المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالساحق و الماحق و البلا(ء) المتلاحق



معتصم الحارث الضوّي
29/10/2007, 07:42 PM
تنتشر هذه العبارة العامية لدينا في الوطن، و يستخدمها الناس عند سدادهم لأموال ليس لديهم أدنى رغبة في دفعها :) فيقولون: تدخل على فلان بالساحق و الماحق و البلا المتلاحق. المعنى بالطبع واضح، و لكن سؤالي: هل لهذه العبارة أصل في تراثنا التليد؟

مع فائق شكري و تقديري للمتحاورين الكرام

معتصم الحارث الضوّي
10/11/2007, 11:33 PM
أساتذتنا الأفاضل
بانتظار تفضلكم بإجلاء خفايا الموضوع.

مع فائق الشكر و التقدير

منذر أبو هواش
11/11/2007, 07:32 AM
المجاز السجعي التلطيفي ... بدعة لغوية حديثة ...

الساحق والماحق والبلاء المتلاحق عندكم ...
والحارق والخارق والمتفجر عندنا ...

أخي المعتصم،

شخصيا لم أسمع بهذه العبارة في بلادي من قبل، وأنا أسمعها للمرة الأولى منك، لذلك أظنها من العبارات السجعية المجازية المخترعة حديثا، ولا أظنها عبارة من التراث إلى أن يثبت العكس.

هناك عبارات يخترعها بعض الظرفاء اللطفاء في كل مجتمع، ثم هم يرددونها ويكررونها في بعض المناسبات، فيأخذها عنهم غيرهم وينشرونها، فتنتشر بين العامة وتزدهر.

أقول مع الاعتذار أنني سمعت بعضهم في بلدي يردد عبارة سجعية مجازية مشابهة على سبيل المزاح فيقول: "الحارق والخارق والمتفجر"، وهي عبارة مكونة من ثلاث كلمات يستخدمها بعض الناس في بلدي من أجل التعبير المجازي والإشارة تلطيفا إلى كلمة واحدة يتحرجون من لفظها وأظنك تفهمها!

هذا على حد ظني، والله أعلم.

منذر أبو هواش

:good:

لطفي منصور
11/11/2007, 08:02 AM
أخي الفاضل الهواشي المناضل .... تحيّة
إنني اسمع هذه العبارة منذ الصغر وخاصة على ألسنة النساء من كبيرات السن ,,,,
عندما يأخذ أحد شيئا لا حق له به ... يردد المتضرر ... الله يجعله ساحق وماحق ....
وتقال كثيرا وإلى اليوم .... ورغم أن قريتي لا تبعد عن قريتكم أكثر من كيلو مترين ....
على كل بعد ساعة سأكون في الدوام وسأسأل أحد زملائي من قريتكم ( أم السبع حمايل ) ...
ربما أخي منذر ونتيجة لظروفنا المعروفة أنك خرجت من البلاد صغيرا فلم تسمع بها ...
المهم أنها موجودة عندنا في فلسطين وهي عبارات سجعية قيلت في مناسبة ما وجرت على الألسن ...
اعتذاري ومحبتي لك أيّها الجار العزيز .

لطفي منصور

عيسى عدوي
11/11/2007, 08:12 AM
الأخوين الكريمين الأستاذين معتصم الحارث الضوي ومنذر ابو هواش حفظهما الله
متابعة لهذا النقاش الجميل أسوق لكم قصيدة للشاعر العراقي المعاصر أحمد البصري
وهو شاعر رائع كثير الأستخدام لمفردات من التراث ..ومن المعجم الأصيل أرجو ان تثري هذا النقاش

