/benbar10.jpg
( في الصورة بنبركة رفقة الملك محمد الخامس أبو الحسن الثاني،ويظهر في الخلف الحسن الثاني بزيه العسكري أيام كان وليا للعهد،بنمبركة كان أقرب للملك من ولي العهد)

المهدي بنبركة كان من خيرة مثقفي المغرب،بل والعالم العربي ،حيث كان يقاوم الإستعمار بفكره حتى دوخ فرنسا كلها ،حيث لم يفلح معه لا السجن ولا النفي عن ثنيه على مطالبته فرنسا بإخلاء المستعمرات كلها والإعتذار لشعوبها.
كان رجلا قوي المباديء،لا يخاف لومة لائم ،كان أستاذا لمادة الرياضيات يُدرس أبناء الأعيان وأبناء الفرنسيين في الوقت الذي كانت المدارس العربية أيام الإستعمار غير موجودة،وكان الوحيد الذي يدخل إلى القصر الملكي حين كانت الحماية تضرب على الأسرة المالكة حصارا كي لا يتم الإتصال بالشعب،وسمح لبنمبركة بالدخول لتدريس ولي العهد آنذاك-الحسن الثاني-مادة الرياضيات،فكان لما ينتهي الدرس يحمل الحسن الثاني في صندوق سيارته متخفيا عن مراقبة جنود الحماية،ويخرجه من القصر الملكي ليوصله إلى المقاومين وجيش التحرير من أجل التخطيط لإخراج الإستعمار الفرنسيويعيده مرة أخرى دون أن يفطن به العسس،لأن سيارة الأستاذ لا تُفتش .
ولما إستقل المغرب ،لعب بنمبركة دورا مهما في تكوين الشرطة الحقيقية التي تخدم الشعب،وكون جيشا للدفاع عن الشعوب المضطهدة وخصوصا في إفريقيا والشرق الإسلامي،كما كان من أوائل المؤسسين للدول عدم الإنحياز مع الزعماء المعروفين عالميا.
وقع خلاف بينه وبين الحسن الثاني،حيث كان ينتقد طريقة الحكم،ويقول صراحة بأن ما ضحينا من أجله ليس هو هذا الذي نراه على أرض الواقع.
طلب منه الحسن الثاني تشكيل حكومة ،رفض لأن شروط الحكومة الحقيقية لم تكن مواتية ،فطلب منه الحسن الثاني مرة أخرى مغادرة البلاد.
عرض عليه كل من رئيس فرنسا و،ورئيس الإتحاد السوفييتي ،ورئيس كوبا أللجوء إليهم،ولما علم الرئيس جمال عبد الناصر بالأمر،طلب منه اللجوء إلى مصر،فاختار البلد العربي الإسلامي مصر.
ذهب هو وزوجته، حيث استقبلهما جمال عبد الناصر إستقبال الزعماء،وخصص لهما مكانة كبيرة هناك.
ثم جاء التحضير لمؤتمر دول عدم الإنحياز،فذهب إلى باريس لإجراء مشاورات قصد التحضير لهذا المؤتمر،هناك تكالبت عليه أربع أجهزة للمخابرات،حيث أرسل له الحسن الثاني ،الجنرال أوفقير وزير الداخلية المغربي آنذاك،والجنرال الدليمي،ليجبراه على العودة للمغرب من أجل الدخول في الحكومة.بالطبع رفض قائلا،أن أعود لتشكيل حكومة نعم،لكن أن أشارك في الحكومة الحالية الفاسدة ،لا.
وتمت تصفيته جسديا في فرنسا بمساعدة البوليس الفرنسي والموساد والمخابرات الأمريكية،وهي الأجهزة التي أوقفت كل تحرك من أجل فتح الملف منذ أكتوبر1965 إلى اليوم.
له إبنان توامان يعيشان في فرنسا مع أمهما بعدما غادرا مصر،ولهما درجة علمية جيدة :دكتوراة في الفيزياء النووية،وهما اليوم ومنذ مدة يطالبان بكشف الحقيقة عن إغتيال أبيهما،ومكان دفن جثته التي بقيت لغزل محيرا،فهناك من يقول تم دفن الجثة قرب نهر السين بفرنسا والرأس حمل للحسن الثاني،وهناك من يقول،بأن الجثة تمت إذابتها بمواد كيماوية في معتقل بمدينة تمارة المغربية التي يوجد فيه حوض مملوء بالأحماض التي تحلل الجثث، لطمس جثث المعارضين للنظام،وكل من خرج من هذا المعتقل حيا يروي قصصا عن هذا الحوض.
للحديث بقية.

