المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الأول من الباب التاسع من كتاب (تلاش) للأديب الباكستاني (ممتاز مفتي)



إبراهيم محمد إبراهيم
20/11/2007, 08:53 AM
الجزء الأول من الباب التاسع
الحضارة المنهارة
سادتي ، هل تعرفون أننا الآن جالسون داخل " طائرة " حضارة تنهار ، وليس في هذه الطائرة من الأجهزة سوى " دواسة البنزين " ، ليس بها مكابح ، وقد توقفت عجلات الهبوط عن العمل .
الكلب من الداخل ومن الخارج :
والجميع يعرف أن " حادثة " على وشـك أن تقع ، وما هي إلا لحظات معدودة وستقع ، لكن أحداً لا يعترف بهذا الأمر . وكيف يعترفون به وجنون الوقوع تحت تأثير الحضارة الغربية يتزايد بشدة ، وأخذت الحركات العادية شكل الرقص ، وأرخى الجنون بالحرية الضباب على كل شيء ، فهناك جنون بالحرية في أوروبا … الحرية السياسية ، والحرية الدينية ، والحرية الجنسية … طوفان من الحريات ، وأخذ هذا الجنون منحنى شديداً ، لدرجة بدأ الناس معها يشعرون بداخلهم بأهمية الضوابط والقيود ثانية .
لقـد أكّد المفكـرون قبل ذلك بكثـير على أهميـة القيـود والضوابط ، فقال أحدهم : " أتعرف ما هي الحرية ؟!. إن حريتك سلسلة في عنق جارك " . ولكنهم عبروا عن هذا الأمر بأسلوب لم يستطع أن يمكّن لما يقولون في القلب ، ففهمنـا من هذا القول أن " كلب الجيران " هو العقبة في طريق الحرية ... فهمنا أن عدوّ الحرية خارجنا ، فلم نهتـم بـ " الكلب " الذي بداخلنا ، مع أن السلسلة التي في رقبته أهم بكثير من السلسلـة التي في رقبـة " كلب الجيران " .
لقد قال المفكرون عن الإنسان أنه " حيوان اجتماعي " ، لكنهم لم يشرحوا هذا الكلام ولم يفسروه ، فإذا كان الإنسان اجتماعياً بفطرته ، فهو إذاً في حاجة إلى مخالطة الآخرين ، وإقامة علاقات معهم ، كما أنه في حاجة إلى الأقارب ، وبالتالي يصبح الافتراض بأن " كسي را با كسي كاري نه باشد كه بهشت : " افتراض خاطئ ، إذ أن الإنسان في حاجة إلى القيود والضوابط بقدر حاجته إلى الحرية .
الأسرة :
تمتاز الحضارة الغربية التي تعدّ اليوم حضارة متراجعة وفي طريقها للانهيار : Crash Civilization Culture بعدة مميزات منها الحث على طلب العلم ، والولع بالبحث العلمي ، وقد تعلم أهل الحضارة الغربية هاتين الميزتين من المسلمين ، فاتصف أهل الغرب في البداية بالبساطة والإخلاص والصدق ، ثم لا يدري أحد ماذا حدث بعد ذلك ، فقد أصابتهم الحركة ، وأحـاطت بهم دوامة ما من كل الجهات ، وأصبح هناك نوع ما من الانشغال الشديد (1) ، وتولّد لديهم جنون بالحرية ، وازدادت خطواتهم تسارعاً ، وتجاهلوا عظمة القيود وأهمية الضوابط ، وجعلوا من الفساد هدفاً لهذه الحضارة . واليوم يقف عقلاؤهم ينظرون متى تنهار هذه الحضارة ، ويخشون أن تنهار سريعاً . إنهم في رعب كبير ، ولكن لا يستطيع أحد منهم أن ينقذها من السقوط ، فلقد حطمت هذه الحرية اللامحدودة الخلفية الأساسية في كيان المجتمع الإنساني وهي " الأسرة " .
