المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتأذنين لي يا حبيبتي بكلمةٍِ !!!???...



بنت الشهباء
15/11/2006, 11:17 PM
أتأذنين لي يا حبيبتي بكلمةٍِ !!!???....


زفرات ملتهبة هاجت لتحتلّ مفاتن النفس , ورؤى جوى القلب لتحيا ما بين عرى الحقيقة , وجفاء الواقع...
تبحث عن صديق تهتكُ له سرّ ما يسري في دم عروق صدرها , وهي تعلم أنّ ما تحمله ليس سوى ذكرى من الماضي لا يستوجب الرجاء بأمل الغد!!!...

وإذ بالقلم تنتفض مآخذه لتستديم من جديد في رأس سنامه بواعث النشاط , وحوافز الأمل , فيجيب دعوة النفس , ويسجّل مفاخر الصدق ومآثر الجمال التي لازالت تثير ثائرة القلب , و يروي مناقب روح الإيمان , وتعاقب حوادث صدق صاحبته عندما يكلّل الغار رأس سنامه فيقول:

يا صديقتي قد تمرسّت أمرك , ومآرب نفسك , ولولا ما يحفظه ويردّده صدرك من آيات الرحيم الرحمن لهبطتِ من قدر ارتفاع الإيمان إلى منزلة الإثم النكد , ورجعت من ضوء المنارة إلى معصية البغي المتردّد!!!...

الرحمن أراد أن ينبّه رقدة دعوتك , بعد أن سمحتِ للنفس أن تغفو غفوة قصيرة مع شهوات النفس , ولولا العليّ القدير الحكيم لما رجعتِ إلى صحوة الحقّ , والصواب يا عزيزتي!!!....

ليس أنا يا حبيبتي سوى شاهد صدقٍ اقتحم سويداءَ قلبكِ , وجوف داخلكِ ليفرش برداء مداده , ويكشف لكِ عن غباوة شهوة الغفلة , وينقلك من ذواتِ المشين إلى ذوي الخير, والحقّ السمح!!!...

موقفٌ أخذته عاتقا على نفسي , وعهداً على حياة عمري معكِ , ولن أتخلى عنكِ يا توأم روحي , ذلك لأنني عرفتكِ من بين الألوف , ولم أقبل منكِ إلا العمل بالصواب والحكمة , لتنالي من رحيم الخلق جزيل الثواب والأجر !!!!...

فأنت يا غاليتي من ذواتِ الصدق , والعطاء , والوفاء , ولا يليق بكِ إلاّ المحافظة على صفاء هذا الطهر , و نظافة النفس , لتستوي دائما في جودة عطاء الكلم , واستواء صنعة اللفظ , ويَخْلد هذا كله في بطون صفحة عمركِ , ولا يمكن بعد ذلك لأيّ مخلوق يكمن الصدق في داخله إلاّ أن يسمعكِ , وأن لا ينسَ صدق تعبيركِ!!!....

لن أُقصّر عنكِ يا صديقتي , ولن أبعدَ عن صحبتكِ , ولن أهجر توقد لفظكِ .... فلحاظ فكركِ متّقدة , ولا ينقصها إلا فحوى مقدرتكِ , وفطرة لسانِ شغاف قلب حبّكِ !!!...

يا حبيبتي : في داخلك إفصاح عميق عن صدق قلبكِ , وعلى يقين أنه قائمٌ من فطرة روحكِ إلاّ مالا نهاية مادمت قد حملت أجمل آيات الله في صدركِ!!!!..
حبيب إلى روحكِ كتاب الله منذ زمن , ولازال - بإذن الله - القلب يرتاح لأُنْسه , ويتّصل معه الذهن ليلتحم فيه رؤى الفكر, ويشيع مع آفاق دم الروح !!!..

صحيح يا عزيزتي أنّ هناك أزمات نفسية , وابتلاءات قد طرأت على محيط قلبكِ , وما عليها إلاّ أن تجبل على تصويب الحكمة , والإرادة لئلا يشوبها معان دخيلة , وأقوال مستكرهة , بل يجب عليها أن تقلّب الأمور على كلّ الوجوه , وتجعل من الله الحكيم الخبير قائد زمام ما في الكون موجهّا لحقيقة القلب الذي يأمل أنْ يفرغ حبّه الصادق في إناء صاحب من يستحق هذا الوفاء والإخلاص من عطاء الروح !!!!...

أعلم يا صديقتي أنّ النفس البشرية توّاقة لأن تحيا ملذّات الدنيا , وتعيش أهواءها , وأنت ليس سوى مخلوق بشري له آمال , وأحلام يسعى إلى أن يعيش معها ما بقي من العمر ...

ولو حاولنا أن نتأمل النفس مليّا يا صديقتي لوجدناها ليست سوى صور الفكر , والقلب معا .. ومن خلالها نلمس الأهواء المفتونة , تارةً نراها تتجه إلى يمين الحق , والصواب والإيمان , وتارةً أخرى تتجه إلى شمال المعصية , والذنب , والإثم !!!!!!.....

الجوارح والأحاسيس تتوزع ما بين هنا وهناك لتحمل معها زلزلة الكلم, وزلّة الألسن , ومن ثم تنصب في ميزان لا تدري أ يّهما يرجح الخطأ , أم الصواب والحق !! ؟؟...

بعد كل هذا يا عزيزتي أتأذنين بكلمة صدقٍ أبثّها إليكِ!! ؟؟؟؟؟؟؟....
وما أردت إلاّ أن أعرض من خلال تلك الكلمة مدى نوازع الإثم ,وشرف الفضيلة في داخلكِ !!!! .....

عزيزتي : لا أريد أبدا أن يُطرح بك وسط بين الطرفين , بل أن ترجح عندكِ كفّة الصدق والشرف , لأنني أحسّ ما في داخلكِ , وما يخالطكِ من حزن , وشقاوة ألم , وما يتساقط من عينيك دمع الحسرة والألم لتروي به مداد الكلم !!! ....

ما تعبّر به النفس ليس إلاّ جواباً مصداقاً لتلك اللغة الإنسانية , واعلمي دائما أن ما تأملينه قد يكون بعيد المنال عن رؤى الحلم والأمل ... فالألم خاصّ بك , وقد يتهكّم به من هم حولكِ , ودائرة حقيقتك عاجزة أن تصدح بألحان الأمل لأنها مكبّلة بأسلاك حديدية , وممتلئة بأشواك وخز الإبر !!! ....

كلّ ما في صدركِ يا عزيزتي لن يؤخّر مكانه , ولن يقدّمه إلاّ بإذن الله الواحد الأحد , وأعرف أنّ دمعتكِ الطاهرة لازالت تسيل مع دجى الليل كنجمة القطب , يهتدي إليها كلّ من حولك لو رآها كيف تتساقط , وتسقي دم قلب صدقك !!!!! ....

لا ينبغي يا رفيقة عمري إلاّ أن تطلبي العزاء والسلوان من هو أرحم من هم في الخلق !! ....

ارفعي يديك إلى الله يا حبيبتي !!...
ارفعي يديك إلى الله العلي القدير !! ...

ليكن تضرّعك وتوسلّك غير منقطع , فهو الرؤوف الرحيم بعباده وخلقه , وعالم بمكنونات النفس والصدر ...
اطلبي الرحمة والمغفرة منه , هو الذي يُطاع ولا يُعْصى , ويُذْكر
ولا يُنْسى, ونسأله فيجيب!!!!...





بقلم : ابنة الشهباء