هري عبدالرحيم
30/10/2007, 09:24 PM
المهدي بن بركة : 1920 – 1965 حياته ثقافته نضاله إغتياله
نشرت دار النشر المغربية، أوائل سنة 1976 ، كتابا بقلم عبد اللطيف جبرو ، وتقديم مصطفى القرشاوي، تحت عنوان : " المهدي بن بركة ،ثلاثون سنة من العطاء الفكري والنضال الثوري من أجل بناء مجتمع جديد". وصدر الكتاب بمناسبة عشر سنوات على اغتيال بن بركة . كان هذا أول كتاب ينشر في المغرب حول المهدي بن بركة، وكان من المفترض أن ينشر بتقديم من عمر بنجلون، لكن اغتياله هو أيضا من طرف طغمة سخرها النظام في 18 دجنبر 1975 ، أجل نشره إلى أوائل سنة 1976. رسم جبرو في هذا الكتاب مسار بن بركة منذ ولادته إلى زمن اغتياله.، ورصع الكتاب بصور نادرة للفقيد.
وفق المعطيات الواردة في هذا الكتاب ، ولد المهدي بن بركة في الرباط في يناير 1920 ، كان أبوه تاجرا صغيرا يبيع السكر والشاي ، في حي بوقرون ، قرب زاوية سيدي قاسم. بدأ دراسته في المسجد، قبل أن يدخل مدرسة لعلو، ثم كوليج مولاي يوسف ، فثانوية كورو .
كان المهدي بن بركة بشهادة أساتذته وأصدقائه تلميذا متفوقا في الرياضيات و التاريخ والعلوم واللغة الفرنسية. بدأ حياته السياسية في إطار كتلة العمل الوطني ، وهو في سن الخامسة عشر ، ونقل جبرو في كتابه السالف الذكر أن المهدي كان من المواظبين على "الورد" في ضريح سيدي العربي بن السايح، وكان عضوا في الفرقة المسرحية التابعة لقدماء المدرسة اليوسفية بالرباط، ومثل أدوارا في مسرحيتي "لقيط الصحراء" و"غفران الأمير".

حصل المهدي بن بركة سنة 1939 على القسم الثاني من الباكلوريا في الرياضيات. كان من المفروض أن يلتحق بجامعة باريس ، لكن قيام الحرب العالمية الثانية ، دفعته إلى التوجه إلى الجزائر ، حيث حصل هناك سنة 1942 على الليسانس في الرياضيات. وابتداء من السنة الدراسية 1942-1943، بدأ حياته المهنية بالكوليج المولوي وثانوية كورو بالرباط . اعتقل بن بركة مباشرة بعد مظاهرت يناير 1944، و بعد التوقيع على وثيقة المطالبة بالاستقلال. بعد خروجه من السجن سنة 1945 ، سيعين مديرا إداريا للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ، ليشرف بعد ذلك على تحضير إصدار جريدة العلم ، وتحديد خطها السياسي.
ظهر أيضا اسم المهدي بن بركة إلى جانب عبد الرحيم بوعبيد ، حين قدم الاثنان مذكرة عن الحالة بالمغرب إلى الأمم المتحدة ، التي كان يوجد مقرها في البداية بباريس . اعتقل في فبراير 1951 ، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في المنفى ، ليطلق سراحه في أكتوبر 1954 . لعب الرجل دورا بارزا في الاتصالات التي تمت مع عدد من الأوساط الفرنسية المساندة لاستقلال المغرب ، لبحث إمكانية استقلال المغرب ، موازاة مع حركة المقاومة التي انتشرت في عدد من المناطق بالمغرب.
استطاع بن بركة أن يحافظ على عدة توازنات داخل حزب الاستقلال الذي عقد مؤتمرا في دجنبر 1955 . انتخب رئيسا للمجلس الوطني الاستشاري بعد حصول المغرب على استقلاله.
دخل المغرب منذ سنة 1956 منعطفا جديدا ، كان له الأثر على تشكل موازين القوى في مغرب ما بعد الاستقلال ، وستعكس هذه التأثيرات على حزب الاستقلال أيضا ، الذي عرف مخاضا استمر ثلاث سنوات ، أدت إلى ميلاد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 .

