المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الولايات المتحدة تلفظ أنفاسها الأخيرة



د. محمد اسحق الريفي
17/11/2007, 03:21 PM
الولايات المتحدة تلفظ أنفاسها الأخيرة

ما من شك أن الولايات المتحدة تحت إدارة بوش الصغير تمر بعملية انهيار مالي واقتصادي واجتماعي وسياسي، فعلى صعيد النظام الفضائي، بلغت المفاسد والانتهاكات في القضاء والحقوق أكبر مما وصلت إليه في النظام القضائي لأي دولة من دول العالم الثالث، وذلك لأن نظام القضاء الأمريكي هو نظام ظالم وخطير ومعوج، لذلك أصحبت البلاد التي كان يفر إليها المظلومون طلباً للحربية لا يأمن فيها مواطن ولا أجنبي ولا زائر على نفسه وحقوقه القانونية والقضائية.

لقد وصل عدد السجناء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكثر من 2 مليون سجيناً نتيجة لفساد النظام القضائي الأمريكي، أي أن أكثر من شخص واحد من بين كل 150 ممن يقطنون الولايات المتحدة الأمريكية يوجد خلف القضبان، ومن بين هؤلاء المسجونين 10000 بريء –تم إعدام عشرات منهم– و50000 أجنبي منهم عرب ومسلمون، وهو عدد أكبر من كل السجناء في دول عديدة في العالم. والأرقام أسوء بالنسبة للأقليات، فيوجد في السجون الأمريكية تقريباً 1 من بين 36 أمريكي أسود (من أصل أفريقي). وكما ذكرت الإحصائيات الأمريكية، فإن نسبة السجناء الأمريكيين هي 30 مرة مثل نسبة السجناء في الصين التي دأبت الولايات المتحدة على اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان.

ومن المعلوم أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر سجن للأعمال الشاقة في العالم، وأن نسبة المساجين في الولايات المتحدة يمثلون 25% من سجناء العالم، ولقد أقامت الولايات المتحدة سجوناً تحت الماء في المحيطات لاستيعاب القوميات الأخرى عند اللزوم، وأقامت سجوناً في عشرات الدول العربية وغيرها مثل سجن أبو غريب في العراق وسجن جوانتانمو في كوبا وسجون أخرى عديدة في المغرب والأردن والباكستان، وهذا يعني أن إدارة بوش تعمل على عولمة السجون!

وما نشاهده من إجرام ووحشية في سجن أبو غريب وجوانتانمو من ضرب وتعذيب واغتصاب يمارسه الجندي الأمريكي يحدث أيضاً في السجون الأمريكية، وما انتهاك الولايات المتحدة الأمريكية للقانون الدولي إلا نتيجة لفساد النظام القضائي الأمريكي وانتهاك حقوق الأمريكيين والزائرين لأرض الحرية الأمريكية التي لا يزال يغني لها العرب في كل حين، فكلا الجانبين من الانتهاكات هو عرض لنفس المرض.

لقد أصبح النظام القضائي في الولايات المتحدة الأمريكية أداة قمع وتهديد وإرهاب ورشوة في أيدي الأغنياء والأقوياء، مما يوحي بانهيار أخلاقي واسع الانتشار في البنية القانونية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية. وإذا استطاع المواطن الأمريكي أن يتخلص من عقوبة السجن، فإنه لن يستطيع الإفلات من التبعات المالية المقدمة لعصابات المحامين الذين سقطوا في شرك القضاء الأمريكي الفاسد وأصبحوا يتصرفون بأوامرهم، فيضطر المواطن إلى بيع بيته وأملاكه لينفقها على هؤلاء المحامين اللصوص.

الأمر الآخر، الذي لا يقل أهمية عن فساد النظام القضائي والقانوني، هو أن اهتمام البنتاغون بالجبهة الخارجية أدى إلى إهمال الجبهة الداخلية وإضعاف الحرس الوطني والتفريط بالأمن القومي في ظل تزايد التحذيرات الأمريكية للمواطنين الأمريكيين بخطر ما يسميه بوش بالإرهاب والخوف من هجمات إرهابية كبيرة متوقعة على المنشآت الحيوية في البلاد. لقد قلص رامسفيلد الحرس الوطني والطائرات والقوة العسكرية المكلفة بحماية الأمن القومي الأمريكي من أي هجوم بعد أحداث سبتمبر 2001م وذلك لاستخدامها في أفغانستان والعراق. وهذا ما تم فعلا إذ أن 40% من الجيش الأمريكي المحتل للعراق هو من الحرس الوطني الأمريكي، وتسبب ذلك في العجز عن إغاثة متضرري إعصار كاترينا.

بمعنى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تحويل الجيش الأمريكي إلى جهاز أمني ليعمل لصالح شركات متعددة الجنسيات تسعى إلى السيطرة على مصادر الشعوب الأخرى بقوة السلاح، وما يقوم به الجيش الأمريكي في العراق هو تجسيد لهذا العمل، والخاسر الوحيد هو دافع الضرائب الأمريكي الذي يدعم هذا الجيش بماله الخاص. والأكثر من ذلك أن الإدارة الأمريكية تعمل على تكوين فرق عسكرية مزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية للقيام بأعمال وقائية استباقية في كل مكان في العالم بحيث يتم وصولها إلى ميدان المعركة في أقل من يومين، ويخطط رامسفيلد لاستخدام هذه الفرق لشن هجمات إرهابية ومحاولة تحطيم أي مقاومة للعدوان الأمريكي. أي أن القوات الأمريكية سوف تكون مجهزة ومعدة للاشتباك مع عصابات ومجموعات، بحسب التعبير الأمريكي، ولن تواجه أي جيش في ظل النظام العالمي الأمريكي الجديد.

ويتجلى الأثر السيئ لهذا التحول في الجيش في أن البنتاجون سوف يقحم نفسه في الشؤون المحلية ويعمل على قيام وجود عسكري له داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وعندها لن يكون للديمقراطية أي وجود حقيقي في المجتمع الأمريكي، وسوف يؤدي ذلك أيضاً إلى ما يشبه "بحالة الطوارئ" أو "قانون الطوارئ" الذي يستخدم في دول العالم الثالث حيث القمع والسجن والتعذيب وتكميم الأفواه ومصادرة كل الحقوق بدون حسيب أو رقيب، ومن يعارض يتعرض للعقاب الذي قد يؤدي إلى الفصل من الوظيفة، أو عدم الحصول على منح حكومية، أو الملاحقة القضائية والقانونية، وفي النهاية السجن.

هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية أم الشرور والطغيان، وصانعة الإرهاب والاستبداد، وحامية العصابات والمجرمين، ومرتع الفساد والمفسدين...

أفلا نقف بعقولنا لها بالمرصاد ونزجرها ونلجمها ونضع حداً لاستهتارها بحقوق شعوبنا واعتداءاتها غير المحدودة علينا!!!

تحية بالمرصاد!

