المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وا عوكعوكاه!



نورالدين الحارتي
05/11/2007, 09:12 AM
# نورالدين الحارتي:
31 أكتوبر 2007 في الساعة 2:32 م

اللغة العربية الفصحى واللهجات في الفكر النقدي 1/2

31 أكتوبر 2007

المحترم: د.خالد يونس خالد

نسخ:~~ وهي لغة العرب التي تعتبر رمز شخصيتهم وعنوان كرامتهم، كما أصبحت لغة الاسلام التي تعتبر فخر الأمة الاسلامية والمسلمين جمعاء.

+° أيّ لغة؟
ـ هذه التي يتواصل من خلالها 1 في المائة أو في الألف من مجموعة بشرية تقدر ببعض الملايين وتزعم أو على الأقل تعتقد أنها عربفونية؟
ـ هذه المشلولة من الحركات؟
ـ “سيمينار” و “أوبسالا” على سبيل الذكر لا الحصر أسمين سليمين مكتوبين بحروف لغة أردناها عليلة: لاحظ كيف لا يختلف اثنين في قراءة هاتين الكلمتين لكون حروفها الغير الساكنة متحركة وترى بالعين المجردة. من بين الأشياء التي تسلّـيْنا بها أيام “الجد والنشاط” والتي كانت وربما لا تزال “إعجازا لغويا” هي الجملة التالية [ملك ملك ملك ملك] لو أخضعنا هذه الكلمة المنسوخة أربع مراة للقاعدة التي طبقناها سهوا أو عن غير وعي لكتابة “سيمينار” و “أوبسالا” لأصبحت النتيجة [مالاكا ماليكون مولكا ماليكين]… قد تشوش هذه الصيغة على عين تعودت جمالية مغايرة وذهنا لا زال يخضع لقواعد مختلفة، لكن بما أن أغرب الأشياء تصبح عادية عندما نتعود عليها، فماذا نخسر، نحن الدين خسرنا كل شيء، إن عودنا أعيننا وأذهاننا على الكف عن الوهم والاعتماد على الواقع؟
العرب؟ أيّ العرب هم العرب؟
شخصية وكرامة؟ [!!!!]

نسخ:~~~ وعليه ينبغي عدم التسليم بصحة الافتراضات التي طرحها طه حسين والرواة والمستشرقون قبل التدقيق والتحقق منها، وذلك عبر الدراسة والاستقراء لمعرفة كيفية سيطرة لهجة قريش على اللهجات العربية الأخرى لتصبح لغة الشعر الجاهلي ولغة القرآن التي نسميها اليوم، اللغة العربية الفصحى.
+° يروى أن المعلقات سميت كذلك لأنها كانت معلقة على الكعبة. لما أصبح الإسلام سيد الموقف حطمت الأصنام والتماثيل ويُقال حتى الرسوم داخل الكعبة و من حولها… أي نهاية آلت إليها المعلقات وقتها؟
احتمال انتهاء مدة تعليقها على الكعبة قبل الإسلام وارد غير أنه قد يشكك في كونها علقت يوما ما هنا أو هناك، وربما يشكك في وجودها أصلا قبل الإسلام!
ربما كانت وسيلة جبناء لإفراغ مكبوت أو سباحة إلى أبعد مدى الكرامة والشجاعة الخ… خشية بطش سلطة الدين أو الكفر أو الدين الكافر أو الكفر المتدين!!!
نورالدين الحارتي


