المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني من الباب العاشر من كتاب (تلاش) للأديب الباكستاني (ممتاز مفتي)



إبراهيم محمد إبراهيم
22/11/2007, 07:55 AM
الجزء الثاني من الباب العاشر
الورد البلدي
الخوف والرجاء :
ذات يوم قلت لمرشدي (11) : أريد أن أسألك سؤالاً . قال : اسأل . قلت : يقول الله تعالى في القرآن الكريم خافوني (12) . قال : ثم ماذا ؟. قلت : لا أدري لماذا لا أشعر أنا بخوف من الله تعالى ، مع أنني أؤمن تمام الإيمان أنه ليس هناك قوة سوى الله ، ومع ذلك فأنا لا أشعر بخوف منه ، بل ويبدو لي أنه " معصوم كالأطفال "، أبسط الأشياء تسعده ، وأشعر أنه يحمل لنا تعاطفاً وشفقة لا حدّ لهما ، وأنه معطاء لدرجة أنه يظل يبحث عن سبب للعطاء بشكل أو بآخر .
ضحك مرشدي قائلاً : يا مفتي ، لا تفكر في هذا الأمر كثيراً ، إذ أن ما تفكر فيه ليس سوى " دوامة ماء " ، لا تغرقك ، ولا تدعك تسبح ، وهناك كثير من الأسرار موجودة أمامنا بالفعل ، لكنا لا نراها ، وذلك لأن الله تعالى لم يرد أن تنكشف هذه الأسرار .
قلت : يا سيدي ، كنت أسأل عن موضوع الخوف ، كنت أقول إنني لا أشعر بخوف من الله ، وإنما أشعر بحب تجاهه . قال : ما أسعد من يخافه ، وما أسعد من يحبه . قلت بلهجة غاضبة : ما فائدة سؤالي إذاً !!. فابتسم قائلاً : إن الخوف منه بمثابة علاقة معه ، وحبه كذلك بمثابة علاقة معه ، المهم أن تكون هناك علاقة متواصلة معه ، فالأمر كله مجرد العلاقة معه ، فإن كانت هناك علاقة مع الله فكل شيء إذاً على ما يرام . انظر كيف يتدرب جنود الجيش الحكومي لدينا ، نصفه يتجه إلى جانب ، والنصف الآخر يتجه إلى الجانب المقابل ، النصف يمثل " الدولة " ، والنصف يمثل " المتمردين " ، ثم يتحارب الجانبان معاً (13) ، وحتى وإن تفوق جيش المتمردين ، فإن المستفيد هو " الدولة " ، فلا تنشغل بمثل هذا التفكير ، ولكن انظر إلى هذا " المهرجان " (14) وتمعن فيما يحدث فيه ، وسوف تكتشف أن كل الألوان فيه مصدرها واحد ، وتصدر عن أصل واحد .


أصبع في الشربات :
جاء في كتاب " التذكرة الغوثية " أن أحد أصدقاء إبليس قال له : يا صديقي ، إنك حكيم للغاية ، وفي منتهى العقل أيضاً ، فلماذا ارتكبت هذه الحماقة ؟!!. سأله إبليس : أية حماقة تقصد ؟. قال : لم تسجد للإنسان ، وخالفت حكم الله . فضحك إبليس قائلاً : الجميع يعرفون السرّ في هذا ، ومع ذلك وقعوا في سوء فهم له !!. سأله الصديق : عن أي سرّ تتحدث ؟. قال إبليس : الجميع يعرفون أن حكم الله تعالى فقط هو الذي ينفذ على الكائنات ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بشيء يخالف حكمه ، أو يتجاهله ، ومن يفعل ذلك فإنما يفعله بأمر الله أيضاً ، فمن أنا حتى أخالف حكم الله تعالى ، إنما الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي وفّق (15) إلى مخالفة أحكام الله وأوامره ، لأن الله يدلل الإنسان كثيراً ، أليس كذلك !!. أما نحن الملائكة (16) فملتزمون بأحكام الله تعالى . ثم قال إبليس لصديقه : تعال أريك شيئاً ، انظر إلى هذه القرية الصغيرة أمامنا ، هناك حكم من الله تعالى أن يقضى عليها اليوم !. نظر صديق إبليس فرأى في سوق القرية " حلوانياً " وضع إناءاً ضخماً على موقد يعدّ فيه " الشربات " الذي سيضعه على الحلويات .
قال إبليس : انظر ماذا سيحدث . ثم وضع أصبعه في " الشربات " ، وأخرج منه بعضه ، ثم قام بتنظيف أصبعه مما علق به من " شربات " في الحائط ، فتجمع عليه الذباب ، وعندئذ ترصدت وزغة " برص " بهذا التجمع من الذباب ، وكانت هناك قطة تجلس بالقرب من إناء " الشربات " . قفزت القطة على الوزغة مهاجمة إياها ، وبالصدفة كان جندي من الجيش يمرّ من المكان ومعه كلب صيد . رأى الكلب القطة وهي تقفز فهاجمها ، وأمسك بها ، ولم تستطع القطة الاحتفاظ بتوازنها فسقطت في إناء " الشربات " الذي يعـدّه " الحلـواني " . غضب " الحلواني " كثيراً ، وضرب الكلب بـ " المغرفة " التي كان يمسك بها ضربة قتلته ، عندئذ أمسك الجندي بالحلواني وأشبعه ضرباً ، وعليه تجمع أهل الحي وهاجموا الجندي وضربوه ، ووصل الخبر إلى الجيش الذي أتى ببنادقه وباروده ، وخرّب القرية كلها .
