المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقالت نملة ( الحكاية الرابعة )



ابراهيم عبد المعطى داود
08/11/2007, 08:13 PM
1. الحكاية الرابعة
وقف الأستاذ وسط تلاميذه يقص عليهم الحكاية الرابعة عن بنى البشر , كانت العيون تحوطه
بالحب والإهتمام إنطلق صوته الرخيم العذب قائلآ :
" - سأقص لكم الليلة قصة عجيبة لاأدرى لها إسمًا وهي من أعجب ما سمعته فى حياتى
إرتسمت علامات الإهتمام على الوجوه المحيطة وإستكمل :
- فى إحدى ليالى الشتاء الباردة وصلتنى إستغاثة من إخوانكم بمنطقة شق الفؤاد الموازية
لساحل البحر فخرجت سريعًا وذهبت إليهم كانت مياه المطر قد غمرت مساحات شاسعة وأتلفت
جحورًا وأنفاقا ومخازنا للأغذية وبتوفيق من الله إستطعت أن أدبًر لهم أنفاقًا أخرى بل وإستطعنا
أن ننقذ مخازن الأغذية من التلف ونقلناها إلى مكان آمن وبعد ثلاثة أيام إنتهت مهمتى على خير وجه
فعدت إلى مكانى ولكن الرياح كانت تعوى بشدة وتضرب الساحل فى عنف وتجوب الطرقات مزمجرة
بهوائها البارد فآثرت أن أبحث من مأوى أختبأ فيه حتى يتحسًن الجو , ساقتنى أقدامى إلى شقة بالدور
الأرضي فى إحدى البنايا ت , تسللت من جوار التكييف إلى الداخل , الجو دافىء , الستائر المخملية
تنسدل على النوافذ , الأنوار خافتة , والأثاث فاخر , مشيت داخلها فى حرص وأناة , وعلى البساط
الشيرازى الثمين تكوًمت إستعدادًا للنوم ولكنى سمعت صوت بكاء حزين يتسلل كصوت الناى !
رفعت رأسى لأعرف مصدر الصوت فوجدته قادمًا من حجرة النوم حيث يلوح الفراش من خلف
الباب الموارب , دفعنى الفضول , تسللت حتى دخلت الحجرة وإتجهت مباشرة ناحية الفراش حيث
تجلس الباكية وبجوارها فتاة فى مثل سنها تقريبا
وعلى إحدى أرجل الفراش المنقوشة بماء الذهب صعدت وبين جنبات مفرش القطيفة لبدت ,
سرى الدفىء فى جسدى وأوشك النوم أن يدهمنى لكن بكاء الفتاة الحار جذب إنتباهى , إلتفت
اليها , ياسبحان الخالق العظيم , جمال لم أشاهده فى حياتى , فيه من البهاء والنقاء ما يعجز اللسان
عن وصفه , كانت جالسة على الفراش وصديقتها بجوارها تطًوًقها بكلتا ذراعيها وتهدهدها كطفل
صغير فقد ملاذه , وسمعت صديقتها تقول :
- إهدئى ياحبيبتى وقولى ماسبب هذا البكاء المفجع ؟
إلتفتت نها إليها بكلتا عينيها وقالت وسط دموعها :
- سبب بكائى , لايعرفه أحد , لو قصصته ستقولين عنى مجنونة أو مخبولة !!
قالت صديقتها فى جزع :
- لا لن أقول ذالك ولكن تكلمى وتأكدى أن سرك فى بئر
ساد السكون برهة ليست بالقصيرة وكأنما قررت نها أن تقص حكايتها فإنتفضت وإعتدلت فى
جلستها وطأطأت رأسها فى إستسلام وقالت فى همس :
- أجل سأتكلم , فلم يعد لى سوى الكلام
قالت صديقتها تستحثها :
- تكلمى وسأحاول مساعدتك بكل السبل
*********************************
قالت نها بصوت هامس رقيق كعزيف الناي وعيناها شاردتان فى المجهول :
" منذ أكثر من ستة سنوات كنت فى سبيلى للتقدم للجامعة وقذف بي مكتب التنسيق إلى
كليًة الطب فإعترانى فرح شديد كما فرحت أسرتى الصغيرة المكوًنة من أمى وأخى الصغير
فرحًا جمًا وصاروا ينادوننى بالدكتورة حتى من قبل أن يبدأ العام الدراسى
وفى شقتنا هذه كانت نشأتى الأولى , فتاة جميلة , بل من أجمل فتيات المدينة كلها وأكثرهن
بهاءً وحسنًا , كنت ألمح نظرات الإعجاب فى عيون المحيطين بى من جيران وزملاء إلآ أن
