المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزن متأخر جداً ..



حسن سلامة
19/11/2007, 12:28 PM
( أيكون الصبر طويلاً ، وكبيراً بحجم الحزن ..؟! )


حزن متأخر جداً ..
28 ديسمبر 1978

عند ظهيرة هذا اليوم
هاجمني الحزن
فغادرنا الهواري *
.....
لحظتها
لم أعلم أن الموت
يقبض طفلي البكر بيمناه
.
..
....
آآآه

(1)

عند ظهيرة ذاك اليوم
قطف الموت العالم مني
فأينع حزني
وأشعل ثـلجا فوق الرأس
وشد القلب بخيط بارد
نحو العتمة
..

(2)

...
آآآه
إني استنفدت فرص الحزن
ودمع العين
فلذ ت إلى مخزون القلب
..

(3)

...
آه
كم كنت جهولا
خيرني الموت
ساعتها
بين أنا وأنا
..فاخترت أنا ،
فأبى
أخذني مني
وخلاني وحدي
من غيري
هدى
ومضى
..

(4)

كنت أزورني
حين يجن الليل
أحمل بسكوتاً
.. ولباناً
وغطاءً صوفياً
ليقيني برد الصحراءْ
.. فيبكي القبـر
..
يأمرني ابني بالعودة
من غير دموع
..

(40)

..
قال الرحمن اصبر..
تأتيك البشرى
فصبرت ..
حتى أينع فرحي ثانية ..
وصحوت
..!!!


* الرئيس الجزائري هواري بومدين ..
* نص شخصي مخبوء منذ سنين .. معذرة ..
حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

حسن سلامة
19/11/2007, 12:28 PM
( أيكون الصبر طويلاً ، وكبيراً بحجم الحزن ..؟! )


حزن متأخر جداً ..
28 ديسمبر 1978

عند ظهيرة هذا اليوم
هاجمني الحزن
فغادرنا الهواري *
.....
لحظتها
لم أعلم أن الموت
يقبض طفلي البكر بيمناه
.
..
....
آآآه

(1)

عند ظهيرة ذاك اليوم
قطف الموت العالم مني
فأينع حزني
وأشعل ثـلجا فوق الرأس
وشد القلب بخيط بارد
نحو العتمة
..

(2)

...
آآآه
إني استنفدت فرص الحزن
ودمع العين
فلذ ت إلى مخزون القلب
..

(3)

...
آه
كم كنت جهولا
خيرني الموت
ساعتها
بين أنا وأنا
..فاخترت أنا ،
فأبى
أخذني مني
وخلاني وحدي
من غيري
هدى
ومضى
..

(4)

كنت أزورني
حين يجن الليل
أحمل بسكوتاً
.. ولباناً
وغطاءً صوفياً
ليقيني برد الصحراءْ
.. فيبكي القبـر
..
يأمرني ابني بالعودة
من غير دموع
..

(40)

..
قال الرحمن اصبر..
تأتيك البشرى
فصبرت ..
حتى أينع فرحي ثانية ..
وصحوت
..!!!


* الرئيس الجزائري هواري بومدين ..
* نص شخصي مخبوء منذ سنين .. معذرة ..
حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

م . رفعت زيتون
22/11/2007, 09:46 PM
عند ظهيرة ذاك اليوم
قطف الموت العالم مني
فأينع حزني
وأشعل ثـلجا فوق الرأس
وشد القلب بخيط بارد
نحو العتمة


..
.


...........


