المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وا عوكعوكاه! (2)



نورالدين الحارتي
11/11/2007, 02:09 AM
الجزء الثاني من إصدار د.خالد يونس خالد عبر موقع دروب، لمن يريد التعمق في موضوعه، فاجأني شخصيا باستحالة التعليق عنه رغم دعوة الموقع للتعليق عن النص و سأستمر في محاولة إدراج هذا التعليق على موقع حتى ولو تطلب ذالك عشرات المرات!

اللغة العربية الفصحى واللهجات في الفكر النقدي
2/2
10 نوفمبر 2007
د.خالد يونس خالد
المحترم الدكتور خالد يونس خالد،
استعراضك للمصادر و حِــبكتك في الطرح، رغم استحالة الحياد، يقرب القارئ ـ الغير المتخصص مثلي ـ من إشكالية طالما بقيت حكرا على أشخاص معدودين و مؤسسات معينة... أما التساؤلات التي ختمت إصدارك هذا، فإنها قد تترك القارئ في حيرة من أمر صاحب النص: أ أكاديمي ساذج لم تشفع له شهاداته العبث بمقدس نجس أم أكاديمي داهية يأكل الشوك بفم الآخرين أم مثقف شريف يخلي سبيل سجناء رأي!!! كيفما كان الحال فالتعامل مع نصك يفرض نفسه...
نسخ: يقول طه حسين أن...، وشك بالوجود التاريخي لإبراهيم واسماعيل رغم ورود اسمهما في التوراة والقرآن. فيقول: “للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل. وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا. ولكن ورود هذين الأسمين في التوراة والقرآن لايكفي لإثبات وجودهما التاريخي”(3).
تعليق: أعتقد أنه كلام سليم... احتمال معاصرة موسى للحضارة الفرعونية هو الآخر يشق علي أن أسلم به: كل المعطيات الواردة في قصص موسى تبدو مفبركة و مقتبسة عن أساطير حضارات سابقة... "رميه في اليم" مثلا. أما تربيته ونشأته بين آل فرعون فذالك يحتم عليه، من منظور منطقي، أن يكون ملمّـا بالثقافات كلها من البائدة حتى السائدة في زمانه (أظن أن مقرر التربية المخصص للأمراء يركز على هذا الاختصاص بغية تهيئهم للعلاقات والدبلوماسيات الخاصة العامة) فكيف يعقل أن يُـشد عضد موسى ب"أخيه" في ثقافة عبيد الحضارة الفرعونية؟ شخصيا أميل إلى كون اليهود لم يعاصروها قط وبذالك لن أسلم بقصص هشة ولو وردت في التوراة والقرآن!
نسخ: كما اعتبر تعلم اسماعيل العربية من جُرهم، ومسألة العرب العاربة والعرب المستعربة اساطير لايمكن الاعتماد عليها(4
تعليق: تثبت لي الأيام، يوما بعد يوم، أني بطيء الفهم لكن في حالات كهذه يبطل إدراكي هو الآخر: إذا كان اسماعيل قد تعلم العربية ـ بغض النضر عن كونها عاربة أو مستعربةـ من جُرهم، فأفهم من هذا الطرح أن العربية كانت قبل إسماعيل... أما الذي لا أفهمه فهو وجود اللغة قبل الناطقين بها، ما دام الاعتقاد السائد هو كون العرب حفدة إسماعيل!
نسخ: وجدنا أن طه حسين غيَّر في النص الأصلي
وهناك نقطة مهمة أخرى أهملها طه حسين وحذفها
تعليق: شهادة الزور أو التضليل بقصد التواطؤ جريمة تعاقب مرتكبيها قوانين المحاكم وحتى الأعراف... ولا علم لي بزجر تقصير كهذا في الفضاء الأكاديمي.
أما من جهة تساؤلاتك فسأدلي بدلوي للإجابة، حسب وجهة نظري، على بعضها:
س: والتساؤل الكبير هو لماذا يحتاج العرب الى الصلة بينهم وبين اليهود كأبناء أعمام؟
ج: ربما يكون في سؤالك الثالث جوابا مقنعا عن هذا...
س: فالعرب لم يحبوا اليهود وعملوا على طردهم من بينهم فهل من حسن سياسة الاسلام أن يبحث العرب عن ما أسماه طه حسين (حيلة) لإيجاد الصلة بينهم وبين اليهود؟
ج: شخصيا أظن ذالك!
س: وهل كان شرط النبوة أن يكون النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام من ذرية اسماعيل؟
ج: أظن أن مجرد فكرة كون "الدين سماويا" يهودية الأصل وأن كون "النبوءة" كانت حكرا عليهم، فقد يكون هذان السببان ملزمان لمحمد في ابتداع نسب منهم...
س: ثم هل كان القرآن بحاجة لأن يثبت أن بينه وبين التوراة صلة، والاسلام ينعى على اليهود تحريفهم للتوراة؟ والقرآن يشنع على اليهود بتمردهم على موسى وهارون، وعبادتهم العجل؟
ج: أظن أن الإسلام بحكم اقتباسه من التوراة كان ملزما بأن يثبت أن بينه وبينها صلة أما كون الإسلام ينعى على اليهود تحريفهم للتوراة وكون القرآن يشنع على اليهود بتمردهم على موسى وهارون، وعبادتهم العجل، فهي، في نظري أقرب ما تكون من حرب نفسية أو أخرى باردة أو ربما مجرد ضحك على الذقون... لماذا نذهب بعيدا؟ اليوم اختلفت الألفاظ: الدين أصبح يعرف ب "ديمقراطية" و الكفر ب "إرهاب" لا يشترط في أي حاكم ولو كان طاغية سوى تدينه بالديمقراطية وكل من قــُـرّر جزره يــُــنعت بالإرهاب... أما الثقب الذي ينفس من خلاله الطغاة عن شعوبهم، فهو، مثلا، عدم التزام رعاة البقر و الديمقراطية ل"حقوق الإنسان". كما ترى، نحن نقتبس من دين أمريكا والغرب عموما رغم أننا نطعن فيهم.
إلى أن أقرئك مجددا،
نورالدين الحارتي
الرابط:
http://www.el-harti.it/censures%20gratuites.html

