المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل باعت أمريكا الأرمن بالأكراد



خليل الصمادي
10/11/2007, 01:32 PM
هل باعت أمريكا الأرمن بالأكراد؟
خليل الصمادي

قبل شهرين كانت الحملة شعواء في أمريكا على تركيا بسبب ذنب لم تقترفه الحكومة الحالية ولا السابقة ولا أي حكومة خلال هذا القرن وحتى عام 1915م من القرن المنصرم.
لقد فتحت أمريكا دفاترها القديمة لإدانة تركيا ، ومازالت هذه الدفاتر مفتوحة في كثير من البرلمانات الأوروربية ، وهي سجل للمجازر التي قام بها العثمانيون خلال الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن، وقد قام البرلمان الفرنسي بإغلاق هذه الدفتر بعد إدانة تركيا ونسي المجازر التي قامت بها فرنسا في إفريقيا وأسيا وذهب ضحيتها مئات الآلاف بل الملايين في الجزائر ومدغشقر وفي سورية يوم ضربت البرلمان السوري ومدينة دمشق في عام 1925 وعام 1945 وما بينهما !!.
لسنا هنا في صدد إثبات هذه المجازر العثمانية أو التركية من عدمها ، ولسنا في موقع تبرير هذه المجازر إن حدثت على اعتبار الذي تم هو خيانة عظمى أم لا، ولكن الذي يهمنا هو اختفاء الإدانة من قبل الكونغرس أو مجلس الشيوخ الأمريكي فجأة وبقدرة قادر ، فما الذي دعا الحكومة الأمريكية إلى تأجيل مناقشة هذه القضية أو إلغائها أو التستر عليها،
هل خشيت أمريكا أن تفتح تركيا سجل المجازر الأمريكية في أكثر بقاع العالم مرورا باليابان وانتهاء بالعراق والصومال ، طبعا لا فأمريكا تعتبر ما تقوم به من باب " الواجب المشروع" لأنها تحارب الإرهاب على حد زعمها وكل هو مَنْ يخالفها هو إرهابي وكل من لا يقف معها فهو في الخندق المعادي للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وربما الحيوان!!
ولكن السبب معروف وهو تطور المسألة الكردية وتصميم تركيا على ضرب مواقع حزب العمال الكردستاني ، وهذا لا يخدم المخطط الأمريكي إطلاقا ، فتخشى القوى شبه العظمى أن تنفلت حبات المسبحة أكثر مما هي عليه الآن ، فإذا دخلت تركيا في أتون الحرب العراقية اختلطت الأوراق وعمت الفوضى وربما انهارت الدولة الكردية التي قامت تحت رعاية أمريكا ، لذا نجد أن أمريكا صاحبة المشروع الحضاري العظيم المسمى الحريات وحقوق الإنسان قد باعت الأرمن بأبخس الأثمان حتى لا تقوم تركية بضرب الأكراد، لا سيما في هذا الجو العصيب.
إن السكوت عن المجازر العثمانية أو التركية فجأة لهو دليل على رشوة تركيا من أجل ألا تتقدم في العمق الكردستاني بل العراقي إنها سياسة ميكافيلي الشهيرة والتي تقوم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة . وبعد أن تهدأ المعركة لابد أن يرجع التاجر المفلس لفتح دفاتره القديمة ولا بد أن تثار قضية مذابح الأرمن على بساط البحث إلا إذا كانت هناك رشوة سياسية و مقايضة ، وفي هذا المجال لا بد من التنويه إلى حكمة الساسة الأتراك الذين يعرفون قواعد اللعبة السياسية إذ لم يكونوا يلعبونها باحتراف من قبل.
خليل الصمادي

د. دنحا طوبيا كوركيس
11/11/2007, 08:52 PM
"العرب أرحم".

هذا ما قاله لي أحد الفارين الأرمن من المذابح التركية وقسوة الأكراد في شمال العراق. إحتضن عرب العراق هذا الصبي وعائلته، والعوائل الفارّة من البطش والمهانة والتجويع في هذ الرقعة الجغرافية. البطل الأرمني الذي يكبرني سنا هو أحد طلابي الذين حصلوا على الدكتوراه قبل عقد من الزمان. وهو الآن شاهد حيّ على ما حدث. كنت أتمنى أن يروي لنا القصة بكاملها. التقيته العام الماضي في احدى الجامعات الأردنية، وكانت فرحته لا توصف. وإذا التقيته ثانية، سأجعله يروي لي القصة قبل أن يتمكن منه المرض.

والعهدة على الراوي، دون الإساءة إلى أحد.

د. دنحا

طه خضر
11/11/2007, 09:21 PM
ليس هناك أدل على انحطاط هذه اللعبة أكثر من قيام بابا الفاتيكان السابق بالاعتذار من اليهود وتبرئتهم من دم المسيح وتغاضيه الفاضح وعدم مبالاته بمشاعر المسلمين و" تطنيشه" لدعواتهم المتكررة له للاعتذار عن المجازر المروّعة التي ارتكبت أثناء الحملات الصليبيّة ولو من باب المعاملة بالمثل، ولكن هيهات؛ فإن كان هذا هو موقف رأس الكنيسة ومنبع الحكمة فما بالكم بمواقف الدول والتي لا تعرف الفرق بين السياسة والنجاسة..!!

د. دنحا طوبيا كوركيس
11/11/2007, 10:01 PM
معلومة اضافية.

الأرمني الذي نقلت عنه النص "مسلم".

د. دنحا

ابراهيم زيدان
25/11/2007, 10:45 AM
الزميل العزيز الاستاذ خليل الصمادي المحترم
تحية طيبة
سأنشر كتاباتك عن هذه الكتب في جريدتنا الدستور العراقية اليومية
وسأرسلاليك نسخة سكنر مما سننشره ان شاء الله ، راجيا ارسال ايميلك ليتسنى لي انجاز ذلك
مع التقدير
اخوكم
ابراهيم زيدان
سفير واتا في العراق
مستشار رئيس تحرير جريدة الدستور العراقية اليومية المستقلة

خليل الصمادي
09/12/2007, 09:25 PM
أخي إبراهيم زيدان حياك الله وبياك وحيا جميع الإخوة العراقيين الأبطال الميامين
أشكرك على الاهتمام بالموضوع ,اقول لك كل مواضيعي على الأنترنت ملكك وملك كل من يسعى للرقي بالكلمة، وعلى فكرة بإمكانك البحث عن مواضيعي من خلال غوغل فلي المئات وأسأل الله أن تعجبكم
إيميلي هو : KHSEMADI@YAHOO.COM

منذر أبو هواش
09/12/2007, 10:17 PM
وجهة نظر في الادعاءات الأرمنية حول المجازر الوهمية ...

القضية الأرمنية قضية تركية في الأصل، لذلك فمن الطبيعي أن يكون المتصدون لها إما من الأرمن أو من الأتراك أو آخرون لهم علاقة ما بأحد الطرفين. ولذلك ربما يكون من الأفضل بداية أن أبين أنني لا أملك خطا سياسيا معينا، وأن المعلومات التي أقدمها بأدناه تستند إلى وثائق وبيانات، وأنني متقاعد أتقاضى راتبا من مؤسسة الضمان الاجتماعي الأردنية، إضافة إلى ما أتلقاه من أتعاب عن أعمال الترجمة للأفراد والمؤسسات، علما بأنني مترجم مستقل ولا تربطني أي علاقة رسمية بالسفارة أو الحكومة التركية، وأن الحكومة التركية لا تمدني بأية وثائق أو معلومات، ولا تتدخل في أية أبحاث، مع التنبيه إلى أن الأرشيف العثماني الموجود في أنقرة مفتوح لجميع الباحثين من جميع الجنسيات، وكل باحث يأخذ من تلك الوثائق ما يهمه في بحثه، دون تدخل من أي أحد أو أي جهة.

الأمر الذي يدفعني إلى الكتابة هو ما أراه بين الحين والآخر من المبالغة وعدم الصدق وعدم الدقة في الادعاءات الأرمنية حول مسألة المجازر المزعومة، ومطالبة تركيا بالاعتراف بها وكأنها أمر حقيقي، وما أراه أحيانا من تشكيك في نزاهة الدولة العثمانية، والافتراضات المختلفة المطروحة من دون أدلة بخصوص قيام الدولة العثمانية بالتخلص من أية وثائق في أرشيفها قد تدينها أو تؤثر على موقفها السياسي في تلك الفترة، بل إن بعض المغرضين يفترضون (ومن دون أدلة أيضا) قيام الدولة العثمانية بإصدار وثائق أصلية شكلا مزيفة مضمونا لأهداف دعائية تضليلية!

ومن الغريب أيضا أن من يدعون كل هذه الادعاءات بخصوص المجازر الخيالية يتجاهلون عن عمد الوثائق والصور التي قامت بإصدارها ونشرها المنظمات الأرمنية المسلحة في ذلك الوقت، والتي ارتكبت العديد من المجازر ضد السكان المسلمين العزل رجالا ونساء وأطفالا، وقامت بدفنهم في مقابر جماعية ما زال الأتراك يكتشفون بعضها حتى أيامنا هذه.

ونظرا لكون المسألة ليست مسألة "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، أقول:

يطالب بعض الأرمن تركيا والعالم بإعادة أراض وبالاعتراف والتعويض عن مجازر يزعمون أن الحكومة العثمانية ارتكبتها ضد شعبهم أثناء الحرب العالمية الاولى. وهذه المطالب تستند إلى الادعاءات التالية:

- أن الأتراك احتلوا أرمينيا وشردوا أهلها.
- أن الأتراك ارتكبوا مجازر بحق الأرمن اعتبارا من الحرب العثمانية الروسية عامي 1877 – 1878.
- أن الأتراك قاموا بإبادة الأرمن منذ بداية 1915.
- أن طلعت باشا وزعماء الاتحاد والترقي أعطوا أوامر سرية لإبادة الأرمن.
- أن مليونا ونصف أرمني تم قتلهم في المجزرة.

في ضوء هذه الادعاءات نلفت الأنظار إلى الحقائق التالية:

- حينما قدم الأتراك إلى الأناضول لم يكن هناك دولة أرمنية مستقلة، لذلك لا يمكن الادعاء بأن الأتراك احتلوا أراض أرمنية.

- بعد الحرب العثمانية الروسية عامي 1877 – 1878 بدأ الأرمن العثمانيون بالثورة على الدولة العثمانية بهدف لفت أنظار الدول الاستعمارية الأوروبية.