حسن تربيتى ونشأتى المعبقة بعطر الدين والقيم جعلنى فى مندوحة عن أي خطأ هنا أو هنة هناك
وإنكببت على الدراسة والتحصيل وفى أوقات الفراغ لامانع من قراءة رواية أو قصة أو مجموعة
من نظم الشعر حتى يدركنى النوم فأطفىء الأنوار وأنام مطمئنة راضية
وسارت بي عجلة الحياة هكذا على وتيرة واحدة لاتتغير , حتى كانت ليلة من ليالى الصيف ,
قرأت مجموعة من أشعار جبران خليل جبران وتمددت على فراشى وسرعان ما غلبنى النوم
وفى تلك الليلة شعرت كأننى فى حلم , ثمة أنفاس ساخنة تقترب من وجهى , وشىء ما يتفرًس
فى جسدى ! ربما يكون حلمًا , تقلبًت على فراشى وإنتهى الأمر ولكن فى الليلة التالية شعرت
بنفس الإحساس , أنفاس ساخنة بجانبى وشىء ما وكأن به قلب ينبض , أحسست هكذا , وذاد
من إحساسى أننى تيقًنت من ما يحدث حولى , تيًقنت من هذا المجهول الذى يحوطنى ويكاد
يحتوينى بأنفاسه الساخنة ولكن ماهو هذا الشىء ؟ ماكنهه ؟ ماصفته ؟ ماذا يريد ؟ دهمتنى
قشعريرة مفاجئة وسيطر عليً رعب قاتل , فأصبحت كجثة محنطًة , لاأستطيع أن أمد يدي
أو أفرد ساقي , أغمضت عيني فى ذهول وجزع , تمنيت لو يقع حادث من عالم الغيب يبدد
سحابة الكابوس الذى أعانى منه , برهة قصيرة مرًت كأنها دهر , لملمت كل شجاعتى , فتحت
جفني , مددت يدي المحنًطة وحركتها حركة خفيفة لإطلق لجام سراحها , لايوجد شىء ,
حتى تردد الأنفاس الذى بدا كأنه بندول ساعة توقف ! سيطرت علي شجاعة خارقة فمددت يدي
أكثر وحرًكت ساقي وتلفت بجسدى نصف إلتفاتة , هجرنى النوم ليلتها , وظللت أفكر حتى بزغ
نور الفجر الأزرق فداعب النوم جفونى وإستغرقت فى سبات عميق
******************************
مرًت ليلتان أرهفت فيهما السمع وبحلقت بعيني وشحذت كل شجاعتى وفضولى وإصرارى
العجيب فى أن أنزلق إلى المجهول , وفى الليلة الثالثة سمعت الصوت يقترب رويدًا رويدًا
يرن فى أذني , , إنكمش جسدى , هاهو الصوت يقترب , أشعر بسخونة أنفاسه , شىء ما
يضغط على شعرى فى رفق , إنها كف , كف بها أصابع , تمسح شعرى وتتخلله فى رقة
وحنان , تملكنى الرعب أكثر , فغرت فمى محاولة الصياح فخرج صياحى لاصوت له ,
حركت رقبتى قليلا , ودفنت وجهى للوسادة مستسلمة للقضاء المحتوم , وبنفس السرعة إختفى
الصوت ورفعت الأصابع ! ماهذا ؟
إن يكن حلما فما لي أمتلأ به أكثر من اليقظة نفسها !؟
مددت يدى اليمنى وتحسست رأسى لآزال مكان أصابعه محفورًا فى شعرى , إنه حقيقة
مؤكدة , يمتلأ بها العقل والجسد والوجدان
لاأدرى لماذا سيطر عليً شعور بالإستمرار إلى النهاية مهما كانت العواقب , شعور ملأ عليً
وجدانى وجعلنى مصممة أن أقتحم هذا العالم المجهول !
وفى الليلة التالية إنتظرت , أرهفت كل حواسى وشجاعتى , هاهو الصوت يقترب ثانية ,
إقترب الصوت أكثر , إهتز الفراش قليلاً , ثمة قوًة مجهولة إستقرًت عليه , الأنفاس الساخنة
تقترب من وجهى , تطوف حول رأسى , إمتد هذا الشىء على رأسى , تخللت أصابع مبهمة
شعرى , إقترب المجهول أقرب وأقرب , إنه جسم , أوشك أن يلتصق بى , جسم كامل , رأس
ذراعان , ساقان , إنه يكاد يحتوينى , إنتفض جسدى ودهمتنى قشعريرة وتمتمت شفتاي
فى همس متلعثم :
- من أنت ؟؟
لم يرد , دفعتنى شجاعتى أكثر فرددت :
- من أنت ؟
سمعت صوتًا كشدو البلبل يقول :
- لاتخافى حبيبتى ولا تجزعى
كانت أصابعه لازالت تتخلل شعرى فى لطف وكأنه يطمئننى
