عامر العظم
21/11/2007, 09:31 AM
رحلتي مع مهنة الترجمة
يستطيع المترجم الجاد أن يعتمد على نفسه ليصبح محترفا، ولأعطيكم نبذة سريعة عني لعلها تفيد المترجمين والمترجمات الشباب.
درست مساقين في الترجمة في جامعة بيرزيت في فلسطين حيث كان تخصصي الرئيس هو اللغويات. ثم سافرت إلى أمريكا لدراسة العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا ـ ميزوري...عملت مدرسا في فلسطين بعد عودتي من أمريكا لمدة خمس سنوات حيث كانت الانتفاضة الأولى وكان الوضع سيئا وألفت أول كتاب في قواعد اللغة الإنجليزية وكان عمري 27 عاما ولم أكن أملك وقتها مالا، فطلبت من دكتور معروف اسمه عبد الستار قاسم من جامعة النجاح (عضو في الجمعية) أن يكفلني لدى دار النشر في نابلس على أن أدفع ثمن الطباعة لاحقا..
وكنت أذهب بكتبي إلى جميع مكتبات الضفة الغربية وخلف الجدار العازل الذي حطمته الجمعية باستضافتها أعلام المترجمين في الداخل..كنت عتالا أحمل كتبي بنفسي وأتنقل من مدينة إلى مدينة! كنت أعرق وأتألم لكنني لم استسلم! نسيت أن أذكر أنه خلال عملي مدرسا في فلسطين، حصلت على منحة بعد تفوقي في اختبار المجلس الثقافي البريطاني وحضرت دورة في تعليم اللغة الإنجليزية في جامعة ليدز في بريطانيا عام 1994.
سافرت إلى السعودية في نهاية 1996 وتنقلت في مناطقها من الظهران إلى تبوك حيث نشرت كتابي الثاني "الجديد في قواعد اللغة الإنجليزية) وأخيرا في جدة حيث عملت مدرسا في مدارس الأثرياء والأمراء وألفت وترجمت عدة كتب (القوانين السعودية) وأعددت مسارد في مختلف التخصصات، منها قاموس سياسي قانوني من مئات الصفحات لم يراجع ويدقق بعد، بعضها منشور والبعض الآخر ينتظر.
كيف أصبحت مترجما؟!
تقدمت إلى شركة محاماة كبيرة ونجحت في الاختبار بتوفيق من الله وعملت في قسم الترجمة تحت رئاسة دكتور معروف اسمه زهير سمهوري، فلسطيني سوري، يعرفه كثير من أعضاء الجمعية ودرس منهم الكثير بضمنهم فاروق الشرع، نائب رئيس جمهورية سوريا وفيصل القاسم و الدكتور سليمان العباس (في جامعة الكويت) و الدكتور عبد الله الشناق وآخرين.
عملت عامين في قسم الترجمة الذي كان يتكون من ستة مترجمين من كبار المترجمين وكنت أصغرهم ..كنت أتعلم منهم وأترجم وأراجع ويراجعون لي.. وكنت طوال الوقت أنسخ ترجمات سابقة من هذا القسم الكبير وأعود بها إلى البيت وأسهر الليالي أقرأ وأراجع وأقارن هذه الترجمات المترجمة والمراجعة والمدققة..سهرت آلاف الساعات! لكنني طورت نفسي وقدراتي بشكل كبير وأصبحت مترجما محترفا بخبرة توازي عشرات السنوات.
في تلك الأثناء اشتريت برنامجا للطباعة السريعة وتعلمت الطباعة بشكل محترف في وقت فراغي لأنني كنت مصابا بعقدة من السكرتيرات اللواتي يطبعن بسرعة حتى اتقنت الطباعة والترجمة مباشرة، وأنا للعلم أطبع بسرعة أكبر من الأستاذة راوية وهي مترجمة محترفة وقديرة.
