المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منطق الطاغيـــــــة...



عبد العزيز غوردو
17/11/2007, 12:35 PM
منطق الطاغيـــــــــــــة...
- بإهداء خاص إلى المبدعة حنين حمودة -

"إن أسوأ ما يوجد على الأرض هو الطاغية"

أفلاطون


يحكى أن طاغية سيراقوص ديونسيوس الأول كان يقرض الشعر،

وأنه طلب من الشاعر فيلوكسينوس رأيه في هذا الشعر، فقال فيلوكسينوس إن هذا أسوأ شعر سمعه في حياته، فأدخله الطاغية السجن.

بعد مدة أحضره الطاغية من جديد ليسمعه قصيدة "تراجيدية" كان قد انتهى من تأليفها،

فما كان من الشاعر، بعد أن استمع إليها، إلا أن مال على حارسه وقال:

"عد بي إلى السجن".

كان التراث الأرسطي، في السياسة، يرتكن إلى مقولة "الإنسان مدني بالطبع"، قبل أن يرتد هوبز على هذا التراث، ويعلن أن الفوضى هي الحالة الأصيلة في الإنسان، والأصلية فيه، وأن حرب كل واحد ضد كل واحد، هي التي جعلته يدخل حالة التنظيم، وبالتالي ابتداع السلطة، ومن ثم نشوء المجتمع السيامي الأول، الذي ينقسم إلى حاكمين ومحكومين.

وسؤال تاريخ السياسة، المتجدد، هو الذي يبحث في طبيعة العلاقة بين هؤلاء الحاكمين والمحكومين، إنه جوهر كل أشكال الحكم عبر التاريخ، وجوهر كل العلوم السياسية الراهنة أيضا.

لكننا في هذه الورقة لن ندعي تتبع كل أشكال الحكم السياسي، وأنى لنا ذلك، بل نريد فقط أن نسهم قي إلقاء بقعة من الضوء على شكل واحد منها، هو الذي يعنينا ويعني أنظمتنا الراهنة، وسنرى أن له خصائص جامعة يشترك فيها جميع الحكام الذين يحكمهم منطق واحد، هو منطق الطغيان، منطق القائد الملهم، الذي يذيب إرادة الجماهير، ويعيد تشكيلها، والتعبير عنها، وبها، كيف شاء.

على الرغم من أن نفسية الطاغية، كل طاغية، تكون حقيرة، حقودا، خرابا، أمارة بالسوء، تقتات على نفوس الآخرين وتعمل على تدميرها، لأنها تترقب الغيلة والغدر من الجميع، وتعيش حالة لا متناهية من الرهاب، ومن الجميع أيضا، فإن الطاغية يفكر، ويشتغل بمنطق المتعالي (Transcendent) ، بالمعنى الذي يعطيه ميرلوبونتي للكلمة، أي فيه شيئا من تعالي الألوهية: إن إرادته فوق إرادة البشر، لأن طبيعته غير طبيعتهم.

