المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا / سين .. ليس عابراً



حسن سلامة
08/11/2007, 11:52 AM
يا / سين .. ليس عابراً على كرسيه


سلام عادل ، وشاملٌ ..
عادل وسالم وشالم
وكرسي مائل ، وماثلٌ
قال صوت هامس :
(.... أخت عيشتنا ، عيشة ..)
قال صوت رادف :
عيشتها أفضل ..
قلت : لا
لا ، ما قلتُ شيا··

انزويت جانباً .... أبكي وأعوي
فخرجت جرائي
من تحت إبطي مرعوبة ..
مرهـوبة ··
جاءها الإرهاب من كل صوب
من كل صوت
إرهاب جارف كالموضة
في السوق
كالهوت دوج ،
كالقمصان
... كالبناطيل ، والفساتين
والنساوين.. والتصاوير..
والتدابير.. والمزامير··
فتسوقوا .. أرهبكم الله
تسوقوا··
هو يوم بيع وشراءْ··
من باع وطناً بحذاءْ
الحذاء لا يشتري وطنا
لا يشتري كفنا ..

***

قررت ُ،
حين رأيتني
أن أقسمني ..
أنا جزء مع أمريكا العظمى
جزء ضدهـا ..
جزء معي .. جزء معك ..
جزء لي .. جزء لك
جزء مني .. جزء منك
جزء للباطل ..
جزء لـ ..
لم يبق أي جزء .. للحق
فأموت في جزئي الأول
الذي لن يلتقي معك ..

قررت أن أجوع
أن أبحث
عن عليق ما مسه حمار ..
عن سكر لا أعرف أين تسرب ..
أبحث عن بقايا عيدان القصب
عن هذا العود اليانع
الأملس الملمس
الطويل ، الرشيق ، كحية
الحلو مثل الطفولة
قال : حطه في العصارة
..... حطيته
شغل الكهرباء .. شغلتها
ادفع العود.. دفعته
اعصره.. عصرته
دعه .. تركته
سيخرج من خلف العصارة ناشفاً
لا حلاوة فيه..
لا ماء..
أين ذهب السكر يا صاحبي
من امتصه..؟
إرمه بعيدا.. رميته
تلقفته الأبقار ..
حُشتها عنه..
ظللت حتى اللحظة
أمص خشباً ..
فيه بقايا سكر ..
ظللت أمص لا شيء
حتى انطفأت نقطة نوني..
فبقيت صحناً جافاً
ينتظر قطرة..
من صاحب العصارة
من قصب
من سكر
من..
حرف الجر الذي ..
جرجرني
مع أعواد القصب الجافة ..!

***

أنا الذي أدناه
أحب أن أكون مثلكم
أريد مثلكم ...
أن يكون لي جدار أتمطى خلفه
أن يكون لي لحاف أنام تحته
أريد أرضاً وسماءً
قطرة ماء··
قطة تموء
أريد مثل الماعز ، حظيرة صغيرة
وكلباً ودجاجة وماسورة
أريد أن أعبث بأي شيء
أن أجرح يدي ،
فأضمدها بخيشة من دمي
أريد أن يكون لي
مكان أصغر من أي مكان
وزمان أقصر من أي وقت
أريد مكانا كمساحتي وليس كأحلامي
أقول : ( بلاش ) كل هذا
.. أريد أن يكون لي مكان للذاكرة
للوجدان الذي ضاع نصفه في القمة ..
ويضيع نصفه الآخر في القاع ..
أريد أن تكون لي .. مقبرة
مقبرة واحدة ..
أوحد فيها الواحد
.. الأحدْ
ثم أقعي عند راس أبي أقرأ الفاتحة
ثم ، لأخي ، لابني
أريد أن أزورني حين أموت
لأطمئن ·· عني ..
أنا الذي أدناه ..
الذي ليس مثلكم ..

لتقرأوا علي السلام ..!
السلام العادل ، الشاملٌ ..
الشلام ، السامل ، الشالم
....!

***

إلهي ما تركته ، ما تركتني
أعلم أنك معه ، معي
أنا الذي معبأ بالمحبة مثله ،
فأنتزع من بين الضلوع
(يا .. سين)
أضعهما ..
أضعه على كرسي بعجلتين
فترصده قذيفة عمياء ،
أصم أذني على انفطار القلب ..
على انشطار القذيفة الماكرة ..
على التشظي ..
على التلظي ..
على الدم الصارخ ، القاني
الساخن الحاني ..
المحملقُ
المنمقُ
الذي حين أكون فيه ..
أكونه ،
أذوب في يائه وسينه
فأكون في صلب حماسه
حلاته
.. يا إلهي أينه ..؟
أينهم ..؟
أينني ..؟
يا إلهي لا يدوم إلاك الذي يدوم
لا أحد يصد التردي والتحدي
لا أحد .. إلاك
لا أحد يعبر الآن على كرسيه
دعوا كرسيه معه .. له
وانصرفوا ..
لكم الخيار
بين غزة والفلوجة ..
بين عمورية
أو سادوم ..!

