المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الثالث من رواية الرجل العقرب



فايزة شرف الدين
27/10/2007, 12:29 PM
الفكرة الجهنمية :
وقعت كلمات الدكتور "عزام" كالصاعقة علي الدكتور "أسعد" و "سكينة التي أصابتها رعدة هزت كيانها .
ـ سوف أقوم بعمل نسخة مني .
قال هذه العبارة ، ثم عاد يقول في نبرة باردة :
ـ سوف أضع في نسختي مورثات الأسد ، بذلك سوف يجمع هذا النسخ بين ذكائي والقوة البدنية .
ثم ضحك بصوت مخيف ، جعل "سكينة" تنكمش وتتكور في مقعدها ، أما الدكتور "أسعد" فقد تقلصت أساريره ، وزم شفتيه ملتزما الصمت ، صاح الدكتور "عزام" بانفعال واضح وقد تملكته الفكرة المثيرة :
ـ سيكون لي بذلك السبق في إدخال المورثات الحيوانية في نسخ الخلية الإنسانية وستصبح ثورة علمية وطفرة في علم الهندسة الوراثية .
ثم صاح في تساؤل :
ـ ما رأيك يا دكتور "أسعد" ؟
مرر الأخير يده علي كل وجهه ، ليواري اضطرابه ، وراح يمسح جبينه الذي ينضح بالعرق ، ازدرد ريقه بصعوبة ، وقال بصوت منفعل :
ـ إنها فكرة جهنمية !!
ثم أضاف بتردد :
- ولكن ، هل ستنجح في إنجازها ؟ وما مدي احتمالات الخطأ ؟ فقد يأتي الإنسان المنسوخ مسخا .. مثل .. مثل ..
أطبق الدكتور "أسعد" شفتيه ولم يكمل كلماته ، فصرخ الدكتور "عزام" بجفاء وغضب ونبرة انفعال:
ـ أكمل ، مثل المسوخ الأخرى . نهض من مقعده ، ومرر يده علي وجهه بعصبية ، وصاح وقد ارتسمت علي أساريره الإصرار والعزم الأكيد
- سوف أثبت لكما أنني سأنجز أهم مشروع في هذا القرن ، بل في القرون الذي تليه .
كانت"سكينة" تنظر إليه وقد اشتد شحوب وجهها ، وحاولت أن تقول شيئا ولكن صوتها لم يخرج من حلقها .
هتف الدكتور "أسعد" بصوت أبح :
ـ إننا علي يقين من علمك وقدراتك العظيمة يا دكتور .
تبدلت مشاعر الدكتور "عزام" فجأة ، فانفرجت أساريره بابتسامة ولمعت عيناه ببريق متوهج ، وصاح بمرح وتفاؤل :
ـ هيا إلي العمل .
قامت "سكينة" بتثاقل من مقعدها ، وبادلها الدكتور "أسعد" نظرة خاطفة مشحونة بالقلق والتوتر وهما يتجهان إلي المعمل .
بدأ ثلاثتهم العمل يشكل دءوب ، وأخذت خلايا جسدية من أنحاء متفرقة من جسم الدكتور "عزام" ، وقاموا بتجاربهم لعمل نسخة بشرية منه ، مع إضافة مورثات القوة الحيوانية للأسد ، وظلوا شهورا طويلة في محاولات كثيرة باءت بالفشل ، وتسرب للدكتور "أسعد" و"سكينة" اليأس والكلل والملل ، وهما يريان في نفس الوقت عدم جدوى تلك التجارب ، والتخوف من نتائجها التي لا يعلم عقباها إلا الله .
أما الدكتور "عزام" فقد كان علي يقين من النجاح ، بالرغم من أن البويضات التي اغتصبها من مركز"لندن" أخذت في التناقص المستمر ، ولم يبق منها إلا بويضات قليلة ، فحاول ترشيد استخدامها ، ومع ذلك فقد قاربت علي الانتهاء .
انتابه ذعر فائق وهو ينتشل الثلاثة الأخيرة منها ، وغمغم وهو ينظر إليهم بحرص كبير:
ـ أتمني أن ننجح بأي شكل ، فلن يتسنى لنا بعد ذلك الحصول علي مثل هذه الكمية التي حصلنا عليها .
وضعت "سكينة" البويضات الثلاثة في الأطباق الزجاجية ، وأضافت لكل منها الخلية الجسدية للدكتور "عزام" بإضافة مورثات القوة الحيوانية للأسد كما تعتقد ، وباءت تجربتان منهم بالفشل ، بينما أخذت تجربة في الانقسام .
قال الدكتور "عزام" وهو ينظر إلي المجهر :
ـ ستكون فرصتنا كبيرة ، إذا وصل الجنين إلي المرحلة التوتية ، وعند ذلك يمكننا نقلها إلي الرحم .
انتاب "سكينة" قلق غامض وهي تسمع هذه الكلمات ، فليس هناك امرأة بينهم لتحمل في رحمها الجنين إلا هي ، إذا قدر لهذه التجربة النجاح .
التفت الدكتور "أسعد" إلي الدكتور "عزام" وقال له :
