المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضع السياسة والديمقراطية من الإسلام (الحلقة الأولى )



جميل أبو علي
09/11/2007, 08:01 PM
]وما من كاتب إلا سيفنى .....ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيئ.....يسرك في القيامة أن تراه
اللهم اغفر لمؤلف هذا الكتاب وكاتبه ولمن يقرؤه ويساعد على نشره آمين [/color]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .

أيها الإخوة القراء لقد انتهيت من بحث
(نحو مفهوم إسلامي واحد لموضوع السياسة)
وكان لزاماً علي أن أعالج الأمر من كل نواحيه فلاحظت أن الخوض في هذا البحث , يتطلب سياقا خاصا ومعالجةً تختلف
نوعا (ما) عما سبق شرحه من مواضيع متنوعة
(كبحث الإرهاب والإسلام بين الحرب والسلام وغير ذلك.... )
فاخترت أن يُعَرِّفَ المحاور أو المناقش أو الخصم السياسة كما يراها من خلال معلوماته أو حزبه أو إنتمائه
وذلك حتى لا يبقى لأحد حجة في هذا الموضوع
ثم أردفت ذلك بأن ما أتى به أو سيأتي به من تعريف
هو موجود أصلا ضمن البناء الإسلامي كقطعة من هذا البناء
ثم تابعت ذلك بأسئلتي الموجهة له
فتم بعون الله سبحانه وتعالى البحث تحت العناوين التالية
مقدمة
شمولية وعمومية الإسلام بشكل موجز
السياسة والديمقراطية
لشمولية وعمومية الإسلام لجميع الأشخاص مع الأدلة
هل الطرفان هما المسلم وأهله وأقرباؤه الأقرب فالأقرب
هل الطرفان هما المسلم وأبناء وطنه وقومه و دينه
هل الطرفان هما المسلم والإنسان أيا كان
ثانياً: شمولية وعمومية الإسلام لجميع مناحي الحياة مع الأدلة
هل السياسة تتعلق بالتعليم
هل السياسة تتعلق بالمال والإقتصاد زراعةً وصناعة وتجارة
هل السياسة تتعلق بالنواحي الإجتماعية والأخلاقية و الآداب العامة
هل السياسة تتعلق بالدولة والسلطة والقوانين والدساتير والانتخابات
موقع السياسة من الإسلام
مناقشة الأفكار والمقولات
مناقشة مقولة الدين لله والوطن للجميع
مناقشة مقولة ما لقيصر لقيصر وما لله لله
محاورة الأحزاب ومناقشتهم في مفهومهم عن السياسة
ملحق
مقارنة فاشلة وبغيضة ومع الفارق
الإستخفاف بالشعوب وبالكرامة الإنسانية
أسئلة ونصائح وحقائق

مقدمة
لقد بينا سابقا أن الإسلام دين جامع شامل لكل مناحي الحياة صغيرها وكبيرها حيث أن له في كل منها حكم إن كان أمرا أو نهيا وتصديقا لذلك وتبيانا له وتوضيحا
نقول التالي

شمولية وعمومية الإسلام بشكل موجز
1- الإسلام علاقة بين الإنسان وخالقه
2- الإسلام علاقة بين المسلم ونفسه
3- الإسلام علاقة بين المسلم وأهله وأقربائه الأقرب فالأقرب
4- الإسلام علاقة بين المسلم وغير المسلم من أبناء وطنه ومن الإنسانية جميعا
5- الإسلام علاقة بين الحاكم والمحكوم وبالعكس
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الإسلام له حكم أمر أو نهي في الأمور
1- التعليمية
2- الإجتماعية والأخلاقية والآداب العامة
3- الزراعية والصناعية والتجارية والمالية وغيرها
4- الدساتير والقوانين و الإنتخابات
5- في علاقات الدولة المسلمة مع غيرها من الدول
وبكلمة موجزة نقول لم يدع الإسلام أي ناحية من نواحي الحياة صغيرها وكبيرها إلا وله حكم فيها بشكل أمر أو نهي
وبحوث العقائد والفقه والرقائق والآداب العامة والأخلاق وغير ذلك أكبر دليل على ما سبق ذكره
وبحثنا التالي سيوضح ما سبق بشكل كامل وتام

السياسة والديمقراطية
من المعلوم البديهي أن مفهوم السياسة لا يخرج عن كونه معاملة بين طرفين .
فهنا نطرح الأسئلة التالية حول السياسة على أن يكون ذلك من خلال طرحنا
1- لشمولية وعمومية الإسلام لجميع الأشخاص مع الأدلة
2- لشمولية وعمومية الإسلام لجميع المواضيع والقضايا أي
((نواحي ومناحي الحياة كلها ))
ونقول بعد ذلك عن طرفي السياسة
أولاً:
أ- هل الطرفان هما المسلم وأهله وأقرباؤه الأقرب فالأقرب