***

غنت الحاجة العجوز:
( يمهْ يا يمهْ وين انتَ ماشي
قالولي رايح على الإنعاش )
فانتعش كرسيهُ
وانتعشت أمهُ
.. وابنهُ
.. وبنتهُ
انتعش دمهُ
.. وقام مهرولاً
إلى ربه
الذي لم يتركهْ

***

مزقتُ رئتي ، صرخت :
يا ذا التلظي اقترب ..
حرك الريح نحو الشراع
الذي قد يخنق الساري
اشتعل في الجوارح ،
حتى تضج بالشوق للذات والأمكنةْ..
جرادٌ .. جرادْ
محددٌ بالحديدْ..
مضججٌ بالضجيج ..
فوقه دخان ٌ..
تحته شهيدْ
حوله صمتٌ ..
وجومٌ باردٌ كالرصاص
أينما شئتَ .. استغاثاتٌ
ليس لها صدى إلا الصدى
.. والسدى
وذاك المدى ، غاب خلف الشوك
خلف الردى
.. والحدادْ
جرادٌ .. جرادْ
كلما يخضر عودٌ ، يلتهمه
لكنني أحلم
بالأخضر والحصادْ..
أقول :
بعد الجراد مطرْ..
والأرض لم تزلْ ،
في أحشائها جذور..
رشةٌ .. رشتانْ
فتخرج أثقالها والخفاف ،
ويخرج ذاك الصهيل ،
والأخضر الذي نشتهي ..
والفراشات التي نتمنى ..
والنخلةُ ..
واللونُ ..
والوجهُ ..
والوقتُ ..
والكرسيُ ..
والياءُ ..
والسينُ ..
الذي نتمنى ..

***

دعوني أهربُ إلى أحزاني ،
إلى غابتي ..
ألعقُ جرحي ..
أبحثُ عن هنادي التي تنادي
تبحثُ عن شئ كأنها أضاعته
كان في يدي ،
كان (قمقمة) كأنها هو
قلتُ : أحكُها ، علها تخرجُ ماردها .
القمقمة تتحرك ، تسكُنُ ..
ثم خرج الماردُ ، قال :
( اسكتْ ساكتْ .. ! )
قلتُ : شبيك لبيك .. خيرا ..!
قال : سنجيب الذيب من ذيله ..!
قلتُ : من ذيلهْ ..؟
قال من ذيله وضحك ..!
قلتُ : يا خال إبليس ( قول وغير )
قال : كشفتني
ثم اختفى في قمـ .. قمته
وعدتُ إلى غابتي وجرحي ،
لم أجد هنادي ..
ربما أكلها ذاك الذيب ..!
فطفقتُ أستر حزني .. بالبكاءْ
حين رأيتُ جسداً
معلقاً ..
وحيدا ً ..
على ..
غصن ..
بثوب ..
فدائي ..
نصفه الأعلى يقف
من دون جلد
نصفه الأسفل يرتجفْ ،
تحته رصاصة
.. ساخنة .
من يطلقها ..
علي ..
أو على الذئب ..؟!


[color=#FF0000]***[/color

………..
حين أرى كرسيه ..
أكونَه ..
أعلم أن مكانا علياً لمثله
وأعلم أن الذي يجلس فوقه ..
ليس مثلنا ..!
وأعلم أننا لا نشبهه
أخضر نايلونه الذي
يغطي مقعده
أعلم أننا لا نشبهه
لكننا نحبه ..
من جنوبه إلى جنوبه
منه إليه ..

***
كرسيه ..
أراه ، ينهش الأسفلت
بين غزة والفلوجة
بين رفح وقانا ..
بعجلاته القديمة
بوعيه الذي فوقه
بالذي ينتظره
بالذي أمامه
بالذي خلفه ..
بامرأة قديمة
بأطفال قدامى
يلهث نحو الصباح الجديد
يجدد الأشياء من حولنا
.. لنا .

***
يشدني الجنوب دائما
جنوب الجوع ..
جنوب الفقر ..
جنوب العذابات التي
تدفن رأسها في فؤادي ..
أدرك أن الجنوب سيبقى ضد الشمال ..
محكوم هو بالجاذبية
ونحن ننام ضدها
.. ضد الاتجاهات
ضدنا ..!