طبيعته فوق طبيعة كل الناس، وعلمه فوق علمهم: إنه المدبر الحكيم، والعليم الخبير، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهذا يعطيه الحق في أن يشرع، ويقرر، ويجتهد في كل الأمور: (في التعليم والسياسة والاقتصاد والحرب...)، إنه لا يُعانَد ولا يُكابَر ولا يُضاد...، وحتى إذا كانت اجتهاداته خرقاء، فلا أحد يجرؤ ليقول له ذلك، وهذا ليس أسوأ ما فيه، بل الأسوأ أن المتلقي ـ سواء كان فردا أو "مؤسسة" - ما عليه إلا أن يلوي ذراع الوقائع والأحداث حتى تستقيم مع اجتهادات الطاغية، ويستوي في هذا الأمر الحكم الفرعوني القديم، مع الاستبداد الشرقي المعاصر، الذي يختفي خلف "مؤسسات" زائفة، يستشيرها أو لا يستشيرها الطاغية، هذا شأنه، إذ إن مهمتها الحقيقية تنحصر في البحث عن كل الطرق لإضفاء الشرعية والمشروعية على قراراته، ثم تطبيقها، فهي (المؤسسات) بهذا مجرد مرآة تعكس صورته، وتجمّلها في نفس الآن، ومن يأبى تحل به اللعنة، تماما كاللعنة الفرعونية القديمة، هكذا يدخل الطاغية في حالة من التماهي المطلق مع السلطة، بحيث يرى نفسه هي، وهي هو، وما على الآخرين إلا الخضوع لإرادته أو حتى نزواته، إنه يأنف، بل لا يرى أن هناك حتى أدنى ضرورة، لأن يقتسم مع الآخرين بعضا منها (السلطة)، وهذه حالة مرضية ميئوس منها، وعند هذه النقطة يتعطل القانون، فيبدأ الطغيان، كما يقول جون لوك، أو يبدأ التاريخ الكُلياني، كما يقول هيغل، وعند هذه النقطة أيضا لا يعود الطاغية يرى أي حرج في أن يقطع الشجرة لكي يقطف إحدى ثمارها، على حد تعبير مونتيسكيو الممتاز، دون أن يسمح لأحد بانتقاد هذا السلوك، أو حتى استهجانه، لأن حرية التفكير، بله التعبير، محظورة، حتى لو كان منصوصا عليها في القانون، أو لنقل مع منطق الطاغية البروسي فريدريش الأكبر: "دعهم يقولون ما يشتهون، وأفعل ما أشتهي" دون أن يسمح بانفلات الأمور فعلا إلى ما يشتهون، لأنه يمتلك الآلة القمعية ولا يتورع عن استعمالها، وله في ذلك منطقه أيضا: "إن في يدي القوة، وإذا لم أستعملها فما جدواها؟"

نعرف، كما قال أرسطو يوما، بأن من سمات حكم الطاغية عدم الاستقرار، بسبب انتشار الكراهية وكثرة التذمر بين أتباعه، لكن هل تكفي الكراهية والتذمر وحدهما لإقلاق راحة الطاغية فعلا؟

وهل يجب انتظار الطغاة حتى يقتنعوا، من تلقاء أنفسهم، وينهجوا نهج "صولون" الذي اعتزل السياسة وتفرغ للشعر، رافضا أن يكون طاغية؟

أم أن الصمت، حتى لو كان صمت المكره، على الوضع القائم/حكم الطاغية، دليل على القبول به؟ لأنه ما ينبغي على الجبان أو الرعديد أن يشتكي، في ظل قبوله بالهوان، حتى لو كان تحت سلطان العنف أو الإرهاب، بعد أن تحول نصف المجتمع إلى وشاة وجواسيس، والنصف الآخر إلى متملقين ومنافقين؟ فيتأكد فينا، نحن الشعوب الشرقية، ما قاله أرسطو قبل ألفي عام، من أننا نتقبل حكم الطغاة بغير شكوى أو تذمر... وكأن قضاءنا المبرم أن يعيش طغاتنا، وحدهم أحرارا بيننا، كما قضى "عقل" هيغل؟

محمود عادل بادنجكي
17/11/2007, 07:22 PM
شكراً أخي عبد العزيز الكواكبي...
أقصد غوردو!!

أحيلك في موضوع التذمّر إلى قصّة قصيرة جدّاً تخدم الفكرة
على الرابط:

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=20349

رابط قراءة في كتاب "طبائع الاستبداد" ل عبد الرحمن الكواكبي:
http://www.moc.gov.sy/index.php?d=53&id=841

معتصم الحارث الضوّي
18/11/2007, 04:26 PM
حين يكتب المبدع عبد العزيز غوردو، فإننا نحلق بين سماء الأدب وشامخ الفكر ومبدئي السياسة وعذوبة الشعر.

تقديري لهطول أفكارك

طه خضر
18/11/2007, 04:43 PM
الأديب والدكتور الفاضل عبد العزيز غوردو..

