نهاد عبد الستار رشيد
15/11/2006, 12:48 AM
(افتتاح ايام قرطاج السينمائية )
لاقى فيلم "انديجان" او "الاهالي" للجزائرى رشيد بوشارب خلال عرضه مساء السبت فى افتتاح الدورة الحادية والعشرين لايام قرطاج السينمائية استحسان الجمهور واثار مشاعر محاربين تونسيين قدامى حد البكاء.
وجرى حفل افتتاح المهرجان فى قاعة سينما "الكوليزي" بالعاصمة التونسية بحضورالعديد من فنانى الدول المشاركة فى الدورة ووزير الثقافة التونسى محمد عزيز بن عاشورالذى وصف المهرجان بانه "منبر لحوار الثقافات والحضارات" اضافة الى نحو عشرةمحاربين قدامى وصلوا الى المكان فى عربة يجرها حصان تعود الى اربعينات القرن الماضى وقد وشحت صدورهم باوسمة تقلدوها فى مناسبات مختلفة.
ويروى الفيلم الذى يشارك فيه الممثلان المغربيان جمال دبوز ورشدى زام والجزائرى سامى نصرى والتونسى سامى بوعجيلة وصور فى المغرب وفرنسا، قصة اربعة شبان من شمال افريقيا انضموا الى الجيش الفرنسى عام 1943 وتمكنوا من صد هجوم
القوات الالمانية بمنطقة الالزاس الفرنسية. ولم ينج من المجموعة احد.
ويحيى فيلم "الاهالي" عبر سيرة الشبان الاربعة نحو 130 الف محارب من ابناء البلدان التى كانت فرنسا تستعمرها آنذاك قاتلوا فى صفوف الجيش الفرنسى خلال الحرب العالمية الثانية.
وفى نهاية العرض قال الشيخ الحبيب مفتاح "74 عاما" الذى ارتدى جبة "لباس رجالى تقليدى تونسي" وشحت باوسمة، "لم اتمالك نفسي. وانهمرت دموعى من شدة وقع الصور والاحداث علي".
والشيء نفسه قاله احمد فرحاتى "86 عاما" الذى اكد ان الفيلم "قوى وصادق الى حدالاصابة بالدوار". فيما علق الهادى غيريتلى "83 عاما" بقوله "حرك فى الفيلم مشاعرخيل لى انها دفنت منذ زمن" بعيد.
من ناحيته اشاد ممثل المحاربين التونسيين القدامى هادى عبد القادر "88 عاما" بالفيلم ووصفه ب "المفخرة لنجاحه فى رج الحكومة الفرنسية وتحريك مشاعر الرئيس جاك شيراك".
واثار الفيلم الذى نال جوائز فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الاخيرة فى ايار/مايو الماضى جدلا حول اعادة النظر فى معاشات تقاعد المحاربين القدامى الذين شاركوا فى تحرير فرنسا.
ويعبر العديد من قدماء المحاربين عن استيائهم لعدم اعتراف فرنسا بجميلهم من خلال تدنى علاواتهم التى لم تتم مراجعتها خلافا لقدماء المحاربين الفرنسيى الجنسية.
واعلن الرئيس الفرنسى جاك شيراك بعد ان شاهد الفيلم انه سيتم اتخاذ تدابير فى هذا الشان.
واهدى الممثل التونسى سامى بوعجيلة الذى يقوم بدور العريف عبد القادر فى الفيلم والذى استقبل بتصفيق حاد فى الصالة، هذا العمل الى "كل المحاربين الافارقة".
واشار الى ان "جميع الممثلين وضعوا كل طاقاتهم من اجل انجاح هذه المغامرة الجميلة الصادقة التى ستشكل قوة دفع الى الامام بالنسبة للشباب الفرنسى المغاربى الاصل وترفع عنهم عقد الدونية فيكبرون وينمون ويحلمون فى بلدهم فرنسا".
واشارت الممثلة التونسية جليلة بكار الى "ضرورة الاكثار من الافلام التى تتناول الذاكرة لان الشعوب بدون ذاكرة هى شعوب بدون مستقبل".
وشد الفيلم المنتج التونسى حبيب عطية "لانه نجح فى تناول موضوع درامى دون السقوط فى الشجن". واضاف " لم اشاهد فيلما بهذه القوة منذ مدة لم ار نقاط سلبية فيه. فالسيناريو محبوك وتقمص الادوار رائع".
