المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الثالث عشر من رواية الرجل العقرب



فايزة شرف الدين
27/10/2007, 03:15 PM
الاختطاف الفاشل :
انتاب "عزيز" مزيج من المشاعر المتضاربة ، فهو يحب "سارة" حبا عنيفا ، ويرغب في العيش معها إلى نهاية العمر ، وفي نفس الوقت يخاف عليها من نفسه ومن حبه لها ، فمورثات العقرب التي يحتويها جسده ، قد تكون فيها هلاكها .
كان الألم يعتصر قلبه وروحه تحترق تحت جلده ، عندما يتخيلها وقد صعقتها الدهشة ، وألجمها الرعب عندما ترى ذيله المميت يتراقص في الهواء ثم يشقه كنصل السكين الحاد ، ويهوي علي جسدها الرقيق ، فتسقط جثة هامدة ، وقد سلب حبه لها حياتها .
كان يدفع وجهه بين راحتيه ، كأنما يطرد عن ناظريه هذه الصورة الرهيبة .
تفاقم خوفه عليها من ماضي الدكتور "عزام" ، وحاضره الذي يعيش فيه بعد أن انتحل شخصيته ، فلابد أن يحمل علي كاهله هذين الزمنين ، الماضي بشروره ، والحاضر الذي عليه أن يجني فيه الثمار السامة ، أما المستقبل فهو لا يعرف هل سيأتي عليه غد جديد ؟ وستشرق شمس جديدة تحمل في أحشائها الأمل ، الأمل بالنجاة من الماضي والحاضر ؟! فحياة مثل حياة الدكتور "عزام" لابد أن يحوطها المخاطر ، فالأسرار التي قرأها في القبو السري جعلته يدرك أنه في خطر ، وأن "سارة" قد تدفع ثمن شرور "عزام" ، وتحملها علي كاهلها أيضا .. كأنما جمعهما قدرهما في سفينة واحدة ، وبالرغم من أن هذا الرجل قد غاب بجسده ، فمازالت روحه الشريرة تهيم حولهما وتسيطر علي حياتهما .
حاول "عزيز" أن ينأى بنفسه ، ويبتعد عن "سارة" ، فباءت محاولاته بالفشل ، فقد كانت الهواء الذي يتنفسه ، ومع كل يوم جديد كان حبه يتغلغل في قلبه ويسيطر علي كيانه .
بعد انتهاء المحاضرات ، اصطحب "سارة" إلي مكانهما المفضل في أحد الكازينوهات المطلة علي النيل ، وجلسا تحت الأشجار الوارفة الظلال ، وكانت النباتات المتسلقة تلتف حولها وتحتضنها في ألفة ومحبة .
بعد فترة من الصمت المتأمل ، أشارت "سارة" إلي الشمس الغاربة ، وقد غاصت في الأفق راسمة خطوطا حمراء من اللهب علي صفحة النيل ، وقالت :
ـ لقد تأخرت ، وسوف يقلق والداي ، فقد قلت لهما أنني سوف أرجع إلي البيت مبكرا .
ابتسم وهو يقول :
ـ حبيبتي ، يمكن أن تطمئنيهما بهاتفي المحمول .
حاولت "سارة" السيطرة على ارتباكها ، فأخذت تمرر يدها علي بعض من خصلات شعرها الأسود الناعم المنسدل علي ظهرها ، ثم أطرقت برأسها إلي المائدة لتخفي ما تفضحه عيناها من كلام.
قطب "عزيز" ما بين حاجبيه ، وهتف بصوت مرتجف ، وقد شعر بقلق شديد :
ـ ما بك يا "سارة" ؟! أرجوك لا تخفي عني شيئا .
غمغمت وقد احمر خداها بلون قاني :
ـ إنني لا أريد أن أتكلم في الهاتف ، حتي لا أضطر للكذب عليهما .
طرفت عينا "عزيز" من أثر التوتر والانفعال ، وهتف متسائلا :
ـ ولماذا تضطرين للكذب عليهما ؟!
لاحت ابتسامة حزينة علي وجهها ، وهي تقول :
ـ كنت ساذجة عندما توهمت أن أبي سيبارك مشروع زواجنا ، فعندما أخبرته ، هددني وأمرني بقطع علاقتنا بشكل فوري .
حاول "عزيز" أن يخفي اضطرابه وخيبة أمله ، فقال بصوت هادئ :
ـ أرجوك أكملي .
تلقفت أنفاسها بصعوبة وقالت متهدجة النبرة :
ـ إنه معترض بسبب فارق السن بيننا ، وقال ثائرا أنك سوف تشعرين بفارق السن بعد سنوات قليلة من زواجكما ، وعند ذلك سيموت الحب .