يا غارة الله




الـواقـِبُ النـَّاقِبُ النـَّائي.. لـَهُ ذَنـَبُ=إنْ شَـقّ جَيبَ سَماءِ اللـه - تـَلـتَهـِبُ
مـَـسـخ.. وَقـَـزَّزَتِ الأفـلاكَ طـلعتـُه=مِـن ألـفِ لون مَـنِـيٍّ لـَمـَّهُ الـنّسَب
بَـثَّ الـمجرّاتَ رُعـبـاً سَـحَّ كوكبَهــا=فـاستـتبعـتهُ نـجومُ الـجُرمِ والـشُّهُب
مِن صَاغرٍ كارِهٍ - أو راغبٍ – وثبوا=دارَ المدارُ - وسار الجَحفلُ اللـَّجـِبُ
طاقا مِن النـَّار.. هذا الكلُّ يحتقن=قـُلّي إلى أين تفضي أيُّها الغـَضَب ؟
خـَلاَّ ـ ودَمدَمَ رَعـدا – واستحالَ لظى=حتّى استوى وَسَما بغدادَ - يَنسكِب
*****
يا لـَذعَة الجرح.. هارٍ جرحكِ الخَضِبُ=يَستـَنزِلُ الـ آهَ هَونا - حين يَنتحِب
يَخشى الأُطيفالَ لو ما شهقة نـَشزت=فاستصعبوا الدّمعَ بالأهدابِ يَحتطِب
وراح يَخصفُ عُذرًا - مِن زَعانِفِهِ=حيث المعاذير - أزرى حالها السَّبَب
أمفحِم الرَّدَّ - رفقا في مُساءلة=لا الصّمت رَهوا لها - لا الصِّدقُ - لا الكـَذِب
ماذا أقول.. وأيُّ القـَيْحِ أنزُفـُهُ..؟=وليس مـِن وَشَلٍ للـعذر يُحتـَلَب !
أَسَورة الكَبْتِ - أم مِن فـَوْرَة لـُجمت=ما ميـَّزَ الوِلْـدُ حالاً لم يـَمِزهُ أب
دعني أُمَزِّق ثوباً مُذ عَلا بَدَني=تـُطـَحِّنُ الرُّوحُ – ما تـُبرى له القـُطـُب
كنتُ ارتديتُ سُكونا - علَّ ثائرتي=تمنى من الصَّمتِ ما لم يسطع الصَّخب
حتى كفرتُ تماثيلي ومَن عَبدت=فـهَيتَ والفأسَ يا نـَّمرود – نحتـَطِب
عَلـِّي أُنـَمنِمُ مِن عينيكَ أُمْنِيـَةً=عاثَ اليَبَابُ بـِها.. والوَدْقُ يُرتـَقب
جـِيلاً فـَجيلاً.. متى يَندى..؟ نـُسائِلـُهُ=نـُعَـتـِّقُ الجَدْبَ - حتَّى بادَتِ القِرَب
وتـُوهَمُ العَـينُ أشباحًا – تـَتـَبّعها=كأنَّ بالقيظ مِن آفاقها عِنـَب
لِلآن ما زال حـُلما - لا يغادرنا=ما شَدّنا دونهُ رَحلٌ فمُنقلب
كُنـَّا صِغارا - رقيقات أظافرنا=كشحمةِ العـَينِ - لا شَوْبٌ ولا نـَدَب
نمشي - ونذرعُ درباً نحو مدرسة=بين (الشـَّناشِيلِ)* - حيث النـَّهر يـَغتـَرِب
مِن ذاتِ أقبيةٍ – تـَغفى مساجدُها=كأنـَّها البَيضُ - لـَفـَّت بعضَهُ القـُبَب
تصحى لِهَـمْسِ نواقيسٍ معلـَّقة=عُنْقَ الثـُّريـّا لِـديرٍ - وهيَ تـُضطـَرَب
نمضي.. وغـصن هَبـِيْب البَرد يلسعـُنا=نـُكركِرُ الضِّحكَ مِمَّا دغدغَ الزَّغـَب
