المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيارة لمتحف الظل



فليحة حسن
25/11/2007, 02:25 AM
زيارة لمتحف الظل

فليحة حسن
العراق



الإهداء
( لي وله ولملكة الليل
اعتقد إننا أكثر من ثلاثة ؛)



المقدمة :
( عند انفجار القنابل
اصنع من رأسي ترسا
وألوذ به ؛ )




تمهيد :
( بوقار شديد
وبأكثر عقلانية
استأنف جنوني ؛)



1- باب ظل البحر
) ويسألونك عن الموج قل منافعه لايعرفها ألا الغرقى )
استدرجك الساعة حتى المخبأ
وأقيم عليك حداداً أحمر
في الربع الزائل من هذا القرن
حجّ العالم للسكين بخاصرتي
بدم التفاحة يغسل آدم عينيه
وحواء تنوح على العتبة
نوح أستجمع أبناءه
قال :-
أنبأكم لاشيء سيخلد إلا ولدي
يحميه الماء من الغبراء
ولا عاصم إلا....
الصرخة تلد الصرخة
وأحتاط الناجون السبعة
إذ نبذوا الأرض
وكانوا قوقعة خرساء بباطن بحر ثائر .
2- باب ظل النار
(وعد في الإنجيل إذا برق الجوع بأعلى قمة إن ينزل شجر ناري ويقيم صلاة الحاضر بين صفوف الغيّاب )
بين السكون
وبين السكون
هل تفردون المسافة
كي تتسع للصراخ ؟
3- باب ظل الروح
(في الأول من تكوين الروح أنصهر الأحمر والأبيض والأسود والفاتح والغامق والصامت
في بوتقة مائية
في آخر سجدة
أرتعش ملاك التكوين
إذ هربت كلّ الألوان
تاركة بوتقة سوداء
صاح : -
ياربة هذي الصنعة
ما أحوجني الآن إليك
قالت : -لا تقلق وأخلق روح الإنسان من اللالون )
وكان البحر إذا لاقى وجه الشطان
يصهل من زيف الأرواح ؛
4- باب ظل البيت
(صمتت الأرض وحملتنا على الصراخ )
قبل انتصاف الحلم في لون الشراع
خوف التصاق الدم بالخناجر
والظل بالحناجر
تأوي النساء إلى بيوتهن الكالحة
والذئب يخلع وجهه
فيكون سيدتي (المدينة)
5- باب ظل الحرب
( كان لابد أن يموت ليجد مكاناً شاغراً لجسده )
الحرب أوزار
ولكن التيبس في صناديق المخاوف
يقتل العشاق بين الأضرحة
ولان سألت الأرض
كفيك يا.....
ستقول أحلم بالصهيل
ويخيفني معنى التصحر
في رؤوس الأوردة ؛
6- باب ظل الليل
( يهرب الصبح إذ يشتكي لجة من ظلام )
لأبي تراجعه المقيم على الضلوع الراجفة
لو يرسم البيت المخضرم
في خطوط الكف
يعرضه طويلاً للسماء
فلسوف تمنحه الرياح الباردة
- ليس التسول مهنتي
ما بالكم تنسون إطراف الخيوط الناصعة ؟
7- باب ظل الكينونة
( كلنا من آدم وآدم للعذاب )
هكذا تبدأ المسألة
نرجم السماء بأحلامنا
تنفطر
نسقط نحن
آه .......
حتى هذه توخز تاريخنا
ولا توجز ؛
8- باب ظل السراب
(لأشلائنا إذ تستبيح الفضاء ارتعاش النحيب )
الحقيقة زيف
والأساطير مرآتنا الكاذبة
ولي غاية في التفتت
كي يستعاد بناء الصروح
والسراب الذي قد تسمونه بالسراب
سيتبعه الركض في المستحيل
فيصبح نحن
أو نتبادل الأقنعة ؛
9- باب ظل الدمعة
( الدموع ، أصغر من تحتوينا ، اكبر من نحتويها )
وعد ٌ مني أذا رأيته من جديد
وجلده ينزّ بعصير التوت
سأغمض عيني