***

كنت ذات جنوب ..
أطل على وطن جنوبي ..
ما خلوني أحبه
قالوا ، علي اجتيازه
خلال سويعات
.. فاجتزته
برمله وناسه
بصخبه
.. حراسه
وعند النقطة الأخيرة
كنت بحاجة إلى كرسي
كالذي أعرفه
ما وجدت إلا ..
شيئا على شاكلتي كأنه أنا ..
يشبهني إلى حد الفجيعة
فانفجعت عليه عني ..!

***

كان الصوت يصدح :
( سكة سفر ،
يا مشاوير العمر
عل .. وعسى .. )
كان عبد الله يصدح
يقاوم بردا لم يشهده من قبل
إجهادا لم يعرفه من قبل
قال أن الحدود تلفظه
كصاحب الحوت
قال أنه لا يحب الحدود
لا يريد أن يحبها
وقال :
عند منتصف هذه الليلة
يولد طفل داخل الحدود إياها
لأبوين لا أعرفهما ،
لم أعرفهما ،
لا أريد أن أعرفهما ..
ربما كانا صالحين ،
ربما هذا ولد ،
كالذي قتله الرجل الصالح
ربما .. ربما
لكن ، بعد ثلاثين عاما ،
سيوقفك هذا الولد عند هذه الحدود
التي تتوالد معه ..!
بعد ثلاثين سنة
ستنمو له لحية
وشاربان
وأنياب
وأحقاد
وأضغاث ..
ستنمو له أسنان
مسنونة
غير التي نعهد
سينمو له مزاج ..
غير الذي نعهد
سادية ..
غير التي نعهد
سينمو عنده ضدي
الذي لن يفارقه ..!
فلن أفارقه ..!

***

عبد الله كان يهذي
ربما
كان يصرخ :
( والله العظيم ما سويت شي )
.....
كنت أنصت لعواء الكلاب
لم أجد حجارة ألقمها
كان يهذي
يقول : اقتله
لأنه سيقتلك هنا
بعد ثلاثين سنة ..!
انهم يأكلونك
يشربونك
يمقتونك
يذبحونك
انهم
يتداعون عليك ..
كان أحد الكلاب يستفزني
كان يعوي
يقترب مني كثيرا
... !

***

كنت ذات جنوب ..
أطل على وطن جنوبي ..
ما خلوني أحبه
قالوا ، علي اجتيازه
حاولت ..
كان سعد الله يشدني
لأنه عاجز عن الوقوف
منذ ثماني سنوات
سعد الله يريد أن يخبرني ما أعرفه
اثنان وثلاثون فردا راحوا
تسربوا من بين يديه
يوم الخميس
عند قانا
أعرف ..
أنه لملم بقاياهم الساخنة
أعرف أنه تمخض كل أحزانه
ودمعه
ودمه
وماضيه
ومستقبله
لكنني لا أعرف أنه
حين عاد بعد دفنهم
دخل بيته
وحيدا
يناديهم
بأسمائهم
فردا .. فردا
لا أعرف ، هل أجابوه
لا أريد أن أعرف ماذا قالوا له ..
لأنني
سمعتهم .. رأيتهم
أنا الذي تمخضني
مع أحزانه
دمعه
دمه ..
وغير بعيد ،
كانت العجوز خيرية
تمسك صورة جماعية
لأبنائها الخمسة عشر
فلم أقاوم نفسي التي استنزفتني
.....
منذها
جلست جنوبي جسدي
فأرى قاتلي على حاله
( يبرطع )
في تخومي ..
لا يزال ..!

