المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفاق الطفيليات



سيد يوسف
11/11/2007, 06:44 PM
نفاق الطفيليات
سيد يوسف

قد أتفهم أن يدافع المنافقون وهتيفة الأنظمة الدكتاتورية- من أمثال بعض كتبة روزا اليوسف وأشباهها فى كل نظام سياسى غاشم مستبد- عن النظام الحاكم فأمثال هؤلاء يعيشون على النفاق ويدورون حيث تكون مصلحتهم، يجعلون من أنفسهم خدما لحكام بلهاء، يشتهون الدنيا على حساب الكرامة والخلق الرفيع، يؤيدون بلا عقل بصير الحكام وأعوانهم حيث إن الجو العام يسايرهم،إنه حزب الحكومة إنه أكبر، يزدادون رفعة فى الدنيا وضعة عند الفاقهين...ما زال بعضهم يلهو ويلعب واني أو إياهم لعلى موعد مع القدر، نرقبه سويا هم يرقبون علوهم، وأنا أرقب ضعتهم، وكل ينتظر،والأيام بيننا والقدر سيقول كلمته غدا.

لكن! ما بال الذين لا يتكسبون من النظام الحاكم شيئا لا يميزون بين نقد مسالك الحكام وبين تشويه البلاد، ولا يميزون بين صلاح حاكم وبين فساده، يدفعون عن هؤلاء الحكام البلهاء دون وعى بصير ترى كثيرا منهم يقولون هذا الحاكم أولى من غيره فقد سرق وشبع!! ألا ليت شعرى ما هذا العته؟ يقبلون بالسارقين حكاما ولا يقبلون بنقدهم؟ يقبلون باللصوص حكاما وهو واقع يعيشونه هم وآباؤهم ولا يرضون باحتمال أن يكون غيرهم أفضل منهم!

ما بال هؤلاء الطفيليين؟! كيف يحكمون؟! ما بالهم وقد غيبوا عقولهم؟! ما بالهم وقد أضاعوا دينهم بالدفاع عن الظالمين من أجل لا شيء ... ترى ماذا يكسب المرء حين يخسر نفسه؟ أو حين يخسر احترام الفاقهين له؟ أو حين يبيع دينه وشرفه من أجل لقمة أو جاه لا يؤبه له به؟!

فى المجتمعات التى يشيع فيها النفاق تسود فيها قيم الفهلوة والخداع والرياء...وهذه مجتمعات لا يمكن أن يعلو فيها إلا أهل العوج...ولا عجب أن نجد فيها العالم مهانا و( العالمة) نجمة وإحدى كواكب المجتمع ونجومه...ولا عجب فتلك البيئة لا يستقيم فيها إلا أهل العوج الذين يحاربون بضراوة شديدة أهل الطهارة ويستنكرون عليهم طهارتهم ويسخرون منهم قائلين(إنهم أناس يتطهرون)! إنهم- لفرط غبائهم- لا يميزون بين نقد الأخطاء التى تطفح بها مجتمعاتنا لا سيما السياسية والاجتماعية، وبين شتم الأنظمة الحاكمة والتي لها أحوال فرط تهدد أمن البلاد، وبين تشويه صورة بلادنا وإبرازها فى صورة قميئة!

والحق أن التمييز بين الثلاثة سهل ميسور إلا على الذين فى عقولهم شيء أو فى قلوبهم عمى، ولقد استبان لى أن الصنف الأول فاهم عاقل نرجو له الاستمرار، وأن الصنف الثانى متسرع نخشى له التحول للصنف الثالث، وأما الصنف الثالث فهو نموذج بشرى قميء بالفعل.

وتبقى كلمة

* إذا المرء لم يفرق بين حق وباطل فما انتفاعه بعقله يومئذ؟! وإذا دافع الطفيليون عن الحكام البلهاء بلا عقل بصير وشوهوا الذين يألمون لمصاب أوطانهم فما قيمة كلمة الحق عند السلطان الجائر ساعتئذ؟! وإذا لم يدرك هؤلاء التعساء مآل أوطاننا فما قيمة العلم حينئذ؟!