- لا يوجد أية أدلة تشير إلى أية نوايا عثمانية لإبادة أي عرق من الأعراق.

- وثائق طلعت باشا السرية التي قدمها المؤرخ الأرمني أنضونيان، والتي أبرزت خلال محاكمة تهليريان الذي اغتال طلعت باشا في برلين، أثبت الخبراء أنها كانت مزيفة لغة وورقا.

- لا يوجد أية أدلة حقيقية تثبت أن مليونا ونصف أرمني قتلوا. فعدد السكان الأرمن في كافة المناطق العثمانية كان يبلغ حسب السجلات الرسمية العثمانية في ذلك الوقت مليونا وثلاثماية ألف فقط. فكيف يعقل قتل مليون ونصف أرمني في منطقة الأناضول لوحدها.

- رئيس الوفد الأرمني إلى مؤتمر لوزان بوغوص نوبار أفاد بأن سبعماية ألف أرمني هاجروا إلى دول أخرى، وأن مايتان وثمانون ألفا فقط يقيمون في تركيا، وبحسب هذه الأرقام يكون عدد الإصابات بما في ذلك الأرمن الملتحقين بالجيش الروسي وكذلك الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى يبلغ ثلاثماية ألف أرمني.

- تذكر الموسوعة البريطانية المطبوعة عام 1918 أن عدد الإصابات من الأرمن كان ستماية ألف إصابة، أما طبعة 1968 من نفس الموسوعة فتذكر أن عدد الإصابات بلغ مليونا ونصف. فانظر كيف ازداد الرقم وتضاعف على الورق.

- بالإضافة إلى ما ذكرناه عن المنظمات السرية الأرمنية وأعمالها بأعلاه، فقد سجل المؤرخون هذه الثورات التي قام بها الأرمن العثمانيون ضد دولتهم العثمانية: ارزوروم 1890 – قيصري ويوزغات وجوروم ومرزيفون 1892-1893 – ساسون 1894 – الباب العالي 1895 – زيتون 1896 – وان 1903 – ساسون 1905 – محاولة الاغتيال الفاشلة للسلطان عبد الحميد 1909 – أضنا 1909 ، وقد قام الجيش العثماني بواجبه في إجهاض هذه الثورات، الأمر الذي أدى إلى ادعاء الأرمن بأن المسلمين يقومون بقتل المسيحيين. وقد قامت القنصليات البريطانية والروسية وكذلك البعثات التبشيرية بلعب دور مهم في دعم الدعاية الأرمنية التي استهدفت تضليل الرأي العام.

- بعد الثورات الأرمنية المذكورة بأعلاه وفي اليوم الأول من شهر تشرين الثاني عام 1914، دخلت الدولة العثمانية رسميا في الحرب العالمية الأولى، فقامت المنظمات الأرمنية بالتحالف مع القوات الروسية الغازية في شرق الأناضول، وارتكبت مختلف المجازر ضد السكان المحليين المسلمين، وكذلك السكان اليونانيين واليهود في منطقة هكاري.

- بعد ذلك، وبتاريخ 27 أيار 1915 قامت الحكومة العثمانية بإصدار قرار التهجير لنقل قسم من المواطنين الأرمن من مناطق القتال إلى مناطق أكثر أمنا، ومن أجل المحافظة على وحدة الأراضي العثمانية. ومثل هذا الإجراء لجأت إليه بعض الدول في الحرب العالمية الثانية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

- بين الأعوام 1973 – 1994 قتلت المنظمات الأرمنية ستة وثلاثين دبلوماسيا تركيا، فما هي مسؤولية هؤلاء المواطنين الأتراك عن أمور حدثت في بداية القرن الماضي؟

- الدولة العثمانية كانت دولة خلافة إسلامية، وكان يحكمها الشرع الإسلامي الذي لا يقر قتل المدنيين الأبرياء أو إيذائهم.

وللجميع تحيتي واحترامي،

منذر أبو هواش

:fl:

سامي خمو
09/12/2007, 10:55 PM
الأستاذ الفاضل خليل الصمادي،

أشكرك على إثارة هذا الموضوع الحيوي.

المجازر التي ارتـُكبت في العالم عبر التاريخ مرتبطة ببعضها كحبات السبحة ولن تتوقف إلا عندما ينفرط عقد السبحة وتتطاير حباتها.

فالمذابح التي ارتكبها الأتراك العثمانيين ليس ضد الأرمن فحسب بل ضد الآشوريين أيضاً. حيث إن الأرمن فقدوا في هذه المذابح مليون ونصف إنسان بينما فقد الآشوريون نصف هذا العدد (أي 750,000). ناهيك عن مآسي طرد البقية الباقية من الأرمن والآشوريين من تركيا واقتلاعهم من منازلهم وقراهم وسوقهم كالبهائم سيراً على الأقدام لآلاف الأميال خارج تركيا باتجاه الدول العربية المجاورة بدون طعام أو ماء.

المذابح التي ارتكبها الأتراك العثمانيون شجعت النازية الألمانية على إبادة اليهود. فعندما حُذر المجنون هتلر من إن العالم سينتقم منه إذا أباد اليهود، قال كلمته المشهورة: "من يتذكّر مذابح الأرمن؟".

وهكذا يتضح إن تركيا يحتمل أن يكون لها ضلع غير مباشر في المذابح التي ارتكبها اليهود ضد الفلسطينيين. فلولا المذابح التي ارتكبها الأتراك العثمانيين ضد الأرمن والآشوريين لكان من المحتمل ألا تتجرأ النازية على حرق اليهود. ولولا تعرض اليهود إلى القتل والإبادة في أوروبا لكان من المحتمل ألا يغادروها ويهاجروا إلى فلسطين ويتسببوا في مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة إلى يومنا الحاضر.

ناهيك عن المذابح التي حدثت في البوسنة والهرسك وفي رواندا. فكلها تقع ضمن مسلسل المذابح التي ارتكبت في السابق.

وما لم تعترف تركيا وتعتذر عن المجازر التي ارتكبتها تركيا العثمانية ضد الأرمن والآشوريين سوف يستمر القوي في ذبح الضعيف.

لذلك فإن بيع الأرمن والتغاضي عن إدانة تركيا في الكونجرس الأمريكي سوف يساهم في استمرار مسلسل الجرائم ضد الإنسانية في العالم.

تحية ملؤها الحزن،

سامي خمو

منذر أبو هواش
09/12/2007, 11:22 PM
تحية ملؤها الحزن،
سامي خمو

القتل وقوده المزاعم والادعاءات ...
والظلم سببه عدم تقديم الأدلة والبينات ...
فما هي أدلتكم على صدق ادعاءاتكم ...؟

منذر أبو هواش

.

طه خضر
10/12/2007, 12:07 AM
إن المذابح المروّعة التي ارتكبت عبر التاريخ، بل وتمّ توثيقها وتسجيلها بما لا يمكن نفيه وذلك عبر ما كتبه المؤرخون ولم يختلفوا عليه تبتدئ من قيام الامبراطور نيرون بإحراق روما وتستمرّ مارّة بالمذابح والمجازر التي ارتكبها الصليبيون والمغول وتمتد إلى عصرنا الحديث وظهور نجم الاستعمار ومن ثم أفوله وما واكب ذلك من مذابح يندى لها جبين البشريّة في الجزائر والعراق وليبيا وفلسطين "وحديثا في البوسنة والهرسك " وتحت سمع وبصر عصبة الأمم ومباركة القيادات الروحيّة للدول الاستعماريّة، ناهيك عن دور البابوات عبر التاريخ والذي أثبت المؤرخون بما لا يدع مجالا للشك أن البعض منهم كانوا يهودا أو بجذور ٍ يهوديّة يتقدمهم البابا هيلد براند الثالث، بل وإن سوادهم الأعظم حض على هذه الأفعال الشنيعة وباركها أيما مباركة.

لقد غذى الاستعمار وعبر سلطته المستمدة من مباركة القيادات الروحيّة هذه النزعة وباركها بكل خطواتها عبر مسميات مختلفة، وهذا ليس في العهد الحديث فقط؛ ففي الوقت الذي كان فيه المسلمون يسامحون ويغفرون ويعملون بقاعدة اذهبوا فأنتم الطلقاء، كان أعدائهم يهاجمون بلا هوداة، ولا يرحمون بشرا أو شجرا أو حجرا، والتاريخ هنا هو الشاهد الذي لا يمكن تكذيبه؛ ففي الوقت الذي ينتقي فيه البعض الحوداث البسيطة والتي لا تذكر ويصنع منها غولا لا قبل لأحد به، يسمح لنفسه بغض الطرف عن فعائل الصليبين في بيت المقدس وبلاد الشام وما قابلهم به الناصر صلاح الدين من عفو ٍ جعل اللبيب منهم في حيرة من أمره، حيث كان يقاتلهم في النهار ويرسل لهم الفواكه والدواء والماء البارد في الليل. لقد سجـّل التاريخ جلّ المجازر التي ارتكبت منذ بداية القرن المنصرم، ووثقها صورا وتسجيلا حيا، ولا نعرف كيف أغفل تسجيل ما يسمى بمذابح الأرمن، وبالشكل التي هوّل له وقدمه المنتصر الذي يكتب التاريخ حتى لو كان كذبا.

لقد انهارت الامبراطورية العثمانية وبات همها بعد ذلك لملمة جراحها والتخندق على نفسها لترميم البقايا التي أبقتها لها القوى الاستعمارية الجديدة لا عن طيب خاطر، بل بسبب استبسال الجندي العثماني الذي سجل له التاريخ أنه ما مات مدبرا يوما، بل هو الجندي الوحيد الذي لا يوجد في قاموسه العسكري مصطلح " إلى الخلف درّ" ، وبينما كان هو منشغلا بتضميد جراحه، ولملمة أشلائه، كان عدوه المنتصر يكتب تاريخا أسودا لحوادث عابرة صنع منها مذابح رهيبة وألصقها بضحيّته، وهو على يقين وقتها أن من سيأتون بعده لن يقرأوا إلا ما خطت يداه هو، حتى لو كان كذبا وزورا وتلفيقا، وكان من نتاج ذلك ما نطالعه الآن من كتب وما نشاهده من أعمال ٍ تلفزيونية لا تقدم العثماني إلا بمظهر الدموي المرتشي والظالم المستبد، متناسية أن آخر سلاطين آل عثمان رفض بيع فلسطين بوزنها ذهبا، بينما فرّط بها من تآمروا عليه وباعوها بلا ثمن!!

