حسن سلامة
28/10/2007, 01:13 PM
الأمة / الخطاب والمنهجية / 2
معذرة ، قبل تحديد العناصر المهمة للمنهجية ، سأقفز إلى موضوع ساخن على درجة من الأهمية ، وعلى ارتباط بموضوع المنهجية المتعلقة بالآخر .. خصوصا مع اقتراب مؤتمر السلام الذي دعا له الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ..وسوقت له وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في المنطقة .. وموقف الرئيس الفرنسي ساركوزي حول حماية اسرائيل ..!
منهجية الآخر ، الذي نعتبره عدوا لنا / وهو كذلك / نتيجة ظروف استعمارية ما زالت مستمرة ، ونتيجة أخطاء عربية فادحة في السياسة والاقتصاد وفي الاجتماع ، بحيث لم تتوفر الظروف أو الوقت لعملية التنمية والبناء ، ومن ثم استمراء الأنظمة لواقع الحال بحيث اتخذت من قضية فلسطين بوقا وسلما تصعد به لأهدافها ، وطرحت شعارات جميلة براقة تتعلق بالأمة ورسالتها ، بينما نرى ذلك العدو العقدي والسياسي والعسكري ، يقوده أشخاص بالانتخاب لفترة زمنية محددة ( 4 سنوات قد تمدد فترة ثانية ) بينما عندنا حدث ولا حرج .. والصراخ في هذا الشأن لا يجدي ولم يجد في السابق لأنه لم يقم على منهجية التغيير التي تعتمد على البناء المؤسسي والتآخي الاجتماعي ( نموذج المدينة المنورة ) كما لم نشهد عدالة اجتماعية كالتي نفذها الخليفة العادل عمر بن الخطاب ، ضمن منهجية ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ) وهذا ما أفزع الكثيرين ، حتى تم اغتياله - رضي الله عنه - وهو قائم يصلي ..!
منهجية الآخر ، التي أدركها عدونا ، هي فرق تسد :
في مؤتمر مدريد على سبيل المثال ، تهافتت الأنظمة إلى أسبانيا ( لبحث القضية ) بينما كان صاحب القضية مغيبا تحت عباءة وفد الأردن ..!
بعد ذلك نفذ النظام العربي منهجية العدو ( مصالحته ) تحت ذريعة أن صاحب الشأن وافق ، وهو في حقيقة الأمر كان مغيبا .. لذلك كانت أوسلو رد الفعل الفلسطيني والتي كرست خلافات فلسطينية داخلية ما زالت مستمرة ..
منهجية اسرائيل منذ نزول أول يهودي من سفينة عند حيفا ، كانت منهجية المحارب المسلح ببندقية وتعليم تلمودي توراتي بفتل كل غريب ( جوييم ) لذلك كانت المجازر متسارعة ، ثم استمرت كمجازر وحروب في فترات متقاربة ( العدوان الثلاثي 1956 ، العدوان على غزة 1958 ، حرب 1967 ، حرب 1973 ( حالة مختلفة استراتيجيا ) اجتياح لبنان في مرحلتين أهمها 1982 ، ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا وغيرهما ، حرب لبنان صيف 2006 ) ....
ولا يمكن أن ننسى جولة ( فيليب حبيب الأمريكي ) في المنطقة العربية خلال غزو بيروت ، ومباركة بعض العرب لما يحدث ، فكانت النتيجة إخراج المقاومة الفلسطينية إلى المنافي الجديدة بعد انشقاق في أهم فصائلها ..! وتوجت جولة حبيب بمجزرة صبرا وشاتيلا على أيد عربية وحماية اسرائيلية ..!
لا أريد سرد تفاصيل ، لكن أقول إن من نعتبرهم أعداء ، وهم كذلك ، لم نفهم طريقة تفكيرهم ، ولم نعد لهم ما استطعنا ، غير الكلام والخيانة وتبادل التخوين ، وابتزاز قوت الأمة تحت شعار ضريبة التحرير ، وكلما تضخم الشعار تضخمت الاعباء على الناس البسطاء ، فيخرج علينا أحد الثورجيين ( 1969 ) ، وقد انشق عن التنظيم الأم ، وكان يساوم على التراجع عن الانشقاق ، مقابل مبلغ يعادل 75 ألف دولار ، وحين لم يتم له ذلك ، طبع كوبونات ووقف عناصره عند الجسور ومفارق الطرق لجمع التبرعات ( عنوة ) .