بين 1956 و1959 ، كان المهدي بن بركة ، محاضرا ومنظرا ومشرفا على التنظيم ومحددا للخط السياسي للحزب، وإلى جانب عدد من المحاضرات التي ألقيت في مدن مغربية عدة ، في صيف 1957 كان بن بركة وراء مشروع طريق الوحدة ، الذي تكلف بإنجازه 12 ألف شاب ، ، ويتعلق الأمر بشق طريق طوله 60 كلم يربط بين تاونات وكتامة . كان بن بركة تواقا إلى الاستفادة من تجارب بعض الدول كالصين والاتحاد السوفياتي في توظيف طاقة الشباب من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية واجتماعية كبيرة.

تأسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في 6 شتنبر 1959 ، حين أعلن جزء من مكونات حزب الاستقلال ، في 25 يناير 1959، عن تأسيس الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال ، بعدما عز التعايش بين ما كان يعرف بالجناح اليساري داخل حزب الاستقلال والعناصر النقابية وجناح المقاومة ، وبين أطراف أخرى داخل الحزب. وإذا كان الجناح النقابي وجناح المقاومة ، قد دفعا باتجاه التصعيد ، فإن المهدي بن بركة ، حاول في البداية أن يجد توافقا بين الأطراف جميعها ، لكن يظهر أن الرجل اتخذ قرارا في يوليوز 1958 ، بتبني توجه النقابيين والمقاومين ، ويبدو أن إفشال قيام حكومة علال الفاسي في دجنبر 1958، كانت وراء اتخاذ قرار الانفصال عن حزب الاستقلال.

لعب المهدي بن بركة دورا أساسيا من حيث التوجيه التنظيمي أو السياسي للتنظيم الجديد ، ويظهر ذلك من خلال التحكم في مجرى انعقاد المؤتمر يوم 6 شتنبر .( أنظر كتاب: من الاتحاد الوطني إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: 1959-1983 – الرباط 2002 ، الفصل الثاني ، ص 38)

عرفت سنة 1960 صراعا قويا بين توجهين داخل الساحة الوطنية المغربية ، تمحور حول المسار الذي ينبغي أن يأخذه المغرب ، خصوصا بعد الإجراءات الاقتصادية والسياسية التي اتخذتها حكومة عبد الله إبراهيم ، وأدى ذلك إلى إقالة الحكومة في ماي 1960. في هذا الزمن استشعر المهدي بن بركة خطورة التحول الذي سلكه المغرب، ولذلك لم يعد إليه بعد ترأسه لوفد الاتحاد الوطني إلى مؤتمر الشعوب الإفريقية الذي انعقد بتونس ، وتوج التوجه العالمي الجديد لبن بركة، بانتخابه رئيسا للجنة السياسية لمنظمة التضامن الإفريقي الآسيوي ، في شهر أبريل 1960، والتي عقدت مؤتمرها الثاني بكوناكري بغينيا..

حضر بن بركة بالقاهرة ، يوم 23 مارس، المؤتمر الثالث للشعوب الإفريقية ، وقام بجولة في الشرق الأوسط، مركزا على تحرير الشعوب من الهيمنة الاستعمارية. شارك بن بركة أيضا في المؤتمر الثالث لمنظمة التضامن الأفرو أسيوي ، الذي انعقد في باندونغ . بدا نشاط المهدي بن بركة يأخذ بعدا عالميا من خلال مشاركاته المتعددة في المؤتمرات الجهوية والقارية حول مناهضة الاستعمار وتحرير الشعوب.
كان حضور المهدي بن بركة في القاهرة مناسبة للالتقاء مع محمد بن عبد الكريم الخطابي ، ولعب الزعيم الاتحادي دورا كبيرا إلى جانب عبد الله إبراهيم في تغيير عدد من مواقفه حول الاستقلال وحكومة عبد الله إبراهيم ، خصوصا موقف الحكومة من جلاء القوات الأجنبية ، وأحداث الريف التي وقعت أواخر 1958 وبداية 1959 . أصبح إذن المهدي بن بركة مرجعا لمحمد بن عبد الكريم في عدد من القضايا المرتبطة بالمغرب وبحركات التحرر في العالم ، خصوصا منذ تبوأ بن بركة مسؤوليات في عدد من المؤتمرات الجهوية والقارية. ( أنظر مقال عثمان بناني : محمد بن عبد الكريم ومسألة استقلال لمغرب، مجلة أمل،عدد 8 ،ص ص، 145-154 ،1999)
يتبع