منذر أبو هواش
10/12/2007, 12:47 AM
الشهداء الأتراك العثمانيون
في السلط والأردن وفلسطين
والبلاد العربية الأخرى

قد لا يستطيع الكثيرون منا تخيل حجم التضحيات التي بذلتها الجيوش العثمانية أثناء محاولاتها للدفاع عن الأراضي الشاسعة للدولة العلية العثمانية أمام الهجمة الاستعمارية للدول الغربية العظمى خلال الحرب العالمية الأولى في بداية القرن العشرين. تلك الجيوش التي استطاعت أن تزرع في جنودها كافة المفاهيم النبيلة مثل التضحية بالنفس والإقدام والشجاعة والحماس والتقدم المستمر إلى الأمام باتجاه خطوط الأعداء لكنها لم تستطع كما يبدوا وكما شهد لها الأعداء أن تزرع في جنودها مفاهيم الاستسلام أو الانسحاب خلفا إلى خط الدفاع الثاني وما يليه من خطوط.

فالمتصفح للوثائق التاريخية الغربية يمكنه بسهولة أن يدرك حجم المواجهة وحجم المكابدة التي عانتها الجيوش البريطانية المليونية بقيادة الجنرال اللنبي أثناء المعارك والهجمات التي جرت في معظم المدن والمناطق العربية والمدن والمناطق الفلسطينية والأردنية على وجه الخصوص في مواجهة الجنود العثمانيين الأتراك الذين لم يكونوا يسمحون للعدو بالمرور إلا على أجسادهم بعد أن يصدوه على أعقابه المرة تلو المرة.

وكانت القوات البريطانية المليونية المكونة من البريطانيين والاسكتلنديين والايرلنديين والويلزيين والأنزاك الأستراليين والنيوزيلنديين والهنود بقيادة الجنرال اللنبي تتبع أسلوب القتل الجماعي التطهيري مما أدى إلى استشهاد الغالبية العظمى من الجنود العثمانيين بحيث لم يكن يتبقى منهم من يحدث عنهم أو ينقل الأخبار عن بطولاتهم.

ومن بين هؤلاء الشهداء الأتراك الأبرار كان شهداء هجمات عمان (وادي الرمم وغيره من المناطق) وشهداء هجمات السلط (قلعة السلط وما حولها) حيث استشهدوا جميعا ولم يتبق منهم من يحكي القصص عن بطولتهم وبسالتهم.

أما شهداء السلط الذين كانوا يحمون المدينة ويؤمنون الحماية لممر وادي شعيب الاستراتيجي القريب نظرا لكونه الممر الرئيسي للمسافرين والقوافل بين الأردن وفلسطين فقد كانت توجد بينهم وبين أهل السلط علاقة قوية حميمة. لدرجة أن أهل السلط حفظوا الجميل وساعدوا في دفن الشهداء الأتراك العظام (ثلاثماية شهيد أو أكثر) في ضريح يليق بهم وبذكراهم العطرة. فدفن بعضهم في المقبرة المجاورة للقلعة والتي أسموها ولا يزالون "مقبرة الأتراك" وبعضهم في المغارة القريبة التي أصبحت تسمى الآن بـ "مقبرة الشهداء الأتراك" وأضحت بذلك واحدة من المعالم المهمة لمدينة السلط.

أما قلعة السلط الواقعة على قمة جبل القلعة (رأس الأمير سابقا) فيقول المؤرخون بأنها كانت تشبه قلعة عجلون وكانت محاطة بسور ضخم وخندق عريض وأنها كانت مربوطة بأحد العيون في وسط المدينة من خلال نفق سري.

ونظرا للأهمية الاستراتيجية والتاريخية للقلعة فقد حرص الملوك الأيوبيون والسلاطين والخلفاء العثمانيون في العهود المختلفة على ترميمها وصيانتها باستمرار لكنها تعرضت للتدمير عام 1840 من قبل الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا أثناء ثورة نابلس وفي عام 1918 من قبل جيوش الاحتلال البريطاني أثناء هجمات السلط بحيث وصلت إلى هذه الحالة البائسة التي هي عليها اليوم.

منذر أبو هواش

:fl:

راضي عبد المنعم
10/12/2007, 06:10 AM
إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى

بقلم د. هاني السباعي
hanisibu@hotmail.com
مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
هذا مقال للرد على زعم إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين على النحو التالي:
أولاً: تقدمة.
ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع.
ثالثا: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين أمثلة ونماذج.
رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية.
خامساً: صفوة القول.

أولاً: تقدمة:

لقد تبنى هذه الأكذوبة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين) من استخدم الأرمن في تحقيق مطامعه السياسية فهم أنفسهم أعني روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم بغير حق معظم الأراضي التي طردت المسلمين منها في خلال حروبها المستمرة لعدة قرون مع الدولة العثمانية! فقد كانت روسيا القيصرية تمارس إرهاباً منظماً ضد رعايا الدولة العثمانية حيث كانت تبيد مدائن وقرى كاملة كانت عامرة بالمسلمين، ومن تبقى على قيد الحياة منهم كانت تجبره على النزوح القسري مستولين على كل ممتلكات هؤلاء المسلمين المظلومين الذين تعرضوا لأبشع عملية استئصال جماعي في تاريخ البشر! وفي نفس الوقت كانت القوات الروسية بزعم الدفاع عن المسيحية! تقوم بعملية إحلال وتجديد من خلال توطين الأرمن الموالين لها في حروبها مع الدولة العثمانية أراضي المسلمين الذي هجروها قسراً أو قتلوا إبادة! وقد كانت روسيا القيصرية تمد المتمردين الأرمن بالمال والسلاح والعتاد بمجرد حدوث أدنى نزاع بين مسلم من رعايا الدولة العثمانية وأرمني موال لروسيا القيصرية فلم يكن مسموحاً للمسلم أن يرد عدوان عصابات الأرمن التي تغير على القرى وتنتهك الأعراض فإذا حاول المسلم أن يدافع عن عرضه وأرضه تقوم هذه العصابات المدعومة روسيا بإبادة القرية وحرق من فيها!
لقد استخدمت روسيا المتمردين الأرمن لتوسيع مناطق نفوذها واحتلال البلاد الخاضعة للدولة العثمانية وهذا ما ساعد فيما بعد على تكوين الاتحاد السوفيتي منذ الثورة البلشفية عام 1917م!
وأكد على ذلك لورانت شابري وآني شابري في كتابهما (سياسة وأقليات في الشرق الأدنى ترجمة د.ذوقان قرقوط ص311) رغم أنهما لم يكونا محايدين على الإطلاق في كتابهما المذكور! لكن على أية حال فقد ذكرا رغم تعصبهما للأرمن: "وقد أبصر الأرمن الباقون في أرمينيا، الخاضعون من جهة للأتراك ومن الجهة الأخرى للفرس، أملاً كبيراً في نهاية القرن الثامن عشر وهم يرون إلى القوة الروسية، القوة المسيحية تظهر على مسرح الشرق الأدنى. وتظهر الرغبة في الامتداد إلى ما وراء القوقاز، نحو الجنوب والجنوب الشرقي. قبل ذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حاولا الأرمن -عبثاً بلا جدوى-العثور على عون في الغرب المسيحي، متوقعين تدخلاً عسكرياً من الدول الغربية ينقذهم من النير التركي. ولم تثبط روسيا هذه الآمال الجديدة، واجدة في جيوش المتطوعين الأرمن التي شنت على الفرس، احتلال الأراضي التي تشكل اليوم صورة تقريبية أرمينيا السوفيتية" أهـ.
لعل متسائلاً يقول متى ظهرت المسألة الأرمنية دولياً؟ ولماذا يصر الأرمن على أنهم قد تعرضوا للإبادة على أيدي العثمانيين؟
للإجابة على هذا نحاول أن نسلط الضوء على المحاور التالية:

ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع:

المحور الأول:

لقد تم تدويل المسألة الأرمينية لأول مرة بموجب معاهدة (سان ستيفانو):فعقب انتهاء الحرب الروسية التركية لعام 1877م – 1878م عقد الطرفان معاهدة سان ستيفانو وبرلين عام 1878م حيث مهد البند رقم 16 والبند رقم 61 بتدويل المسألة الأرمنية التي لا تزال تستخدم فزاعة لابتزاز الأتراك حتى وقتنا الحاضر.

المحور الثاني:

لا بد من دراسة الحقبة التاريخية التي يزعم الأرمن أنهم قد تعرضوا فيها للإبادة وهي تقريباً الفترة من (1821م إلى 1922م).. مع دراسة منطقة جغرافية كبرى كانت خاضعة للدولة العثمانية من قفقاسيا إلى الأناضول والبلقان بما في ذلك بلغاريا واليونان حيث كان معظم سكان هذه الأراضي الشاسعة يدينون بالإسلام!
وهناك بالفعل دراسات جادة حول هذا الموضوع رغم ندرتها مثل الدراسة التي أعدها جستن مكارثي في كتابه (نفي وموت) حيث قامت بدعمه وتمويله (هيئة وقف الولايات المتحدة الأمريكية القومي للدراسات الثقافية للبحث في الحرب العالمية الأولى وآثارها، ومؤسسة الدراسات التركية للبحث في وفيات وهجرات الأتراك بالاشتراك مع بعض الجامعات الأمريكية والبريطانية.. ويعتبر هذا البحث من أفضل ما كتب في هذا الشأن رغم تحفظنا على بعض الملاحظات التي لا تقلل من قيمة البحث وجديته والجهد المبذول فيه وقد ترجم إلى اللغة العربية في الكتاب الموسوم (الطرد والإبادة) نشرته قدمس للنشر والتوزيع بدمشق وهو كتاب جيد في مجاله. وبالطبع فإن دراسة هذه المنقطة جغرافيا وتاريخيا وطبيعة الصراع القائم في تلكم الحقبة يحتاج إلى العديد من الأبحاث والدراسات الوثائقية ليستبين للمنصفين من ذوي العقول عظم الفرية التي يرددها الغرب حول ما يسمى (بإبادة الأرمن)! في الوقت الذي يتجاهل فيه الكتاب الغربيون مصير ملايين المسلمين الذي شردوا من أوطانهم وقتلوا على أيدي الروس والأرمن والبلغار واليونان والصرب في نفس الحقبة المذكورة حتى عام 1922م !


وعلى حد تعبير مكارثي: "كانت هناك مجتمعات مسلمة في منطقة بحجم أوربا الغربية كاملة قُلصت أو أبيدت. تقلصت مجتمعات البلقان التركية العظيمة إلى جزء من أعدادها السابقة. في القفقاس طرد الجركس واللاز والأبخاز والأتراك وآخرون من جماعات مسلمة صغيرة. تغيرت الأناضول، وغربي الأناضول وشرقيها أقرب إلى الخرائب. أنجزت إحدى أكبر مآسي التاريخ" أهـ (مكارثي: ص327 بتصرف).

