حبيبتى تنتظر

[أحمد الشملان]

ديوان " زنابق العشق "
حبيبتى تنتظر
**********
بأسمك القزحى أستفتح زيت سهرتي موقدا
يبتهل التوجع في أوردة الزنابق المعجونة بحمأة
الأسوار . . نافذة مشرعة الحواجب تداركها
نسيم الوله البحري ممددة بين النخيل
والينابيع المهربة الصدور
باسمك المهموس والممنوع أسرج سهرتي
قطاراً صادرته مرافيء عينيك في هدأة القمر
أحفظ المحطات اليك مني
لكنه الندى يبلل الفراشات فتحلم بالضياء
تهرب مني لعطر التويحات في تفتح ثغرك
أهربُ حرفك من جدار لجدار
ومن منفى لمنفى
وأهرب فيه
يتناسل حرفك وعدا فرعدا
تضج الزنازن باسمك
فيبدأ ليلي يدبر النجوم ربيعا كوجهك
ويبدأ قلبي يهاجر بين الوجوه
******
منهمر شلال شعرك في أناملي . . هذه غابتي
محتمل هروب الآليء من رعشة الموج نشيجاً
يصلصل المرساة :
كان هنا
يبعثر المحار و الآليء
فيمتص منه الملح باقي الجلود
ينخر شبه العظام المرممة اللهاث
" أخرجوا من أوحالكم يا أعنة السقم "
لا أجيد الغزل
وجيدك ليس مشنقة اللآليء القتيلة
جيدك لؤلؤتي الفريدة
أرقص في بريقها
أدق طبلتي
في نشوة المسكون بالابحار للجزائر الوحشية
*******
تتمايل في سعفاتها عرائس الوهن الملفع بالهموم
مراكب . . مكسورة الصواري تدافعتها رياح الوجوم
تفلتت شهب المغاصات الى القار ملبدة مداخنة
بالجلود التي فصصَّها النوء والملح
وترتجز النوارس في المغاصات وحيدة
لا رفيق ولامجيب
و يطل وجه قافلة غريب
من وهج الموج ينادي
يانفق الأنين من أين يأتيك الحريق
لا سعف في النخل يشتعل
و بيتك في المزاد مداول بين الأيادي
لك ما بقى من الأملاح وللأطفال
أتربة الطريق
******
تواعدت العقارب والأفاعي
مهتبل فحيحها صمت العصافير على أجنة الغصون
متفرع وسق الغاب رمة عشبتها الينابيع
بقايا موقد تحلقت من حوله المرسيم قافلة :
" نراهن بالتراب أجذاذ نخل مثخنة "
" نراهن بالبحار جذورا خالعة العذار "
" ومن يخل بالمراسيم يعلق في البوادي القاحلة "
وما كنت الشهيد اذ همو اصطفقوا
وما كنت هناك اذ همو أقترعوا
يباعدني نشيج اللائم عن قصفهم
وأوصالهم مشربة بالشهيق
يجرون من خلفهم باقي الرقيق
صحائفهم زائغة بالسطور
ومن شدقها تنز الحروف
فأيقنت أن فاتحة الطوفان فاغرة
وأجساد النخيل ستخرج من مقابرها
مكللة بالسحاب . . فتحت أوردتي :
هنا النشور
طالعة من الأصابع غابتي نشوى
ستضحك . .
نرقص الليلة
ونغسل عتبة الدار
من نحبُ آتياً
نهيء قهوة وتبغاً
نرمي المواعيد بطاقة مجهولة العنوان
هل يصدق الزمان خلة
هيئي عطرك . . ها أنذا . .
لا يهم أن يزمجر الرجع الضبابي
أو تشتعل ارصفة الأسواق
من حرائق التنهد
و حدك . .
عاطرة الازمان في تلافيف الدقائق
أن نودع الوقت
نطويه قافية غريبة التأمل
لا يحزنني ! !
لا . . ! لأن وجهك يأتي يكسر اللاآت
بشرنق التحسر نجمة مزلاجها في أخمص
الأرض يشعشع النهوض فيرخي أعنَّة
الشهوة للعناق
تهيل نجمة الصبح نطفة الخلق في رحم الشرانق
فراشات يعسجدها البريق من عينيك
يا لعينيك دعوة . .
تنام في رموشها المرافيء
قادمة مراكبي من رحلتي الأخيرة
فلتنفضي عطورك الأسيرة
يا أنت ياقبلتي الوحيدة
**********************************************
أحمد الشملان