سعيد نويضي
11/11/2007, 11:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم…

هذه كلمتي في التعليق على ما ورد في مقال: اللغة العربية الفصحى واللهجات في الفكر النقدي2/2

الأستاذ الدكتور خالد يونس خالد…تحية خالصة صادقة…

الواقع أن “منهج الشك” كمنهج ينطلق من الخاص إلى العام…فيه إجحاف كثير من النتائج التي يصل إليها هذا المنهج…لأن ما يمكن التوصل إليه في دراسة ما هو خاص قد لا ينطبق على ما هو عام…على أساس أن العام يتضمن كثيرا مما هو خاص…مع وجود حد أدنى يرتبط به هذا الخاص ليؤلف في نهاية المطاف ما نسميه عام…
و اللغة كمنطلق لبحث وجود تراث ضخم من عدم وجوده…على أساس أن المعلقات تم تحريفها أو أنها لم تكن قط…كل ذلك من أجل أن نشك في وجود اللغة العربية الفصحى…التي جاء بها القرآن الكريم…اللغة ككائن حي ينمو و يتطور يتفاعل يتأثر و يؤثر …و إذا ما وجد المناخ الملائم استكمل و استمر في الوجود و نما وتطور…و إذا لم يجد مناخ و فضاء ملائم انكمش وخلقت من رحمها لغات أخرى كما حدث للاتينية…أما العربية فقد تفاعلت من الأساس بين القحطانية و العدنانية و ما باقي اللهجات التي اعتمدت الأبجدية العربية بحروفها على ما أعتقد…دون أن تخلق لغة أخرى غير تلك التي تكلمها العرب من الجنوب و الشمال…بمعنى أن تأتي بلغة بحروف ليست عربية و تنسب إلى العربية…لسبب جوهري و أساسي و هي أنها لغة “القرآن الكريم”…لأن الله عز و جل و هو العليم الحكيم ما خاطب قوما إلا بلسان قومهم…و اللغة تحتاج لقرون من الزمن حتى تستقر كوسيلة للتعامل و التواصل بين قوم بعينهم…يقوا الله عز و جل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4…
فالبنسبة للعرب قال الله عز و جل: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195…