المحور الثالث:

دور جماعة الاتحاد والترقي في إسقاط الخلافة العثمانية وذلك عام 1908م وإجبار السلطان عبد الحميد الثاني على الاعتزال! وإدخال فقرة في الدستور الجديد تسمح لكل المواطنين العثمانيين بالتسلح مما وفر غطاءً قانونياً للأقليات بالتسلح! واستغل الأرمن هذا التشريع الجديد بجمع وتخزين الأسلحة التي حابوا بها المسلمين وقتلوهم! حيث بدأ العدوان الأرمني على المسلمين في مدينة أطنة Adana قبل منتصف عام 1909م بقيادة أسقف مدينة (أسفين) المدعو موستش!

المحور الرابع:

دور السفراء والقناصل الغربيين والمبشرين البروتستانت الأمريكيين في تضليل الرأي العام ونشر تقارير مبالغ فيها عن قتلى الأرمن وغض الطرف عن قتلى المسلمين بل وتعمد الكذب في أحايين كثيرة وقد كان للقنصل الأمريكي المتهم بالتعصب للأرمن دور في نشر هذه الأضاليل! ولم يكن القنصل الفرنسي أقل افتراءً من القنصل الأمريكي والروسي وغيرهم!
وللأسف الشديد فإن السلطان عبد الحميد كان يثق في أن الحكومة البريطانية تريد الحفاظ على وحدة الممالك العثمانية! لكنه كان قد استفاق بعد فوات الأوان! يقول روبير مانتران في كتابه تاريخ الدولة العثمانية وهو كتاب فيه كثير من الآراء غير السديدة! يقول في الجزء الثاني من الكتاب المذكور: "ومنذ 1878 إلى 1879م يبدأ عبد الحميد في الاشتباه في أن إنجلترا تريد التخلي عن سياستها التقليدية الخاصة بالحفاظ على وحدة الأراضي العثمانية. وهذه الشكوك تغذيها الضغوط التي تمارسها الحكومة البريطانية على السلطان عبد الحميد حتى يضطلع بالإصلاحات الموعودة في الولايات الأرمنية؛ ويزيد من احتدادها تولي(جلادستون) زعيم حزب الأحرار لرئاسة الحكومة البريطانية في مايو عام 1880م، وهو عدو سافر للأتراك منذ مذابح بلغاريا. وتؤكدها بشكل ما هيمنة لندن على مصر عام 1882م. فمنذ ذلك الحين شهدت الديبلوماسية الإنجليزية، على نحو ما ينظر إليها في استنبول، انقلاباً كاملاً"أهـ (روبير مانتران: تاريخ الدولة العثمانية/ترجمة بشير السباعي/دار الفكر للدراسات والتوزيع/القاهرة/ج2 ص165).

المحور الخامس:

الدعاية الغربية المضللة التي كانت تنشرها وسائل الإعلام من قلب للحقائق وتصوير المسلمين على أنهم همج وبرابرة متوحشون! وفي المقابل تصوير الأرمن على أنهم أتقياء بررة وعباقرة أذكياء متسامحون!

المحور السادس:

لقد ظهرت هذه المشاكل والقلاقل التي أثارتها القوى المعادية للدولة العثمانية في مناطق نفوذها في القفقاس والقرم والبلقان والأناضول وأثرت على مصير المسلمين في هذه المساحات الشاسعة بسبب عدة عوامل أساسية:


(أ) ضعف الدولة العثمانية وشيخوختها حتى وصفت بعد ذلك بالرجل المريض.


(ب) التحريض على الوعي القومي المسيحي بين الطوائف التي تعيش في كنف الدولة العثمانية فقد حرصت الدول الكبرى الطامعة في تقسيم أملاك الدولة العثمانية على تحريض الطوائف غير المسلمة على التمرد وإحياء النعرات القومية كما حدث مع الأرمن والبلغار واليونان والصرب!. وهذا ما أشار إليه روبير ما نتران:"والواقع أن الحركة القومية الأرمنية بعد عام 1878 يرتبط إلى حد بعيد بالتحليل الذي أجره المثقفون الأرمن للاستقلال البلغاري: فقد تم الحصول على هذا الاستقلال بفضل أوروبا، فعلاً، لكنه تم أساساً بفضل الأساليب العنيفة التي لجأت إليها (اللجان الثورية البلغارية). وهكذا فإن النموذج البلغاري يهيمن على تفكير المناضلين الأرمن، خاصة أولئك الذين سوف يتجهون إلى إنشاء المنظمات الأولى. والواقع أن الأحزاب الثورية الأولى تبدأ في الظهور في أواسط ثمانينيات القرن التاسع عشر: حزب (أرمينكان) الذي تأسس في (فان) عام 1885م على أيدي عدد من المربين، ثم الحزبان الكبيران اللذان، خلافاً للحزب الأول، سوف يجري تأسيسهما على أيدي أرمن من القوقاز ليس لهم مع أرمينيا التركية غير القليل من الروابط: الهينتشاق(الجرس) الذي تأسس في جنيف عام 1887م، والداشناق (الاتحاد الثوري الأرمني) الذي تأسس في عام 1890م في تفليس" أهـ (روبير مانتران: ج2 ص217).

(ج) التوسع الاستعماري الروسي الذي ظل يبتلع أملاك الدولة العثمانية قطعة قطعة.

هكذا نستطيع من خلال هذه المحاور فهم الملف الأرمني الذي يستخدمه الغرب ضد الدولة التركية الحديثة رغم ابتعادها عن الإسلام ومحاربتها له عن طريق علمنة كافة المناحي الحياتية في تركيا بغية إرضاء الغرب والدخول في جنة الاتحاد الأوروبي الموعودة! ذلك الاتحاد الذي لا ولن يرضي عن دخول تركيا حتى تلج تركيا (سم الخياط)! فقادة الغرب يعلمون جيداً أن كمال أتاتورك قد فعل ما لم يكن الأوروبيون أنفسهم يحلمون به! وفي نفس الوقت يعلمون أن الشعب التركي رغم ابتعاده كثيراً عن الإسلام الحقيقي غير أن روح الإسلام لا تزال تسري في جسده وأن هناك حنيناً لعودة عظمة الإسلام التليد أضحت تنتشر في الآونة الأخيرة رغم محاولات العسكر حصار هذه الروح وخنقها في مهدها! لذلك يتخوف القادة الأوروبيون بدخول تركيا الاتحاد الأوربي لأنهم يعتقدون أن هذا الاتحاد الأوروبي ناد مسيحي! لا يسمح للمسلمين بعضويته!
ورغم تحالف تركيا مع أميركا إلا أن قادة الولايات المتحدة غير مطمئنين على مصالح بلادهم في المستقبل البعيد لذلك فإنهم سيتبنون في نهاية المطاف قراراً بإدانة تركيا في إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين! بغية ابتزاز تركيا واتخاذ هذا القرار تكأة لحصار تركيا اقتصادياً والتدخل عسكرياً إن خرجت تركيا عن علمنتها المتطرفة وغيرت بوصلتها إلى الحكم بالإسلام في المستقبل القريب أو البعيد! لأنه في هذه الحالة ستتحالف أوروبا وأمريكا في حرب ضروس أشبه بحرب عالمية ثالثة أو رابعة أو خامسة ضد تركيا لاستعادة القسطنطينية وضمها إلى الغرب!

ثالثا: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين:

لقد كان للولاء الديني الدور الأبرز في الصراع بين روسيا القيصرية والدولة العثمانية حيث لم يكن مفهوم الجنسية قد ظهر في تلك الحقبة وقد أكد على هذا مبدأ الولاء الديني مكارثي في كتابه المذكور آنفاً: "من الواضح أن الأرمن في ظل الحكم الروسي والعثماني كانوا يرون بعضهم إخوة، مهما كانت جنسياتهم والأمر نفسه صحيح عند المسلمين. من غير المؤكد إذا كان مفهوم الجنسية، بالمقارنة بالانتماء الديني، توطد على نحو كبير في أي من القفقاس أو شرقي الأناضول قبل عشرينيات القرن العشرين. في الشرق شعر المسلم القفقاسي بأنه أقرب إلى مسلم أناضولي منه إلى أرمني قفقاسي تماماً كما نسب الأرمني الأناضولي الشرقي نفسه إلى أرمن القفقاس، وليس إلى المسلمين الأناضوليين. إن انتماءهم الرئيس لجماعاتهم الدينية برهنت عليه حروب القفقاس وشرقي الأناضول المرة تلو الأخرى" (جستن مكارثي: الطرد والإبادة ص49 بتصرف).


أقول إن مبدأ الولاء الديني ليس مستغرباً في تاريخ الأمم، لكن المستغرب أن يتم إقصاء هذا المبدأ في تقويم طبيعة الصراع عبر التاريخ. وللتدليل على أهمية الولاء الديني أن روسيا القيصرية كانت تضطهد الكنيسة الأرمينية ثم غيرت معاملتها لهم في عهد بطرس الأكبر! للاستعانة بهم في حروبهم التوسعية ضد الدولة العثمانية وقد تفهم ذلك الأرمن على أساس أنهم والروس ينتمون في النهاية إلى الديانة النصرانية وأن عدوهم واحد (الدولة الإسلامية العثمانية)! والحقيقة أن الأرمن تعاملوا بنفس المنطق مع الفرنسيين وشكلوا فيلقاً يتبع الجيش الفرنسي في قليقلية عاث في الأرض فساداً على أساس أن الفرنسيين أيضاً إخوانهم في العقيدة وعدوهم مشترك! وكان للمبشرين البروتستانت الأمريكيان دور بارز في تأجيج الصراع وكانت الأخوة الدينية هي التي تربطهم مع الأرمن بل وتحجب حقيقة المجازر التي كانت يرتكبها الأرمن في حق المسلمين! وليس هذا تعصباً مني ومغالاة في فهم طبيعة الصراع فجميع الشواهد التاريخية تؤيد ذلك والواقع المعاصر يعضد هذا الرأي! راجع مناطق الصراع في العالم: فلسطين/العراق/ كشمير/أفغانستان/بورما/تايلاند/البوسنة والهرسك/الجبل الأسود/الصومال/دار فور/التضييق على المسلمين في الغرب)!! هل كل ذلك مصادفة وبدون قصد ولا دخل للولاء الديني في هذا الصراع وشن هذه الحروب الظالمة؟!