إلى حين كنت أعتقد أن هذا الكلام عبارة عن شرح واقع مبالغ فيه أحيانا، بمعنى تصوّر لفكر الطاغية في أبشع وأسوأ حالاته إلى أن اطلعت على برنامج وثائقي عن دكتاتور تركمانستان المتوفى صابر مراد نيازوف، ساعتها فقط أيقنت بأن النفس البشريّة بها من التناقضات ما لا يتصوره عقل!.

احترامي وتقديري ..

أبويزيدأحمدالعزام
18/11/2007, 05:33 PM
أم أن الصمت، حتى لو كان صمت المكره، على الوضع القائم/حكم الطاغية، دليل على القبول به؟ لأنه ما ينبغي على الجبان أو الرعديد أن يشتكي، في ظل قبوله بالهوان، حتى لو كان تحت سلطان العنف أو الإرهاب، بعد أن تحول نصف المجتمع إلى وشاة وجواسيس، والنصف الآخر إلى متملقين ومنافقين؟
.................................................. ....
اولا تحية لك د-عبدالعزيز:أظن ان مانسخته عنك الموجود أعلاه هو سبب الوضع القائم,حتى إن كان الإنسان ليس حاكما وكان إنسانا عاديا ظالماولم يجد من يردعه أو من يقول له((لا)) إستمر بظلمه وجبروته,وهذه فعلا معاناتنا نحن الشعوب الشرقية والعربية تحديدا, صمت في صمت ونفاق في نفاق في حضرة الدكتاتورأو الطاغية.
هذه عين الحقيقة.
تحية لك دمت متألقا.

عبد العزيز غوردو
19/11/2007, 12:32 AM
شكراً أخي عبد العزيز الكواكبي...
أقصد غوردو!!

أحيلك في موضوع التذمّر إلى قصّة قصيرة جدّاً تخدم الفكرة
على الرابط:

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=20349

***************************

المفضال محمود...

قد دعوتني لمعانقة نصك أيها الكريم...

وكان ضروريا أن ألبي الدعوة قبل أن أكتب حرفا هنا...

وقد فعلت...

فشكرا لمرورك الذي أنار متصفحي...

وشكرا لنصك الجميل هناك... فقد قرأت واستمتعت...

:)

عبد العزيز غوردو
19/11/2007, 12:38 AM
حين يكتب المبدع عبد العزيز غوردو، فإننا نحلق بين سماء الأدب وشامخ الفكر ومبدئي السياسة وعذوبة الشعر.

تقديري لهطول أفكارك

****************

أخي العزيز معتصم:

أيها الكبير بكل المقاييس...

شكرا لما حمله جناحاك الفضيان من عبير...

وأعادا نثره على نافذتي...

" "

" "

:fl:

عبد العزيز غوردو
19/11/2007, 12:48 AM
الأديب والدكتور الفاضل عبد العزيز غوردو..

إلى حين كنت أعتقد أن هذا الكلام عبارة عن شرح واقع مبالغ فيه أحيانا، بمعنى تصوّر لفكر الطاغية في أبشع وأسوأ حالاته إلى أن اطلعت على برنامج وثائقي عن دكتاتور تركمانستان المتوفى صابر مراد نيازوف، ساعتها فقط أيقنت بأن النفس البشريّة بها من التناقضات ما لا يتصوره عقل!.

احترامي وتقديري ..

******************

أخي المبدع المتألق طه...

الطغاة... إنهم يحيطون بنا من كل جانب...

أعتقد أن كل خلية في الجينوم... "جينومنا" نحن... باتت مسكونة... مهووسة بهم...

فليحملوا ذواتهم الحقيرة... وليرحلوا...

فالتاريخ ليس لهم...

" "

" "

للتحاور معك، أخي طه، طعم أشتهيه...