فكيف ننطلق من الشك في و جود المعلقات و بالتالي الشك في اللغة العربية التي نزل بها أعظم كاب للبشرية…و نتصاعد في شكنا من الخاص إلى العام…أي من المعلقات لما هو أعظم من ذلك…
أما أن يتم البحت في المفردات…لأي لغة تنتمي هاته الكلمة…هل للقحطانية أم للعدنانية؟ فهذا بكل تأكيد من الناحية الموضوعية للبحت يتطلب مرجعا يتم عليه القياس…فإن لم يوجد المرجع الذي يوثق الكلمة من حيث النشأة و المسار …يظل المتداول بالنسبة للكلمة هو الحاسم إلى حد ما في نسب الكلمة…هل تنتمي إلى القحطانية أو العدنانية؟ فإن وجد اختلاف في نسب الكلمة …تجدر الشك في وجود الكلمة ككلمة؟ أم في نسبها من حيث المولد و النشأة؟ فالعربية واحدة…أي الحروف المكونة واحدة…أما المعنى و قد يكون حتى النطق مختلف باختلاف المناطق كما هو واقع اليوم في العديد من الجهات الناطقة بلغة الضاد…

أعتقد و الله أعلم أن سبب شك طه حسين لقصة إبراهيم و إسماعيل هو من باب إثبات نظرية الشك الديكارتية…و ليس القضية المطروحة موضوع الدراسة…لأن نظرية الشك كان من باب أولى أن يتم تطبيقها في قضية رياضية أو فيزيائية و ليس في إثبات وجود لغة أو عدمها…و القرآن الكريم أكبر دليل على وجود اللغة العربية الفصحى التي فهمها و فقها عرب الشمال و الجنوب و عرب الشرق و الغرب على حد سواء…ما عدا بعض الكلمات التي أخذت أكثر من معنى…و ذلك لحكمة يعلمها الله عز و جل…

و الصلة الموجودة بنص القرآن الكريم و الكتب السابقة عليه هي الإيمان بها أنها من عند الله جل و علا…كما ورد ذلك في كتاب الله الكريم…فما يهم ليس هل كان النسب عربيا أو مستعربا…المهم أنه كان مسلما…لأن الإسلام هو الهدف من البعثات النبوية…و يكفي قول الله عز و جل: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78…

دمتم في رعاية الله عز و جل…

أما ردي على الأستاذ نور الدين الحارتي فهو كالآتي:

نسخ: يقول طه حسين أن...، وشك بالوجود التاريخي لإبراهيم واسماعيل رغم ورود اسمهما في التوراة والقرآن. فيقول: “للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل. وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا. ولكن ورود هذين الأسمين في التوراة والقرآن لايكفي لإثبات وجودهما التاريخي”(3).
تعليق: أعتقد أنه كلام سليم... احتمال معاصرة موسى للحضارة الفرعونية هو الآخر يشق علي أن أسلم به: كل المعطيات الواردة في قصص موسى تبدو مفبركة و مقتبسة عن أساطير حضارات سابقة... "رميه في اليم" مثلا. أما تربيته ونشأته بين آل فرعون فذالك يحتم عليه، من منظور منطقي، أن يكون ملمّـا بالثقافات كلها من البائدة حتى السائدة في زمانه (أظن أن مقرر التربية المخصص للأمراء يركز على هذا الاختصاص بغية تهيئهم للعلاقات والدبلوماسيات الخاصة العامة) فكيف يعقل أن يُـشد عضد موسى ب"أخيه" في ثقافة عبيد الحضارة الفرعونية؟ شخصيا أميل إلى كون اليهود لم يعاصروها قط وبذالك لن أسلم بقصص هشة ولو وردت في التوراة والقرآن!