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجه "عزيز" دون إرادة منه ، وكاد يصرخ بأعلى صوته أن حياته في هذه الدنيا لم تزد عن ثمانية عشرة عاما ، وأنه يصغرها في السن ، وأن أبيها قد أخطأ بتفكيره هذا ، وأنه واهم ، وشعر أن بغضه وحقده وصل إلي ذروته القصوى علي الدكتور "عزام" ، فقد منحه خليته العجوز التي يحملها في جسده ، ومع هذا فروحه ما زالت تشعر بالفتوة وحبه لها عنيف جارف يحمل في أحشائه حب الشباب الذي لا يعرف حدودا أو فواصل ، وتكاد تنهار السدود تحت وطأة هذا الفوران العنيف من العشق . غلفهما فترة صمت قاس ، ثم صاحت "سارة" بغضب مفاجئ :
ـ إن حبنا أقوي من أي شيء في الوجود ، وسوف نقنع أبي في النهاية بمنطق ارتباطنا سويا .
بدأت السحب المتكاثفة علي وجه "عزيز" في التلاشي ، ولمعت علي وجهه ابتسامة مشرقة لعبارة "سارة" الأخيرة ، وقد ولدت في نفسه الأمل .
قال بحرارة وهو يمد يديه عبر المائدة ، ويضم يديها بين راحتيه ، ويجذبها برقة :
ـ هيا يا حبيبتي لننطلق بعيدا عن الخوف والقلق .
انطلق "عزيز" بصحبة "سارة" ، وركضا في ظل الأضواء الخافتة ، وقد تعانقت ظلالهما أمامهما ، وامتزج صوت تراكض أقدامهما بصوت ضحكاتهما المرحة .
لم يلمحا في غمرة سعادتهما السيارة التي كانت ترقبهما عن بعد منذ أن غادرا الجامعة ، ولم يدركا أن عيونا متربصة ترصد وتعد خطواتهما ، وأن ثمة خطر غامض يتهددهما .
أدركت "سارة" بعد فوات الأوان أن الوقت قد سرقهما ، وأنها تأخرت كثيرا عن ميعاد عودتها إلي منزلها ، فصرخت وهي تضع يدها علي خدها بانزعاج :
ـ لقد تأخرت كثيرا ، وسوف يعنفني أبي علي ذلك .
هتف "عزيز" محاولا أن يخفف عنها الخوف الذي تملكها :
ـ هيا يا حبيبتي سوف أوصلك لمنزلكم في وقت قصير.
نهبت "سيارة" عزيز" مدينة القاهرة ، وكان الليل قد ألقى أستاره ، وعامت المدينة الكبيرة في بحر الضوء المتلألئ ، بينما كان الهواء العليل المندفع داخل السيارة يداعب "شعر "سارة" مسترسل ، فيتطاير ملامسا وجه "عزيز" ، فداخلته "سعادة ليس لها حدود وهو يشم عبقه وشذاه الرقيق .
عبرت السيارة كوبري قصر النيل ، وكانت تقبع بالقرب منه عوامات كثيرة وتنساب منها موسيقي هادئة ، بينما كانت الأضواء الساطعة تلمع في مياه النيل الهادئة ، فأشار"عزيز" إلى إحدى العوامات ، وصاح بها وقد تملكته رغبة جنونية لاصطحابها إلى رحلة نيلية ويقضيا معا ليلة أسطورية :
ـ كم أتمني يا "سارة" أن نقضي في هذه العوامة ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة ، ولا يهمني أن أعيش بعد ذلك ، لأنني سأموت سعيدا .
استغرقت "سارة" في الضحك ، ثم قالت بصوت مرح :
ـ أحيانا أشعر أنك شاب مراهق لم تتعد العشرين من عمرك .
ثم أضافت وهي تومقه بحنان:
ـ تصور يا حبيبي أنني أحببتك أكثر ، وأكثر لنزواتك الطائشة .
نظر إليها "عزيز" بركن عينيه ، ولاحت ابتسامة علي وجهه ، "فسارة" لم تتعد الحقيقة ، فهو لايزال في عمر المراهقة ، وحبه لها أيقظ مشاعر الفتوة والشباب الكامنة وفجرها كالطوفان.
صاح وقد أخذته نشوة سعادة قاهرة :
ـ ما رأيك يا عزيزتي لو ناديتني باسم التدليل ؟
فتحت عينيها دهشة ، وقالت :
ـ لم تذكر أن لك اسم تدليل ! ما هو يا ترى ؟
قال وهو ينظر إليها بركن عينيه :
ـ "عزيز" ، كانت أمي الوحيدة التي تدللني باسم "عزيز" .
هتفت "سارة" بإعجاب :
ـ "عزيز" ! اسم جميل وسوف أناديك به دائما .
امتدت يد "عزيز" وضغطت علي يدها بحرارة ، وهتف :
ـ أرجوك أريد أن أسمعه من شفتيك مرة أخري يا حبيبتي .
غمغمت بصوت رقيق ساحر :
ـ "عزيز" ، "عزيز" .
وصلت سعادة "عزيز" إلي ذروتها ، فلأول مرة يشعر أن شبح "عزام" يختفي عندما نادته "سارة" باسمه الحقيقي .