تعرفت في بداية عام 2002 على شبكة بروز العالمية للمترجمين وقمت بالاتصال بالمترجمين العرب ودعوتهم إلى ترجمة مسارد وتبادلها فيما أسميناه "القاموس الموسوعي العربي" وكتبت عنه صحيفة الشرق الأوسط وقتها وشارك فيه عشرات المترجمين والمترجمات واستمر العمل إلى حين قدومي إلى قطر ومن ثم انشغالي في الإعداد وتأسيس الجمعية في نهاية 2002 وحتى هذه اللحظات!
قرأت إعلانا أثناء وجودي في جدة في صحيفة الشرق الأوسط لوزارة الخارجية القطرية تطلب مترجمين متميزين..تقدمت بطلب مثلما فعل مئات المترجمين العرب من مختلف البلدان، كما أخبرني رئيس اللجنة لاحقا في الوزارة، وتقدمت للاختبار في قنصلية قطر وتخيل أنني حصلت على الوظيفة مع مترجم قدير معروف (سمير عبد الرحيم، زميل الدكتور علي القاسمي منذ الطفولة) يزيد عمره عني ربع قرن. عندما التقينا هنا، شعرت بفخر أن ما عملته على بناء نفسي خلال سنتين أتى أكله سريعا.
وها أنا منذ سبع سنوات أعمل مترجما في مكان مرموق، وها أنا أقاتل منذ سبع سنوات ونصف ليل نهار، ولا أزال فارسا في الخندق الأول ولا تزال الجمعية تواصل رحلتها نحو المجد!
وها هو الذي كان رئيسا للجنة الاختيار في الوزارة يعترف أنني رئيسه المعنوي ورئيس جمعيته، وها هو كذلك صديق وزميل الدراسة في بيرزيت (الذي يعمل مدرسا الآن في السعودية وسجل للالتحاق بإحدى دورات واتا برغم أنه حاصل على دبلوم في الترجمة وبكالوريوس في اللغويات) يخاطبني بإصرار شديد على أنني أستاذه الآن!
في هذه الأثناء، أرحب بمن يود مشاركتنا وسرد رحلته مع مهنة الترجمة.
يستطيع المترجم الجاد أن يعتمد على نفسه ليصبح محترفا، ولأعطيكم نبذة سريعة عني لعلها تفيد المترجمين والمترجمات الشباب.
درست مساقين في الترجمة في جامعة بيرزيت في فلسطين حيث كان تخصصي الرئيس هو اللغويات. ثم سافرت إلى أمريكا لدراسة العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا ـ ميزوري...عملت مدرسا في فلسطين بعد عودتي من أمريكا لمدة خمس سنوات حيث كانت الانتفاضة الأولى وكان الوضع سيئا وألفت أول كتاب في قواعد اللغة الإنجليزية وكان عمري 27 عاما ولم أكن أملك وقتها مالا، فطلبت من دكتور معروف اسمه عبد الستار قاسم من جامعة النجاح (عضو في الجمعية) أن يكفلني لدى دار النشر في نابلس على أن أدفع ثمن الطباعة لاحقا..
وكنت أذهب بكتبي إلى جميع مكتبات الضفة الغربية وخلف الجدار العازل الذي حطمته الجمعية باستضافتها أعلام المترجمين في الداخل..كنت عتالا أحمل كتبي بنفسي وأتنقل من مدينة إلى مدينة! كنت أعرق وأتألم لكنني لم استسلم! نسيت أن أذكر أنه خلال عملي مدرسا في فلسطين، حصلت على منحة بعد تفوقي في اختبار المجلس الثقافي البريطاني وحضرت دورة في تعليم اللغة الإنجليزية في جامعة ليدز في بريطانيا عام 1994.
سافرت إلى السعودية في نهاية 1996 وتنقلت في مناطقها من الظهران إلى تبوك حيث نشرت كتابي الثاني "الجديد في قواعد اللغة الإنجليزية) وأخيرا في جدة حيث عملت مدرسا في مدارس الأثرياء والأمراء وألفت وترجمت عدة كتب (القوانين السعودية) وأعددت مسارد في مختلف التخصصات، منها قاموس سياسي قانوني من مئات الصفحات لم يراجع ويدقق بعد، بعضها منشور والبعض الآخر ينتظر.
