المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القدسُ في ألم و ليل داج / الشيخ عمر الرافعي



هدى الخطيب
01/11/2007, 06:50 AM
القصيدة للمرحوم الشيخ عمر الرافعي ( جدّي لأميّ ) من ديوانه : " مناجاة الحبيب " المؤرخ عام 1952
الشيخ قاضي و مفتي طرابلس- لبنان سابقاً ، و لقبّ من نقاد عصره بمجدد الأدب الروحي في دنيا العرب
**

القدسُ في ألمٍ وليلٍ داجِ
..................... يا صاحب الإسراء و المعراجِ
القدس آلمها و أثقلَ ظهرها
..................... الدُّخَـلاءُ إذ نـزلوا بكـل فجـاج
نزل اليهود بها على حكم الهوى
................. و اســتدرجوها أيَّما اسـتدراجِ
مـكر اليهود بها و أثَّر مكرهم
................... و تسـلسـلت بالأصفر الوهَّاجِ
لعبوا بها لمَّا استخفوا شـأنها
............... لعـبَ الفتـاةِ بـدميـةٍ من عـاجِ
ما الشـأنُ في تعزيزها اذ أنها
................... ذلـت و أيــمُ الله لـلاعـلاجِ
ما الشـأن في إنقاذها ونجاتها
.................. و دم الشـهيدة سـال من أوداجِ
ضاقت بهم ذرعاً فناجت ربها
................... يا رب لسـت إلى اليهود بحاجِ
أرضي بهم بركانُ يقّذف دائما
........ .......... حمماً فكيف إذا فتحتُ رتاجي
فمتى قـضاء الله يـقضي بيننا
............... ... بالحق إذ ليـس القـضاء يداجي
وأرى صلاح الدين قامَ بناصري
......... ....... فالسَّـيف للإصلاح خير عـلاج
من لي به فيردّ أعـدائي على
............... ... أعـقابهـم بالخِـزي دون نـتـاج
و يقول للـيـمّ الخضم إليك مَنْ
...... .......... قَـد أزعجـونـي غـايةَ الإزعاجِ

* * *
هـذا لسان القُّدس ناجى ربـه
................. و بـه أنـاجـي الله حيثُ أنـاجــي
مَن لي بجدي فاتح القدس التي
................. أبراجها طالـت على الأبــراج(1)
مَن لي بـه و الله جـلّ جلالـه
................ بـالصبــح يـجـلـو كـلّ لـيـلٍ داجِ

* * *
يا سـيِّد السـادات من لشـكايتي
................. من حـالـنـا و شـكايتي بـلجــاج
برفيع جاهك كن لنا و اشـفع بنا
......... .... ... فذنوبـنـا كالبـحـر في الأمــواج
لم تنـقطع فتـن الزمان و كـلُّـها
......... ....... تـلقَّى اتـصـالاً بـيـنـنـا بـرواج
أخـشـى وأيمُ الله أن تجري دماً
........ ....... هـذي البـلاد كـمـائـهـا الـثجَّـاجِ
فتـدارك الأمر الـذي قد خـفـتُـه
................. بـرَفـيع جـاهـك يـا رفيع الجـاه
يـا خيـر خلق الله أكـرم شــافـعٍ
................ ومشـفَّعٍ أنـت الـرجـا للـراجـي
المسـلمـون تفـرقوا أيـدي سـبـا
......... ....... و هـمُ حُماة الديـن خيرَ سـياجِ
وَحِّـد صـفوفهم و هبهـم قـائما
................. مـنهـم بأمـر الله غـيـرَ مُـداجِ!
هبهم إمـامـاً عـادلاً ذا شــوكـةٍ
......... ....... فالـكــل مـنهـم للإمـامٍ بـحاجِ
عَلَّ الإمامة تجمعُ الشمل الذي
........ ....... قـد فرقّــتـهُ سياسـةُ الإحـراجِ
هذي مناجاتي وهذي حـاجـتـي
............ ... يـا كـنـز جـود الله للـمـحـتـاجِ
دَبّجتُ مـا قـد عـنّ لي في شـقة
..... ....... ... مـرفـوعـة كـشـقـائـق الديـباجِ
فعـسى الله تــقـبـلهـا عـلى
................ عـلاّتـهـا فـقـبـولها (إفراجي)
إني سـئـمت من الحياة ضئيلةً
........ .... فسل المهّيمن أن يضيء سراجي
صلى الله عـليـك جـلَّ جـلالـه
.... .......... والآلِ و الأصـحـابِ و الأزواجِ
مـا قام ملهوف يُـرّدِد قـائـلاً:
......... .... ... يـا صـاحب الإسـراء والمعراجِ* * * * * * *


(1) إشارة إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه
آل الرافعي ( الرافعي الفاروقي ) من سلالة عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما