المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مامعنى : (تحرير فلان) ؟؟



غالب ياسين
24/11/2007, 07:23 PM
أحياناً يشترك عدة مؤلفين في كتابة فصول مختلفة في كتاب مشترك.. ويكتب على الغلاف تأليف: فلان وفلان وفلان ..

لكن في بعض المرّات يكتب بالإضافة إلى ماسبق تحرير: فلان ..

فمامعنى ذلك؟ وماهي مهمة المحررّ للكتاب الذي تعدد مؤلفوه ..؟؟
:fl: :fl: :fl: :fl: :fl:

محمود النجار
24/11/2007, 09:50 PM
أخي الأستاذ غالب ياسين
تحية طيبة
كوني عملت محررا في أكثر من مطبوعة ؛ فقد تكون إجابتي كافية .
المحرر هو صانع الموضوع .. يأتيه الموضوع خامة ، مجموعة من الأفكار قد تكون مصاغة بأسلوب جيد ، وقد تكون مصاغة صياغة سيئة ، ويكون دور المحرر في هذه الأثناء إخراج الموضوع بطريقة مقنعة للقارئ ، فيعيد ترتيب الأفكار ، ويتأكد من بعض المعلومات الواردة في الموضوع ، ويصوغ الجمل الضعيفة صياغة أفضل ، ولا يصح أن يكون المحرر ضئيل العلم وقليل الحيلة ؛ إذ عليه أن يكون مجتهدا حذرا ذكيا ؛ فقد تمر عليه معلومة يتصور بأنها صحيحة لأن صاحب المقالة أو الموضوع أو الكتاب اسم معروف ، فيتوقع أنه لا يخطئ ؛ فيؤمّن ويمر الموضوع منه إلى التدقيق اللغوي ، ثم إلى الطباعة ، وهنا يقع اللوم عليه فقط .. !
ومن هنا فمهنة المحرر خطيرة وتحتاج إلى حصافة وذهن صاح .. وقد يخطئ المرجع الذي يرجع إليه المحرر أحيانا ؛ ولذلك ؛ فمن الضروري أن يتوثق من أكثر من مرجع ، ويعرف إلى أين يرجع ، وعمن يأخذ .

ثمة أسماء كبيرة في عالم الصحافة ، لو رأى بعضكم كتاباتهم قبل التحرير ؛ ربما لامتنع عن القراءة لهم .. فالمحرر صاحب دور كبير في إخراج الموضوع ، وكثيرا ما يقول المحرر لنفسه مقهورا : أنا من كتب الموضوع ، وليس الموقع أدناه .. !!
ويلعب المحرر القدير أيضا دور المدقق اللغوي في كثير من الأحيان ، فبعض المدققين اللغويين لا يحتاجون إلى مراجعة لغوية لبعض المقالات التي يحررها بعض المحررين القديرين ، وهؤلاء المحررون أقلة .
من أكثر المواد حاجة إلى التحرير المتعب المواد المترجمة التي تلجئ المحرر أحيانا إلى الرجوع إلى النص الأجنبي وبذل محاولة للفهم ، وهو مما يقوي المحرر باللغة التي ترجم عنها المقال ، وأعني بها الإنجليزية هنا ، وقد يضطر إلى الاتصال بالمترجم للتأكد من قصده في ترجمة جملة ما .. ويعمل التحرير على زيادة المخزون الثقافي للمحرر ، وهي ميزة جيدة لمن يعمل في التحرير ..
بقي أن أقول بأن القدرة على التحرير لا صلة لها بالشهادة الجامعية والتخصص ، فهي موهبة وخبرة ؛ ذلك أن القدرة على تحرير الموضوعات المختلفة وإسقاط اللغة الصحفية التي تناسب كل موضوع عملية تحتاج إلى خبرة وقاموس واسع ، وهو مما لا يستهان به .

أرجو أن أكون قد أفدت ..

محمود النجار

سليمان أبو ستة
24/11/2007, 10:10 PM
أخي محمود
قد أجدت وأفدت ، ولكن لو تفضلت وزدتنا علما بما يلي:
- هل نستطيع أن نعد المنفلوطي في عمله الذي يقدره له كل النشء العربي في تعريفهم بقصص خالدة، كالفضيلة، والشاعر، وفي سبيل التاج مترجما أو محررا للترجمة التي ربما كانت في الأصل هزيلة.
- وسؤال آخر ، لو سمحت ، هل يُعرف محرر الخطبة التي ألقاها طارق بن زياد على جنده إثر عبوره المضيق وإبان حرقه لسفنه، فنحن نشك في أن تكون الخطبة الأصلية على هذا النحو من البلاغة.

غالب ياسين
25/11/2007, 07:34 PM
اشكر اخوتي الكرام الاستاذ محمود النجار والاستاذ ابوسته
واترك الاجابه على سؤال الاستاذ الاستاذ الكبير ابو سته لمن برغب من الاخوة والاخوات

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
22/02/2008, 08:37 PM
أخي محمود
قد أجدت وأفدت ، ولكن لو تفضلت وزدتنا علما بما يلي:
- هل نستطيع أن نعد المنفلوطي في عمله الذي يقدره له كل النشء العربي في تعريفهم بقصص خالدة، كالفضيلة، والشاعر، وفي سبيل التاج مترجما أو محررا للترجمة التي ربما كانت في الأصل هزيلة.
- وسؤال آخر ، لو سمحت ، هل يُعرف محرر الخطبة التي ألقاها طارق بن زياد على جنده إثر عبوره المضيق وإبان حرقه لسفنه، فنحن نشك في أن تكون الخطبة الأصلية على هذا النحو من البلاغة,,.


أخي العالم الأديب اللبيب الأستاذ سليمان أبو ستة
تحياتي وقبلاتي
مايثار حول خطبة القائد الفاتح طارق بن زياد ماهو إلا من أراجيف المستشرقين ، وممن دب دبيبهم حيث شك بعض المؤرخين في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، ويبدو أنَّ هذا الشك جاء أولاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نياتِهم(1) ؛(لأن "الاستشراق" و"الاستعمار" و"التبشير" ثلاثة أسماء لشيء واحد)، ثم حذا حذوهم بعض مؤرخي العرب، فشكوا هم بدورهم في نسبة الخطبة، ومن هؤلاء الدارسين الشاكين :
الدكتور أحمد هيكل(2) والدكتور عمر الدقاق(3)، والأستاذ محمد بن تاويت والدكتور محمد الصادق العفيفي(4) والأستاذ محمد عبد الله عنان(5)، والأستاذ محمد حسن كجة(6)، والدكتور عمر فروخ(7)، والدكتور أحمد بسام الساعي(8) والدكتور سوادي عبد محمد(9)، والدكتور عبد الرحمن الحجي(10)، وغيرهم. غير أنه يكاد يكون الدكتور أحمد هيكل في كتابه (الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة) هو الأصل لمعظم الدراسات التي ظهرت بعده في هذا الموضوع، وعليه اعتمد الدارسون الآخرون حيث نقلوا كلامه بتصرف، ولهذا سنورد رأيه دون الالتفات إلى آراء الآخرين.‏

ويعود أسباب الشك عند هؤلاء :‏

فنجد الدكتور أحمد هيكل ومن حذا حذوه يرتاب في نسبة الخطبة إلى فاتح الأندلس، ويرون أن نسبتها إليه يحف بها كثير من الشك ،

وذلك لعدة أسباب منها:‏

أ ـ أن طارق بن زياد كان بربرياً مولى لموسى بن نصير، وكان أول عهده بالإسلام والعربية عام تسعة وثمانين للهجرة (89هـ/ 707م)، وهو العام الذي استولى فيه موسى بن نصير على بلاد المغرب، فلا يعقل أن يكون طارق قد اكتسب في هذه السنوات الثلاث اللسان العربي الفصيح والملكة البلاغية الرفيعة التي تؤهله لإلقاء مثل هذه الخطبة.‏

ب ـ ومن أسباب هذا الشك أنَّ المصادر الأولى التي سجلت حوادث الفتح، قد خلت تَماماً من أيّ حديث عن هذه الخطبة، ولم يرد ذكرها إلاّ في بعض المصادر المتأخرة كثيراً عن فترة الفتح، كنفح الطيب للمقري.‏

ج ـ ومن أسباب الشك أيضاً أسلوب الخطبة الذي لم يكن معروفاً في تلك الفترة، فالسجع والمحسنات البديعية، قد عاشت في عصر متأخر كثيراً عن أواخر القرن الأول الهجري..‏

د ـ أمّا "العربان" الذين ذكرهم طارق في خطبته "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك من الأبطال عرباناً"، فلم يكونوا في حقيقة الأمر، وحسب المصادر التاريخية الموثوقة "عُرباناً"، بل كان معظم أفراد جيش طارق من برابرة المغرب(11).‏

و بالنسبة إلى إهمال المصادر القديمة لهذه الخطبة، وظهورها في كُتُبِ المؤرخين والأدباء المتأخرين، على حدّ زعمهم، فهذا الأمر لا ينهض دليلاً على رفضها، لاسيما ونحن نعرف أنَّ ما وصلنا مِنْ هذه المصادر قليل جدّاً، وأنَّ ما وصلنا فيها من أخبار ونصوص ليس غير جزء ضئيل مما كنّا ننتظر، وما زلنا ننتظر أنْ يصلنا يوم يُكشَفُ النّقابُ فيه عن تراثنا الدفين ثم إنَّ القول بإهمال المصادر القديمة لهذه الخطبة قولٌ مبالغ فيه، فقد فات الدكتور أحمد هيكل والأستاذ عبد الله عنان ومن حذا حذوهما أن يطلعوا على كتُب كثيرة ألفتْ قبل "نفح الطيب" ورَدَتْ فيها هذه الخطبة بنصوص متشابهة حيناً، ومختلفة حيناً آخر(12) ، وها هيذي :

1 ـ تاريخ عبد الملك بن حبيب(13) المتوفى سنة 238هـ.‏

2 ـ الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة(14)، المتوفى سنة 276 هـ.‏

3 ـ سراج الملوك للطرطوشي(15)، المتوفى سنة 520هـ.‏

4 ـ ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب لأبي محمد عبد الله المواعيني الإشبيلي(16)، عاش في عصر الموحدين.‏

5 ـ وفيات الأعيان لابن خلكان(17)، المتوفى سنة 681هـ.‏

6 ـ تحفة الأنفْس وشعار أهل الأندلس لعلي بن عبد الرحمن بن هذيل(18)، عاش في القرن الثامن الهجري.‏

7 ـ أمّا صاحب نفح الطيب(19)، فقد توفي سنة 1041 هـ.‏

وإذن، فقد وردت هذه الخطبة المنسوبة إلى طارق في مصادر قديمة، مشرقية ومغربية، دون أن يتفطَّن إليها هؤلاء الشاكون، ولم يكن صاحب نفح الطيب أوّل من أوردها، على حدّ زعمهم.
ونعتقد أنَّ هذا الوهم ناتج عن عدم التمحيص والتدقيق أثناء الدراسة، والاكتفاء بنقل الأحكام الجاهزة دون التأكد من صحتها أو خطئها، ودون إجهاد النفس بالعودة إلى المصادر القديمة للتوثق من صحة تلك الأحكام.‏

وإذا كان بعضُ الدّارسين قد شكّوا في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق ـ كما رأينا ـ انطلاقاً من حجج نراها واهية، وفندناها، فإنَّ هناك باحثين آخرين رَدوا على من شك في صحتها، وتصدُّوا لإثبات صحتها ونسبتها، ومن هؤلاء الدارسين الدكتور عبد السلام الهراس الذي "أورد نصوص خطبة طارق من المصادر المختلفة التي أحصاها، وهي: نص ابن خلكان ـ نص الإمامة والسياسة ـ نص تحفة الأنفس لابن هذيل ـ نص ريحانة الألباب للمواعيني ـ نص عبد الملك بن حبيب ـ نص الطرطوشي ـ نص نفح الطيب وهو المعروف المتداول، وقارن بينها، واستخلص منها ثلاث صور للنص مختلفة بعض الاختلاف ولا سيما في الصياغة هي:‏

أ ـ نص الإمامة والسياسة.‏

ب ـ نص ابن خلكان ونفح الطيب.‏

ج ـ نص ابن هذيل، وهو يجمع بين النصين السابقين.‏

وتوصل من خلال دراسته لهذه النصوص إلى إثبات صحتها"(20). كما أثبتها الأستاذ عبد الله كنون، والعلامة شكيب أرسلان، والأستاذان: محمد الطيب وإبراهيم يوسف، والدكتور علي لغزيوي والدكتور عباس الجراري الذي تناول نص الخطبة على أساس أنَها من الأدب المغربي "وأورد نصوصها من المصادر السابقة، وانتهى إلى إثباتِها مع الإشارة إلى بعض الشك حولها بسبب اختلاف النصوص، ولكنّه يرجّح أنَّها ليست من إنشاء طارق، وإنما كتبت له ليلقيها في الجيش" وقد تناول السمات الفنية للخطابة في هذا العصر، فوازن بين خطب الأمويين بالمشرق وخطبة طارق من الناحية الفنية، وتوصل إلى النتائج نفسها المشار إليها آنفاً.‏