# د. خالد يونس خالد:
3 نوفمبر 2007 في الساعة 3:12 م

جواب الكاتب خالد يونس خالد على تعليق الأستاذ نور الدين الحارتي
قال أبو حيان التوحيدي “إن الأنسان أشكل عليه الأنسان”. من هذا المنطلق أقول أن الأستاذ الحارتي أشكل عليه الموضوع فأشكل علينا موضوعه في تعليقه. أنا أحترم وجهة نظره ولكنها لا تشكل جوابا واضحا موثقا منهجيا على الموضوع الذي بحثته في معالجة إشكالية اللغة العربية الفصحى من زاوية معينة، وهي المتعلقة بفكر طه حسين النقدي وشكه في الشعر الجاهلي معتبرا اللغة عاملا من عوامل الشك، وهذا ما أوضحه بإيجاز في القسم الثاني من الدراسة لاحقا.
الإشكالية التي طرحها الأستاذ الحارتي موجودة في جميع لغات العالم بدون استثناء، وهذا الموضوع يتطلب بحثا خاصا، ولكن يمكن للقارىء أن يرجع إلى كتابين كتبهما الدكتور عبد الواحد وافي، الأول بعنوان “علم اللغة” والثاني بعنوان “فقه اللغة”.
أود أن أشير هنا إلى نقطة جوهرية في جوابي فأدخل الموضوع من الزاويتين الفكرية والفلسفية لمعرفة الآراء المتباينة في موضوع اللغة. اللغة وعاء الفكر والثقافة الإنسانية، وهي تؤدي – في المجتمع – وظيفتين متميزتين:
وظيفة آنية باعتبارها أداة للتواصل بين أفراد المجتمع ونقل الدلالات إلى المتلقي، ووظيفة زمانية تاريخية باعتبارها وسيلة لحفظ تراث المجتمع العلمي والفني والثقافي، ونقله إلى الأجيال المتعاقبة. وحظيت اللغة باهتمام الباحثين والعلماء عبر العصور، وأدى هذا الاهتمام إلى ظهور علوم لغوية متعددة ومتنوعة شملت جميع مستويات اللغة، منها علم الأصوات، وعلم النحو والتركيب، وعلم الصرف، وعلم الدلالة… الخ كما ظهرت مدارس متنوعة ونظريات متميزة، ساهمت كلها في إثراء البحث اللساني عبر التاريخ. (ينظر: عمر لحسن، لااللسانيات والترجمة ).
وفي دراسة قيمة قدمها الأستاذ الكلعي في مناظراته الفلسفية عن اللغة من الدلالات إلى الإشكالية واللغة كخاصية إنسانية، فأشار إلى المعنى الخاص، وهي وظيفة التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا. والمعنى العام، كل نسق من العلامات يمَكن من التواصل.
ووضح أن اللغة ذاتية وموضوعية فردية واجتماعية فطرية ومكتسبة، كما أنها أداة لإنتاج الفكر وتبليغه في نفس الوقت. وأشار إلى إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر، وهذه الأشكالية تحتمل افتراضين؛ إما أن نعتبر أن كلا منهما يوجد باستقلالية عن الآخر وهذا الموقف عند الفلسفة الكلاسيكية وكمثال على ذلك موقف الفيلسوف العقلاني الفرنسي رينيه ديكـارت وبرجسون.
وإما أن نعتبر أن العلاقة بينهما علاقة تلاحم وتداخل بحيث لا يمكن أن نفصل أحدهما عن الآخر، وهذا الموقف نجده لدى الفلاسفة المعاصرين واللسانيات الحديثة. وتتخذ إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر الصيغة التالية: هل للفكر وجود سابق على اللغة؟ أم أن الفكر واللغة متلازمان؟ بحيث لا يمكن أن نفصل أحدهما عن الآخر.
موقف الفلسفة المعـاصرة واللسانيات الحديثة تؤكد على أن الفكر لا وجود له إلا في شكل لغوي، ولا وجود للغة خالية من المعنى و الدلالة. نجد هذا الموقف عند دي سوسير وإيميل بنفنسن ومرولوبوتي وكريستيفا، إلا أن كلا منهم يدافع عن هذا الموقف من زاوية خاصة، فبالنسبة لدي سوسير يعتبر أن العـلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تلاحم و تداخل ويشبه هذه العلاقة بورقة العملة النقدية، بحيث لا يمكن تمزيق الوجه الأول دون أن يتمزق الوجه الثاني. أما مرولوبوتي، فينظر إلى العلاقة بين اللغة والفكر من زاوية أخرى: علاقة اللغة بكل من الفكر والكلام، فلا وجود لفكر قبل اللغة، إنهما متزامنان. ففي الوقت الذي يصنع فيه الفكر اللغة فإن اللغة تحتوي معاني ذلك الفكر. وينتقد الموقف الديكارتي الذي يفصل الفكر عن اللغة، فاللغة في نظره لا يمكن أن تكون أداة للتعبير عن الفكر وما يدل على ذلك هو أن التفكير في صمت هو في الواقع ضجيج من الكلمات، فالتفكير الداخلي هو لغة داخلية.