ـ إنني أراك مرهقا يا دكتور ، فأرجو أن تنال قسطا من الراحة ، وإذا حدث شيء طارئ فسوف أوقظك .
اتجه الدكتور "عزام" إلي حجرة صغيرة ملحقة بالمختبر ، ورقد علي أحد السريرين الملحقين بها ، وغط في نوم عميق ، ولبث الدكتور "أسعد" ورفيقته يترقبان الجنين ، الذي كان مازال في طور الانقسام بقلق بالغ .
وبينما كانت "سكينة" تتخلص من محتويات الطبقين الزجاجيين بعد فشل تجربتهما ، ارتسم علي وجهها رعب رهيب ، وتقلصت أساريرها بشكل مؤلم ، وارتعشت شفتاها وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة ، فشعر الدكتور "أسعد" بالجزع البالغ ، وهو يهرول ناحيتها ، وصاح متسائلا :
ـ ماذا حدث يا "سكينة" ؟! أرجوك أخبريني .
أشارت بسبابتها إشارات مضطربة ، وتلقفت أنفاسها بصعوبة وهي تقول بصوت مخنوق بالعبرات :
ـ لقد وضعت دون أن أدري في الأطباق الثلاثة مورثات العقرب مع البويضات والخلية الجسدية للدكتور "عزام" .
هزها الدكتور "أسعد" بعنف ، وقال بصوت هامس أجش :
ـ إنه خطأ جسيم ، ولن يرحمنا الدكتور "عزام" إذا عرف ما حدث ، وسيكون انتقامه رهيبا .
استولي علي جسدها الجمود ، وصرخت بصوت مخنوق ضعيف :
ـ ماذا سنفعل الآن ؟ هل سنتخلص من الجنين ؟
أضافت بيأس ، انظر إلي المجهر لعل التجربة تكون قد فشلت ، ويكون هذا من حسن حظنا .
نظر الدكتور "أسعد" خلال المجهر ، واكفهر وجهه وسرت علي جبينه موجات من التجاعيد ، وهو يهتف بأسي :
ـ لقد وصل الجنين إلي المرحلة التوتية .
دفعته "سكينة" بانفعال غامر ، ونظرت خلال المجهر ، وامتقع وجهها وهي تري نجاح التجربة ، وغمغمت بيأس قاتل :
ـ يجب أن نتخلص من هذا الجنين .
في هذه اللحظة الحاسمة سمعا صوت خطوات الدكتور "عزام" ، وهي تقترب منهما ، وعندما أصبح أمامهما ارتسم علي وجهيهما رعب عارم ، كأنهما لمحا شبحا .
ـ أي جنين تتكلمان عنه ؟
هتف الدكتور "أسعد" :
ـ لا شيء يا دكتور .. لقد تخلصنا من التجربتين الفاشلتين .
ثم افتعل الابتسام والمرح وهو يقول ، لقد نجحت التجربة يا دكتور .
وثب الدكتور "عزام" بسرعة ، ونظر خلال المجهر ، وهتف بسعادة غامرة ، وفي نبرة انتصار :
ـ لقد نجحنا !!
ثم أضاف وقد وصل إلي ذروة انفعاله ، والآن يجب أن ننقل الجنين إلي الرحم .
اختنق صوت "سكينة" وهي تصيح في رعب هائل :
ـ رحم ؟! أي رحم ؟!
لاحت علي وجه الدكتور ابتسامة رهيبة لا أثر للشفقة فيها ، وهو يقول بصوت خافت شيطاني يشبه الفحيح :
ـ ومن لديه رحم غيرك هنا يا "سكينة" ؟
جثت علي ركبتيها ، وتشبثت برجلي الدكتور "عزام" ، وهي تصرخ متوسلة ، وتبكي بكاء مرا حارا :
ـ أتوسل إليك لا تفعل ، لا ، لا أستطيع . دفعها الدكتور "عزام" عنه بعنف ، واتجه صوب أحد الأدراج ، وأخرج منه حقنة وزجاجة عقار ، وامتص بالمبسم العقار ، وصاح كالرعد :
ـ امسكها جيدا يا دكتور "أسعد" .
تجمدت "سكينة" من الرعب وهي لا تزال جاثية علي ركبتيها ، وبعد مشقة أخذت تلوح بيديها في ضعف شديد ، وهي تقول بصوت متكسر مهدود :
ـ أرجوك لا تفعل يا دكتور "أسعد" .
أذعن الدكتور "أسعد" لأمر الدكتور "عزام" ، واتجه صوبها وقد ارتسم علي وجهه ألم ممض ، وأمسكها بقوة وهو يصيح ويبكي :
ـ سامحيني يا "سكينة" ، أرجوك سامحيني .
وثب الدكتور "عزام" منتهزا فرصة انهياريهما ، ورشق الحقنة في ذراعها ، بعد لحظات استكانت عضلاتها ، وأخذت ترتخي ، ثم ما لبثت أن راحت في سبات عميق . حملها الاثنان وأرقداها علي السرير، ثم بدأ الدكتور "عزام" بفحصها في عناية ، وبعد فترة من الصمت المتوتر صاح في انتصار:
ـ إن رحمها مهيأ لاستقبال الجنين ، وسوف نقوم بزرعه في الحال .