بدأت السيارة تمرق في شوارع أكثر هدوءا ، ثم خلال شوارع متسعة خالية من السيارات والمارة ، فجأة اعترضت طريقهما سيارة لوري كبيرة ، فاضطر "عزيز" إلي الضغط علي فرامل السيارة بقوة ، ففاحت رائحة خانقة من إطارات السيارة التي كادت تحترق تحت الضغط الهائل من احتكاكها بالأسفلت .
من وراء أحد الأكشاك المهجورة القابعة في ظل الأنوار الخابية ، خرج أربعة رجال وثبوا تجاه السيارة ، وكان أحدهم مشهرا مسدسه صوب "عزيز" ، وقال بلغة عربية ركيكة تدل علي أنه من بلد أجنبي :
ـ اخرج أنت وهذه السيدة من السيارة حالا .
من خلال الضوء الداكن استطاع "عزيز" أن يميز ملامحهم ، وكان يبدو عليهم القسوة ، وأنهم لا يتورعون عن سفك الدماء.
خرجت "سارة" من السيارة ، ثم تردد صراخها مبددا صمت المكان ، وقد تملكها الرعب قبل أن يثب أحد الرجال صوبها ، وما لبث أن وضع يده علي فمها ، وأحاطها بذراعه الأخرى في خشونة ، شعر "عزيز" بغضب هائل وصاح بالإنجليزية :
ـ اتركها أيها الوغد .
صاح الرجل صاحب المسدس وهو يلوح به في عنف بإنجليزية طليقة :
ـ سوف نأخذها معنا رهينة حتي تحقق مطالبنا .
ثم التفت إلي الرجال الثلاثة . فأشار لهم باصطحاب الفتاة إلي السيارة القابعة في مكان مظلم ، لوح "عزيز" صارخا :
ـ لا تأخذوها .
حاولت "سارة" الفكاك من قبضة الرجل القوية ، فلطمها بعنف علي وجهها ، فأغشي عليها ، وتداعي جسدها بين ذراعيه.
وصل غضب "عزيز" إلي ذروته ، وتردد صوت تمزق سرواله ، عندما بدأ ذنبه القاتل في التمدد ، وفي حركة خاطفة هوى علي الرجل الذي ألجمته المفاجأة فدار حول نفسه عدة لفات قبل أن يتهاوى علي الأرض جثة خامدة من الحياة ، بينما طار مسدسه بعيدا .
أدرك الرجال الثلاثة الذين أخذتهم الدهشة عدة لحظات أن قائدهم خر صريعا ، فاختفوا بسرعة خلف سيارتهم ، وأخرجوا مسدساتهم وصوبوها تجاه "عزيز" ، وكان قد انتهز الفرصة ليختفي خلف سيارته بسرعة خاطفة ، وكان المسدس لا يزال قابعا في مكانه علي بعد عدة خطوات من مكانه ، فحاول أن يبعد أنظارهم في اتجاه آخر حتي يستطيع التقاطه ، فتناول حجرا صغيرا من علي الأرض ، وقذفه بعيدا إلي إحدى الأشجار فصنعت حفيفا ، فصوب الثلاثة مسدساتهم صوب الصوت الآتي خلفهم ، فوثب "عزيز" في لمح البصر واختطف المسدس ، ليعود إلي مكانه خلف سيارته مرة أخري ، صاح بهم في صوت حازم أجش :
ـ أعيدوا الفتاة ، وإلا سيكون مصيركم الموت المحقق مثل صاحبكم .
صاح أحد الرجال :
ـ أعد إلينا جثة الرجل ، وإلا قتلنا الفتاة .
كانت الجثة ساكنة بالقرب من مقدمة سيارة"عزيز" ، فأدرك أنه أصبح في موقع القوة ، وأنهم يريدون جثة الرجل ، حتي لا يفتضح أمرهم ، فقال :
ـ أعطوني الفتاة أولا ، وسوف أبادلكم بالجثة .
سادت فترة من الصمت ، كان الرجال الثلاثة خلالها يتبادلون الرأي ، ثم صاح أحدهم :
ـ موافقون .
صرخ "عزيز" :
ـ ليحضر أحدكم الفتاة ويضعها في المقعد الأمامي لسيارتي ، ويعد ذلك يمكنكم أخذ جثة رجلكم ، ثم أضاف بنبرة متوعدة :
ـ وإذا صدر منكم أي خدعة ، فسوف أرد عليكم بعنف . تقدم أحد الرجال حاملا الفتاة المغشي عليها ، ووضعها في مقدمة السيارة ، صوب "عزيز" المسدس صوبه من خلف سيارته ، وصاح بالرجل أمرا :
ـ ارجع من حيث أتيت .
تراجع الرجل بسرعة ، وفي لحظة وثب "عزيز" داخل سيارته ، وقادها بسرعة جنونية ، بينما تقدمت سيارة المهاجمين وأصبحت بمحاذاة الجثة ، فانتشلوها ووضعوها في الحقيبة الخلفية .