وأمرّ ؛
10 – باب ظل السؤال
( الدروب تقود الدروب لماذا نضيع بوسط المتاهة ؟)
سأسال بصارة الحي
علّ الجواب يراودها في الهزيع
فيولد للرأس حلم جديد .
10- باب ظل الجواب
( كلمات الدم تحاور شفاه الأوردة )
لا حياة في التراخي
وفق قانون الطبيعة
والطبيعة تقتفي أثر التكهن في وجه شرطي التوجس
أو ضريح الأمثلة
******
طوبى لمن يبني القلاع
بما يخيم من ضياع !
11- باب ظل الريح
( رأسي كثير الدوار كأنه يتنبأ بالرياح )
راعني أن أكون المهاجر وحدي برأس الخطر
فالتفت بجلد الشخير
واستدرت إلى حيث كانت عصاي تنوح
ورحت أسير بغيم الصباح لنهر المساء لكي يستحم
وأما الكلأ
فحدقات النحيب
مرت القافلات على وهن
يلتهمها الرحيل المباغت
والرجال استباحوا
كلّ ما شاقهم من دروب
الوحيد الذي لم يلج في الوحول
طائر من لهب
كان إذ يركض المادحون للغصون اليباس
يمتهن مهنة الأخيلة ويعد الثلوج :-
1- نقطة في الهواء تثلج النائحين في صدور البكاء
2- نقطة في الظلام يأمل القانتون في سجون العناء
3- نقطة للرعود يهدأ الغاضبون في بروج السماء
4- نقطة
5- نقطة
6- نقطة
تستعيد الجبال شكلها المنبسط ؛
13 –باب ظل الموت
( أيامنا مرهونة في قبضة التابوت )
ها نحن نجلس خلف أكياس المخاوف ساهمين
لنعد ما يبقى من الإطراف في جسد الحياة
والأرض صارت تعلك الأجساد
تبصقها شحوبا للعناء
والرب ابعد من مدارات التكهن بالوصول .
14 – باب ظل الموقف
( للذي يأتي تحيات الوداع )
اصنع من رذاذ النار تمثالا يمجد صولة
الأقدام أن نزحت إلى المطلق
وخمن هذه الدنيا
صهاريجا من الحلم
يبنيها الذي يولد
فهل تأتي إلى الدخان ممزوجاً بتعويذة ؟
* * *
لاذ الصمت بجذر الصمت
وتداركنا الأمر سريعاً
جاء المد الراكض جدا ً
مولوداً
في كف الرفض .
15 – باب ظل اللون
(في سراط غير محكوم بخنجر ،
تركض الأسماء تكتظ بصيحات الجذور )
ملك والقلعة والفيل
وحصان يلهث في السر
الأبيض خط ممنوع
والأسود يجتاح القلعة
هل صار الأبيض محكوماً
أن يسكن قسمات الخوف ؟؟
16 – باب ظل الرمل
( في الدمع النائح استيقاظ مفاجئ لذاكرة الرمل )
يشاغبني الرمل عن أصله
ويحتد قلبي لوقع الرحيل
فلولا المشانق وجه الجذور
لكان الزمان يبسمل في لحظة المد
أن لا شريك
لهذي الشوارع غير الضياء
17-( سأحمل كل ّالشوارع في رأسي علني عند منعطف الطريق أفقده )
من أقصى الرغبة
جيء به
يتضوع هماً وحنيناً
وكان سيسكنه الطاغوت
لكن الإزهار اعترضت
في سحنته شيء من أطياف الهمس
وعلامات للحلاج
ودروب مافتئت تهرب
و....
هكذا قال آدم :-
واقفين خلقنا والدروب تمرّ بنا مسرعة !
18-باب ظل السكين
(للذئب فضل في صناعة السكين )
في عام الطين
احتدم الموقف بين الجرح وبين السكين
سيدتي :-
سيغرر باسمك
وتلوكين دماءاً قد رهنت
حتى الذبح القادم
فهل أنت خلاص ؟
جفل الجمع إذ كان ربيع الدم
يقيم صلاة أخرى في جوف البحر
19- باب ظل القمر