إستجمعت قواي كلها وقلت :
- من أنت بالله عليك ؟ وماذا تريد ؟
أجاب الصوت الجميل :
- لاتخافى أنا إسمى طلطميس أمير الجان
إنعقد لسانى , وعشعشت عاصفة من الرعب فى أعماقى , بسملت , تعوًذت , سمعته يقول
- لاتجزعى فأنا لن ألحق بك الضرر ماحييت
كان لكلماته المطمئتة مفعول السحر فسرى الهدوء فى أعماقى وشملتنى سكينة عجيبة
وإستكمل الصوت الجميل كلماته :
- تسمحى لى بالإنصراف الآن حتى تطمئنى نهائيًا وسأعاود الليلة المقبلة!
الحقيقة وبالرغم أن فضولى كان مسيطرًا عليً ولكنى وجدت أنها فرصة للتفكًر والتدبًر
فهززت رأسي بالموافقة فتلآشى فى الظلام
********************************
وفى الليلة التالية وفى نفس الموعد أحسست بقدومه , كانت رهبة الخوف قد زالت , شعرت
بالفراش يهتز , وتخلل بأصابعه شعرى وهمس بصوته الجميل :
- أأنت نائمة ؟ حبيبتى نها
- لا , وتعرف إسمى أيضًا !
- نعم , وأعرف كل شىء عنك , فقد أحببتك من كل قلبى
وطربت لصوته فإستكمل :
- كنت أفكر كيف أبوح لك بحبى ؟
صمت ولم أحر جوابًا إستطرد -
- هل تسمحين لى أن أظهر أمامك بصورتى ؟
الحقيقة أردت ولكن تملكتنى رهبة وخوف شديدين , هززت رأسى وعيناي نصف مغمضتين
ومن حجب الظلام لاح كالفارس , ممشوق القوام , نحيفًا من غير هزال , أبيض البشرة مشربًا
بحمرة , أجمل مافيه عينان نجلاوتان تلوح فيهما نظرة وجد وصبابة , حملقت بعيني , مد يده
فى حنان وأمسك بيدى وإنحنى فى رشاقة طابعًا قبلة دافئة ثم رنا إلي بنظرة هائمة تسيل إعترافا
بعثت النظرة فى أوتارى عزف النغم فتوهج قلبى كالشعاع وإكتسى وجهى ببسمته الساحرة
إعتدلت من نومى فجلست على الفراش وجلس بجانبى وبصوته الشادى البديع بدأ يقص عليً
قصته , قصص غريبة وعجيبة , وحكايات مليئة بالأسرار الخارقة , وإكتشفت أنه حكًاء نادر
له إسلوب جميل فى سرد الحكايات والنوادر والملح سواء عن بنى البشر أو عن الجان وطال
الوقت حتى أوشك نور الفجر على الظهور , نظر بعينيه النجلاوتين نحو خصاص النافذة
ونهض واقفًا إستعدادًا للإنصراف وكأنه تذكر شيئًا فمال نحوى وإنحنى وأخذ قبلة مطمئنة
لذبذة الطعم , أسبلت جفني لوقع القبلة , وإنتفض جسدى وشاعت فى روحى شرارة سرور
وبدلال أبعدته عنى قائلة :
- نور الفجر على وشك الظهور
سرعان ما إنطلق فى الظلام كالشهاب
****************************************
تعددت اللقاءات , وإنقضت الأيًام والليالى , عشت معه فى سعادة وحب , غمرنى بحب لايوصف
وبعشق لانظير له , كنت أنتظر قدومه على أحر من الجمر , والحقيقة أنه كان مهذبًا , وديعًا ,
كان يحافظ على شعورى وعدم إغضابى بكل السبل , عرض عليً أن أطوف العالم معه , أن
أشاهد بلاد الغرب , وأستمتع بجمال الطبيعة فى بلاد الشرق , ولكنى بلطف وخوفاً من مغامرات
قد تقودنى إلى مشاكل عديدة كنت أقول له :
- يكفينى أنت معى
وفعلا كان يكفينى النظر إلى عينيه النجلاوتين , يكفينى ضمًة صدره المتقدة بالحنان , النابضة
بالحب , يكفينى قبلاته الملتهبة الرائعة
عشت معه أجمل وأعزب الأيام , قضيت معه أجمل ليالى الحب , إستسلمت للنشوة إلى مراقيها
وإجتاحتنى موجة من العشق والوجد والصبابة لم أعهد لها مثيلاً
ستة أعوام كاملة ونحن نتقلًب فى أعطاف الوجد والحب
حتى تم تخرجى من الكلية ,
وجاء أمر تكليفى بالسفر إلى الصعيد لمدة عام , وفى ليلتها عرضت عليه الأمر ببساطة , إنه