=========================

(1) محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف: تاريخ الأدب والنصوص. ص: 172.‏

(2) انظر كتابه: الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة، ص: 67 وما بعدها.‏

(3) انظر كتابه: ملامح الشعر الأندلسي، ص: 48 ـ 59.‏

(4) انظر كتابهما: الأدب المغربي، ص: 103 ـ 104.‏

(5) انظر كتابه: دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول، القسم الأول، ص: 47.‏

(6) انظر كتابه: محطات أندلسية، ص: 32.‏

(7) انظر كتابه: تاريخ الأدب العربي، ج4، ص: 40 (هامش 1).‏

(8) د.أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.‏

(9) انظر: سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 83 وما بعدها.‏

(10) انظر كتابه: التاريخ الأندلسي، ص: 59 وما بعدها.‏

(11) انظر: أحمد هيكل : المرجع السابق، ص: 69 وما بعدها.‏

(12) الدكتور عباس ا لجراري: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 58 ـ 59.‏

(13) نشر قسماً من الكتاب الدكتور محمود مكي في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد تحت عنوان: مصر وأصول كتابة التاريخ العربي الإسباني، سنة 1957، العدد: 5، ص: 221 وما بعدها. وانظر الدكتور عبد الرحمن علي الحجي: التاريخ الأندلسي، ص: 95.‏

(14) انظر: الإمامة والسياسة، ج2، ص: 106 ـ 107، طبعة موفم للنشر، الجزائر، 1998.‏

(15) انظر: سراج الملوك، ص: 154، نقلاً عن الدكتور عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.‏

(16) مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم: 2647 نقلاً عن الدكتور عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.‏

(17) انظر: وفيات الأعيان، مج5، ص: 321 ـ 322، دار الثقافة، بيروت.‏

(18) انظر: تحفة الأنفس (لوحة 48 مخطوط رقم 1652 الأسكوريال) اقتبسه محمد عبد الله عنان في كتابه دولة الإسلام في الأندلس، ج1، ص: 46 ـ 47.‏

(19) انظر: نفح الطيب، مج1، ص: 240 ـ 241.‏

(20) الدكتور أحمد بسام الساعي: خطبة طارق بن زياد هل قالها حقاً !؟ مجلة العربي، العدد 293، أفريل 1983م .‏
(( بإيجاز وتصرف من مقالة جديرة بالقراءة والبحث :
خطبة طارق بن زياد بين الشك و اليقين ؛ لأبي عبدالرحمن عبدالغني الغرابي )) .