لا أدري كيف مرت هذه الكلمات

من شباكي التي نصبتها لكل حرف تنطق به

ولكنني أدركتها في آخر البحر فالتقمتها

كحوت ٍ ما ذاق طعاما منذ ايام


أستاذنا الكريم الكبير

جميلة هذا الصورة

المتمثلة باشتعال الثلج

ومتى كان الاشتعال ... عند إشتعال الحزن

وعند إعتصار الألم على فقد الأحبه

وكان لا بد أن تنخلع القلوب آنذاك

وأن يُـربط علي الأفئده ولكن ما لم أتوقعه

هو أن يكون بهذا الخيط البارد ..... والغريب أن يبقى المشتعل مشتعلا ً

وأن يبقى البارد باردا ً فتتعطل قوانين الفيزياء بانتقال الحراره بين الأجسام

فلله درك يا أستاذنا ................. كيف تطل علينا بما لا نتوقع

وتجعلنا نتجاوز القوانين ونتوقع غير المُتوقع

ثم تأتي العتمه وهذا طبيعي جدا كمرحله من مراحل الحزن

ولكن روحك المؤمنه تأبى أن يتخطفها اليأس

فيأتي الامل في آخر النص إيذانا ً بنهار جديد وأمل جديد

لك هذه

:fl:

حسن سلامة
23/11/2007, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

صديقي رفعت

أحزاننا صخرة نحملها مثل سيزيف ،
وحين نشتعل ونصير رماداً،
نخرج عنقاء ثانية ..!

لك التقدير

محمود النجار
23/11/2007, 07:41 AM
عند ظهيرة ذاك اليوم
قطف الموت العالم مني
فأينع حزني
وأشعل ثـلجا فوق الرأس
وشد القلب بخيط بارد
نحو العتمة

صور جميلة متلاحقة ومركبة يقوم عليها النص الشبابي المتدفق حيرة وألما وإحساسا واشتعالا ..
الموت يقطف العالم .. تشخيص للموت وتجسيم للعالم ..
ثم تجسيم للحزن .. وقلب لسحنة الأشياء ؛ فالإيناع نقيض الحزن ، فالذي يينع هو الفرح .. فالحزن نقيض النضوج .. إنه الانكماش والضمور والانطواء والحسرة .. !
( واشتعل الرأس شيبا ) .. مستفيدا من المعنى القرآني الرائع ، يشتعل الرأس ثلجا ، وهو قلب آخر لسحنة الأشياء ، وتشبيه مركب ، فهو يشبه الشيب بالنار المشتعلة من جهة ، ويشبه الشيب بالثلج من جهة أخرى .. !
إنها السباحة المبكرة من عمر الشاعر في تناقض الصورة الجميل المؤدي المشابه لحالة القلق والحزن وعدم الوضوح .. إنها الحداثة المبكرة والوعي المتقدم والإحساس العالي بالكلمة ..
لم يكتف الحزن بإشعال الثلج فوق الرأس ، بل قام بشد القلب بخيط بارد نحو العتمة .. !
وثمة علاقة قوية بين الثلج والخيط البارد والعتمة .. ذلك الخيط الذي يصعب الإمساك به إلا صورة حسية لا بصرية .. تلك الصورة التي تنير النص إحساسا عميقا وقشعريرة ضلوع ينتثر أزيزها على الورق منبعثا من الأوردة والشرايين .. !

سطور أقل ما يقال عنها أنها انطلاقة قوية لشاعر أحس بالكلمة ونبض الحرف مبكرا ..

أخي حسن سلامة
لك مودتي

محمود النجار

حسن سلامة
25/11/2007, 08:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي محمود
لك التقدير والاحترام والمحبة ..

حقاً ، لا يدرك الشوق إلا من يكابده ..
ولا يدرك الوطن إلا من يفارقه أو يفقده ..
ولا يدرك لحزن إلا من يتجرعه ..
في أوج الحدث ، يفقد الإنسان لغة التعبير ، فتطغى لغة الحزن .
وحين يكون الفقد بالجذر الوطن ، والابن الفرع ، يكون الانسان معلقاً ، كهشيم تذروه الرياح .. حائراً بين فقد عزيز والاستمرار بدونه ..
لكن ، كما قال أخونا رفعت زيتون ( لو عرف الإنسان ما يرتب له الله سبحانه ، لذاب فيه حباً )
هنا مكمن قيمة الوجود ، اليقين ، الصبر ..
هنا تكون الثمرة لا محالة ،
فتنمو سنبلتك أكثر حباً مما تتوقع ..
لنكن مع الله في كل حين ..