***
قيل لي للتو
أن غزة ودعت شهيدا
تعجبت ..
منذ متى لم تودع شهيدا ..؟!
قيل لي
إن عدوي على حاله
( يبرطع )
في تخومي ..
..فمضيت
لا أعرف كيف أهرب مني
مسكتني عندي
متلبسا بي
معي
لي
فوجدتني
على كرسي صغير
له عجلتان صغيرتان
ومن خلفه عينان ترقبان
وأمامي قرية طينية صغيرة
منها نبتت كل الأشياء التي عرفت
قرأت اللافتة
الجميلة التي
بين الفالوجة والفلوجة
فوقفت
كنخلة
تنزف
زيتا ..
وتمرا
نظرت إلى خيلها
أدمتني العيون الحزينة
والفجر الحزين
..
أبو صالح في صمته
شبع جوعا
وحزنا
هو لم يشاهد ( الحرة)
أو السوبر ..
لا يعرف ثقافة الجنس
لم ير بوش من قبل
أو كوندوليزا
لم ير بلير أو صدام ..!
خميس صالح بسيط
مثلنا
ينام على جوعه
مثلنا
كان يصرخ :
( والله العظيم كلش ما عدنا )
أبو صالح
فعل ما فعلناه
في غزة
ورفح
وقانا ..
لملم لحم أبنائه
في بطانية قديمة
وفؤاده القديم
جلس يناديهم
فردا .. فردا
اشتهيت أن يرد عليه أحد
... غيرهم
فما سمعت
.....
لكنني أرى الأخضر والحصادْ..
أقول : بعد الجراد مطر ْ..
والأرض لم تزلْ ،
في أحشائها جذور..
رشةٌ .. رشتانْ
فتخرج أثقالها والخفاف ،
ويخرج ذاك الصهيل ،
والأخضر الذي نشتهي ..

00

حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

محمود النجار
13/11/2007, 07:54 AM
نص كبير بكل المقاييس ..
لي عودة أكيدة بصوت خاص يحاكي هذا الإبداع ..

محمود النجار

حسن سلامة
13/11/2007, 10:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي محمود ..
لا تعلم يا سيدي ، حين كتبت هذا النص عند منتصف الليل ، وأنا في عملي بالجريدة ، لا تعلم كم أرهقني أولئك الأشخاص : الشيخ ياسين في غزة ، والعجوز خيرية ، وعبد الله في جنوب لبنان ، وأبو صالح في الفلوجة بالعراق ..
أرهقوني ليلتها إلى حد الفجيعة ..
لكن الذي سيرهقنا أكثر ، ذلك الذي ينتظرنا بعد ثلاثين سنة ..!!!

لكنني أرى الأخضر والحصادْ..
أقول : بعد الجراد مطر ْ..
والأرض لم تزلْ ،
في أحشائها جذور..
رشةٌ .. رشتانْ
فتخرج أثقالها والخفاف ،
ويخرج ذاك الصهيل ،
والأخضر الذي نشتهي ..

م . رفعت زيتون
13/11/2007, 11:54 AM
..
.

هي الإلياذه العربيه إذن

تكتبها هنا بلغتنا وبشخوصنا

وبحداثة احداثها وترابط تلك الاحداث دما وليس جغرافيا

لقد جمعت الأشلاء سيدي فاختلطت واختلطت معها الأشياء الجامده كالعجلات والكرسي

ولكنها كانت كلها هنا كائن حي ّ لأن لها هدف فكان لهذا الكرسي الذي حمل الشيخ هدفا وعملا ً

في حين ترى الكثير من الكائنات التي ارتبطت زورا وبهتانا في الحياه بدون هدف

خلطت الأوراق هنا سيدي والأشياء فخرجت نزفا ً لا يخلو من يعض الضياء

سامحني إن ابتعدت عن الموضوع لأنني لم أقرأه الا مره واحده

ساعود الى قراءته وقراءة التاريخ من منظور هذا النزف

ومن خلال تفتت الأشياء بعد قصفها بالحقد

ومن خلال المفاهيم الجديده للحياه

بالوان العلم الامريكي

..
.

محمود النجار
13/11/2007, 04:13 PM
كنت قلت قبل ساعات في صباح هذا اليوم أنني رأيت نصا كبيرا تأملته عيناي سريعا ؛ فالتهمته دون وعي كاف .. !

ولم أصبر كثيرا ؛ فعدت إليه من مكان العمل ، وبدأت أقرؤه من جديد ، لكن حركة هنا ، وسؤالا هناك ، لم يعطياني فرصة كافية لتذوقه ، فتركته وذهبت إلى شأن آخر .. !

وما إن عدت إلى البيت قبل قليل حتى أخذت موقعي على مقعدي العتيد ، وبدأت أقرأ .. وحين انتهيت من قراءة النص بهدوء ، أخذت أفكر فيه ، وأفكر كيف سأكتب عنه ؛ فمثلي حين يقرأ دفق حسن سلامة عليه أن ينتبه جيدا إلى أنه يقرأ قامة عالية ، لا أجامل ولا أبالغ ، فحسن سلامة بالنسبة لي رجل مقروء جيدا ، ومتابعاتي التي لا يعرفها لكل ما كان يكتب في صحيفة الخليج وملاحقها ـ أعطتني فكرة سوية عن كتاباته المبهرة ..

