المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصلح بوابير الكاز ( نثر فني ) ..



محمود النجار
13/11/2007, 11:40 PM
مصلِّح بوابير الكاز ..


قال المحقق غاضبا :
أنت تعمل ( سمكريا ) !
تصلِحُ ( البوابير ) ..!
تنفض رؤوسها
وتفتح عيونها المغلقة
كي تستعيد نارها الشاعلة
أنت تحب هذه البوابير
المجلجل صوتها في كل بيت
تكره قنينة الغاز
والطبخة العاجلة
أنت لا تطيق أن ترى النار في بيوتنا عاقلة
خذوه هذا الفاعل ابن الفاعلة
غلوه في زنزانة وحيدا
واحذروا كل البوابير التي خربها
حاصروها ..
وافقؤوا عيونها
من غير تحقيق ولا مساءلة

البوابير : مفردها البابور : لفظ يطلقه أهل الساحل الفلسطيني على موقد الكاز التقليدي الذي يعمل بضغط الهواء يدويا ، ويطلق عليه آخرون في فلسطين وبلاد الشام ( البريموس ) .
السمكري : الفني الذي يصلح بعض أشياء المطابخ التقليدية ، وخصوصا ( بوابير الكاز ) .. كان في الماضي الفريب يدور في الحارات ، صائحا : مصلح بوابير الكاز ، فيخرج الفتية ينادونه ليقوم بعملية الإصلاح لقاء أجر زهيد .
الرؤوس : رؤوس البوابير التي تخرج منها النار في عملية الاشتعال .
العيون: جمع ( العين ) ، وهي الموجودة في رأس البابور ، ويخرج منها الكاز غازا مشتعلا بسبب الضغط والحرارة.
نفض الرأس : تنظيف رأس البابور بالهواء المضغوط لتخليصه مما علق به من شوائب الكاز وعملية الاحتراق .


محمود النجار

طه خضر
14/11/2007, 12:42 AM
لله درك أيها الشاعر ..

ذكرتنا بقصائد أحمد مطر ومظفر النواب، وكم الحسرات والنكبات والحوادث والملمّات المختزلة في كل حرف ٍ من حروفها؛ فبعض هذه الامة قد يقبل الذل كأمر ٍ واقع ٍ ولا راد له، لكن سوادهم الأعظم يرضى لنفسه أن يكون تحت التراب ولا أن يحين منه ما يُـفهم على إنه مجرد تفكير ٍ بالانحناء !!

احترامي وتقديري ..

محمود النجار
14/11/2007, 05:20 PM
لله درك أيها الشاعر ..

ذكرتنا بقصائد أحمد مطر ومظفر النواب، وكم الحسرات والنكبات والحوادث والملمّات المختزلة في كل حرف ٍ من حروفها؛ فبعض هذه الامة قد يقبل الذل كأمر ٍ واقع ٍ ولا راد له، لكن سوادهم الأعظم يرضى لنفسه أن يكون تحت التراب ولا أن يحين منه ما يُـفهم على إنه مجرد تفكير ٍ بالانحناء !!

احترامي وتقديري ..

الشكر لذائقتك الرائعة ووعيك الكبير

أخي طه ..
سرني أن تكون أول الوالجين إلى النص ، وسرني وعيك زقراءتك الناضجة ..

لك مودتيوتقديري

أخوك / محمود النجار

محمود النجار
14/11/2007, 05:20 PM
لله درك أيها الشاعر ..

ذكرتنا بقصائد أحمد مطر ومظفر النواب، وكم الحسرات والنكبات والحوادث والملمّات المختزلة في كل حرف ٍ من حروفها؛ فبعض هذه الامة قد يقبل الذل كأمر ٍ واقع ٍ ولا راد له، لكن سوادهم الأعظم يرضى لنفسه أن يكون تحت التراب ولا أن يحين منه ما يُـفهم على إنه مجرد تفكير ٍ بالانحناء !!

احترامي وتقديري ..

الشكر لذائقتك الرائعة ووعيك الكبير

أخي طه ..
سرني أن تكون أول الوالجين إلى النص ، وسرني وعيك زقراءتك الناضجة ..

لك مودتيوتقديري

أخوك / محمود النجار

لطفي منصور
15/11/2007, 03:46 PM
هل يضير هذه الجمالية أن تسمى نثرا فنيا ؟؟؟
أم أن الاسم زادها جمالية ؟؟؟؟
إنني شاهدت أكثر مما قرأت في هذه القطعة ...
صورة شاهدنا حيثيات منطلقها ( مصلح بابور الكاز ) ...
وعايشنا إيحاءات مغزاها ....( المحقق ) .....
وبين البداية الشعبية المعششة في نفوس جيلنا ...
وبين المغزى المؤلم تكمن جمالية نصك ....
تمتلك الحرف الموحي فتجعل من البسيط ذا أهمية يحرك الفكر ...