تكادُ أكتافـُنا تلقي حقائبَنا=من فرط مَيلِ مآل الثقل – تنقضب
في ذالك اليوم - كان الكلُّ مختلفا=هذي السَّماءُ - وهذا الماءُ – والهـِضَب
أمَّا السَّماءُ – فكانت جِدُّ عالية=ورقرق الماء أشهى حيث ينسرب
حتى اليراعة - لا تفنى إذا بُريت=يزداد طولا فطولا قدَّها الذَّرِب
لم أدرِ للآنَ من مِنـَّا الذي انتـزعَت=منه الصَّفا والوفا والعفـَّة - العِـيَب
فنحنُ إِذَّاكَ – بيضاء ضمائرنا=زَهرية رُوحُنا.. أهواؤنا صَبَب
نلتفُّ صُبحَ خميسٍ حولَ ساريةٍ=كأنـَّما السُّور - يَحْنا صَفـُّنا اللـَّحِب
تـَزاحَمُ الكتفَ أكتافٌ - فنحن كما=ما بالجدار - رصيناً وهو مُـلتـَزِب
والباذخُ العلمُ العالي.. مرفرفةٌ=جوانحُ الأمّ.. والأفراخ تـَرتقِب
كنـَّا الفسائل أدنى النَّخلةِ اجتمعت=إن رشرش الودق – تحت السعف نحتجب
وكـُلـُّنا مَرْيـَمٌ – أحمالنا ائتلقت=لو حفـَّنا الرّمشُ – مِنـَّا اسَّاقـَط الرُّطـَب
فنطلق الصّوتَ في أرجاءنا نـَهـِبا=لــتـرجـِع الصّوتَ مِن أرجائها السُّحُب
(بـِيضٌ صنائعـُنا.. سُودٌ وقائعـُنا..=خضر مرابعـُنا).. يختالنا الطـَّرب
مَيـْدَى - نـَمِيدُ بها.. بل هِيْ تميدُ بنا=أرضٌ - لـ (حُمرِ مواضينا) - بـِها صَبَب
وها كبُرنا.. وذات الرَّاية انتشرت=بحبوحة الصّدر - ما ضاقت بها الرُّحَب
يا ناس – موطن مَن بيعت محارمه=حتى تبيع عراقا هذه النـُجُب..!!؟
وكيف بات هوى الأوطان مثلبة=وأكرم الخُلق ما جاءت به النـُّصُب؟؟!!
وَيْ كيف نصبـَأُ عن عشقٍ ديانتـنا..؟=وسجدة الشكر من محرابه - أدَب
وذات صبح: كسا آفاق غرَّتِهِ=نوء - بصوت ثكالى راح يُجتلب
والأرض هامدة تاراً – فيمخـَضُها=حَمل تعَسَّر تاراً – طلقـُهُ دَئـِب
كان الهدوء الذي ينبي بعاصفة=وكان ما كان حتى مادت القـُطـُب
لما سألنا – أجابوا: وَقـْعَ زلزلة=رجَّت ببغدادَ.. حيث استصرخت حَلـَب
واستنفرت نـُخـَبٌ - لبَّت لها أُهـُب=هـَبـَّت - كحافر هِـيجِ الريح تـَنتهـِب
حتى تحنَّى شآم من نحورهِمِ=محض النـّجيع على راحاته سكبوا
وليس مِن منـَّة أنـَّا نذكَرُهُم=فالناس تكسب - والتاريخ يـَكتـَتـَب
لكن - يعزُّ على الأرواح ما بَذلت=أن تسلب الروحَ من أفعى.. لها ذَنـَب
طـَلاّعُ طلعة زقـّوم وعوسَجَة=ما استـُأصِلَ الرأس - آراسٌ لها تـَثـِب