د. محمد اسحق الريفي
17/11/2007, 03:21 PM
الولايات المتحدة تلفظ أنفاسها الأخيرة

ما من شك أن الولايات المتحدة تحت إدارة بوش الصغير تمر بعملية انهيار مالي واقتصادي واجتماعي وسياسي، فعلى صعيد النظام الفضائي، بلغت المفاسد والانتهاكات في القضاء والحقوق أكبر مما وصلت إليه في النظام القضائي لأي دولة من دول العالم الثالث، وذلك لأن نظام القضاء الأمريكي هو نظام ظالم وخطير ومعوج، لذلك أصحبت البلاد التي كان يفر إليها المظلومون طلباً للحربية لا يأمن فيها مواطن ولا أجنبي ولا زائر على نفسه وحقوقه القانونية والقضائية.

لقد وصل عدد السجناء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكثر من 2 مليون سجيناً نتيجة لفساد النظام القضائي الأمريكي، أي أن أكثر من شخص واحد من بين كل 150 ممن يقطنون الولايات المتحدة الأمريكية يوجد خلف القضبان، ومن بين هؤلاء المسجونين 10000 بريء –تم إعدام عشرات منهم– و50000 أجنبي منهم عرب ومسلمون، وهو عدد أكبر من كل السجناء في دول عديدة في العالم. والأرقام أسوء بالنسبة للأقليات، فيوجد في السجون الأمريكية تقريباً 1 من بين 36 أمريكي أسود (من أصل أفريقي). وكما ذكرت الإحصائيات الأمريكية، فإن نسبة السجناء الأمريكيين هي 30 مرة مثل نسبة السجناء في الصين التي دأبت الولايات المتحدة على اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان.

ومن المعلوم أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر سجن للأعمال الشاقة في العالم، وأن نسبة المساجين في الولايات المتحدة يمثلون 25% من سجناء العالم، ولقد أقامت الولايات المتحدة سجوناً تحت الماء في المحيطات لاستيعاب القوميات الأخرى عند اللزوم، وأقامت سجوناً في عشرات الدول العربية وغيرها مثل سجن أبو غريب في العراق وسجن جوانتانمو في كوبا وسجون أخرى عديدة في المغرب والأردن والباكستان، وهذا يعني أن إدارة بوش تعمل على عولمة السجون!

وما نشاهده من إجرام ووحشية في سجن أبو غريب وجوانتانمو من ضرب وتعذيب واغتصاب يمارسه الجندي الأمريكي يحدث أيضاً في السجون الأمريكية، وما انتهاك الولايات المتحدة الأمريكية للقانون الدولي إلا نتيجة لفساد النظام القضائي الأمريكي وانتهاك حقوق الأمريكيين والزائرين لأرض الحرية الأمريكية التي لا يزال يغني لها العرب في كل حين، فكلا الجانبين من الانتهاكات هو عرض لنفس المرض.

لقد أصبح النظام القضائي في الولايات المتحدة الأمريكية أداة قمع وتهديد وإرهاب ورشوة في أيدي الأغنياء والأقوياء، مما يوحي بانهيار أخلاقي واسع الانتشار في البنية القانونية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية. وإذا استطاع المواطن الأمريكي أن يتخلص من عقوبة السجن، فإنه لن يستطيع الإفلات من التبعات المالية المقدمة لعصابات المحامين الذين سقطوا في شرك القضاء الأمريكي الفاسد وأصبحوا يتصرفون بأوامرهم، فيضطر المواطن إلى بيع بيته وأملاكه لينفقها على هؤلاء المحامين اللصوص.

الأمر الآخر، الذي لا يقل أهمية عن فساد النظام القضائي والقانوني، هو أن اهتمام البنتاغون بالجبهة الخارجية أدى إلى إهمال الجبهة الداخلية وإضعاف الحرس الوطني والتفريط بالأمن القومي في ظل تزايد التحذيرات الأمريكية للمواطنين الأمريكيين بخطر ما يسميه بوش بالإرهاب والخوف من هجمات إرهابية كبيرة متوقعة على المنشآت الحيوية في البلاد. لقد قلص رامسفيلد الحرس الوطني والطائرات والقوة العسكرية المكلفة بحماية الأمن القومي الأمريكي من أي هجوم بعد أحداث سبتمبر 2001م وذلك لاستخدامها في أفغانستان والعراق. وهذا ما تم فعلا إذ أن 40% من الجيش الأمريكي المحتل للعراق هو من الحرس الوطني الأمريكي، وتسبب ذلك في العجز عن إغاثة متضرري إعصار كاترينا.

بمعنى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تحويل الجيش الأمريكي إلى جهاز أمني ليعمل لصالح شركات متعددة الجنسيات تسعى إلى السيطرة على مصادر الشعوب الأخرى بقوة السلاح، وما يقوم به الجيش الأمريكي في العراق هو تجسيد لهذا العمل، والخاسر الوحيد هو دافع الضرائب الأمريكي الذي يدعم هذا الجيش بماله الخاص. والأكثر من ذلك أن الإدارة الأمريكية تعمل على تكوين فرق عسكرية مزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية للقيام بأعمال وقائية استباقية في كل مكان في العالم بحيث يتم وصولها إلى ميدان المعركة في أقل من يومين، ويخطط رامسفيلد لاستخدام هذه الفرق لشن هجمات إرهابية ومحاولة تحطيم أي مقاومة للعدوان الأمريكي. أي أن القوات الأمريكية سوف تكون مجهزة ومعدة للاشتباك مع عصابات ومجموعات، بحسب التعبير الأمريكي، ولن تواجه أي جيش في ظل النظام العالمي الأمريكي الجديد.

ويتجلى الأثر السيئ لهذا التحول في الجيش في أن البنتاجون سوف يقحم نفسه في الشؤون المحلية ويعمل على قيام وجود عسكري له داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وعندها لن يكون للديمقراطية أي وجود حقيقي في المجتمع الأمريكي، وسوف يؤدي ذلك أيضاً إلى ما يشبه "بحالة الطوارئ" أو "قانون الطوارئ" الذي يستخدم في دول العالم الثالث حيث القمع والسجن والتعذيب وتكميم الأفواه ومصادرة كل الحقوق بدون حسيب أو رقيب، ومن يعارض يتعرض للعقاب الذي قد يؤدي إلى الفصل من الوظيفة، أو عدم الحصول على منح حكومية، أو الملاحقة القضائية والقانونية، وفي النهاية السجن.

هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية أم الشرور والطغيان، وصانعة الإرهاب والاستبداد، وحامية العصابات والمجرمين، ومرتع الفساد والمفسدين...

أفلا نقف بعقولنا لها بالمرصاد ونزجرها ونلجمها ونضع حداً لاستهتارها بحقوق شعوبنا واعتداءاتها غير المحدودة علينا!!!

تحية بالمرصاد!