أمثلة على ولاء الأرمن للروس وتمردهم على الدولة العثمانية:

لقد ذكر مكارثي في دراسته العديد من الشواهد التاريخية على ولاء الأرمن لروسيا ونحن بدورنا نلخص أهم هذه الشواهد عبر النقاط التالية:


الأول: في عهد القيصر بطرس الأكبر بدأ يقوى اتكال الأرمن على روسيا وأملهم في مساعدات من هذا الجانب منذ غارات الروس الأولى على القفقاس منذ حكم بطرس المذكور حين أسسوا قوة عسكرية ليساعدوا غزو القياصرة المنطقة، تعهد الأرمن القفقاس بالولاء والدعم للقياصرة الروس.


الثاني: في خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دعم الأرمن (رؤساء كنائس/علمانيون/وبقية طوائف الشعب) الغزو الروسي لولايات المسلمين في القفقاس والإطاحة بحكامها المسلمين.


الثالث: علم الأرمن جواسيس للروس ضد حكامهم المسلمين سواء العثمانيين أو الأرمن الذين كانوا رعايا الدولة الفارسية.


الرابع: حين كانت مدينة دربند Derbendتحت الحصار الروسي عام 1796م أرسل سكانها الأرمن إلى الغزاة معلومات عن مصادر الإمداد المائي للمدينة، ما أتاح للروس أن يهزموا أهل (خان دربند).


الخامس: صرح رئيس أساقفة أرمني (أرغوتنسكي - دولغوروكوف) علانية في تسعينات القرن الثامن عشر، بأمله وإيمانه أن الروس سيحررون الأرمن من حكم المسلمين.


السادس: الرعايا الأرمن للإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية، وكذلك الأرمن الذين يعيشون في الإمبراطورية الروسية قاتلوا إلى جانب الروس ضد بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية في حروب أعوام (1827م إلى 1829م) وحرب القرم.


السابع: أبدى الأرمن في الأناضول العثمانية ولاءهم للقضية الروسية بعملهم جواسيس بعملهم للروس.


الثامن: كان الأرمن يعبرون من الأناضول الحدود ويقدمون تقارير عن تحركات القوات العثمانية في جميع حروب شرق الأناضول.


التاسع: لقد ساعد الأرمن الأناضوليون الجيوش الروسية الغازية في عام 1827م وعندما غادر الجيش الروسي اتبع آلاف الأرمن هذا الجيش خارج الأناضول.


العاشر: خلال حرب القرم، قدم الأرمن معلومات استخباراتية من مدينة قارص Kars المحاصرة للروس.


الحادي عشر: مهد المرشدون الأرمن من الأناضول العثمانية الطريق للغزاة الروس في عام 1877م.


الثاني عشر: رحب أرمن وادي الشكرد Elsekirt بالجيوش الروسية الغازية في عام 1877م، وعندما انسحب الروس غادر الجميع معهم.


الثالث عشر: كان الأرمن في الأناضول والقفقاس حلفاء للروس في الحرب العالمية الأولى. لقد بدأ اتكال المتمردين الأرمن في الأناضول على الروس واضحاً بحلول منتصف القرن بالثورة في زيتون Zeyton عندما كانت هناك حاجة إلى موارد مالية لتقوية دفاعات زيتون ضد العثمانيين في عام 1854م بينما كان العثمانيون يقاتلون الروس في حرب القرم، حاول الثوار الأرمن الحصول على مساعدات مالية من الروس.


الرابع عشر: في عام 1872م كتب سكان أرمن وان Van كونهم جالية إلى نائب الإمبراطور الروسي للقفقاس يطلبون المساعدة ضد حكومتهم؛ فقد طالبوا أن يصبحوا من الرعايا الروس وعلى نحو محدد بدأوا يجمعون أسلحة!.


الخامس عشر: توالت الاتصالات بين الأرمن العثمانيين والإمبراطورية الروسية ضمن نشاطات الجماعات الثورية الأرمنية الرئيس، خصوصاً الطاشناق. وكانت أرمينية الروسية مركزاً لتجميع الأسلحة والتنظيم الثوري الموجهين ضد العثمانيين.


السادس عشر:حول رئيس دير للراهبات (باغرات فاردابيت تافاكليان أو آكي) دير ديرك Derik على الجانب الفارسي للحدود العثمانية الفارسية، إلى مستودع أسلحة ونقطة تسلل المتمردين الأرمن في الإمبراطورية العثمانية.


السابع عشر: استمر أرمن وجورجيون خصوصاً أولئك الذين كان لهم أقارب في إيران أو كانوا متورطين في أعمال هناك، في أن يكونوا مصادر مهمة للمعلومات عند المسؤولين الروس لذلك، كان لهم تأثير في القرارات السياسية والتكتيكية الروسية. أمر القيصر ألكسندر تسيتسيانوف أن يقصد البطريك دانييال وأتباعه


الثامن عشر: قدم دانييال Daniel المرشح المدعوم من الروس لمنصب بطريرك الكنيسة الأرمنية (بعد وفاة أرغوتنسكي-دولغوروكوف) المعلومات للروس.


التاسع عشر:في عام 1808م كافأ ألكسندر دانييل برهبنة (سان آن) من الدرجة الأولى، لخدماته في تقديم معلومات للروس. على مدى السنوات التالية، بينما كان الروس يقاتلون لتوسيع جبهتهم إلى الكور Kur والآراس Aras استمر الأرمن في إرسال رسائل إلى المسؤولين الروس يشجعونهم فيها على الاستيلاء على المناطق التي يحكمها المسلمون وإنقاذ الأرمن من اضطهاد المسلمين.


العشرون:لقد سهلت علاقة المتمردين بالكنيسة الأرمينية نشاطاتهم إلى حد بعيد، كونها هيئة استطاعت أن تجتاز الحدود بسهولة وفي استنبول نفسها كان لرجال الكنيسة من أساقفة وكهنة حرية التنقل ولم يكن يتعرض لهم الأرمن العثماني رغم أنه قد ثبت أن هؤلاء الأساقفة والكهنة كان يتنقلون الرسائل والتقارير والأموال إلى المتمردين وكانت بعض الأديرة والكنائس مستودعاً للأسلحة التي تسرب وتهرب إلى المتمردين الأرمن نظراً لعدم خضوع هذه الكنائس والأديرة للتفتيش الأمني!!


هكذا قد استعرضنا نماذج وأمثلة لولاء الأرمن للروس في زمن الحرب والسلم مما ينسف مرثيتهم الملفقة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين)! ولمزيد من التأكيد على صحة ما ذكرناه نورد هذه الشهادة.

رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية:

هذه الشهادة عبارة عن تقرير لرجلين لم يكونا متعاطفين مع العثمانيين المسلمين بل كانا متعصبين للأرمن وجاءا إلى المنطقة على خلفية جاهزة سلفاً أن الأرمن شعب مستضعف ارتكب المسلمون مجازر جماعية بحقه حسب المعلومات المستقاة من وسائل الإعلام الغربية المضللة!، ومن المبشرين البروتستانت الأمريكيين الذين لم يكونوا جديرين بالثقة كلياً كشهود على معاناة المسلمين حيث كانوا بارعين في تدوين أعمال ضد الأرمن بتفصيل كبير، ولم يكونوا كذلك في تدوين أعمال عنف ضد المسلمين كما ذكر ذلك بعض المؤرخين! فمن هما هذان الشاهدان اللذان رجع إلى أميركا بغير الوجه الذي ذهبا به إلى شرقي الأناضول؟
إنهما النقيب إموري نيلز Emory Noles، وآرثر سذرلاند Arthur Sutherland حيث أمرتهما حكومة الولايات المتحدة الأمريكية باستقصاء الوضع في شرقي الأناضول. ونزل منطقة الأناضول وتجولا في جميع أنحاء المنطقة وسمعا شهادة الطرفين وفوجئا بحجم التزوير والتلفيق الذي اقترفه الأرمن وصعقا من هول معاناة المسلمين ومن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الأرمن بحق المسلمين! ولما لم يرق التقرير الحكومة الأمريكية تم استبعاده، ولهذا السبب لم يضمن تقريرهما وثائق لجنة التحقيق الأمريكية ومن فضل الله تعالى أنها لم تتلف بل كانت مخبأة ومدفونة في مواضيع لها صلة بملف الحرب العالمية الأولى في شرقي الأناضول! وقد قام كارثي بنشر هذا التقرير عام 1994م ثم نشره في كتابه (المسلمون والأقليات)! وأعاد نشره في كتابه (الطرد والإبادة) ولله الحمد والمنة!

أما عن تقرير (نايلز وسذرلاند):

جاء في تقريرهما: "المنطقة الممتدة من (بتليس) عبر (وان) إلى (بايزيد) أُخبرنا بأن الضرر والتدمير في كل هذه المنطقة كانا من فعل الأرمن الذين استمروا في احتلال البلد بعد أن انسحب الروس، والذين دمروا كل شئ يخص المسلمين مع تقدم الجيش التركي. علاوة على ذلك، اتُهم الأرمن بارتكاب أعمال قتل واغتصاب وإحراق عمد للممتلكات وأعمال وحشية رهيبة من كل وصف ضد السكان الأصليين. كنا في البداية في ريب كبير بشأن تلك الروايات، لكننا توصلنا في النهاية إلى تصديقها، لأن الشهادات كانت بالإجماع بكل ما في الكلمة من معنى وجرى تأييدها بالأدلة المادية. على سبيل المثال كانت الأحياء الوحيدة التي ظلت سليمة في مدينتي بتليس ووان أحياءً أرمينية، كما كان جلياً من الكنائس والكتابات على البيوت، بينما كانت الأحياء المسلمة مدمرة على نحو كامل. لا تزال القرى التي قيل إنها كانت أرمينية قائمة، بينما كانت القرى المسلمة مدمرة كاملة" أهـ (مكارثي: الطرد والإبادة ص250).