بدأت المطاردة في الشوارع الخالية ، واستطاع "عزيز" أن يمرق بسيارته إلي أحد الشوارع الجانبية والتمكن من تضليلهم ، وفي أثناء ذلك أخذت "سارة" تستعيد وعيها ، فأخذت تتأوه بألم وهي تتحسس خدها ، نظر إليها "عزيز" بقلق ، فقد كان ذنبه القاتل يتحرك دون إرادة منه ، وخشي أن تراه علي هذا الوضع.
هتفت "سارة" بصوت ضعيف :
ـ ماذا حدث ؟
نظر إليها وقد أخذته الشفقة الممزوجة بالخوف علي حياتها ، وهتف :
ـ لقد تعرضنا للاختطاف ، ولكني استطعت التغلب عليهم .
بدأت "سارة" تتذكر ما حدث لها قبل أن يغشي عليها ، فتساءلت :
ـ لماذا أرادوا اختطافنا ؟
غمغم "عزيز" بضيق :
ـ إنني لا أعرف هوية هؤلاء الرجال ، ويبدو أنهم يريدون الضغط علي من أجل الأبحاث التي أقوم بها في الوقت الحالي .
كان رأسها مرتخيا علي كتف "عزيز" ، فحاولت أن ترفعه وقد ارتسم علي وجهها علامات الخوف والانزعاج ، فدفعها في رفق إليه وهو يطوقها بذراعه ، وقال يطمئنها وهو يربت علي منكبها في حنان :
ـ لا تخافي يا حبيبتي لن يصيبك مكروه وأنت معي .
هتفت "سارة" بجزع :
ـ إنني خائفة عليك أنت .
أطلت ابتسامة باهتة علي وجهه ، وهو يقول :
ـ إنني أستطيع التصرف والتغلب عليهم ، ولكن أرجو منك الحذر في الأيام المقبلة ، فهم سيحاولون مرة أخري .
بدأ ذنب "عزيز" ينكمش حتي تلاشى تحت المعطف ، فتنفس الصعداء ، ثم قال "لسارة " :
ـ لقد تأخرت كثيرا ، سأوصلك حتي البيت .
قالت "سارة" بقلق :
ـ ماذا سنقول لوالداي وأنا بهذا الشكل الفظيع ؟
ـ سنقول الحقيقة .
قالها "عزيز" بهدوء ، وهو يربت علي شعرها بحنو ، ثم أضاف :
ـ سنقول أنك تعرضت لهجوم من بعض الأشخاص ، وأنني استطعت إنقاذك ، بذلك نكون قد قلنا الحقيقة وفي نفس الوقت نلقي التعاطف والمساندة منهما .
ابتسمت "سارة" رغم ألمها ، وهتفت :
ـ إنك عبقري يا "عزيز" !
وقفت "السيارة" أمام فيلا "سارة" ، وهبط الاثنان منها ، وعبرا البوابة ، ووجدا والديها يقفان عند مدخل الفيلا وهما يترقبان وصول ابنتهما بقلق ، أقبلت والدتها مسرعة ، صاحت بجزع فائق وهي تري ابنتها ، وقد تهدل شعرها الناعم وتورم خدها ، وبدا عليها الإعياء الشديد :
ـ ماذا حدث يا "سارة"؟
ثم توجهت بنظرها إلي "عزيز" , هي تصيح في ذعر :
ـ أرجوك قل ماذا حدث لها ؟
هتف "عزيز" :
ـ اطمئني يا سيدتي لم يحدث لها مكروه .
صاح والدها بقلق وهو يتلقفها في صدره :
ـ هل أنت بخير يا ابنتي ؟
أجابت "سارة" بصوت ضعيف :
ـ لقد أنقذني الدكتور "عزام" من عصابة كانت ترغب في اختطافي ، وقد أبدي شجاعة مذهلة في مواجهتهم .
لم يرد أبواها الخوض في التفاصيل ، فنظرا إليه بامتنان غامر ، وهتفت والدة "سارة" :
ـ إنني أشكرك علي رعايتك لابنتنا يا دكتور "عزام" .
قال "عزيز" بتواضع :
ـ لا شكر علي واجب .
صاح الوالد :
ـ تفضل بالدخول يا دكتور "عزام" .
قال "عزيز" :
ـ أرجو المعذرة ، فالوقت متأخر ، وسوف أنام من فوري عند عودتي للبيت بعد هذا اليوم الشاق .

فايزة شرف الدين
27/10/2007, 03:15 PM
الاختطاف الفاشل :
انتاب "عزيز" مزيج من المشاعر المتضاربة ، فهو يحب "سارة" حبا عنيفا ، ويرغب في العيش معها إلي نهاية العمر ، وفي نفس الوقت يخاف عليها من نفسه ومن حبه لها ، فمورثات العقرب التي يحتويها جسده ، قد تكون فيها هلاكها .