وتستمر ايام قرطاج السينمائية التى تحمل هذا العام شعار "التنوع الثقافى فى سينما الجنوب" حتى الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الحالى ويعرض خلالها اكثر من 228 فيلما.
ويتنافس فى المسابقة الرسمية 15 فيلما طويلا و14 فيلما قصيرا من 16 دولة عربية و5 افريقية للفوز بجائزة "التانيت" الذهبية وهو اسم الهة قرطاجية.
ومن الافلام المنافسة ثلاثة افلام تونسية هى "بابا عزيز" لناصر خمير و"اخر فيلم" للنورى بوزيد حول العمليات الانتحارية و"عرس الذيب" للجيلانى السعدي.
وتشارك من الدول العربية الجزائر بفيلمين "بركات" لجمالى الصحراوى و"البلد رقم واحد" لرابح عامر زيماش. اما مصر فتشارك بفيلم "اوقات الفراغ" لمحمد مصطفى ويتمثل العراق بفيلم "احلام" لمحمد الدراجى ولبنان بفيلمى "بوسطة" لفيليب عرقتنجي
و"دنيا" لجوسلين صعب والمغرب بفيلم "باب البحر" لداود اولاد سعد وموريتانيا بفيلم "باماكو" لعبد الرحمن سيسيكو وسوريا بفيلم "علاقات عامة" لسمير ذكرى وفلسطين بفيلم "انتظار" لرشيد مشهراوي.
ومن الدول الافريقية تشارك الغابون بـ"ظل ليبارتي" لليو ايمنغا ايفنغا وتشاد بفيلم "دارات موسم جاف" لمحمد صالح هارون.
وتضم لجنة التحكيم التى يتراسها الروائى والصحافى اللبنانى الياس خورى كلا من الممثلة التونسية هند صبرى والممثلة فانتا ريجينا ناكرو "بوركينا فاسو" والممثلة رقية ينانغ "اسينغال" والمخرج المغربى محمد العسلى والمصرى رمسيس مرزوق والفرنسي
سارج سوبزنسكي.
ويتضمن المهرجان الذى يهدى دورته الحالية الى "روح الروائى المصرى نجيب محفوظ"، نشاطات اخرى من بينها "بانوراما" وقسم "صور من فلسطين" و"سينما الصمود" الذى يعكس وجهات نظر مخرجين عرب واجانب حول الحرب الاخيرة على لبنان
لاقى فيلم "انديجان" او "الاهالي" للجزائرى رشيد بوشارب خلال عرضه مساء السبت فى افتتاح الدورة الحادية والعشرين لايام قرطاج السينمائية استحسان الجمهور واثار مشاعر محاربين تونسيين قدامى حد البكاء.
وجرى حفل افتتاح المهرجان فى قاعة سينما "الكوليزي" بالعاصمة التونسية بحضورالعديد من فنانى الدول المشاركة فى الدورة ووزير الثقافة التونسى محمد عزيز بن عاشورالذى وصف المهرجان بانه "منبر لحوار الثقافات والحضارات" اضافة الى نحو عشرةمحاربين قدامى وصلوا الى المكان فى عربة يجرها حصان تعود الى اربعينات القرن الماضى وقد وشحت صدورهم باوسمة تقلدوها فى مناسبات مختلفة.
ويروى الفيلم الذى يشارك فيه الممثلان المغربيان جمال دبوز ورشدى زام والجزائرى سامى نصرى والتونسى سامى بوعجيلة وصور فى المغرب وفرنسا، قصة اربعة شبان من شمال افريقيا انضموا الى الجيش الفرنسى عام 1943 وتمكنوا من صد هجوم
القوات الالمانية بمنطقة الالزاس الفرنسية. ولم ينج من المجموعة احد.
ويحيى فيلم "الاهالي" عبر سيرة الشبان الاربعة نحو 130 الف محارب من ابناء البلدان التى كانت فرنسا تستعمرها آنذاك قاتلوا فى صفوف الجيش الفرنسى خلال الحرب العالمية الثانية.
وفى نهاية العرض قال الشيخ الحبيب مفتاح "74 عاما" الذى ارتدى جبة "لباس رجالى تقليدى تونسي" وشحت باوسمة، "لم اتمالك نفسي. وانهمرت دموعى من شدة وقع الصور والاحداث علي".
والشيء نفسه قاله احمد فرحاتى "86 عاما" الذى اكد ان الفيلم "قوى وصادق الى حدالاصابة بالدوار". فيما علق الهادى غيريتلى "83 عاما" بقوله "حرك فى الفيلم مشاعرخيل لى انها دفنت منذ زمن" بعيد.