محمد القصبي
30/10/2007, 10:57 PM
الزعيم المهدي بن بركة رمز يقدسه جميع المغاربة نظرا لما قدمه من جسيم التضحيات على الصعيد الاممي فضلا انه كان جريئا في تناول القضايا الاساسية التي تجوهر فلسفة المواطنة بقيم مغربية مزدوجةاصيلة وعلمانية تراعي الظرفية التاريخية للانخراط في لغة الحضارة تخاطبا و تواصلا من اجل التغيير و البناء و لمهدي بن بركة بناء على رصيده السياسي الوظيفي السبق في ادلجة منطق الديمقراطية التشاركية لدواليب الحكم بصورة لا تتناسب و طبيعة القاعدة الامية من الشعب ساعتذاك اذ نجده قد الح حسبما تناهى الى علمي و تدعيما لما سلف ذكره من تقرير دستور من طرف هيأة تاسيسية بدل تسنين دستور ممنوح مفعم بروح الميكيافيلية حسبما كان الاعتقاد به....
فكل شعوب الارض قد قدمت ابطالا سواء اولئك الذين استشهدوا او اغتيلوا بامر قادتهم او بتحريض من اخرين انما كان هذا لغة سياسية تتداول على قيم البقاء للاصلح.. ومنطق فرضه السياق العام على مستوى تركيز السلط ..منهج التركيز الاداري اسلوبا و نسقا...
انني لا استثني احدا من خطيئة الفتنة التي اشتعلت بين المغاربة ابان الاستقلال...حيث كان الكل يشارك على توسيع قطر ايديولوجيته بين الاوساط الاجتماعية هذه الفضاءات البسيطة المؤثتة بنخوتها و سذاجتها و ارتكانها الى ثقافة العرف الاجتماعي ....كانت تثق ثقة عمياء في نخبها السياسية و لاجله فلقد كانت طروحات المهدي بن بركة قد تصب في مسار كان المغاربة في غنى عنه لان عهد الاستقلال في بدايته انما هو عهد للبناء و توصيف العمل السياسي بما يضمن سلامة الترشيد السياسي على التوافق لا على اذكاء حروب اهلية و فتن داخلية تاتي على الاخضر و اليابس...
اننا في زمن المصالحة الوطنية فباسمها يقدم الشعب المغربي اصالة عن نفسه لعائلة بن بركة ان ارادت التجرد من جلدتها لا قدر الله الاعتذار الرسمي سيما انه ابن من رحم هاته الارض الطيبة المباركة... انه ابن تعشقه باسم التاريخ التحرري قمةالوطن و قاعد ته ...وحيث اذا كانت عائلة الشهيد بن بركة حقا تحمل في جينياتها سلامة حب هذا الوطن الكسير الجريح قداسة فلتتنازل عن الدعوى لفائدة وحدتناالترابية الكبرى التي هي مشروع ميلاد المهدي بن بركة الجديد....