لطفي منصور

لطفي منصور
15/11/2007, 03:46 PM
هل يضير هذه الجمالية أن تسمى نثرا فنيا ؟؟؟
أم أن الاسم زادها جمالية ؟؟؟؟
إنني شاهدت أكثر مما قرأت في هذه القطعة ...
صورة شاهدنا حيثيات منطلقها ( مصلح بابور الكاز ) ...
وعايشنا إيحاءات مغزاها ....( المحقق ) .....
وبين البداية الشعبية المعششة في نفوس جيلنا ...
وبين المغزى المؤلم تكمن جمالية نصك ....
تمتلك الحرف الموحي فتجعل من البسيط ذا أهمية يحرك الفكر ...

لطفي منصور

هلال الفارع
15/11/2007, 06:37 PM
أخي محمود..
تحية لك،
وأشكرك على إتحافنا بالجميل من العطاءات التي لا تنفك تتحفنا بها..
واسمح لي أن أتدخّل قليلاً.. تدخّل المحب لك ولشعرك، فأقول:
أنت يا محمود شاعر غير عادي،
أنت شاعر له موهبة خاصة، وألفاظ خاصة،
وموسيقا خاصة..
في هذه المقطوعة النثرية لم أجد محمود الشاعر الذي يضرب على وتر الشعر، فتتراقص له القلوب، ولم أجد جماليات الشعر الذي أعرفها في نصوص محمود..
قد تختلف معي،
وقد يختلفون معي،
لكنني لن أختلف معك، أو مع أحد على أنك شاعر مهم،
أقرؤه عن ظهر قلب،
مثلما لن تختلف معي يا شاعري الذي أحب، على أن جماليات الشعر التي تميّزك قد غيّبتها هنا، لأنك أردت إيصال معنًى عميقًا رمزيًا، كان في إمكانك أن تضرب به العيون شعرًا جميلاً بعيدًا عن اغتصاب الجمال من أجل المعنى..
لك تحيتي، وعليك حرصي،
فأنت شاعر يظل متميزًا.

هلال الفارع
15/11/2007, 06:37 PM
أخي محمود..
تحية لك،
وأشكرك على إتحافنا بالجميل من العطاءات التي لا تنفك تتحفنا بها..
واسمح لي أن أتدخّل قليلاً.. تدخّل المحب لك ولشعرك، فأقول:
أنت يا محمود شاعر غير عادي،
أنت شاعر له موهبة خاصة، وألفاظ خاصة،
وموسيقا خاصة..
في هذه المقطوعة النثرية لم أجد محمود الشاعر الذي يضرب على وتر الشعر، فتتراقص له القلوب، ولم أجد جماليات الشعر الذي أعرفها في نصوص محمود..
قد تختلف معي،
وقد يختلفون معي،
لكنني لن أختلف معك، أو مع أحد على أنك شاعر مهم،
أقرؤه عن ظهر قلب،
مثلما لن تختلف معي يا شاعري الذي أحب، على أن جماليات الشعر التي تميّزك قد غيّبتها هنا، لأنك أردت إيصال معنًى عميقًا رمزيًا، كان في إمكانك أن تضرب به العيون شعرًا جميلاً بعيدًا عن اغتصاب الجمال من أجل المعنى..
لك تحيتي، وعليك حرصي،
فأنت شاعر يظل متميزًا.

أيمن أحمد رؤوف القادري
15/11/2007, 07:36 PM
جميـــــــــــــــــــل جداً
ابتكار مناسب في الرمزية المحبّبة التي تصل بشفافية إلى جميع القرّاء دون الوقوع في مطبّات الغموض المعهودة في الرمزية الحديثة...
أهنئك على أسلوبك هذا..
كما أشدّ على يديك، كي تبقى في هاجس إصلاح الرؤوس المعطّلة، وإيقاظ الأعين الراقدة...
ثبّتك الله.. وحماك
أيها المبدع
وما أبلغ قولك على لسان المحقق:
واحذروا كل البوابير التي خربها
هذا يساير قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون!
بارك الله فيك
وحماك من المحقّقين

أيمن أحمد رؤوف القادري
15/11/2007, 07:36 PM
جميـــــــــــــــــــل جداً
ابتكار مناسب في الرمزية المحبّبة التي تصل بشفافية إلى جميع القرّاء دون الوقوع في مطبّات الغموض المعهودة في الرمزية الحديثة...
أهنئك على أسلوبك هذا..
كما أشدّ على يديك، كي تبقى في هاجس إصلاح الرؤوس المعطّلة، وإيقاظ الأعين الراقدة...
ثبّتك الله.. وحماك
أيها المبدع
وما أبلغ قولك على لسان المحقق:
واحذروا كل البوابير التي خربها
هذا يساير قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون!
بارك الله فيك
وحماك من المحقّقين