سفر لبلد آخر فطالما سافرت خلال السنين الماضية فى رحلات وخلافه فكان يسبق إلى هناك
وينتظرنى , ولكن ما إن سمع كلمة الصعيد حتى إمتقع لونه حتى حاكى وجوه الموتى , وجزعت
عليه وقلت له :
- إنها بلد مثل كل البلاد التى زرناها سويًا !
أجاب كالمختنق الذى ينتفض ويقتتل عبثًا لإستنشاق نفس واحد :
- إلآ هذه البلد مستحيل أن أذهب إليها
سألته بإستغراب :
- لماذا ؟
أجاب بعد تردد:
- لأن أمير هذه البلاد على خلاف شديد معى , فلو نزلت هذه البلاد فسيقبض
عليً ويأمر بإعدامى
أجبت وأنا فى ذهول :
- إلى هذه الدرجة !!
قال فى رجاء :
- نعم بالله عليك لاتذهبى ؟؟؟
-
كانت فى عينيه لوعة وأسى لم أشاهدها منذ سنين طويلة
قلت له وأنا أحاول أن أطمئنه :
- حاضر , حاضر سأحاول
وفى صباح اليوم التالى قصدت الوزارة وتقابلت مع المختص حيث طلبت منه نقل تكليفى إلى أي جهة أخرى لكن الرجل قال : -
- صدر القرار وأوراقك سبقتك إلى هناك وإنتهى الأمر
عدت كسيفة , لاأدرى ماذا أفعل ؟
وليلتها أخبرته بمرارة الحقيقة فجزع وبدت عيناه مظلمتان كأنما تقطران
من ماء آسن وسيطر الحزن الشديد عليه , حاولت أن أرفه عنه , أن أقنعه
أننا يجب أن نتحمًل هذا العام بكل السبل , وناشدته الصبر , وأكدت له أنه
حبى وحياتى وقرة عيني , وإننى أتعذب لفراقه وربما أكثر منه ولكن مستقبلى وأهلى وحياتى , ماذا أفعل ؟؟
وعلى مضض وافق وليلتها قضينا ليلة جمعت بين الفراق والحب , وإجتاحتنى موجة من الإستسلام بلغت حد الإستهتار فغرقنا سويًا فى بحار
من النشوة اللآنهائية !!
وفى صباح اليوم التالى سافرت
*******************************
مرًت الأيام بطيئة كئيبة , إنهمكت فيها بالعمل بكل طاقتى وجهدى
فى النهار أدور فى المستشفى على المرضى , أتابع حالاتهم متابعة
دقيقة , فحوصات لهذا , تحاليل لهذه , وجراحة لذاك
وإذا ما جاء الليل إنكببت على القراءة والبحث حتى يدهمنى النوم
فأنام مكدودة مرهقة
*******************************
مرً شهر
وفى إحدى الأمسيات , شعرت به قادمًا , إنه صوته , لاح كالفارس , نهضت سعيدة , وإحتضنته بلهفة وشوق , ماهذا؟ , إنه مكبًل بالأغلال
والسلاسل , نظرت إليه فى ذهول
عيناه غائرتان , حزينتان ,
قلت له فى دهشة :
- ماهذا
- أجاب بعينين تقطران أسى ولوعة :
- قبض علي عدوى , وصدر حكم بإعدامى , وقد طلبت منه أن يحقق لي أمنية وداعك , وها أنا كما ترين !!
أجبت فى جنون :
- إهرب , أرجوك إهرب
أجاب فى أسى
- كيف ؟ وهم حولى فى كل مكان !!!
إحتضننى بقوًة ولثم يدى فى حنان , وإختلطت دموعنا فى عناق ندي , إمتزجت فيه مشاعرنا
باللوعة والأسى والحزن العميق
برهة بسيطة شعرت بعدها يسحب سحبًا من أمامى,
أمسكت به فإنفصلت يدانا فى مشهد مثير
ندًت عنه صرخة باكية تمزًق لها وجدانى وبعثت فى مخيلتى المظلمة أطيافًا حزينة
************************
كان صوتها قد تحشرج , والدموع تغمر وجهها الجميل , فمالت بجسدها على كتف صديقتها وأخفت
وجهها فى صدرها وأجهشت ببكاء طويل
**********************
كانت جماعات النمل تستمع فى إهتمام وترقب , ألجمتهم الدهشة , وعمهم السكون , فساد هدوء كوني , وتعلقت أعينهم وأسماعهم ومشاعرهم
بإستاذهم الحبيب ,
فما أن إنتهى حتى مالت نملة على جارتها وقالت :
- ما أعجب بنى البشر يبحثون عن الشقاء
با لأسنان والأظافر !!!
ابراهيم عبد المعطى
الأسكندرية
-
-