لفائدة المغرب الجديد الذي يلحظ باستمرار صور التدجيج و التسلح من جيران يريدون تحجيمنا و عزلنا عن روابط الجغرافية الافريقية جنوبا... ان تتنازل هذه الاسرة الشريفة لفائدة الوطن الذي ما زال يبحث عن ترسيم حدوده شرقا...ان تتنازل منعا لاي شغب سياسي و دولي سيما و الوضع الراهن متازم بما فيه الكفاية ينشد المواءمة الفعالة بحثا عن سبل تاكيد الذات السياسية على المستوى الوطني القطري و الاقليمي و الدولي....ان تتنازل لفائدة التعايش و المصالحة الوطنية ..... و بترجيح منطق المحاسبة اقطع الجزم /الا العائلة الملكية التي هي رمز تجانسنا ووحدتناو امتدادنا السياسي و التاريخي العضوي/ .. فاني لا ابرئ احدا فالكل قد اساء للوطن..
سواء ذ لك الذي كان بلباس الملاك او ذاك الذي تخندق مع الشيطان او ممن تحالف ضذ الوحدة الترابية الكبرى مع الاعداء في الخارج ناصبين شراك الفتن الداخلية المصدرة بسيء النيات التدميرية على ابعد مستوى او لتعطيل حركة التطور الداخلية باستغلال الاعلام الاسود المعارض لغائيتنا الرسمية تخطيطا قصد مواصلة التقدم نحو الهدف المشترك... و اية ذلك فان سمات الخيانة العظمى التي دبرها اوفقير و ازلامه تعكس مفهوم الحدث السياسي الخفي والذي كان لعبةغبية تتناوب على تحريك خيوطها كل الاصابع التي منها ما قد جعلت مسرحها يتخذ موضوع الانقلاب السياسي و اخرى تموه باختطاف شباب غرر بهم لافتداء اخر في ركح الظل تدعيما للتوجهات و الخيارات المملوءة من قبل فرقاء سياسيين ..فالكل مسؤول عن هذا الارث الذي ندفع فاتورته من جغرافيتنا ...من البحث عن موطئ لقدم لا زال يبحث عن مسار التثبيت ...لنا اولويات مصيرية هي اكبر من حجم ملف الزعيم المهدي بن بركة .....فما يقدمه الغرب لنا من مساعدات علة للاندماج في المجال الدولي رفعا للاستثمار...ياخذه باليد اليسرى تلويحا بملف حقوق الانسان ملف الضغط على انفاس الدولة لكي لا تستقل بفردانيتها فتتخلص من التبعية العامة جاعلة سلطتها الادبية الرمزية عقدا اجتماعيا سيتفق عليه الجميع تبوثق مجهوداتهم مزية تقرير المصير ....
فابننا الزعيم المهدي بن بركة انما قبره معلوم طاهر في قلوبنا....
صورته وحم في بؤبئنا......فالى توحيد الشمل...حتى ينعم الشهيد براحة ازلية ابدية حينما نمتشقه رمزا لبناء الوطن قمة قاعدة...و حينما يستلم ابناؤه باسم المغاربة رسالة ابيهم على خذمة وطنهم عنذئذ ستتحقق بالتاكيد مغربتهم ...