آداب عبد الهادي
01/12/2007, 02:07 AM
الدكتور محمد الريفي المحترم
عين الصواب ما تفضلت بذكره،وهذا هو الحال الطبيعي لحياة الامبراطوريات وبعد كل ما حققته امريكا لم يبق لها إلا أمر واحد وهو السقوط.
عندما يفسد القضاء تفسد الدولة وحينها تصبح لقمة سائغة في فم المتربصين.
وامريكا أصبحت لقمة ممضوغة ولم يتبق لها إلا البلع،وعلى حكامنا العرب أن يدركوا هذه الحالة ويعلموا أن البقاء لشعوبهم،ويكفيهم ذلا

آداب عبد الهادي
01/12/2007, 02:07 AM
الدكتور محمد الريفي المحترم
عين الصواب ما تفضلت بذكره،وهذا هو الحال الطبيعي لحياة الامبراطوريات وبعد كل ما حققته امريكا لم يبق لها إلا أمر واحد وهو السقوط.
عندما يفسد القضاء تفسد الدولة وحينها تصبح لقمة سائغة في فم المتربصين.
وامريكا أصبحت لقمة ممضوغة ولم يتبق لها إلا البلع،وعلى حكامنا العرب أن يدركوا هذه الحالة ويعلموا أن البقاء لشعوبهم،ويكفيهم ذلا

بنت الشهباء
01/12/2007, 02:38 AM
أستاذنا الفاضل
الدكتور محمد الريفي

إنها سنة الكون في البشرية بأن كل من طغى وتكبر وتجبر وعلا فإن الله لن يتركه
بل سيدمره شرّ تدمير
وإن الولايات المتحدة قد تجبرت على البشرية جمعاء , ومنذ أن ظهرت على وجه الأرض
فهل من الممكن أن ينسى العالم تاريخ الويلات المتحدة!!؟؟...
الويلات المتحدة تاريخها أسود ملطخ بالإرهاب والإجرام والسعي لإفناء الشعوب من أجل أن تبني على أنقاض جثثها عروشها الواهية ....
الويلات المتحدة ليست هي الغول .... بل هي الجيفة التي بدأ يشمّ رائحة قذراتها كل الأحرار والشرفاء على وجه الأرض ....
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون
http://www.4aaq.com/uploads/22f14dc8d4e8a22af675f7ce8.jpg

بنت الشهباء
01/12/2007, 02:38 AM
أستاذنا الفاضل
الدكتور محمد الريفي

إنها سنة الكون في البشرية بأن كل من طغى وتكبر وتجبر وعلا فإن الله لن يتركه
بل سيدمره شرّ تدمير
وإن الولايات المتحدة قد تجبرت على البشرية جمعاء , ومنذ أن ظهرت على وجه الأرض
فهل من الممكن أن ينسى العالم تاريخ الويلات المتحدة!!؟؟...
الويلات المتحدة تاريخها أسود ملطخ بالإرهاب والإجرام والسعي لإفناء الشعوب من أجل أن تبني على أنقاض جثثها عروشها الواهية ....
الويلات المتحدة ليست هي الغول .... بل هي الجيفة التي بدأ يشمّ رائحة قذراتها كل الأحرار والشرفاء على وجه الأرض ....
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون
http://www.4aaq.com/uploads/22f14dc8d4e8a22af675f7ce8.jpg

د. محمد اسحق الريفي
02/12/2007, 12:05 AM
الدكتور محمد الريفي المحترم
عين الصواب ما تفضلت بذكره،وهذا هو الحال الطبيعي لحياة الامبراطوريات وبعد كل ما حققته امريكا لم يبق لها إلا أمر واحد وهو السقوط.
عندما يفسد القضاء تفسد الدولة وحينها تصبح لقمة سائغة في فم المتربصين.
وامريكا أصبحت لقمة ممضوغة ولم يتبق لها إلا البلع،وعلى حكامنا العرب أن يدركوا هذه الحالة ويعلموا أن البقاء لشعوبهم،ويكفيهم ذلا


الأستاذة الكريمة آداب عبد الهادي،

بالفعل... السقوط هو مصير امبراطورية الشر والطغيان، وبالفعل لم يبق للامبراطورية الأمريكية إلا أمر واحد وهو السقوط، وعندما ينهار الاقتصاد الأمريكي ستنهار الكذبة الأمريكية المسامة "الدولار".

ودمتم بخير وعز

د. محمد اسحق الريفي
02/12/2007, 12:05 AM
الدكتور محمد الريفي المحترم
عين الصواب ما تفضلت بذكره،وهذا هو الحال الطبيعي لحياة الامبراطوريات وبعد كل ما حققته امريكا لم يبق لها إلا أمر واحد وهو السقوط.
عندما يفسد القضاء تفسد الدولة وحينها تصبح لقمة سائغة في فم المتربصين.
وامريكا أصبحت لقمة ممضوغة ولم يتبق لها إلا البلع،وعلى حكامنا العرب أن يدركوا هذه الحالة ويعلموا أن البقاء لشعوبهم،ويكفيهم ذلا


الأستاذة الكريمة آداب عبد الهادي،

بالفعل... السقوط هو مصير امبراطورية الشر والطغيان، وبالفعل لم يبق للامبراطورية الأمريكية إلا أمر واحد وهو السقوط، وعندما ينهار الاقتصاد الأمريكي ستنهار الكذبة الأمريكية المسامة "الدولار".

ودمتم بخير وعز

د. محمد اسحق الريفي
02/12/2007, 12:11 AM
أستاذنا الفاضل
الدكتور محمد الريفي

إنها سنة الكون في البشرية بأن كل من طغى وتكبر وتجبر وعلا فإن الله لن يتركه
بل سيدمره شرّ تدمير
وإن الولايات المتحدة قد تجبرت على البشرية جمعاء , ومنذ أن ظهرت على وجه الأرض
فهل من الممكن أن ينسى العالم تاريخ الويلات المتحدة!!؟؟...
الويلات المتحدة تاريخها أسود ملطخ بالإرهاب والإجرام والسعي لإفناء الشعوب من أجل أن تبني على أنقاض جثثها عروشها الواهية ....
الويلات المتحدة ليست هي الغول .... بل هي الجيفة التي بدأ يشمّ رائحة قذراتها كل الأحرار والشرفاء على وجه الأرض ....
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون
http://www.4aaq.com/uploads/22f14dc8d4e8a22af675f7ce8.jpg

أختي الفاضلة الأستاذة بنت الشهباء،

إن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل الباطل في هذا العالم، وهي ملاذ آمن للأشرار، وهي الداعم الأساس للدكتاتورية والاستبداد، ولا يمكن للولايات المتحدة أن يصمد نفوذها في منطقتنا دون ثلة من الطواغيت المتسلطين على رقاب شعوبنا، ولكن هذا لن يدون طويلا بإذن الله، فمن أعلنها حربا على الله عز وجل فإن الله سيقصمه، وسيحيق بالولايات المتحدة سوء مكرها.

ودمتم بعز وخير

د. محمد اسحق الريفي
02/12/2007, 12:11 AM
أستاذنا الفاضل
الدكتور محمد الريفي

إنها سنة الكون في البشرية بأن كل من طغى وتكبر وتجبر وعلا فإن الله لن يتركه
بل سيدمره شرّ تدمير
وإن الولايات المتحدة قد تجبرت على البشرية جمعاء , ومنذ أن ظهرت على وجه الأرض
فهل من الممكن أن ينسى العالم تاريخ الويلات المتحدة!!؟؟...
الويلات المتحدة تاريخها أسود ملطخ بالإرهاب والإجرام والسعي لإفناء الشعوب من أجل أن تبني على أنقاض جثثها عروشها الواهية ....
الويلات المتحدة ليست هي الغول .... بل هي الجيفة التي بدأ يشمّ رائحة قذراتها كل الأحرار والشرفاء على وجه الأرض ....
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون
http://www.4aaq.com/uploads/22f14dc8d4e8a22af675f7ce8.jpg

أختي الفاضلة الأستاذة بنت الشهباء،

إن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل الباطل في هذا العالم، وهي ملاذ آمن للأشرار، وهي الداعم الأساس للدكتاتورية والاستبداد، ولا يمكن للولايات المتحدة أن يصمد نفوذها في منطقتنا دون ثلة من الطواغيت المتسلطين على رقاب شعوبنا، ولكن هذا لن يدون طويلا بإذن الله، فمن أعلنها حربا على الله عز وجل فإن الله سيقصمه، وسيحيق بالولايات المتحدة سوء مكرها.