وفي الختام أقول بوجود آراء متباينة في اللغة التي تعتبر وعاء الثقافة، حيث هناك تداخل وتباين وتعارض بين الثقافات. ونفس الإشكالية بالنسبة للأدب والشعر والنقد الأدبي طبقا للخلفية الثقافية للشخص. وقد أشار المفكر والناقد الفرنسي هيبوليت تين في كتابه “تاريخ الآداب الأنكليزية History of English literature إلى نقاط مهمة في منهجه التاريخي “الجنس والبيئة أو المحيط والعصر”. واستخدم الراحل طه حسين هذا المنهج في رسالته “ذكرى أبي العلاء المعري”. ويوجد نفس اإشكالية في المنهج: فعرف ديكارت بأنه “عبارة عن القواعد التي تكفل لمن يراعيها بلوغ الحقيقة في العلوم”. بينما عرفه الكاتب المصري عبد الرحمن بدوي، بأنه “فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين أو البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين” (بدوي، مناهج البحث، ص1-6). وقد أتطرق إلى هذه النقاط لاحقا في دراسة منفصلة لنشرها في دروب إنشاء الله.
وأشير هنا إلى لقاء لي مع سيدة بريطانية، حين أخبرتها بإشكالية فهم بعض المصطلحات التي يستخدمها بعض رعايا دول الكومنويلث في بريطانيا، فقالت بدون تردد، لقد أشكل علينا هؤلاء لغتنا فأصبحت اللغة الأنكليزية التي عرفناها لغة الأقلية.

ملاحظة: وصلتني رسالة من الأستاذ الحارتي عن تعليقه. وهنا أود أن أشير إلى أنني أفضل عدم الدخول في مناقشات ثنائية لأنها قد لاتكون مفيدة للجميع. أفضل أن تكتب التعليقات في رابط دروب دون إرسالها لي شخصيا، حتى يساهم القراء في الحوار وتعود المنفعة للجميع، وحتى نتجنب أيضا المناقشات الفردية التي قد تكون أحيانا غير مجدية. وليس لدي الوقت في الرد إلاّ أيام العطل الرسمية في السويد، وحينذاك أدخل الرابط وأجاوب على التعليقات إذا تطلب الأمر. مع جزيل شكري لاهتمامات الأستاذ نور الدين الحارتي.


# نورالدين الحارتي:
4 نوفمبر 2007 في الساعة 1:35 ص

المحترم د. خالد يونس خالد،
نسخ: “ملاحظة: وصلتني رسالة من الأستاذ الحارتي عن تعليقه. وهنا أود أن أشير إلى أنني أفضل عدم الدخول في مناقشات ثنائية لأنها قد لاتكون مفيدة للجميع. أفضل أن تكتب التعليقات في رابط دروب دون إرسالها لي شخصيا، حتى يساهم القراء في الحوار وتعود المنفعة للجميع، وحتى نتجنب أيضا المناقشات الفردية التي قد تكون أحيانا غير مجدية. وليس لدي الوقت في الرد إلاّ أيام العطل الرسمية في السويد، وحينذاك أدخل الرابط وأجاوب على التعليقات إذا تطلب الأمر. مع جزيل شكري لاهتمامات الأستاذ نور الدين الحارتي.”
جواب: أي تعليق؟ أكون لك شاكرا إن أدرجت الرسالة ضمن ردك… إن سمح لك وقتك بذلك!
قد تخونني الذاكرة وقد يخرج عن طاعتي بريدي الإليكتروني!!!
أما بخصوص ردك سيدي الكريم، أدعوك إلى التأمل في كون الدراسات والأبحاث والنظريات الخ… تخص اللغة “لغة الأم”. هل تتفق معي بأن هذه التي نتواصل بها ليست لغتنا الأم بل لغتنا الثانية أو التالثة أو أكثر؟
إذا اتفقت معي في هذا الأمر فنحن مدعوون لتطبيق هذه الدراسات والأبحاث والنظريات الخ… على اللغة التي يفكر بها الفرد منا ويوصل أفكاره بها في البيت والشارع أما إذا اختلفنا في الأمر فإن أحدنا يستكثرعلى ماسح الأحدية مثلا أوالأمّــي عموما فطرته في التفكير وإيصال فكره: لن نختلف في كون مستوى إيصال الفكرة قد يوحي بمستوى التفكير الذي يختلف من شخص لآخر، لابعامل الجهل أوالمعرفة بالضرورة، بل ـ على ما أعتقد ـ باختلاف الرصيد اللغوي لكل واحد.
نورالدين الحارتي


