أحمد يوسف قشطه
05/11/2007, 03:19 AM
تبدأ اللغة العبرية تاريخها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد عندما دخل بنوا إسرائيل أرض فلسطين بعد قضائهم فترة تقدر بـ 450 عاما في مصر وكذلك بقائهم علي حدود أرض كنعان أو في مناطقها غير المأهولة بالسكان أكثر من 250 عاما فيما عرف بعصر القضاة تبلورت خلالها طبيعتهم القبلية وانقسموا إلي اثني عشر سبطا توحدوا تحت قيادة يوشع بن نون وحاربوا الفلسطينيين وتمكنوا من التغلغل شيئا فشيئا داخل أرض كنعان حتى أقاموا لأنفسهم مملكة موحدة تحت قيادة شاؤول الملك ثم خليفته داود عليه السلام ثم ابنه سليمان عليه السلام ثم انقسمت هذه المملكة بدافع العصبية القبلية بعد وفاة سليمان وعدم قدرة ابنه رحابعام علي الحكم فاستقر سبطا يهوذا وافرايم في الجنوب حيث مملكة يهوذا واستقرت بقية الأسباط في الشمال حيث مملكة إسرائيل ثم سقطت المملكة الشمالية ( إسرائيل ) على يد الآشوريين سنة 722 ق.م وسقطت المملكة الجنوبية على يد البابليين سنة586 ق.م وتعرض اليهود بعد ذلك لما عرف بالسبي حيث تم نفيهم إلي العراق القديم وعندما ظهر النفوذ الفارسي في المنطقة عاد بنوا إسرائيل إلى فلسطين مع من عاد من الشعوب المقهورة بأمر الملك الفارسي قوروش الكبير وبعد أن دان النفوذ في المنطقة للهيلنستيين شهد الوجود اليهودي في المنطقة آخر مراحله إذ تعرض اليهود هذه المرة للتشتيت الروماني الذي قام بتفريقهم في شرق أوربا وجنوبها وشمال أفريقيا وكان ذلك بعد سنة 70 م وطوال هذه الفترة التي استمرت قرابة الثلاثة عشر قرنا من الزمان تأثرت اللغة العبرية بالأحداث التاريخية التي وقعت لليهود فقد شهدت أقوي فترات ازدهارها خلال فترة حكم داود وسليمان وهو عصر المملكة الموحدة ففي هذه الفترة ساد استعمالها كلغة يومية ولغة دينية أما بعد انقسام المملكة ودخول العناصر الآرامية في دين اليهود ولغتهم ثم سقوط المملكة الشمالية في يد الآشوريين ومن بعدها المملكة الجنوبية في يد البابليين وحدوث السبي البابلي وبداية من القرن السادس قبل الميلاد ماتت اللغة العبرية من على الألسن وحلت اللغة الآرامية محلها علي الألسن وهو الأمر الذي حدث في الشرق الأدنى القديم بصفة عامة الذي شاعت فيه اللغة الآرامية شيوع اللغة الإنجليزية في عالم اليوم واقتصر استعمال العبرية على المحيط الديني فقط لفترة ما ثم اضطر الحاخامات لترجمة العهد القديم إلى الآرامية فيما عرف بـ" הַתִרְגוּם" أي " الترجمة" ليستطيع اليهود فهم طقوس وشعائر دينهم فتحولت العبرية بذلك ومنذ القرن الثالث قبل الميلاد إلي لغة خاصة برجال الدين فقط و قد حاول أمراء المكابيين اللذين تولوا الزعامة الدينية علي اليهود منذ الاحتلال اليوناني إحياء اللغة العبرية ضمن نشاطهم الثوري الذي حاولوا به إعادة مملكة داود وسليمان لكن التأثير الآرامي كان أعمق من أن يتم احتواؤه ؛ ويشير هذا إلى أن وجود اللغة العبرية كان مرتبطا باطراد بالقوة السياسية والدينية لليهود وهو الأمر الذي يثبته نجاح الحركة الصهيونية في إحياء اللغة العبرية في نهايات القرن التاسع عشر بعد 2500 سنة تقريبا من موتها من على الألسن .