ودمتم بعز وخير

ذياب ابو علي
09/12/2007, 05:54 PM
أسجل تأييدي لكل كلمة خطها قلمك اللامع وحفظك الله

فهم بعد هزائمهم المتوالية في العالم من اليمين واليسار من الداخل والخارج
لم يجدوا بداً سوى الذهاب الى العنصر الاضعف في العالم وهو هنا الشعب الفلسطيني علًهم يجدوا ضالتهم ويحققوا نصرهم المزيف ليخرجوا ببعض بياض الوجه الذي اسود واصبح بلون سواد احذيتهم

وهنا هم اخطئوا مرة أخرى حيث بغيابهم المتعمد عن فلسطين خلال الفترة السابقة وتركهم للفسطينين كلقمة سائغة امام الاجرام الصهيوني لفترة طويلة لم يتدخلوا بها سوى بالتأييد المطلق لهم دون دون مجرد تفكير قد اعمتهم عن حقيقة تطور المقاومة فيها وان اللعبة القديمة بزرع العملاء وخلطهم بالشرفاء قد تبدلت دون ان يعلموا وتمايز الناس ومالوا الى الحق ومن وقف بجانب الاحتلال من العملاء قد تعلق بحذاء اخر جندي اسرائيلي هارب من غزة والقي بالضفة بانتظار تحريرها وهروبهم مرة تلو الاخرى ومن مدينة لمدينة بعون الله
لذا فنصرهم الزائف الذي يمنًون انفسهم به في غزة سيكون هزيمة للجميع عدا المقاومة وستعود امريكا الى مزارع تكساس ليمارسوا هواية الطخطخة ورعاية البقر التي اتقنوها وسينبري الشرفاء لرعاية الامة والاخذ بناصيتها نحو العدل والحرية والكرامة والحق
وعندها نقول اليوم نغزو ولا نغزى

حازم طلبة
20/02/2008, 10:54 AM
أمريكا تنهار

خطورة الأزمة المالية الأميركية على الاقتصاد العالمي
د. صباح نعوش
تداعيات انهيار قيم العقارات
المعالجة وحدودها
انتقال العدوى
الأزمة اقتصادية

تشهد الولايات المتحدة أزمة مالية عنيفة انتقلت عدواها إلى الأسواق المالية لمختلف الدول وبات علاجها عسيرا. ولم تعد الأزمة الأميركية الحالية جزئية تقتصر على العقارات بل أصبحت شاملة تؤثر مباشرة على الاستهلاك الفردي الذي يشكل ثلاثة أرباع الاقتصاد الأميركي وهو بالتالي الأساس الذي ترتكز عليه حسابات معدلات النمو.

ولا تأتي الأزمات المالية من فراغ بل تتفاعل مع الوضع الاقتصادي الكلي الذي يعاني في الولايات المتحدة من مشاكل خطيرة في مقدمتها عجز الميزانية واختلال الميزان التجاري وتفاقم المديونية الخاصة والعامة إضافة إلى الارتفاع المستمر لمؤشرات البطالة والتضخم والفقر.

وفي يناير/كانون الثاني من العام الحالي خسر مؤشرات الأسهم الأميركية داو جونز 4.6% وناسداك 9.9% لكن ارتفاع هذه النسبة أو تلك لا تعكس بالضرورة درجة خطورة الوضع الاقتصادي والمالي الأميركي الحالي. ففي أكتوبر /تشرين الأول عام 1987 سجل داو جونز هبوطاً هائلاً قدره 22.6% أي بنسبة تفوق بكثير النسبة الحالية ومع ذلك فأن الأزمة الراهنة اخطر لأنها نجمت عن تراجع الاستهلاك الفردي في حين كان ارتفاع أسعار الفائدة السبب الأساس في أزمة 1987.

تداعيات انهيار قيم العقارات
ما أن انفجرت فقاعة الإنترنت في عام 2000 حتى ظهرت فقاعة أخرى ترتبط بالقطاع العقاري. ومنذ ذلك العام أخذت قيم العقارات وبالتالي أسهم الشركات العقارية المسجلة بالبورصة بالارتفاع بصورة مستمرة في جميع أنحاء العالم خاصة في الولايات المتحدة حتى بات شراء العقار أفضل أنواع الاستثمار في حين أن الأنشطة الأخرى بما فيها التكنولوجيا الحديثة معرضة للخسارة.

"أقبل الأميركيون على شراء العقارات بهدف السكن أو الاستثمار الطويل الأجل أو المضاربة واتسعت التسهيلات العقارية إلى درجة أن المصارف منحت قروضاً حتى للأفراد غير القادرين على سداد ديونهم"

وأقبل الأميركيون أفراداً وشركات على شراء العقارات بهدف السكن أو الاستثمار الطويل الأجل أو المضاربة. واتسعت التسهيلات العقارية إلى درجة أن المصارف منحت قروضاً حتى للأفراد غير القادرين على سداد ديونهم بسبب دخولهم الضعيفة.

وانتفخت الفقاعة العقارية حتى وصلت إلى ذروتها فانفجرت في صيف عام 2007 حيث هبطت قيمة العقارات ولم يعد الأفراد قادرين على سداد ديونهم حتى بعد بيع عقاراتهم المرهونة. وفقد أكثر من مليوني أميركي ملكيتهم العقارية وأصبحوا مكبلين بالالتزامات المالية طيلة حياتهم. ونتيجة لتضرر المصارف الدائنة نتيجة عدم سداد المقترضين لقروضهم هبطت قيم أسهمها في البورصة وأعلنت شركات عقارية عديدة عن إفلاسها.

ولكن انهيار القيم لم يتوقف عند العقارات بل امتد إلى أسواق المالية وجميع القطاعات. في عام 2000 لم يقد انفجار فقاعة الإنترنت بعد انتفاخ دام نحو عشر سنوات إلى أزمة مالية شاملة أو إلى تخوف من حدوث كساد اقتصادي لأن من يشتري جهاز الكمبيوتر لا يهدف عادة الاستثمار أو المضاربة ولا يحتاج إلى الاقتراض بينما انفق الأفراد جميع مدخراتهم واقترضوا لشراء العقارات. وبناء على ذلك تختلف الآثار المالية والاقتصادية المترتبة عن هبوط أسعار العقار عن تلك المترتبة عن هبوط أسعار الكمبيوتر اختلافا كثيرا. وأدى انفجار الفقاعة العقارية إلى تراجع الاستهلاك اليومي وبالتالي إلى ظهور ملامح الكساد.

المعالجة وحدودها

"الإدارة الأميركية قررت تخصيص نحو 150 مليار دولار من خلال خطة حوافز مالية تتضمن إعفاءات ضريبية مدتها سنتين منها 100 مليار للأفراد و 50 مليار للشركات دعما للاقتصاد"

قررت الإدارة الأميركية تخصيص نحو 150 مليار دولار من خلال خطة حوافز مالية تتضمن إعفاءات ضريبية مدتها سنتين منها 100 مليار للأفراد و 50 مليار للشركات. يهدف هذا الإجراء إلى زيادة الاستهلاك لتنشيط الاقتصاد.