بعد وقت قصير كانت "سكينة" حاملا في نسخة الدكتور "عزام" ، وعندما أفاقت من ثباتها أخذت رموشها تهتز بسرعة ، ثم فتحت عينيها ، وأخذت تنظر حولها بخوف شديد وهي تصرخ في هلع :
ـ ماذا حدث ؟
بعد لحظات بدأت تستعيد أفكارها ، وأدركت ما حدث ، فغطت وجهها براحتيها ، وأجهشت في بكاء عميق .
اقترب منها الدكتور "عزام" وجلس بجوارها علي طرف السرير ، ومرر يده علي رأسها بحنو بالغ لم تألفه منه من قبل ، فبدأت مشاعرها تستكين له رويدا ، وانتهز الفرصة السانحة له وضمها إليه ، فارتجف جسدها تحت وطأة مشاعرها الملتهبة ، وغمغم وأنفاسه الحارة تلهب جيدها :
ـ إنك الآن يا عزيزتي تحملين نسختي ، فأنا جزء منك الآن .
عندما تأكد من أنه سيطر علي مشاعرها أضاف برقة :
ـ أرجوك يا حبيبتي حافظي علي الجنين من أجلي .
ثم قبل جبينها ، وربت علي وجهها ، وهو يقول بصوت خافت عميق :
ـ استريحي الآن لقد كان اليوم شاقا عليك .
اقنع الدكتور "عزام" "سكينة" بالانتقال إلي فيلته ، وذلك بعد أن جعلها تشيع في الكلية والمحيطين بها أنها مسافرة في بعثة إلي الخارج من أجل البحث العلمي ، والحصول علي درجة الدكتوراه.
كانت أول امرأة تطأ قدماها هذه الفيلا المنعزلة الشبيهة بقصر منيف ، وكان يحيطها غموض شديد بأبراجها الأربعة الرابضة في أركان السور المحيط بها ، وكانت الأشجار العالية متكاثفة الأوراق ، تتطاول علي امتداد السور العالي وتطل برأسها كأنها أسنة رماح إلي الخارج ، فكانت بمثابة سور آخر ، وفي مكان منعزل في الحديقة الواسعة الرحبة ، قبع مبني كئيب مكون من طابق واحد نشبت فيه نباتات متسلقة ، ونمت الطحالب الدقيقة علي جدرانه الرطبة .
أحست "سكينة" وهي تنظر من نافذة حجرة نومها التي أعدت لها أنها مالكة هذا المكان ، ولمعت عيناها وهي ترنو إلي الحديقة المزهرة ، وطردت خيالات حزينة بائسة ، عندما كانت بالملجأ ، فطالما تمنت أن يكون لها مكان واسع تعيش فيه ، وحياة سعيدة مع زوج يحبها ، ولكنها كانت تدرك أنها دميمة ، وأن فرصتها ضئيلة في أن تحيا كأي امرأة تحلم بالبيت والأسرة ، فعكفت علي العلم لتعويض هذا النقص الذي يضنيها و يعذبها ؛ ثم التقت بالدكتور "عزام" وكان أستاذها بكلية العلوم ، ولمس فيها نبوغها واستشف بذكائه انطواءها ، وأغرته نشأتها أن يستخدمها في معمله كمساعده له في أبحاثه السرية .
استفاقت من أفكارها عندما تناهى لسمعها صوت خطوات أقدام تقترب ، وألفت الدكتور "عزام" حاملا صينية مستطيلة الشكل من المعدن عليها أطباق تحوي طعاما شهيا ، وفاكهة طازجة ، وضعها علي منضدة متحركة ودفعها ناحيتها ، وهتف وهو يبتسم:
ـ كيف حالك الآن ؟
قالت بدلال :
ـ ماذا ترى ؟
تقدم منها وضمها بين ذراعيه ، فأغمضت عينيها ، وشعرت بنشوة عارمة ، فقد كانت تعيش حلما لذيذا طالما صبت إليه ، وتوهج قلبها بعواطف مشبوبة ، لم تعد تستطيع السيطرة عليها ، واخضرت حياتها المجدبة التي لم تذق فيها طعما للحب والاهتمام من أي شخص .
غمرها الدكتور "عزام" طوال فترة حملها برعاية وتدليل لم تحلم بهما يوما ، وشعرت بالانتماء إلي هذا الرجل الذي تحمل نسخته في أحشائها ، وتنامي هذا الإحساس يوما بعد يوم مع تقدم الحمل ، وشعورها بحركة الجنين ، تيقنت أنها ستكون جزءا لا يتجزأ من هذا البيت الذي لم تدخله امرأة قبلها ، وأصبح بينها وبينه رباط وثيق لا يمكن أن ينفصم ولو أراد هو ذلك ، فالعلاقة بينهما أصبحت أقوي من الحب ، بل أقوي من الزواج !! فهي تحمل في أحشائها نسخته ، وهي جزء منه كما صرح لها سابقا .
ابتسمت راضية عندما هداها تفكيرها أن موقفها الآن أقوي من موقفه ، وسيكون لها السيطرة والهيمنة علي حياة هذا الرجل .