... تعيش الثورة ..!!!
( لاحظوا : المنهج السائد اليوم ، الراقصة / المطربة أهم 10 آلاف مرة من مفكر أو شاعر أو أديب أو معلم ، لأن أجر عرق خصرها في الليلة الواحدة بلغ 100 ألف دولار من دون ضرائب .. ) .
في كتاب ( المخابرات / سي آي إيه / تحكم العالم ) الذي طبع في بيروت 1974 ، وفيه حقائق مرعبة عن المنطقة ، نكتشف كيف تفكر أمريكا واسرائيل ، قبل ذلك التاريخ ، من تخاذل بعض العرب وتآمرهم على القضية والأوطان ( في أوج المد الوطني العربي آنذاك .!) ، وحتى ملاحقة جيفارا ومقتله في الغابات البوليفية في القارة اللاتينية ، مرورا بالأسلحة المحرمة التي استخدمتها أمريكا في فيتنام .. والنابالم في حروب الشرق الأوسط .
هم يعتمدون أولا على القوة العسكرية / الأدوات ، وثانيا على المعلومة التي يملكونها منذ وقت مبكر ، وثالثا توفير أسباب المعركة وعلى رأسها المحارب وتمتعه بمقومات خوض المعركة في ذلك الوقت ، تلك المقومات التي لن يحلم بها الجندي العربي حتى عقود مقبلة .!
ليلة حرب حزيران 1967 ، كان جنودنا على إحدى الجبهات جوعى ، منشغلين بشد البنطلونات الواسعة جدا والتي تبرعت بها الصين ..!
هل ينتصر الجوعى ..؟
قال نابليون ذات يوم إن الجيوش تزحف على بطونها ، في الوقت الذي كان الجيش المصري في حرب 48 ينتظر الخبز الجاف الذي يرسل من القاهرة إلى عمان ثم إلى فلسطين ( إذا كانت هناك ظروف تسمح بإرساله ) ..
وفي كتاب ( وتحطمت الطائرات عند الفجر ) أو ( وانفضح سر الحمامة ) الصادر في أواخر عام 1967 ، تقشعر الابدان للتهاون في حماية الأمن القومي العربي ، ومدى الاختراق المخابراتي الاسرائيلي للنظام العربي ..
الطامة الكبرى : لا أحد يشرح أو يكشف سر الهزيمة ، بينما صدر في اسرائيل كتاب بعد حرب أكتوبر 1973 بأشهر قليلة يحمل عنوان ( المحدال ) أي التقصير .. تم فيه كشف أسباب التقصير على الجبهتين المصرية والسورية ..
النظام العربي لم يكشف ، ولا الذين ساهموا في الهزائم ، ولا الذين عايشوها ، لم يكشفوا رغم مرور 30 عاما على تلك الأسرار ( وهذه منهجية بريطانية لإخفاء وتذويب الحقائق ، وحتى يغيب معايشوها ) ..
منهجية العدو اليوم / ضد تركيا مثلا ، كان ملف الأرمن مخبوءا منذ 100 سنة ، منذ مصطفى أتاتورك العلماني الذي دمر الخلافة العثمانية .. واستمر غياب الملف حتى تسلم الإسلاميون السلطة في تركيا ، فظهر الآن ..!
منهجية أمريكا واسرائيل اليوم أيضا ، بشأن القضية :
دعوة بوش لإقامة دولة فلسطينية ( قابلة للحياة ) ..!
في أي مصطلح أو لغة نستطيع فهم هذا الطرح ..
أقول : قابلة للحياة ، يعني قابلة للموت .. يعني ان تكون ( مقومات حياة هذه الدولة في يد اسرائيل ) يعني أن الدولة الوليدة قد تموت ..
المنهجية الاسرائيلية تقول : لا بد من استمرار وجود عدو .. وهذا يذكرني بحلبة المصارعة بين شخص قوي جدا وآخر ضعيف ، لاحظ أن الضعيف حين ينهار يقوم القوى بإنهاضه قبل أن يعد الحكم إلى الثلاثة ، فلا الحكم قادر على إنهاء المباراة ، ولا الضعيف قادر على المقاومة ، فهل نأمل منه الانتصار ..؟!