و العهد القديم Old Testament الذي يسميه اليهود "הַמִּקְרָא" "المقرا" أي المقروء ويسمونه كذلك "תנך" "تناخ" وهي اختصار يمثل الحروف الأولي لأسماء أجزاء العهد القديم الثلاثة "תורה נביאים וכתובים" " التوراة والأنبياء والمكتوبات" يمثل المصدر الوحيد الباقي للغة العبرية القديمة الذي يحتوي علي السمات اللغوية التي تركتها هذه الأحداث التاريخية على هذه اللغة " وليس من المعروف علي وجه الدقة بداية تاريخ تدوين التوراة , لكن يعتقد نقاد العهد القديم أن بداية عصر التدوين ترجع إلى عزرا الكاتب ، أي في نهاية القرن السادس ق.م وبداية القرن الخامس ق.م" ويؤكد هذا الرأي أن الخط المستخدم في تدوين العهد القديم وهو المعروف بالخط المربع المتطور عن الخط الآرامي لم يبدأ استخدامه إلا بين يهود السبي البابلي ثم انتقل بعد ذلك إلي يهود فلسطين وربما حدث ذلك بعد عودة كلا من عزرا ونحميا من السبي ، واستمر استخدام الكتابة بالخط المربع منذ ذلك العصر وحتى الآن أما الخط الذي كان سائدا في عصر ما قبل السبي فهو منبثق عن الخط الكنعاني القديم ومن آثاره لوح جازر ويعود إلى القرن العاشر ق.م و نقش ميشع ملك مؤاب ويعود إلى القرن التاسع ق.م وخرائب السامرة وتعود إلى القرن الثامن أو التاسع ق.م ونقش السلوان ويعود إلى عصر الملك حزقيا (705ـ700 ق.م) وألواح لاخيش وتعود إلى تاريخ حصار أورشليم (589ـ 588 ق.م) وقد وصل العهد القديم في صورته من حيث إضافة علامات النبر والضبط في عصر ابن أشير أي خلال القرن العاشر الميلادي ، ومنذ ذلك التاريخ توجد نسخة أساسية متداولة بين اليهود والمعروفة بنسخة ابن أشير
لذلك يميز في تاريخ نص المقرا منذ عصر عزرا إلى عصر ابن أشير بين مرحلتين أساسيتين هما : مرحلة الكتبة הסופרים ومرحلة الماسورا המסורת أو أصحاب الماسورا בעלי המסורת و يعود تاريخ الكتبة הסופרים إلى عصر عزرا الكاتب واستمر عملهم منذ ذلك التاريخ وحتى عام 500 م وكانت وظيفتهم كتابة ونسخ العهد القديم طبقا لقواعد صارمة ، أما أصحاب الماسورا בעלי המסורת أي اللذين قاموا بضبط النص المكتوب للعهد القديم أي نص الماسورا המסורת ( أي الموروث ) فقد نشأت لهم مدرسة قديمة في بابل استمر عملها من القرن الثالث إلى القرن التاسع الميلادي ومدرسة أحدث منها في فلسطين وفي طبرية بالتحديد فقد أتمت عملها في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين وهي مدرسة ابن أشير الذي سادت نسخته للعهد القديم على كل النسخ الأخرى وقد صاحب ضبط النص وضع علامات النبر التي تشير إلى مواضع الوقف والوصل لنص المقرا .
وقد نشأ اهتمام اليهود بضبط المقرا كانعكاس للبيئة الإسلامية التي عاش فيها اليهود وخاصة العراق وفلسطين حيث ازداد اهتمام المسلمين بعد القرن الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي) بضبط نص القرآن الكريم خوفا من اللحن بين المسلمين خاصة الأعاجم منهم وكما بدأ تبعا لذلك الاهتمام بالنحو العربي بدأ أيضا بين اليهود الاهتمام بالنحو العبري التي بدأه سعديا الفيومي (882-942م) ويشير تاريخ النص الحالي للعهد القديم بوضوح إلي أنه بعيد لدرجة كبيرة عن النص الأصلي ، ويمثل النص المتداول حاليا مجموع النصوص التي نتجت عبر التاريخ ويشير موسى ابن ميمون (1135-1240م) إلى استخدامه نص المقرا الذي يرجع إلى أسرة ابن أشير ويرجع تاريخ هذا النص إلى بداية القرن العاشر الميلادي (920م) وتعرف هذه المخطوطة باسم مخطوطة حلب أو "כתר ארם צובא" وقد تم اكتشافها في أحد معابد حلب وتعتبر مخطوطة ليننجراد المحفوظة في المكتبة الوطنية هناك هي أقدم مخطوطة كاملة ومؤرخة وجدت للعهد القديم وهي المخطوطة التي تعتمد عليها الطبعة العلمية للعهد القديم المعروفة بـ Biblia Hebraica Stuttgartensia كنص أساس basis ويعود تاريخ هذه المخطوطة إلى سنة 1009م أو1008م و الأستاذ Kittle كان أول من أعد طبعة علمية للعهد القديم عام 1908 وهي المعروفة بـ Biblia Hebraica وقد اعتمدت علي نص أحدث من نص لينينجراد يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي وقد أشار Kittle عام 1929 وهو العام الذي مات فيه إلى أن استخدام مخطوطة ليننجراد كأساس للماسورا قد جعل في الإمكان تقديم الماسورا بنفسها للعالم المثقف بشقيها الماسورا الكبيرة מסורה גדולהوهي الملاحظات التي كتبها أصحاب الماسورا أعلى الصفحة أو أسفلها والماسورا الصغيرة מסורה קטנה وهي الملاحظات المدونة على جانبي الصفحة وقد صدرت الطبعة العلمية المحتوية على النص الماسوراتي الكامل لأول مرة سنة 1937 م وكانت نسخة Kittle قد قدمت الماسورا الصغيرة فقط مع النص أما الماسورا الكبيرة فقد قدمت في جزء مستقل عن النص .
