المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتخبات من الشعر الأردي المعاصر



إبراهيم محمد إبراهيم
31/10/2007, 07:36 AM
باقة من الشعر الأردي المعاصر
( ديوان صورتك في المرايا وديوان القصائد تكلمني ) للدكتور ذاهد منير عامر
الأستاذ المساعد بقسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الشرقية جامعة البنجاب – باكستان
نقلها إلى العربية د . إبراهيم محمد إبراهيم


(1) في مثل
هذه الأيام


في مثل هذه الأيام .
تسلل شيء إلى ما بين الضلوع .
كانت أيام نزول النجوم من السماء .
كانت أيام بدا فيها القمر في هذه العيون .
كانت أيام لاختبار شمع الروح في هذا الضياء .
كانت أيام لتزيين الألفاظ بوشاح العواطف .
كانت أيام الرضا وأيام العتاب .
في مثل هذه الأيام .
أطلقت نفسي من برجها العاجي .
وظهر الشفق ، وجاء السحر ، ورفرف بجناحيه طائر .
وارتفع البصر ، وارتعش القدم ، واهتزت فجأة السماء .
وذاقت الأسماع حلاوة الأجنحة المحلقة .
وحلّ بالأنظار جمال الأرض والسماء .
وعمّ سحر الآمال ، وغرق الزمان في الضياء .
في مثل هذه الأيام .
رقصت الآماني في كل جانب .
وبشر البحر الأصداف بتزيين مفارقها .
وبشرت الريح البحار بالتدفّق .
وجاء الغصن المتمايل في راحتيه بوردة فواحة .
واتحد الهواء بالرحيق ، والرحيق بالأماني .
وغشيت عيوني سحابة من الدموع .
في مثل هذه الأيام (1) .
(2) عندما ترضى
عندما ترضى .
فلا أحزان .
وتغرق أمواج المشاكل في بحر رضاك اللامحدود .
وتغرق أوراق دفتر الأحزان .
في مكان بعيد .
ويطل على الجبين صبح جديد .
وتولد النجوم وتبرق في الفضاء .
عندما ترضى .
تمسك الورود الفواحة بالفرحة المتفلتة .
فتتمايل على شجرة الخلود .
ويتلاشى الأمس والغد في اللمحة الحاضرة .
وتظل تبتسم .
وتغني لك (2) .
(3) الحب اختبار
تأمل الوقت الذي يمضي .
كل لحظة منه نجمة .
لو سخرتها لصارت ملكاً لك .
كم من النجوم في يدك الجميلة !
لو سخرتها لتلألأت في مفرقك .
وتطل نجوم أخرى .
وتتزايد الأفلاك .
ولئن صادقت الضياء لعلمت أن كل لحظة للحب دليل (3) .
(4) من أنت !
تحادثت النجوم في السماء :
ترى أي شعاع ذلك الذي على التراب ؟
أنجم وقع ، أم جنة ، أم روضة من الرياض ؟
من ذلك الذي يتوارى أمام بريقه .
في الأفلاك بريقنا !
نعم أيها النجوم ، إنكم لا تعرفون !
ما أنتم إلا المريخ ، والزهرة ، وعطارد .
أما هذا الشعاع فهو الذي حين يشع في صدري .
تنحني المجرات منه خجلاً .
هذا الشعاع يصير في دروب الزمن المظلم .
شرارة تبرق في كل الرياض .
يا شمعتي المضيئة ، أنت المرشد لي والدليل .
أنت مؤنستي ورفيقتي ، أنت لي كل الوجود .
شعاع أنت أم أحد ألوان الطيف ؟!
جنة أنت أم من الحور العين .
هلا قلت لي كيف أخبر عنك النجوم .
من تكونين .
في محفل أمنياتي .
في محفل أمنياتي .
يسكن رحيقك .
ورغم تلألأ النجوم .
تساقطت فوق رأسي الأمطار .
ولا يزال كتاب وجودي مفرقة صفحاته .
وحياتي مغلقة بلا أبواب .
لكن أبواباً من الشعاع يفتحها حبي للضياء .
ذلك الضياء الذي .
يغسل ألفاظي ويجليها (4) .
(5) سنعيش الحب
كلا .
لن نغضب بعد اليوم .
ولن نوقف طريق رسائل الحب القادمة من السماء .
كلا ، إننا .
سنستمع لتغريد البلابل على الأغصان .
ونشاهد مناقيرها وهي تتسلل كل لحظة إلى قلب الورود .
وسنقرأ كل أمل مرسوم على كل وجه جميل في الصباح .
وسنفوز بالقمر في سفر النجوم .
ونعيش الحب .
هيا نصنع عقداً من البراعم المتفتحة على الشفاه الرقيقة .
ونقلد به أعناقنا .
ونتواجه بأنظارنا .
ونخلق مشهداً جديداً من الدموع السابحة في أعيننا .
ونخلق عالماً جديداً .
ونعيش الحب (5) .
(6) ما غرك بربك الكريم
غشاوة .
تحول دون وضوح معالمها .
وإلا فإن الجمال ليس من ملامحها .
هذه الدنيا .
عجوز .
تزين قبحها ببعض البريق .
من الزمن سريع الخطوات .
والأيام الداخلة في غياهب الظلمات .
والينوعة في عروق الوريقات .
وبعضاً من الدفء والبريق .
وتجلس على قارعة الطريق .
تبتسم لكل مسافر قادم .
تدعوه إلى نفسها .
تلفه في أحضانها العاهرة .
وما أن تضع شفاهها فوق شفاهه العنابية .
حتى يلين ويغوض في أحضانها .
وما امتصاصها .
للحرارة في الشفاه .
سوى هواية أزلية .
فالعجوز تحتاج .
لملء بطنها الخاوية المتهدلة .
لكن المسافر لا يدري شيئاً .
إنه مسافر ...... وإن كان بصيراً (6) .
(7) شكراً أيها الحب
كنت شجرة وحيدة .
في قيظ الشمس تحترق .
والزمن بمضي ويسير .
بلا تغيير .
نادراً ما كنت تظلل سمائي سحابة .
وذات يوم .
صادقني السحاب .
ظلل سمائي .
نظر إلي .
وغشيني بقطراته .
فانتعشت أفكاري .
وتناهى إلى سمعي .
صوت طرقاته .
وتراءت لعيني الأحلام .
شكراً أيها الحب (7) .
(8) كلا ، ما هكذا يقولون
كلا ، ما هكذا يقولون .
فالنجوم زينة لوسعة السماء .
والورود العطرة جمالها على الأغصان .
وحرارة الشمس تدفئ الأيام .
ذلك الذي تزين به أعتاب قلبك .
وتكون له ، ويكون لك .
ذلك الذي تجلسه في الأعالي عند السماء .
قد يسقط بنفسه ، ولكن لا تسقطه أنت .
فأنت تعلم أنه حين يقترب الضياء .
ويصير قاب قوسين أو أدنى .
عندئذ تكون الساعة .
كلا ، ما هكذا يفعلون .
كلا ، ما هكذا يقولون (8) .

هوامش
1 - " صورتك في المرايا " ص 29 .
2 - " صورتك في المرايا " – ص 33 .
3 - " صورتك في المرايا " – ص 37 .
4 - " صورتك في المرايا " – ص 41 .
5 - " صورتك في المرايا " – ص 53 .
6 - ديوان " نظم مجهـ سـ كلام كرتي هـ : القصائد تكلمني " – ص 21 .
7 - القصائد تكلمني – ص 25 .
8 - " القصائد تكلمني " – ص 27 .