هل يجب فكّ الإدغام عند الإسناد إلى تاء الفاعل أو نون النّسوة .

[نايف عبدالله]

هل يجب فكّ الإدغام عند الإسناد إلى تاء الفاعل أو نون النّسوة...


نقول : مَدَدْت أم مَدَّيْتُ .

[هلال الفارع]

يجب فك الإدغام هنا..
تقول: مددتُ
لك التحية

[نايف عبدالله]

طيب...أستاذي الكريم هل هناك قاعدة تعليلية تبين ذلك...


وما رأيك في قول الشاعر :

على قدر الكسا مدَّيت رجلي = و إن طال الكسا مدَّيت زاده ُ

[منذر أبو هواش]

"مدّيت" لغة عامية وليست من الفصحى في شيء
الإخوة الأعزاء،

شروط الإدغام وفك الإدغام في مضعف الثلاثي:

1 - إذا كان الحرفان المتماثلان متحركان (مدَدَ) وجب الإدغام نحو (مَدَّ).
2 - إذا كان الحرف المتماثل الثاني حرف ساكن لعلة الاتصال بالضمير المتحرك
وجب الفك نحو (مَدَدْت - مَدَدْن - يَمْدُدْن - امدَدْن)
3 - إذا كان الحرف المتماثل الثاني حرف ساكن لغير علة الاتصال بالضمير المتحرك
يجوز فيه الفك والإدغام نحو (لم يمدد وامدد)

وقد كان العرب قديماً يستريحون إلى إبدال ثاني المثلين ياءً طلبا للخفة، فيقولون: تسرَّيت وتظنيت وتمطّيت، والأصل: تسرّرت وتظنّنت وتمطّطت، ومثل هذا الإبدال لا لبس فيه ولا اضطراب لأنه جاء على تفعَّل تفعّلْت. لكن لم يسمع عن العرب أنهم أبدلوا ثاني مثلي المضاعف المجرّد ياءً، لذلك فالفعل "مدّيت" المسند إلى المتكلم في العامية هو فعل خيالي افتراضي ليس له وجود في اللغة العربية الفصحى، وينبغي بناء على صيغته هذه أن يكون أصله (لو وجد) فعلا مضعفا مزيدا معتلا خياليا افتراضيا وليس له وجود أيضا هو "مدّى"، فالعرب يقولون "وصيت" من "وصى"، لكنهم لا يبدلون ثاني المثلين في الفعل الثلاثي المضعف المجرد مثل "مدّ" لهذا السبب، فضلا عما يؤدي إليه الإبدال لو حدث في هذه الحالة من لبس واختلاط وعشوائية.

وقد جاء في شرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الأستراباذي الجزء الثالث: ((قوله " كثير في نحو أمليت وقصيت " يعنى بنحوه ثلاثيا مزيدا فيه يجتمع فيه مثلان ولا يمكن الإدغام لسكون الثاني، نحو أمللت، أو ثلاثة أمثال أولها مدغم في الثاني، فلا يمكن الإدغام في الثالث نحو قصيت، فيكره اجتماع الأمثال، ولا طريق لهم إلى الإدغام فيستريحون إلى قلب الثاني ياء لزيادة الاستثقال. وإن كان ثلاثيا مجردا لم يقلب الثاني، فلا يقال في مددت مديت، أما قولهم " فلا وربيك " أي ربك فشاذ.))

ودمتم،

منذر أبو هواش

:fl:

[نايف عبدالله]

كيف تقول أن الفعل (( مديت )) ليس من الفصحى...ألم يقل سبحانه وتعالى (( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ )) .

[منذر أبو هواش]

كيف تقول أن الفعل (( مديت )) ليس من الفصحى...ألم يقل سبحانه وتعالى (( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ )) .

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (الحجر 19)
قال سبحانه وتعالى "مَدَدْنَاهَا" ولم يقل "مدّيناها"
مالك يا أخي كيف تقيس ...؟

:confused:

[نايف عبدالله]

توقعتك تفهم مقصودي مباشرة...أليس أصل الفعل (( مدَّ )) هو (( مدد )) غير أن الأول بإدغام والآخر بدون إدغام...

ومثله (( مددنا )) و (( مدّينا )) .

[منذر أبو هواش]

توقعتك تفهم مقصودي مباشرة...
أليس أصل الفعل (( مدَّ )) هو (( مدد ))
غير أن الأول بإدغام والآخر بدون إدغام...

ومثله (( مددنا )) و (( مدّينا )) .

لو كانت "مدّينا" صحيحة
لوجب أن يكون أصلها "مدّى" كما أسلفنا
ومثلها "صلّينا" و "وصّينا"
وأصلهما "صلّى" و "وصّى"

وكان الله في العون

:)

[نايف عبدالله]

معلمي القدير منذر أبو هواش...أرجو أن يتسع صدرك لي فأنا مازلت في حيرة من أمري

ما رأيك في قول الشاعر :

على قدر الكسا مدَّيت رجلي = و إن طال الكسا مدَّيت زاده ُ



وتقبل خالص شكري وتقديري:fl: :fl:

[منذر أبو هواش]

بيت يتيم خاطئ لسلطان مملوكي غير عربي ...

على قدر الكسا مديت رجلي ... وإن طال الكسا مديت زاده
أخي نايف،

هذا البيت (الشعري) اليتيم الخاطئ ليس لشاعر، وإنما هو قول لأحد سلاطين المماليك من غير العرب، وقد ورد في كتاب ( أعيان العصر وأعوان النصر ) لأبي الصفاء صلاح الدين خليل بن أيبك المعروف بالصفدي الذي أسرف في كتابه، وكتبه بلغة عجيبة مليئة بالجناس والسجع والزخرفة مما سمعه وانتقل إليه عن غيره، وأرخ فيه وترجم لأعيان القرن الثامن الهجري في فترة اشتهرت بتراجع الشعر والأدب العربي لكثرة غير العرب من الحكام.

قدم الصفدي في كتابه المذكور تراجم الأعلام والسلاطين والأمراء والقادة والشعراء والأدباء والكتاب والعلماء والقضاة وأصحاب الشأن الذين أدركهم، أو لقيهم في حياته، أو أخذ عنهم، أو كانوا في زمنه منذ سنة ست وتسعين وست مئة (696هـ) حتى سنة أربع وستين وسبع مئة للهجرة (764 هـ).

يقول الصفدي في كتابه: ((ولما كان –الأمير- بصرخد، وكتب إليه الشيخ صدر الدين بن الوكيل قرين فاكهة جهزها وحلوى:

أيا جيرة بالقصر كان لهم مغنى ... رحلتم فعاد القصر لفظا بلا معنى
وأظلم لما غاب نور جماله ... وقد كان من شمس الضحى نوره أسنى

فجاءته الأبيات والهدية صحبة قاصدة، وقد خرج إلى الصيد، فقال للخزندار: كم معك؟ قال: ألف درهم، فقال: هذا القدر ما يكفي الشيخ صدر الدين، يا صبيان أقرضوني حوائصكم، فأخذ من مماليكه عشرين حياصة وجهزها قرين الدراهم، وقال لقاصده: سلم على الشيخ وقل له:

على قدر الكسا مديت رجلي ... وإن طال الكسا مديت زاده )).

دمت سالما، وبالله المستعان.

منذر أبو هواش

:fl:

[نايف عبدالله]

يعطيك العافية...ونفعنا الله بعلمك...وشكرا لك على طولة بالك .