وفوق كل ذي علم عليم!!

[سعيد حزام]

هذه نصيحة من القلب أوجهها إلى نفسي أولاً وإلى إخواني وأخواتي في جمعيتنا الحبيبة واتا الحضارية وإلى كل زائر يمر بها.
كثيراً ما نلاحظ في كثير من الناس إعجابهم بأنفسهم وتعاليهم على الآخرين بادعائهم معرفة كل شيء وإلمامهم بدقائق الأمور، وهذا أمر ينكره ديننا الحنيف. فإذا ما أخطأ أحد في مسألةٍ ما، ردّ عليه بشدةٍ وغلظةٍ، وعنفه أشد التعنيف!! فمهما بلغت أخي من درجات ومراتب العلم العليا فلابد أن يكون هناك من هو أعلم منك وأفهم منك! وإلا فلماذا قال الله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)؟؟ وفي قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فها ويسفك الدماء) قال تعالى: (إني أعلم ما لا تعلمون)؟ وكذلك في قصة موسى مع الخضر ما يدل على معنى الآية الكريمة (وفوق كل ذي علمٍ عليم) حيث يحكى أن موسى عليه السلام قام ذات يوم خطيباً في بني إسرائيل، فقام أحد الحاضرين سائلاً فقال : يا موسى هل يوجد أحد على وجه الأرض من هو أعلم منك؟ فقال موسى : لا. فعاتبه ربه لأنه لم يرد العلم إليه... فأخبره ربه أن له عبداً أعلم منه وأنه في مكان كذا... كما جاء ذلك في سورة الكهف، فخرج موسى عليه السلام ومعه فتاه يوشع بن نون طلباً وراء ذلك العبد حتى يتعلم منه العلم ويتتلمذ على يديه... ولا أظنكم تجهلون هذه القصة، فالكل يعرف هذه القصة ويقرأها كل جمعة.
فلا يهمنا هنا القصة بحد ذاتها بقدر ما يهمنا أن نستفيد من الدروس والعبر الواردة فيها. فيا أيها الحبيب خالق الناس بخلقٍ حسن وتواضع لله، فمن تواضع لله رفعه!! ومن أعجب بنفسه واغتر بها، فاليعلم أن الغرور مقبرة المواهب.
مع تحياتي للجميع،،،