ولكن هذا المبلغ لا يغطي سوى 1.5% من الديون الفردية العقارية و 0.3% من ديون الشركات وبالتالي لا يكفي لمعالجة الأزمة مما يفسر استمرار هبوط المؤشر العام في البوصات العالمية بعد إعلان هذه الحوافز المالية.

كما أجرى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تعديلاً على أسعار الفائدة قدره 0.50 نقطة مئوية لتصل النسبة إلى 3%. ويهدف هذا الإجراء إلى تسهيل اللجوء إلى القروض المصرفية للاستثمار وحث الأفراد على زيادة الإنفاق.

ودخلت الولايات المتحدة في دوامة الأزمات المالية التي تستوجب في كل مرة تقليص سعر الفائدة وسيفقد البنك المركزي أحد أهم أدواته لمعالجة هبوط قيم الأسهم عندما يصل سعر الفائدة إلى الصفر كما هو الحال في اليابان.

وكان سعر الفائدة الأميركية في عام 2007 بمقدار 4.2% ونسبة التضخم 3.2% أي أن السعر الحقيقي للفائدة (السعر الاسمي بعد طرح نسبة التضخم) إيجابي قدره 1%. وفي مطلع عام 2008 وبسبب الأزمة المالية الأخيرة انخفض سعر الفائدة إلى 3% وارتفع معدل التضخم إلى 4.1% ليصبح سعر الفائدة الحقيقي سلبياً قدره - 1.1%.

قد يتصور البعض بأن طائرات آسيوية وخليجية ستحوم فوق ول ستريت لتقذف أطناناً من الدولارات على السوق بهدف تهدئته. والواقع لا يخلو هذا التصور من الصحة. وهكذا تستفيد الولايات المتحدة من ارتفاع أسعار النفط الذي أدى إلى ظهور فوائض مالية لا تستوعبها أسواق الخليج. ولكن على افتراض كون الأزمة الأميركية مالية فقط فأنها تستوجب رصد مبالغ طائلة لمواجهتها.

فعلى سبيل المثال الديون الفردية الأميركية الناجمة عن الأزمة العقارية تمثل 6.6 تريليونات دولار أي ما يعادل إيرادات النفط السعودية لمدة 55 سنة. وبالتالي فأن قدرة الخليجيين وكذلك الآسيويين على مواجهة الأزمة الأمريكية محدودة جداً.

بالنتيجة النهائية فإن الاحتلال العسكري للبلدان يصبح حلاً إضافياً لتحريك الاقتصاد الأميركي من زاويتين الأولى الإنفاق العسكري والاستفادة من قدرات البلد المحتل لتحسين الوضع الاقتصادي الأميركي كاستغلال النفط العراقي وفق عقود مشاركة الإنتاج.

انتقال العدوى
على إثر هبوط قيم الأسهم في ول ستريت انخفض المؤشر العام للقيم بنسبة 7.1% في فرانكفورت و 6.8% في باريس و 5.4% في لندن و 7.5% في مدريد و 3.8% في طوكيو و 5.1% في شنغهاي و 6% في ساوباولو و 9.8% في الرياض و 9.4% في دبي و 3% في بيروت و 4.2% في القاهرة.

"عدوى الأزمة الأميركية انتقلت إلى جميع أنحاء العالم مع أن نسبة التراجع لم تكن على وتيرة واحدة فهبط المؤشر العام حتى في دول لا توجد فيها استثمارات أميركية في البورصة كالسعودية بنسبة تفوق هبوط المؤشر العام في بلدان أخرى
"

وانتقلت عدوى الأزمة الأميركية إلى جميع أنحاء العالم مع ملاحظة أن نسبة التراجع لم تكن على وتيرة واحدة. وهبط المؤشر العام حتى في دول لا توجد فيها استثمارات أميركية في البورصة كالسعودية بنسبة تفوق هبوط المؤشر العام في بلدان أخرى لا تضع قيوداً على الاستثمارات الأجنبية ومن بينها الأميركية كأوروبا.

كان انفجار الفقاعة العقارية الأميركية عاملاً مهماً لهبوط أسهم الشركات الأخرى غير العاملة في القطاع العقاري. في حين لا وجود لمثل هذا العامل في دول أخرى ومع ذلك هبطت أسهم شركاتها العقارية وغير العقارية. الأسهم التي أصابها تدهور شديد في الخليج لا علاقة لها بالأنشطة العقارية بل بالاستثمارات البتروكيمياوية أي بسلع التجارة الخارجية. وحتى على افتراض معاناة القطاع العقاري من مشاكل مالية على الصعيد العالمي فمن غير المعقول أن تستفحل الأزمة وتنهار الأسهم في العالم في نفس اليوم إذ أن الأسواق المالية في المدن المذكورة أعلاه ليست فروعاً لوول ستريت.

وانطلاقاً من هذا الملاحظات العامة يمكن تحليل عالمية الأزمة المالية بالاعتماد على ثلاثة عوامل يتعلق العاملان الأول والثاني بمختلف بلدان العالم ويرتبط العامل الثالث بالدول التي تتبع سياستها النقدية نظام الصرف الثابت مقابل الدولار. وتصب جميع العوامل في محور واحد وهو فقدان الثقة بالسياسة الاقتصادية الأميركية.

العامل الأول والأساس هو ظهور بوادر الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمر الذي ينعكس على صادرات البلدان الأخرى وعلى أسواقها المالية. فالولايات المتحدة اكبر مستورد في العالم حيث بلغت وارداتها السلعية 1919 مليار دولار أي 15.5% من الواردات العالمية (إحصاءات التجارة الخارجية لعام 2006 الصادرة عن منظمة التجارة العالمية).

أما العامل الثاني فهو تعويض الخسارة حيث اعتاد بعض أصحاب رؤوس الأموال الاستثمار في عدة أسواق مالية في آن واحد. فإذا تعرضت أسهمهم في دولة ما للخسارة فأن أسهمهم في دولة أخرى قد لا تصيبها خسارة.

وفي حالات معينة عندما تهبط أسهمهم في دولة ما فسوف يسحبون أموالهم المستثمرة في دولة أخرى لتعويض الخسارة أو لتفادي خسارة ثانية. وتتم عمليات السحب الجماعي في الساعات الأولى من اليوم الأول لخسارتهم.

في بعض البلدان العربية كمصر والسعودية هبط المؤشر العام بسبب هذه العمليات التي قام بها مستثمرون في هذين البلدين نتيجة خسارتهم في ول ستريت.

وفيما يتعلق بالعامل الثالث قيتمثل بالخوف من هبوط جديد وحاد لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسة الأخرى. وهبطت قيم الأسهم بين مطلع عام 1987 ومطلع عام 2008 في الولايات المتحدة سبع مرات بنسب عالية.

وفي كل مرة يتراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الأوروبية بسبب لجوء البنك المركزي الأميركي إلى تخفيض أسعار الفائدة.

