المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنتــــــــــــــــــــــــــــرة



صلاح م ع ابوشنب
09/11/2007, 09:09 PM
عنتـــــــــــــــــرة


لصلاح ابوشنب


عنترة فتوة ، يبرز عند العصارى من داخل الحوارى ، من خلف مقابر باليه ، ازيل سور كان يسترها فبدت أرضا صفراء لكثرة الجماجم والعظام ، يبرز شبحه ، يتدحرج من فوق العاليه خارجا من داخل كوخ خشبى متهالك استولى عليه عنوة من عجوز مسكين . يزمجر كالريح ، يرغى كالابل ، يزبد كالبحر ، لا يتوقف الا عندما تصطدم قدماه المفلطحتين بأسفلت الطريق ، خصلتى شعر عنترة تتدليان على جانبى رأسه تاركتا ممرا أجردا بينهما ، حاجبين كثيفين شائكين ، أنف حاد ، ذقن مدبب .. حين دخل الى دكان الحلاق للمرة الاولى ، كان وقت القيلوله ..الشوارع خاليه .. شهر سلاحه الابيض المسمى بقرن الغزال ، طلب من الحلاق أن يحلق له عانته ، تردد الاخير ، لكنه رضخ تحت التهديد . من يومها أطلق عليه أهل الحى عنترة المجنون . طلب اليه ان يحلق له ذقنه أولا ، فلما مرت يده بالموسى الحاد على رقبته كاد أن يذبحه ويريح أهل الحى من شروره كان لا يجد لقوته المتفجره مصرفا سوى ارهاب الرائح والغادى من ابناء منطقته ، لما اقتربت الموسى من رجولته كاد أن يسأصلها ، فطن اليه ، اخرج قرن الغزال ، وضعه على خاصرته ، فأذعن ، كان عنترة للنساء زيرا بلا ماء ، وكوزا بلا قعر ، ما أن تمر من امامه امرأة حتى تجحظ عيناه ويتدلى لسانه ، ويسيل لعابه كالكلب اللاهث . امرأة من المهاجرين الافارقه تبيع الفول السودانى .. تسير على شاطىء البحر ، تضع فوق رأسها صينيه مملوءة بالفول السودانى .. تنادى بلكنه عربيه مدغدغه : سودانى لب .. سودانى لب ، يسارع خلفها الصغار ، يرددون خلفها على نفس الوتير : عزيزة بتهب . . عزيزة بتهب . أسرعت الى عنترة .. شكت له .. ضرب الصغار ضربا مبرحا ، أسترضاءا لها .. اشترى منها بضاعتها كلها ، لم يأكلها أو يعطيها للصغار .. بل القاها فى البحر . . غضب نساء االحارة غضبا شديدا لما فعله بأبنائهن .. نزلن اليه ، تكالبن عليه .. أوسعنه ضربا ورجماً .. جثا على ركبتيه .. توسل اليهن كى يتوقفن عن رجمه ، إلا الحجارة .. لا يطيق الحجارة .. ولا صرخات صبيان الحارة .. مات عنترة تحت اكوام الحجارة.

محمد فؤاد منصور
09/11/2007, 09:27 PM
أخى الأستاذ صلاح أبو شنب
هذه القصة التى تحكى فى سلاسة حكاية فتوة متجبر يتيه بقوته ويرهب سكان منطقته جميعاً ومع ذلك أستطاع الأهالى أن ينفذوا إليه ويحطموا قوته من خلال التسلل عبر نقاط الضعف فى شخصيته، هو درس مهم يشير إلى مانعانى منه على مستوى كل الأصعدة والدرس هوأن لكل متجبر نقاط ضعفه المهم كيف نصل إليها لنوظفها لصالحنا درس مهم أستطعت أن تلقننا إياه من خلال حكاية غاية فى بساطتها ..شكراً لك وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

صلاح م ع ابوشنب
09/11/2007, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز الدكتور محمد فؤاد منصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما انت السباق بالقرءاة وكأنك الزاد الذى يحرك فينا النشاط بقراءتك لنصوصنا وتشجيعك لنا ، مرورك بالنص دائما يحرك فى دواخلنا الامل سعدت بتفسيرك للنص وزيارتك الميمونه لمتصفحى . لك أطيب تحياتى وودى
اخوك صلاح ابوشنب