(وكان إذ ترجم الإلهة يقول لإبليس وجهي يكون الرداء )
وتولد مابين زعانفه أشجار زرق
وقيل يمام يأتي
أو ريح تلبس هيكلها العظمي
فتصبح أنثى
وقيل امرأة حاكت ثوب الملكوت
بخيط دام
لكني اعلم إني قد آتي بجراح أخرى
ملحوظة :-
لا تبتأسي قد ارجع بقناع ثان
وكان ينادي لاحد أتقنه الصمت
سوى (الأخرس)
هامش :- أبتأسي ها إني مت .
20 –باب ظل الصهيل
(بين التكهن والمرحلة كان فراغ التحاور يشيخ طويلا فوق التصلب والفرار الأكيد )
وإذا نلم الهمس
أم نبقى نساءل بعضنا عن صدى الأزميل
يحفر في تماثيل الرؤوس ؟
21- باب ظل القبر
(في أول الدم المدون في شرايين الفرق سنعد قبراً صالحاً للتجربة )
في التماثيل في ثآليل المدينة
في استغاثات المداخل
في حروف التاتاة
ثمة الأرواح يلمع فوقها وهج الخطايا .
22- باب ظل الجدران
(تتراكض الجدران بحثاً عن ملاذ )
* (انّا حشرناك حشرا)
في ساق قد ركضت دهراً
خلف امرأة غطاها الشوك إلى الرقبة
والبركان
بعيد عن منبعه الماء
*(ثم سقيناك مرا)
ستدق الساعة في الحائط
رأسك أو وجه الجدران
أو أضلع من كانوا دربا للسائل عن ظل الماء
*(ثم منحناك قبرا )
في اللوح الصاخب في الوادي
هل تسمعه يجهش من إسرار الماء ؟
23- باب ظل أبي ذر الغفاري
(كان يؤدي إلينا فامعنو ا في تحويره )
إن كان بمقدورك تذويب العمر إلى ما فوق الأحمر
فابدأ بالصمغ الموضوع على حلميك
طريقة الاستعمال :-
بمجرد تذويب العلبة
يغلي فيها ما يحويها ؛
ملحوظة :-
من دخل جوف قاتلي فهو آمن ؛
24- باب ظل الأمل
(أنا قادم واعتذر لشدة ضوئي )
عشر مرايا كسرت
حين شمخت بمعطفك الغائم
تصنع عشا مائيا
لطيور الرخ .
25 – باب ظل جدتي
(الربيع تنبأ بتاريخك فأنجب زهورا حمراء)
احتفالا بموتي
تأبينا لها
سأعود نفسي على الذوبان ؛
26 –باب ظل العشق
(أنت روحي واعتذر من ظلمتها أنت جسدي وأعتذر من اثر السياط )
يغمض العطر عينيه
ويجعلك تنساب منه
تاركاً لك
حرية الانتشار بين مساماتي .
27- باب ظل أل(آه)
(كانت أعمدة الصلبان تؤرقه فأصيح أخي وابتاع مسامير الصلب )
قادر على التسلط
ممنوع من القيام
مع ذلك أتجادل في جعل النقطة منفى
ورسم القوس سراطاً
و.....
......
ثمة اثر للعسس فوق قلبي ؛
28- باب ظل المعشوقة
(وهبتك أنا فلا تهبني الاك)
قيل بان ظلاما تتريا
حاول مزج سراط انشده بلعاب دمى
فتوخيت الحلم
وقمت .
ملحوظة :-
لضيق الأفق
اختصر حبي على عمر واحد .
29-باب ظل الشوق
( معك أقيم تحالفا ضدي )
وأمر بالقلب الموصول فقطع
وقيل انفرطت كلمات الشوق من الشريان
فغطت وجه القاعة
الموكب ينأى والرمح قريب جدا .
30- باب ظل الرقبة
( دعاء الرقبة ، أيها الحبل كن ناعما ورقيقا كحلمي )
وطمأنني بعد أن صنع الأشياء جميعا
إن يخلق من روح الأحزان سوايّ .
31-باب ظلي
(الصمت قناع الكلمة )
الظلام صلاة التطهّر
والوضوح صلاة نزيف الحديد
أعليّ أن احترز بالمعري
كي أرى الآخرين؟