وبعد ذلك قال إبليس لصديقه : أرأيت ، لقد كان كل ذنبي هو أنني وضعت أصبعي الذي علق به " الشربات " على الحائط لا أكثر ، لكن من قام بكل هذا الفساد الذي حدث بعد ذلك ؟!!. إلا أن أحداً لا يذكر هؤلاء المفسدين ، وإنما يحملونني أنا المسئولية .
أيها السادة ، لقد حدث لغط شديد ، وانكشف سرّ كبير جداً ، ولا يزال يتكشف يوماً بعد يوم ، وهو أن المثقفين والعقلاء الأمريكيين والأوروبيين استشفوا أنه لن يكون هناك في المستقبل القريب دين مقبول سوى الإسلام ، وكلما ازداد تقدم الناس في التعليم ، وتطور البحث العلمي ، كلما ازداد الأمر وضوحاً بأن الإسلام هو الملجأ والملاذ الوحيد بين هذه الغابات الكثيفة المترامية الأطراف من الأوهام والخرافات ، والحقيقة أن هذا الأمر واضح للعيان منذ فترة كبيرة ، لكننا لم نلحظه ، ولا أدري لماذا لا تلحظ الأشياء الواضحة أمام أعيننا !!.
أمام الأعين :
كانت أمي تقول : يا بني لا تخفي شيئاً ، فإن الناس ينقبون عن الأشياء المخفاة ، أما الأشياء التي تكون أمام أعينهم فإنهم لا يلقون إليها بالاً . فإن كنت تريد أن تخفي شيئاً فاجعله أمام الجميع . وكنت أسأل أمي : كيف عرفت هذا الأمر ؟!. وكانت تقول : علمتني أمي إياه . ثم قالت : هذا ليس كلاماً نظرياً ، وإنما حقيقة واقعة أقصها عليك ، فمنذ فترة طويلة كنا نسكن في ضاحيـة من ضواحي المدينة ، وكان بيتنا أشبه ما يكون ببيوت الأرياف ، وكنا ثلاثة أفراد في البيت ، أمي ، وأبي ، وأنا ، وكان والداي كبيرين في السن ، وكنت أنا صغيرة . وذات مرة ذهب أحد أقاربنا إلى الحج ، وقبل أن يذهب ائتمننا على " صرة " مجوهرات ، ولم يكن أحد على أيامنا يعرف " الخزائن الحديدية " أو " البنوك " ، وحين أقبل الليل جلس أبي وأمي يفكران أين يمكنهما الاحتفاظ بـ " الصرة " . قال أبي : نضعها في الصندوق الخشبي الكبير ، ونغلق عليها بالقفل . وقالت أمي : كلا ، كلا ، لو تسلل لص لا قدر الله إلى البيت فإن أول شيء سيفتحه هو هذا الصندوق الخشبي المغلق . قال أبي : فأين نضعها إذاً ؟. قالت أمي : لا ضعها في شيء مقفل ، لا في الصندوق ، ولا في الدولاب . ثم دخلت أمي إلى الحجرة المجـاورة ، والتي كانت عبارة عن " حظيرة " نربط فيها بقرة ، ووضعت " الصرة " تحت كومه من أقراص الروث الجاف (17) في أحد أركانها . وصدق حدس أمي ، إذ اتفق أن تسلل لص إلى البيت ، وفتح الصندوق بالفعل ، كما حطم قفل الدولاب وفتحه ، وبقيت " صرة " المجوهرات تحت كومة أقراص الروث الجاف كما هي !!.
سنة الله :
أيها السادة ، إن لله سنة ، وهي أنه يطل علينا بنفسه من كل غصن وورقه ، ومن كل صخرة ذرة ، لكن لا أحد يلقي بالاً لما هو موجود أمام عينيه . الشيخ " أيوب " رجل من مدينة " كراتشي " ، كان يبيع الأقمشة في حواريها ، وكان مفكراً كبيراً ، ولا يتردد في قول الحق . كان يقول : إنه (18) يحيط بنا من كل اتجاه ، يطل من كل ورقة ، لكننا لا نلحظه ، وعدم ملاحظتنا له رحمة لنا ، لأننا إن لاحظناه سيتساوى كل شيء ، وسيفقد كل شيء معناه ، ولن يبقى لون ، ولا شكل ، ولن يبقى دين ولا دنيا ، لن يبقى إلا الله فقط . أيها السادة ، يبدو أن شيئاً ما سيحدث ، لأن الناس بدأوا يلحظون ما هو أمام أعينهم .
دين المستقبل :
هناك أخبار تقول إن الكثيرين من أهل أوروبا يتحولون إلى الإسلام ، وهذه الأخبار مثيرة محيرة ، لأن هناك رأياً عاماً متعصباً ضد الإسلام في أوروبا وأمريكا منذ فترة طويلة ، وتوجد في مكتباتهم وفرة من الأدبيات عن كل شيء ، إلا الإسلام ، ومع ذلك فإن الناس يتحولون إلى الإسلام !!.
خذ على سبيل المثال جريدة " صوت العصر : نوائـ وقت " الصادرة بتاريخ 9 / 9 / 1994م ، إذ نشرت خبراً بالإنجليزية ضمن صفحتها باللغة الإنجليزية ، نقلته عن الصحيفة اللندنية المعروفة " سنداي تايمز : SUNDAY TIMES " ، والخبر طويل ، لكننا ندرج هنا الفقرة الأولى منه :
" آلاف من السيدات البريطانيات يتحولن إلى الإسلام ، ويزداد انتشار هذا الأمر بين النساء بصورة تؤرق المسيحيين ، وقد اعتنق الإسلام من البريطانيات في العقد الماضي ما يقرب من عشرة آلاف بريطانية ، ومعظمهن من السيدات المثقفات غير المتزوجات من الطبيبات ومحاضرات الجامعات والمحاميات ، وكلهن تحولن إلى ذلك الدين الذي كان يعد في الماضي ظالماً للمرأة " .
سادتي ، لقد انكشف سر كبير جداً كما قلت لكم ، ولا يزال يتكشف لنا كل يوم أن المثقفين والعقلاء في كل العالم عرفوا أنه لن يكون هناك دين مقبول في المستقبل القريب سوى الإسلام ، وهذا ليس كلامي أنا وحدي ، فمن أنا حتى أقول هذا الكلام الكبير ، وإنما هذا ما يقوله علماء كبار جداً أسلموا حديثاً ، وهذه بعض اقتباسات من كلامهم أقدمها بين أيديكم :


السيد موري ، من اليابان :
اسمه الإسلامي " علي محمد موري " ، وأسلم عام 1960م . كتب يقول : إنني أقول وبكل ثقة إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى الإسلام أكثر من ذي قبل ، ولو قبلت الدنيا نعمة الإسلام لأصبحت هذه الكرة الأرضية نموذجاً خالداً للأمن والطمأنينة ، ولتحولت هذه الكرة الأرضية التي تحاصرها المصائب والآلام إلى جنة .
المفكر والكاتب الأمريكي المعروف البروفيسير بينل :
اسمه الإسلامي " عبد الله بينل " ، كتب يقول : إن الإسلام في هذا العصر العلمي الراهن هو الدين الوحيد الذي يستطيع أن يساير العالم المتقدم ويتوافق معه .
السيد مفر ، من أمريكا :
اسمه الإسلامي " سليمان شاهد مفر " ، وكان قسيساً متحمساً للغاية ، وبعد أن دخل الإسلام قال : الحقيقة أننا في حاجة إلى أن نعرض على كل مواطن في أمريكا الصورة الصحيحة للإسلام ، ولم يحدث حتى اليوم أن عرضت هذه الصورة الصحيحة للإسلام على أهل الغرب ، فالناس هنا ملّوا من أديان لا روح فيها مثل " اليهودية " و " المسيحية " ، ولكنهم لا يرون طريقاً أو بديلاً آخر ، ولقد حان الوقت أن ندعو الغرب إلى الإسلام بحكمة وشجاعة ، إذ أنه من المتيقن أن مستقبل الغرب مرتبط بالإسلام .
السيد درك والتر موسج ، من ألمانيا :
اسمه الإسلامي " سيف الدين " ، وكان " كاثوليكياً " متعصباً ، كما كان مغرماً بالدين ، ولهذا قرر أن يعيش عمره قسيساً . كتب يقول : لم يكن رأيي – قبل إسلامه - في يوم من الأيـام عن القرآن جيداً ، وكلما فتحته سيطر على عقلي وقلبي إحساس من النفور منه والاحتقار له ، وكان هدفي أن أكشف الأخطاء الشنيعة في موضوعاته ، وتناقضاته المثيرة للسخرية ، وخرافاته وكفرياته ، ولكني كلما كنت أقرأ القرآن كان قلبي يزداد شغفاً بصدقه ، إلى أن دخلت الإسلام ، وأنا على يقين كامل أن من يقرأ القرآن ويستوعبه سيدخل الإسلام إن شاء الله ، ولا يمكن لصاحب طبع سليم غير متعصب أن يقرأ القرآن ويبقى في ظلمات الإلحاد .
السيد إتش . إف . فيولز ، من إنجلترا :
كان يعمل في الأسطول الملكي البريطاني . يكتب قائلاً : إن الإسلام ينهض الآن مرة أخرى ، ويتأكد الآن أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يستطيع أن يقود الإنسان بكل مقتضيات العصر الحاضر ، بينما فقدن الأديان الأخرى قيمتها ومكانتها .

الدكتور شيلدرك ، من إنجلترا :
اسمه الإسلامي " خالد شيلدرك " ، دخل في الإسـلام وهو في السابعة عشرة من عمره . رأى المفكرين المسيحيين يعملون جاهدين على إهانة الإسلام بغير سبب أو داع ، فقال لنفسه : لماذا يخاف هؤلاء من الإسلام إلى هذا الحد ؟!!. وبالتالي أخذ يدرس الإسلام ليعرف أسباب ذلك ، وكانت نتيجة هذه الدراسة أن تأكد له أن المسيحيين واليهود متآمرون معاً ضد الإسلام ، وهكذا دخل " شيلدرك " الإسلام ، وصرح قائلاً : من ذلك الذي يقبل على نفسه أن يتحول إلى ناسك بوذي ، ويدور على الأبواب يسأل الناس ، أو يعيش حياته هائماً على وجهه في الصحراء مثل " يسوع " . إننا في حاجة إلى دين مثل الإسلام ، يرشد الإنسان إلى أساليب وقورة متفردة في الحياة . إنني أقول وبكل ثقة إنه سيأتي يوم ترفع الدنيا كلها راية الإسلام .
أيها السادة ، هذه بعض التصريحات نقلتها عن كتـاب " لماذا أسلمنـا ؟" للدكتور " عبد الغني فاروق " ، وقد ضمن السيد الدكتور كتابه هذا أقوال وتصريحات خمس وثمانين ممن دخلوا الإسلام حديثاً .
قصص عجيبة وغريبة :
لقد روجت الأديان القديمة قصصاً عجيبة وغريبة عن خلق الكائنات ، فقال بعضها إن الآلهة خلقت بيضة ، ثم تركتها حتى انقسمت نصفين ، النصف العلوي كوّن السماء ، والنصف السفلي كوّن الأرض . والبعض قال إن نيراناً ضخمة تشتعل فوقنا ، وأن الآلهة خلقت السماء ومدّتها فوقنا مثل الدرع لتحمينا من هذه النيران ، وهناك ثقوب متفرقة في هذا الدرع ، والنار المشتعلة أعلى تبدو لنا من خلال هذه الثقوب ، ونحن نظنها نجوماً .
أما فيما يتعلق بالأرض فقد كان هناك تصور عام فحواه أن هذه الأرض مفلطحة مثل الصينية ، وقد حملها " ثور " على قرنيه ، فإذا ما تحرك " الثور" اهتزت الأرض ، فتحدث الزلازل . والبعض يقول إن الأرض ثابتة ، وأن الشمس تدور حولها . ويقول اليونانيون إن الشمس عبارة عن صينية كبيرة مضيئة ، يحتفظ بها الإله " أبولو " في عربة يجرها حصان ، ويقوم الإله " أبولو " هذا كل يوم بجولة حول الأرض في عربته هذه . فإذا ما تجرأ مفكر في ذلك العهد القديم ، وقدم تصوراً آخر عن الكائنات ، أو عن الأرض ، فإن مقاولي الدين ومحتكريه كانوا يعتقلونه ، ويعقد له محاكمة يمثل فيها أمام الكهنة ، وعندئذ إما يرجمونه ، أو يقتلونه ، أو يدسون له السم .
وظل هذا التقليد قائماً بعد العهد اليوناني لقرون عديدة ، وجاء الرهبان المسيحيون فأنزلوا بالمفكرين مثل هذا العقاب أيضاً ، حفاظاً على أهميتهم ، وحماية لمكانتهم ، أنزلوا بهم عقاباً تقشعر له الأبدان ، مع أنه لم يكن في المسيحية أصلاً ما يسمح بمثل تلك الفرضيات عن الكائنات ، والتي روج لها الكهنة من قبل .
هوامش
11 - يقصد قدرت الله شهاب .
12 - الإشارة إلى الآيات التي تحمل هذا المعنى ، وهي كثيرة ، ونذكر هنا قوله تعالى في سورة الحجر " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم " – آية : 49 ، 50 .
13 - بغرض التدريب .
14 - الدنيا . وفي الأصل استخدم الكاتب لفظ " رام ليلا " ، وهو لشخصية أسطورية هندوسية ، لها فتوحات كثيرة ، وتغنى وتمثل في مهرجانات واحتفالات محددة كل عام ( فيروز اللغات – ص 699 ) ، والكاتب يرمز بها إلى الدنيا .
15 - هكذا في الأصل .
16 - هناك اختلاف في كون إبليس من الملائكة أم من الجن ، وقد قال تعالى " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه
17 - كان الناس في أرياف باكستان ، مثلما كان الحال في أريافنا في مصر أيضاً يصنعون من روث البهائم أقراصاً يجففونها ، ثم يستخدمونها بعد ذلك في مواقد الطبخ ، إذ تكون النيران المنبعثة منها قوية ، وتستمر كتيراً ، ولا يصدر عنها دخان .