ابراهيم عبد المعطى داود
11/11/2007, 08:40 PM
الأستاذ المتميز / صلاح أبو شنب
نص غني بالتشبيهات الجميلة والسرد المحكم والإيجاز الغير مخل ,
تصوير دقيق لعنترة وما أدراك ماعنترة القرن الواحد والعشرون
قلبت العولمة موازينه فإذا هو يجثو بركبتيه أمام النساء ويتوسل
اليهن أن يمنعن أبنائهن عن رجمه بالحجارة . ياميت خسارة !!
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

صلاح م ع ابوشنب
12/11/2007, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز الاستاذ ابراهيم عبد المعطى ابراهيم
اسعدنى مرورك بمتصفحى وتعليقك الجيد على النص وارجو الا تحرمنا من مرورك الكريم وتعليقك المفيد
لك اجمل تحياتى ،،،
اخوك صلاح ابوشنب

الحاج بونيف
12/11/2007, 09:23 AM
أخي الكريم صلاح أبو شنب
قصتك كتبت بأسلوب فيه الكثير من الرمزية الرائعة التي تأخذ بالألباب.. سلمت أخي وسلم لك قلمك
وتقبل اصدق التحيات.

صلاح م ع ابوشنب
12/11/2007, 07:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز الحاج بونيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما يسعدنى مرورك الكريم بصفحتى ، وتهمنى ملاحظاتك ، فعلا أنت قرأت جيدا ما بين السطور .
لك اطيب تحياتى وودى
اخوك صلاح ابوشنب

نزار ب. الزين
12/11/2007, 07:40 PM
الأخ الأستاذ صلاح
نصك مليء بالرموز ، فكأنك تتحدث عن البلطجي الصهيوني الذي لا تؤلمه إلا حجارة الأطفال و عويل النساء
لعلني شطحت بعيدا ، ترى هل فعلت ؟
نص يشد قارئه معنى و مبنى
سلمت أناملك و دمت متألقا
نزار

عبد العزيز غوردو
12/11/2007, 10:22 PM
أخي المبدع صلاح...

أنا أيضا، مثل استاذنا نزار، جرفني الرمز إلى "الصهيوني المحتل"...

وحده تجبر إلى درجة تدعو إلى استئصال "رجولته"... إن كانت له رجولة أصلا...

ووحدها حجارة صبية، غضة أيديهم، أرغمته على الركوع...

أما الرحيل فأرجو أن يكون قريبا... و"إلى الجحيم"... على قول شاعرنا الكبير الفارع...

" "

نصك، أخي صلاح، مختلف هذه المرة عما قرأته لك سابقا...

فكرته جميلة... وكتب بحرفية أكبر من سابقيه...

وإن كان ما يزال في حاجة إلى مراجعة ثانية لاستدراك بعض ما تسلل إليه من هفوات، ربما تعود إلى تسرع في الرقن...

تحيتي الخالصة لإبداعك... أخي العزيز...

صلاح م ع ابوشنب
13/11/2007, 01:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ نزار الزين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وضعت يدك على المقصود فعلا ، ومن يكون غيره ذلك الصهيونى الذى يخنع امام النساء ويركع وترهبه حجارة ابطالنا الصغار فتصيبه بالهلع . لقد قرأت ما تحتويه مضامين النص ، لك اجمل تحياتى وتقديرى .
اخوك صلاح ابو شنب

صلاح م ع ابوشنب
13/11/2007, 01:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذى القدير عبد العزيز غوردو
تشابهت مع اخينا العزيز نزار لقد امسكتما الوتر الحساس فى النص ، وأنت بالذات أمسكت بتلابيب النص وفحصته فحص الطبيب الواعى وكشفت عن مكامنه
واخرجت لى العيوب التى اتمنى دائما تلافيها ، اسعدنى مرورك واقدر ملاحظاتك ، وندعوا الله رب العالمين أن يعيننا على طرد الكابوس اللعين فى بضع سنين فالله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
أخوك صلاح ابوشنب