دارت دوائر مَن لمْ يرع ناسكة=صامت وقامت - لَـحتى مزّق العَصَب
والدهر يومان.. يوم اللّذْ مخالبه=إن أطبقنَّ هنا - ما فاته الهرب
والآخرُ الحلو - ما أرخى العنان هُنا=إلاّ وشدَّ بما تستبدل النـُّوَب
لِذاكَ بغدادَُ - ما أنـَّت لِما ذهلت=عضَّت على الـ آه - والتـِّسكابُ يَنسرِب
رزحا بـِشُفرِ مآق - حرّ إثمدها=يصطب غور غياب الجوف يحترب
_ يا راعـَكِ اللهُ.. قـُلنا: هل مصابـَرةً..؟=أم مِن مكابـَرةٍ..؟ قالت: بَلى.. يَجـِب
أنِّي أُنـَهنـِهُ دمعا ما هَما أسِفا=يوما لطعنة خوَّان - وينسكب
_ لله درّكِ.. ما مِن قِلـَّة نفرت=لولا انتخيتِ - بما تَستنجد العَرَب
قالت: وما الفرق.. إني إذ طُعنتُ بـِها=رأيت وجها بوجه راح يحتجب
يا غارة الله - عَصْفاً في مناكِبها=قامت قيامتـنا – والقوم ما ندبوا
ماذا بهزِّ مُواتٍ نرتجي أملا=يا غارة الله..؟ إلاّ الكون يضطرب
هُدّي الزّخارفَ من بطحاء خانـِعةٍ=وليعلونَّ ذرى هاماتِها العـَقِبُ
يا غارة الله – لا يوم فنحتسب=يا غارة الله – لا شهر وينقلب
يا غارة الله - لا صوم فنجتنب=لغو المواجع - علَّ العيد يقترب
وليس هُوْ عام قحْطٍ – يـُسْكَن السَّخـَب=أَكلاً بذا الظـُفر - حتّى يُغـْدق الخَصِب
يا صاح - خمسة أعوام - إذا نـَشَبَت=في أمَّة الصّين أيَّامٌ لها – نضبوا
تمضي على مضضٍ - أنفاسُها وَجَفت=كغصَّة الموتِ - لا بُطءٌ ولا خـَبَب
واليومُ يلهثُ مِن ستّ مطاولـة=إن راح يحبو لها - أو قام – ينقلب
هوَ ابتلاءٌ.. وندري أنَّ مِحنـتنا=جاءت لِـتحطـبَ ما جاءت لـتـُصطـَحَب
ونعلم الغيظ منها إن علا كِسَفاً=واصطـَبّ جامَهُ شاهَ الشَّعْبُ والشَّعَب
يَسْـتـَلْبـِدُ الأرضَ جلدُ الأرضِ مِن فـَرَقٍ=وليسَ ما ساترٌ مؤوٍ ولا حُجُب
أستغفر الله - أنـِّي ضِقتُ مِن جَزَعٍ=بل من مكابدة في الصَّدر تـَلتهب
لـَيْـتِي أُلـَملِمُ أضلاعي - فأمنعها=تـَتـْرا تُشعشع باللَّيلاء.. تـَجتـَذِب
طوارق الشعر – مِن رَكْبٍ وماشيةٍ..=يا راكب الـ قِ ماذا رُحت تـَرتـَكِب ؟!
أكلـَّما ضاءَ ضوءٌ فانضويتَ له=ضويَ الفـَراش لحتف النار تـنجَذِب !؟
فتجتلي الحرفَ في صلصالِ ضارمة=والروح تنفخ بالنـِّيران تصطلب
آهٍ.. لعل بقايا النفس ما اتعظت=بَعدٌ.. ولا همَّها مِن طالبٍ طـَلب
ما ضَيَّق البَيْنُ حَزًّا في مخانقـِها=إلاّ وَفـَرَّجَ مَن تدعو وتحتسب