ملاحظة :-(جميع التضمينات للشاعرة فليحة حسن )

ابراهيم زيدان
25/11/2007, 01:49 PM
العزيزة الشاعرة فليحة حسن ابنة الرافدين المحترمة
تحية طيبة
اهلا بك وبابداعك وسأنشر قصائدك في جريدتنا الدستور العراقية اليومية المستقلة
مع التقدير
اخوكم
ابراهيم زيدان
سفير واتا في العراق
مستشار رئيس تحرير الدستور

حسن سلامة
27/11/2007, 01:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السيدة فليحة حسن
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ،

ملاحظتك حول التضمينات ، زادت من مغاليق أبواب الظلال ، ومثل حكاية أمنا الغولة والشاطر حسن ، حاولت التسلل إلى تلك الغرف الممنوعة ، فردتني أقواسها ، وأدبني حراس كلماتها ..
قلت أعود ثانية ، ليس عاجلاً بالطبع ..
وقلت أيضاً :
من المعيب جداً أن نمر هنا شاكرين مادحين ، على هذه المدينة ، دون أن نحط رحالنا لثلاثة أيام ، كضيوف ، نأكل من موائدها ، ونشرب قهوتها العربية المرة ..
وبعد الأيام الثلاثة ، نستطيع أن نقول لمضيفنا ما نريد أن نقول ..!

حسن

هلال الفارع
29/11/2007, 01:44 AM
هذه مدينة شعرية حبلى بالدراما المؤلمة،
فيها يختلط التخوين بالتخمين،
والقتل بالحياة!
أكثر من قراءة تحتاج هذه ( الأسطورة )،
وأكثر من مداخلة، أو تعليق.
يشفع لنا عندها أننا في منتدى،
وإلا فهذا البساط الشعري المزركش في حاجة إلى وقت وورق وحبر،
هو في حاجة إلى دراسة متأنية، إثر قراءة كسولة.
لك التحية يا سيدتي،
فلقد قرأت هنا شعرًا ناضجًا موظفًا بعناية كبيرة.

باسم حمودة
30/11/2007, 02:09 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...
الشاعرة فليحة حسن اعجبتني ، واعجبتني كلماتك التي اتت من عمق هو اشبه بالشبح
وبلد اسفا تحطمت من اعمال عنف .. وقتل وصخب ..
الشاعرة فليحة ..

سلام الله عليكي ..

حسن سلامة
16/12/2007, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذة الشاعرة / فليحة حسن

أنت أدرجت هذا الديوان ، في هذا الموقع بتاريخ 25 / 11 2007
.. أنا وضعت تعليقاً عابراً بعد يومين ، لكنني غبت طويلاً ، وبقي شعرك ماثلاً ..
قلتُ :
حاولت التسلل إلى تلك الغرف الممنوعة ، فردتني أقواسها ، وأدبني حراس كلماتها ..
قلت أعود ثانية ، ليس عاجلاً بالطبع ..
وقلت أيضاً :
من المعيب جداً أن نمر هنا شاكرين مادحين ، على هذه المدينة ، دون أن نحط رحالنا لثلاثة أيام ، كضيوف ، نأكل من موائدها ، ونشرب قهوتها العربية المرة ..
وبعد الأيام الثلاثة ، نستطيع أن نقول لمضيفنا ما نريد أن نقول ..!
فهل أقول ما أريد الآن ..؟
لنقرأ ، منذ البداية .

( 1 )

العنوان والإهداء ..

زيارة لمتحف الظل ، هذا هو العنوان / الديوان ، مثلث ( الفعل والمكان والخلفية ..)
الفعل كان عند الشاعرة تصميماً مسبقاً ، على صناعة متحفها الخاص بها ، الذي وضعت في ظله الموروث والنادر ، الذي لن يكون عرضة للنهب مرة أخرى ، لأن هذا الموروث الوجداني غير قابل للتداول العبثي بالمطلق ، وبابه مفتوح فقط للذين يملكون مزامير غناء اللغة ، ويملكون الذائقة الأدبية الخاصة ، لأن ولوج هذا المتحف يستحق كل عناء ..
المكان ، حيث تقيم الشاعرة الآن ..
هنا لا تعنيني جغرافية التجوال ، أو التهجير أو حتى سنوات الدراسة في أية مؤسسة ، بل يعنيني أن نفهم ، ونحلل كل تلك التفاصيل المتراكمة في المتحف الأدبي / الإنساني ، وإن كنت أتلمس العديد من المفردات العقدية الكونية ، فإن المكان / الآن / قد يضيء بعض جوانب ظل المتحف ..!