صلاح م ع ابوشنب
08/11/2007, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزى الفاضل ابراهيم عبد المعطى ابراهيم
حكاية جميلة وسرد سهل ميسور ، وترابط قوى ، بين السطور ، هذا النمل كم هو متطفل يدخل ويخرج من والى بيوتنا بكل حرية وبغير موافقتنا بل وضد ارادتنا ، وفوق كل هذا وذاك يستمع الى اسرارنا ، ونحن غافلين ، لا نتنبه الى ما يفعل بنا ، ربما لصغر حجمه وعدم اكتراثنا بأهميته ومدى قدرته ، لكن قصه البنيه الصغيرة عاشقه الجنى الفارس القت بنفسها بين احضان الغيب اللامرأى الا بأمره ، فهى لا تستطيع أن تتحكم فيه ولا تستطيع أن تراه فى أى وقت الا اذا وافق هو أولا ، بينما هو يستطيع ان يراها فى أى وقت ، وهذا قد يحدث فى الحقيقه ولكنه مكروه جدا شرعا، لعدم التكافىءواختلاف الطبائع كما قال علمائنا الافاضل ، اما عمارة الاسكندرية الشهيرة فهى معروفة لنا جيدا وبجوارنا ، وهى ماتزال مغلقه ،
ومجمل القول ان النهايه جاءت فى صالح المسكينة برغم انها كانت ماتزال مشدودة اليه ، واحسن شىء انه اعدم وتخلصت منه بأيادى غيرها ، ولولا ذلك ما انفك عنها طيلة حياتها ولحال بينها وبين الزواج الشرعى حتى النهاية . قصة خفيفه ومشوقه وفيها شبه من النوع الذى اكتبه ، لك اجمل تحياتى وودى .
اخوك صلاح ابوشنب