تكالب علينا العدو ، ويتكالب حين يقدم له البعض خدمة مجانية ..
في كتاب ( هذه فلسطين .. إليكم الحقيقة ) وهو مترجم في أربعة أجزاء ، ولأهميته لخصته في صفحة جريدة ونشرته ( سأحاول نشره في هذا المنتدى إن سمحت الظروف ) يقول أحد الزعماء العرب إن أمنيته قبل أن يموت ، أن يقابل حاييم وايزمان الذي كان خبيرا في الجيش البريطاني ، وهو الكاتب الحقيقي لوعد بلفور ...!
فقابله بشرط أن يسمح بهجرة اليهود إلى فلسطين ..
مؤتمر الخريف أو الدولة القابلة للحياة ، يتم الآن في ظرف انقسام بين الفلسطينيين ( سجلوا هذا الكلام واحفظوه جيدا ) التقسيم ذاته قبل حزيران 1974 ، الضفة للاردن وغزة لمصر ..!
في شهر 8 عام 1975 ( كنت شابا يافعا .!) كتبت في صحيفة يومية ، عن دولة فلسطينية في الضفة وغزة وكيفية الربط بينهما بواسطة نفق أو طريق سريع أو بقطار ، ورجحت الأول لأن اسرائيل لا تريد أن يرى الفلسطيني أرضه عن يمين وشمال ، كل ذلك مرتبط بموافقة مصر والاردن ..!
فقامت علي الدنيا ..
أليس هذا ما يدور الآن ..؟
لاحظوا منهجية ( التبريد ) التالية :
بوش يريد دولة فلسطينية ، اسرائيل والعرب والسلطة يرحبون ، لأن الحديث دار حول ( قدسين / عاصمتين ) وحول اللاجئين والحل النهائي ، ثم تقول رايس أن المؤتمر لا أهمية كما يتوقع البعض ، الفلسطينيون منقسمون ، السلطة في الضفة وحماس في غزة ( وحين قلت أن القاتل والقتيل في النار ، جن جنون الأخوة الأعداء ) .. أبو مازن وأولمرت أعدا وثيقة سلام ، حوارات وجدل حول الوثيقة التي لن تطرح ..!
أخيرا ، لا قدس ولا لاجئين ولا حل نهائي .. لماذا المؤتمر ..؟
لاحظوا ، إطلاق تسمية الخريف ، تعني الجفاف والقحط ، قال البعض لن نشارك ، وقال آخرون أن المشاركين يرتكبون خيانة .. ولا أعرف لماذا لا يذهب العرب بورقة عمل واحدة مطالبين فيها بما يقولون إنه حق ..؟
لاحظوا ، هل يستطيعون ذلك وهم الذين لا يستطيعون فك الحصار عن الناس البسطاء في غزة .. بغض النظر عن الموقف السياسي ، فالأطفال سوى الغذاء والحليب والمدرسة والعلاج .. كل هذا غير موجود .. الموجود خطابات عنترية لن تخرج أبعد من شاشة الكمبيةتر إلى شاشة أخرى ..!
كم عدد هؤلاء الذين يصرخون ..؟
أعلم أن هناك صحف يومية يقرؤها مئات الآلاف ، لا يجرؤ أحد من الصارخين أن ينشر فيها نمط الصراخ ذاته ، فيكتفي بالشاشة الباردة التي لا يتصفحها سوى مئات على أحسن تقدير ..!
أما الرئيس الفرنسي ، فقد أدرك ضعف الجانب العربي ، ولم يتهيب التصريح بقوله إن حماية اسرائيل واجب دولي ( منهجية الاستعمار الجديد الذي يدرك غياب المقاومة ، ولم يرد عليه أحد ، رغم المصالح الفرنسية في العالم العربي ..) ورأيناه في الجزائر ، بلد المليون شهيد ، الذين قتلهم الفرنسيون خلال الاستعمار ..
ساركوزي ، يريد معالجة مشكلة الهجرة من شمال أفريقيا ، التي تشكل النتيجة الحتمية لما فعله الاستعمار في القارة .
..
أعذروني / أنا أكتب مباشرة على هذه الشاشة ..
لقد تعبت نفسيا ..