18 - الله .

إبراهيم محمد إبراهيم
22/11/2007, 07:55 AM
الجزء الثاني من الباب العاشر
الورد البلدي
الخوف والرجاء :
ذات يوم قلت لمرشدي (11) : أريد أن أسألك سؤالاً . قال : اسأل . قلت : يقول الله تعالى في القرآن الكريم خافوني (12) . قال : ثم ماذا ؟. قلت : لا أدري لماذا لا أشعر أنا بخوف من الله تعالى ، مع أنني أؤمن تمام الإيمان أنه ليس هناك قوة سوى الله ، ومع ذلك فأنا لا أشعر بخوف منه ، بل ويبدو لي أنه " معصوم كالأطفال "، أبسط الأشياء تسعده ، وأشعر أنه يحمل لنا تعاطفاً وشفقة لا حدّ لهما ، وأنه معطاء لدرجة أنه يظل يبحث عن سبب للعطاء بشكل أو بآخر .
ضحك مرشدي قائلاً : يا مفتي ، لا تفكر في هذا الأمر كثيراً ، إذ أن ما تفكر فيه ليس سوى " دوامة ماء " ، لا تغرقك ، ولا تدعك تسبح ، وهناك كثير من الأسرار موجودة أمامنا بالفعل ، لكنا لا نراها ، وذلك لأن الله تعالى لم يرد أن تنكشف هذه الأسرار .
قلت : يا سيدي ، كنت أسأل عن موضوع الخوف ، كنت أقول إنني لا أشعر بخوف من الله ، وإنما أشعر بحب تجاهه . قال : ما أسعد من يخافه ، وما أسعد من يحبه . قلت بلهجة غاضبة : ما فائدة سؤالي إذاً !!. فابتسم قائلاً : إن الخوف منه بمثابة علاقة معه ، وحبه كذلك بمثابة علاقة معه ، المهم أن تكون هناك علاقة متواصلة معه ، فالأمر كله مجرد العلاقة معه ، فإن كانت هناك علاقة مع الله فكل شيء إذاً على ما يرام . انظر كيف يتدرب جنود الجيش الحكومي لدينا ، نصفه يتجه إلى جانب ، والنصف الآخر يتجه إلى الجانب المقابل ، النصف يمثل " الدولة " ، والنصف يمثل " المتمردين " ، ثم يتحارب الجانبان معاً (13) ، وحتى وإن تفوق جيش المتمردين ، فإن المستفيد هو " الدولة " ، فلا تنشغل بمثل هذا التفكير ، ولكن انظر إلى هذا " المهرجان " (14) وتمعن فيما يحدث فيه ، وسوف تكتشف أن كل الألوان فيه مصدرها واحد ، وتصدر عن أصل واحد .


أصبع في الشربات :
جاء في كتاب " التذكرة الغوثية " أن أحد أصدقاء إبليس قال له : يا صديقي ، إنك حكيم للغاية ، وفي منتهى العقل أيضاً ، فلماذا ارتكبت هذه الحماقة ؟!!. سأله إبليس : أية حماقة تقصد ؟. قال : لم تسجد للإنسان ، وخالفت حكم الله . فضحك إبليس قائلاً : الجميع يعرفون السرّ في هذا ، ومع ذلك وقعوا في سوء فهم له !!. سأله الصديق : عن أي سرّ تتحدث ؟. قال إبليس : الجميع يعرفون أن حكم الله تعالى فقط هو الذي ينفذ على الكائنات ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بشيء يخالف حكمه ، أو يتجاهله ، ومن يفعل ذلك فإنما يفعله بأمر الله أيضاً ، فمن أنا حتى أخالف حكم الله تعالى ، إنما الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي وفّق (15) إلى مخالفة أحكام الله وأوامره ، لأن الله يدلل الإنسان كثيراً ، أليس كذلك !!. أما نحن الملائكة (16) فملتزمون بأحكام الله تعالى . ثم قال إبليس لصديقه : تعال أريك شيئاً ، انظر إلى هذه القرية الصغيرة أمامنا ، هناك حكم من الله تعالى أن يقضى عليها اليوم !. نظر صديق إبليس فرأى في سوق القرية " حلوانياً " وضع إناءاً ضخماً على موقد يعدّ فيه " الشربات " الذي سيضعه على الحلويات .
قال إبليس : انظر ماذا سيحدث . ثم وضع أصبعه في " الشربات " ، وأخرج منه بعضه ، ثم قام بتنظيف أصبعه مما علق به من " شربات " في الحائط ، فتجمع عليه الذباب ، وعندئذ ترصدت وزغة " برص " بهذا التجمع من الذباب ، وكانت هناك قطة تجلس بالقرب من إناء " الشربات " . قفزت القطة على الوزغة مهاجمة إياها ، وبالصدفة كان جندي من الجيش يمرّ من المكان ومعه كلب صيد . رأى الكلب القطة وهي تقفز فهاجمها ، وأمسك بها ، ولم تستطع القطة الاحتفاظ بتوازنها فسقطت في إناء " الشربات " الذي يعـدّه " الحلـواني " . غضب " الحلواني " كثيراً ، وضرب الكلب بـ " المغرفة " التي كان يمسك بها ضربة قتلته ، عندئذ أمسك الجندي بالحلواني وأشبعه ضرباً ، وعليه تجمع أهل الحي وهاجموا الجندي وضربوه ، ووصل الخبر إلى الجيش الذي أتى ببنادقه وباروده ، وخرّب القرية كلها .