هذا النص نص ملحمي درامي بامتياز ، يتقاطع فيه السرد مع الحوار الداخلي ( المونولوج ) مع الحوار المعلن ( الدايالوج ) بطريقة تأسرك وتجعلك تحس منذ المقطع الأول للنص أنك أمام نص ممتد خيالا وفكرا وعاطفة تأخذك بعيدا في عوالم من اللغة السحر والصورة البكر ، هذا بالإضافة إلى الاستناد الناجح للعاطفة على الفكر ..

أنا لم أتعمد السجع هنا للتدليل على عبقرية النص ؛ فالنص يضعك في حالة شعرية رغما عنك ، فتحس وأنت تكتب تعليقك أنك أمام ساحر يأخذك إلى لغة جديدة وشاعرية مختلفة وأداء مميز بشكل عام ..

حسن سلامة فيما يكتب بعامة ، وفيما كتب هنا بخاصة ليس كأحد .. أنا لم أقرأ من قبل كتابة مشابهة لهذا اللون ؛ فهو يكتب بتدفق واضح لا فائض لغويا فيه ، ولا تكرار في معانيه ، ولا اتكاء على تجربة سابقة .. إنه يكتب من صدره يكتب من وعيه وحضور وجدانه .. يكتب فكرا راقيا على شكل فن راق ..

الموسيقا الخفية التي يقوم عليها إيقاع النص ناجحة إلى أبعد الحدود ؛ يظنها المتلقي للوهلة الأولى موقعة بتفعيلات الخليل ، وهذا أحد أسرار كتابة حسن سلامة ، الذي لا تخذله القافية الذكية حين تتردد في نصوصه النثرية فتزيد من وهم الوزن الشعري لدى المتلقي ؛ بما يؤكد على ذكاء فطري وعفوية رائقة يقدمها لنا حسن بأسلوب شائق ومبدع .. !

حسن سلامة كان جريئا حين تلصص على العامية وسرق منها ألفاظا وعبارات كأنها الإلهام في حضورها الصوفي المتناغم مع سياق النص ، وكانها ( تلك الكلمات ) تقول لحسن سلامة : خذني .. خذني إلى نصك ، فإنني هنا موضعي ، وهنا حياتي بين مفردات نصك المنفتحة على كل الاحتمالات ..

كان استخدام حسن سلامة لبعض الألفاظ والعبارات أو الأمثال العامية موفقا وجريئا وتبدو فيه الثقة العالية بالنفس .. وتلك سمة من سمات النص الملحمي أو الدرامي الذي يحتمل الولوج في العامي والغرائبي وغير المتوقع ..

وقد اشتغل حسن سلامة على الحروف اشتغالا مختلفا ، فجعل منها بعض أشيائه ومفردات بيئته ، وهذا موجود أيضا في كثير من نصوصه ، حتى لكأنما صار ذلك من سمات كتابته .. وهو لافت للانتباه معزز لوضوح الرؤية فيما نقرأ له ..

بشكل عام لقد أفلح حسن سلامة في إقناعنا بأنه كتب نصا كبيرا ، ونجح في أقناعنا بأنه صاحب نهج مختلف وأسلوب مغاير للسائد ، ونجح في أسرنا في شباك نصه منذ اللحظة الأولى ..

يجدر بي أن أقول هنا بأنني لا أستطيع إكمال سطر واحد حين أحاول المجاملة ، وأخفق وينكشف أمري ، ويبدو ذلك ربما لبعض العارفين ، وأنا هنا أحس بالخجل من هذا النص الكبير أن لم أوفه حقه من المحاكاة في حدها الأدنى ..

أخي حسن
أعرف أنني ظلمت نصك ، ولم أقدم فيه ما يستحق ، لكنني أعترف بأنها محاولة بدائية لقراءة نص كبير ..

دمت مبدعا مختلفا ...


محمود النجار

لطفي منصور
13/11/2007, 06:31 PM
أخي حسن سلامة............... تحيّة
نصك يغريني بالقراءة والعودة إلى القراءة لتميّزه
عشقته قارئا ....... فيكفيه أن يقرأ ... ويقرأ .. دون ملل ...

لطفي منصور

حسن سلامة
14/11/2007, 08:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي محمود النجار..

سلاماً أيها المحمود
كم لعبت بنا الأنواء يا أخي
كم لطمتنا الأكف التي كنا نشتهي أن تربت على أوجاعنا
كم شبعنا جوعاً
كم اعتلوا العروش على جماجمنا
كم صيرونا جوكر أفعالهم وانفعالاتهم
كم عبأوا خزائنهم من قوت اللاجئين
كم رصاصة غرسوها في صدورنا
كم قذيفة يخبئون في جيوبهم
كم سجن يتكون في افكارهم
كم قيد ينتظر سواعدنا
كم شلال دم سننزف

..
.