تلوذ بالله مِ الله الذي انفلقت=طوعا لقدرته الأنوارُ – تعتصب
خمسا.. وما زال نضخ العـِرق شيمتنا=هذا العُباب.. وذاكَ البحرُ يرتعب!
مـَيَّازَة الغيظ شَبَّت - دَع نوازلها=يا خائفا كِسَفَ الهيجاء تـَنْـثـَقِب
حُمَّت صواعقها.. غاضت مكامنها..=كادت عقاربُها - مِن رَحْمِها تـَثـِب
تـُنَزِّل النار في جلباب خائنة=وتـَشْدَخُ العُلجَ - حدّ المخِّ تـَنْخَلِب
تالله أجزمُ - لا هِيْ رَبَّـةٌ هَجُرَت=ولا اعتراني هـُذاءُ القول أو عَجَب
إنـَّا أُوَيلاد من رَفـَّت عباءتـُها=ومخلب الموت مِ الأحشاءِ يختضب
يوم اللّقاء.. فما مادت لعاصِفةٍ=(تُهلْهلُ)* الكِبْرَ حيث الغيظ ينسكب
يَسَّـاقـَطُ النجمُ - ما إن (هَوَّسَتْ)* وَفـَرًا=ومهجة الوِلدِ مِ الأظفارِ تنْشَخِب
فاسأل بها عارفا - ينبئك شيمتـَها=الشَّمسُ تسطعُ ما حـَلَّت بها السُّحُب
سَل - من أحطت - وما أوصَت فِـلـَذَّتـَها=ما هدهدت - أرضعت – ناغت وتـَنتجب.؟
الحمد لله.. ما صَرّت قواطعـُنا=ولا تراعد مـِنـَّا الجذع والرُّكُب
الشـُّكر لله.. ما ضَامَت حَرائِرُنا=وإن أناخَ ببابٍ مُثقلٌ تَعِب
نـَحيا - نموتُ – لـِنـَحيا هاهنا أبدًا=أرضُ السَّواد.. وما أدراكَ ما تـَهـِب !؟
هُنا – ستـُعْدِلُ كَفُّ الله كِفـَّتـَها=في هاهنا العدلُ - والميزانُ يَنـْتـَصِب
إذ أنَّ كلّ مظاليم الدُنا ثـُلـُثٌ=وباقي الجور في أهلي.. فلا عَجَب
إنْ أرجوَنَّ هدير الصور يملؤها=هُنا هُنا - حيث هذي السّوحُ والهـِضَب
حتّى كأنـِّي أرى الأجسادَ تنتصِبُ=أمَا وأنـِّي أرى الجبَّارَ يقترب
والنّارُ تزفر نارا - والعبادُ جَثت=من هائِل الهَوْل – كُلـْحًا هـَدّها النـَّصَب
تَعارفُ العُرْبُ.. ذا ثِبْتٌ بذي ضررٍ=ذا قد تقهقر لمـَّا اعصوصب العَطـَب
وامتازت الناس مِن عرب وعاربة=فالأولون سَبوا - والآخرون سُبوا
آثرتمُ الدُونَ..؟ فاقفوا خلف أَلْيَتِهِمْ=ما دمتم الذَّيل - لن ينفعكمُ الثـَّغـَب
مَن شَرَّعَ البابَ..؟ من باتت خزائِنه=حِلاًّ - بسافلة الحمراءِ تُنتَهب ؟
ومن أضلَّ صراطَا ليس جاهله=بل غرَّهُ اللّحنُ والعـِمّاتُ والجُبَب
وراحَ يُولغُ في صَحنِ الكِلابِ.. سُدىً=إنْ تنصحَنَّ - فقد أكدى به الكَلـَب
مذ غرغر الغرب بالإرهاب أرعبهم=فراتع الجبن من أخلاقهم دَئِب