فايزة شرف الدين
27/10/2007, 12:29 PM
الفكرة الجهنمية :
وقعت كلمات الدكتور "عزام" كالصاعقة علي الدكتور "أسعد" و "سكينة التي أصابتها رعدة هزت كيانها .
ـ سوف أقوم بعمل نسخة مني .
قال هذه العبارة ، ثم عاد يقول في نبرة باردة :
ـ سوف أضع في نسختي مورثات الأسد ، بذلك سوف يجمع هذا النسخ بين ذكائي والقوة البدنية .
ثم ضحك بصوت مخيف ، جعل "سكينة" تنكمش وتتكور في مقعدها ، أما الدكتور "أسعد" فقد تقلصت أساريره ، وزم شفتيه ملتزما الصمت ، صاح الدكتور "عزام" بانفعال واضح وقد تملكته الفكرة المثيرة :
ـ سيكون لي بذلك السبق في إدخال المورثات الحيوانية في نسخ الخلية الإنسانية وستصبح ثورة علمية وطفرة في علم الهندسة الوراثية .
ثم صاح في تساؤل :
ـ ما رأيك يا دكتور "أسعد" ؟
مرر الأخير يده علي كل وجهه ، ليواري اضطرابه ، وراح يمسح جبينه الذي ينضح بالعرق ، ازدرد ريقه بصعوبة ، وقال بصوت منفعل :
ـ إنها فكرة جهنمية !!
ثم أضاف بتردد :
- ولكن ، هل ستنجح في إنجازها ؟ وما مدي احتمالات الخطأ ؟ فقد يأتي الإنسان المنسوخ مسخا .. مثل .. مثل ..
أطبق الدكتور "أسعد" شفتيه ولم يكمل كلماته ، فصرخ الدكتور "عزام" بجفاء وغضب ونبرة انفعال:
ـ أكمل ، مثل المسوخ الأخرى . نهض من مقعده ، ومرر يده علي وجهه بعصبية ، وصاح وقد ارتسمت علي أساريره الإصرار والعزم الأكيد
- سوف أثبت لكما أنني سأنجز أهم مشروع في هذا القرن ، بل في القرون الذي تليه .
كانت"سكينة" تنظر إليه وقد اشتد شحوب وجهها ، وحاولت أن تقول شيئا ولكن صوتها لم يخرج من حلقها .
هتف الدكتور "أسعد" بصوت أبح :
ـ إننا علي يقين من علمك وقدراتك العظيمة يا دكتور .
تبدلت مشاعر الدكتور "عزام" فجأة ، فانفرجت أساريره بابتسامة ولمعت عيناه ببريق متوهج ، وصاح بمرح وتفاؤل :
ـ هيا إلي العمل .
قامت "سكينة" بتثاقل من مقعدها ، وبادلها الدكتور "أسعد" نظرة خاطفة مشحونة بالقلق والتوتر وهما يتجهان إلي المعمل .
بدأ ثلاثتهم العمل يشكل دءوب ، وأخذت خلايا جسدية من أنحاء متفرقة من جسم الدكتور "عزام" ، وقاموا بتجاربهم لعمل نسخة بشرية منه ، مع إضافة مورثات القوة الحيوانية للأسد ، وظلوا شهورا طويلة في محاولات كثيرة باءت بالفشل ، وتسرب للدكتور "أسعد" و"سكينة" اليأس والكلل والملل ، وهما يريان في نفس الوقت عدم جدوى تلك التجارب ، والتخوف من نتائجها التي لا يعلم عقباها إلا الله .
أما الدكتور "عزام" فقد كان علي يقين من النجاح ، بالرغم من أن البويضات التي اغتصبها من مركز"لندن" أخذت في التناقص المستمر ، ولم يبق منها إلا بويضات قليلة ، فحاول ترشيد استخدامها ، ومع ذلك فقد قاربت علي الانتهاء .
انتابه ذعر فائق وهو ينتشل الثلاثة الأخيرة منها ، وغمغم وهو ينظر إليهم بحرص كبير:
ـ أتمني أن ننجح بأي شكل ، فلن يتسنى لنا بعد ذلك الحصول علي مثل هذه الكمية التي حصلنا عليها .
وضعت "سكينة" البويضات الثلاثة في الأطباق الزجاجية ، وأضافت لكل منها الخلية الجسدية للدكتور "عزام" بإضافة مورثات القوة الحيوانية للأسد كما تعتقد ، وباءت تجربتان منهم بالفشل ، بينما أخذت تجربة في الانقسام .
قال الدكتور "عزام" وهو ينظر إلي المجهر :
ـ ستكون فرصتنا كبيرة ، إذا وصل الجنين إلي المرحلة التوتية ، وعند ذلك يمكننا نقلها إلي الرحم .
انتاب "سكينة" قلق غامض وهي تسمع هذه الكلمات ، فليس هناك امرأة بينهم لتحمل في رحمها الجنين إلا هي ، إذا قدر لهذه التجربة النجاح .
التفت الدكتور "أسعد" إلي الدكتور "عزام" وقال له :
ـ إنني أراك مرهقا يا دكتور ، فأرجو أن تنال قسطا من الراحة ، وإذا حدث شيء طارئ فسوف أوقظك .
اتجه الدكتور "عزام" إلي حجرة صغيرة ملحقة بالمختبر ، ورقد علي أحد السريرين الملحقين بها ، وغط في نوم عميق ، ولبث الدكتور "أسعد" ورفيقته يترقبان الجنين ، الذي كان مازال في طور الانقسام بقلق بالغ .
وبينما كانت "سكينة" تتخلص من محتويات الطبقين الزجاجيين بعد فشل تجربتهما ، ارتسم علي وجهها رعب رهيب ، وتقلصت أساريرها بشكل مؤلم ، وارتعشت شفتاها وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة ، فشعر الدكتور "أسعد" بالجزع البالغ ، وهو يهرول ناحيتها ، وصاح متسائلا :
ـ ماذا حدث يا "سكينة" ؟! أرجوك أخبريني .
أشارت بسبابتها إشارات مضطربة ، وتلقفت أنفاسها بصعوبة وهي تقول بصوت مخنوق بالعبرات :
ـ لقد وضعت دون أن أدري في الأطباق الثلاثة مورثات العقرب مع البويضات والخلية الجسدية للدكتور "عزام" .
هزها الدكتور "أسعد" بعنف ، وقال بصوت هامس أجش :
ـ إنه خطأ جسيم ، ولن يرحمنا الدكتور "عزام" إذا عرف ما حدث ، وسيكون انتقامه رهيبا .
استولي علي جسدها الجمود ، وصرخت بصوت مخنوق ضعيف :
ـ ماذا سنفعل الآن ؟ هل سنتخلص من الجنين ؟
أضافت بيأس ، انظر إلي المجهر لعل التجربة تكون قد فشلت ، ويكون هذا من حسن حظنا .
نظر الدكتور "أسعد" خلال المجهر ، واكفهر وجهه وسرت علي جبينه موجات من التجاعيد ، وهو يهتف بأسي :
ـ لقد وصل الجنين إلي المرحلة التوتية .
دفعته "سكينة" بانفعال غامر ، ونظرت خلال المجهر ، وامتقع وجهها وهي تري نجاح التجربة ، وغمغمت بيأس قاتل :
ـ يجب أن نتخلص من هذا الجنين .
في هذه اللحظة الحاسمة سمعا صوت خطوات الدكتور "عزام" ، وهي تقترب منهما ، وعندما أصبح أمامهما ارتسم علي وجهيهما رعب عارم ، كأنهما لمحا شبحا .
ـ أي جنين تتكلمان عنه ؟