كم نحن أقوياء
نحن أقوياء
نحن
.

حسن سلامة
14/11/2007, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي رفعت

يا شيخ البحارين
وحدك في اللجة وحدك
تلتحف الموج الأزرق
مثلي ،
لا أحد يسمع صوتك

فتبكي التينة لبناَ
والزيتونة زيتاَ
حتى ينهض ذاك الفينيق
فجر الغد..

أنت أول الشاهدين تكون
.. وأنا

حسن سلامة
14/11/2007, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي رفعت

يا شيخ البحارين
وحدك في اللجة وحدك
تلتحف الموج الأزرق
مثلي ،
لا أحد يسمع صوتك

فتبكي التينة لبناَ
والزيتونة زيتاَ
حتى ينهض ذاك الفينيق
فجر الغد..

أنت أول الشاهدين تكون
.. وأنا

أيمن أحمد رؤوف القادري
14/11/2007, 11:13 PM
«هو يوم بيع وشراءْ
من باع وطناً بحذاءْ
الحذاء لا يشتري وطنا
لا يشتري كفنا »
حضرة الأديب حسن سلامة
بارك الله فيك
إذ تلمس لمس الطبيب البارع، جراح الأمة،
وتسكب فوقها إكسير الأمل
تعلن في جرأة أنّ هذه الأمة لن تموت
... ولن تهون!
قصيدة مشربة بالعنفوان
نابضة بالوجدان
يرقص فيها الإيقاع
... أهو الطير يرقص مذبوحاً من الألم؟؟
أم هو الشعر يتهادى في حلل إبداعك؟
«والأرض لم تزلْ ،
في أحشائها جذور..
رشةٌ .. رشتانْ
فتخرج أثقالها والخفاف ،
ويخرج ذاك الصهيل ،
والأخضر الذي نشتهي ..»
أخي العزيز
أحسنت
أحسنت
أحسنت
لا من أكرمهم شعرُك آنفاً عابر
ولا أنت في مضمار الإبداع مجرّد عابر
أنت الشاعر
وكل قارئ لك.. شاكر

أيمن أحمد رؤوف القادري
14/11/2007, 11:13 PM
«هو يوم بيع وشراءْ
من باع وطناً بحذاءْ
الحذاء لا يشتري وطنا
لا يشتري كفنا »
حضرة الأديب حسن سلامة
بارك الله فيك
إذ تلمس لمس الطبيب البارع، جراح الأمة،
وتسكب فوقها إكسير الأمل
تعلن في جرأة أنّ هذه الأمة لن تموت
... ولن تهون!
قصيدة مشربة بالعنفوان
نابضة بالوجدان
يرقص فيها الإيقاع
... أهو الطير يرقص مذبوحاً من الألم؟؟
أم هو الشعر يتهادى في حلل إبداعك؟
«والأرض لم تزلْ ،
في أحشائها جذور..
رشةٌ .. رشتانْ
فتخرج أثقالها والخفاف ،
ويخرج ذاك الصهيل ،
والأخضر الذي نشتهي ..»
أخي العزيز
أحسنت
أحسنت
أحسنت
لا من أكرمهم شعرُك آنفاً عابر
ولا أنت في مضمار الإبداع مجرّد عابر
أنت الشاعر
وكل قارئ لك.. شاكر

هلال الفارع
15/11/2007, 06:24 PM
قررت ُ،
حين رأيتني
أن أقسمني ..
أنا جزء مع أمريكا العظمى
جزء ضدهـا ..
جزء معي .. جزء معك ..
جزء لي .. جزء لك
جزء مني .. جزء منك
جزء للباطل ..
جزء لـ ..
لم يبق أي جزء .. للحق
فأموت في جزئي الأول
الذي لن يلتقي معك ..
ـــــــ
أما أنا فقد قررت أن أقرأك..
ما كتبتَ، وما حذفتَ، وما صرحتَ، وما أوحيت!
قررت يا سيدي الكريم أن هذه الكتابة يجب أن تمرّ دونما فيزا ولا جواز سفر،
تمر حيثما تشاء، ومتى تشاء،
لم لا ، وهي كتابة بحبر ليس سريًّا، ولا مفضوحًا..
إنه الحبر البرّي غير المدجّن، وغير المبلول بريق التكرار،
والبريء من لعاب الكتبة من أهل العتبة!!
كلماتك خير دليل على أن الكاتب السابق: شاعرًا أو ناثرًا، ترك للاحق الكثير الكثير..
خوفي يا حسن يا ابن سلامة،
أنّ القارئ القديم لم يترك خلفه، بل لم يورّث القراءة للاحقين..
لا عليك.. اكتب.. واكتب،
ففي الأرحام أجيال قارئة.
لك التحية.