# د. خالد يونس خالد:
4 نوفمبر 2007 في الساعة 1:49 ص

نعم عزيزنا نور الدين الحارتي، ” لن نختلف في كون مستوى إيصال الفكرة قد يوحي بمستوى التفكير الذي يختلف من شخص لآخر، لابعامل الجهل أوالمعرفة بالضرورة، بل ـ على ما أعتقد ـ باختلاف الرصيد اللغوي لكل واحد”، فيما يتعلق الأمر بهذا الموضوع على الأقل
خالد يونس خالد

الرابط:
http://www.doroob.com/?p=22342
نورالدين الحارتي

سعيد نويضي
05/11/2007, 11:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...الاستاذ نور الدين الحارتي...تحية طيبة خالصة

كلمة في الموضوع...
يتضح من خلال المقال القيم جدا في معالجة "إشكالية" اللغة من حيث كونها كائن قائم بذاته يتمتع باستقلالية ذات طبيعة خاصة عن باقي المكونات التي لها علاقة بهذا الكائن الحي...و لذلك فمقولة “إن الإنسان أشكل عليه الإنسان”.لأبي حيان التوحيدي تضع إلى حد ما إشكالية العلوم الإنسانية برمتها في خضم الصعوبة التي يطرحها "الإنسان" كدارس لذاته بذاته و بالأدوات المتوفرة لديه من خلال ما أنتجه عبر السنين المتراكمة في حقل المعرفة...و لذلك يتمتع الإنسان بمزايا لا تتمتع بها باقي الكائنات الأخرى...فهو يمتلك عدة صيغ للتعبير عن عوالمه التي يسبح فيها...فهو الناطق بأصوات متعددة الذي تتخلص في لغة الكلام...و هو الكاتب لهذا الكلام عبر مجموعة من الرموز تسمى لغة الكتابة...فاللغة هي العامل المشترك بين الكلام و الكتابة ككائن ناقل لمعلومات بين بني آدم...و الاختلاف الواقع بين لغة الكلام و لغة الكتابة هو اختلاف يتميز به الإنسان عن الكائنات الأخرى...فكل المخلوقات الموجودة و الكائنات الموجودة فوق الأرض تتواصل فيما بينها بشكل من الأشكال...و الأدلة على ذلك موجودة في كتاب الله عز و جل كما أنها موجودة في الدراسات التي اهتمت بسلوكيات الكائنات الأخرى...فالكلام كفعل للتواصل موجود بين الكل...أما الكتابة فهي فعل لم يتأتى للكل باعتبارها تعتمد مهارة معينة تساعد على اكتساب أدوات و تقنيات من أجل القيام بذلك...

لذلك بالرغم من أن المدنية بحضارتها المتطورة جدا لا زالت تعاني من أمية فظيعة على المستوى الكمي...أي من حيث عدد القراء الذين يعرفون القراءة و الكتابة...و على المستوى الكيفي من حيث العدد الضخم من الجهل الذي يعاني منه المتخصص في مجال بالنسبة للمجالات الأخرى...و هذا شيء طبيعي...أما الشيء اللاطبيعي هو العدد المهول في المستوى الأول من الأمية و خاصة في العالم العربي ـ الإسلامي...

و الحقيقة التي تنفرد بها اللغة العربية على حد علمي البسيط باللغات، أنها الوحيدة التي تعتمد "تشكيل الحرف" ليستقيم النطق بهدف بيان معنى معين...أما اللغات الأخرى فهي تعتمد على حروف لشكل كلمة معينة...و المثالان اللذان أوردهما الأستاذ خير دليل على ذلك...فالكلمة الأولى و هي مترجمة "سيمينار" فيبدو جليا أن الياء قامت مقام الكسرة و أن الألف مقام الفتحة...و نجد ذلك في المثال الثاني...[ ملك ملك ملك ملك] ففي القاموس الذي يعتمد الحروف كحركات لشكل الكلمة تكون الكلمة على الشكل الآتي كما ورد في المثال[مالاكا ماليكون مولكا ماليكين]...لذلك فالحركات الموجودة في لغة الضاد...لها من الأهمية ما يستقيم معه النطق و المعنى...الشيء الذي لا تجده في اللغات الأخرى...