هتف الدكتور "أسعد" :
ـ لا شيء يا دكتور .. لقد تخلصنا من التجربتين الفاشلتين .
ثم افتعل الابتسام والمرح وهو يقول ، لقد نجحت التجربة يا دكتور .
وثب الدكتور "عزام" بسرعة ، ونظر خلال المجهر ، وهتف بسعادة غامرة ، وفي نبرة انتصار :
ـ لقد نجحنا !!
ثم أضاف وقد وصل إلي ذروة انفعاله ، والآن يجب أن ننقل الجنين إلي الرحم .
اختنق صوت "سكينة" وهي تصيح في رعب هائل :
ـ رحم ؟! أي رحم ؟!
لاحت علي وجه الدكتور ابتسامة رهيبة لا أثر للشفقة فيها ، وهو يقول بصوت خافت شيطاني يشبه الفحيح :
ـ ومن لديه رحم غيرك هنا يا "سكينة" ؟
جثت علي ركبتيها ، وتشبثت برجلي الدكتور "عزام" ، وهي تصرخ متوسلة ، وتبكي بكاء مرا حارا :
ـ أتوسل إليك لا تفعل ، لا ، لا أستطيع . دفعها الدكتور "عزام" عنه بعنف ، واتجه صوب أحد الأدراج ، وأخرج منه حقنة وزجاجة عقار ، وامتص بالمبسم العقار ، وصاح كالرعد :
ـ امسكها جيدا يا دكتور "أسعد" .
تجمدت "سكينة" من الرعب وهي لا تزال جاثية علي ركبتيها ، وبعد مشقة أخذت تلوح بيديها في ضعف شديد ، وهي تقول بصوت متكسر مهدود :
ـ أرجوك لا تفعل يا دكتور "أسعد" .
أذعن الدكتور "أسعد" لأمر الدكتور "عزام" ، واتجه صوبها وقد ارتسم علي وجهه ألم ممض ، وأمسكها بقوة وهو يصيح ويبكي :
ـ سامحيني يا "سكينة" ، أرجوك سامحيني .
وثب الدكتور "عزام" منتهزا فرصة انهياريهما ، ورشق الحقنة في ذراعها ، بعد لحظات استكانت عضلاتها ، وأخذت ترتخي ، ثم ما لبثت أن راحت في سبات عميق . حملها الاثنان وأرقداها علي السرير، ثم بدأ الدكتور "عزام" بفحصها في عناية ، وبعد فترة من الصمت المتوتر صاح في انتصار:
ـ إن رحمها مهيأ لاستقبال الجنين ، وسوف نقوم بزرعه في الحال .
بعد وقت قصير كانت "سكينة" حاملا في نسخة الدكتور "عزام" ، وعندما أفاقت من ثباتها أخذت رموشها تهتز بسرعة ، ثم فتحت عينيها ، وأخذت تنظر حولها بخوف شديد وهي تصرخ في هلع :
ـ ماذا حدث ؟
بعد لحظات بدأت تستعيد أفكارها ، وأدركت ما حدث ، فغطت وجهها براحتيها ، وأجهشت في بكاء عميق .
اقترب منها الدكتور "عزام" وجلس بجوارها علي طرف السرير ، ومرر يده علي رأسها بحنو بالغ لم تألفه منه من قبل ، فبدأت مشاعرها تستكين له رويدا ، وانتهز الفرصة السانحة له وضمها إليه ، فارتجف جسدها تحت وطأة مشاعرها الملتهبة ، وغمغم وأنفاسه الحارة تلهب جيدها :
ـ إنك الآن يا عزيزتي تحملين نسختي ، فأنا جزء منك الآن .
عندما تأكد من أنه سيطر علي مشاعرها أضاف برقة :
ـ أرجوك يا حبيبتي حافظي علي الجنين من أجلي .
ثم قبل جبينها ، وربت علي وجهها ، وهو يقول بصوت خافت عميق :
ـ استريحي الآن لقد كان اليوم شاقا عليك .
اقنع الدكتور "عزام" "سكينة" بالانتقال إلي فيلته ، وذلك بعد أن جعلها تشيع في الكلية والمحيطين بها أنها مسافرة في بعثة إلي الخارج من أجل البحث العلمي ، والحصول علي درجة الدكتوراه.
كانت أول امرأة تطأ قدماها هذه الفيلا المنعزلة الشبيهة بقصر منيف ، وكان يحيطها غموض شديد بأبراجها الأربعة الرابضة في أركان السور المحيط بها ، وكانت الأشجار العالية متكاثفة الأوراق ، تتطاول علي امتداد السور العالي وتطل برأسها كأنها أسنة رماح إلي الخارج ، فكانت بمثابة سور آخر ، وفي مكان منعزل في الحديقة الواسعة الرحبة ، قبع مبني كئيب مكون من طابق واحد نشبت فيه نباتات متسلقة ، ونمت الطحالب الدقيقة علي جدرانه الرطبة .
أحست "سكينة" وهي تنظر من نافذة حجرة نومها التي أعدت لها أنها مالكة هذا المكان ، ولمعت عيناها وهي ترنو إلي الحديقة المزهرة ، وطردت خيالات حزينة بائسة ، عندما كانت بالملجأ ، فطالما تمنت أن يكون لها مكان واسع تعيش فيه ، وحياة سعيدة مع زوج يحبها ، ولكنها كانت تدرك أنها دميمة ، وأن فرصتها ضئيلة في أن تحيا كأي امرأة تحلم بالبيت والأسرة ، فعكفت علي العلم لتعويض هذا النقص الذي يضنيها و يعذبها ؛ ثم التقت بالدكتور "عزام" وكان أستاذها بكلية العلوم ، ولمس فيها نبوغها واستشف بذكائه انطواءها ، وأغرته نشأتها أن يستخدمها في معمله كمساعده له في أبحاثه السرية .
استفاقت من أفكارها عندما تناهى لسمعها صوت خطوات أقدام تقترب ، وألفت الدكتور "عزام" حاملا صينية مستطيلة الشكل من المعدن عليها أطباق تحوي طعاما شهيا ، وفاكهة طازجة ، وضعها علي منضدة متحركة ودفعها ناحيتها ، وهتف وهو يبتسم:
ـ كيف حالك الآن ؟
قالت بدلال :
ـ ماذا ترى ؟
تقدم منها وضمها بين ذراعيه ، فأغمضت عينيها ، وشعرت بنشوة عارمة ، فقد كانت تعيش حلما لذيذا طالما صبت إليه ، وتوهج قلبها بعواطف مشبوبة ، لم تعد تستطيع السيطرة عليها ، واخضرت حياتها المجدبة التي لم تذق فيها طعما للحب والاهتمام من أي شخص .
غمرها الدكتور "عزام" طوال فترة حملها برعاية وتدليل لم تحلم بهما يوما ، وشعرت بالانتماء إلي هذا الرجل الذي تحمل نسخته في أحشائها ، وتنامي هذا الإحساس يوما بعد يوم مع تقدم الحمل ، وشعورها بحركة الجنين ، تيقنت أنها ستكون جزءا لا يتجزأ من هذا البيت الذي لم تدخله امرأة قبلها ، وأصبح بينها وبينه رباط وثيق لا يمكن أن ينفصم ولو أراد هو ذلك ، فالعلاقة بينهما أصبحت أقوي من الحب ، بل أقوي من الزواج !! فهي تحمل في أحشائها نسخته ، وهي جزء منه كما صرح لها سابقا .
ابتسمت راضية عندما هداها تفكيرها أن موقفها الآن أقوي من موقفه ، وسيكون لها السيطرة والهيمنة علي حياة هذا الرجل .