باسمي الشخصي...
اعتذرعن تاريخ وان تخلد ذاكرة..فرمسه تاريخانية نستلهم منها العبرة و نواصل بجديد الاريحية اريحية المواطنة الصادقة...

هري عبدالرحيم
04/11/2007, 05:55 PM
عاد المهدي بن بركة إلى المغرب يوم 15 ماي 1962 ، حيث كان في استقباله في مطار الرباط-سلا ، المئات من مناضلي الحزب ، واستقبلوا هذه المرة ، ليس فقط عضو القيادة الحزبية ، بل أيضا رمزا من رموز مقاومة الاستعمار القديم والجديد على السواء ، واستقبال رجل أصبح له صيت عالمي. لكن الحزب الذي تركه بن بركة في يناير 1960 ، لم يعد نفس الحزب في ماي 1962، فقد تولد صراع قوي بين الجناح النقابي والسياسي وانفجر علنا منذ نهاية 1961.( أنظر الدراسة التي نشرت في جريدة الأحداث المغربية في يناير 2003، تحت عنوان: ثنائية الحضور النقابي والسياسي في تاريخ الاتحاد الوطني / الاشتراكي للقوات الشعبية. مخطوط " أمراء النزعة الانحرافية العمالية أو انحراف القيادة النقابية المغربية "وثيقة بخط عمر بنجلون كتبت في السجن بتاريخ شتنبر 1964)
لاشك أن انعقاد المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وتقديم بن بركة لتقريره، الذي حمل في صيف 1965 ، اسم الاختيار الثوري، سيطرح أمام بن بركة ومرة أخرى ربط قضايا التنظيم بالمعارك السياسية الكبرى، وأن حضور النقابي بقوة داخل التنظيم السياسي يحد نوعا ما من الأهداف التي يمكن أن يحققها الاتحاد الوطني ، الذي أراده بن بركة إطارا سياسيا أكبر من خارطة المغرب ، بربطه بحركات التحرير العالمية آنذاك ، ويتجلى هذا المنظور في الخطاب الذي ألقاه في اجتماع لمؤتمري إقليم الرباط/سلا .
في مقدمة الاختيار الثوري الذي كان بن بركة ينوي نشره في دار الطليعة ببيروت ودار ماسبيرو بباريز ، كتب بن بركة في شهر يوليوز 1965 ، عن ظروف كتابة تقريره في ماي 1962 ما يلي :
" لقد كنا في شهر ماي 1962 – عندما قدمت هذا التقرير للكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية –على وشك عقد المؤتمر الثاني للحزب ( 25-27 ماي 1962 ) ، وكنت بعد عودتي من إقامة اضطرارية في الخارج، أرى من الواجب أن أبدي لرفاقي خلاصة نقد ذاتي للمراحل التي قطعتها حركتنا من قبل ، مع بعض الخطوط الرئيسية لمهامنا في المستقبل . إن أي حركة سياسية تطمح في أن تكون حركة ثورية لا يمكنها أن تعيش وتنمو إذا هي لم تقم من حين لآخر بتحليل شامل وديناميكي للمجتمع الذي تعمل فيه حتى تستطيع أن تقرر خطتها على أسس علمية ، وأن تتنبأ إلى حد بعيد بأحداث المستقبل ، وقد كنا في حاجة إلى مثل هذا التحليل، ليس فقط لمناسبة شكلية هي انعقاد المؤتمر ، ولكن على الأخص لأننا كنا على أبواب تحول كبير في سير حركتنا التحريرية . والواقع أن مثل هذا التحليل هو ما يطالب به مناضلو الحزب عندما يلحون على قادته بالإفصاح عن برنامج ، وليس البرنامج هنا هو مجموعة التدابير التي يلتزم الحزب باتخاذها عندما يصل إلى الحكم ، بل هو الخط السياسي الذي يوضح معارك الماضي ، وما انطوت عليه من مظاهر النصر والفشل ويرسم ملامح المستقبل . لقد كانت تعترضني وأنا أكتب هذا التقرير عدة أسئلة حرصت على الإجابة عليها ، فكنت أتساءل : كيف يمكننا أن نعد مناضلي الحزب لمعارك المستقبل إذا لم نمكنهم من فهم التيارات التي وجهت الأحداث المعاصرة في بلادنا ، وإذا لم نشرح لهم المعنى الحقيقي للاستقلال ، والظروف التي تحقق فيها ، والأخطاء التي جعلت الحركة التحررية تحرم من مكاسب نضالها ؟ كيف نجعلهم يفهمون التردد الذي طبعت به خطواتنا الأولى بعد إعلان الاستقلال ، إذا لم نكشف لهم النقاب عن المعارك المريرة التي كنا نخوضها لتحقيق أتفه الإصلاحات في الحكومات التي كنا نساهم فيها ؟ وقد اقتنعت بأن العرض الموضوعي لأخطائنا ونقصنا في الماضي هو السبيل الوحيد لإعدادهم لمعارك المستقبل . ولم يكن من المتيسر في حدود هذا التقرير أن أقوم بتحليل نقدي شامل لحركة التحرر الوطني في المغرب ، ولا بعرض دقيق لنشاط الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال ، لكن كان المهم – بالنسبة للغرض من التقرير – الاعتماد على بعض الوقائع أو الأحداث الخاصة لإلقاء بعض الضوء ،مثلا على موقفنا من نقطة تحول هامة في تاريخنا، مثل تسوية إكس ليبان أو لشرح الأسباب الموضوعية والذاتية التي جعلت القيادة السياسية تفلت من أيدينا بينما كنا الأغلبية الساحقة في البلاد حتى نستخلص من كل ذلك العبرة لسلوكنا في المستقبل..." ( الاختيار الثوري.ص،1و 2 )