أما قضية هل اللغة العربية الفصحى هي لغة المعلقات و بالتالي فهي لغة قريش كما أنها هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم على خاتم الأنبياء و المرسلين؟أعتقد أنها قضية حسمت فيها الآية الكريمة في قوله جل في علاه: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195...

أما الإشكالية التي أشار إليها الأستاذ في قضية السبق في الوجود هل اللغة سابقة على الفكر أم العكس؟ فيمكن إدراج هذه الإشكالية في أيهما أسبق المادة أو الفكر؟ على أساس أن اللغة مادة و أن المضمون الذي تحتضنه أو تحتويه هذه المادة هو الفكر؟ و في نظري لا يمكن فصل الشيء عن خصائصه...فالإنسان ككائن حي لا يمكن فصل خصائصه التي هي أسس من أسس كينونته و وجوده...فشرط وجود الثاني أي اللغة و جود الأول أي الإنسان...و الإنسان بدون لغة لم يوجد قط...و لغة بدون كائن لم توجد قط...و هذا ما يمكن تسميته" بافتقار الشيء إلى خصوصياته"...

و لمناقشة الموضوع كما أشار إلى ذلك الأستاذ من الزاوية المعرفية و الفكرية فلقد تناول الأستاذ على ما اعتقد جل الاتجاهات التي تناولت موضوع اللغة كما أشار إلى ذلك كوعاء للفكر و للثقافة الإنسانية...و بغض النظر عن الاتجاهات المتباينة يمكن القول في حقيقة اللغة أن كل مفكر لامس الحقيقة من جانب من الجوانب...انطلاق من تصوره الذي اعتمده كمنطلق في تحديد اللغة و علاقتها بالفكر...

لكن يظل السؤال الأكثر أهمية في نظري هو: هل اللغة العربية الفصحى في وضعها الحالي تسير في الاتجاه الذي يجعل من الإنسان العربي مستقبلا إنسانا يتكلم و يكتب لغة عربية سليمة؟ أم أن الفرق بين الكلام و الكتابة يزداد اتساعا و بعدا كما تزداد الهوة بين اللغة الرقمية و اللغة الرمزية؟ وهل التجربة التي قام بها أحد الإخوة الخليجيين في تربية ولده مند الطفولة الأولى على سماع لغة عربية فصحى سليمة و التكلم بها في البيت و المدرسة و الشارع و السوق و حيثما وجد قابلة للتعميم على مستوى البلدان الناطقة بالضاد؟ كما أن السؤال الأكثر أهمية في وقتنا الحالي:كيف نجعل من اللغة العربية لغة العلم و المعرفة و التقدم التقني و التكنولوجي كما هو الشأن بالنسبة للغات اللاتينية؟؟؟؟

دمتم بألف خير و في رعاية الله عز و جل...

نورالدين الحارتي
05/11/2007, 11:00 PM
المحترم سعيد نويضي،
قرأت تعليقك زوال هذا اليوم:
أخي الكريم المادة التي نشرتها عبر هذا المنبر تتضمن تعليق على أحد الإصدارات في أحد المواقع ورد فعل الكتاب على التعليقات وما يمكنني تناوله معك، سيدي، هو موقفي من أطروحة كاتب الموضوع...
أميل إلى كوننا ذي لغة أم غير معترف بها بعكس كثير من المجتمعات البشرية. احتكاكنا باللغة العربية غالبا ما يبدأ سنوات بعد ولادة أحدنا، الشيء الذي، في اعتقادي، يكون أشبه من الإصطدام بحائط أو أسلاك شوكية! أظن أنك تتفق معي في كون المصار اللغوي لطفل من بلد "ناطق بالعربية" يختلف كل الإختلاف عن مصار طفل إيطالي مثلا: أحدهما يتلقى منذ الساعة الأولى من حياته الدراسية نفس اللغة التي تعود سماعها منذ كان في رحم أمه وربما منذ كان كروموزوما في أحشاء أبيه، أما الثاني فالساعة الأولى من حياته الدراسية غالبا ما تكون بمثابة إعلان حرب عن موروثة اللغوي (مفردات جديدة/ اتفاقيات جديدة / nouvelles conventions حيت تأخد الدرّاجة مكان البيشكليط و العجلة مكان الدرّاجة مثلا !) والصوتي / phonénique (أصوات لا عهد لسمعه ونـُطقه بها "ث أو ظ أو ذ" وأخرى تـُبثر في العهد الجديد " الفاء أو الجيم بثلاتة نقط مثل فيلاّ أو أجادير")!
إيطاليا نفسها لا تخلو من لهجات والأطفال الذين يتربون في بيئة تتكلم بلهجة من اللهجات غالبا ما يكون مردودهم دون مستوى من نشؤوا في بيئة تتكلم اللغة الإيطالية.
أخي الكريم، جاء في تدخلك ما يلي: "أما قضية هل اللغة العربية الفصحى هي لغة المعلقات و بالتالي فهي لغة قريش كما أنها هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم على خاتم الأنبياء و المرسلين؟أعتقد أنها قضية حسمت فيها الآية الكريمة في قوله جل في علاه: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195..." أين الحسم هنا؟
إلى أن أقرأك مجددا أحيلك على موقعي ربما تجد فيه ما تتفق أو تختلف معه: www.el-harti.it
نورالدين الحارتي