إن‏ ‏تكلفة‏ ‏الفساد‏ ‏في‏ ‏مصر‏- على سبيل المثال- ‏بلغت‏ 50 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏سنويا‏ ‏وتقارير‏ ‏هيئة‏ ‏النيابة‏ ‏الإدارية‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏هناك‏ ‏قضية‏ ‏فساد‏ ‏كل‏ 90 ‏ثانية‏ ‏وهو‏ ‏معدل‏ ‏عالمي‏... وأشباه ذلك الفساد فى كل نظام دكتاتورى ... فماذا يقول هؤلاء التعساء الذين يدافعون عن حكام ظالمين دون مقابل؟! بم يدافع هؤلاء المنافقون بالتبعية عما أشار إليه تقرير التنمية البشرية ‏‏للأمم المتحدة من ‏أن‏ 10.7 ‏مليون‏ ‏مصري‏ ‏لا يستطيعون‏ ‏الحصول‏ ‏علي‏ ‏احتياجاتهم‏ ‏من‏ ‏الغذاء،‏ ‏وأن مستوي‏ ‏الفقر‏ ‏في‏ ‏مجتمعنا‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ 17%، ومن أن ‏شركات‏ ‏القطاع‏ ‏العام‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ خصخصتها‏ ‏كانت‏ ‏قيمتها‏ ‏الأصلية‏ 100 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏وتم‏ ‏بيعها‏ ‏بـ‏ 16 ‏مليارا‏ ‏فقط، وأنه قد ضاع‏ ‏من‏ ‏قوت‏ ‏الشعب‏ 150 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏سرقها‏ ‏أباطرة‏ ‏قروض‏ ‏البنوك‏ ‏ووصل‏ ‏حجم‏ ‏الديون‏ ‏الداخلية‏ ‏إلي‏ 674 ‏مليار‏ ‏جنيه‏ ‏بما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ 98% ‏من‏ ‏حجم‏ ‏الناتج‏ ‏القومي‏...؟! بم يدافعون عن هؤلاء الحكام البلهاء؟

** الحق أن دفاع المراهقين عنهم يذكرنا بقصة أصحاب السبت حين صارت منهم فئة جعلت همها لا أن تقول للظالم اسمع كلام الناصح الأمين ولكن حين وجهت جهدها للذين ينصحون أمتهم ويعظونهم قائلين (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً) الأعراف164 ولقد نالوا جزاء غباءهم إهمالا وازدراء.

*** لن يعلو شأن أشباه هؤلاء المنافقين الطفيليين فلا هم منافقون- خُلّص- اكتسبوا دنيا ولا هم مجاهدون بكلمة حق عند سلطان جائر ولا هم ممن يؤبه لمنطقهم...والحكمة تقتضى ازدراء هؤلاء بإهمالهم ذلك حين لا ينفع مع بعضهم النصح والإرشاد.

سيد يوسف

طه خضر
11/11/2007, 08:26 PM
أولئك الهمل يا سيدي هم إلى النفاق أقرب منهم إلى أي شيء غيره، فلو حكمهم عبدة البقر لمالئوهم وساروا خلفهم خطوة بخطوة، وحالهم كحال دروز فلسطين الذين باتوا يتكلمون بلا أدنى خجل ٍ أو حياء باسم إسرائيل ويدافعون عنها كما يدافع أحدنا عن دينه ومعتقده، وليس هذا فحسب، فمع طول المدة والإمعان في التذلل ستصبح هذه الآفة عندهم عادة ملازمة ولا يستغنون عنها حتى وإن كانت بلا مقابل..!!

احترامي وتقديري ..

سيد يوسف
12/11/2007, 01:04 AM
ذكرنى تعليقك الكريم أخى الحبيب أ/ طه بمقال قديم للعبد لله يسرنى أن أضعه ههنا للتذكرة راجيا أن يكون ذا صلة وفائدة

يا منافق!!