سادتي ، إن الزواج ليس مجرد علاقة حب وجنس فقط ، وربما يعتقد عامة الناس أن علاقة الزوج بزوجته علاقة " جنسية " ، وهذا سوء فهم كبير ، فالزواج في الأصل مدرسة يتعلم فيها الأفراد كيف يعيشون ويتعايشون سوياً ، كل منهم رفيق للآخر ، يتعلمون كيف يتحمل كل منهم ضعف الآخر ، وما يحب ، وما يكره ، وما يتوهم . يتعلمون كيف يصوغ كل منهم نفسه في قالب الآخر ، وكيف يتحمل اختلاف آرائه . يتعلمون كيف يتسامحون ، وكيف يسعد كل منهم الآخر . كيف يضحّون ، ويؤثرون على أنفسهم حين يكون لديهم أطفال . إنهم يتعلمون كيف يجعلون زواياهم الحادة تميل إلى الاستدارة .

البروفيسير أحمد رفيق أختر :
يذكرني هذا الكلام بالبروفيسير " أحمد رفيق أختر " ، والذي جعل هدف حياته أن يخلق نوعاً من التوازن والتناغم ، أن يجعل الزوايا الحادة تميل إلى الاستدارة . وقد أتيح لي في السنـوات القليلـة الماضية لقاء عدد من الطيبين ، وتأثرت كثيراً بالبروفيسير " أحمد رفيق أختر " ، فهو يعيش كإنسان عادي ، لا شيء يميزه في ملابسه ، ولا في شكله ، ولا في سلوكه أو أسلوبه ، لا يلبس جبـة ولا عمامة ، ولا يطيل خصلات شعره ، ولا يطلق لحيته ، فهو حليق الذقن ، لا تلمح على وجهه أثراً لوقار مصطنع ، لا تلمح عليه سوى الذكاء والإنسانية ، لا يتكلم عن نفسه بصيغة الجمع ، ولا يعطي نفسه أهمية أكثر من اللازم ، ولا يعرف الغرور إليه طريقاً ، وليس في أسلوبه قدر من التصنع ، أو إحساس بوضاعة الآخرين ، لا يدعي كرامات أو كشفاً ، يتسّم بالفراسة ، لكنه لا يذكر ذلك ، لا يضايقه اختـلاف الرأي ، إنما يتحملـه ، ويميـل إلى الفكاهة والمرح بطبعه ، ويبدو أن لديه إحساس باستشراف ما يحدث أمامه ( QURA ) أيضاً ( ص 163 ) ، ولا ينتمي إلى أية طريقة صوفية ، ولا يدعو إلى البيعة ، ولا يثير جدلاً في موضـوع من الموضوعات ، ويعتبر مشاهير الطريقة " القادرية " الصوفية أساتذة له ، لكن التصوف الذي يطبقه استقاه من القرآن ، ويوزّع الأوراد على الناس ليقرأوها ، وقد أعطانيها أيضاً .
قلت لـه : أيهـا البروفيسير ، لا تحمّلني ما لا أطيق ، فأنا مجرد عبد ضعيف من عباد الله (2) ، والعبـادة ليسـت تخصصـي ، وكما يقول الحكماء " أسند الأمر إلى من يجيد القيام به " (3) .
قال البروفيسير " أحمد رفيق أختر " : هذه الأوراد مهمـة للغاية ، اقرأها لثلاثة شهور . قلت : وماذا سيحدث بعد ثلاثة شهور ؟!. وابتسم البروفيسير .
وأخذت في قراءة الأوراد لثلاثة شهور ، وكنت أظن أن بعد هذه الشهور الثلاثة سأسمع صوتاً يخرج من يدي اليمنى يقول " شبيك لبيك عبدك بين إيديك ، قل لي ماذا تريد " ، ولكن هذا للأسف لم يحدث .
قال البروفيسير " أحمد رفيق أختر " : إن الإسلام هو التوازن ، التوازن والتناغم الذي تخلقه بداخلك ، لا إفراط ولا تفريط ، والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد على الناس أن يتصفوا الاعتدال ، وأن لا يتعدوا حدودهم .
سألت البروفيسير : ما العمل الذي تقوم به ؟!. قال : أقوم بالتحليل النفسي ، وأجعل الزوايا الحادة لدى البشر تميل إلى الاستدارة حتى لا تؤذي أحداً .
والعلاقة الزوجية أيضاً هكذا ، أن تجعل زواياك الحادة تميل إلى الاستدارة ، فتحصل على السعادة الداخلية والنفسية .... وليس هناك أيها السادة أعظم من السعادة النفسية . ذات مرة سألني " شيخي " (4) قائلاً : أتريد أن تعيش في جنة الدنيا يا " مفتي " ؟!. قلت : نعم ، على الأقل أدخل الجنة هنا سواء دخلتها في الآخرة أم لا . فقال : الأمر في غاية السهولة واليسر ، لا ترد على ما تقوله زوجتـك سوى بـ " نعم " و " حاضر " . وهكذا سادتي ، أعيش في الجنة منذ ذلك اليوم .
