المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبح الحرب الاهلية



ناجي امهز
20/11/2007, 04:21 PM
قبل البدئ بالمقال حاولت كثيرا ان اخرج من راسي كل الكلمات التي تتكلم عن الحرب الاهلية , بل استجمعت مقومات الطرشان لابحث في ذاتي وذاكرتي عن تصور حقيقي لما يجري بعيدا عن لغة الغالب والمغلوب او المستهدف والمطلوب .

لان الحرب الاهلية بحال حدوثها هذه المرة ستكون بداية نهاية الكيان اللبناني بل ستنسف كل تاريخه وتشوه معالم تعايشه المسيحي الاسلامي وتحوله من ارض الرسالة الى ارض (الجهالة ) والتخلف ويصبح مجرد صحراء خالية من الوجود اللبناني , لانه سيكون ملجا للمرتزقة والخارجين على القانون القادمين من كل انحاء العالم ليعلنوا من الوطن الجريح لبنان كل مخططاتهم البطولية التي فشلت في افغانستان .

لذلك اريد ان اخبر الساسة في لبنان بان الحرب الاهلية بحال حدوثها ستقضي عليه نهائيا لانه من الصعب التكهن بما سيجري بظل التطورات الراهنة الحديثة والمتشابكة , لان الحرب على الارهاب وسباق التسلح في المنطقة , ومحاولة السيطرة على العالم من خلال السيطرة على الثروات الطبيعية الموجودة بالشرق الاوسط الذي سيصبح الجديد , والوضع الاقتصادي العاجز عن خلق مصطلحات انقاذية عالميا , لان الدول التي تغيرت وغيرت سياستها بعد احداث 11 ايلول لن تكون مستعدة للتدخل بعملية انقاذية على غرار اتفاق الطائف , وسيكون همها هذه المرة ابعاد المتطرفين عن مراكز الطاقة واهمها النفط , وربما ستغض النظر وستكون متعاونة بتصدير الارهاب الى لبنان كي تخفف من خسائرها العسكرية والمادية كما المعنوية , لان الوضع العالمي انتقل من الثورة الفكرية او ما يعرف بالديمقراطية وحقوق الانسان وحماية الاقليات الى الثروة النفطية ومصادرة الاسواق المالية والاحتقار الاقتصادي العالمي المبني على الطاقة .

واريد ان اخبر بعض الجهابزة المتعسكرين المراهنين على الحرب الاهلية كي يسجلوا بعض المكتسبات السياسية او الشخصية , ان هذه الحرب ستكون وبال عليهم لان خطوط اللتماس والنقاط العسكرية والحواجز الكونتونية او الفدرالية لن تفيد في رسم معالم الانتصار او الانكسار فقد تغيرت اللعبة واختلفت قوانين الحرب الراهنة لانها اصبحت مقلوبة , لان ما يعرف بالقاعدة اصبحت موجودة وهي على اهبة الاستعداد للانتقال الى اي بلد يضعف امنيا ويتناحر سياسيا او عرقيا كي تمارس سياستها الدموية التي لاتفرق بين الاماكن والاشخاص , فاذا نظرنا الى العراق لوجدنا القوات الامريكية بجيشها وعتاداها وكل مقوماتها العسكرية واللوجوستية والتكنولوجية تقف عاجزة عن منع الهجمات التي تشن عليها لانها تخوض حرب عصابات , بل اصبح من المستحيل عليها ان تشيد مركز عسكري او اقامة حاجز تفتيش واحد في نقاط تشكل مصدر بروز علني لتواجدها , لانها ستكون هدف سهل للعمليات الانتحارية , والامركذلك في افغانستان مع حلف الناتو , وان توقفنا عند هذه الفكرة لعلمنا بان المدفعية وعمليات التقنيص والحرب من شارع الى شارع هي ساقطة !
وسيكون الخاسر الاكبر هم الناس الامنين غير المتحزبين او المنخرطين في العمل العسكري , فكيف يمكن ان نربح حرب وعلى من سنربح الحرب وماهي نسبة الربح والخسارة؟
ومن يتحمل مسؤلية اطلاق الشرارة ؟

على كل حال هذا هو التصور الذي اخاف ان اجده مرسوم من جديد بدماء الشبان على ارض القداسة بسبب السياسة .

لان الشعب اللبناني الذي اصبح متميز بذاكرة مثقوبة , قد نسي الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان ولم يجني منها سوى الدمار الذي كلفنا عشرات المليارات من الدولارات , ومئات الالاف من القتلى وعشرات الالوف من المعوقين والمفقودين , ناهيك على الذين ضيعوا حياتهم واولادهم بما يعرف مخلفات الحرب النفسية والاجتماعية .
وعلينا ان لاننسى ان اغلبية الذين انخرطوا بالعمل العسكري ابان الحرب الاهلية كانوا الخاسرين في السلم لانهم فقدوا وجودهم وتخلت عنهم قياداتهم واصبحوا لقطاء الشوارع وسكان السجون وعنوان للانحراف , فقد قاتلوا وقتلوا والمستفيد الاول هو من وظفهم لاغراضه الشخصية , الذي رماهم عند اعتاب منصبه وباعهم من اجل غايته , وضيعهم امام غرائزه , ومع ذلك نجد اليوم من يصدقه .

يا شعب لبنان احذر احذر احذر الحرب الاهلية لانك وقودها ومنزلك موقدها ولقمة عيشك شعلتها , ووجودك غايتها , لان الكبار الكبار لهم في كل بلد دار اما نحن الفقراء المساكين الطامحين بالامن والامان والاستقرار , وسيكتب فوق قبورنا باننا نتحمل مسؤلية العار .