وبعد ذلك قال إبليس لصديقه : أرأيت ، لقد كان كل ذنبي هو أنني وضعت أصبعي الذي علق به " الشربات " على الحائط لا أكثر ، لكن من قام بكل هذا الفساد الذي حدث بعد ذلك ؟!!. إلا أن أحداً لا يذكر هؤلاء المفسدين ، وإنما يحملونني أنا المسئولية .
أيها السادة ، لقد حدث لغط شديد ، وانكشف سرّ كبير جداً ، ولا يزال يتكشف يوماً بعد يوم ، وهو أن المثقفين والعقلاء الأمريكيين والأوروبيين استشفوا أنه لن يكون هناك في المستقبل القريب دين مقبول سوى الإسلام ، وكلما ازداد تقدم الناس في التعليم ، وتطور البحث العلمي ، كلما ازداد الأمر وضوحاً بأن الإسلام هو الملجأ والملاذ الوحيد بين هذه الغابات الكثيفة المترامية الأطراف من الأوهام والخرافات ، والحقيقة أن هذا الأمر واضح للعيان منذ فترة كبيرة ، لكننا لم نلحظه ، ولا أدري لماذا لا تلحظ الأشياء الواضحة أمام أعيننا !!.
أمام الأعين :
كانت أمي تقول : يا بني لا تخفي شيئاً ، فإن الناس ينقبون عن الأشياء المخفاة ، أما الأشياء التي تكون أمام أعينهم فإنهم لا يلقون إليها بالاً . فإن كنت تريد أن تخفي شيئاً فاجعله أمام الجميع . وكنت أسأل أمي : كيف عرفت هذا الأمر ؟!. وكانت تقول : علمتني أمي إياه . ثم قالت : هذا ليس كلاماً نظرياً ، وإنما حقيقة واقعة أقصها عليك ، فمنذ فترة طويلة كنا نسكن في ضاحيـة من ضواحي المدينة ، وكان بيتنا أشبه ما يكون ببيوت الأرياف ، وكنا ثلاثة أفراد في البيت ، أمي ، وأبي ، وأنا ، وكان والداي كبيرين في السن ، وكنت أنا صغيرة . وذات مرة ذهب أحد أقاربنا إلى الحج ، وقبل أن يذهب ائتمننا على " صرة " مجوهرات ، ولم يكن أحد على أيامنا يعرف " الخزائن الحديدية " أو " البنوك " ، وحين أقبل الليل جلس أبي وأمي يفكران أين يمكنهما الاحتفاظ بـ " الصرة " . قال أبي : نضعها في الصندوق الخشبي الكبير ، ونغلق عليها بالقفل . وقالت أمي : كلا ، كلا ، لو تسلل لص لا قدر الله إلى البيت فإن أول شيء سيفتحه هو هذا الصندوق الخشبي المغلق . قال أبي : فأين نضعها إذاً ؟. قالت أمي : لا ضعها في شيء مقفل ، لا في الصندوق ، ولا في الدولاب . ثم دخلت أمي إلى الحجرة المجـاورة ، والتي كانت عبارة عن " حظيرة " نربط فيها بقرة ، ووضعت " الصرة " تحت كومه من أقراص الروث الجاف (17) في أحد أركانها . وصدق حدس أمي ، إذ اتفق أن تسلل لص إلى البيت ، وفتح الصندوق بالفعل ، كما حطم قفل الدولاب وفتحه ، وبقيت " صرة " المجوهرات تحت كومة أقراص الروث الجاف كما هي !!.
سنة الله :
أيها السادة ، إن لله سنة ، وهي أنه يطل علينا بنفسه من كل غصن وورقه ، ومن كل صخرة ذرة ، لكن لا أحد يلقي بالاً لما هو موجود أمام عينيه . الشيخ " أيوب " رجل من مدينة " كراتشي " ، كان يبيع الأقمشة في حواريها ، وكان مفكراً كبيراً ، ولا يتردد في قول الحق . كان يقول : إنه (18) يحيط بنا من كل اتجاه ، يطل من كل ورقة ، لكننا لا نلحظه ، وعدم ملاحظتنا له رحمة لنا ، لأننا إن لاحظناه سيتساوى كل شيء ، وسيفقد كل شيء معناه ، ولن يبقى لون ، ولا شكل ، ولن يبقى دين ولا دنيا ، لن يبقى إلا الله فقط . أيها السادة ، يبدو أن شيئاً ما سيحدث ، لأن الناس بدأوا يلحظون ما هو أمام أعينهم .