لا شك أن الأسرة مدرسة عظيمة ، لكن أهل الغرب لم يحافظوا على هذه العظمة للأسرة في سباقهم المحموم على الحرية ، وكانت النتيجة أن شاعت عن الزواج فكرة خاطئة ، وهي أنه علاقة " حب وجنس " ، وبعد الزواج يظل عسل " الحب والجنس " هذا مؤثراً لعدة أيام ، ثم تتضح عيوب كل من الزوجين ، وتبدأ الزوايا الحادة لدى كل منهما في إيلام الآخر ووخزه ، ويسّر القانون أمر الطلاق ، وكانت النتيجة أن أصبح لدى المرأة طفلان من الزوج الأول ، وطفلة من الزوج الثاني ، وطفلان من الزوج الثالث ، ولم ينعم هؤلاء الأطفال الخمسة ببيت ، أو أم ، أو أب ، أو بذلك الحب اللازم لتربية الأطفال ، فشبوا هكذا ، بلا جذور ، غاية في الأنانية ، نرجسيون ، ثم جاءت الحرية الجنسية فقضت على البقية الباقية ، ولم يعرف أهل الغرب أن الحرية الجنسية بمثابة الانتحار ، واعتبروها " حرية شخصية " .

الحجاب والسفور :
سادتي . التحجب " الحجاب " ليس مسألة أخلاقية أو دينية ، إنها مسألة بيولوجية . في أيامنا كنا نرى البنت من " المشربية " ، ولم تكن تبدوا لنا هكذا مباشرة ، وإنما من وراء ستارة أيضاً ، فتمتد الأصابع المخضبة بالحناء لتزيح الستارة جانباً ، ومن وراء الستارة يطل وجه أبيض ، غايـة في البيـاض ، تعلوه ابتسامة بها بعض الغموض ، وعينان سوداوان ينظران يمنة ويسرة (5) ، وكان القلب يهتز مع اهتزاز الستارة .... وتتحرك العواطف .
فإذا ما ذهبت المرأة المنتقبة إلى السوق ، كان الهواء يداعب نقابها فيرفع طرفاً منه ، وتبدو الخدود الوردية من خلفه ... وتتحرك العواطف ، ولو لم تتحرك العواطف لما أمكن الوصال ، وهو ما يطلقون عليه في اللغة الإنجليزية : Preparation ، أو " التجهيز والإعداد " ، ومسئولية " الإعداد " هذه تقع على عاتق الرجل ، وقد اجتمع " الشيوخ " و " الكهول " في الزمن القديم ، وفكروا في كيف يمكن تحقيق هذه المسئولية التي تقع على كاهل الرجل ، ووجدوا أن أسهل الطرق وأكثرها تأكيداً لتحريك العواطف لدى الرجل هي الفصل بين الرجل والمرأة ، وأصدر " الشيوخ " و " الكبار " في الشرق والغرب هذا القرار ، أما أهل الشرق فقد فرضوا " النقاب " ، واكتفى أهل الغرب بالبعد المكاني بينهما .
سادتي . عندما التحقت بالسنة الأولى بالكلية عام 1921م في مدينة " لاهور " ، لاحظت أنه لا توجد أية امرأة في سوق " أنار كلي " (6) ، فمن أراد أن يرى امرأة كان يذهب إلى سوق " دبي " (7) ، ومع ذلك لن تستطيع أن ترى امرأة بشكل كامل ، إنما سترى الخدود أحياناً ، والعيون السوداء العطشى إلى المدح والثناء والإطراء أحياناً أخرى ، وكان الحب في تلك الأيام في حاجة إلى الشبابيك والنوافذ والمشربيات وأسطح المنازل .
بعد قيام باكستان عمل " إشفاق أحمد " أستاذاً في " إيطاليا " ، كما عمل في الإذاعة أيضاً . ولما عاد من " إيطاليا " إلى " لاهور " بعد انتهاء مدة عمله قال لي :
" كنت إذا أردت التنزه والتفريح عن نفسي ذهبت خارج المدينة ، وذات مرة توقفت في قرية تبعد عن المدينة بحوالي عشرة أميال ، فأحاطت بي سيدات تلك القرية وسألنني : أتعيش في المدينة ؟. قلت : نعم . قلن : سمعنا أن فتيات المدينة يلبسن فساتين وبناطيل قصيرة ، ويمشين بسيقان عارية ، هل هذا صحيح ؟. قلت : نعم صحيح . فصاحت النساء في دهشة قائلات : ألا تستحي أولئك الفتيات !!. نستغفر الله من هذا العري !! " .