معذرة سنعود للموضوع الأساسي لاحقا ..
حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com
معذرة ، قبل تحديد العناصر المهمة للمنهجية ، سأقفز إلى موضوع ساخن على درجة من الأهمية ، وعلى ارتباط بموضوع المنهجية المتعلقة بالآخر .. خصوصا مع اقتراب مؤتمر السلام الذي دعا له الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ..وسوقت له وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في المنطقة .. وموقف الرئيس الفرنسي ساركوزي حول حماية اسرائيل ..!
منهجية الآخر ، الذي نعتبره عدوا لنا / وهو كذلك / نتيجة ظروف استعمارية ما زالت مستمرة ، ونتيجة أخطاء عربية فادحة في السياسة والاقتصاد وفي الاجتماع ، بحيث لم تتوفر الظروف أو الوقت لعملية التنمية والبناء ، ومن ثم استمراء الأنظمة لواقع الحال بحيث اتخذت من قضية فلسطين بوقا وسلما تصعد به لأهدافها ، وطرحت شعارات جميلة براقة تتعلق بالأمة ورسالتها ، بينما نرى ذلك العدو العقدي والسياسي والعسكري ، يقوده أشخاص بالانتخاب لفترة زمنية محددة ( 4 سنوات قد تمدد فترة ثانية ) بينما عندنا حدث ولا حرج .. والصراخ في هذا الشأن لا يجدي ولم يجد في السابق لأنه لم يقم على منهجية التغيير التي تعتمد على البناء المؤسسي والتآخي الاجتماعي ( نموذج المدينة المنورة ) كما لم نشهد عدالة اجتماعية كالتي نفذها الخليفة العادل عمر بن الخطاب ، ضمن منهجية ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ) وهذا ما أفزع الكثيرين ، حتى تم اغتياله - رضي الله عنه - وهو قائم يصلي ..!
منهجية الآخر ، التي أدركها عدونا ، هي فرق تسد :
في مؤتمر مدريد على سبيل المثال ، تهافتت الأنظمة إلى أسبانيا ( لبحث القضية ) بينما كان صاحب القضية مغيبا تحت عباءة وفد الأردن ..!
بعد ذلك نفذ النظام العربي منهجية العدو ( مصالحته ) تحت ذريعة أن صاحب الشأن وافق ، وهو في حقيقة الأمر كان مغيبا .. لذلك كانت أوسلو رد الفعل الفلسطيني والتي كرست خلافات فلسطينية داخلية ما زالت مستمرة ..
منهجية اسرائيل منذ نزول أول يهودي من سفينة عند حيفا ، كانت منهجية المحارب المسلح ببندقية وتعليم تلمودي توراتي بفتل كل غريب ( جوييم ) لذلك كانت المجازر متسارعة ، ثم استمرت كمجازر وحروب في فترات متقاربة ( العدوان الثلاثي 1956 ، العدوان على غزة 1958 ، حرب 1967 ، حرب 1973 ( حالة مختلفة استراتيجيا ) اجتياح لبنان في مرحلتين أهمها 1982 ، ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا وغيرهما ، حرب لبنان صيف 2006 ) ....
ولا يمكن أن ننسى جولة ( فيليب حبيب الأمريكي ) في المنطقة العربية خلال غزو بيروت ، ومباركة بعض العرب لما يحدث ، فكانت النتيجة إخراج المقاومة الفلسطينية إلى المنافي الجديدة بعد انشقاق في أهم فصائلها ..! وتوجت جولة حبيب بمجزرة صبرا وشاتيلا على أيد عربية وحماية اسرائيلية ..!
لا أريد سرد تفاصيل ، لكن أقول إن من نعتبرهم أعداء ، وهم كذلك ، لم نفهم طريقة تفكيرهم ، ولم نعد لهم ما استطعنا ، غير الكلام والخيانة وتبادل التخوين ، وابتزاز قوت الأمة تحت شعار ضريبة التحرير ، وكلما تضخم الشعار تضخمت الاعباء على الناس البسطاء ، فيخرج علينا أحد الثورجيين ( 1969 ) ، وقد انشق عن التنظيم الأم ، وكان يساوم على التراجع عن الانشقاق ، مقابل مبلغ يعادل 75 ألف دولار ، وحين لم يتم له ذلك ، طبع كوبونات ووقف عناصره عند الجسور ومفارق الطرق لجمع التبرعات ( عنوة ) .
