الخطأ الطبي، ما له و ما عليه..

[رشيد المنـاوي]

الخطأ من طبيعة البشر، لكنه في بعض مجالات الحياة، قد يصعب تقبله، نظرا لما تترتب عليه من نتائج، قد تقلب حياة أحدنا رأسا على عقب، ومن ضمنها الأخطاء الطبية التي أصبح الناس يقعون فريسة لها، ويصبح الأمر في غاية الخطورة عندما يتسبب الخطأ في مفارقة الحياة، أو مؤديا إلى عاهة مستديمة، أو متسببا في طول مدة العلاج والآلام

إن المتتبع لبعض وسائل الاعلام، في المغرب مثلا، يجد فيها نوعا من التهجم في بعض الأحيان، على الأطباء، لدرجة تنسي خدماتهم وما بذلوه من جهد أولا لتعلم المهنة ثم لممارستها مع ما فيها من معاناة. و لعله من الاشكالات المطروحة ضعف وعي الناس، من كلا الجانبين، و خصوصا من جانب المرضى، إذ غالبا ما يأتي الانسان إلى المستشفى مع خلفية و حكم مسبق على ما سيؤول إليه أمره. فبالنسبة له المستشفى مليئ بالوحوش، و الذئاب، إن نجوت من هذا اقتنصك الأخر. هذه الخلفية تجعل أن حتى ما لا يمكن عده خطأ يتخذه المريض و أهله غلطا..

من جهة أخرى، نجد الأطباء ينادون بأمور كثيرة من أجل تحسين ظروف ممارسة هذه المهنة التي كانت الى يوم ما تنعت بالشريفة، قبل أن تتقصدها وسائل الاعلام لتجعل من ممارسيها، قتلة بترخيص. ومن الأساسيات الغائبة في المستشفيات المغربية، البنية النحتية. إذا أضيف لها مشكل التأطير القانوني للمهنة، فيما يخص مثلا الخطأ الطبي، كانت الرؤية أقرب الى عين المشكل. فالقطاع الصحي في المغرب يعاني كثيرا من العشوائية، سواء تعلق الأمر بالممارسة داخل المستشفيات العمومية أو داخل المستشفيات الخصوصية. و ما كثرة الاضرابات من طرف الأطباء و الممرضين إلا خير دليل على ذلك.

يبقى إذا الخطأ الطبي مشكلة تتجادبها الأطراف في المغرب بين المواطن الذي يكاد يفقد ثقته في الاطباء و نزاهتهم و خبرتهم، و بين الأطباء الذين لا ينفكون يطالبون بأوضاع أفضل لممارسة المهنة وبين المسؤولين الذين لا يعيرون أي انتباه للمسألة.