كأنـَّهم لهُمُو في ذّلّهم وطر=قد آصدوا الباب والأعراض تُغتصب
أمَا تناخوا..!؟ أمَا طـُرّاً عَصائِبُهم=ليعرب الخير فـَحْل النـّاس – تنتسب !؟
أف وتف.. فلو تدري أوائلها=يا هاشِم الخبز لا تدري بما اكتسبوا
باتوا عن طرب - والضَّيمُ يعلكهم=علك الوحيش بما غاصت لها نـُّيُب
كأنَّ ما صال في الأصقاع جحفلـُهم=ولا لصهوةِ مجدٍ سابحٍ رَكبوا
ماتت ضمائر.. يا صاح مذ ولدت=لا اليوم ماتت – فماذا جدَّ يا عرب !؟
وا حسرتـاه على عِزٍّ نُداولـُـه=قـَصَّ الأساطير - قـد ضاقت به الكتب
(قد كان ما كان) مِن ماضٍ مَفَاخِرنا=وها هوَ الحالُ - منه الحزن يكتئب
يُسَرْبِلُ الذِّلُ مِ الأقلام ما كتبوا=حرفا - لمن سَطـَرُوا ذِكرا - وما شطبوا
يا باذل النفس - تشقى إن جرى العتبُ=لا تفضح الهمّ أو تشكو لمن نـَعـبوا
هوَ العراق نبـي - لحمه وَرَمٌ=عـاصٍ مَهيبُ - عـليه النّاب ينثلب
أمّا الدماء - وإنْ سالت - فقد حَدَرَتْ=نهرا - وطاف بها القدّاحُ والقصَب
يُفـَتَّـقُ المَتْـكُ مِ القـِدّاحِ بُرعُمةً=أمّـا اليَراعُ - فـنْبلٌ صائلٌ صُوُب
فاسمع - وآمِن - وكن فـَذّاً - ودُم فـَرِساً=أمّنتكَ الحقَّ - فاحفظ أيّها الحَدِب
*****
يا راحلون.. تئِنُّ الدَّارُ - تنتحب=مُذ يوم أن هـُجرت تغتالها الخـُطـُب
تقتات من عبق الذكرى مُصابرة=ويرشف البردَ مِن أردانها السَّخـَب
وسِدرة الباب - أطلالٌ وشاخصة=عطـْشى - تَلوَّى بجذع هـَدَّهُ التـَّعَب
تقـلِّبُ الأمسَ - والآهاتُ تبزُلها=بـَزْلَ المآخذ ممّا كدَّسَ العَتَب
هنا أقاموا صغارا - هاهنا لعبوا=هنا استفاقوا - هنا ناموا - هنا صخبوا
سَعْفاءُ.. يا بهجة الدنيا ورونقها=يا من يذوب على جُمّاركِ الرُّطـُب
يا أيكة الطـَّير.. يا أمَّ البنين - فقد=زقَّ الأمومة هذا اللّـيف والكَرَب ؟
يهوي إليكِ جناحُ الشمس ما نـَعَسَت=كَيما يَـقـيْل على شِـعْفاتكِ الذَّهَبُ
ستُقْبِل الطيرُ أسرابا وتقتربُ=عمّا قريب - تَسـفُّ العشّ ترتقب
ويعشب اليَبْسُ يا سعفاء والرَّطـِب=فالعَود أحمد ما ساحوا وما اغتربوا
[RIGHT]*تُهَلْهِلُ / تُزَغْرِدُ - (عامّية عراقية)
*هَوَّسَتْ / هَزَجَتْ - (عاميّة عراقية)
*الشناشيل / بيوت تكثر في البصرة, يعتمد أكثر بناءها على الخشب,
أصل المفردة فارسي - (شَاهٍ شِـيل) - أي شرفة الملك[/RIGHT