دين المستقبل :
هناك أخبار تقول إن الكثيرين من أهل أوروبا يتحولون إلى الإسلام ، وهذه الأخبار مثيرة محيرة ، لأن هناك رأياً عاماً متعصباً ضد الإسلام في أوروبا وأمريكا منذ فترة طويلة ، وتوجد في مكتباتهم وفرة من الأدبيات عن كل شيء ، إلا الإسلام ، ومع ذلك فإن الناس يتحولون إلى الإسلام !!.
خذ على سبيل المثال جريدة " صوت العصر : نوائـ وقت " الصادرة بتاريخ 9 / 9 / 1994م ، إذ نشرت خبراً بالإنجليزية ضمن صفحتها باللغة الإنجليزية ، نقلته عن الصحيفة اللندنية المعروفة " سنداي تايمز : SUNDAY TIMES " ، والخبر طويل ، لكننا ندرج هنا الفقرة الأولى منه :
" آلاف من السيدات البريطانيات يتحولن إلى الإسلام ، ويزداد انتشار هذا الأمر بين النساء بصورة تؤرق المسيحيين ، وقد اعتنق الإسلام من البريطانيات في العقد الماضي ما يقرب من عشرة آلاف بريطانية ، ومعظمهن من السيدات المثقفات غير المتزوجات من الطبيبات ومحاضرات الجامعات والمحاميات ، وكلهن تحولن إلى ذلك الدين الذي كان يعد في الماضي ظالماً للمرأة " .
سادتي ، لقد انكشف سر كبير جداً كما قلت لكم ، ولا يزال يتكشف لنا كل يوم أن المثقفين والعقلاء في كل العالم عرفوا أنه لن يكون هناك دين مقبول في المستقبل القريب سوى الإسلام ، وهذا ليس كلامي أنا وحدي ، فمن أنا حتى أقول هذا الكلام الكبير ، وإنما هذا ما يقوله علماء كبار جداً أسلموا حديثاً ، وهذه بعض اقتباسات من كلامهم أقدمها بين أيديكم :


السيد موري ، من اليابان :
اسمه الإسلامي " علي محمد موري " ، وأسلم عام 1960م . كتب يقول : إنني أقول وبكل ثقة إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى الإسلام أكثر من ذي قبل ، ولو قبلت الدنيا نعمة الإسلام لأصبحت هذه الكرة الأرضية نموذجاً خالداً للأمن والطمأنينة ، ولتحولت هذه الكرة الأرضية التي تحاصرها المصائب والآلام إلى جنة .
المفكر والكاتب الأمريكي المعروف البروفيسير بينل :
اسمه الإسلامي " عبد الله بينل " ، كتب يقول : إن الإسلام في هذا العصر العلمي الراهن هو الدين الوحيد الذي يستطيع أن يساير العالم المتقدم ويتوافق معه .
السيد مفر ، من أمريكا :
اسمه الإسلامي " سليمان شاهد مفر " ، وكان قسيساً متحمساً للغاية ، وبعد أن دخل الإسلام قال : الحقيقة أننا في حاجة إلى أن نعرض على كل مواطن في أمريكا الصورة الصحيحة للإسلام ، ولم يحدث حتى اليوم أن عرضت هذه الصورة الصحيحة للإسلام على أهل الغرب ، فالناس هنا ملّوا من أديان لا روح فيها مثل " اليهودية " و " المسيحية " ، ولكنهم لا يرون طريقاً أو بديلاً آخر ، ولقد حان الوقت أن ندعو الغرب إلى الإسلام بحكمة وشجاعة ، إذ أنه من المتيقن أن مستقبل الغرب مرتبط بالإسلام .
السيد درك والتر موسج ، من ألمانيا :
اسمه الإسلامي " سيف الدين " ، وكان " كاثوليكياً " متعصباً ، كما كان مغرماً بالدين ، ولهذا قرر أن يعيش عمره قسيساً . كتب يقول : لم يكن رأيي – قبل إسلامه - في يوم من الأيـام عن القرآن جيداً ، وكلما فتحته سيطر على عقلي وقلبي إحساس من النفور منه والاحتقار له ، وكان هدفي أن أكشف الأخطاء الشنيعة في موضوعاته ، وتناقضاته المثيرة للسخرية ، وخرافاته وكفرياته ، ولكني كلما كنت أقرأ القرآن كان قلبي يزداد شغفاً بصدقه ، إلى أن دخلت الإسلام ، وأنا على يقين كامل أن من يقرأ القرآن ويستوعبه سيدخل الإسلام إن شاء الله ، ولا يمكن لصاحب طبع سليم غير متعصب أن يقرأ القرآن ويبقى في ظلمات الإلحاد .
السيد إتش . إف . فيولز ، من إنجلترا :
كان يعمل في الأسطول الملكي البريطاني . يكتب قائلاً : إن الإسلام ينهض الآن مرة أخرى ، ويتأكد الآن أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يستطيع أن يقود الإنسان بكل مقتضيات العصر الحاضر ، بينما فقدن الأديان الأخرى قيمتها ومكانتها .