وأهم ما يميز نسخة B.H.S أنه اعتمد فيها على أقدم مخطوطة كاملة لنص العهد القديم كما أنها تشمل هوامش ذات أهمية تتضمن كل الاختلافات بين هذه المخطوطة ـ مخطوطة ليننجراد ـ وبقية المخطوطات العبرية المعروفة حتى الآن وخاصة مخطوطات القمران والتوراة السامرية ومخطوطات وثائق الجنيزا القاهرية كما تشمل الاختلافات بين هذه المخطوطة ـ مخطوطة ليننجراد ـ وتراجم العهد القديم وبخاصة الترجمة السبعينية والتراجم اليونانية الأخرى والترجمة اللاتينية والتراجم الآرامية[/align][/align]
و العهد القديم Old Testament الذي يسميه اليهود "הַמִּקְרָא" "المقرا" أي المقروء ويسمونه كذلك "תנך" "تناخ" وهي اختصار يمثل الحروف الأولي لأسماء أجزاء العهد القديم الثلاثة "תורה נביאים וכתובים" " التوراة والأنبياء والمكتوبات" يمثل المصدر الوحيد الباقي للغة العبرية القديمة الذي يحتوي علي السمات اللغوية التي تركتها هذه الأحداث التاريخية على هذه اللغة " وليس من المعروف علي وجه الدقة بداية تاريخ تدوين التوراة , لكن يعتقد نقاد العهد القديم أن بداية عصر التدوين ترجع إلى عزرا الكاتب ، أي في نهاية القرن السادس ق.م وبداية القرن الخامس ق.م" ويؤكد هذا الرأي أن الخط المستخدم في تدوين العهد القديم وهو المعروف بالخط المربع المتطور عن الخط الآرامي لم يبدأ استخدامه إلا بين يهود السبي البابلي ثم انتقل بعد ذلك إلي يهود فلسطين وربما حدث ذلك بعد عودة كلا من عزرا ونحميا من السبي ، واستمر استخدام الكتابة بالخط المربع منذ ذلك العصر وحتى الآن أما الخط الذي كان سائدا في عصر ما قبل السبي فهو منبثق عن الخط الكنعاني القديم ومن آثاره لوح جازر ويعود إلى القرن العاشر ق.م و نقش ميشع ملك مؤاب ويعود إلى القرن التاسع ق.م وخرائب السامرة وتعود إلى القرن الثامن أو التاسع ق.م ونقش السلوان ويعود إلى عصر الملك حزقيا (705ـ700 ق.م) وألواح لاخيش وتعود إلى تاريخ حصار أورشليم (589ـ 588 ق.م) وقد وصل العهد القديم في صورته من حيث إضافة علامات النبر والضبط في عصر ابن أشير أي خلال القرن العاشر الميلادي ، ومنذ ذلك التاريخ توجد نسخة أساسية متداولة بين اليهود والمعروفة بنسخة ابن أشير
لذلك يميز في تاريخ نص المقرا منذ عصر عزرا إلى عصر ابن أشير بين مرحلتين أساسيتين هما : مرحلة الكتبة הסופרים ومرحلة الماسورا המסורת أو أصحاب الماسورا בעלי המסורת و يعود تاريخ الكتبة הסופרים إلى عصر عزرا الكاتب واستمر عملهم منذ ذلك التاريخ وحتى عام 500 م وكانت وظيفتهم كتابة ونسخ العهد القديم طبقا لقواعد صارمة ، أما أصحاب الماسورا בעלי המסורת أي اللذين قاموا بضبط النص المكتوب للعهد القديم أي نص الماسورا המסורת ( أي الموروث ) فقد نشأت لهم مدرسة قديمة في بابل استمر عملها من القرن الثالث إلى القرن التاسع الميلادي ومدرسة أحدث منها في فلسطين وفي طبرية بالتحديد فقد أتمت عملها في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين وهي مدرسة ابن أشير الذي سادت نسخته للعهد القديم على كل النسخ الأخرى وقد صاحب ضبط النص وضع علامات النبر التي تشير إلى مواضع الوقف والوصل لنص المقرا .