هلال الفارع
15/11/2007, 06:24 PM
قررت ُ،
حين رأيتني
أن أقسمني ..
أنا جزء مع أمريكا العظمى
جزء ضدهـا ..
جزء معي .. جزء معك ..
جزء لي .. جزء لك
جزء مني .. جزء منك
جزء للباطل ..
جزء لـ ..
لم يبق أي جزء .. للحق
فأموت في جزئي الأول
الذي لن يلتقي معك ..
ـــــــ
أما أنا فقد قررت أن أقرأك..
ما كتبتَ، وما حذفتَ، وما صرحتَ، وما أوحيت!
قررت يا سيدي الكريم أن هذه الكتابة يجب أن تمرّ دونما فيزا ولا جواز سفر،
تمر حيثما تشاء، ومتى تشاء،
لم لا ، وهي كتابة بحبر ليس سريًّا، ولا مفضوحًا..
إنه الحبر البرّي غير المدجّن، وغير المبلول بريق التكرار،
والبريء من لعاب الكتبة من أهل العتبة!!
كلماتك خير دليل على أن الكاتب السابق: شاعرًا أو ناثرًا، ترك للاحق الكثير الكثير..
خوفي يا حسن يا ابن سلامة،
أنّ القارئ القديم لم يترك خلفه، بل لم يورّث القراءة للاحقين..
لا عليك.. اكتب.. واكتب،
ففي الأرحام أجيال قارئة.
لك التحية.

حسن سلامة
16/11/2007, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي أيمن

لك التحية ،

لولا ثلة من الأساتذة هنا ، وهم معدودون على الأصابع ، لكان لنا شأن آخر ..
هنا ، إخوة أمثالك ، نعتز بما يكتبون ، ونعتز بملاحظاتهم ..
وأنت تعلم أن الإنسان المتمكن من لغته ، ووطنيته ، ودينه وعروبته ، لا تضيره غوائل الدهر ،
لكن يذبحه المتثاقفون والذين تأخذهم العزة بالإثم ، حين يكيل بعض الجهلة المدائح في غير أماكنها ..

على كل حال ،
نحن / أنا وأمثالك ، محصنون بما نملك ، وحسبنا ذلك ..

أشكرك مرة أخرى أيها الصديق ..


حسن

حسن سلامة
18/11/2007, 10:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ / هلال الفارع

لك التحية والاحترام ،
أنا وأنت ، وكل من يحترم الكلمة ، لسنا عابرين أبداً ..
فاصحاب الرسالة لا تضيرهم الصعاب .. ويضعون في اللجة علامات ترقيم مضيئة ..
لا أخفيك ، هذا النص حين كتبته أتعبني الناس الذين فيه .. كنت أتخيلهم وأشعر بهم داخل جسدي وفي الروح .. في غزة وقانا والفلوجة ، ومواقع موجعة في حاضرنا العربي ..
إنه زمن التردي يا صاحبي ، وكأنه صار سمة يومية .. ألا ترى العامة يشاهدون المجازر والقتل على الشاشات ، ثم بكبسة زر ينتقلون إلى محطة مختلفة تماما ، فلا تتغير المشاعر وكأن الأمر سيان ..
الخراب في الأمة يا صاحبي ، حتى نكاد نستنكر ونستغرب تاريخنا السابق والنخوة التي كانت .. لنا الله

حسن سلامة
18/11/2007, 10:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ / هلال الفارع

لك التحية والاحترام ،
أنا وأنت ، وكل من يحترم الكلمة ، لسنا عابرين أبداً ..
فاصحاب الرسالة لا تضيرهم الصعاب .. ويضعون في اللجة علامات ترقيم مضيئة ..
لا أخفيك ، هذا النص حين كتبته أتعبني الناس الذين فيه .. كنت أتخيلهم وأشعر بهم داخل جسدي وفي الروح .. في غزة وقانا والفلوجة ، ومواقع موجعة في حاضرنا العربي ..
إنه زمن التردي يا صاحبي ، وكأنه صار سمة يومية .. ألا ترى العامة يشاهدون المجازر والقتل على الشاشات ، ثم بكبسة زر ينتقلون إلى محطة مختلفة تماما ، فلا تتغير المشاعر وكأن الأمر سيان ..
الخراب في الأمة يا صاحبي ، حتى نكاد نستنكر ونستغرب تاريخنا السابق والنخوة التي كانت .. لنا الله

حسن سلامة
20/11/2007, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي هلال ،
رغم دقتي في قراءة تعليقات الأخوة الكرام ، فقد فاتتني آخر كلمات في ردك ..!!
( إن في الأرحام أجيال قارئة ..)
المهم أيها الفارع كيفية خروج هذه الأجيال ، هل بولادة طبيعية ، أم بقيصرية ..؟!!
على الجهتين ، أخاف موت الأمهات بحمى النفاس ، إذا كانت الأجيال عليلة في الأرحام ..!!

