المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين وعدين.. دعوة للتأمل



سليمان أبو ستة
03/11/2007, 04:02 PM
ما بين وعدين، وعد بلفور ووعد بوش، مناسبة للتأمل ..
مرت بالأمس ، مرور الكرام ( أم هل أقول اللئام ) ، ذكرى وعد بلفور المشئوم الذي ألقى بظله الكالح على هذا الفصل من السنة فاصطبغ بلونه الأصفر الكئيب وجه الخريف، على الأقل في خارطة الطقس الفلسطيني.

وتحل في هذا الخريف ذكرى وعد بوش الذي وعد به الفلسطينيين بتحقيق دولة لهم تتعايش مع دولة الكيان الصهيوني، وكان قد تأجل تنفيذها منذ أن نطق بوعده زمنا طويلا ليظل كافيا لتهيئة الظروف وتحضير الشخصيات الكفيلة بقبوله.

مرت هذه الذكرى ، حتى أن واتا في غمرة نضالها المحموم لمحاولة فك الحصار الظالم عن شعبنا في غزة ، لم يلتفت أحد من أعضائها للتأمل في مسيرة 90 عاما على المضي في تحقيق هذا الوعد الذي أكمله بوش بوعده للإسرائيليين بالاحتفاظ بالكتل الاستيطانية فيما تبقى من أرض فلسطين التي آلت إلى التآكل .

ثمة فوارق ما بين النتائج المنبثقة عن الوعدين؛ ففي حين دعم الوعد الأول خطى التهجير اليهودي إلى أرض فلسطين ، حرم الوعد الثاني أربعة أخماس الشعب الفلسطيني من وطن يستظلون بظله.

وفي حين دعم الوعد الأول جهود اليهود في إنشاء جيش قوي لهم وتسليحه بأحدث الأسلحة ( إذ ذاك ) مع العمل على إضعاف الشعب الفلسطيني ومنعه من التسلح ( كانت سكين المطبخ إذ ذاك تعد من قبيل الأسلحة المحرم على هذا الشعب امتلاكها) ووصم من ناضل منهم ذلك الاستيطان بصفة الإرهاب ( يحتفظ مكتب السجلات التاريخية للاستعمار البريطانيhome office بصورة للشهيد عبد الله أبو ستة، قائد الثورة في جنوب فلسطين عام 1936م، وهو لم يبلغ السادسة عشرة من عمره وقد كتب عليها : مسجل خطر!

نجد الوعد الآخر دعم حكومة عباس في إنشاء قوة بوليسية ( ضد من ؟ ) وتسليحها بأحدث الأسلحة لمواجهة من ستطالهم سمة الإرهاب!

أذكر حينما رفع ياسر عرفات غصن الزيتون على منبر الأمم المتحدة، وأعلن أولى تنازلاته، أن الأخوة في الفصائل الأخرى لمنظمة التحرير بدأوا يتندرون بعواقب تلك الخطوة ، وأن المقاتلين الذين كانوا يشتركون في عملية واحدة سيرفعون السلاح يوما على بعضهم البعض.

ومن المفارقات ، في ذلك الحين ، أن بعضهم عرض أن يترك الجهاد ليقف على حدود الوطن المأمول يفرض تأشيرة الدخول على العرب عملا بالإجراءات المعمول بها في حالة المعاملة بالمثل، ولم يكن يتصور هؤلاء البعض أن هذا الإجراء سيطال ثمانية مليون فلسطيني في المهجر.

...