" "

:fl:

عبد العزيز غوردو
19/11/2007, 12:53 AM
أم أن الصمت، حتى لو كان صمت المكره، على الوضع القائم/حكم الطاغية، دليل على القبول به؟ لأنه ما ينبغي على الجبان أو الرعديد أن يشتكي، في ظل قبوله بالهوان، حتى لو كان تحت سلطان العنف أو الإرهاب، بعد أن تحول نصف المجتمع إلى وشاة وجواسيس، والنصف الآخر إلى متملقين ومنافقين؟
.................................................. ....
اولا تحية لك د-عبدالعزيز:أظن ان مانسخته عنك الموجود أعلاه هو سبب الوضع القائم,حتى إن كان الإنسان ليس حاكما وكان إنسانا عاديا ظالماولم يجد من يردعه أو من يقول له((لا)) إستمر بظلمه وجبروته,وهذه فعلا معاناتنا نحن الشعوب الشرقية والعربية تحديدا, صمت في صمت ونفاق في نفاق في حضرة الدكتاتورأو الطاغية.
هذه عين الحقيقة.
تحية لك دمت متألقا.

********************************

أشاطرك الرأي أخي المبدع الراقي أحمد...

فنحن نصنع طواغيتنا...

نحن إذن من وجب عليه تحطيمها...

" "

" "

شكرا لمرورك الذي أنار متصفحي...

أحييــــــــــــك

:hi:

حنين حمودة
19/11/2007, 07:34 PM
نحن نعيش في زمن منطق القوة، ولا قوة المنطق!
وهذا ما يجعل مكانه عليا في الجنان صاحب"كلمة حق عند مليك جائر"
فهل يجرؤ منا من يقولها.. كلمة الحق؟!
رحم الله عمر بن الخطاب الذي قال:
الحمد لله الذي جعل في امة عمر من يقومه بسيفه!
نحن لا نطالب بالسيف"حتى لا نتهم بالارهاب"
نكتفي باللسان.. لكن السيف"غير الارهابي" قطع اللسان..
" والحلوة دي.. الحلوة دي.. الحلوة قامت في الفجرية..."
هذا اسلوب زياد الرحباني في تغيير الموضوع.
تقديري

أسامة الأتربي
21/11/2007, 03:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لايوجد أحد استهل عمله بالطغيان العالي،

إنما يبدأ الأمر خطوة خطوة، كأي نظام ديكتاتوري قهري،

إنه يبدأ بـ(جس نبض) فإن صبر الناس، ازداد هذا النظام في القسوة حتى يصير طاغوتا،

{فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين "54" } (سورة الزخرف)

يا سبحان الله لقد طغى ، فالقوم فاسقين .

****************************

أعذرني على تلك الزيارة المفاجئة

ولكنك وحشتنى فماذا أفعل يا ...........أنا .

:fl:

حنين حمودة
22/11/2007, 07:42 PM
قال احد اقطاب المعارضة لاحدهم بعد ان صار وزيرا
: ما بك يا فلان؟ ماذا حصل لك؟! كنت منا!!

هذا ما يحصل. يكون معارضا هماما.. حتى تعطيه الحكومة "تعرف سعره" فيصير اكبر وأعتى محاميها!
يكون طيباَ .. لا لطيبة في نفسه، بل لضعفه ولكونه لا يملك.. فإذا ملك كان فرعون الذي حاربه طوال عمره.
أفكر في دكتاتورينا المقنعة "نحن الشعب" وماذا لو وصلنا؟!
فنحن شعب لا نقبل النقد وإن من باب النصيحة. الحاكم قد يعتبر الناقد خائنا أو متطاولا.. يقدم للمحاكمة " ان لم يكن الموضوع وجهات نظر يجب احترامها كأحقية الأعداء في ترابنا"...
أما من هو أقل من الحاكم فيربطها بجهل القائل وحقده و..
ونحن نعشق المديح.. نصدقه وننتفخ به وان كان من باب النفاق المفضوح الواضح الصريح...

