المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمثال من دفتر الجبن!



محمد حسن يوسف
14/11/2006, 11:25 AM
أمثال من دفتر الجبن!

بقلم: محمد حسن يوسف


تمتلئ حياتنا بالكثير من الأمثال الشعبية، ولكن العديد من هذه الأمثال يكرس للخوف والجبن والبخل والرضا بالذل والخنوع. ولقد آن لنا الأوان أن نفحص هذه الأمثال ونعيد صياغتها من جديد للتعبير عن مفاهيم أفضل، تعيننا في حياتنا إذا ما أردنا تغيير ما نحن فيه.
من هذه الأمثال المرفوضة: " امشي جنب الحيطة "، و " الحيطان لها ودان "، و " لو جه الطوفان حط ابنك تحت رجليك "، و " عيش جبان تموت مستور "، و " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود "، و " الجبن سيد الأخلاق "، و " من خاف سلم "، و " اربط الحمار مطرح ما يقول لك صاحبه " ، و " أنا عبد المأمور "، و " اللي يجوّز أمي أقول له يا عمي "، و " اعمل ودن من طين وودن من عجين "، و " إن كان لك عند الكلب حاجة قول له يا سيدي ".
لقد كرست هذه الأمثال مفهوم الخنوع والسلبية في نفوسنا، حتى أصبحنا كالجسد المشلول لا نستطيع حراكا تجاه الأحداث. وما فائدة العيش بدون التأثير في مجرياته، وما فائدة الحياة إذا كنا لا نستطيع إلا أن نكون على هامشها. فإذا كنا عجزنا عن أن نسود الغابة، فهل كُتب علينا أن نظل جرذانها؟!!
لقد أدت السلبية التي التزمنا بها وانتهجناها سبيلا لحياتنا إلى ضياع كل شيء من أيدينا. فبعد أن كنا سادة للعالم، نتحكم في مجرياته ونصوغ علاقاته، إذا بنا اليوم – نتيجة لهذه السلبية المقيتة – نرضى بالاكتفاء بكوننا أمة مفعولا بها تقنع بما يراد لها من كافة الأمم الأخرى. لقد ذاق المسلمون في هذه الأيام من الذل والهوان ما لم يذوقوه عبر تاريخهم الطويل. وما كان ذلك إلا بسبب من تأصل مفاهيم الجبن والخنوع واستقرارها داخل نفوس أبناء هذه الأمة.
لقد سيطر علينا الخوف والرعب من مجرد الكلام، فجعلنا للحوائط آذانا!! وأعتقد أننا الأمة الوحيدة التي جعلت للحائط آذانا تسمع بها وتشي بأقوال من سمعت منهم الكلام!! لقد امتد الخوف من إبداء مجرد الرأي إلى جميع مناحي الحياة، بدءا من الأمور السياسية، وحتى أبسط الأمور المعيشية التي يتعرض لها المرء في حياته. وصدق قول الشاعر حين قال:
حب السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل
وأذكر في مرة من المرات، قامت الشركة التي كنت أعمل بها بإنهاء عقد عمل أحد الزملاء الذين كانوا يعملون معي. واستغرب أحدهم من ذلك، فقال لهذا الزميل:
- ولكنك لم تفعل أي شيء يزعجهم، لقد كنت ماشيا جنب الحيط!!
فرد عليه الزميل الذي أُنهي عقده متحيرا:
- بل كنت ماشيا داخل الحيط!!!
فبالله عليك!! هل هذا معقول؟!! هل من المعقول أن نرضي بتشبيه أنفسنا بتوافه الحشرات، وأن نكتفي بالعيش داخل شقوق الحوائط في سبيل لقمة العيش؟ وهل يكون للقمة العيش مذاقا مستساغا ونحن نفعل ذلك؟!!
والأمثلة على هذا كثيرة. فالكل لا يريد الكلام حتى لا يؤدي به هذا الأمر إلى القهر والحرمان. ولكن أعود إلى صاحبنا هذا الذي أُنهي عقده رغما عنه، فأتساءل: هل أدى به حرصه إلى زيادة رزقه وعدم إنهاء عقده؟ وهل كانت مطالبته بحقه ستحرمه من رزق كان قد قسمه الله له؟ والإجابة بكل يقين: لا.
لقد انتهى رزقه في أجله الذي حدده الله له، فما الداعي إذن للحرص على أوهام لا تتحقق في دنيا الواقع؟! ولماذا لا تفرض رأيك وفكرك على الأحداث من حولك لكي تغير الواقع المريض الذي نعيشه، والذي ساهمت بصمتك في إزكاء حدته؟ ولماذا تخشى أحدا دون الله الذي خلقك وتكفل لك برزقك؟
علينا بالاستيقاظ من رقدة طالت وأضاعت كل شيء. إن الأمة اليوم بحاجة ماسة لإعادة تربيتها على إعادة الثقة بربها، والتخلي عن أوهام بثها فيها أعدائها المتربصين بها. لابد من إعادة بث العقيدة الصحيحة بالله في نفوسنا، حتى تطمئن بأنه لن يحدث لأي فرد - كائنا من كان – أي شيء لم يكن الله قد كتبه الله له أو عليه.
علينا أن نعيد تربية الأمة على معالي الأمور، وعدم القناعة بسفاسفها. إن الأمة التي تحدد لنفسها آمالا كبارا، تسخر كل طاقاتها لإدراك هذه الطموحات، وتستهين بالمصاعب التي تواجهها في طريقها نحو تحقيق ما تريد. وما أحسن قول المتنبي حين قال:
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
نريد أن نبث في روع الأمة مفاهيم الثقة بالنفس، وأن نجعل أمثالنا تدور حول هذا الأمر. نريد صياغة أمثال جديدة للأمة توقظها من رقدتها وتنبهها من وهدتها. نريد أن تنتشر بين شباب الأمة وأطفالها أمثال أخرى، مثل: " إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر [ حديث شريف ] "، و " يفوز باللذة كل مغامر "، و " من لم يركب الأهوال، لم ينل الآمال "، و " لا تنقاد الآمال إلا لصابر "، و " لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا "، و " انصب، فإن لذيذ العيش في النصب ". واعلم أنه قد:
خلق الله للحروب رجالا ورجالا لقصعة وثريد
فلا تكن من رجال القصعة والثريد، بل كن من رجال الحروب الذين يحرصون على الموت، حتى توهب لك الحياة.
علينا أن نتحرر من الخوف الذي سيطر علينا، وأصبح المحرك لجميع خطواتنا. واعلم أن النفوس تتحرك حيث وضعتها. قال ابن القيم: " النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها واحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار " . فهل نظل نرضى بعد ذلك بتفاهات الأمور خوفا مما قد يلحقنا إذا ما حاولنا الارتفاع بآمالنا والتحليق بها؟ ولله در المتنبي حين قال:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناء أن العجز عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم

عامر العظم
14/11/2006, 03:17 PM
آه من الجبن!
هل تصدق يا أستاذ محمد إن قلت لك ما يلي؟!
أن الجمعية كتجربة ورحلة عانت الأمرين من الخائفين والجبناء ونفسياتهم وعقولهم وأقوالهم وتصرفاتهم ووعودهم وأنها تأخرت عن إنجاز العديد من الأهداف بسبب الخائفين من أنفسهم وأماكن عملهم ودولهم.

التاريخ لا يرحم الجبناء!

قحطان فؤاد الخطيب
14/11/2006, 03:20 PM
الأخ الزميل الفاضل
محمد حسن يوسف المحترم
تحية واحتراما
قرأت لك الكثير الكثير ......................
وفي كل مرة كنت المس الجديد الجديد ......
دعوتك الى التحـرر من عقـــدة الخوف
درس بليغ لتربية صــالحة للنفس والبدن .
من تقاسـيم وجهك الصبوح اقرأ بان هناك
بركانا يسكن في عروقك ينشد:
التغير ثم التغير نحو الأفضل ، نحو الأسمى ،
نحو المكانة التي تحفظ للآدمي ادميتة في كل
زمان ومكان ، عملا بقوله تعالى في سورة
[الإسراء آية: (70)] :
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُم
مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ
خَلَقْنَا تَفْضِيلاً

احسنت ثم احسنت . واللبيب بالأشارة يفهم .