كيف أصبحت مترجما؟!
تقدمت إلى شركة محاماة كبيرة ونجحت في الاختبار بتوفيق من الله وعملت في قسم الترجمة تحت رئاسة دكتور معروف اسمه زهير سمهوري، فلسطيني سوري، يعرفه كثير من أعضاء الجمعية ودرس منهم الكثير بضمنهم فاروق الشرع، نائب رئيس جمهورية سوريا وفيصل القاسم و الدكتور سليمان العباس (في جامعة الكويت) و الدكتور عبد الله الشناق وآخرين.
عملت عامين في قسم الترجمة الذي كان يتكون من ستة مترجمين من كبار المترجمين وكنت أصغرهم ..كنت أتعلم منهم وأترجم وأراجع ويراجعون لي.. وكنت طوال الوقت أنسخ ترجمات سابقة من هذا القسم الكبير وأعود بها إلى البيت وأسهر الليالي أقرأ وأراجع وأقارن هذه الترجمات المترجمة والمراجعة والمدققة..سهرت آلاف الساعات! لكنني طورت نفسي وقدراتي بشكل كبير وأصبحت مترجما محترفا بخبرة توازي عشرات السنوات.
في تلك الأثناء اشتريت برنامجا للطباعة السريعة وتعلمت الطباعة بشكل محترف في وقت فراغي لأنني كنت مصابا بعقدة من السكرتيرات اللواتي يطبعن بسرعة حتى اتقنت الطباعة والترجمة مباشرة، وأنا للعلم أطبع بسرعة أكبر من الأستاذة راوية وهي مترجمة محترفة وقديرة.
تعرفت في بداية عام 2002 على شبكة بروز العالمية للمترجمين وقمت بالاتصال بالمترجمين العرب ودعوتهم إلى ترجمة مسارد وتبادلها فيما أسميناه "القاموس الموسوعي العربي" وكتبت عنه صحيفة الشرق الأوسط وقتها وشارك فيه عشرات المترجمين والمترجمات واستمر العمل إلى حين قدومي إلى قطر ومن ثم انشغالي في الإعداد وتأسيس الجمعية في نهاية 2002 وحتى هذه اللحظات!
قرأت إعلانا أثناء وجودي في جدة في صحيفة الشرق الأوسط لوزارة الخارجية القطرية تطلب مترجمين متميزين..تقدمت بطلب مثلما فعل مئات المترجمين العرب من مختلف البلدان، كما أخبرني رئيس اللجنة لاحقا في الوزارة، وتقدمت للاختبار في قنصلية قطر وتخيل أنني حصلت على الوظيفة مع مترجم قدير معروف (سمير عبد الرحيم، زميل الدكتور علي القاسمي منذ الطفولة) يزيد عمره عني ربع قرن. عندما التقينا هنا، شعرت بفخر أن ما عملته على بناء نفسي خلال سنتين أتى أكله سريعا.
وها أنا منذ سبع سنوات أعمل مترجما في مكان مرموق، وها أنا أقاتل منذ سبع سنوات ونصف ليل نهار، ولا أزال فارسا في الخندق الأول ولا تزال الجمعية تواصل رحلتها نحو المجد!
وها هو الذي كان رئيسا للجنة الاختيار في الوزارة يعترف أنني رئيسه المعنوي ورئيس جمعيته، وها هو كذلك صديق وزميل الدراسة في بيرزيت (الذي يعمل مدرسا الآن في السعودية وسجل للالتحاق بإحدى دورات واتا برغم أنه حاصل على دبلوم في الترجمة وبكالوريوس في اللغويات) يخاطبني بإصرار شديد على أنني أستاذه الآن!
في هذه الأثناء، أرحب بمن يود مشاركتنا وسرد رحلته مع مهنة الترجمة.