محمود النجار
16/11/2007, 04:53 AM
هل يضير هذه الجمالية أن تسمى نثرا فنيا ؟؟؟
أم أن الاسم زادها جمالية ؟؟؟؟
إنني شاهدت أكثر مما قرأت في هذه القطعة ...
صورة شاهدنا حيثيات منطلقها ( مصلح بابور الكاز ) ...
وعايشنا إيحاءات مغزاها ....( المحقق ) .....
وبين البداية الشعبية المعششة في نفوس جيلنا ...
وبين المغزى المؤلم تكمن جمالية نصك ....
تمتلك الحرف الموحي فتجعل من البسيط ذا أهمية يحرك الفكر ...

لطفي منصور

أخي لطفي منصور
أشكرك على هذا الانسجام مع مفردات البيئة التي عشناها معا في لحظة من لحظات العمر ،
كما أشكر لك قراءتك لما يحمل النص من ترميز لحالة القمع التي يعيشها المتنورون في وطننا .
أشكرك لطفي


محمود النجار

محمود النجار
16/11/2007, 05:11 AM
أخي الرائع هلال
إن مجرد دخولك إلى النص مما يدخل على قلبي السعادة ..
كلامك إلى حد بعيد صحيح فيما يتعلق بالنص ، وأنا واحد ممن يعرفون قدر نصوصهم جيدا ؛ ذلك أنني لا أؤخذ بنصي ؛ فأفقد الرؤية ، كما يحدث لكثيرين .. !
لكنني أردته أن يكون هكذا متكئا على الموروث الشعبي والاجتماعي لـ ( البابور ) الذي يعد هنا قيمة شعبية مهمة ، وعلى الفكرة التي يحملها النص ـ كما أشرت أنت ـ وقد اكتفيت قانعا قاصدا ( هنا فقط ) بما حمل النص من مفارقة لم أسبق إليها ربما .. لقد أردت أن أضع النص كما هو ، وسميته نثرا فنيا لأميزه عن قصائدي ، لا من حيث الوزن فقط ، بل إيحاء بفروق أخرى .. !

هي أخي هلال ومضة أو نفثة ، وليست قصيدة بالمعنى التقليدي .

لك خالص المودة


أخوك / محمود النجار

حسن سلامة
17/11/2007, 02:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاستاذ محمود ..

لا يعنيني هنا الشعر أو النثر ، بل البابور بشكل شخصي ..!

ألومك كثيرا على هذا النص ، لأنك أغفلت الأساسيات ..!!
خذ عندك ..
هذا البابور سويدي الجنسية ، منه أنواع : الصغير ، الذي يعرفه العامة آنذاك ، والكبير ( نمرة أربعة ..!) للطبخة الكبيرة ..!!

أما النوع الثالث فهو ( الأخرس ) نار بلا صوت يا صاحبي ، هادئ ، تنضج عليه الطبخة بسرعة ودون صوت ..! وهو عند علية القوم ..!!!

الأمر المهم هو ( النكاشة ) التي تسلك العين ..!
هل نسيت الفهلوية الذين كانوا يبيعون النكاشات وهم يصرخون ( أنكش تولع .!!! )

إنهم الآن ينكشون البابور الأخرس ..!!


أحسنت أيها الرجل ، فتحت عيوننا على رؤوس البوابير ..!!

عبدالمنعم جاسم
11/03/2009, 10:15 AM
خطر ببالي كل ما يتعلق بالثورة ..
ولكن لم يخطر على بالي توظيف البوابير ..
أنت بالفعل مبدع ...

أحمد الريماوي
11/03/2009, 12:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخ/ محمود النجار شاعراً مبدعاً أقول:

"إن هذا النص الذي أطلقت عليه "نثر فني"، دغدغ الذاكرة بما يحمله من موروث شعبي لا بد من إحيائه شعراً أو نثراً أو حتى دردشةً في جلسة عامه، بالمناسبة أمس كنت أشاهد تمثيلية سورية في إحدى الفضائيات، فحضر رجل أمن على هيئة بائع متجول (بالعرباية)، ووقف ليبيع أمام محل، وإذا بلوحة مثبته على باب المحل مكتوب عليها:"مصلِّح بوابير"، فسألت الحضور، وهم صهري وابنتي وإبنيهما، وأحد أبنائي وزوجته والأبناء: من منكم يعرف من هو مصلح البابور، وما هو البابور المكتوب على الشاشة؟، وكانت جلسة عن المفردات الشعبية المنسية وشبه المنسية، والتي كثيراً ما أطرحها مع من لم يتعايشوا معها، للظروف التي تعرفها، وأحاول أن أجسدها فنيّاً في نصوصي الشعرية.

تحية تراثية