مع اسمى اعتباري .
قحطان الخطيب / العراق

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
14/11/2006, 10:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الجبن ان يختبىء احدهم وراء المال لاشباع رغباته السلطوية
تحية

خطره ولد اعمر
15/11/2006, 12:27 PM
الاخوة الأفاضل

في هذا الزمن التي طغى فيه حب المال و المصلحة على كل القيم النبيلة و المبادىء السامية اضحى المرء-وللأسف- يزن كل شيء بميزان الربح و الخسارة المادية و المعنوية و غدا مستعدا لبيع كل قيمه و كرامته و مستعدا لن يكون "نعجة" حتى لا اقول "كلبا" لمن يدفع اكثر. وفي هذا الخضم أضعنا كل شيء يتعلق بالكرامة حتى المثال. فضاع منا :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *********و تاتي على قدر الكرام المكارم
ونسينا :تريدين ادراك المعالى رخيصة***ولا بد دون الشهد من ابر النحل
وتخلينا عن: اذا لم يكن من الموت بد****فمن العجز أن تموت جبانا
الى غير ذلك مما يزرع روح الكرامة والتحدي في عقولنا و عقول النشء
فيالها من امة عظيمة تبيع كرامتها بغرض زائل!!!!!!!!!!!!

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
15/11/2006, 08:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المال هو الوسيلة الوحيدة لوصول الفاشل

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
15/11/2006, 08:45 PM
النفاق والكذب هو الوسيلة الوحيدة لوصول الجبان

عامر العظم
16/11/2006, 03:16 AM
هل يمكن للجبان أن يعترف بجبنه أو يتحرر منه؟!

بنت الشهباء
16/11/2006, 03:26 AM
لا يمكن للجبان أن يعترف ويتحرّر من جبنه

ذلك لأنّ الخوف ما زال يسيطر عليه

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
16/11/2006, 06:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاعتراف بالجبن يقلب الشخص من فئة جبان الى فئة خائف
الاعتراف بالخوف اول طريق العلاج
تحية

بنت الشهباء
16/11/2006, 11:51 AM
ولكن كم يلزمه وقتًا للعلاج حتى يصحو !!!؟؟؟؟...

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
17/11/2006, 09:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقومات العلاج
الرغبة بالعلاج
الاعتراف بالمرض
وجود معالج ماهر

عبدالسلام مخلوفي
23/04/2010, 10:05 PM
فرق بين الخوف والجبن الخوف صفة راسخة في كل نفس بشرية وقد يحول الخوف المرء إلى شجاع بطل فالخوف حافز للحيطة والحذروالروية بعيدا عن التهور.
أما الجبن صفة عارضة لمن استكان ورضي بحياة الذل والهوان و أخطر الجبن الذي يتحول إلى خيانة وتضييع للأمانة ولهذا سنت القوانين العسكرية أن الجبان يعاقب بالعقوبة المئة وهي الإعدام برصاصة في الرأس.

عبد الفتاح ابو ماضي
07/05/2010, 04:46 PM
معلوم للشجعان ان الجبن ياسر النفوس فالجبان تضيق عليه الارض بما رحبت ،،،، ويتنصل من كل التزام يوصله للمعالي
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا
ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر
إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر

ومن استمرأ الذل بحجة السلامة فله وما اختار ولكن لا يعيبن علينا صعود المعالي ويتهمنا بالتهور
دمتم بود
تقبلوا مروري

عبدالسلام مخلوفي
17/05/2010, 10:25 PM
الشجاع محبب حتى إلى عدّوه والجبان مبغض حتى إلى أمّه

د. غانم إخليل
17/05/2010, 11:27 PM
ا؟لأخوة الأفاضل
بوركتم وبوركت أقلامكم وآراءكم

صلاح مندور
30/05/2010, 09:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
والله يا إخوانى هذا موضوع خطير ، فمثل هذه الأمثال ما قالها إلا الجبناء وربما أصحاب المصالح الذين اتخذوا من المداهنة والمصانعة أسلوبا لهم فى الحياة، ثم فرضتها الظروف القهرية التى تعيشها أمتنا العربية ، من هذا اللون من القهر الذى فرضه الحكام على شعوبهم ، بواسطة الأمن المركزى وأمن الدولة ....الخ