وهذا التراجع يعني خسارة نقدية للاستثمارات بالدولار سواء في الولايات المتحدة أم خارجها. وتحدث هذه الخسارة أيضاً وبنفس النسبة في البلدان التي تعتمد عملاتها المحلية على سعر صرف ثابت أمام الدولار كما هو حال غالبية أقطار مجلس التعاون الخليجي. وعلى هذا الأساس فأن أية أزمة مالية في الولايات المتحدة تقود إلى سحب استثمارات من هذه الأقطار لتتوطن في دول أخرى ذات عملات معومة كأوروبا وبلدان جنوب شرق آسيا.

الأزمة اقتصادية

"الأزمة في الولايات المتحدة لا تقتصر على قيم الأسهم بل تشمل الاقتصاد الحقيقي برمته فهي أزمة اقتصادية بدأت منذ عدة سنوات ولا تزال في طور الاستفحال"

لا تقتصر الأزمة في الولايات المتحدة على قيم الأسهم بل تشمل الاقتصاد الحقيقي برمته فهي أزمة اقتصادية بدأت منذ عدة سنوات ولا تزال في طور الاستفحال. أنها ليست حكومية فقط بل تمتد لتشمل الشركات والأفراد. يمكن إبراز معالمها في النقاط التالية:

1- العجز التجاري: منذ عام 1971 لم يسجل الميزان التجاري أي فائض بل عجز يزداد سنوياً وصل في عام 2006 إلى 758 مليار دولار. ويعود السبب الأساس إلى عدم قدرة الجهاز الإنتاجي خاصة السلعي على تلبية الاستهلاك.

2- عجز الميزانية: لا يزال العجز المالي مرتفعاً حيث قدر في ميزانية عام 2008 بمبلغ 410 مليار دولار أي 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي. بلا شك يتعين الاهتمام بالتوازنات الاقتصادية وليس بالتوازنات المالية.

في الولايات المتحدة يغلب الطابع العسكري على النفقات العامة والطابع السياسي على الضرائب. لا يهدف الإنفاق العام إلى التشغيل بقدر ما يهدف إلى تمويل العمليات الحربية الخارجية. كما أن الضرائب تستخدم كوسيلة للحصول على أصوات الناخبين بدلاً من الحصول على إيرادات لتمويل العجز المالي.

"إحصاءات وزارة الخزانة الأميركية أظهرت ارتفاع الديون الحكومية من 4.3 تريليونات دولار في عام 1990 إلى 8.4 تريليونات دولار في 2003 لتبلغ 8.9 تريليونات دولار في عام 2007"

3- المديونية: أظهرت إحصاءات وزارة الخزانة الأميركية ارتفاع الديون الحكومية (الإدارة المركزية والإدارات المحلية) من 4.3 تريليونات دولار في عام 1990 إلى 8.4 تريليونات دولار في عام 2003 وإلى 8.9 تريليونات دولار في عام 2007. وأصبحت هذه الديون العامة تشكل 64% من الناتج المحلي الإجمالي. وبذلك يمكن تصنيف الولايات المتحدة ضمن الدول التي تعاني بشدة من ديونها العامة. يعادل حجم هذه الديون عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لجميع الدول العربية ويعادل ثلاثة أضعاف الديون الخارجية للدول النامية.

ولا يتوقف ثقل المديونية الأمريكية على الإدارات الحكومية بل يشمل الأفراد والشركات أيضاً. فقد بلغت الديون الفردية 9.2 تريليونات دولار منها ديون عقارية سبقت الإشارة إليها بمبلغ 6.6 تريليونات دولار. أن هذه الديون العقارية التي ساهمت مساهمة فاعلة في الأزمة المالية الحالية وتشكل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. أما ديون الشركات فتحتل المرتبة الأولى من حيث حجمها البالغ 18.4 تريليون دولار. وبذلك يكون المجموع الكلي 36 تريليون دولار أي ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي. هذه الديون بذاتها أزمة اقتصادية خطيرة.

كما تعاني الولايات المتحدة من مشاكل اقتصادية أخرى في مقدمتها التضخم الذي تجاوز 4% والبطالة التي تشكل 5% والصناعة التي تتراجع أهميتها والفقر وسوء الخدمات التعليمية.

لا تقتصر خطورة الأزمات المالية الأميركية على إفقار الملايين من الأميركيين بل تمتد لتشمل التأثير السلبي على الوضع الاقتصادي العالمي وقد يصل الأمر إلى الاحتلال العسكري.

أمام هذا الوضع المالي والاقتصادي الأميركي المتأزم يتعين على العرب أفراداً وشركات وحكومات اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على مصالحهم الحيوية في مقدمتها سحب استثماراتهم من الولايات المتحدة.

وأصبح من اللازم على بلدان مجلس التعاون الخليجي التخلي عن الدولار كمثبت لقيم عملاتها المحلية أو على الأقل مراجعة القيم التعادلية لهذه العملات بما يتناسب مع هبوط سعر صرف الدولار.
_____________________
باحث اقتصادي عراقي مقيم في فرنسا

حازم طلبة
20/02/2008, 10:54 AM
أمريكا تنهار

خطورة الأزمة المالية الأميركية على الاقتصاد العالمي
د. صباح نعوش
تداعيات انهيار قيم العقارات
المعالجة وحدودها
انتقال العدوى
الأزمة اقتصادية

تشهد الولايات المتحدة أزمة مالية عنيفة انتقلت عدواها إلى الأسواق المالية لمختلف الدول وبات علاجها عسيرا. ولم تعد الأزمة الأميركية الحالية جزئية تقتصر على العقارات بل أصبحت شاملة تؤثر مباشرة على الاستهلاك الفردي الذي يشكل ثلاثة أرباع الاقتصاد الأميركي وهو بالتالي الأساس الذي ترتكز عليه حسابات معدلات النمو.

ولا تأتي الأزمات المالية من فراغ بل تتفاعل مع الوضع الاقتصادي الكلي الذي يعاني في الولايات المتحدة من مشاكل خطيرة في مقدمتها عجز الميزانية واختلال الميزان التجاري وتفاقم المديونية الخاصة والعامة إضافة إلى الارتفاع المستمر لمؤشرات البطالة والتضخم والفقر.

وفي يناير/كانون الثاني من العام الحالي خسر مؤشرات الأسهم الأميركية داو جونز 4.6% وناسداك 9.9% لكن ارتفاع هذه النسبة أو تلك لا تعكس بالضرورة درجة خطورة الوضع الاقتصادي والمالي الأميركي الحالي. ففي أكتوبر /تشرين الأول عام 1987 سجل داو جونز هبوطاً هائلاً قدره 22.6% أي بنسبة تفوق بكثير النسبة الحالية ومع ذلك فأن الأزمة الراهنة اخطر لأنها نجمت عن تراجع الاستهلاك الفردي في حين كان ارتفاع أسعار الفائدة السبب الأساس في أزمة 1987.

تداعيات انهيار قيم العقارات
ما أن انفجرت فقاعة الإنترنت في عام 2000 حتى ظهرت فقاعة أخرى ترتبط بالقطاع العقاري. ومنذ ذلك العام أخذت قيم العقارات وبالتالي أسهم الشركات العقارية المسجلة بالبورصة بالارتفاع بصورة مستمرة في جميع أنحاء العالم خاصة في الولايات المتحدة حتى بات شراء العقار أفضل أنواع الاستثمار في حين أن الأنشطة الأخرى بما فيها التكنولوجيا الحديثة معرضة للخسارة.