النجف / المكان / المدينة ..
نعرف المكان ، وتقول عنه الموسوعة الحرة ما يلي :
( مدينة النجف من المدن الاسلامية المقدسة تقع في محافظة النجف في العراق قرب الكوفة والحيرة ومعنى كلمة النجف هو المكان الذي لا يعلوه الماء, يوجد بها ضريح الامام علي ابن ابي طالب حيث نقل عاصمة الدول الاسلامية في عصر خلافتة إلى الكوفة ، والحوزة العلمية في النجف مركز مهم للمرجعية الشيعية في العالم. )

وحين أتحدث هنا ، أو أقرأ البداية ، أكون في حقيقة الأمر ، محاطاً بمثلث / النجف / الكوفة / الحيرة ..!
وهذا ما جعلني / في الحيرة / لأقف عند الإهداء:

( لي وله ولملكة الليل
اعتقد إننا أكثر من ثلاثة ؛)

لي + له + ملكة الليل ..
ثم :
.. اعتقد إننا أكثر من ثلاثة ..!
هل نحن أربعة / مع المكان
هل نحن خمسة / ..ستة ، ألف ..
هل نحن :
أنا / هو / ملكة الليل / العراق / الناس ..
نعم ، كل ذلك ، في عمل أدبي راق ..
اسمه / فليحة حسن ..

هذه الشاعرة التي قدمت الإهداء / البسيط الصعب ، تثير التساؤل في كل كلمة ، كل تضمين اشارت إليه ..
31 باباً لمتحف الظل ..!
هل هي أيام الشهر ، وأي شهر .؟
هل هو مارس / آذار
أم يوليو / تموز ..؟!
شهران في كل واحد منهما 31 يوماً ..
أم أنني ابتعد كثيرأً عن هذا التصور ، لكن في حقيقة الأمر ، أرجح أن هذا العمل الشعري المتميز ، كان أنجز في 31 يوما .. ربما .
أيضاً :
في مارس كان الغزو ، وفي تموز تكون آلهة الخصب ..

لاحقاً /
سأقرأ المقدمة .. وجنون التمهيد
قبل عبور الأبواب ..

حسن سلامة
16 / 12 / 2007
h_salama_51@yahoo.com

حسن سلامة
17/12/2007, 08:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

( 2 )

الاستاذة الشاعرة / فليحة حسن
العراق .. العراق

نقرأ المقدمة :

( عند انفجار القنابل
اصنع من رأسي ترسا
وألوذ به ؛ )

أين العراق ،
أين الفرات ودجلة الخير ..
أين السياب ، والجواهري ، والبياتي وسعدي يوسف
أين الاشعار المنثورة كالنخل
بين البصرة والموصل ..؟
أين التاريخ .؟
اين الناس ..؟
صار الناس يلوكون الناس ،
حتى أينع صخب الموت المجاني المعلن ..
يتداول كل الجثث المجهولة حتى نعرفها
فعرفناها .
وصمتنا ..!

حين انفجار القنابل ، أين يفر الناس ،
لا عاصم إلا الله ..
حتى الملاجئ ما عادت آمنة ، ولا البيوت .
ما عادت فكرة الاحتماء تراود بسطاء الناس ..
ليس هناك مكان آمن ..
إما الموت ، أو الموت .. أو الموت
نعم ، حين ( يطيح الجمل ، تكثر السكاكين ) وهذا ما صار ..
وحين تلوذين إلى رأسك ، وتصنعين منه ترساً ، فقد ذهبت إلى نهايات الوجع والمكنون الأخير ..
ترساً من الرأس ، قد يحمينا،
لكنه المستهدف الأول الآن ..
هذا الرأس / الترس ، إلى أي مدى سيصمد ، فهم لا يرون غيره من كل الجسد ..
نحن أمام حالة إنسانية صارخة ، تستنفد كل فرص الحزن المتبقي في داخلها ، تضعنا في نقيضين حتى الاحتراق الذاتي ،
ليكن ما يكون ..
فإن .. ( دعاء الرقبة ، أيها الحبل كن ناعما ورقيقا كحلمي )

( بوقار شديد
وبأكثر عقلانية
استأنف جنوني ؛) ..