منذر أبو هواش
11/11/2007, 08:51 AM
أخي الحبيب لطفي،

من الجميل أن تجد امتدادا محليا لعبارة عربية إقليمية، والأجمل أن يكون لهذه العبارة أصل وامتداد تاريخي في تراثنا اللغوي العربي.

أشكرك على هذه اللفتة الكريمة، لكن السؤال الذي يبقى ملحا هو: "هل لهذه العبارة المحلية أصل في تراثنا اللغوي العربي الفصيح؟

تحية مني لك عقرباوية مباركة، ودمت بكل خير.

منذر أبو هواش

:fl:

هلال الفارع
11/11/2007, 09:04 AM
الأعزاء الكرام..
تحية وسلام..
قراءة العنوان أجبرتني على الدخول إلى هنا.. كيف لا وهو مما لا يزال يعيدنا إلى عناويننا غصبًا؟!
( ساحق وماحق وبلا متلاحق ) عبارة السجع هذه أصيلة في الاستخدام، وهي متواترة في مختلف قرى ومدن فلسطين، إلا الذين هاجروا وابتعدوا.. فأولئك لا يعرفون إلا قليلا!!
يُقال في قريتنا ( ريته ساحق وماحق وبَلا متلاحق ) عندما يُؤخذ من أحدٍ شيئٌ غصبًا، وبدون وجه حق، بينما لا يستطيع المسلوب لذلك دفعًا..
أما سؤال الأخ منذر:
"هل لهذه العبارة المحلية أصل في تراثنا اللغوي العربي الفصيح؟
فهو غريب.. لأن هذه العبارة صحيحة لغة، فصيحة تركيبًا.. أما تراثيتها فلكونها سائرة متواترة على ألسنة الكثيرين في عناوين جغرافية مختلفة.. وربما كان لها امتداد تاريخي يؤكد تراثيتها.
تحية كبيرة.

معتصم الحارث الضوّي
11/11/2007, 01:04 PM
أساتذتي الأفاضل، هامات العربية في واتا
تقديري لكم لا ينقطع، و عرفاني لكم غير محدود، فقد أوضحتم وأجليتم. ولكن، ما زلنا بانتظار الضربة القاضية (العثور على أصل في التراث إن وجد).

مع فائق الإعزاز و الإجلال

معتصم الحارث الضوّي
11/11/2007, 01:34 PM
أستاذي هلال الفارع
شكراً جزيلاً لك، فقد ذكّرتني بالصيغة التقليدية الأصيلة للنطق بهذه المقولة، و تستخدم لدينا بإضافة حرف الألف إلى أول الكلمة، فيقولون "أريتُه بالساحق والماحق والبلا المتلاحق".

لك التقدير وخالص المودة

منى حسن محمد الحاج
28/04/2010, 09:12 AM
بينا أبحث عن أحد المواضيع هنا في منتدى الخبير اللغوي تعثرت بهذا الرابط الجميل :)
أضحك الله سنك أخي معتصم، هذه العبارة تُقال ليس حين ندفع أموالا مُكرهين، إنما عند الظلم
وهي تُقال دُعاءً على من أخذ حق غيرهِ ظُلمًا، ولم يُفاجئني أنها مستخدمة أيضا في فلسطين، حيث أنني ومن خلال تعاملي مع إخوتي الفلسطينيين هنا في واتا
اكتشفت أن هنالك شبه كبير بين لهجتهم ولهجتنا وتكاد العبارات التي تستخجم في الامثال والدعاء واحدة!
حتى إن قولنا: " هسَّه" بمعنى " الآن" مستخدمة لديهم أيضا، ناهيك عن الكثير من الجمل وأسلوب النطق.
هذه العبارة تقال أيضا بصيغة: تدخلُ عليهم بالساحق والماحق والبلا المتلاحق.
اللهجات العربية تغرف من معينٍ واحد، وكما قال الاستاذ هلال الفارع: فإن تراثيتها تكاد تكون مؤكدة كونها سائرة متواترة على ألسنة الكثيرين في عناوين جغرافية مختلفة.. وربما كان لها امتداد تاريخي يؤكد تراثيتها.
تقبل خالص تقديري واحترامي.