"أقبل الأميركيون على شراء العقارات بهدف السكن أو الاستثمار الطويل الأجل أو المضاربة واتسعت التسهيلات العقارية إلى درجة أن المصارف منحت قروضاً حتى للأفراد غير القادرين على سداد ديونهم"

وأقبل الأميركيون أفراداً وشركات على شراء العقارات بهدف السكن أو الاستثمار الطويل الأجل أو المضاربة. واتسعت التسهيلات العقارية إلى درجة أن المصارف منحت قروضاً حتى للأفراد غير القادرين على سداد ديونهم بسبب دخولهم الضعيفة.

وانتفخت الفقاعة العقارية حتى وصلت إلى ذروتها فانفجرت في صيف عام 2007 حيث هبطت قيمة العقارات ولم يعد الأفراد قادرين على سداد ديونهم حتى بعد بيع عقاراتهم المرهونة. وفقد أكثر من مليوني أميركي ملكيتهم العقارية وأصبحوا مكبلين بالالتزامات المالية طيلة حياتهم. ونتيجة لتضرر المصارف الدائنة نتيجة عدم سداد المقترضين لقروضهم هبطت قيم أسهمها في البورصة وأعلنت شركات عقارية عديدة عن إفلاسها.

ولكن انهيار القيم لم يتوقف عند العقارات بل امتد إلى أسواق المالية وجميع القطاعات. في عام 2000 لم يقد انفجار فقاعة الإنترنت بعد انتفاخ دام نحو عشر سنوات إلى أزمة مالية شاملة أو إلى تخوف من حدوث كساد اقتصادي لأن من يشتري جهاز الكمبيوتر لا يهدف عادة الاستثمار أو المضاربة ولا يحتاج إلى الاقتراض بينما انفق الأفراد جميع مدخراتهم واقترضوا لشراء العقارات. وبناء على ذلك تختلف الآثار المالية والاقتصادية المترتبة عن هبوط أسعار العقار عن تلك المترتبة عن هبوط أسعار الكمبيوتر اختلافا كثيرا. وأدى انفجار الفقاعة العقارية إلى تراجع الاستهلاك اليومي وبالتالي إلى ظهور ملامح الكساد.

المعالجة وحدودها

"الإدارة الأميركية قررت تخصيص نحو 150 مليار دولار من خلال خطة حوافز مالية تتضمن إعفاءات ضريبية مدتها سنتين منها 100 مليار للأفراد و 50 مليار للشركات دعما للاقتصاد"

قررت الإدارة الأميركية تخصيص نحو 150 مليار دولار من خلال خطة حوافز مالية تتضمن إعفاءات ضريبية مدتها سنتين منها 100 مليار للأفراد و 50 مليار للشركات. يهدف هذا الإجراء إلى زيادة الاستهلاك لتنشيط الاقتصاد.

ولكن هذا المبلغ لا يغطي سوى 1.5% من الديون الفردية العقارية و 0.3% من ديون الشركات وبالتالي لا يكفي لمعالجة الأزمة مما يفسر استمرار هبوط المؤشر العام في البوصات العالمية بعد إعلان هذه الحوافز المالية.

كما أجرى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تعديلاً على أسعار الفائدة قدره 0.50 نقطة مئوية لتصل النسبة إلى 3%. ويهدف هذا الإجراء إلى تسهيل اللجوء إلى القروض المصرفية للاستثمار وحث الأفراد على زيادة الإنفاق.

ودخلت الولايات المتحدة في دوامة الأزمات المالية التي تستوجب في كل مرة تقليص سعر الفائدة وسيفقد البنك المركزي أحد أهم أدواته لمعالجة هبوط قيم الأسهم عندما يصل سعر الفائدة إلى الصفر كما هو الحال في اليابان.

وكان سعر الفائدة الأميركية في عام 2007 بمقدار 4.2% ونسبة التضخم 3.2% أي أن السعر الحقيقي للفائدة (السعر الاسمي بعد طرح نسبة التضخم) إيجابي قدره 1%. وفي مطلع عام 2008 وبسبب الأزمة المالية الأخيرة انخفض سعر الفائدة إلى 3% وارتفع معدل التضخم إلى 4.1% ليصبح سعر الفائدة الحقيقي سلبياً قدره - 1.1%.

قد يتصور البعض بأن طائرات آسيوية وخليجية ستحوم فوق ول ستريت لتقذف أطناناً من الدولارات على السوق بهدف تهدئته. والواقع لا يخلو هذا التصور من الصحة. وهكذا تستفيد الولايات المتحدة من ارتفاع أسعار النفط الذي أدى إلى ظهور فوائض مالية لا تستوعبها أسواق الخليج. ولكن على افتراض كون الأزمة الأميركية مالية فقط فأنها تستوجب رصد مبالغ طائلة لمواجهتها.

فعلى سبيل المثال الديون الفردية الأميركية الناجمة عن الأزمة العقارية تمثل 6.6 تريليونات دولار أي ما يعادل إيرادات النفط السعودية لمدة 55 سنة. وبالتالي فأن قدرة الخليجيين وكذلك الآسيويين على مواجهة الأزمة الأمريكية محدودة جداً.

بالنتيجة النهائية فإن الاحتلال العسكري للبلدان يصبح حلاً إضافياً لتحريك الاقتصاد الأميركي من زاويتين الأولى الإنفاق العسكري والاستفادة من قدرات البلد المحتل لتحسين الوضع الاقتصادي الأميركي كاستغلال النفط العراقي وفق عقود مشاركة الإنتاج.

انتقال العدوى
على إثر هبوط قيم الأسهم في ول ستريت انخفض المؤشر العام للقيم بنسبة 7.1% في فرانكفورت و 6.8% في باريس و 5.4% في لندن و 7.5% في مدريد و 3.8% في طوكيو و 5.1% في شنغهاي و 6% في ساوباولو و 9.8% في الرياض و 9.4% في دبي و 3% في بيروت و 4.2% في القاهرة.

"عدوى الأزمة الأميركية انتقلت إلى جميع أنحاء العالم مع أن نسبة التراجع لم تكن على وتيرة واحدة فهبط المؤشر العام حتى في دول لا توجد فيها استثمارات أميركية في البورصة كالسعودية بنسبة تفوق هبوط المؤشر العام في بلدان أخرى
"

وانتقلت عدوى الأزمة الأميركية إلى جميع أنحاء العالم مع ملاحظة أن نسبة التراجع لم تكن على وتيرة واحدة. وهبط المؤشر العام حتى في دول لا توجد فيها استثمارات أميركية في البورصة كالسعودية بنسبة تفوق هبوط المؤشر العام في بلدان أخرى لا تضع قيوداً على الاستثمارات الأجنبية ومن بينها الأميركية كأوروبا.

كان انفجار الفقاعة العقارية الأميركية عاملاً مهماً لهبوط أسهم الشركات الأخرى غير العاملة في القطاع العقاري. في حين لا وجود لمثل هذا العامل في دول أخرى ومع ذلك هبطت أسهم شركاتها العقارية وغير العقارية. الأسهم التي أصابها تدهور شديد في الخليج لا علاقة لها بالأنشطة العقارية بل بالاستثمارات البتروكيمياوية أي بسلع التجارة الخارجية. وحتى على افتراض معاناة القطاع العقاري من مشاكل مالية على الصعيد العالمي فمن غير المعقول أن تستفحل الأزمة وتنهار الأسهم في العالم في نفس اليوم إذ أن الأسواق المالية في المدن المذكورة أعلاه ليست فروعاً لوول ستريت.