جمال عبد القادر الجلاصي
20/11/2007, 04:04 PM
الانتقال من الكره إلى عشق الدكتور عزام مبرّر دون تبرير

فالمرأة القوية التي رأيتها في الجزء الأول والثاني تحتاج من يحتضنها

وقد وجدته رغم الغايات المتناقضة...

في انتظار اكتمال الجنين المسخ

محبتي واحترامي

فايزة شرف الدين
20/11/2007, 10:46 PM
المبدع / جمال الجلاصي
لي دائما مقولة شائعة بأن الحب والكره رديفان ، والمرأة سكينة لم تكن قوية أبدا ، فهي لا تملك مقومات القوة كامرأة . فهي قميئة الشكل ، يتيمة ، تربت في ملجأ ، وكان موقفها من الدكتور عزام ، هو مجرد رد فعل لكرهه لها ، والمرأة في ظروفها هذه ، مجرد كلمة حانية ، حتى ولو لم تكن نابعة من القلب ، تجعلها تنصاع لأمر الرجل ، فماذا لو كان الدكتور عزام ، والمرأة هي سكينة ؟
امتناني لمرورك العطر

خيري حمدان
04/02/2008, 12:43 AM
قرأت الصفحات دفعة واحدة، فعامل التشويق لا ينقصك. لا أدري لماذا تذكرت على الفور فرانكشتاين. صحيح بأنّ علم لبهندسة الوراثية لم يكن متطوراً حين كتابة فرانشتاين. ولكنّ الوحش الذي جاء على صورة انسان شعر بالوحدة والرغبة الهائلة بالحصول على رفيقة درب مهما كانت بشعة وغريبة الآطوار.
الرغبة بالتفوّق وصلت قمّتها لدى هذا العالم. وربّما تنقلب مشاريعه ضدّه فيما بعد .. العبث بالطبيعة الإنسانية لا يبشّر بخير.
أشكرك على هذا الإبداع.:fl:

فايزة شرف الدين
06/02/2008, 03:55 AM
:fl:الأح / خيري
الرواية تحمل مفاجآت كثيرة ، وسوف يتصاعد الصراع .. وهي ليست مبنية علي خيال محض ، بل مبنية على فكرة علمية .. فقد قرأت عدة مراجع في الاستنساخ ، وهو لا زال في إرهصاته الأولى ، وتقنية هذا العلم .. ثم فكر الإنسان الغربي وغروره، في تصنيع الإنسان السوبر ، فالأبوين يمكنهما اختيار الابن من حيث اللون والذكاء .. إلخ ، كما أنهم يفكرون في وضع جينات الحيوانات المجترة ، كي يوفر على البشرية مؤنة الطعام المترف ، وإرهصات أخرى أكثر غرابة .
عندي فكرة عن قصة فرانكشتاين ، على الرغم أني لم أقرأها .. وعموما فإني أختلف في فكري عن تلك الرواية بشكل مطلق ، وذلك أن صانع فرنكشتاين ، قد نفخ فيه الروح ، وهذا يتعارض تماما مع أي فكر ديني ، فالروح هى من صنع الله .. و أي فكرة علمية بالرواية هي حقيقة ، ولكني صبغتها بطابع الرواية والمغامرة .
بالطبع أهتم بالأعمال الروائية ، بما أني أكتب الرواية ، سوف أقرأ عملك الروائي ، وأعلق عليه .. لأنه من الأهمية بمكان معرفة صدي ما نكتبه على القارئ وخاصة إن كان هذا القارئ مبدعا .
أجد أن قصصك القصيرة تشي بمهارتك في الكتابة ، وأنت لم تأخذ حقك من القراءة والنقد ، ولعل ذلك لأن مشاركاتك لم تزل قليلة .. وأرجو التريث في تنزيل الأعمال حتى يتسنى للأعضاء والزائرين قراءتها .. لأن القارئ يريد أن ينوع من قراءاته لعديد من المبدعين .
أشكرك جداعلى اهتمامك بقراءة الرواية والتعليق

فاطمه بنت السراة
19/07/2008, 02:28 PM
:
ربط أرسطو بين العبقرية والجنون فقال: "ليس هناك من عبقري بدون جنون", وهذا ينطبق على وصف الدكتور عزام الذي عُجن بحب العظمة والتميز التي ضخمته عبقريته الفذة, حتى أنه يطلب استنساخ لنفسه مع مورثات الأسد القوة والتسلط والزعامة الشجاعة.....الخ

لكن الطريف هنا أن تخلط المساعدة المسكينة دميمة الخلقة المحرومة من الحب والتي كرست عمرها كله للعلم والبحث بين مورثات الأسد والعقرب, وفرق بين الاثنين.

قبل شهر أو أكثر ساعدت ابنة شقيقتي في كتابة بحث عن العقرب, وقد وجدت في البحث طرافة وغرابة فعندما
تتم عملية التزاوج بين العقارب في خلال أربعة أشهر الغريب هنا هو تحول الأنثى بعد التزاوج إلى زوجها المنهك وتلتهمه! ثم تحمل أنثى العقرب بيضها فوق ظهرها، وعند الفقس تخرج العقارب الصغيرة، وتبقى فوق ظهر أمها إلى مرحلة البلوغ ، وبعدها تبدأ في التهام أمها!! هذا عدا أن العقرب حيوان ليلي وهو لاينتمي إلى فصيلة الحشرات بل إلى العنكبيات.


أشفقت على "سكينة" حاضنة التجربة والتي ستسعد بأشهر بالحب والرعاية والاهتمام ثم........

غاليتي فايزة
متابعة الى النهاية إن شاء الله


أخطاء مطبعية بسيطة:
راحت في ثبات عميق = سبات
وعندما أفاقت من ثباتها = سباتها
ونمت الطحلب الدقيقة = الطحالب
وأصبح بينها وبينه رباط وثيق لا يمكن أن تنفصم ولو أراد هو ذلك = ينفصم
أو تكتب هكذا: وأصبح بينها وبينه رباط وثيق لا يمكن أن تنفصم عراه ولو أراد هو ذلك.