سعيد نويضي
06/11/2007, 09:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأستاذ نور الدين الحارتي...ما قصدت بأن قضية اللغة العربية...قضية محسوم في أمرها...أن لغتنا هي العربية...و ليست لغة أخرى...منبثقة من لاتينية أو هيروغليفية أو شيء من هذا القبيل...

و مسألة اصطدام الطفل العربي بلغة عامية و أخرى فصحى...هي مسألة واقع علينا أن تعامل معه بشكل من التدبير من أجل مستقبل تكون فيه الفصحى هي اللغة السائدة في البيت و المدرسة ة الإدارة .....أما و الامية ضاربة اطنابها في مجتمع يرزح تحت نير التخلف على جميع المستويات...تظل هاجسا من الهواجس التي تؤرق الفكر العربي ـ الإسلامي الذي يطمح لغد أفضل...

لكن كنت أنتظر منك أن تتناول التجربة التي قام بها احد الخلجيين بالتساؤل عن فحواها و جدواها...لكن ربما تجربة فردية و بالتالي فهي غير مجدية...

كما أنني زرت موقع درووب لكن لم يتيسر لي معرفة عنوان المقال الذي رددت عليه في واتا لكي تتضح الصورة أكثر...

كما أني زرت موقعك فلم أجد إلا صور للعائلة أو الأصدقاء...حفظكم الله بما حفظ به الذكر الحكيم و هداما و إياكم لما يحب و يرضا...

دمتم في رعاية الله جل و علا....

نورالدين الحارتي
07/11/2007, 12:28 PM
الأستاد المحترم سعيد نويضي، ربما تقصد "حروف" هيروغليفية... أما كون اللغة التي نتكلم بها عربية يا عزيزي، فلن يكون لي اعتراض في الأمر إن توفق "عربيان" أمّيان أحدهما من الشرق والثاني من الغرب أن يتحاورا ويفهما بعضهما البعض 100في100
أما تفاؤلك بخصوص مستقبل تكون فيه الفصحى هي اللغة السائدة في البيت و المدرسة ة الإدارة فأحسدك عليه... اعطني عملا كوميديا واحدا باللغة العربية ناجحا جماهريا (فيلم، مسرحية، أو حتى نكتة!) أتحلم بمستقبل غليظ القلب؟ أذهب لحد الإعتقاد بأننا ولو تغلبنا عن الأمية فستبقى اللغة العربية، بحكم التصاقها بالمقدس، عقيمة في ما يرفه عن روح البشر... يجوز أن تكون العربية هي أم اللغات لكنني أجزم أنها ليست اللغة الأم للأغلبية الساحقة من "العربفونيـين".
بخصوص التجربة التي قام بها احد الخليجيين... رغم كون الخبر يبلغ عن جرم في حق طفل بدعوى الأبوة، فإنه ناقص: (أكمل القصة رجاءا، أخبرنا عن مصير الطفل خارج البيت والمدرسة!)
الرابط على موقع درووب بخصوص الموضوع:
http://www.doroob.com/?p=22342
من روابط موقعي أختار لك:
http://www.el-harti.it/arabe.html
http://www.el-harti.it/vol%20cartoon.html
http://www.el-harti.it/moro.html
http://www.el-harti.it/jamil.html

ثق بي إن قلت لك أن تعقيباتك تسرني رغم اختلاف وجة نظر كل منا.
حتى قراءتك مجددا دمت بخير أيها الأخ الكريم.
نورالدين الحارتي