أنا أعلم أن الأمر سـُقط في يدك ،
أعلم حين الوقار الشديد (!)
حين رجفة غزال صغير أمام مفترس كاسر فجأة ..!
أعلم / ضرورة صنع الوقار الشديد
الذي يفتح مصاريع أبواب الجنون ..
هذا الجنون الذي يرحل بنا بعيداً عن إنسانيتنا ،
هنا / من باب الجنون أن نتحدث عن البيت والوطن والخبز ..!
هنا ، لا حديث سوى الجنون ، والجنون ..
علـّنا يا سيدة الكلمة ، ننسى أنفسنا ، لحظة ما .. يوما أو بعض يوم ..
أو ليتنا نصحو بعد ألف سنة مما يعدون ،
على الأقل ، سنشكو أمرنا / بورْقنا وورقنا / إلى الخالق العزيز الجبار ..
نعم ، إنه المجيب المنتقم ..


يتبع لاحقاً بعون الله

حسن

ريمه الخاني
17/12/2007, 09:10 AM
متحف الظل....
حيث الصمت المبهم
حيث عبارات لا مرفأ
ا لا
صراخ يحتاج من يسمعه
هناك فقط مازلت اجدف لاصل ..

تحيه لقلمك الراقي والذي يروي المنا جميعا
ريمه الخاني

سعيد نويضي
17/12/2007, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخت الشاعرة الأديبة فليحة حسين...
تحية شعرية ممتدة ما امتدت القصيدة إلى أفق مليء بالجنون...بالشعر...و بالحكمة...
ما من عاقل إلا ويتمتع بنوع من الجنون الحكيم شرط تذوقه حلاوة الكلمة و الكلمة الشعرية بفضائها المفتوح على كل أبواب هذا العالم...هذا الكون بتموجاته و أمواجه...بهدوئه و اضطرابه...بعرقه المتصبب وملوحة كلماته العذبة...و انسيابه في شرايين وجوده مند اقتناعه بحكمة الكلمة و أثرها على المتلقي...

فلمن نكتب؟ و لماذا نكتب؟
نكتب لأنفسنا...لذواتنا...لوجودنا...نقترف شيئا من الذكرى...و نمارس الخلود المؤقت...
نكتب للآخر...لكل قارئ...للإنسانية...
نكتب لسكينة الليل...تلك السكينة...تلك الطمأنينة...التي يتمتع بها الليل صاحب الحق في الخلود إلى الحلم...رغم قسوة النهار بآلامه وشقائه...بآماله وسعادته...
و هنا تتجلى حقيقة من أكبر الحقائق التي قد تغيب عن الكثيرين...و هي حضور "الحاضر " بكل أبعاده الفيزيقية و الميتافزيقة...

و كل شيء يحتاج إلى عنوان و مقدمة و تمهيد و يأتي بعد ذلك الشلال بكل ما تحمله الكلمة من معاني ليأخذ طريقه وسط حقول الزهور أو حقول الألغام...

زيارة لمتحف الظل...

الواقع أن كل قارئ لأي عمل فهو زائر...يتأمل الصنع و يرى من خلال الأثر جمال الصانع...و المتحف لا يمكن أن يقدم إلا قطع من امتداد للقلب و العقل في أشكال منحوتة أو لوحات مرسومة أو كتابات من الحكمة بمكان...و الظل ما هو إلا امتداد للذات في انعكاساتها لما يأخذ الشعاع مكانه المناسب...فيكون الأصل مولدا للظل و امتدادا له في تجلياته...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

دمتم بألف خير و في رعاية الله جل و علا...

حسن سلامة
19/12/2007, 08:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

( 3 )

الأخت المميزة / فليحة
هنا سأقدم قراءة مباشرة على الشاشة ، في الباب الأول ..
هذا النص :

1- باب ظل البحر
( ويسألونك عن الموج قل منافعه لايعرفها ألا الغرقى )
استدرجك الساعة حتى المخبأ
وأقيم عليك حداداً أحمر
في الربع الزائل من هذا القرن
حجّ العالم للسكين بخاصرتي
بدم التفاحة يغسل آدم عينيه
وحواء تنوح على العتبة
نوح أستجمع أبناءه
قال :-
أنبأكم لاشيء سيخلد إلا ولدي
يحميه الماء من الغبراء
ولا عاصم إلا....
الصرخة تلد الصرخة
وأحتاط الناجون السبعة
إذ نبذوا الأرض
وكانوا قوقعة خرساء بباطن بحر ثائر .