الدكتور شيلدرك ، من إنجلترا :
اسمه الإسلامي " خالد شيلدرك " ، دخل في الإسـلام وهو في السابعة عشرة من عمره . رأى المفكرين المسيحيين يعملون جاهدين على إهانة الإسلام بغير سبب أو داع ، فقال لنفسه : لماذا يخاف هؤلاء من الإسلام إلى هذا الحد ؟!!. وبالتالي أخذ يدرس الإسلام ليعرف أسباب ذلك ، وكانت نتيجة هذه الدراسة أن تأكد له أن المسيحيين واليهود متآمرون معاً ضد الإسلام ، وهكذا دخل " شيلدرك " الإسلام ، وصرح قائلاً : من ذلك الذي يقبل على نفسه أن يتحول إلى ناسك بوذي ، ويدور على الأبواب يسأل الناس ، أو يعيش حياته هائماً على وجهه في الصحراء مثل " يسوع " . إننا في حاجة إلى دين مثل الإسلام ، يرشد الإنسان إلى أساليب وقورة متفردة في الحياة . إنني أقول وبكل ثقة إنه سيأتي يوم ترفع الدنيا كلها راية الإسلام .
أيها السادة ، هذه بعض التصريحات نقلتها عن كتـاب " لماذا أسلمنـا ؟" للدكتور " عبد الغني فاروق " ، وقد ضمن السيد الدكتور كتابه هذا أقوال وتصريحات خمس وثمانين ممن دخلوا الإسلام حديثاً .
قصص عجيبة وغريبة :
لقد روجت الأديان القديمة قصصاً عجيبة وغريبة عن خلق الكائنات ، فقال بعضها إن الآلهة خلقت بيضة ، ثم تركتها حتى انقسمت نصفين ، النصف العلوي كوّن السماء ، والنصف السفلي كوّن الأرض . والبعض قال إن نيراناً ضخمة تشتعل فوقنا ، وأن الآلهة خلقت السماء ومدّتها فوقنا مثل الدرع لتحمينا من هذه النيران ، وهناك ثقوب متفرقة في هذا الدرع ، والنار المشتعلة أعلى تبدو لنا من خلال هذه الثقوب ، ونحن نظنها نجوماً .
أما فيما يتعلق بالأرض فقد كان هناك تصور عام فحواه أن هذه الأرض مفلطحة مثل الصينية ، وقد حملها " ثور " على قرنيه ، فإذا ما تحرك " الثور" اهتزت الأرض ، فتحدث الزلازل . والبعض يقول إن الأرض ثابتة ، وأن الشمس تدور حولها . ويقول اليونانيون إن الشمس عبارة عن صينية كبيرة مضيئة ، يحتفظ بها الإله " أبولو " في عربة يجرها حصان ، ويقوم الإله " أبولو " هذا كل يوم بجولة حول الأرض في عربته هذه . فإذا ما تجرأ مفكر في ذلك العهد القديم ، وقدم تصوراً آخر عن الكائنات ، أو عن الأرض ، فإن مقاولي الدين ومحتكريه كانوا يعتقلونه ، ويعقد له محاكمة يمثل فيها أمام الكهنة ، وعندئذ إما يرجمونه ، أو يقتلونه ، أو يدسون له السم .
وظل هذا التقليد قائماً بعد العهد اليوناني لقرون عديدة ، وجاء الرهبان المسيحيون فأنزلوا بالمفكرين مثل هذا العقاب أيضاً ، حفاظاً على أهميتهم ، وحماية لمكانتهم ، أنزلوا بهم عقاباً تقشعر له الأبدان ، مع أنه لم يكن في المسيحية أصلاً ما يسمح بمثل تلك الفرضيات عن الكائنات ، والتي روج لها الكهنة من قبل .
هوامش
11 - يقصد قدرت الله شهاب .
12 - الإشارة إلى الآيات التي تحمل هذا المعنى ، وهي كثيرة ، ونذكر هنا قوله تعالى في سورة الحجر " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم " – آية : 49 ، 50 .
13 - بغرض التدريب .
14 - الدنيا . وفي الأصل استخدم الكاتب لفظ " رام ليلا " ، وهو لشخصية أسطورية هندوسية ، لها فتوحات كثيرة ، وتغنى وتمثل في مهرجانات واحتفالات محددة كل عام ( فيروز اللغات – ص 699 ) ، والكاتب يرمز بها إلى الدنيا .
15 - هكذا في الأصل .
16 - هناك اختلاف في كون إبليس من الملائكة أم من الجن ، وقد قال تعالى " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه
17 - كان الناس في أرياف باكستان ، مثلما كان الحال في أريافنا في مصر أيضاً يصنعون من روث البهائم أقراصاً يجففونها ، ثم يستخدمونها بعد ذلك في مواقد الطبخ ، إذ تكون النيران المنبعثة منها قوية ، وتستمر كتيراً ، ولا يصدر عنها دخان .
18 - الله .