المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل الأشجان - 4 / يا بحر



حسن سلامة
06/11/2007, 10:15 AM
رسائل الأشجان .. لأبي علي الغلبان / 4

الرسالة الرابعة : يا بحر

الساعة تقسم الليل تماماً··
الحرارة مرتفعة والرطوبة كذلك ··
هاجس يدفعه إلى الشارع نحو البحر·· ينصت إلى صوت أمواجه ، في رحلتي المد والجزر··
ترى ، هل ينسى البحر هدوءه وثورته ··؟

قال الغلبان:
المكان يتسع وتتوه الدروب··
لا عزاء إلا دخان سيجارة سامة يحذرنا غلافها كل لحظة بما فيها من مصائب·· اقترب من المقهى الذي بقيت أبوابه مشرعة حتى ساعة متأخرة من الليل ·· انزوى في ركن ، وضع قدميه عند خط الماء·· سمع صوتاً ينطلق من مذياع عتيق·· يسرد حكاية البحر··
الحكايات الحلوة ، يقول ، تثير الشجن·· تفتح زهيرات قديمة نامت على ندى ذات صباح·
يأتي صوت من الأعماق محملاً برذاذ الأمل يخرج صاحبنا من صمته، مد يديه إلى البحر·· فتح قلبه لأمواجه الهادئة كان يتحدث بصمت··
قال: يا بحر··
يا الصديق القديم··
أتوق إليك ، وأدفن همي بين صمتك وعمقك··
تعلمني أنك مكمن السر وتوالد الأمل··
أجلس إليك يلفني شوق لمناجاتك في كل حين··
أنا المبحر فيك، يا المبحر فيّ ..
أجلس تداعب أصدافك أطراف الأصابع فتثير الدهشة والانعتاق··
أنت ولا أحد··
حين يغمض أفقك جفنيه على عين الشمس الخجلى احمراراً·· أغمد صوتي في ارتجافة زبدك المرتطم على حدودك··
أصرخ من أعماقي لعمقك·· فيرتد الصدي نوعاً من العطاء··
أصمت فتكبر عندي القناعة بأن الشمس تعود غداً على عهدها بي·· وبك ..
فتبدأ تجري لمستقر لها ..
وتبدأ أنت تموج وتعطي إلى مستقر لك··
أنت الوحيد الذي يؤنس في المواجع!
أتوق إليك··
فتأخذني الدهشة حين يرسم أفقك خطاً لا يكاد يرى بين مائك والسماء··
خطاً بين الحقيقة والحقيقة··
فيكون اليقين··
ويكون الصمت··
وتكون لحظة الوعد الحاسمة··
آه من زرقتك··
تمخر على صفحتها الأشرعة بحثاً عن سرك، فتعود محملة بالقناعة·· مترعة بالعطاء فتنسى العواصف·· تنسى الغموض··
أتوق إليك كلما راودني الهاجس الشاغل اليومي·· فأفضي إليك··
تقول: رويدا، هو الكرب يمضي ،
فهادن حتى تعانق شمسك كبد السماء والغيم·· فيهطل المطر··
أفضي إليك··
تقول: رويدا، هي الساعة تلوي العقارب حتى تمل الموانئ··
فتجلس صامتة على حافة وقتها·· ساعتها، يكون القرار الأخير بتغيير هذا الوجوم وهذا العناء·
أفضي إليك··
تقول تعال إلى الدفء والفيء المبلل بالملح المعتق··
تعال لأغسل عن مقلتيك الكرى··
لتصحو الحقيقة يا صاح حين تغيب الشكوك··
وحين يموت العناء··
أجيء إليك··
تحضنني بحنانك الأزلي··
فينقشع الجلد الموشم بعذابات الرحيل··
أغار عليك·· تغار عليّ، ويجمعنا في الحياة وعد اللقاء··
أتوق إليك وأمضي إلى الملتقى··
فيكون الصمت فوق شفاهك زبداً··
أمضي أحمل ملحك فوق الضلوع··
أمضي بصمتي··
فأنت من القول أبلغ··!

·· وتشرق الشمس على زقزقة عصافير مبللة بالندى·· يعود صاحبنا إلى حيث اللامكان·· يحمل شيئاً من السعادة، وشيئاً من الأمل·· وشيئاً من الانتظار المجنح··
ينفث دخان سيجارته السامة·· يصحو على المكتوب فوق غلافها·· يقرأ المصائب التي يسببها التدخين·· يمسك برأس السيجارة السامة·· يضعها تحت قدميه·· يفركها بحذائه··
··
خيط من دخان ، هو آخر أنفاسها ، يتلوى ضعيفاً معلناً نهاية الموت·· وبدء الحياة··!
....
..

حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

حسن سلامة
06/11/2007, 10:15 AM
رسائل الأشجان .. لأبي علي الغلبان / 4

الرسالة الرابعة : يا بحر

الساعة تقسم الليل تماماً··
الحرارة مرتفعة والرطوبة كذلك ··
هاجس يدفعه إلى الشارع نحو البحر·· ينصت إلى صوت أمواجه ، في رحلتي المد والجزر··
ترى ، هل ينسى البحر هدوءه وثورته ··؟

قال الغلبان:
المكان يتسع وتتوه الدروب··
لا عزاء إلا دخان سيجارة سامة يحذرنا غلافها كل لحظة بما فيها من مصائب·· اقترب من المقهى الذي بقيت أبوابه مشرعة حتى ساعة متأخرة من الليل ·· انزوى في ركن ، وضع قدميه عند خط الماء·· سمع صوتاً ينطلق من مذياع عتيق·· يسرد حكاية البحر··
الحكايات الحلوة ، يقول ، تثير الشجن·· تفتح زهيرات قديمة نامت على ندى ذات صباح·
يأتي صوت من الأعماق محملاً برذاذ الأمل يخرج صاحبنا من صمته، مد يديه إلى البحر·· فتح قلبه لأمواجه الهادئة كان يتحدث بصمت··
قال: يا بحر··
يا الصديق القديم··
أتوق إليك ، وأدفن همي بين صمتك وعمقك··
تعلمني أنك مكمن السر وتوالد الأمل··
أجلس إليك يلفني شوق لمناجاتك في كل حين··
أنا المبحر فيك، يا المبحر فيّ ..
أجلس تداعب أصدافك أطراف الأصابع فتثير الدهشة والانعتاق··
أنت ولا أحد··
حين يغمض أفقك جفنيه على عين الشمس الخجلى احمراراً·· أغمد صوتي في ارتجافة زبدك المرتطم على حدودك··
أصرخ من أعماقي لعمقك·· فيرتد الصدي نوعاً من العطاء··
أصمت فتكبر عندي القناعة بأن الشمس تعود غداً على عهدها بي·· وبك ..
فتبدأ تجري لمستقر لها ..
وتبدأ أنت تموج وتعطي إلى مستقر لك··
أنت الوحيد الذي يؤنس في المواجع!
أتوق إليك··
فتأخذني الدهشة حين يرسم أفقك خطاً لا يكاد يرى بين مائك والسماء··
خطاً بين الحقيقة والحقيقة··
فيكون اليقين··
ويكون الصمت··
وتكون لحظة الوعد الحاسمة··
آه من زرقتك··
تمخر على صفحتها الأشرعة بحثاً عن سرك، فتعود محملة بالقناعة·· مترعة بالعطاء فتنسى العواصف·· تنسى الغموض··
أتوق إليك كلما راودني الهاجس الشاغل اليومي·· فأفضي إليك··
تقول: رويدا، هو الكرب يمضي ،
فهادن حتى تعانق شمسك كبد السماء والغيم·· فيهطل المطر··
أفضي إليك··
تقول: رويدا، هي الساعة تلوي العقارب حتى تمل الموانئ··
فتجلس صامتة على حافة وقتها·· ساعتها، يكون القرار الأخير بتغيير هذا الوجوم وهذا العناء·
أفضي إليك··
تقول تعال إلى الدفء والفيء المبلل بالملح المعتق··
تعال لأغسل عن مقلتيك الكرى··
لتصحو الحقيقة يا صاح حين تغيب الشكوك··
وحين يموت العناء··
أجيء إليك··
تحضنني بحنانك الأزلي··
فينقشع الجلد الموشم بعذابات الرحيل··
أغار عليك·· تغار عليّ، ويجمعنا في الحياة وعد اللقاء··
أتوق إليك وأمضي إلى الملتقى··
فيكون الصمت فوق شفاهك زبداً··
أمضي أحمل ملحك فوق الضلوع··
أمضي بصمتي··
فأنت من القول أبلغ··!

·· وتشرق الشمس على زقزقة عصافير مبللة بالندى·· يعود صاحبنا إلى حيث اللامكان·· يحمل شيئاً من السعادة، وشيئاً من الأمل·· وشيئاً من الانتظار المجنح··
ينفث دخان سيجارته السامة·· يصحو على المكتوب فوق غلافها·· يقرأ المصائب التي يسببها التدخين·· يمسك برأس السيجارة السامة·· يضعها تحت قدميه·· يفركها بحذائه··
··
خيط من دخان ، هو آخر أنفاسها ، يتلوى ضعيفاً معلناً نهاية الموت·· وبدء الحياة··!
....
..

حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

سرجون محمد
10/11/2007, 12:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا الصديق القديم··
أتوق إليك ، وأدفن همي بين صمتك وعمقك··
تعلمني أنك مكمن السر وتوالد الأمل··
نعم اخي الكريم تتوالد الامال مع كل شهيد يروري الارض بدماه
بورك رجال يخطون بانامهم لوحة المستقبل ليشع نور التحرير والحرية
وفقك الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حسن سلامة
10/11/2007, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي سرجون ..

تشدني إليك بنياط القلب ، إلى البعيد البعيد ،
إلى وجع الحاضر ،
فما عاد دجلة الخير كما كان ،
وما عاد الفرات فراتا ..
لوثوه يا صاحبي بلوثة العقل وأحذية المهجنين ..
باعوا الوطن ، ولم يعلموا انهم باعوا الأمة ..

هل يتحملنا البحر .؟
هل يحمل أوجاعنا ..

ليت جثثنا المجهولة كانت في البحر وليس النهر ..
أنا أحب البحر .. وأجاجه وموجه ،
عله يحتضن جسدي الذي سيكون غدا جثة مجهولة الهوية