وجاء في تقريرهما أيضاً:
"إن الوضع العرقي في هذه المنطقة [بايزيد-أرضروم] متفاقم بشدة بسبب قرب جبهة أرمينية التي يأتي اللاجئون منها بروايات عن مجازر ووحشية وفظاعات ترتكبها الحكومة الأرمينية والجيش والشعب ضد السكان المسلمين. ومع أن بضع مئات من الأرمن يعيشون فعلاً في إقليم (وان)، إلا أنه من المستحيل أن يستطيع الأرمن العيش في المناطق الريفية لإقليم أرضروم، حيث يبدي الجميع ذروة الكراهية لهم. وهنا أيضاً خرب الأرمن القرى قبل أن ينسحبوا وارتكبوا المجازر وكل أنواع الأعمال الوحشية ضد المسلمين، وأعمال الأرمن هذه على الجانب الآخر من الجبهة تُبقي الكراهية للأرمن حية ومؤثرة، كراهية تبدو أنها على الأقل تُرغي وتُزبد في منطقة (وان). أكّد على وجود فوضى وجرائم في أرمينية لاجئون من جميع مناطق أرمينية وضباط بريطانيون في أرضروم" أهـ (مكارثي: ص251).
وقدم نايلز وسذرلاند في تقريرهما إحصائية؛ تعداد القرى والبيوت المسلمة الناجية من جحيم الحرب حول مدينتي (وان) و (بتليس) فقط وعلى سبيل المثال حيث أثبت أن الأرمن دمروا أكثر بيوت المسلمين ولم يبق أي أثر لجميع المباني والمنشآت الدينية الإسلامية! كما هو موضح في الجدول التالي:



الدمار في مدينتي وان وبتليس
مدينة وان

قبل الحرب
بعد الحرب 1919


منازل المسلمين
3400
3


منازل الأرمن
3100
1170




مدينة بتليس

قبل الحرب
بعد الحرب 1919

منازل المسلمين
6500
لا شئ

منازل الأرمن
1500
1000

أما عن القرى في إقليم وان وسنجق وبايزيد قبل الحرب والاحتلال الأرمني وبعدهما فجاء في إحصائية نايلز وسذرلاند: أن تعداد منازل المسلمين قبل الحرب في قرى إقليم وان كان (1373) منزلاً وانخفض بعد الحرب في 1919م إلى 350 منزلاً!! بينما كانت منازل الأرمن 112 منزلاً قبل الحرب فزادت بعد الحرب إلى 200 منزلاً! وفي قرى إقليم بايزيد كان عدد منازل المسلمين قبل الحرب 448 منزلاً صارت بعد الحرب في عام 1919م 243 منزلاً! بينما منازل الأرمن كانت قبل الحرب 33 منزلاً ظلت كما هي بعد الحرب 33 منزلاً!

وقد لخص نايلز وسذرلاند تاريخ مسلمي شرق الأناضول بدقة في ختام تقريرهما:

"ومع أنها لا تقع ضمن مجال تحقيقنا تماماً، إلا أن إحدى أبرز الحقائق التي أثرت فينا في كل بقعة من بتليس إلى طربزون هي أن الأرمن ارتكبوا ضد الأتراك في المنطقة التي اجتزناها كل أنواع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الأتراك في مناطق أخرى ضد الأرمن. كنا نشك في البداية إلى حد بعيد بالروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود جميعهم، واللهفة الجلية التي تحدثوا بها عن الأعمال الشريرة التي ارتكبها الأتراك في مناطق أخرى ضد الأرمن. كنا نشك في البداية إلى حد بعيد بالروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود جميعهم، واللهفة الجلية التي تحدثوا بها عن الأعمال الشريرة التي ارتكبت بحقهم، وكراهيتهم الواضحة للأرمن، والأقوى من ذلك كله الأدلة المادية على الأرض نفسها، جعلنا نقتنع بصحة الحقائق على نحو عام، أولاً إن الأرمن قتلوا مسلمين على نطاق واسع وبتفنن كثير في أسلوب الوحشية، وثانياً إن الأرمن مسؤولون عن أكثر التدمير للمدن والقرى. احتل الروس والأرمن البلاد فترة طويلة في عام 1915م وعام 1916م ويبدو أنه خلال تلك الفترة كانت الفوضى محدودة، مع أن الروس من غير ريب تسببوا بأضرار. في عام 1917م انحل الجيش الروسي تاركاً السلطة في أيدي الأرمن وحدهم. في تلك الفترة طافت على البلاد عصابات من الجيش الأرمني فنهبت وقتلت السكان المدنيين المسلمين. حين زحف الجيش التركي إلى أرزجان وأرضروم ووان، تفكك الجيش الأرمني وارتكب جميع الجنود النظاميين وغير النظاميين على تدمير ممتلكات المسلمين وارتكاب الأعمال الوحشية ضد السكان المسلمين. كانت النتيجة بلداً مدمراً كاملاً يحتوي على ربع عدد سكانه السابقين وثُمن مبانيه السابقة، وكراهية مريرة إلى حد بعيد من المسلمين للأرمن، ما يجعل عيش هذين العنصرين معاً مستحيلاً في الوقت الحاضر. أعلن المسلمون أنهم إذا أجبروا على العيش في ظل حكومة أرمينية فإنهم سيقاتلون، ويبدو لنا أنهم ربما ينفذون هذا التهديد. يشاركنا في هذا الرأي الضباط الأتراك والبريطانيون والأمريكيون الذين قابلناهم" أهـ (مكارثي: ص253، ص254).
هذه مجرد شهادة عن المجازر التي ارتكبها الأرمن ضد المسلمين خلال الحرب العالمية الأولى من 1914م إلى 1918م في إقليمي (وان) و(بتليس) شرق الأناضول فما بالنا لو تكلمنا عن نقصان عدد السكان المسلمين في الأقاليم العثمانية الشرقية مجتمعة مثل أرضروم وبتليس وديار بكر ومعمورة العزيز وسيواس وحلب وأطنة طرابزون من عام 1912م إلى عام 1922م سنجد أن أكثر 62% من مسلمي إقليم (وان) قد فقدوا! وفقد 42% من مسلمي بتليس، وفقد 31% من مسلمي أرضروم!! وأكثر من 60% قد فقدوا من مسلمي القفقاس!! أما في أقاليم غربي الأناضول مثل آيدين، وخداوندكار، وبيغا، وإذميد.. حيث قام الحلفاء بطرد اللاجئين الأتراك من البلقان التي كانوا يقيمون فيها وأعطوا ممتلكاتهم إلى اليونانيين! وتركوهم من دون مأوى! في أكبر سرقة جماعية علانية في التاريخ!! لقد كانت جريمة قتل عمد جماعي مع سبق الإصرار والترصد ضد المسلمين في القفقاس والأناضول والبلقان بمباركة قوى الاستكبار العالمي في تلك الحقبة الكئيبة والنهاية المأساوية للخلافة العثمانية التي ظلت شمسها تشرق في سماء العالم على مدار ستة قرون!!

خامساً: صفوت القول

هكذا استبان لنا بجلاء هشاشة هذه الفرية (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين)! التي يرددها الأرمن ومن يؤيدهم ويحرضهم !! لقد قتل ملايين المسلمين على أيدي الأرمن والروس واليونان والبلغار والصرب وغيرهم من القوى المعادية للدولة العثمانية المسلمة التي عاش في كنفها مختلف الطوائف في أمن وأمان!! ولم يطالب أحد بمعاقبة الجناة المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر الجماعية! المسلمون الذين كانوا ولا يزالون ضحايا هذه المجازر البشرية البشعة يقدمون على أنهم جناة متوحشون!


المشكلة الحقيقة في هذه الأنظمة المنتسبة إلى العالم الإسلامي في عدم مطالبتها ولو على استحياء بمعاقبة مرتكبي الجرائم المتكررة في حق المسلمين في القفقاس والشيشان التي انقرض سكانها! والشعوب التي أبيدت في البلقان والمقابر الجماعية في البوسنة والهرسك! وأكثر من ملوني مسلم في العراق لوحدها! واختفاء قرى ومدائن كاملة في أفغانستان خلال العدوان البربري من البريطانيين والروس والأمريكان والحبل على الجرار! هذه الأنظمة الجاثمة على أنفاس أمتنا لم تتخذ قراراً صائباً في حياتها لإنصاف شعوبها والمطالبة الجدية من الفرنسيس والإنجليز والأسبان والطليان والهولنديين والروس والأمريكان بتعويض ملايين الضحايا في الجزائر والمغرب وليبيا وتونس ومصر وإندونيسيا وماليزيا وكشمير وتايلاند والصومال والسودان!!


لقد نكأ الأرمن جراحاً لم تلتئم بعد! وجددوا أحزاناً لم تهدأ بعد! وأثاروا شجوناً لن تهدأ حتى تُعوض أجنة المسلمين في رحم المستقبل! إن العالم الغربي مدين بالاعتذار الصريح للمسلمين والتعويض اللائق جراء الجرائم التي ارتكبها في الحروب الصليبيبة قديماً وحديثاً ! نعم مطالب بالاعتذار والتعويض عن الإبادات الجماعية للمسلمين خلال عدة قرون!
أما أن نستجديهم ونسترحمهم في كل قضية ملفقة يثيرونها ونظل هكذا ندافع ونقدم قرابين الذل والهوان على عتبات مجلس الأمن والاتحاد الأوربي.. فهذا الهلاك بعينه! وخير لهذه الأمة أن تبتلعها الأرض من أن تعيش في ذل وانكسار!!


العيب في فينا كأمة رضيت بالدنية فصفقت لجلاديها ولم تطالب بمعاقبة قاتليها!


مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن

لندن في 7 من شوال 1428هـ الموافق 19/10/2007م

سامي خمو
10/12/2007, 07:29 AM
اقتباس:
الأستاذ الفاضل الدكتور منذر أبو هواش قال:

القتل وقوده المزاعم والادعاءات ...
والظلم سببه عدم تقديم الأدلة والبينات ...
فما هي أدلتكم على صدق ادعاءاتكم ...؟

منذر أبو هواش

__________________________________________________ __
الأستاذ الفاضل الدكتور منذر أبو هواش،

سأذكر لك جزءا يسيراً من قصة معاناة حقيقية لضحايا مجازر الأتراك ضد الأرمن والآشوريين.

المرحوم والدي اليتيم ذو الثمان سنوات قطع المسافة من جبال هكاري في جنوب تركيا سيراً على الأقدام إلى أن وصل إلى معسكر اللاجئين الذي أقامته الحكومة العراقية. وكان قد نجا من الإبادة على يد الأتراك مع ما تبقى من عشيرته بعد أن قتلوا والديه وأعمامه وأخواله ومعظم أفراد عشيرته.

من جهة أخرى هربت جدتي بجلدها حاملة ابنتها الرضيعة (والدتي) على ظهرها وقطعت نفس المسافة من جنوب تركيا إلى معسكر اللاجئين في بعقوبة بعد أن قتل الأتراك معظم أفراد قريتها. وعاشا في معسكرات اللاجئين إلى أن بلغا سن الرشد.