لهذا علينا ان نربي جيل التغيير، فالجيل الحالي اقل من المطالب بكثير.
هل يمكننا ان نربي جيلا كما ربى سيدنا محمد (ص) صحابته؟

وأكتب شعرا حروف خطر
لعلي أحيل الحروف شرر
لعلي اصيّر حزني قمرْ
لعلي أضيء الليالي الطوال
وأخلق جيلا كريما أغر
حنين

عبد العزيز غوردو
22/11/2007, 07:52 PM
نحن نعيش في زمن منطق القوة، ولا قوة المنطق!
وهذا ما يجعل مكانه عليا في الجنان صاحب"كلمة حق عند مليك جائر"
فهل يجرؤ منا من يقولها.. كلمة الحق؟!
رحم الله عمر بن الخطاب الذي قال:
الحمد لله الذي جعل في امة عمر من يقومه بسيفه!
نحن لا نطالب بالسيف"حتى لا نتهم بالارهاب"
نكتفي باللسان.. لكن السيف"غير الارهابي" قطع اللسان..
" والحلوة دي.. الحلوة دي.. الحلوة قامت في الفجرية..."
هذا اسلوب زياد الرحباني في تغيير الموضوع.
تقديري

***********************

:fl:

كنت أجدهم يقدمون الأزهار دائما عند نهاية تعليقاتهم...

أردت أن أختلف قليلا... فالعادة أن نقدمها بمجرد ما يفتح الباب...

ولأني لا أريد أن أختلف كثيرا، فإني ساقدم باقة أخرى عند نهاية هذا التعليق...

فهذا أقل ما يستحقه تعقيبك الباذخ...

وهذا أقل واجب للشكر نحوه...

:fl:

عبد العزيز غوردو
22/11/2007, 07:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لايوجد أحد استهل عمله بالطغيان العالي،

إنما يبدأ الأمر خطوة خطوة، كأي نظام ديكتاتوري قهري،

إنه يبدأ بـ(جس نبض) فإن صبر الناس، ازداد هذا النظام في القسوة حتى يصير طاغوتا،

{فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين "54" } (سورة الزخرف)

يا سبحان الله لقد طغى ، فالقوم فاسقين .

****************************

أعذرني على تلك الزيارة المفاجئة

ولكنك وحشتنى فماذا أفعل يا ...........أنا .

:fl:


****************************

مرحبا بك يا...............أنا في نافذتي المتواضعة...

هذه التي زادتها زيارتك شرفا وتألقا وبهاء...

هي كلمة قالها الراحل عزت بيغوفيتش... الزعيم والمفكر والمناضل والإنسان...

"هكذا تصنعون طواغيتكم"

" "

" "

شعور متبادل أيها المفضال...

ولا أعلم كيف أرد الجميل...

عبد العزيز غوردو
27/11/2007, 08:48 PM
قال احد اقطاب المعارضة لاحدهم بعد ان صار وزيرا
: ما بك يا فلان؟ ماذا حصل لك؟! كنت منا!!

هذا ما يحصل. يكون معارضا هماما.. حتى تعطيه الحكومة "تعرف سعره" فيصير اكبر وأعتى محاميها!
يكون طيباَ .. لا لطيبة في نفسه، بل لضعفه ولكونه لا يملك.. فإذا ملك كان فرعون الذي حاربه طوال عمره.
أفكر في دكتاتورينا المقنعة "نحن الشعب" وماذا لو وصلنا؟!
فنحن شعب لا نقبل النقد وإن من باب النصيحة. الحاكم قد يعتبر الناقد خائنا أو متطاولا.. يقدم للمحاكمة " ان لم يكن الموضوع وجهات نظر يجب احترامها كأحقية الأعداء في ترابنا"...
أما من هو أقل من الحاكم فيربطها بجهل القائل وحقده و..
ونحن نعشق المديح.. نصدقه وننتفخ به وان كان من باب النفاق المفضوح الواضح الصريح...

لهذا علينا ان نربي جيل التغيير، فالجيل الحالي اقل من المطالب بكثير.
هل يمكننا ان نربي جيلا كما ربى سيدنا محمد (ص) صحابته؟

وأكتب شعرا حروف خطر
لعلي أحيل الحروف شرر
لعلي اصيّر حزني قمرْ
لعلي أضيء الليالي الطوال
وأخلق جيلا كريما أغر
حنين

***********************

إذا كانت النساء مثل حنين..

فأكيد أننا لن نعجز عن تربية جيل التغيير...

هذا يقيني...

ومودتي لهذا الهطول الباذخ منك أيتها المتألقة كما عودتنا دائما...

وحقل من شقائق النعمان...