في شهر شتنبر من نفس السنة توجه المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد إلى الاتحاد السوفياتي على رأس وفد حزبي . وفي شهر نوفمبر نظم مهرجان في الرباط للتضامن مع كوبا والجزائر ، ونبه بن بركة أمام جمهور الرباطيين ،إلى أن " هناك مشاكل خطيرة ببلادنا لن يحلها دستور ينزل من السماء أو يطلع من الأرض. المهم هو كيف سنخرج الاستعمار من البلاد ، وكيف نستخرج مليون هكتار من يد المعمرين؟كيف سنحل مشاكلنا مع الاستعمار الجديد(يعني به البرجوازية المغربية التي حلت محل الإستعمار)؟ كيف نضمن لبلادنا مكانتها اللائقة بها في إفريقيا والعالم العربي وفي المحيط الدولي..." ( جبرو: المهدي بن بركة، المصدر السابق،ص،208)
في يوم 14 من شهر نوفمبر 1962، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب بالدار البيضاء ، وأصدرت قرارا بمقاطعة الدستور ،" بعدما حللت الوضعية التي نشأت عن قرار الحكم المطلق بالقيام باستفتاء في موضوع دستور مصنوع، طبخ في الخفاء وبمساعدة فنيين أجانب في خدمة الاستعمار القديم والجديد. وبعدما درست النتائج التي ستنجم من هذه العملية المزدوجة سواء على الصعيد الوطني أو بالنسبة لمجموع المغرب العربي، تنبه ( اللجنة المركزية) إلى أن ما يسمى بالاستفتاء في نطاق نظام الحكم الفردي الإقطاعي القائم منذ سنة 1960، إنما هو عملية منافية من أساسها للديمقراطية وشكل من أشكال الاختلاس السياسي . إن الحكم المطلق الذي استحوذ منذ ماي 1960 على الشؤون المالية والاقتصادية وسيطر على الجيش والشرطة وإدارة الشؤون الخارجية والداخلية جاد في تجنيد كل هذه الوسائل للضغط على الشعب المغربي حتى يتأكد سلفا من نجاح العملية......" ( من الاتحاد الوطني إلى الاتحاد لاشتراكي 1959-1974. وثائق - دار النشر المغربية. ص،42 ) .
أصدرت الكتابة العامة في اليوم الموالي بيانا حول الحيثيات العملية لقرار اللجنة المركزية حول مقاطعة الاستفتاء . وجاء الجواب سريعا على بيان اللجنة المركزية في شكل محاولة الاغتيال التي تعرض لها بن بركة يوم 16 نوفمبر ، بين الصخيرات و بوزنيقة ، حينما كان متوجها إلى الدار البيضاء رفقة المهدي العلوي. أصيب بن بركة في عموده الفقري ، ونقل إلى ألمانيا لمواصلة العلاج. ورغم مرضه فقد كتب مقالا ، نشر في التحرير يوم إجراء الاستفتاء ، كان بمثابة محاكمة "للنظام". كان أيضا من الأجوبة على موقف الاتحاد الوطني من دستور 1962، تفجير قنبلة في مطبعة جريدة التحرير.
في يوم 18 نوفمبر 1962 ، القي نص الدستور على أمواج الإذاعة، وحدد يوم 7 دجنبر 1962 لإجرائه.
رغم الإصابة في عموده الفقري ، سافر بن بركة إلى تنزانيا ليشارك في مؤتمر منظمة التضامن الإفريقي الآسيوي ، الذي انعقد في الأسبوع الأول من شهر فبراير 1963 .
بعد وفاة محمد بن عبد الكريم الخطابي في مصر حيث كان منفيا، نظم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مهرجانات في عدة مدن مغربية تأبينا للزعيم المغربي، وخطب بن بركة في مهرجان فاس ، منوها بتاريخ محمد بن عبد الكريم قائلا:
"لقد نجح محمد بن عبد الكريم الخطابي في تنظيم ثورة لو كتب لها النجاح لكانت من أعظم ثورات العصر. لقد خلق هذه الثورة من لاشيء، ونجح في ضمان الاستمرار لها أكثر من أربع سنوات كانت كلها حروبا ومعارك طاحنة، حقق خلالها أروع الانتصارات، وما ذلك إلا لأن ابن عبد الكريم كان يؤمن بالشعب، واثقا به، فلم يكن مستبدا و لا إقطاعيا..." 5 جبرو ، المصدر السابق .ص،221)
يتبع

محمد بن أحمد باسيدي
27/02/2008, 09:09 PM
رحم الله عالم القرويين وأسد الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي على مواقفه الجهادية ضد المحتلين والخائنين.
هكذا تكون الرجولة وإلاّ فلا !
ورحم الله كل إنسان حر وأصيل ساهم في تحرير البلاد والعباد من الأعداء والظاليمن.
اللهم اكشف الغُمَّة عن هذه الأمة. آميــــــــــــــــــن.
في أمان الله
محمد بن أحمد باسيدي