هذه قصة واحدة من آلاف القصص التي تحكي عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان!

مع خالص المودة.

سامي خمو

منذر أبو هواش
10/12/2007, 10:15 AM
[I]الأستاذ الفاضل الدكتور منذر أبو هواش

سأذكر لك جزءا يسيراً من قصة معاناة حقيقية لضحايا مجازر الأتراك ضد الأرمن والآشوريين.

المرحوم والدي اليتيم ذو الثمان سنوات قطع المسافة من جبال هكاري في جنوب تركيا سيراً على الأقدام إلى أن وصل إلى معسكر اللاجئين الذي أقامته الحكومة العراقية. وكان قد نجا من الإبادة على يد الأتراك مع ما تبقى من عشيرته بعد أن قتلوا والديه وأعمامه وأخواله ومعظم أفراد عشيرته.

من جهة أخرى هربت جدتي بجلدها حاملة ابنتها الرضيعة (والدتي) على ظهرها وقطعت نفس المسافة من جنوب تركيا إلى معسكر اللاجئين في بعقوبة بعد أن قتل الأتراك معظم أفراد قريتها. وعاشا في معسكرات اللاجئين إلى أن بلغا سن الرشد.

هذه قصة واحدة من آلاف القصص التي تحكي عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان!

سامي خمو

الأستاذ الفاضل سامي خمو،

الحرب كانت قاسية على الجميع، وكان هناك فلتان أمني، وكان هناك جوع وحرمان، وكان هناك ثأر وانتقام، وكانت هناك عصابات وقطاع طرق على طريق الهجرة من أعراق مختلفة، وكانت هناك أفعال وردود أفعال، وكان هناك قتل وقتل مقابل، ولم تكن الضحايا تعرف جلاديها.

كانت الظروف صعبة في جميع أنحاء الدولة العثمانية المتعرضة إلى الغزو الصليبي من كافة الجوانب، وكانت الغزاة يخوضون حرب إبادة شرسة ضد الدولة الإسلامية في أضعف أيامها. في ذلك الوقت كان أبي وأهله وأهل قريته في فلسطين يكادون يموتون جوعا بسبب نفاذ المؤن من قريتهم، وكانوا يبحثون عن البذار في روث الحيوانات من أجل البقاء على الحياة، فما بالك بالمهاجرين البعيدين عن بيوتهم وقراهم بلا زاد ولا طعام.

الحوادث الأليمة أثناء الحرب كانت تحصل في كل مكان مع الناس من كافة الطوائف والأعراق، وكانت هناك مبالغات من الناس، ودس من الأعداء والمتعاونين معهم. التاريخ لا يرى بعين واحدة، ولا يسجل من جانب واحد أو زاوية واحدة، ولا بد لمسجل التاريخ أن يكون محايدا، ولا بد من وضع كافة الأدلة والوثائق والأرقام والتواريخ على طاولة بحث واحدة.

التاريخ لا يبنى على حادثة هنا أو حادثة هناك، حكايتك مؤثرة نتعاطف معها، لكننا لا نوافق على انتقالك المباشر إلى استنتاجات واتهامات معينة من دون تواريخ ولا أرقام موثقة ولا ذكر للأماكن، وحتى هذه الحادثة الفردية المؤلمة التي عاشها أفراد من عائلتك ينقصها الكثير من عناصر التوثيق والأسماء والتواريخ، قل لنا عن أي تاريخ تتحدث، وعن أي حكومة عراقية تتحدث، وعن أي مخيمات تتحدث، وفي أية وثائق تاريخية ذكرت هذه المخيمات. أنتم ضحايا حرب والأرمن ضحايا حرب والأتراك ضحايا حرب ونحن ضحايا حرب، فلا تدعوا ثاراتكم وأحقادكم ومبالغاتكم تنتج حروبا أخرى.

تتحدث بسهولة عن مقتل 700 ألف من الأشوريين فكيف توصلت إلى هذا الرقم؟ ومن قتل كل هؤلاء الأشوريين؟ ولماذا يقتلهم؟ ألم يقتل الأشوريون أحدا؟ أم أنهم نوع من الملائكة يُقتلون ولا يَقتلون؟

لقد أثبت المؤرخون تهافت المزاعم الأرمنية من خلال تضارب الأرقام المذكورة في المراجع المختلفة، فهل لديك مرجع تاريخي واحد يتحدث عن مقتل هذه الآلاف المؤلفة التي تتحدث عنها، وعن الأماكن التي وجدوا بها، وعن الظروف التي قتلوا فيها؟

أسئلة بحاجة إلى أجوبة ...
حتى لا نوقظ مزيدا من الفتن ...
ولا نثير مزيدا من الأحقاد بين الأمم ...
ولكي لا نتسبب بإشعال المزيد من النيران في العالم ...

وبالله التوفيق ...

منذر أبو هواش

.

خليل الصمادي
10/12/2007, 12:06 PM
الإخوة كاتبو الردود المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاكرا لكم ردودكم الرائعة
أنا لا أنفي وقوع المجازر مطلقا ، كانت هناك مجازر ولكن بولغ فيها كثيرا لأن الهدف كان إسقاط الخلافة الإسلامية وهذا العمل كان لا بد من مسببات له
لعل الأرمن كانوا ضحايا من غرر بهم من أجل تشويه الخلافة فتمردوا على دولتهم فحل بهم ما حل .
كان مقصدي من المقال المراوغة الأمريكية والميكافلية التي تكيل بمكيالين فنبش الأمور الآن ليس على سواد عيون الأرمن بل من أجل ضرب حزب العدالة والتنمية وقد تبيع أمريكا كل شيء من أجل مصالحها وهاهي الآن سكتت فاين مشروع الإدانة أطلب من الأستاذ سامي ومن يؤيده أن يسألوا هذا السؤال المشروع لأمريكا

سامي خمو
12/12/2007, 08:17 AM
أرسل بواسطة خليل الصمادي
الإخوة كاتبو الردود المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاكرا لكم ردودكم الرائعة
أنا لا أنفي وقوع المجازر مطلقا ، كانت هناك مجازر ولكن بولغ فيها كثيرا لأن الهدف كان إسقاط الخلافة الإسلامية وهذا العمل كان لا بد من مسببات له
لعل الأرمن كانوا ضحايا من غرر بهم من أجل تشويه الخلافة فتمردوا على دولتهم فحل بهم ما حل.
كان مقصدي من المقال المراوغة الأمريكية والميكافلية التي تكيل بمكيالين فنبش الأمور الآن ليس على سواد عيون الأرمن بل من أجل ضرب حزب العدالة والتنمية وقد تبيع أمريكا كل شيء من أجل مصالحها وهاهي الآن سكتت فاين مشروع الإدانة أطلب من الأستاذ سامي ومن يؤيده أن يسألوا هذا السؤال المشروع لأمريكا

الأستاذ الفاضل خليل الصمادي،

أود أن أقدم لك جزيل الشكر على تصريحك بشأن عدم نفيك حقيقة حصول المجازر

ومع احترامي لرأيك فإنني أختلف معك بخصوص أسباب ارتكاب المجازر.

فلو فرضنا إن الأرمن والآشوريين غرر بهم الأجنبي لينقلبوا على الحكومة العثمانية وقام نفر منهم بحمل السلاح ضد الحكومة التركية، فهل يعتبر هذا الفعل مبررا لإبادة كل الأرمن والآشوريين وتهجير ما تبقى منهم بهذا الشكل الوحشي بضمنهم النساء والشيوخ والأطفال؟

الجواب طبعاً لا.

لإن فئة أخرى من شعب تركيا تمردت على الحكومة التركية وحملت السلاح ضدها على نطاق أوسع ولفترة تمتد إلى الوقت الحاضر أقصد بذلك الأكراد. فهل تعرض الأكراد إلى الإبادة والتهجير في تركيا كما تعرض لها الأرمن والآشوريون؟

الجواب لا!

والسبب في ذلك لا يخفى على اللبيب.

تدعي الحكومة التركية الحالية إن ما حصل مر عليه زمن طويل وحدث في أواخر العهد العثماني ولا علاقة لتركيا الحالية والشعب التركي الحالي بما حصل في السابق.

فهل يصح هذا المنطق؟

طبعاً لا!

لأن المجازر ارتكبت باسم الشعب التركي وباسم دولة تركيا.

إذن ما سبب المجازر؟

هذا الموضوع يتطلب إعداد بحث مطوّل.

مجرد فكرة!

يقال إن القصر الذي يقيم فيه رئيس وزراء تركيا حالياً اغتصب من تاجر أرمني!

أما بشأن السؤال الذي طرحته على العبد الفقير بخصوص مصير مشروع الإدانة وطلبك إلى العبد الفقير أن يسأل هذا السؤال المشروع لأمريكا، فأقول لك "غالي والطلب رخيص". سأتوجه بالسؤال إلى الحكومة الأمريكية.

ولكنني أود أن أذكّرك بإن مشروع مطالبة الأرمن بإدانة تركيا على المجازر التي ارتكبتها مضى عليه عقود من الزمن. المشروع حالياً في دور السبات، للأسباب التي تفضلت بشرحها، لحين نضوج الظروف التي تتيح إثارته من جديد. ولن يرتاح الإرمن إلا بعد أن تعترف تركيا وتعتذر ولا سيما إن الأرمن لم يعودوا وحدهم بل سيتكاتف معهم الآشوريون.

وفي الاتحاد قوة.

مع خالص الود.

سامي خمو

منذر أبو هواش
12/12/2007, 01:19 PM
الإخوة الأعزاء ...

أنا لا أستهين بالخسائر التي تعرض لها الأرمن وغيرهم من الطوائف والأقوام في الحرب العالمية الأولى لأسباب مختلفة، لكنني أعترض على المبالغات وعلى عدم الحيادية في التحليل، فكأن هؤلاء كلهم ماتوا قتلا، ولم يكن بينهم من مات من المرض أو الإرهاق أو الجوع والعطش أو بسبب اعتداءات قطاع الطرق، وأنا أعترض كذلك على توجيه الاتهامات الكيدية المقصودة إلى الحكومة العثمانية المختفية أو الحكومة التركية الحالية من غير أدلة موضوعية مقنعة.

فمشروع الإدانة هذا مرفوض لأنه لا يستند إلى أدلة وبينات ثابتة وصحيحة فضلا عن عدم جدواه بسبب عدم وجود المدعى عليه ألا وهو الدولة العثمانية التي انهارت وماتت وشبعت موتا منذ أكثر من قرن من الزمان.