وقد نشأ اهتمام اليهود بضبط المقرا كانعكاس للبيئة الإسلامية التي عاش فيها اليهود وخاصة العراق وفلسطين حيث ازداد اهتمام المسلمين بعد القرن الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي) بضبط نص القرآن الكريم خوفا من اللحن بين المسلمين خاصة الأعاجم منهم وكما بدأ تبعا لذلك الاهتمام بالنحو العربي بدأ أيضا بين اليهود الاهتمام بالنحو العبري التي بدأه سعديا الفيومي (882-942م) ويشير تاريخ النص الحالي للعهد القديم بوضوح إلي أنه بعيد لدرجة كبيرة عن النص الأصلي ، ويمثل النص المتداول حاليا مجموع النصوص التي نتجت عبر التاريخ ويشير موسى ابن ميمون (1135-1240م) إلى استخدامه نص المقرا الذي يرجع إلى أسرة ابن أشير ويرجع تاريخ هذا النص إلى بداية القرن العاشر الميلادي (920م) وتعرف هذه المخطوطة باسم مخطوطة حلب أو "כתר ארם צובא" وقد تم اكتشافها في أحد معابد حلب وتعتبر مخطوطة ليننجراد المحفوظة في المكتبة الوطنية هناك هي أقدم مخطوطة كاملة ومؤرخة وجدت للعهد القديم وهي المخطوطة التي تعتمد عليها الطبعة العلمية للعهد القديم المعروفة بـ Biblia Hebraica Stuttgartensia كنص أساس basis ويعود تاريخ هذه المخطوطة إلى سنة 1009م أو1008م و الأستاذ Kittle كان أول من أعد طبعة علمية للعهد القديم عام 1908 وهي المعروفة بـ Biblia Hebraica وقد اعتمدت علي نص أحدث من نص لينينجراد يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي وقد أشار Kittle عام 1929 وهو العام الذي مات فيه إلى أن استخدام مخطوطة ليننجراد كأساس للماسورا قد جعل في الإمكان تقديم الماسورا بنفسها للعالم المثقف بشقيها الماسورا الكبيرة מסורה גדולהوهي الملاحظات التي كتبها أصحاب الماسورا أعلى الصفحة أو أسفلها والماسورا الصغيرة מסורה קטנה وهي الملاحظات المدونة على جانبي الصفحة وقد صدرت الطبعة العلمية المحتوية على النص الماسوراتي الكامل لأول مرة سنة 1937 م وكانت نسخة Kittle قد قدمت الماسورا الصغيرة فقط مع النص أما الماسورا الكبيرة فقد قدمت في جزء مستقل عن النص .
وأهم ما يميز نسخة B.H.S أنه اعتمد فيها على أقدم مخطوطة كاملة لنص العهد القديم كما أنها تشمل هوامش ذات أهمية تتضمن كل الاختلافات بين هذه المخطوطة ـ مخطوطة ليننجراد ـ وبقية المخطوطات العبرية المعروفة حتى الآن وخاصة مخطوطات القمران والتوراة السامرية ومخطوطات وثائق الجنيزا القاهرية كما تشمل الاختلافات بين هذه المخطوطة ـ مخطوطة ليننجراد ـ وتراجم العهد القديم وبخاصة الترجمة السبعينية والتراجم اليونانية الأخرى والترجمة اللاتينية والتراجم الآرامية[/align][/align]