كان الألم يعتصر قلبه وروحه تحترق تحت جلده ، عندما يتخيلها وقد صعقتها الدهشة ، وألجمها الرعب عندما تري ذيله المميت يتراقص في الهواء ثم يشقه كنصل السكين الحاد ، ويهوي علي جسدها الرقيق ، فتسقط جثة هامدة ، وقد سلب حبه لها حياتها .
كان يدفع وجهه بين راحتيه ، كأنما يطرد عن ناظريه هذه الصورة الرهيبة .
تفاقم خوفه عليها من ماضي الدكتور "عزام" ، وحاضره الذي يعيش فيه بعد أن انتحل شخصيته ، فلابد أن يحمل علي كاهله هذين الزمنين ، الماضي بشروره ، والحاضر الذي عليه أن يجني فيه الثمار السامة ، أما المستقبل فهو لا يعرف هل سيأتي عليه غد جديد ؟ وستشرق شمس جديدة تحمل في أحشائها الأمل ، الأمل بالنجاة من الماضي والحاضر ؟! فحياة مثل حياة الدكتور "عزام" لابد أن يحوطها المخاطر ، فالأسرار التي قرأها في القبو السري جعلته يدرك أنه في خطر ، وأن "سارة" قد تدفع ثمن شرور "عزام" ، وتحملها علي كاهلها أيضا .. كأنما جمعهما قدرهما في سفينة واحدة ، وبالرغم من أن هذا الرجل قد غاب بجسده ، فمازالت روحه الشريرة تهيم حولهما وتسيطر علي حياتهما .
حاول "عزيز" أن ينأى بنفسه ، ويبتعد عن "سارة" ، فباءت محاولاته بالفشل ، فقد كانت الهواء الذي يتنفسه ، ومع كل يوم جديد كان حبه يتغلغل في قلبه ويسيطر علي كيانه .
بعد انتهاء المحاضرات ، اصطحب "سارة" إلي مكانهما المفضل في أحد الكازينوهات المطلة علي النيل ، وجلسا تحت الأشجار الوارفة الظلال ، وكانت النباتات المتسلقة تلتف حولها وتحتضنها في ألفة ومحبة .
بعد فترة من الصمت المتأمل ، أشارت "سارة" إلي الشمس الغاربة ، وقد غاصت في الأفق راسمة خطوطا حمراء من اللهب علي صفحة النيل ، وقالت :
ـ لقد تأخرت ، وسوف يقلق والداي ، فقد قلت لهما أنني سوف أرجع إلي البيت مبكرا .
ابتسم وهو يقول :
ـ حبيبتي ، يمكن أن تطمئنيهما بهاتفي المحمول .
حاولت "سارة" أن تخفي ارتباكها ، فأخذت تمرر يدها علي بعض من خصلات شعرها الأسود الناعم المنسدل علي ظهرها ، ثم أطرقت برأسها إلي المائدة لتخفي ما تفضحه عيناها من كلام.
قطب "عزيز" ما بين حاجبيه ، وهتف بصوت مرتجف ، وقد شعر بقلق شديد :
ـ ما بك يا "سارة" ؟! أرجوك لا تخفي عني شيئا .
غمغمت وقد احمر خداها بلون قاني :
ـ إنني لا أريد أن أتكلم في الهاتف ، حتي لا أضطر للكذب عليهما .
طرفت عينا "عزيز" من أثر التوتر والانفعال ، وهتف متسائلا :
ـ ولماذا تضطرين للكذب عليهما ؟!
لاحت ابتسامة حزينة علي وجهها ، وهي تقول :
ـ كنت ساذجة عندما توهمت أن أبي سيبارك مشروع زواجنا ، فعندما أخبرته ، هددني وأمرني بقطع علاقتنا بشكل فوري .
حاول "عزيز" أن يخفي اضطرابه وخيبة أمله ، فقال بصوت هادئ :
ـ أرجوك أكملي .
تلقفت أنفاسها بصعوبة وقالت متهدجة النبرة :
ـ إنه معترض بسبب فارق السن بيننا ، وقال ثائرا أنك سوف تشعرين بفارق السن بعد سنوات قليلة من زواجكما ، وعند ذلك سيموت الحب .
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجه "عزيز" دون إرادة منه ، وكاد يصرخ بأعلى صوته أن حياته في هذه الدنيا لم تزد عن ثمانية عشرة عاما ، وأنه يصغرها في السن ، وأن أبيها قد أخطأ بتفكيره هذا ، وأنه واهم ، وشعر أن بغضه وحقده وصل إلي ذروته القصوى علي الدكتور "عزام" ، فقد منحه خليته العجوز التي يحملها في جسده ، ومع هذا فروحه ما زالت تشعر بالفتوة وحبه لها عنيف جارف يحمل في أحشائه حب الشباب الذي لا يعرف حدودا أو فواصل ، وتكاد تنهار السدود تحت وطأة هذا الفوران العنيف من العشق . غلفهما فترة صمت قاس ، ثم صاحت "سارة" بغضب مفاجئ :
ـ إن حبنا أقوي من أي شيء في الوجود ، وسوف نقنع أبي في النهاية بمنطق ارتباطنا سويا .