كذلك فإن تحميل المسؤولية وتوجيه أصابع الاتهام إلى الدولة والحكومة التركية والشعب التركي ليس في محله، وذلك لأن حكومات الجمهورية التركية مثلها مثل كافة الحكومات التي قامت على أراضي الدولة العثمانية بعد انهيارها. فليست هي، وليس أي أحد غيرها وريثا للدولة العثمانية. وذلك لأن معظم الأنظمة الوليدة بعد الدولة العثمانية كانت أنظمة موالية للمنتصرين من أعداء الدولة العثمانية، وكانت الحكومة التركية الوليدة من أكثرهم عداءً للدولة العثمانية المنهارة ولتراثها وللإسلام والمسلمين.

لقد ركزت الحكومة التركية العلمانية الأولى ومن جاء بعدها من الحكومات على محاربة الإسلام ومحاربة القرآن الكريم الذي منعت طباعته لسنوات طويلة، وحورب علماء الدين الإسلامي المعارضين وعلقوا على أعواد المشانق، وقامت حملة مسعورة لتتريك البلاد ابتدأت بالأذان ولم تنته بطمس ما أمكن من المعالم والآثار العربية الإسلامية.

كذلك هو الأمر بالنسبة إلى الشعب التركي. فلماذا يوم تحميله المسؤولية لوحده عن هذه المجازر الوهمية الافتراضية المفتقرة إلى الأدلة الثابتة؟ ألم يكن هناك أقوام آخرون مواطنون في الدولة العثمانية؟ لماذا يتهم الأتراك على وجه الخصوص؟ ولا يتهم العرب ولا الأكراد ولا الشركس ولا الشيشان ولا اليونانيون ولا اليهود ولا غيرهم من المواطنين؟ كيف يمكنكم فصل وسلخ المواطنين الأتراك اليوم عن غيرهم من مواطني الجمهورية التركية من العرب والأكراد والأرمن والشركس والشيشان واليونان واليهود وغيرهم؟ أم أنكم تتهمون الشعب التركي بكل فئاته وشرائحه بمن فيهم الأرمن الأتراك أو الأتراك من أصل أرمني.

الشعب التركي اليوم لا يمثل عرقا معينا من الأعراق بل هو يمثل مجموعة متباينة مختلفة منها، ويسمى الشعب التركي بالتركي ليس نسبة إلى أصله، بل نسبة إلى اسم بلده "تركيا"، واسم دولته "الجمهورية التركية" مثلما هو الأمر في كافة أنحاء العالم.

هذا جهل أو تجاهل، وهذا استخفاف بالعقول، وهذه ادعاءات من دون أدلة لا يمكننا السكوت عليها.

لقد وصل الإسفاف ببعض المدعين إلى القول بأن "القصر الذي يقيم فيه رئيس وزراء تركيا حالياً اغتصب من تاجر أرمني"!

إنه لأمر مضحك حقا! فهل الحكومة التركية عاجزة إلى هذه الدرجة عن بناء قصر لرئيس وزرائها حتى تغتصب قصرا من مواطن تركي ولو كان من أصل أرمني؟ فهل تعتقدون أن الجمهورية التركية جمهورية من جمهوريات الموز؟ أم أنها مزرعة أو مشيخة أو شمولية عربية تنهب فيها الأملاك والحقوق على رؤوس الأشهاد؟ أم أنه ليس فيها قضاء ومحاكم وقوانين؟

أذكروا لي اسم هذا التاجر الأرمني وأنا أضمن لكم عودة القصر المزعوم إلى صاحبه لو كنتم صادقين.

كل هذه الإدعاءات والافتراءات والإشاعات المثارة ولا تريدون لهذا المشروع أن ينام بل وأن يدفن في مهده؟

جيراني الأرمن في عمان هاجروا من تركيا ... وأنا أحادثهم باللغة التركية التي تعلموها من آبائهم وأجدادهم ... وما زالوا يتحدثون بها فيما بينهم وفي بيوتهم ... تعجبهم كتاباتي ويشكرونني عليها ... وهم يعرفون حوادث القرن الماضي حتى أدق تفاصيلها ... وهم يريدون أن يعيشوا الآن بسلام مع العالم كله ... وهم لا يؤيدون ما من شأنه أن يعكر عليهم صفو هذا السلام ...

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية ...

منذر أبو هواش

.

راضي عبد المنعم
12/12/2007, 01:47 PM
الأستاذ سامي خمو ،

أين الدليل على هذا الكلام الذي تلقيه على عواهنه ؟

ألم تقرأ الدراسة العلمية الموثقة التي أوردتها وفيها أن الأرمن هم الذين اعتدوا - بتحريض من روسيا القيصيرية - على جيرانهم المسلمين وأعملوا فيهم القتل وسفكوا دماءهم واغتصبوا نساءهم ، وأن ما فعله القرويون الأتراك كان رد فعل للمذابح والمجازر البشعة التي قام بها الأرمن ؟!

ألم تقرأ في الدراسة أن هذا التدمير كله كان في الأراضي التي انسحبت منها القوات الروسية والتي اعتاد الأرمن المتحالفون معها بحكم الولاء الديني أن ينسحبوا معها بطريقة شمشون الذي هدم المعبد على رؤوس الجميع ؛ فقتلوا وذبحوا وسفكوا الدماء بلا حساب ؟

لقد كان الأرمن مجرمين في حق جيرانهم المسلمين ، فهل أنتم معهم ؟

تشابهت قلوبكم !

بسام وانيس
19/05/2008, 09:50 PM
لامر مخجل حقا ان يتنكر بعض الاخوة للمجزرة بحق الارمن, وان على يقين بانهم باحثون ويعرفون كيف يبحثون, ولكنهم سخروا كل ما لديهم للدفاع عن العثمانيين ولسبب وجيه , قد اقبل به ولكن ليس من قبل اناس يعتبرون نفسهم مثقفون.
بسام

بسام وانيس
19/05/2008, 09:50 PM
لامر مخجل حقا ان يتنكر بعض الاخوة للمجزرة بحق الارمن, وان على يقين بانهم باحثون ويعرفون كيف يبحثون, ولكنهم سخروا كل ما لديهم للدفاع عن العثمانيين ولسبب وجيه , قد اقبل به ولكن ليس من قبل اناس يعتبرون نفسهم مثقفون.
بسام

ربى محمد
24/03/2010, 01:07 PM
الأستاذ الفاضل خليل الصمادي،
أشكرك على إثارة هذا الموضوع الحيوي.
المجازر التي ارتـُكبت في العالم عبر التاريخ مرتبطة ببعضها كحبات السبحة ولن تتوقف إلا عندما ينفرط عقد السبحة وتتطاير حباتها.
فالمذابح التي ارتكبها الأتراك العثمانيين ليس ضد الأرمن فحسب بل ضد الآشوريين أيضاً. حيث إن الأرمن فقدوا في هذه المذابح مليون ونصف إنسان بينما فقد الآشوريون نصف هذا العدد (أي 750,000). ناهيك عن مآسي طرد البقية الباقية من الأرمن والآشوريين من تركيا واقتلاعهم من منازلهم وقراهم وسوقهم كالبهائم سيراً على الأقدام لآلاف الأميال خارج تركيا باتجاه الدول العربية المجاورة بدون طعام أو ماء.
المذابح التي ارتكبها الأتراك العثمانيون شجعت النازية الألمانية على إبادة اليهود. فعندما حُذر المجنون هتلر من إن العالم سينتقم منه إذا أباد اليهود، قال كلمته المشهورة: "من يتذكّر مذابح الأرمن؟".
وهكذا يتضح إن تركيا يحتمل أن يكون لها ضلع غير مباشر في المذابح التي ارتكبها اليهود ضد الفلسطينيين. فلولا المذابح التي ارتكبها الأتراك العثمانيين ضد الأرمن والآشوريين لكان من المحتمل ألا تتجرأ النازية على حرق اليهود. ولولا تعرض اليهود إلى القتل والإبادة في أوروبا لكان من المحتمل ألا يغادروها ويهاجروا إلى فلسطين ويتسببوا في مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة إلى يومنا الحاضر.
ناهيك عن المذابح التي حدثت في البوسنة والهرسك وفي رواندا. فكلها تقع ضمن مسلسل المذابح التي ارتكبت في السابق.
وما لم تعترف تركيا وتعتذر عن المجازر التي ارتكبتها تركيا العثمانية ضد الأرمن والآشوريين سوف يستمر القوي في ذبح الضعيف.
لذلك فإن بيع الأرمن والتغاضي عن إدانة تركيا في الكونجرس الأمريكي سوف يساهم في استمرار مسلسل الجرائم ضد الإنسانية في العالم.
تحية ملؤها الحزن،
سامي خمو

يؤسفني فعلا ما قرأت بالذات لا زال هنالك ناس تؤيد قصة المحرقه انها اسطوره من اساطير الصهاينه الجبناء!!!! و الان اصبحت تركيا هي المسؤوله؟؟؟؟؟ ارجو اداراج ادله واضحه

آمنة أورباي
26/03/2010, 01:23 AM
السلام عليكم,

"الأرمن يخافون من مواجهة التاريخ.

صرّح المؤرخ حلاجي أولو أنّ الأرمن يتهربون من مواجهة التاريخ, فأعرب قائلا : " لقد قلنا لهم العديد من المرّات "تعالوا نقوم بالبحوث معا", و لكن الأرمن خافوا دائما من مواجهة التاريخ. مثلا في عام 2005 في فيينا اتّفقنا مع الزملاء المؤرخين الأرمن على أن نجتمع كلّنا معا. و تقابلنا فعلا, و قمنا بتبادل جيّد للوثائق, ولكن بعد مرور 15 يوما, تخلّى الأشخاص القادمون من هناك, محتملا تحت ضغط "الديياسبورا"Diaspora , عن القيام بالاجتماع, و نحن دائما جاهزون للحوار ". الأستاذ الدكتور يوسف حلاجي أولو

أرمن "الديياسبورا " يخافون من مواجهة التاريخ الصحيح الموّثق لأنّه يدينهم أكثر مّما يدين الأتراك, ولهذا السبب هم يعتمدون سياسة تضليل التاريخ التّي اعتمدها الصهاينة سابقا للاستحواذ على فلسطين و التّي كسبوا من ورائها القناطير المقنطرة في إطار الشرعية الدولية و بدعم منها . و للأرمن أطماع أكيدة من وراء هذه الإدعاءات.
و لكن الأتراك ليسوا باللقمة التّي يسهل ابتلاعها.