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
22/02/2008, 08:42 PM
إن واقعة إحراق السفن المنسوبة إلى طارق بن زياد لم تحظ بالتحقيق والعناية، وقد اختلف المؤرخون حولها بين الظن واليقين، وأوّل من ذكر هذه القصة هو أبو عبد الله محمد الإدريسي (560هـ) صاحب كتاب "نزهة المشتاق"، إذ يقول :
"لمّا جاز طارق بِمن معه من البرابر، وتحصنوا بِهذا الجبل أحسَّ في نفسه أنَّ العرب لا تثق به فأراد أن يزيح ذلك عنه، فأمر بإحراق المراكب التي جاز عليها..."(انظر: نزهة المشتاق، ص: 178).
ولئن شكَّ بعض المؤرخين في الحادثة، فإنَّ هذا الشك جاء أولاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نواياهم، ونحن لا نشك في الحادثة، وإن شك فيها بعض الناس، لأنّ حرق السفن عمل جيد من الناحية الاستراتيجية، فهو بهذا العمل يكون قد قطع على الجيش كلّ أمل في العودة إلى المغرب، وليدفع جنوده إلى الاستبسال في القتال والاستماتة في الاندفاع، إلى الأمام.
كما أنَّ الخطبة تؤيد صحة هذه الواقعة فهو يستهلها بقوله :
"أيّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر..."
والدليل على صحة الرواية أنَّ مثل هذه الواقعة كانت شائعة ليس فقط في التاريخ العربي الإسلامي، وإنّما في التاريخ الإنساني عموماً، ومنذ أقدم العصور فقد ذكر جرجي زيدان أنَّ الأحباش عندما غزوا اليمن وبعد عبورهم البحر تصدّت لهم جيوش الدولة الحميرية الكثيفة، فخطب أرباط قائد الجيش الحبشي في جنده قائلاً :
"يا معشر الحبشة قد علمتم أنّكم لن ترجعوا إلى بلادكم أبداً، هذا البحر بين أيديكم إن دخلتموه غرقتم وإن سلكتم البر هلكتم واتخذتكم العرب عبيداً وليس لكم إلا الصبر حتى تموتوا أو تقتلوا عدوكم"(انظر: العرب قبل الإسلام، ص: 148).
وكذلك أورد الطبري أنَّ سيف بن ذي يزن خطب في عسكره الذي ذهب لتحرير اليمن من الأحباش بعد أن أحرق سفنه قائلاً: "ليس أمامكم إلا إحدى" اثنتين إمّا القتال بشجاعة حتى الظفر وإما الاستكانة والتخاذل، وحينذاك يلحقكم العار والخزي العظيم" (تاريخ الطبري، ج2، ص 119).
وقد أثرت قصة إحراق طارق بن زياد للسفن في المكتشف الإسباني "هرنا ندوكورتيث" الذي فتح المكسيك سنة 926 هـ/ 1519م فقد فعل فِعْلَ طارق عندما أحرق سفنه الذي قدم عليها جيشه من إسبانية حالما اشرف على شواطئ المكسيك لكي يقطع على جنده كل تفكير في الرجعة والارتداد ..
(محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، ص: 49 هامش رقم 1، نقلاً عن د.سوادي عبد محمد:
طارق بن زياد، ص: 95).
وانظر عن الحادثة مجلة الفيصل، السنة 24، العدد 279، رمضان 1420هـ.‏

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
22/02/2008, 09:03 PM
أخي محمود
قد أجدت وأفدت ، ولكن لو تفضلت وزدتنا علما بما يلي:
- هل نستطيع أن نعد المنفلوطي في عمله الذي يقدره له كل النشء العربي في تعريفهم بقصص خالدة، كالفضيلة، والشاعر، وفي سبيل التاج مترجما أو محررا للترجمة التي ربما كانت في الأصل هزيلة.
- وسؤال آخر ، لو سمحت ، هل يُعرف محرر الخطبة التي ألقاها طارق بن زياد على جنده إثر عبوره المضيق وإبان حرقه لسفنه، فنحن نشك في أن تكون الخطبة الأصلية على هذا النحو من البلاغة.

أخي الحبيب الغالي الفاضل المفضال الباحث الأديب سليمان أبو ستة
لايعد المنفلوطي محررا ؛ بل مترجما ؛ أو ماشئت من ذلك
وأنا أختلف قليلا مع أخي الفاضل الأديب الأستاذ محمود النجار
في تعريفه المطلق لكلمة التحرير ؛ ولننظر إليها من منظور لغوي لساني ؛
ففي كتب اللغة :

التَّحْرِيرُ :(مص. حَرَّرَ) : الإِنشاءُ كتابَةً؛ من مثل :
بدأ بتحرير رسالة إلى أهله ولم يكملها .
وتحرير المجلة ؛ أو تحرير الصحيفة ؛ أي الإِشراف على ما يكتب فيها ، أو الكتابة فيها
و رئيس التحرير : هو الكاتب الرئيسي المشرف على صحيفة أو مجلة.

1."هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ تَحْرِيرِهِ" : مِنْ إِنْشَائِه .
2."تَوَلَّى إِدَارَةَ تَحْرِيرِ الْمَجَلَّةِ" : مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَدَبِيّاً وَيُرَاقِبُ مُعَامَلاَتِهَا وَيُحَرِّرُها. "رَئِيسُ التَّحْرِيرِ".


ومن معانيها أيضا ، وهي بعيدة عن المقصود :

العَتْقُ من الرِّقِّ : {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَة } ٍ.
والإطلاق من القيود؛ تمَّ تحرير أسْرى الحرب
لقد كانت ثورة التحرير من الاستعمار عنيفة شديدة.

وشكرا لكم