... تعيش الثورة ..!!!
( لاحظوا : المنهج السائد اليوم ، الراقصة / المطربة أهم 10 آلاف مرة من مفكر أو شاعر أو أديب أو معلم ، لأن أجر عرق خصرها في الليلة الواحدة بلغ 100 ألف دولار من دون ضرائب .. ) .
في كتاب ( المخابرات / سي آي إيه / تحكم العالم ) الذي طبع في بيروت 1974 ، وفيه حقائق مرعبة عن المنطقة ، نكتشف كيف تفكر أمريكا واسرائيل ، قبل ذلك التاريخ ، من تخاذل بعض العرب وتآمرهم على القضية والأوطان ( في أوج المد الوطني العربي آنذاك .!) ، وحتى ملاحقة جيفارا ومقتله في الغابات البوليفية في القارة اللاتينية ، مرورا بالأسلحة المحرمة التي استخدمتها أمريكا في فيتنام .. والنابالم في حروب الشرق الأوسط .
هم يعتمدون أولا على القوة العسكرية / الأدوات ، وثانيا على المعلومة التي يملكونها منذ وقت مبكر ، وثالثا توفير أسباب المعركة وعلى رأسها المحارب وتمتعه بمقومات خوض المعركة في ذلك الوقت ، تلك المقومات التي لن يحلم بها الجندي العربي حتى عقود مقبلة .!
ليلة حرب حزيران 1967 ، كان جنودنا على إحدى الجبهات جوعى ، منشغلين بشد البنطلونات الواسعة جدا والتي تبرعت بها الصين ..!
هل ينتصر الجوعى ..؟
قال نابليون ذات يوم إن الجيوش تزحف على بطونها ، في الوقت الذي كان الجيش المصري في حرب 48 ينتظر الخبز الجاف الذي يرسل من القاهرة إلى عمان ثم إلى فلسطين ( إذا كانت هناك ظروف تسمح بإرساله ) ..
وفي كتاب ( وتحطمت الطائرات عند الفجر ) أو ( وانفضح سر الحمامة ) الصادر في أواخر عام 1967 ، تقشعر الابدان للتهاون في حماية الأمن القومي العربي ، ومدى الاختراق المخابراتي الاسرائيلي للنظام العربي ..
الطامة الكبرى : لا أحد يشرح أو يكشف سر الهزيمة ، بينما صدر في اسرائيل كتاب بعد حرب أكتوبر 1973 بأشهر قليلة يحمل عنوان ( المحدال ) أي التقصير .. تم فيه كشف أسباب التقصير على الجبهتين المصرية والسورية ..
النظام العربي لم يكشف ، ولا الذين ساهموا في الهزائم ، ولا الذين عايشوها ، لم يكشفوا رغم مرور 30 عاما على تلك الأسرار ( وهذه منهجية بريطانية لإخفاء وتذويب الحقائق ، وحتى يغيب معايشوها ) ..
منهجية العدو اليوم / ضد تركيا مثلا ، كان ملف الأرمن مخبوءا منذ 100 سنة ، منذ مصطفى أتاتورك العلماني الذي دمر الخلافة العثمانية .. واستمر غياب الملف حتى تسلم الإسلاميون السلطة في تركيا ، فظهر الآن ..!
منهجية أمريكا واسرائيل اليوم أيضا ، بشأن القضية :
دعوة بوش لإقامة دولة فلسطينية ( قابلة للحياة ) ..!
في أي مصطلح أو لغة نستطيع فهم هذا الطرح ..
أقول : قابلة للحياة ، يعني قابلة للموت .. يعني ان تكون ( مقومات حياة هذه الدولة في يد اسرائيل ) يعني أن الدولة الوليدة قد تموت ..
المنهجية الاسرائيلية تقول : لا بد من استمرار وجود عدو .. وهذا يذكرني بحلبة المصارعة بين شخص قوي جدا وآخر ضعيف ، لاحظ أن الضعيف حين ينهار يقوم القوى بإنهاضه قبل أن يعد الحكم إلى الثلاثة ، فلا الحكم قادر على إنهاء المباراة ، ولا الضعيف قادر على المقاومة ، فهل نأمل منه الانتصار ..؟!
تكالب علينا العدو ، ويتكالب حين يقدم له البعض خدمة مجانية ..
في كتاب ( هذه فلسطين .. إليكم الحقيقة ) وهو مترجم في أربعة أجزاء ، ولأهميته لخصته في صفحة جريدة ونشرته ( سأحاول نشره في هذا المنتدى إن سمحت الظروف ) يقول أحد الزعماء العرب إن أمنيته قبل أن يموت ، أن يقابل حاييم وايزمان الذي كان خبيرا في الجيش البريطاني ، وهو الكاتب الحقيقي لوعد بلفور ...!
فقابله بشرط أن يسمح بهجرة اليهود إلى فلسطين ..
مؤتمر الخريف أو الدولة القابلة للحياة ، يتم الآن في ظرف انقسام بين الفلسطينيين ( سجلوا هذا الكلام واحفظوه جيدا ) التقسيم ذاته قبل حزيران 1974 ، الضفة للاردن وغزة لمصر ..!
في شهر 8 عام 1975 ( كنت شابا يافعا .!) كتبت في صحيفة يومية ، عن دولة فلسطينية في الضفة وغزة وكيفية الربط بينهما بواسطة نفق أو طريق سريع أو بقطار ، ورجحت الأول لأن اسرائيل لا تريد أن يرى الفلسطيني أرضه عن يمين وشمال ، كل ذلك مرتبط بموافقة مصر والاردن ..!
فقامت علي الدنيا ..
أليس هذا ما يدور الآن ..؟
لاحظوا منهجية ( التبريد ) التالية :
بوش يريد دولة فلسطينية ، اسرائيل والعرب والسلطة يرحبون ، لأن الحديث دار حول ( قدسين / عاصمتين ) وحول اللاجئين والحل النهائي ، ثم تقول رايس أن المؤتمر لا أهمية كما يتوقع البعض ، الفلسطينيون منقسمون ، السلطة في الضفة وحماس في غزة ( وحين قلت أن القاتل والقتيل في النار ، جن جنون الأخوة الأعداء ) .. أبو مازن وأولمرت أعدا وثيقة سلام ، حوارات وجدل حول الوثيقة التي لن تطرح ..!
أخيرا ، لا قدس ولا لاجئين ولا حل نهائي .. لماذا المؤتمر ..؟
لاحظوا ، إطلاق تسمية الخريف ، تعني الجفاف والقحط ، قال البعض لن نشارك ، وقال آخرون أن المشاركين يرتكبون خيانة .. ولا أعرف لماذا لا يذهب العرب بورقة عمل واحدة مطالبين فيها بما يقولون إنه حق ..؟
لاحظوا ، هل يستطيعون ذلك وهم الذين لا يستطيعون فك الحصار عن الناس البسطاء في غزة .. بغض النظر عن الموقف السياسي ، فالأطفال سوى الغذاء والحليب والمدرسة والعلاج .. كل هذا غير موجود .. الموجود خطابات عنترية لن تخرج أبعد من شاشة الكمبيةتر إلى شاشة أخرى ..!
كم عدد هؤلاء الذين يصرخون ..؟
أعلم أن هناك صحف يومية يقرؤها مئات الآلاف ، لا يجرؤ أحد من الصارخين أن ينشر فيها نمط الصراخ ذاته ، فيكتفي بالشاشة الباردة التي لا يتصفحها سوى مئات على أحسن تقدير ..!
أما الرئيس الفرنسي ، فقد أدرك ضعف الجانب العربي ، ولم يتهيب التصريح بقوله إن حماية اسرائيل واجب دولي ( منهجية الاستعمار الجديد الذي يدرك غياب المقاومة ، ولم يرد عليه أحد ، رغم المصالح الفرنسية في العالم العربي ..) ورأيناه في الجزائر ، بلد المليون شهيد ، الذين قتلهم الفرنسيون خلال الاستعمار ..
ساركوزي ، يريد معالجة مشكلة الهجرة من شمال أفريقيا ، التي تشكل النتيجة الحتمية لما فعله الاستعمار في القارة .
..
أعذروني / أنا أكتب مباشرة على هذه الشاشة ..
لقد تعبت نفسيا ..
معذرة سنعود للموضوع الأساسي لاحقا ..
حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com