تعليقي هو في شكل سؤل: هل هناك شك في القصص القرآني؟ على أساس أن موسى عليه السلام يمكن اعتبارقصة نبوته من القصص قرآني...و التي تؤرخ للفكر البشري صدق القول في الطرح و المسار؟؟؟؟؟؟

ذكرت يا أستاذ نور الدين:
نسخ: كما اعتبر تعلم اسماعيل العربية من جُرهم، ومسألة العرب العاربة والعرب المستعربة اساطير لايمكن الاعتماد عليها(4
تعليق: تثبت لي الأيام، يوما بعد يوم، أني بطيء الفهم لكن في حالات كهذه يبطل إدراكي هو الآخر: إذا كان اسماعيل قد تعلم العربية ـ بغض النضر عن كونها عاربة أو مستعربةـ من جُرهم، فأفهم من هذا الطرح أن العربية كانت قبل إسماعيل... أما الذي لا أفهمه فهو وجود اللغة قبل الناطقين بها، ما دام الاعتقاد السائد هو كون العرب حفدة إسماعيل!

تعليقي : هو أن اللغة ليست بضاعة تستورد بين عشية و ضحاها و يتم استعمالها و تداولها في منطقة معينة دون أن تكون لها جدور في تلك المنطقة و دون أن يكون هناك من ينطق بها و يتواصل بمعانيها و بمضمونها و بألفاظها...فالكلمة أو في اللغة الحديثة"المصطلح" لا يمكن إشاعة استعماله بين الناس إلا إذا أخذ من الوقت ما يكفي ليستقر في عقولهم و على ألسنتهم...فمما ورد في مقال الأساذ خالد بناء على ما عمده من مصادر في تحديد وجود اللغة العربية...أنها وجدت في قحطان في الجنوب...و هي المسماة بالعرب العاربة...أما العرب المستعربة...هم العرب الذين تعلموا العربية من أولائك العرب الذين استوطنوا في مناطق الشمال...و كون اسماعيل لم يتكلم في البدء العربية و تعلمها من قبائل جهرم التي كانت تتكلم العربية مثلها مثل قبائل قحطان...فما العيب في ذلك؟الثابت من المصدر الي لا يقبل الشك وهو "القرآن الكريم" أن اسماعيل هو ابن ابراهيم عليهما الصلاة و السلام...و الثابت كذلك أن قريشا التي عاش بين أهلها الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم كانت تتكلم العربية...الفصحى كما في كتاب الله عز و جل...أو باللهجات على اختلاف القبائل كما ورد في المعلقات...

و تكفينا الآيات التي يقول فيا رب العزة في إثبات القرابة و النسب:
1 ـ {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124
واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك, فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.[التفسير الميسر]

2 ـ {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37
ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ ليس فيه زرع ولا ماء بجوار بيتك المحرم, ربنا إنني فعلت ذلك بأمرك; لكي يؤدوا الصلاة بحدودها, فاجعل قلوب بعض خلقك تَنزع إليهم وتحنُّ, وارزقهم في هذا المكان من أنواع الثمار; لكي يشكروا لك على عظيم نعمك. فاستجاب الله دعاءه.[التفسير الميسر]

3 ـ {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء }إبراهيم40
رب اجعلني مداومًا على أداء الصلاة على أتم وجوهها, واجعل من ذريتي مَن يحافظ عليها, ربنا واستجب دعائي وتقبَّل عبادتي.[التفسير الميسر]

فالنبوة كانت من ذرية ابراهيم عليه الصلاة و السلام و لا شك في ذلك...

هدانا الله عز و جل جميا لما هو حق...و دمت في راعية الله جل و علا...