ظننت أنه إنسان بما تحمله الكلمة من معانى الخير...وما عرفت أن شأنه شأن كثير من الناس ممن لا يرتدون ثياب التدين إلا لنقص فى الإمكانيات ولقد استبان لى مدى روعة قول الله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) الشورى 27 ذلك أنه باع ضميره من أجل لاشيء.. نعم من أجل لا شيء...فما هو الشيء الذى يوازى قيمة الدين واحترام النفس والضمير؟؟!!!

ظننته صديقا حتى بدر منه بوادر اشتهاء الدنيا على حساب الدين والخلق الرفيع ونحن أمة أخلاقها تعلو عليها...ولا عجب فنحن أمة محمد الذى وصفه القران ب(وإنك لعلى خلق عظيم) حتى إن المنظومة الأخلاقية لتشكل لا وعى مؤثر وفعال فى توجهاتنا السلوكية...
أقول:
راقبته بحذر حتى رأيته يتطلع إلى حظ نفسه فهو يمشى مع هؤلاء لأن الجو العام يسايرهم فهم ذو رفعة وشأن عظيم حتى أمنوا له وعدوه واحدا منهم وتاجروا معه بأموالهم فأخبرهم أنهم خسروا فصدقوه ...وتكررت تلك الألاعيب حتى ظنوا به الظنون ....واجهوه ..تهرب..ظن بهم الظنون...أراد أن يهرب منهم ولا سيما وقد فضحوا مسلكه....هاجمهم ..هاجم أخلاقهم...وقد مدحها من قبل..ساير غيرهم ...حزب الحكومة إنه أكبر إنه أكثر إفادة... زادت معاملاته بينهم وتلك بيئة خصبة للنفاق والتربح غير الشريف...وزاد رفعة فى الدنيا وضعة عند الفاقهين...

وفى ساعة صفا جمعتنى معه قلت له: يا فلان ألا تتق الله ألم يكفك ما أنت فيه.... ألا تعود إلى رشدك......؟؟؟
قال: يا صديقى أنت على الصواب لكنى أريد الدنيا لن أكذب على نفسى لقد سئمت الصعلكة..وأريد أن أكون شيئا مذكورا.
قلت: هدانا الله جميعا....
ما زال يلهو ويلعب واني أو إياه لعلى موعد مع القدر ...نرقبه سويا ..هو يرقب علوه...وأنا أرقب ضعته....وكل ينتظر...والأيام بيننا والقدر سيقول كلمته غدا.
حتى هنا كانت تلك الأحداث بالفعل أحداث حقيقية لشخص ( نموذج ) أعرفه واني لعلى ثقة أن تلك النماذج متكررة بأثواب مختلفة لكنها تنتشر فى بيئة الفساد والنفاق..
ولأمر ما وجدت د/ جابر قميحة يكتب قصيدته بعنوان حوار مع منافق...فوجدت فيها بعض تصوير دقيق لتلك النماذج التى تبعث على الاشمئزاز والقرف.....( أقتطف منها ذلك الجزء)

يقدم د جابر لقصيدته ب:
كان زميل دراسة، وصاحبًا وصديقًا، وكنت آملاً في أن يكون في صف الحق والحقيقة، ولكني ـ واآسفاه ـ رأيته يلقي بنفسه في أحضان النفاق، ـ عن قناعة واقتناع ـ حرصًا على الدنيا وزخرفها وبهارجها. فكان هذا الحوار:


لستُ أنساه : صاحبي وصديقي * * * * فلقد كان في مقامِ شقيقي

ثم هانت عليه نفس تمادت * * * * فرأى في النفاق خيرَ طريق

ومشى زاهيًا بوجه ذليلٍ * * * * مثقلَ السمْتِ بالهوان الطليق

قلتُ "بُـؤْساك" قال "عفوًا فإني * * * أشتهي العيش صافيًا ذا بريق

متعٌ كلها الحياةُ، فدعْني * * * * لمتاعٍ ميسرٍ معشوق

ولماذا أعيش في الفقر عمري * * * * وأُقضِِّي الحياةَ في شر ضيق؟

أم تريدون أن أكونَ من الإخـ * * * * وانِ أحيا في مصرَ كالمخنوق

لا تقل لي "كرامة"؛ فالكراما * * * * تُ هُراء، ما أنقذت من غريق

ما روتْ ظامئًا، ولم تمْحُ جوعًا * * * * أو تخففْ عن بائس مسحوق

وغدًا تسمَعَنَّ عني فإني * * * * سوف أغدو ذا منصِبٍ مرموق

قلت: يا ضيعةَ الرجالِ إذا عا * * * * شوا بعِرضٍ مُقَيَّحٍ ممْزوق

لا تقل "مسلمٌ"؛ فمن باع طوعًا * * * دينَه في هَوَى السقوطِ السحيق

لاعقًا نعلَ حاكم مستبدٍّ * * * * رغبةً... رهبةً.. بلا تفريق

زاحفًا آثمًا بغيرِ ضميرٍ * * * * لم يكن غيرَ مارقٍ زِنديق

عزَّ من عاش في الحياة كريمًا * * * * وهواه الأبِيُّ في التحليق

وحد اللهَ، لم تعدْ بصديقي * * * * فطريقُ النفاقِ ليس طريقي

وحد الله إن ديني متين * * * * وشموخُ الأباةِ مالي وسوقي

بينما غاية الخسيس الدنايا * * * * من طعامٍ ومنصبٍ وعقيق

فاعذُرَنِّي فسوف أبقى بريئًا * * * * من فصيل التزوير والتزويق

واعذرني فلن أكون شريكًا * * * * في فريق الكئوس والإبريق

أنت يا من غدوتَ في العين أقذا * * * ءً وعارًا وغُصَّةً في الحلوق

وحد الله واتركنَّ طريقي * * * * فمن اليومِ لم تعد بصديقي

هاكَ عهدي وموثقي ويقيني * * * * هاتفًا بالتُّـقَى وطُهرٍ صدوق

" لستُ من أحمدٍ إذا هنتُ يومًا * * * * لا ولستُ بدينه بخليق

فالذي ينحني لغير إلهي * * * * ليس بالمسلم الأصيل الحقيقي"


فى النهاية:

ترى ماذا يكسب المرء حين يخسر نفسه؟ أو حين يخسر احترام الفاقهين له؟ أو حين يبيع دينه وشرفه من اجل لقمة أو جاه لا يؤبه له به؟!!!

فى المجتمعات التى يشيع فيها النفاق تسود فيها قيم الفهلوة والخداع والرياء...وهذه مجتمعات لا يمكن أن يعلو فيها إلا أهل العوج..ولا عجب أن نجد فيها العالم مهانا و( العالمة) نجمة وإحدى كواكب ونجوم المجتمع...لا عجب فتلك البيئة لا يستقيم فيها إلا أهل العوج الذين يحاربون بضراوة شديدة أهل الطهارة ويستنكرون عليهم طهارتهم ويسخرون منهم قائلين
(إنهم أناس يتطهرون) !!!!! أسأل الله أن يعين أهل الصدق على أن ينجو بمجتمعهم من فساد عريض.

سيد يوسف

أحمد المدهون
07/10/2012, 12:35 AM
مضى على المقال أزيد من أربع سنوات ونصف السنة:

مقال قوي يفضح المنافقين المتلونين، الذين لا همّ لهم إلا رعاية مصالحهم، ولو على حساب منظومة القيم والأخلاق والدين.

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِجُلَسَائِهِ: " أَخْبِرُونِي بِأَحْمَقِ النَّاسِ " ، قَالُوا : رَجُلٌ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ : " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَحْمَقَ مِنْهُ ؟ " قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " رَجُلٌ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ " .

وما أحسب هؤلاء المنافقين إلا في قمة الحمق.
الأستاذ سيد يوسف

اشتقنا لك.
تحياتي.