حسن

حسن سلامة
31/10/2010, 12:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الكرام / المسؤولون عن تصنيف النصوص
لا أعرف كيف تم إدراج هذا النص تحت مسمى نقاشات مفتوحة وآراء حرة ..
وقد لاحظت أيضاً نحو 30 نصاً ، في غير أماكنها ..
لا أعرف السبب ، ربما إعادة شكل المتصفح ، وربما غيابي ..
لكن ، نأمل إدراج النص في مكانه الذي يستحق
مع جزيل شكري وتقديري
..

منى حسن محمد الحاج
31/10/2010, 01:00 AM
أستاذي العزيز حسن سلامة.. حياك الله
حصل خلل قديما في واتا أدى لضياع تصنيف الكثير من المواضيع ومنها مواضيعك.
سأعيد هذا النص الآن إلى مكانه وغدا بإذن الله سأعيد كل نصوصك - اولا - وأرجو أن ترسل لي مباشرة في حال اي استفسار أو أي مساعدة.
أيضا أخبرني في حال نقلت نصا في غير مكانه..
وسأقرأ هذا النص على مهل ثانيا! لأنه مُبهر وكبير، ويستحق الوقوف عليه طويلا!
لك فائض المودة والتقدير

حسن سلامة
31/10/2010, 09:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأديبة المحترمة / منى حسن محمد الحاج

ألف تحية لك ..
وشكراً لجهودك ..

أنت تعلمين أن أي نص ، مهما كان مستواه ، يهم صاحبه ..
وما تقومين به هنا يستحق التقدير والثناء في كل حين ..

د/ وفاء خنكار
31/10/2010, 10:10 PM
ما هذا يا أستاذ حسن ؟؟!!!!!!
انك تقتلني ابداعا وتحي روحي من جديد
لتنطلق بجنون نحو الفضاء السحيق تبحث عما تبعثر من اشلائي ..
انني اتشظى الآن ولا املك الرد ..
هناك بركان حمم انفجارات
لكن انتظرجسد قصيدتي بعد البعث ..
دمت بخير اني قلقة على اشلائك ايضا ..
دعواتي
بكائي
شجني
وشجوني

حسن سلامة
22/11/2010, 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتورة الموقرة / وفاء ..

طالما في دواخلنا الروح ..
وطالما نتنفس الهواء ونتفيأ الشجر ..
وطالما نمتلك حاسة اللون والطعم والرائحة ؛
من المؤكد أننا أحياء ..
لذلك ، علينا أن نكون نحن ، نمارس سبب وجودنا .. كإنسان كوني ، لا يخاف سوى من خالقه ، طمعاً ورهبة ..
ولا يطلب إلا من العزيز القوي ،
ولا يكتب إلا ما يتآلف مع الروح والنفس والآن ..
فلا عجب إن كان الكاتب والقارئ في ميزان واحد ..
إذا توفرت تلك الهينمات ،
وتلك الخواطر ،
وتلك القلوب الطيبة ..
..
وذلك الوجع الواحد .


لك المجد

كرم زعرور
24/11/2010, 06:39 PM
أريد أن تكون لي .. مقبرة
مقبرة واحدة ..
أوحد فيها الواحد الأحد ....

..تصوروا ! تخيلوا !
حين يصير أقصى الحُلم ِ
مقبرة !
اكتب لك من روحي , سلمتَ - كرم زعرور

حسن سلامة
24/11/2010, 11:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

العزيز الكريم / كرم
..
والله ما بالغتً
وما كتبتً شعراً لمجرد الشعر ..
أتدري ..؟
..
ذات يوم فقدت عزيزاً ،
كنت أزوره عند منتصف الليل ،
وحين غادرت المكان ، عدت في مناسبة
بحثت عن القبر ما وجدته ..
فمات قلبي مرتين ..
..
لا تحزن ،
فقد وهبني الرحمن أكثر مما طلبت ..!!
..