المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طائرة المحاصصة ( العراقية ) . جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
03/11/2007, 04:46 PM
جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــ
طائرة المحاصصة ( العراقية )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

خيّل لمنظري الاحتلالات المعاصرة ، ايا كانت صفاتهم الأخرى ــ وربّما مازال يخيّل لبعض الحمقى منهم ــ ان افضل المداخل لتقسيم العراق هو التحليق بالوعي الانساني والقيم الاسلامية العربية العراقية على : طائرة حربية بجناح ( شيعي ) يقابله جناح ( كردي ) وبذيل ( سني ) ، رغم مفارقة القسمة بين عرقية عنصرية وطائفية رثة من عرقية واحدة ، ووفقا لرؤى ( الطيّار) الأمريكي على ايحاءات خارطة النفط المسيلة للّعاب في فوضى خلاّقة لايعرف فيها العراقيون رؤوسهم من اقدامهم .
وفي غبار دبابات الاحتلال ، وغيوم متعددي الجنسيات ، والجيوش الرسمية وغير الرسمية والميليشيات ، مجهولة النسب معروفة المصدر ، اختلط حقا ( حابل ) العراقيين ( بنابلهم ) ، وماعاد العراقي يميز ، في اوائل ايام الطيران خاصة ، إن كان القادم نحوه هاشا باشا قد جاء ليحتضنه عن محبّة أم جاء فرحا بفرصة الانتقام منه عن ذنب ماجناه ، و( ضاعت فطيم في سوق اللّبن ) ، كما نقول في قرانا عندما يضيع جاهل برئ في لجّة سوق غريبة .
وبعد اكثر من اربع سنوات ونصف ، من خلط يابس العراق بأخضره ، مازال محرك طائرة ( المحاصصة ) الحربية يئز في اجوائنا ، على ذات التركيبة العجيبة تحت إمرة ملاّح اصيب بالدوار ، ماعاد يدري ان كان ذاهب شمالا بطائرته ، حيث تطبخ وجبات سريعة لتقسيم البلد ، ام جنوبا على من باع ارضه مرتين لشاريين مختلفين وقبض الثمن ، مرورا بوسط لم تتوقف ( نيرانه الأرضية) نحو الأهداف الغريبة في اجواء يعدها ملكا استبيح دون مسوّغ شرعي ودون مبرر اخلاقي .
وحلّق السيناتور الأمريكي ( بايدن ) مرّة ، في رحلة استطلاع ، في هذه الطائرة ، وذكر قادة الأجنحة بمشروع صهيوني ( قديم ) يرى( امانه وامان ) العراق في تقسيمه ، فوجد رئيسا ( كرديا ) ونائبا ( شيعيا ) يؤيدان الفكرة على عجالة ، ونائب رئيس ( سني ) يقول ( قلبه ) الرقيق انه مع المركزية ووحدتها في البلد ، و( عقله ) يرى ان التقسيم( بعقد ) زواج متعة افضل ، حسب ( بايدن ) وليس حسبي ( الله ونعم الوكيل ) ، لوسائل الاعلام الأمريكية التي ساءلته عن افكار اساءت لأمريكا اكثر مما نفعتها في المنطقة .
وبعد ( طول عشرة ) ، بين من غزا ومن غزي ، تبين ان لاقائد الطائرة ، عرف اتجاهه الصحيح نحو مهبط آمن ضلّه متعددو الجنسيات من اهل البلد ، ولا ركابها ( شيعة واكرادا وسنة ) قد تمتعوا حقا بمرأى مايحيط بمدار طيرانهم من احداث ، ولم يروا بعين الوضوح ( ماتحتهم ! ) من ارض شيعتها وسنتها واكرادها تغلي غضبا من طائرة هجينة تعكّر عليهم صفوا قديما صار من الأماني ، ووحدة سهلت لهم حياة افضل صارت من قبيل الذكريات .
طائرة ( المحاصصة ) اوشك وقودها على النفاد ، على دلالة ( رادارات ) من فطن مبكرا ، ومن فطن متأخرا ، الى عطايا وهدايا الجو النازلة اليهم من ( هدية الله ) للعراقيين ، ليست اكثر من مصائد مغفلين في سوق تعددت جنسياتها وولاءاتها لم تضع فيها ( فطيم ) العراقية ، فأعلنت الأكثرية المطلقة رفض تناول اي طعام خارج مطبخ البيت العراقي القديم ، الذي تجايل فيه اجداد كثر لهم من كل ّ القوميات والطوائف والأديان ، على وحدة مصير ومحبّة نقية .
وماعاد مستغربا ان تضطر طائرة ( العنصرية ) الغريبة الى الهبوط خارج الأراضي العراقية لخلل ...
اخلاقي !! .

jarraseef@yahoo.com
http://2arraseef.blogspot.com


http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=209612&Sn=CASE
http://www.akhbar-alkhaleej.com/source/saturday/13.pdf