بدأت السحب المتكاثفة علي وجه "عزيز" في التلاشي ، ولمعت علي وجهه ابتسامة مشرقة لعبارة "سارة" الأخيرة ، وقد ولدت في نفسه الأمل .
قال بحرارة وهو يمد يديه عبر المائدة ، ويضم يديها بين راحتيه ، ويجذبها برقة :
ـ هيا يا حبيبتي لننطلق بعيدا عن الخوف والقلق .
انطلق "عزيز" بصحبة "سارة" ، وركضا في ظل الأضواء الخافتة ، وقد تعانقت ظلالهما أمامهما ، وامتزج صوت تراكض أقدامهما بصوت ضحكاتهما المرحة .
لم يلمحا في غمرة سعادتهما السيارة التي كانت ترقبهما عن بعد منذ أن غادرا الجامعة ، ولم يدركا أن عيونا متربصة ترصد وتعد خطواتهما ، وأن ثمة خطر غامض يتهددهما .
أدركت "سارة" بعد فوات الأوان أن الوقت قد سرقهما ، وأنها تأخرت كثيرا عن ميعاد عودتها إلي منزلها ، فصرخت وهي تضع يدها علي خدها بانزعاج :
ـ لقد تأخرت كثيرا ، وسوف يعنفني أبي علي ذلك .
هتف "عزيز" محاولا أن يخفف عنها الخوف الذي تملكها :
ـ هيا يا حبيبتي سوف أوصلك لمنزلكم في وقت قصير.
نهبت "سيارة" عزيز" مدينة القاهرة ، وكان الليل قد ألقي أستاره ، وعامت المدينة الكبيرة في بحر الضوء المتلألئ ، بينما كان الهواء العليل المندفع داخل السيارة يداعب "شعر "سارة" مسترسل ، فيتطاير ملامسا وجه "عزيز" ، فداخلته "سعادة ليس لها حدود وهو يشم عبقه وشذاه الرقيق .
عبرت السيارة كوبري قصر النيل ، وكانت تقبع بالقرب منه عوامات كثيرة وتنساب منها موسيقي هادئة ، بينما كانت الأضواء الساطعة تلمع في مياه النيل الهادئة ، فأشار"عزيز" إلى إحدى العوامات ، وصاح بها وقد تملكته رغبة جنونية لاصطحابها إلى رحلة نيلية ويقضيا معا ليلة أسطورية :
ـ كم أتمني يا "سارة" أن نقضي في هذه العوامة ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة ، ولا يهمني أن أعيش بعد ذلك ، لأنني سأموت سعيدا .
استغرقت "سارة" في الضحك ، ثم قالت بصوت مرح :
ـ أحيانا أشعر أنك شاب مراهق لم تتعد العشرين من عمرك .
ثم أضافت وهي تومقه بحنان:
ـ تصور يا حبيبي أنني أحببتك أكثر ، وأكثر لنزواتك الطائشة .
نظر إليها "عزيز" بركن عينيه ، ولاحت ابتسامة علي وجهه ، "فسارة" لم تتعد الحقيقة ، فهو لايزال في عمر المراهقة ، وحبه لها أيقظ مشاعر الفتوة والشباب الكامنة وفجرها كالطوفان.
صاح وقد أخذته نشوة سعادة قاهرة :
ـ ما رأيك يا عزيزتي لو ناديتني باسم التدليل ؟
فتحت عينيها دهشة ، وقالت :
ـ لم تذكر أن لك اسم تدليل ! ما هو يا ترى ؟
قال وهو ينظر إليها بركن عينيه :
ـ "عزيز" ، كانت أمي الوحيدة التي تدللني باسم "عزيز" .
هتفت "سارة" بإعجاب :
ـ "عزيز" ! اسم جميل وسوف أناديك به دائما .
امتدت يد "عزيز" وضغطت علي يدها بحرارة ، وهتف :
ـ أرجوك أريد أن أسمعه من شفتيك مرة أخري يا حبيبتي .
غمغمت بصوت رقيق ساحر :
ـ "عزيز" ، "عزيز" .
وصلت سعادة "عزيز" إلي ذروتها ، فلأول مرة يشعر أن شبح "عزام" يختفي عندما نادته "سارة" باسمه الحقيقي .
بدأت السيارة تمرق في شوارع أكثر هدوءا ، ثم خلال شوارع متسعة خالية من السيارات والمارة ، فجأة اعترضت طريقهما سيارة لوري كبيرة ، فاضطر "عزيز" إلي الضغط علي فرامل السيارة بقوة ، ففاحت رائحة خانقة من إطارات السيارة التي كادت تحترق تحت الضغط الهائل من احتكاكها بالأسفلت .