فايزة شرف الدين
19/07/2008, 06:36 PM
الغالية / فاطمة
أحب جدا التعليق الذي يضيف إلي العمل والفكر .. ودائما لك إضافات رائعة ومعلومات قيمة .. الغريب أنه برغم المراجعة الدقيقة من نقاد وتصحيح لغوي .. إلا أنه ما زالت هناك أخطاء .. وهذا لا شك وارد في عمل روائي .. وعلى فكرة قد تكون الأخطاء الموجودة هنا مختلفة عن العمل المطبوع .. لأني أعدت كتابة هذا العمل علي الحاسوب عندي .. لأنه لم يكن لدي منه نسخة .
لقد قرأت عن طبيعة العقارب ، وسألت عن حياتها قبل الشروع في الكتابة ، ولم يكن عندي وقتها خط نت فعمر هذه الرواية حوالي عشرة سنوات أي قبل أن ينتشر النت .. لذا كان بحثي عن المعلومات يمثل شيء من الصعوبة .. ولقد ابتعت مرجع علمي من معرض الكتاب في مدينتنا المنصورة وذلك بعد بحث شاق بمساعدة أحد العاملين بالمعرض ، وقد تناول هذا المرجع كافة المعلومات عن الاستنساخ ، وعلاقة المنسوخ بالمستنسخ والحاضنة في رحمها من الناحية الدينية ، وهذه المعلومات ستجدينها في سياق الرواية .. ثم كان من حظي أن حصلت على كتاب فيه معلومات كاملة عن طبيعة وتكوين المختبرات التي يتم فيها الاستنساخ ، والله وأعلم كيفية استساخ أول طفل في العالم لرجل مليونير تم في جزيرة هاواي .. وإن كنت في الحقيقة لم أستطع تصديق أن استنساخ البشر تم بنجاح .
ثم على فكرة .. كنت في القسم العلمي في الثانوية العامة ، ومنذ سنين قليلة كنت أشرح لأولادي الكيمياء والفيزياء والأحياء ,, كما أني أبتاع المراجع العلمية عن الفيزياءالفلكية ، وفيما يخص علم اليوجينيا وغيره .. وليس من الضرورة أن أفهم كل المرجع ، ولكني استخلص الفكرة التي أريدها من أجل كتابة الخيال العلمي .
ربما الجزء الثاني أقل إثارة من هذا الجزء كما قيل لي .. لكن فيه من المعلومات عن العلاج الجيني ، وفيه فك الغموض الذي أحيط بالدكتور عزام ، ولكن هذا مع نهاية الرواية .

غاليتي فاطمة يا ليت تنضمي إلي منتدانا الصغير فرسان الفجر العربي .. وهو يتسم بالصفة العائلية والحميمة ، وأشعر فعلا بقربك جدا ..
http://forsanelfagr.hooxs.com/index.htm


http://www.10neen.com/up/uploads/56003c5ede.gif (http://www.10neen.com/up/)

فاطمه بنت السراة
20/07/2008, 05:23 AM
:
إذن حدسي كان في مكانه بخصوص الراوية والتوجه العلمي الخاص بالرواية.

أحسست بمعاناتك وبشح المعلومات, بعكس عصر النت, بضغطة زر تجدين ما تريدينه وأكثر.
ربما قبل أربعة أعوام كتبت عن (مثلث برمودا من وجهة نظر شخصية) وبالطبع وجدت عشرات المراجع لكن خرجت باثنين فقط كانا ثقة ومقنعين
أما البقية فلا, حتى أنني اشتريت كتبهما ولا تزال موجودة عندي, والفكرة عن مثلث برمودا حولتها الى قصة قصيرة أشاد بها أستاذنا نزار الزين بأنها من قصص الخيال العلمي, سأنشرها هنا وسأعرف رأيك فيها.

بالنسبة للمنتدى ذي اللونين البرتقالي والأسود مررت به, ولي الشرف بالانضمام معكم.

خالص مودتي

فاطمه بنت السراة
20/07/2008, 05:23 AM
:
إذن حدسي كان في مكانه بخصوص الراوية والتوجه العلمي الخاص بالرواية.

أحسست بمعاناتك وبشح المعلومات, بعكس عصر النت, بضغطة زر تجدين ما تريدينه وأكثر.
ربما قبل أربعة أعوام كتبت عن (مثلث برمودا من وجهة نظر شخصية) وبالطبع وجدت عشرات المراجع لكن خرجت باثنين فقط كانا ثقة ومقنعين
أما البقية فلا, حتى أنني اشتريت كتبهما ولا تزال موجودة عندي, والفكرة عن مثلث برمودا حولتها الى قصة قصيرة أشاد بها أستاذنا نزار الزين بأنها من قصص الخيال العلمي, سأنشرها هنا وسأعرف رأيك فيها.

بالنسبة للمنتدى ذي اللونين البرتقالي والأسود مررت به, ولي الشرف بالانضمام معكم.

خالص مودتي

خليف محفوظ
27/03/2009, 01:34 PM
كما في الكشوفات العلمية يحدث الأمر أحيانا عن طريق الصدفة والخطأ ، رب خطأ قاد إلى صواب عميق ، كذلك كان خطأ سكينة الذي سيكون وراء انبثاق الرجل العقرب .

" سكينة " لا يتطابق اسمها مطلقا مع حالتها ، فقد كانت المخاوف تزلزها من التطلعات المجنونة للدكتور عزام ، وهاهي الآن تحمل في رحمها جنين التجربة ، فأية سكينة تبقى لها ؟

هناك أبعد من ا لتشويق في هذا الفصل ، هناك الإثارة و الإدهاش اللذان تحتاجهما رواية الخيال العلمي ، وقد وظفا بمهارة عالية .

تحيتي و تقديري.

فايزة شرف الدين
27/03/2009, 10:30 PM
الأخ الأستاذ / خليف محفوظ
كم هو جميل مرورك وأيضا تعليقك
أكيد إبداعات الخيال العلمي تحتاج إلى التشويق والإثارة ، وهي من أصعب أنواع الكتابة ، وإن كانت أسهل لي أحيانا من غيرها من الروايات .
أرجو أن يكون هناك مزيد من الإدهاش مع الفصول القادمة .
عميق شكري