0

باب ظل البحر ..!
كيف يكون للبحر باب وظل ، قد نستطيع من خلال الرؤية البصرية القول أن البحر هو ظل السماء ، وانعكاس زرقتها على سطحه ، فيكون ذاك الأزرق في تبادلية تتماهى مع السكون / الصمت الذي يرنو على خط الافق ، حيث مغرب الشمس ؛ والتساؤل العجيب : ثم ماذا بعد ذلك الخط ..؟!!
فتكون الإجابة من الشاعرة ذاتها حين حددت لنا دائرة التساؤل / في البحر دون السماء / .. يسألونك عن الموج ..!
في موروثنا العقدي ، وعقلنا الحاضر ، نستحضر ذاك السؤال الموجه من الله سبحانه وتعالى إلى النبي الكريم المصطفى : .. يسألونك عن .. ثم : قل ( الإجابة التي أملاها الخالق على النبي ) ..
استعانت الشاعرة بهذه الصورة / الصيغة الإبداعية لغوياً ، من قول الحق في القرآن .. وهي ، وبحكم ثقافتها العقدية ، وجغرافية مدينتها ، جعلتني أتربص كل تلك الاستعانات والإسقاطات ، بكثير من الحذر ، والإعجاب على حد سواء ..
هذه المقدرة على الصياغة الوجدانية اللغوية ، لا يفعلها كل شاعر ‘ إلا الذين كانوا ( مسكونين بوجع المكان والحدث ) فما بالك ، بشاعرة في العراق ، في النجف ، وتملك تخصصاً في اللغة العربية ..!
شخصياً ، لي موقفي الخاص حول ما يجري في العراق ، من احتلال غاشم ، ومن ممارسات القتل الغير إنسانية ..
هنا ، لا أصادر عواطف الآخر ، لكن لا أسمح بالمقابل مصادرة عواطفي ..!
وحين أقرأ هذا النص ، حتى الآن ، فالسبب يعود إلى إعجابي بفنية الكتابة بإحساس راق ، وبحرفية عالية ..

يسألونك عن الموج
قل : منافعه لا يعرفها إلا الغرقى ..!!
فكيف تكون هناك منافع .. وهل الغرقى / يعتبرونها كذلك ..؟!!
إنها حالة من الإدهاش ، إن الغريق في أفضل حالات قبل الموت يعاني سكراته ، ونزعه الأخير فلا منجد .. فيكون قد سـُقط في يده ، وتدلت ساقاه في الماء ، وبردت مفاصله حتى الشلل والتيبس والموت بوعي كامل ..!
هنا تكون هنيهة استحضار الكون ، العالم الخاص بهذا الغريق ، تتراكم في مخيلته كل الأحداث / الأدنى فالأبعد حتى دخول القطرة المالحة الأخيرة ..
أية منافع ‘ إن لم تكن تعني الشوق الحاد المتلهف لملاقاة الخالق ..؟
هنا تكون المنافع حكراً على الغرقى ..!!
أسأل الآن : كم هو مؤلم توليد معنى هذه الصورة الأدبية عند الشاعرة ..
كم هو موجع حين تمخض رأسها قنابل الكلمات المتفجرة ..؟!
لذلك ، حين استأنفت جنونها بوقار شديد ، كنت أعلم أنها ستفعل ذلك إلى حد استدراج جنون الآخر ..!

بعد التضمين ( بين هلالين في بداية الباب ) تدخل الشاعرة إلى القول / الموضوع / القصة الوجع :فتزج بنا في الطوفان ، بعد استدراجنا للمخبأ ، وبعد الحداد المعمد بالدم..!!
أهي حالة العراق أم عودة كربلاء .. سيان .!
نحن أمام نوح والطوفان ، حتى نصل إلى ( نجاة الحيرة التي تدفعنا للاضمحلال الكلي داخل قوقعة خرساء .. في باطن البحر الثائر ، هنا تكون جدوى السؤال الأول : يسألونك عن الموج ، قل الإجابة الآن ، المنفعة في هذه اللحظة ، وهي / الخرس / في عمق ذاك البحر ..
أليس الصمت منفعة أمام الطوفان والخنجر الذي تعود الحج كسكين في الخاصرة ..؟؟

إنه عمل أدبي يستحق كل عناء ..

قد نكمل القراءة ..؟!!!