من وراء أحد الأكشاك المهجورة القابعة في ظل الأنوار الخابية ، خرج أربعة رجال وثبوا تجاه السيارة ، وكان أحدهم مشهرا مسدسه صوب "عزيز" ، وقال بلغة عربية ركيكة تدل علي أنه من بلد أجنبي :
ـ اخرج أنت وهذه السيدة من السيارة حالا .
من خلال الضوء الداكن استطاع "عزيز" أن يميز ملامحهم ، وكان يبدو عليهم القسوة ، وأنهم لا يتورعون عن سفك الدماء.
خرجت "سارة" من السيارة ، ثم تردد صراخها مبددا صمت المكان ، وقد تملكها الرعب قبل أن يثب أحد الرجال صوبها ، وما لبث أن وضع يده علي فمها ، وأحاطها بذراعه الأخرى في خشونة ، شعر "عزيز" بغضب هائل وصاح بالإنجليزية :
ـ اتركها أيها الوغد .
صاح الرجل صاحب المسدس وهو يلوح به في عنف بإنجليزية طليقة :
ـ سوف نأخذها معنا رهينة حتي تحقق مطالبنا .
ثم التفت إلي الرجال الثلاثة . فأشار لهم باصطحاب الفتاة إلي السيارة القابعة في مكان مظلم ، لوح "عزيز" صارخا :
ـ لا تأخذوها .
حاولت "سارة" الفكاك من قبضة الرجل القوية ، فلطمها بعنف علي وجهها ، فأغشي عليها ، وتداعي جسدها بين ذراعيه.
وصل غضب "عزيز" إلي ذروته ، وتردد صوت تمزق سرواله ، عندما بدأ ذنبه القاتل في التمدد ، وفي حركة خاطفة هوى علي الرجل الذي ألجمته المفاجأة فدار حول نفسه عدة لفات قبل أن يتهاوى علي الأرض جثة خامدة من الحياة ، بينما طار مسدسه بعيدا .
أدرك الرجال الثلاثة الذين أخذتهم الدهشة عدة لحظات أن قائدهم خر صريعا ، فاختفوا بسرعة خلف سيارتهم ، وأخرجوا مسدساتهم وصوبوها تجاه "عزيز" ، وكان قد انتهز الفرصة ليختفي خلف سيارته بسرعة خاطفة ، وكان المسدس لا يزال قابعا في مكانه علي بعد عدة خطوات من مكانه ، فحاول أن يبعد أنظارهم في اتجاه آخر حتي يستطيع التقاطه ، فتناول حجرا صغيرا من علي الأرض ، وقذفه بعيدا إلي إحدى الأشجار فصنعت حفيفا ، فصوب الثلاثة مسدساتهم صوب الصوت الآتي خلفهم ، فوثب "عزيز" في لمح البصر واختطف المسدس ، ليعود إلي مكانه خلف سيارته مرة أخري ، صاح بهم في صوت حازم أجش :
ـ أعيدوا الفتاة ، وإلا سيكون مصيركم الموت المحقق مثل صاحبكم .
صاح أحد الرجال :
ـ أعد إلينا جثة الرجل ، وإلا قتلنا الفتاة .
كانت الجثة ساكنة بالقرب من مقدمة سيارة"عزيز" ، فأدرك أنه أصبح في موقع القوة ، وأنهم يريدون جثة الرجل ، حتي لا يفتضح أمرهم ، فقال :
ـ أعطوني الفتاة أولا ، وسوف أبادلكم بالجثة .
سادت فترة من الصمت ، كان الرجال الثلاثة خلالها يتبادلون الرأي ، ثم صاح أحدهم :
ـ موافقون .
صرخ "عزيز" :
ـ ليحضر أحدكم الفتاة ويضعها في المقعد الأمامي لسيارتي ، ويعد ذلك يمكنكم أخذ جثة رجلكم ، ثم أضاف بنبرة متوعدة :
ـ وإذا صدر منكم أي خدعة ، فسوف أرد عليكم بعنف . تقدم أحد الرجال حاملا الفتاة المغشي عليها ، ووضعها في مقدمة السيارة ، صوب "عزيز" المسدس صوبه من خلف سيارته ، وصاح بالرجل أمرا :
ـ ارجع من حيث أتيت .
تراجع الرجل بسرعة ، وفي لحظة وثب "عزيز" داخل سيارته ، وقادها بسرعة جنونية ، بينما تقدمت سيارة المهاجمين وأصبحت بمحاذاة الجثة ، فانتشلوها ووضعوها في الحقيبة الخلفية .
بدأت المطاردة في الشوارع الخالية ، واستطاع "عزيز" أن يمرق بسيارته إلي أحد الشوارع الجانبية والتمكن من تضليلهم ، وفي أثناء ذلك أخذت "سارة" تستعيد وعيها ، فأخذت تتأوه بألم وهي تتحسس خدها ، نظر إليها "عزيز" بقلق ، فقد كان ذنبه القاتل يتحرك دون إرادة منه ، وخشي أن تراه علي هذا الوضع.