ابراهيم عبد المعطى داود
11/11/2007, 09:23 PM
الأستاذ المتميز / صلاح أبو شنب
لك بهى الشكر وجزيله , وسنى التقدير وتمامه , على إشراق الإطلالة
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

الحاج بونيف
12/11/2007, 09:15 AM
أخي إبراهيم عبد المعطي
قصة مشوقة بحق، وهي ضمن سلسلتك التي تحكى للنمل ..
فيها شئ من الخوف حين يتسلل الجن إلى حياة الإنسان فيحب امرأة ويزورها وقتما شاء، فتبادله الحب .. استرحنا منه بعد القبض عليه..
قصة خيالية تحقق المتعة للقارئ.. تحيتي

نزار ب. الزين
12/11/2007, 05:48 PM
لقد ألجمتني الدهشة بدوري أخي الأستاذ ابراهيم
الدهشة لهذا السرد الجذاب ، المتناغم معنى و مبنى ، و كأنني أمام إحدى روايات ألف ليلة و ليلة
و في الوقت نفسه فهو نقد غير مباشر لإيمان الكثيرين بالخرافة و القوى الغيبية التي اختلقها خيالهم مقرونا بالغموض المحيط بكل شيء .
إبداع راقٍ أهنئك عليه
دمت و دام تألقك
نزار

عبد العزيز غوردو
12/11/2007, 10:50 PM
أخي الحبيب إبراهيم...

رائع هذا الحكواتي الذي نطق على لسانك هنا... رغم بعض هنات اللغة التي تسللت إليه...

إلا أنها لم تفقده قدرته المدهشة على شد القارئ... حتى آخر نفس...

هي حكاية من حكايات "ألف ليلة وليلة" التي رغم كفرنا بواقعها... تظل تسحرنا وتستهوينا وتأسرنا...

فدمت مبدعا متألقا فذا... أيها الحكواتي المدهش...

وخالص مودتي أخي العزيز...

:fl:

محمود عادل بادنجكي
13/11/2007, 12:37 AM
الأستاذ المبدع ابراهيم عبد المعطي
هل ينقص شيء من إبداع قصصك
دون ربطها بالنمل؟
ما غرض الربط؟ وفي كل قصة من التكامل
باعتقادي ما يغنيها عن حامل.
شكراً لرحلتك السحرية.

ابراهيم عبد المعطى داود
16/11/2007, 05:20 PM
المبدع المتميز / الحاج يونيف
أشكرك عظيم الشكر لإطلالكم الكريم على نصى الذى سبحت فيه فى دنيا غريبة ولكنها
هى فى الأصل حكايات قديمة سمعناها ونحن صغار ولا زالت عالقة بالزاكرة
وتقبل عظيم شكرى وإمتنانى
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

ابراهيم عبد المعطى داود
19/11/2007, 08:28 PM
الأستاذ المبجل / نزار ب الزين
لك منى جزيل الشكر وعظيمه على كلماتك التى تشجعنى بها دائما
فلصدى كلماتك الرقيقة ومرورك الطيب على نصوصى هو أكبر
وأعظم تقدير لى فى حياتى
ولك منى خالص الود والإمتنان
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

ابراهيم عبد المعطى داود
19/11/2007, 08:28 PM
الأستاذ المبجل / نزار ب الزين
لك منى جزيل الشكر وعظيمه على كلماتك التى تشجعنى بها دائما
فلصدى كلماتك الرقيقة ومرورك الطيب على نصوصى هو أكبر
وأعظم تقدير لى فى حياتى
ولك منى خالص الود والإمتنان
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

ابراهيم عبد المعطى داود
21/11/2007, 09:57 AM
لامارتين واتا الحبيب دكتور / عبد العزيز غوردو
نعم بالرغم من كفرنا بهذا النوع من الحكايات الخرافية ,
إلآ أنه ربما يكون هروبا من الواقع الأليم الذى يحوطنا
واقع الدم والإغتصاب والدسائس والطمع .
وتفبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

ابراهيم عبد المعطى داود
24/11/2007, 08:50 PM
الأستاذ الكاتب / محمود عادل
أشكرك عظيم الشكر على قرآئتك الجيدة لنصى المتواضع ,
أما غرض الربط بالنمل فهو من قبيل الخروج عن المألوف فى الحكي
أو محاولة التجديد فى طريقة إندثرت منذ مدة وأصبحت نادرة الآن
باإستثناء قصص الأطفال , وأتمنى أن أكون قد أصبت هدفى
وحققت ماأرنو إليه .
وتقبل خالص ودى وإحترامى
ابراهيم عبد المعطى داود