حسن سلامة

سعيد نويضي
24/12/2007, 02:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

[تتمة]

في واقع الأمر لما يتم انفجار في أي مكان...بطريقة آلية يضع الإنسان يديه على رأسه...فشاعرتنا بحكم واقع مرير...و بحكم الانفجارات المتوالية صنعت من رأسها خوذة و احتمت بها...و ما خوذة الرأس إلا الأفكار و الأحلام و الكلمات و الإيمان بقوة القضية...

فالوقار هو ما يقتضيه الإيمان بالقضية و لتكن الكلمة هي الوسيلة... هذه الكلمة بحاجة إلى عقلانية و حكمة ما دام العالم يسير يهما إما سلبا أو إيجابا...و إذا التقى الشعر بالحكمة فذلك بعيد عن النبوة قريب من الجنون...لذلك تستأنف الشاعرة جنونها في عالم يوصف بالعقلانية...في حين أنه بعيد عن العقلانية كل البعد...

1 ـ ما بدا لي عندما مررت أمام باب البحر...

حقيقة هو التساؤل عن منافع الموج في بحر من الدماء لا يعرفونه إلا من أصيبوا بشكل أو بآخر بآفة الحرب...و عايشوها أو عاشوها عن قرب...و من تم يظل الاختباء من شظايا الانفجارات هو هم يضاف إلى باقي الهموم الأخرى...

في بحر الحياة إن لم ينجو الإنسان فهو الغرق لا محالة...إنما الغرق بأشكال مختلف ألوانه... في عالم من الصراخ...و الصخب و الضجيج...أو في عالم من الدم الذي كانت بدايته عشق لتفاحة ثم سببا في بكاء متواصل لحواء على فلذات كبدها اللذان اقتتلا فيما بينهما...و ليظهر بعد ذلك عجز الإنسان في التفكير على وقف النزيف المتواصل بسبب الحروب و الاقتتال...

و من تم تنتقل الشاعرة إلى مفارقة عجيبة في خلود المعصية الممثلة في ولد نوح الذي سيطهره الماء و ينقله إلى العالم الآخر...لأن الأصل في الماء يمد بالحياة و بالطهارة...لذلك سيحميه من بطش الأرض و من عليها...و كأن الشاعرة تريد أن تقول لنا إن كان من الموت بد فلأمت تحت أي ذريعة ما عدا البقاء مع قوم يحجون للموت للعنف للبتر للدم...أما العاصم من النار فهو الله جل و علا...

أما السبعة الناجون ـ و إن كان هناك اختلاف لأن علمهم عند عالم الغيب و الشهادة ـ لذلك انسحبوا فرارا بدينهم و هم أصحاب الكهف الذين رفضوا الأرض الذي عم فيها الظلم...فتقوقعوا في كهف على بحر من اليابسة...هذا البحر الذي لا يعرف هدوءا و لا طمأنينة...

و كل عام و أنتم بخير...

فواز الجبر
24/12/2007, 12:06 PM
سيدتي عندما أقرأ نصا أريد منه أن أستمتع به وأن أفهمه

ومختصر القول أنك قدمت لنا وجبة دسمة جدا جدا وهي ثقيلة جدا

حتى استعصى هضمها

كتبت بخيالية عميقة ونحن عندما نكتب ليقرأ الآخرون

يجب أن نقدم لهم مفاتيح ليتمكتوا من الولوج إلى جوهر مانريد

لكنك هنا حرمتنا حتى من المفاتيح. وعن نفسي أنا ماستطعت أن أفك رموزها.

تحيتي لك وتحيتي لكل من حاول سبر أغوار نصوصك ولم يفلح


وسلمت

فواز الجبر
24/12/2007, 12:06 PM
سيدتي عندما أقرأ نصا أريد منه أن أستمتع به وأن أفهمه

ومختصر القول أنك قدمت لنا وجبة دسمة جدا جدا وهي ثقيلة جدا

حتى استعصى هضمها

كتبت بخيالية عميقة ونحن عندما نكتب ليقرأ الآخرون

يجب أن نقدم لهم مفاتيح ليتمكتوا من الولوج إلى جوهر مانريد

لكنك هنا حرمتنا حتى من المفاتيح. وعن نفسي أنا ماستطعت أن أفك رموزها.

تحيتي لك وتحيتي لكل من حاول سبر أغوار نصوصك ولم يفلح


وسلمت