وانطلاقاً من هذا الملاحظات العامة يمكن تحليل عالمية الأزمة المالية بالاعتماد على ثلاثة عوامل يتعلق العاملان الأول والثاني بمختلف بلدان العالم ويرتبط العامل الثالث بالدول التي تتبع سياستها النقدية نظام الصرف الثابت مقابل الدولار. وتصب جميع العوامل في محور واحد وهو فقدان الثقة بالسياسة الاقتصادية الأميركية.

العامل الأول والأساس هو ظهور بوادر الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمر الذي ينعكس على صادرات البلدان الأخرى وعلى أسواقها المالية. فالولايات المتحدة اكبر مستورد في العالم حيث بلغت وارداتها السلعية 1919 مليار دولار أي 15.5% من الواردات العالمية (إحصاءات التجارة الخارجية لعام 2006 الصادرة عن منظمة التجارة العالمية).

أما العامل الثاني فهو تعويض الخسارة حيث اعتاد بعض أصحاب رؤوس الأموال الاستثمار في عدة أسواق مالية في آن واحد. فإذا تعرضت أسهمهم في دولة ما للخسارة فأن أسهمهم في دولة أخرى قد لا تصيبها خسارة.

وفي حالات معينة عندما تهبط أسهمهم في دولة ما فسوف يسحبون أموالهم المستثمرة في دولة أخرى لتعويض الخسارة أو لتفادي خسارة ثانية. وتتم عمليات السحب الجماعي في الساعات الأولى من اليوم الأول لخسارتهم.

في بعض البلدان العربية كمصر والسعودية هبط المؤشر العام بسبب هذه العمليات التي قام بها مستثمرون في هذين البلدين نتيجة خسارتهم في ول ستريت.

وفيما يتعلق بالعامل الثالث قيتمثل بالخوف من هبوط جديد وحاد لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسة الأخرى. وهبطت قيم الأسهم بين مطلع عام 1987 ومطلع عام 2008 في الولايات المتحدة سبع مرات بنسب عالية.

وفي كل مرة يتراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الأوروبية بسبب لجوء البنك المركزي الأميركي إلى تخفيض أسعار الفائدة.

وهذا التراجع يعني خسارة نقدية للاستثمارات بالدولار سواء في الولايات المتحدة أم خارجها. وتحدث هذه الخسارة أيضاً وبنفس النسبة في البلدان التي تعتمد عملاتها المحلية على سعر صرف ثابت أمام الدولار كما هو حال غالبية أقطار مجلس التعاون الخليجي. وعلى هذا الأساس فأن أية أزمة مالية في الولايات المتحدة تقود إلى سحب استثمارات من هذه الأقطار لتتوطن في دول أخرى ذات عملات معومة كأوروبا وبلدان جنوب شرق آسيا.

الأزمة اقتصادية

"الأزمة في الولايات المتحدة لا تقتصر على قيم الأسهم بل تشمل الاقتصاد الحقيقي برمته فهي أزمة اقتصادية بدأت منذ عدة سنوات ولا تزال في طور الاستفحال"

لا تقتصر الأزمة في الولايات المتحدة على قيم الأسهم بل تشمل الاقتصاد الحقيقي برمته فهي أزمة اقتصادية بدأت منذ عدة سنوات ولا تزال في طور الاستفحال. أنها ليست حكومية فقط بل تمتد لتشمل الشركات والأفراد. يمكن إبراز معالمها في النقاط التالية:

1- العجز التجاري: منذ عام 1971 لم يسجل الميزان التجاري أي فائض بل عجز يزداد سنوياً وصل في عام 2006 إلى 758 مليار دولار. ويعود السبب الأساس إلى عدم قدرة الجهاز الإنتاجي خاصة السلعي على تلبية الاستهلاك.

2- عجز الميزانية: لا يزال العجز المالي مرتفعاً حيث قدر في ميزانية عام 2008 بمبلغ 410 مليار دولار أي 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي. بلا شك يتعين الاهتمام بالتوازنات الاقتصادية وليس بالتوازنات المالية.

في الولايات المتحدة يغلب الطابع العسكري على النفقات العامة والطابع السياسي على الضرائب. لا يهدف الإنفاق العام إلى التشغيل بقدر ما يهدف إلى تمويل العمليات الحربية الخارجية. كما أن الضرائب تستخدم كوسيلة للحصول على أصوات الناخبين بدلاً من الحصول على إيرادات لتمويل العجز المالي.

"إحصاءات وزارة الخزانة الأميركية أظهرت ارتفاع الديون الحكومية من 4.3 تريليونات دولار في عام 1990 إلى 8.4 تريليونات دولار في 2003 لتبلغ 8.9 تريليونات دولار في عام 2007"

3- المديونية: أظهرت إحصاءات وزارة الخزانة الأميركية ارتفاع الديون الحكومية (الإدارة المركزية والإدارات المحلية) من 4.3 تريليونات دولار في عام 1990 إلى 8.4 تريليونات دولار في عام 2003 وإلى 8.9 تريليونات دولار في عام 2007. وأصبحت هذه الديون العامة تشكل 64% من الناتج المحلي الإجمالي. وبذلك يمكن تصنيف الولايات المتحدة ضمن الدول التي تعاني بشدة من ديونها العامة. يعادل حجم هذه الديون عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لجميع الدول العربية ويعادل ثلاثة أضعاف الديون الخارجية للدول النامية.

ولا يتوقف ثقل المديونية الأمريكية على الإدارات الحكومية بل يشمل الأفراد والشركات أيضاً. فقد بلغت الديون الفردية 9.2 تريليونات دولار منها ديون عقارية سبقت الإشارة إليها بمبلغ 6.6 تريليونات دولار. أن هذه الديون العقارية التي ساهمت مساهمة فاعلة في الأزمة المالية الحالية وتشكل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. أما ديون الشركات فتحتل المرتبة الأولى من حيث حجمها البالغ 18.4 تريليون دولار. وبذلك يكون المجموع الكلي 36 تريليون دولار أي ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي. هذه الديون بذاتها أزمة اقتصادية خطيرة.

كما تعاني الولايات المتحدة من مشاكل اقتصادية أخرى في مقدمتها التضخم الذي تجاوز 4% والبطالة التي تشكل 5% والصناعة التي تتراجع أهميتها والفقر وسوء الخدمات التعليمية.

لا تقتصر خطورة الأزمات المالية الأميركية على إفقار الملايين من الأميركيين بل تمتد لتشمل التأثير السلبي على الوضع الاقتصادي العالمي وقد يصل الأمر إلى الاحتلال العسكري.

أمام هذا الوضع المالي والاقتصادي الأميركي المتأزم يتعين على العرب أفراداً وشركات وحكومات اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على مصالحهم الحيوية في مقدمتها سحب استثماراتهم من الولايات المتحدة.

وأصبح من اللازم على بلدان مجلس التعاون الخليجي التخلي عن الدولار كمثبت لقيم عملاتها المحلية أو على الأقل مراجعة القيم التعادلية لهذه العملات بما يتناسب مع هبوط سعر صرف الدولار.
_____________________
باحث اقتصادي عراقي مقيم في فرنسا