المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا بوليس ..مسخ أمريكي جديد ..!



يوسـف الديك
13/11/2007, 07:18 PM
أنا بوليس

مسخٌ بصياغة أمريكية .

---------------------

من جديد تطل علينا أمريكا بمسخها الجديد ...أنا بوليس ، مستهدفة القضاء على ما تبقى من الحلم الفلسطيني عبر هرولة متوقعة من قيادة السلطة ورئيسها محمود عبّاس ..الذي ينتظر أيّ لقاء مع أولمرت مهما كانت الأسباب والدوافع والأهداف والنتائج ..فهذا آخر ما يعنيه .

أمريكياً :

جاء طرح مشروع المؤتمر في أنابوليس كضربة أخيرة لإدارة بوش وعبر عرّابتها الحسناء " رايس " لأكثر من هدف :

أولاً : غض طرف العالم عن انتكاسة الإدارة الأمريكية وهزيمتها وفضائحها في العراق وأفغانستان ..
ثانياً : الاستجابة لضغوط الصهيونية العالمية بتقديم خدمة جليلة للكيان الصهيوني قبل مغادرة البيت الأبيض .
ثالثاً : محاصرة قوى المقاومة مستفيدة من حالة الطلاق البائن بين فتح وحماس .
رابعاً : البحث عن مدخل مناسب لاستكمال المخطط الأمروصهيوني المتعلّق بالملف الإيراني ..وتحييد دول الجوار العربي في حالة خوض الحرب ، ذراً للرماد في عيونها
.

إسرائيلياً :

أولاً : كعادتها قيادة الكيان المغتصب تحاول التمنّع عن تقديم التنازلات ..وتطالب دوما بالمزيد من هذه التنازلات من الطرف الأضعف " الفلسطيني " للموافقة على الجلوس إلى طاولة مفاوضات كمحاولة أولى ومكسب قبل الموافقة.. سواء عقد المؤتمر أم لم يعقد ، فالأمر بالنسبة لها سيّان .

ثانياً : عزل قيادة السلطة برئاسة عباس عن قوى المقاومة وعدم منحه أية فرصة لمتابعة لقاءات تصالحية مفترضة ومتوقّعة مع حماس لطيّ صفحة غزّة وتجاوزها ...وإلهائه بكعكة فاسدة ...اسمها أنا بوليس ..الأمر الذي سيؤدي لتعزيز شقّة الخلاف بين مختلف القوى الفلسطينية الأخرى وليس فقط مع حماس ، ويعزز انشقاقاتها وخلافاتها وصولاً لتدمير البيت الفلسطيني كاملاً من داخله ..( فيما إذا بقي ما يستحق التدمير في هذا البيت)
.


فلسطينياً :


اولاً : رغبة عبّاس الجامحة بأي لقاء ولأي هدف ..وفي أي مكان من هذا العالم ...إرضاءً لأمريكا ابتداءً ..فهو لا يبحث عن نتائج بقدر ما يبحث عن مصافحات وقبلات ..معتقداً أن عليه دوماً أن يفتح ( صدره ) نحو المزيد من التنازلات
.

ثانياً : الجولة الحالية .التي بدأها عبّاس نحو الأردن ..الذي يقترب بمسافة أكثر من موقف عباس نحو أمريكا ..وبأي ثمن .، ثم التحرّك نحو تركيا ..مسقطاً من حساباته أنظمة عربية أخرى سنأتي على موقفها في البند التالي .


عربياً :

أولاً : من اللافت أن تقف مصر ..الأكثر هرولة عبر التاريخ نحو أمريكا وإسرائيل .موقفاً حذراً من المؤتمر ...وهذا من شأنه أن يشير إلى مدى تفريغه من محتواه ، تشاركها هذا الموقف المملكة العربية السعودية وبعض دول المنطقة الأخرى ...وهذا يكفي كي ندرك خواء انابولس من أية منفعة إقليمية عربية إضافة لتأثيراته السلبية كما أشرنا على القضية الفلسطينية
.

ثانياً : موقف سوريا كما أشار وزير الإعلام السوري سوف يتشّكل بناء على ادراج " الجولان " من عدمه ...وأعرب عن عدم المشاركة في حالة استثناء قضية الجولان المحتل ...ولن يُدرج الجولان على الجدول كما يبدو .. فتحييد سوريا وعزلها هو هدف أمريكي غير معلن في المرحلة الحالية ... كون أمريكا تركّز الآن على الأكثر استعداداً للتنازل وليس عمّن يطالب بأي قدرٍ من حقّ .

ثالثاً : دور منظمات الممانعة الفلسطينية التي أعلنت عن عقد مؤتمر متزامن مع أنابوليس في دمشق ..لفضح محتواه وأهدافه ..هي أيضاً أحد عناصر مواجهته بالحدّ الأدني المتاح من المعارضة .


خلاصة القول

إن أنابوليس لن يأتي بجديد ..ولن يضيف ما يمكن تسميته أي مكسب للفلسطينيين ...وما هو سوى طريقة أمريكية مبتكرة لطيّ صفحة القضية الفلسطينية ..موظفة كل الظروف ، والشخوص .. لهذا . !!!!
وما بعض الأبواق التي تنادي بعقده سوى أبواق مشبوهة .. تسعى للخلاص من عبء القضية التي هي أصلاً لا تعنيها إلا بقدر ما يُعني عثمان بقميصه
.

يوسف الديك

13/11/2007