العري :
إن العري الموجود الآن في " أمريكا " و " أوروبا " نتاج للعصر الحاضر ، حيث تستلقي النساء عاريات على شواطئ البحار ، ويتجولن في الأسواق هكذا ، معتقدات أنهن يعرضن أنفسهن ، ولا يعرفن أن المرأة العارية أصبحت مشهداً عادياً لا جاذبية فيه ، مشهداً عادياً لدرجة أنه لا يثير عاطفة في الرجل ، وكانت النتيجة أن أصبح الرجال لا فائدة منهم بالنسبة للنساء ، وأصبحت المرأة لا تثمر شيئاً بالنسبة للرجل .
أما الرجل فقد ترك الشـوارع العريضة في " الجنس " ، وأخذ يبحث عن الحواري والأزقّة ، والبيض خائفون مرعوبون ، إذ لو بقي الأمر على ما هو عليه فسوف تمتلئ أوروبا وأمريكا بالسود والزنوج .
والمؤسف أن الحكومات هناك تحمي هذا الشذوذ الجنسي بقوة القانون ، واليوم أصبح الرجل عندهم يتزوج من رجل مثله ، والمرأة من مثلها . إن الحضارة الأوروبية حضارة آيلة للسقوط ، وليس في طائرة هذه الحضـارة سـوى " دواسـة البنزين " فقط ، ولا توجد بها " مكابـح " ، حتى " عجـلات الهبوط " توقفـت عن العمـل ، والجميع على يقـين من أن " الحادثة " واقعة لا محالة ، بل ربما تقع الآن ، ومع ذلك لا أحـد يعترف بهذا ، وكيف يعترفون والجنون يزداد لحظة بعد لحظة ، واتخذت الحركة شكل الرقص ، ونغمة رقص الحركة هذا تتزايد ، ولا يستطيع شيء امتصاص هذه النغمة سوى الوجدان ، وأهل الغرب محرومون من الوجدان ، ولهذا فإن هذه النغمة المتزايدة تولّد " الهستيريا " . سادتي ، إن الحضارة الغربية التي انبهرنا بها غاية الانبهار ظلت تسيطر على العالم حوالي قرنين ونصف فقط من الزمان ، وعلى العكس منها حكمت حضارة المسلمين العالم لسبعة قرون كاملة ، والحضارة الإسلامية ليست حضارة منهارة ، لأنه لم يكن بها هذه الحرية اللامحدودة ، وإنما كانت بها حرية وضوابط ، كانت متوازنة .
نزول القرآن :
كان نزول القرآن الكريم أمراً في غاية الأهمية ، ولم يحدث أن أعطى كتاب ديني قبل القرآن الكريم هذه المكانة الرفيعة للعقل والفهم والعلم والبحث ، بل على العكس ، كان التصور العام هو أن الدين والعقل شيئان متناقضان ، أما منهج القرآن فكان مثيراً للدهشة ، فهو ليس كنزاً من العلم والحكمة فقط ، وإنما نبعاً لا ينضب للعلوم الطبيعية كذلك .
لقد هيّأ القرآن الكريم بيئة مناسبة للعقل والفهم والعلم والبحث ، وأنشأت المدارس العلمية في كل مكان ، وظهرت الجامعات إلى حيّز الوجود ، وتولّد لدى الشباب شوق ورغبة لتحصيل العلم ، وأسست المعامل التجريبية ، وانتشرت المكتبات في كل مكان .
ومع التطور العلمي ازداد حب الناس للقراءة ، وتحول اقتناء الكتب والحصول عليها إلى اتجاه عام ، وأنشأت المكتبات في كل مدينة صغيرة وكبيرة ، وكان في مدينة " بغداد " وحدها ستة آلاف مكتبة ، وبلغ عدد الكتب في مكتبة " زبيدة " زوجة الخليفة " هارون الرشيد " ستمائة ألف كتاب ، وكان ما يزيد على أربعمائة ألف كتاب نادر موجوداً في مكتبة " قرطبة " ، وبلغت فهارس هذه الكتب وحدها أربعة وأربعين مجلداً ، ويقولون أنه كانت هناك مائة مكتبة لبيع الكتب في حارة واحدة من حارات " بغداد " .