من ناحيته اشاد ممثل المحاربين التونسيين القدامى هادى عبد القادر "88 عاما" بالفيلم ووصفه ب "المفخرة لنجاحه فى رج الحكومة الفرنسية وتحريك مشاعر الرئيس جاك شيراك".
واثار الفيلم الذى نال جوائز فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الاخيرة فى ايار/مايو الماضى جدلا حول اعادة النظر فى معاشات تقاعد المحاربين القدامى الذين شاركوا فى تحرير فرنسا.
ويعبر العديد من قدماء المحاربين عن استيائهم لعدم اعتراف فرنسا بجميلهم من خلال تدنى علاواتهم التى لم تتم مراجعتها خلافا لقدماء المحاربين الفرنسيى الجنسية.
واعلن الرئيس الفرنسى جاك شيراك بعد ان شاهد الفيلم انه سيتم اتخاذ تدابير فى هذا الشان.
واهدى الممثل التونسى سامى بوعجيلة الذى يقوم بدور العريف عبد القادر فى الفيلم والذى استقبل بتصفيق حاد فى الصالة، هذا العمل الى "كل المحاربين الافارقة".
واشار الى ان "جميع الممثلين وضعوا كل طاقاتهم من اجل انجاح هذه المغامرة الجميلة الصادقة التى ستشكل قوة دفع الى الامام بالنسبة للشباب الفرنسى المغاربى الاصل وترفع عنهم عقد الدونية فيكبرون وينمون ويحلمون فى بلدهم فرنسا".
واشارت الممثلة التونسية جليلة بكار الى "ضرورة الاكثار من الافلام التى تتناول الذاكرة لان الشعوب بدون ذاكرة هى شعوب بدون مستقبل".
وشد الفيلم المنتج التونسى حبيب عطية "لانه نجح فى تناول موضوع درامى دون السقوط فى الشجن". واضاف " لم اشاهد فيلما بهذه القوة منذ مدة لم ار نقاط سلبية فيه. فالسيناريو محبوك وتقمص الادوار رائع".
وتستمر ايام قرطاج السينمائية التى تحمل هذا العام شعار "التنوع الثقافى فى سينما الجنوب" حتى الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الحالى ويعرض خلالها اكثر من 228 فيلما.
ويتنافس فى المسابقة الرسمية 15 فيلما طويلا و14 فيلما قصيرا من 16 دولة عربية و5 افريقية للفوز بجائزة "التانيت" الذهبية وهو اسم الهة قرطاجية.
ومن الافلام المنافسة ثلاثة افلام تونسية هى "بابا عزيز" لناصر خمير و"اخر فيلم" للنورى بوزيد حول العمليات الانتحارية و"عرس الذيب" للجيلانى السعدي.
وتشارك من الدول العربية الجزائر بفيلمين "بركات" لجمالى الصحراوى و"البلد رقم واحد" لرابح عامر زيماش. اما مصر فتشارك بفيلم "اوقات الفراغ" لمحمد مصطفى ويتمثل العراق بفيلم "احلام" لمحمد الدراجى ولبنان بفيلمى "بوسطة" لفيليب عرقتنجي
و"دنيا" لجوسلين صعب والمغرب بفيلم "باب البحر" لداود اولاد سعد وموريتانيا بفيلم "باماكو" لعبد الرحمن سيسيكو وسوريا بفيلم "علاقات عامة" لسمير ذكرى وفلسطين بفيلم "انتظار" لرشيد مشهراوي.
ومن الدول الافريقية تشارك الغابون بـ"ظل ليبارتي" لليو ايمنغا ايفنغا وتشاد بفيلم "دارات موسم جاف" لمحمد صالح هارون.
وتضم لجنة التحكيم التى يتراسها الروائى والصحافى اللبنانى الياس خورى كلا من الممثلة التونسية هند صبرى والممثلة فانتا ريجينا ناكرو "بوركينا فاسو" والممثلة رقية ينانغ "اسينغال" والمخرج المغربى محمد العسلى والمصرى رمسيس مرزوق والفرنسي
سارج سوبزنسكي.
ويتضمن المهرجان الذى يهدى دورته الحالية الى "روح الروائى المصرى نجيب محفوظ"، نشاطات اخرى من بينها "بانوراما" وقسم "صور من فلسطين" و"سينما الصمود" الذى يعكس وجهات نظر مخرجين عرب واجانب حول الحرب الاخيرة على لبنان