فانظر ما يقول الإسلام في هذا المجال على وجه التقريب والإيجاز والتلميح وكما يقال هذا غيض من فيض

يقول تعالى {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} {وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}الإسراء(22 -23)

ويقول تعالى {وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ}لقمان (14)
ويقول تعالى {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}التحريم (6)

ويقول تعالى {لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}النور (61 )

ويقول تعالى {يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَآءً فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا ٱلنِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُنْ لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ ٱلثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ ٱلسُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَآ أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً}النساء (11)

ويقول تعالى {وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً}النساء (8)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات. ووأد البنات. ومنعا وهات. وكره لكم ثلاثا: قيل وقال. وكثرة السؤال. وإضاعة المال

ويقول أيضا :
(كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته). قال: وحسبت أن قد قال: (والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ( البخاري)

ب‌- هل الطرفان هما المسلم وأبناء وطنه وقومه و دينه

ونكتفي هنا بالتلميح فقط فالأدلة أكثر من الكثير وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار
فمن ذلك ما ورد في الآيات السابقة في البند الأول والتي تتحدث عن الصديق واليتامى والمساكين

وكقوله تعالى {إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}التوبة (60)

وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ....... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ}المائدة(2)

وقوله تعالى {وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ومامَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}النساء (26)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
ويقول أيضا:
"المؤمن للمؤمن كالبنيان. يشد بعضه بعضا.
وقال أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من آذى ذمياً فانا حجيجه يوم القيامة لهم مالنا و عليهم ما علينا)
وأروع ما قاله عمر بن الخطاب في هذا المقام {متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا}

ج- هل الطرفان هما المسلم والإنسان أيا كان
وفي ذلك يقول الرب عزوجل
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات (13)

وكقوله تعالى {لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ}
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ}الممتحنة(8-9)

:وفي الحديث الشريف
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، و: {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون})البخاري
هذا من جهة ومن جهة أخرى

ثانياً: شمولية وعمومية الإسلام لجميع مناحي الحياة مع الأدلة

أ- هل السياسة تتعلق بالتعليم
و إليك بعض الآيات و الأحاديث في هذا المقام
قال تعالى
( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (11)المجادلة

قَال رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
« منْ سلك طَريقاً يَبْتَغِي فِيهِ علْماً سهَّل اللَّه لَه طَريقاً إلى الجنةِ ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضاً بِما يَصْنَعُ ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ في الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ ، وفَضْلُ الْعَالِم على الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سائر الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ » . رواهُ أبو داود والترمذيُّ .

وعنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« إذا ماتَ ابْنُ آدَم انْقَطَع عَملُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاثٍ : صَدقَةٍ جارية ، أوْ عِلمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أوْ وَلدٍ صالحٍ يدْعُو لَهُ » رواهُ مسلمٌ .

وأيضا قَال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
: « مَنْ يُرِد اللَّه بِهِ خيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ » متفقٌ عليه .

- وعنْهُ ، أنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ لِعَليًّ ، رضي اللَّه عنْهُ : « فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلاً واحِداً خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم » متفقٌ عليهِ.

- وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« مَن خرَج في طَلَبِ العِلمِ ، فهو في سَبيلِ اللَّهِ حتى يرجِعَ » رواهُ الترْمِذيُّ وقال : حديثٌ حَسنٌ .

ب- هل السياسة تتعلق بالمال والاقتصاد زراعةً وصناعة وتجارة

أما القرآن : فقوله تعالى : {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} [البقرة: 275]

وقوله سبحانه : {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} [البقرة: 282]

وقوله عز وجل : {إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء : 29].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء"
قال الترمذي : "هذا حديث حسن".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح، فيكوى بها جنباه وجبينه، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاعٍ قرقرٍ كأوفر ما كانت تستن عليه، كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إمَّا إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها، إلا بطح لها بقاع قرقر، كأوفر ما كانت، فتطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء، كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار" رواه مسلم.

وعنه صلى الله عليه وسلم:
( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة . ] رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها . ] رواه الإمام أحمد

وقال تعالى --{فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ}المؤمنون 27

وقوله تعالى {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ}الأنبياء 80
وفي الحديث

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صُنْعِهِ الْخَيْرَ وَالرَّامِيَ بِهِ وَمُنَبِّلَهُ

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَاءً فِيهِ طَعَامٌ فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ كَسَرْتُهُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَفَّارَتِهِ فَقَالَ إِنَاءٌ كَإِنَاءٍ وَطَعَامٌ كَطَعَامٍ

وإلى اللقاء مع الحلقة القادمة وهي بعنوان( هل السياسة تتعلق بالنواحي الإجتماعية والأخلاقية والآداب العامة ) بعون الله سبحانه وتعالى .
وكتبه جميل أبو علي
algameel_55@hotmail.com