وبسبب هذا الحب للعلم والرغبة في تحصيله ألّف علماء العرب كتباً عديدة خلال مائتي عام ، هذه الكتب نشـرت نـور العلـم والمعرفـة في أطـراف العالم كله ، وحين فتح العرب " أسبانيا " انتشـر حب العـلم هنـاك أيضـاً ، ووصلت الكتب العلمية التي ألّفها العرب إلى " أسبانيا " و " فرنسا " و " إيطاليا " و " إنجلترا " ، وترجمت هذه الكتب إلى لغات عديدة .
وحين أنشئت الجامعـات في أوروبا بعد زمن طويل كانت هذه الكتب هي التي تدرّس فيها ، وهكذا ظلت مؤلفات المسلمين في العلوم والفلك تدرّس في مدارس ومعاهد وجامعات أوروبا لأربعمائة عام ، أي حتى القرن الثامن عشر الميلادي ، وذلك لأن هذه المؤلفات كانت هي الوسيلة الموثوق بها للتعليم .
هوامش
1 - في الأصل تعبير إنجليزي هو MERRY GO ROUND ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه " لعبة الكرنفال " ، أو " الحصان الكهربائي الدوّار ، ويطلق عليه بالفرنسية " CARROUSEL " ، وهو كناية عن الانشغال الشديد إما في العمل مثلاً ، من الفرحة الشديدة ، ويقترب من هذا تعبيرنا " كالثور في ساقية " . وجزيل الشكر للأستاذة الدكتورة جيهان شعبان أستاذ اللغة الإنجليزية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات على تفضلها بهذا التوضيح .
2 - في الأصل " مين الله كا أدنى منشي هون " ، وتعني " أنا كاتب بسيط بين موظفي الله " ، وهو الاصطلاح الذي أطلقه الكاتب سابقاً ، لكن الذوق العربي لا يقبله ، ولهذا آثرت ترجمته كما في المتن ، وأشرت إليه هنا للأمانة العلمية .
3 - مثل بالأردية " جس كا كام اسى كو ساجـ ، اور كريـ تو تهينكا باجـ : أسند العمل لمن هو ماهر فيه وإلاّ سخر الناس وتغامزوا " ( فيروز اللغات – ص 459 ، ويقابل ما نقوله بلهجتنا العامية " إدي العيش لخبازه ولو ياكل نصفه " .
4 - يقصد قدرت الله شهاب ، وقد كان المؤلف يعتبره شيخاً ومرشداً له .
5 - في الأصل تشبيه بالأردية هو " دو دولتي كالي كشتيان : قاربان أسودان يتمايلان " ، فيشبه العينين اللتان ينظران يمنة ويسرة بقاربين يسيران فوق صفحة مياه النهر في خط غير مستقيم .
6 - أنار كلي شارع تجاري مكتظ بمدينة لاهور الباكستانية يشبه الموسكي عندنا ، و " أنار كلي " تعني " برعم الرمان " ، وأطلق هذا الاسم على الشارع نظراً لأن ضريح " أنار كلي " يقع فيه ، و " أنار كلي " قصة تاريخية مشهورة لفتاة تدعى " أنار كلي " كانت جارية في قصر السلطان المغولي " جلال الدين أكبر " ، فأحبها ابنه الوحيد وولي عهده الأمير " سليم " الذي حكم الهند بعد أبيه باسم السلطان جهانكير ، وعرف السلطان أكبر بالأمر فأصدر أمره بدفن " أنار كلي " حية . ومن الجدير بالذكر أن القصة ليست مؤكدة تاريخياً ، لكن ضريحاً بهذا الاسم موجود بالمنطقة التي يطلقونه عليها ، وقد خلّد الأديب الكبير " امتياز علي تاج " قصة " أنار كلي " عندما كتبها مسرحية بنفس الاسم ، وتعتبر من أعظم المسرحيات الأدبية في اللغة الأردية .
7 - سوق قديم بلاهور لم يعد موجوداً الآن ، وكان عبارة عن سوق شامل يستطيع الإنسان أن يشتري منه كل احتياجاته ، وهو أشبه ما يكون بسوق " أنار كلي " الحالي .