هتفت "سارة" بصوت ضعيف :
ـ ماذا حدث ؟
نظر إليها وقد أخذته الشفقة الممزوجة بالخوف علي حياتها ، وهتف :
ـ لقد تعرضنا للاختطاف ، ولكني استطعت التغلب عليهم .
بدأت "سارة" تتذكر ما حدث لها قبل أن يغشي عليها ، فتساءلت :
ـ لماذا أرادوا اختطافنا ؟
غمغم "عزيز" بضيق :
ـ إنني لا أعرف هوية هؤلاء الرجال ، ويبدو أنهم يريدون الضغط علي من أجل الأبحاث التي أقوم بها في الوقت الحالي .
كان رأسها مرتخيا علي كتف "عزيز" ، فحاولت أن ترفعه وقد ارتسم علي وجهها علامات الخوف والانزعاج ، فدفعها في رفق إليه وهو يطوقها بذراعه ، وقال يطمئنها وهو يربت علي منكبها في حنان :
ـ لا تخافي يا حبيبتي لن يصيبك مكروه وأنت معي .
هتفت "سارة" بجزع :
ـ إنني خائفة عليك أنت .
أطلت ابتسامة باهتة علي وجهه ، وهو يقول :
ـ إنني أستطيع التصرف والتغلب عليهم ، ولكن أرجو منك الحذر في الأيام المقبلة ، فهم سيحاولون مرة أخري .
بدأ ذنب "عزيز" ينكمش حتي تلاشى تحت المعطف ، فتنفس الصعداء ، ثم قال "لسارة " :
ـ لقد تأخرت كثيرا ، سأوصلك حتي البيت .
قالت "سارة" بقلق :
ـ ماذا سنقول لوالداي وأنا بهذا الشكل الفظيع ؟
ـ سنقول الحقيقة .
قالها "عزيز" بهدوء ، وهو يربت علي شعرها بحنو ، ثم أضاف :
ـ سنقول أنك تعرضت لهجوم من بعض الأشخاص ، وأنني استطعت إنقاذك ، بذلك نكون قد قلنا الحقيقة وفي نفس الوقت نلقي التعاطف والمساندة منهما .
ابتسمت "سارة" رغم ألمها ، وهتفت :
ـ إنك عبقري يا "عزيز" !
وقفت "السيارة" أمام فيلا "سارة" ، وهبط الاثنان منها ، وعبرا البوابة ، ووجدا والديها يقفان عند مدخل الفيلا وهما يترقبان وصول ابنتهما بقلق ، أقبلت والدتها مسرعة ، صاحت بجذع فائق وهي تري ابنتها ، وقد تهدل شعرها الناعم وتورم خدها ، وبدا عليها الإعياء الشديد :
ـ ماذا حدث يا "سارة"؟
ثم توجهت بنظرها إلي "عزيز" , هي تصيح في ذعر :
ـ أرجوك قل ماذا حدث لها ؟
هتف "عزيز" :
ـ اطمئني يا سيدتي لم يحدث لها مكروه .
صاح والدها بقلق وهو يتلقفها في صدره :
ـ هل أنت بخير يا ابنتي ؟
أجابت "سارة" بصوت ضعيف :
ـ لقد أنقذني الدكتور "عزام" من عصابة كانت ترغب في اختطافي ، وقد أبدي شجاعة مذهلة في مواجهتهم .
لم يرد أبواها الخوض في التفاصيل ، فنظرا إليه بامتنان غامر ، وهتفت والدة "سارة" :
ـ إنني أشكرك علي رعايتك لابنتنا يا دكتور "عزام" .
قال "عزيز" بتواضع :
ـ لا شكر علي واجب .
صاح الوالد :
ـ تفضل بالدخول يا دكتور "عزام" .
قال "عزيز" :
ـ أرجو المعذرة ، فالوقت متأخر ، وسوف أنام من فوري عند عودتي للبيت بعد هذا اليوم الشاق .

فاطمه بنت السراة
02/08/2008, 08:35 PM
:

غاليتي فايزة
في هذا الفصل إثارة وتشويق بالغين كأنني أشاهد فلما مصورا.

متابعة إن شاء الله

كوني بخير



من النص:
ــــــــــــــــ

وقفت "السيارة" أمام فيلا "سارة" ، وهبط الاثنان منها ، وعبرا البوابة ، ووجدا والديها يقفان عند مدخل الفيلا وهما يترقبان وصول ابنتهما بقلق ، أقبلت والدتها مسرعة ، صاحت بجذع (بجزع) فائق وهي تري ابنتها ، وقد تهدل شعرها الناعم وتورم خدها ، وبدا عليها الإعياء الشديد :

فايزة شرف الدين
04/08/2008, 12:09 AM
أهلا بك الغالية فاطمة
لقد غيرت أيضا كلمات أثناء المراجعة .. إنه عنصر التشويق الذي أغرم به غاليتي .. والذي دوما يشد القارئ إلى العمل الروائي .

http://www.10neen.com/up/uploads/05931c4d11.gif (http://www.10neen.com/up/)